عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: حكاية قصيدة عش انت الجمعة 14 يونيو 2024, 10:22 am
قصيدة عش انت لفريد الاطرش مع كلمات القصيدة قصة حب مؤلمة وحزينة جداً قصة احمد وديما وما اتت به الايام عليهما، قصة حب حزينة جداً بين شاب يدعي احمد وفتاة تدعي ديما عشقا بعضهما حد الجنون، ولكن انتهت قصتهما بأصعب نهاية ممكنة، كان احمد شاب في العشرين من عمرة، وكان يتمتع بقدر كبير من الوسامة والجاذبية، وكان يقضي ساعات طويلة بإستخدام مواقع التواصل الإجتماعي، وذات يوم تعرف علي فتاة تدعي ديما، بدأ الحديث بين أحمد وديما كأصدقاء، مرت الايام سريعاً وأصبحت ديما شخصاً أساساً في يوم أحمد وحياته بالكامل، وفي يوم رجع من جامعته ودخل كعادته بإنتظار ديما للحديث معها، ولكنها غابت ذلك اليوم، جلس أحمد أمام شاشته أكثر من 3 ساعتها بانتظارها ولكنها لم تأتي، ظن أحمد أن لديها عطل في شبكة الإنترنت وذهب إلي فراشة ونام، وفي اليوم التالي كان اول ما فعله أحمد بعد أن استيقظ هو أنه دخل كعادته ليطمئن علي ديما، فإذا به يجدها تنتظرة قائلة : لقد انتظرتك كثيراً أين كنت؟ تعجب أحمد وقال لها: بل أنا من انتظرتك كثيراً البارحة ولكنك لم تظهري أبداً، فاعتذرت ديما له عن انشغالها بسبب وجود امتحانات سنوية لديها .
ومع مرور الوقت بدأ أحمد يشعر بمشاعر الاعجاب والحب تجاه ديما، ففكر أن يصارحها علي الفور، ولكن ديما فاجئته بردها البارد قائلة : أنا أحبك مثل أخي يا أحمد، قال أحمد : ولكنني يا ديما لا أحبك مثل أختي، أحبك بمعني الحب نفسه .. صممت ديما طويلاً ثم أجابته قائلة : أنا لا أريد الأرتباط بشخص تعرفت عليه عن طريق الانترنت، فسألها أحمد عن السبب فأجابت : لأني لا أؤمن بالحب بهذة الطريقة، فهو مجرد خرافة ووهم .
أصر أحمد علي حبه نحوها وأكد عليها أنه يعرف شعوره جيداً وأنه حب حقيقي وليس وهم حتي بدأت ديما تصدق كلامه بالفعل فوافقت علي الارتباط بهذة الطريقة رغم كونها خائفة جداً، تطورت العلاقه بينهما وبدأت تنتقل من الانترنت إلي الهاتف، واستمرت هذة العلاقة لمدة ستة أشهر كاملة، حتي اتفقا الاثنان أن يتقابلا وجهاً لوجه ليريا كل منهما الآخر للمرة الاولي، وبالفعل تم اللقاء وكانت ديما فتاة جميلة جداً ورقيقة أعجب بها أحمد وبشكلها من أول نظرة، وكان أحمد شاب وسيم وأنيق، وكبر الحب بين الشابين وصارا يتقابلان بكثرة .
وفي يوم اتفق احمد مع دينا علي اللقاء، وهناك فاجئها بطلبه خطبتها والتقدم لوالدها لطلب يدها، وبدل ان تطير ديما فرحاً، قابلت أحمد بالحزن والخوف وقالت لأحمد أن عائلتها من المستحيل أن تقبل به زوجاً لها لأن أهلها وعدوا ابن عمها أن يتزوجها في المستقبل القريب، وهذة كلمة شرف بالنسبة لهم لا يمكن التراجع عنها أبداً .. نزلت كلمات ديما كالصاعقة علي مسامع أحمد، وبعد تفكير في العديد من الحلول رادوتهم فكرة الهروب والزواج، ولكن ديما رفضت الفكرة تماماً .
طلبت ديما من احمد الابتعاد عنها لانه تم خطبتها من ابن عمها، وعندها فقد أحمد الامل تماماً وحاول نسيانها فسافر خارج البلاد للعمل وفي احشائة يحمل قلبه الممزق بلا حب وبلا أمل وبلا مستقبل، واصيب ديما بمرض خطير بسبب شدة حزنها ودخلت المستشفي عدة أيام، وهي تتمني كل لحظة رؤية أحمد التي تشتاق روحها إليه، وعندما سمع خطيبها خبر مرضها تركها وابتعد عنها ولم يزرها حتي مرة واحدة في المستشفي، وكان والدهما يحزنون ويندمون كثيراً بسبب رفضهم أحمد الذي يعشقها، وبعد عدة أشهر عاد أحمد من الخارج ولا يعلم بكل ما يجري فتوجه علي الفور إلي بيت دينا ليراها حتي من بعيد لأنها اشتاق لها كثيراً، وهناك رآها والدها وأخبره أنها ترقد في المستشفي مريضة بمرض خبيث .
أسرع أحمد الي المستشفي وهو يبكي، دخل غرفة ديما ولكنه وصل متأخراً، فوجد علي سريرها رسالة تقول : ” حبيبي أحمد، اعتذر لك كثيراً لاني لم استطع التحدث معك، كنت أنتظر عودتك كل يوم، وعندما دخلت المستشفي عرفت من اليوم الأول انني لن اخرج منها حية، وكنت أتمني فقط أن أراك قبل أن أموت، إن كنت تقرأ رسالتي الآن فاعلم أن كل ما أريده هو أن تواصل حياتك بدوني، وألا تحزن علي فراقي، انني احبك كثيراً، الي الوداع .. حبيبتك ديما ” .. قرأ أحمد الرسالة وقلبه يتمزق ودموعه تنهمر، أخذ يبكي حتي جفت دموعه ولكنه نفذ طلب حبيبته ديما وواصل حياته، فتزوج من فتاة أخري وانجب منها طفله وأطلق عليها اسم ديما .
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكاية قصيدة عش انت الجمعة 14 يونيو 2024, 10:24 am
بشارة الخوري.. الشاعر اللبناني الملقب بالأخطل الصغير
قـف فـي رُبـى الخـلد واهتف باسم شاعره .. فــســدرة المــنــتــهــى أدنـى مـنـابـره وامـسـح جـبـيـنـك بـالركـن الذي انبلجت .. أشــعــة الوحــي شــعــراً مــن مــنــائره سألتنيه رثاء خذه من كبدي .. لا يؤخذ الشيء إلا من مصادره
اقتباس :
بشارة الخوري.. الأخطل الصغير
كانت حياته سلسلة من المعارك الأدبية والسياسية، خاض فيها بقلمه وشعره للدفاع عن أمته وإيقاظ هممها ضد الاستعمار، وكان شعره نسيما عليلا يهب على النفوس، فهو شاعر الحب والهوى والقصائد المغناة، بويع أميرا للشعراء بعد وفاة أحمد شوقي، وقد أغرت النبرة الغنائية المتوافرة في شعره الملحّنين، فعكفوا على تلحين قصائده. تسابق على غناء شعره أشهر الفنانين العرب من الطبقة الأولى، وفي مقدمتهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، كما كان للفنانة الكبيرة فيروز من قصائده حظ وافر، وغنى له فريد الأطرش عددا من قصائده في مقدمتها “أضنيتني بالهجر” و”عش أنت”، كما غنى له وديع الصافي وأسمهان، وغيرهم.
في هذا الفيلم الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية نتعرف على الشاعر اللبناني بشارة الخوري الذي اشتهر بلقب “الأخطل الصغير”، تيمنا بالشاعر الأموي الأخطل التغلبي. ولد شاعرنا بشارة الخوري عام 1885 بقرية إهمج في قضاء جبيل في حضن محافظة جبل لبنان، وقد اشتهر سكانها بالفصاحة ونظم الشعر فصيحه ومحكيه، وطبعوه بصبغة أدبية فريدة، وكان للأخطل الصغير من ذلك نصيب الأسد، واكتسبت قصائده عذوبة في الألفاظ ورقة في العاطفة وجزالة في المعاني. جده هو الخوري ميخائيل الملقب بالحكيم، فقد كان يداوي الناس بالطب العربي، ونقل المهنة لأبنائه ومن بينهم عبد الله الذي تزوج حلا نعيم وأنجبا سبعة أبناء، كان الأخطل أصغرهم.
الأخطل الصغير.. علاقة وطيد مع عائلة الرحباني
ارتبط اسم الشاعر بشارة الخوري بعائلة الرحباني الموسيقية ارتباطا فنيا وثيقا، وكان أصلها علاقة نسب، فقد تزوج عبد الله نجل الأخطل من سلوى إحدى بنات عائلة الرحباني، وكانت العلاقة مع عائلة الرحباني قوية، وكان يزورهم في مسكنهم في الجبل. ويروي الشاعر والمؤلف الموسيقي غَدي الرحباني عن الأخطل أنه كان لا يحب زيارة الجبل، لكنه كان يقول إنه لا يحتاج إلى الطبيعة لينظم الشعر، بل إنه يستطيع استحضارها فيكتبها بأجمل ماهي عليه. “الأخوين الرحباني” صاحبا لحن أغنية “يبكي ويضحك” التي كتب قصيدتها الأخطل الصغير وغنتها فيروز وقد لحن الأخوان كثيرا من قصائده، وكان للفنانة فيروز منها نصيب كبير، ومن هذه القصائد: يبكي ويضحك لا حزنا ولا فرحا كعاشقٍ خطّ سطرا في الهوى ومحا من بسمة النجم همس في قصائده ومن مخالسة الظبي الذي سنحا قلبٌ تمرس باللذات وهو فتى كبرعم لمسته الريح فانفتحا وقصيدته: يا عاقد الحاجبين على الجبين اللُجينِ إن كنتَ تقصد قتلي قتلتني مرتينِ حاز بشارة الخوري على لقبين كبيرين في تاريخ الشعر العربي “أمير الشعراء” و”الأخطل الصغير” وكما يلاحظ، فقد تميز شعره بالسلاسة والليونة، والعبارات القصيرة، ولقبه بعضهم بشاعر القُبل لكثرة ما ذكرها في قصائده، كما في قصيدة “أسقنيها” التي غنتها الراحلة أسمهان: أسقنيها بأبي أنت وأمي لا لتجلو الهمّ عني أنت همّي املأ الكأسَ ابتساما وغراما فلقد نامَ الندامى والخُزامى زَحَمَ الصبحُ الظلامَ فإلامَ قمْ نُنَهْنِهْ شفتينا ونذَوِّب مهجتينا رضيَ الحبُّ علينا
الأخطل الصغير.. رحلة غنائية مع موسيقار الأجيال
اهتم بشارة الخوري كثيرا بالقصيدة الغزلية، وكان يختار الكلمات بدقة ورقة، لكنه كان كمن يغرف من بحر، وجاءت قصائده إيقاعيه غنائية، وامتازت بالموسيقى الشعرية وقوة المشاعر، ويرى بعضهم أن هذا أكثر ما ميز شعر الأخطل عن شعر غيره من الشعراء. ويروي الشاعر سهيل مطر أن الموسيقار محمد عبد الوهاب سئل مرة، لمن لحنت من الشعراء؟ فأجاب أنه لحن لكثيرين منهم، وعندما سئل عن الشاعر الأخطل الصغير، قال إن قصائده تأتي ملحنة، ولا تحتاج لمن يلحنها. الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب يصف قصائد بشارة الخوري بأنها تصله ملحنة بدأ بشارة الخوري تعاونه مع عبد الوهاب في قصيدة “الهوى والشباب”. وكما يروي الأخطل في حديث مصور، فقد كانت مكونة من أربعة أبيات فقط، فطلب منه عبد الوهاب أن يضيف لها أبياتا أخرى، فنظم القصيدة بشكل كامل، وغناها الموسيقار الكبير، وبدأت بينهما صلة إخاء ومحبة. الهوى والشباب والأمل المنشود ضــاعــت جــمــيــعــهــا مــن يـديّـا يـشـرب الكـأس ذو الحـجـى ويـبقّي لغــد فــي قــرارةِ الكــأس شــيّــا لم يـكـن لي غـدٌ فـأفـرغـتُ كـأسـي ثــم حــطّــمــتــهــا عــلى شـفـتـيّـا
بشارة الخوري.. رائحة الشعر الفرنسي
غمس الأخطل قلمه في دواة الشعر الفرنسي، فأنتج قصائد فاحت منها عطور باريسية، وهو ما جعل بعض النقاد يتهمونه بسرقة قصائد من الأدب الفرنسي، ويدافع الناقد نذير جعفر عن الأخطل، فيقول إن مصطلح السرقة قاسٍ على شاعر مثل الأخطل، ففي النقد مصطلح التناص أو الاقتباس، ولقد كانت بعض قصائده مترجمة حرفيا، وبعضها مقتبس، والآخر محاكاة للشعر الفرنسي، وهذا ما خلط الأحكام النقدية، ومن هنا جاءت التهمة. ويقول نذير جعفر لو حاول بشارة الخوري توثيق هذه النقاط الثلاث في شعره، وفصل القصائد عن غيرها -وهي نقطة ضعف في شعره- لما اختلط المستورد مع الأصيل. بشارة الخوري شاعر ومناضل عربي أحب وطنه العربي ودافع عنه في قصائده ويرى نقاد آخرون أن الأخطل تأثر ببعض الشعراء الفرنسيين مثل “بوردون”، وقد اقتبس من قصيدة “إناء في كأس”، وكذلك تأثر بالشاعر “موريس ماترلين”، ويرون أنه عندما يفقد الشاعر تأثره بالآخرين فإنه يفقد ذاته. كان الأخطل الصغير مثقفا وقد تأثر كثيرا بالشعراء الغنائيين الرومانسيين الفرنسيين أمثال “موريس ماترلين” و”فيكتور هوغو”، وقد كان أول شاعر عربي تحدث عن المرأة، وتغزل بها بشكل عذري أحيانا، وبشكل حضري أحيانا أخرى، وقد قال نزار قباني إنه التلميذ الأول والأوحد للأخطل.
الأخطل الصغير.. في جريدة البرق
كان للأخطل الصغير قلم تمرس في مناهضة الظلم، فقد مارس الصحافة في سن مبكرة في جريدة المصباح، وبعد ذلك أسس له أخوه الكبير يوسف جريدة البرق 1908، وكانت أسبوعية ثم يومية. كان الأخطل موهوبا وصحفيا حقيقيا، توفرت فيه كل صفات الصحفي. ففي البداية دافع عن العثمانيين، وكان يرى أن الدستور الذي أصدره السلطان عبد الحميد عام 1908، هو الدستور الذي سيؤمن الاستقلال للبنان، ولكن خاب ظنه في ذلك. جريدة البرق التي كان يحررها بشارة الخوري ويفتتح أعدادها بأبيات شعرية وكان يفتتح جريدته بقصيدة شعرية، وقد مزج بين الأدب والشعر والصحافة والسياسة، وكانت جريدة البرق منبرا له ولزمرة من الشباب الثائرين الذين كتبوا عن لبنان وقضاياه وطالبوا باستقلاله، ودافعوا عنه بأقلامهم وأفكارهم التحريرية. كلفه ولاؤه لبلده الكثير، إذ لم يترك القلم الذي كان رصاصة كما البندقية، ولم يغير مبادئه في تعرية الظلم، فلوحق وحكم عليه بالإعدام إلى جانب عدد من الصحفيين، فاجتمع سرا بزملائه وقرر الفرار من بطش السلطات.
“أرز لبنان”.. إعدام بأمر المحكمة العرفية
وفي عام 1910 التحق بشارة بجمعية سرية اسمها “أرز لبنان”، وكان رئيسها سليم بيك المعوشي، وقد ضمت الجمعية أخاه يوسف وأمين الجميل وشبل الملاط وبعض أمراء بيت رسلان وغيرهم، وعندما اكتشف أمرهم، طلبتهم المحكمة العرفية أحياء أو أمواتا في زمن جمال باشا الذي وضع المشانق وأعلن الإعدامات على كثيرين. وفي 6 أيار/مايو من عام 1916 قام جمال باشا بإعدام نحو 40 شخصا من بينهم صحفيون، وكان منهم بعض رفاق الأخطل، بينما تمكن هو من الهرب إلى منطقة ريفون. قصيدة لبنان التي تغنى فيها بشارة الخوري ببلده رحب الأخطل بالانتداب الفرنسي بداية، لكنه هاجمهم بعدما اكتشف أنهم محتلين. يقول حفيده زياد: كان جدي سعيدا بالانتداب الفرنسي، فقد كان يظن أنهم سيهبون لبنان الحرية، لكنه أدرك الاحتلال على حقيقته، فأخذ يكتب ضده، فوجهوا له إنذارات عدة، وعندما زار فيصل الأول في العراق أغلقوا جريدته.
“سألتنيه رثاء خذه من كبدي”.. أحمد شوقي
قطف الأخطل من الشعر رقته، ومن الصحافة رصانتها، ووثق بشعره مناسبات عدة، فمدح ورثى وتغزل. وقد جمعته علاقات مع الشعراء مثل أمير الشعراء أحمد شوقي الذي تعرف عليه أول مرة في بيت رئيس الجمهورية اللبنانية، وعندما مات شوقي رثاه بقصيدة قال في مطلعها: قـف فـي ربـى الخـلد واهتف باسم شاعره فــســدرة المــنــتــهــى أدنـى مـنـابـره وامـسـح جـبـيـنـك بـالركـن الذي انبلجت أشــعــة الوحــي شــعــرا مــن مــنــائره سألتنيه رثاء خذه من كبدي لا يؤخذ الشيء إلا من مصادره
“أنت في دولة القوافي أمير”.. إمارة الشعر
بويع الأخطل أميرا للشعراء بعد أحمد شوقي، في حفل كبير أقيم في مقر اليونسكو ببيروت عام 1961، وقد حضره شعراء العرب والمهجر، وألقى الشاعر أمين نخلة قصيدة في المناسبة، قال فيها: أيقولون أخطل وصغير؟ أنت في دولة القوافي أمير فاسحب الذيل ما تشاء وجرّر إن مُلك البيان ملك كبير بعد أحمد شوقي، ورث بشارة الخوري لقب أمير الشعراء أثار لقب أمير الشعراء غيظ وحسد بعض الشعراء، واعتبر بعض النقاد أن شعر الأخطل خيمت عليه لغة المنابر والمناسبات، فكان مصبوغا بالمباشرة والتقريرية والقصصية. ويرد نقاد آخرون بأن المتنبي ليست له قصيدة بدون مناسبة، وهو أمير الشعراء في عصره، كما يرى المدافعون عن الأخطل أن الأمر لم يكن كذلك، إذ كانت القصيدة الغزلية حاضرة بقوة في شعره، كما كتب قصيدة “المسلول”.
“قم نقبل ثغر الجهاد”.. شاعر القضايا الإنسانية العادلة
كان الأخطل شاعر ملتزما دافع عن وطنه لبنان وكذلك القضايا العربية والقومية، وكان لفلسطين حصة الأسد في ذلك، فمن قصائده فيها قصيدة “فلسطين”، و”قم نقبل ثغر الجهاد”، و”وردة من دمنا” التي لحنها وغناها فريد الأطرش. أدباء وشعراء كتبوا في بشارة الخوري (الأخطل الصغير) تخليدا لأعماله الشعرية كما ناصر القضايا الإنسانية كالحرب العالمية الأولى والفقر والمجاعة، وكان وطنيا وشجاعا، وقف ضد الاستعمار، وإنسانا مرهف الحس عجت قصائده بمشاعر الحب والغزل، وبقيت خالدة. توفي الأخطل عام 1968 عن عمر ناهز 83 عاما.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكاية قصيدة عش انت الجمعة 14 يونيو 2024, 10:26 am
اضنيتني بالهجر أضنيتني بالهجر ما أظلمك فارحم عسى الرحمن أن يرحمك مولاي حكمتك في مُهجتي فارفق بها يفديك من حكمك ما كان احلى قُبلات الهوى إن كنت لا تذكُر فاسأل فمك تمر بي كأنني لم أكن ثغرك أو صدرك أو معصمك لو مر سيفً بيننا لم نكن نعلمُ هل أجرى دمي أم دمك سل الدجى كم راقني نجمه لما حاكا مبسمه مبسمك يا بدر إن واصلتني بالجفا ومت في شرخ الصبا مغرمك قل للدجى مات شهيد الوفى فانثرعلى أجفانه أنجمك
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: حكاية قصيدة عش انت الجمعة 14 يونيو 2024, 10:29 am
فريد الأطرش...عاش "ليالي الأنس" وبقي جرح أسمهان مرافقاً له
بين المسرح والإذاعة والموسيقى، قضى فارس يواكيم (1945، مصر)، عقوداً من حياته مواكباً ومؤرّخاً ومشاركاً في أبرز محطات المشهد الفني العربي في القرن الماضي، وشاهداً على التحوّلات في عالم الفنّ. تنشر "العربي الجديد" كل يوم اثنين، مذكرات يواكيم مع أبرز الفنانين والمنتجين والمخرجين العرب، مستعيدة محطات شخصية ولقاءاته مع هؤلاء في القاهرة وبيروت وباريس وغيرها من العواصم.
في مطعم الفندق في موسكو سنة 1971 عزفت الفرقة الموسيقية مقطوعة أعرفها تماماً كأنها موسيقى "يا زهرة في خيالي" لفريد الأطرش بكاملها. فهمست في أذن الصديق الجالس بجواري "ضبطناك متلبساً يا فريد". حين انتهى العزف صفق الرواد وأعلن رئيس الفرقة أننا استمعنا لمعزوفة من تأليف الملحن المصري فريد الأطرش. صفقنا وعاتبنا أنفسنا على سوء الظن الناجم عن اعتيادنا على سماع "الألحان الملطوشة". لكن هذه المرّة كانت المقطوعة من إبداع فريد الأطرش. السوفييت أحبوا نغمة التانغو وعزفوها ونسبوها لصاحبها.
ومنذ فترة تمّ تداول مقطع فيديو على صفحات "فيسبوك" مصوّر في حديقة قصر شونبرن في فيينا تظهر فيه أوركسترا تعزف لحن "ليالي الأنس" لفريد الأطرش أيضاً. ورافق العرض لوحة راقصة على أنغام الفالس التي تفتتح اللحن، ثم شاهدنا الرقص الشرقي بأداء راقصات باليه على أنغام المقامات العربية عندما امتزجت باللحن. أيضاً صفق الجمهور بحرارة، وأنا أمام شبكة الاتصال وضعت لايك وشير. وسعدت لأنني رأيت الفرق الأوروبية تعزف موسيقانا، ولأن فنوننا أصبحت للتصدير وليس لمجرد الاستيراد.
فريد الأطرش سليل الأسرة السورية العريقة ولد في بلدة القريّا في محافظة السويداء في جبل العرب (10 أكتوبر/تشرين الأول 1910)، انطلقت شهرته الفنية من القاهرة التي لجأ إليها وهو فتى يافع وما لبث أن اكتسب الجنسية المصرية. وأمضى معظم أوقات السنوات الأخيرة من عمره في بيروت، وفيها توفّي يوم 26 ديسمبر/كانون الأول 1974، وشُيّعت جنازته إلى مطار بيروت، ونقل جثمانه إلى القاهرة ودُفن بحسب وصيته بجوار شقيقته أسمهان.
جمع في شخصه ثلاث مواهب: المغني المطرب، والملحن المتميز، والعازف البارع على العود. وكان في المجالات الثلاثة اسماً على مسمّى: فريداً في لونه. لحّن وغنّى مجموعة من الأغاني التي أصبحت من كلاسيكيات الغناء العربي، وأكتفي هنا بذكر بعضها مثل "أول همسة" و"الربيع" و"بنادي عليك". وغنىّ الآخرون من ألحانه وأولهم شقيقته أسمهان، المطربة ذات الحنجرة الذهبية، وكانت ألحانه لها تقف على قدم المساواة مع ألحان محمد القصبجي وزكريا أحمد ورياض السنباطي، نذكر منها على سبيل المثال: "ليالي الأنس في فيينا" و"يا بدع الورد" و"أهوى" و"نويت أداري آلامي". مشروع ليلى ومنظومة الأخلاق اللبنانية: من يخاف الموسيقى؟
غنّى العديد من نجوم الطرب ألحاناً من فريد الأطرش. سأكتفي بالتذكير بواحدة: وديع الصافي (على الله تعود)، صباح (يا دلع)، شادية (يا مجربين الهوى)، وردة (روحي وروحك)، فايزة أحمد (يا حلاوتك يا جمالك)، سميرة توفيق (بيع الجمل)، نور الهدى (إن جيت للحق أنا زعلانة)، نجاح سلام (زنوبة)، محرّم فؤاد (يا واحشني ردّ علييّ)، عصام رجي (هزّي يا نواعم)، وسعاد محمد (بقى عايز تنساني). وحينما أرادت الفتاة نهاد حداد العمل في كورس الإذاعة غنّت أمام اللجنة الفاحصة لحن فريد الأطرش لأسمهان "يا ديرتي ما لي عليك لوم". لكنها عندما أصبحت فيروز الشهيرة لم تشدو بلحن له. ولم ينزعج فهي تزوجت الملحن عاصي الرحباني، كما لم يتحسر لغياب صوت عبد الوهاب عن ألحانه هو، فعبد الوهاب يلحن أغانيه بنفسه.
لكن الذي أحزنه أن صوت أم كلثوم تمنّع على ألحانه. لمرّتين جرت محاولة اللقاء الفني بينهما. في المرة الأولى لحن قصيدة الأخطل الصغير "وردة من دمنا" وهي عن فلسطين. لم تغنّها أم كلثوم وتذرعت بأنها أغنية وطنية تذاع في المناسبات فقط وهي بحاجة لأغنية عاطفية تذاع باستمرار. ولاحت الفرصة عندما لحن فريد الأطرش المذهب والمقطعين الأولين من "كلمة عتاب" التي نظمها أحمد شفيق كامل، وهو مؤلف "إنت عمري" وصديق الطرفين. ولم يكتب للمحاولة الثانية النجاح برغم أن اللحن كان أقرب إلى لون أم كلثوم من لحن قصيدة الأخطل. سجّل فريد اللحن على شريط يرافقه عوده، ولاحقا أكمل بليغ حمدي تلحين بقية الأغنية وأنشدتها وردة.
على أن فريد الأطرش فرض اسمه كملحن ومطرب في دنيا النغم، وكأحد أمراء العزف على العود. وكان تعلّم العزف عليها على يد فريد غصن، اللبناني المقيم في القاهرة آنذاك، وعلى يد الملحن الكبير رياض السنباطي. وكان فريد الأطرش يفتتح حفلاته العامة بوصلة عزف على العود ينتظرها الجمهور بشغف وتعتبر جزءاً لا يتجزأ من برنامج الحفل.
وبرغم نجاحه الباهر في الموسيقى لم يصبح فريد الأطرش ذات يوم ممثلاً موهوباً. شأنه شأن الموسيقار محمد عبد الوهاب. لكن وجوده في دور البطولة كان ضمانة أكيدة للنجاح التجاري. أفلام فريد الأطرش حققت إيرادات عالية جداً في عموم العالم العربي، واحتلت الصدارة دائما في بلدان المغرب العربي. بلغ مجموع أفلامه 31 فيلماً أولها "انتصار الشباب" وقاسمته أخته أسمهان البطولة سنة 1941 وهو من إخراج أحمد بدرخان، وآخرها "نغم في حياتي" سنة 1974 وهو من إخراج هنري بركات، أكثر المخرجين تعاوناً مع فريد الأطرش إذ أخرج 11 فيلماً، وحلّ أحمد بدرخان في المرتبة الثانية مخرجاً 9 أفلام. وكان فريد الأطرش قد صوّر أفلامه الثلاثة الأخيرة في لبنان: نغم في حياتي، وقبله "زمان يا حب" 1973 من إخراج عاطف سالم وبطولة زبيدة ثروت، وقبله "الحب الكبير" 1968 إخراج بركات والبطلة أمام فريد هي فاتن حمامة. وفي هذا الفيلم تعرفت على فريد الأطرش عندما اشتغلت مساعدا للمخرج. دفاتر فارس يواكيم: الأخوان رحباني... رحلة الأغاني الجميلة
كان تصوير المشاهد التي يشارك فيها فريد الأطرش يجري بعد الظهر لأنه يستيقظ في هذا الوقت، فمن عادة فريد السهر طول الليل وهو يخلد إلى النوم في أولى ساعات الصباح. ومن ذكرياتي في هذا الفيلم لقطة أعيد تصويرها 18 مرة. في اللقطة يشهر عبد السلام النابلسي المسدس في وجه فريد الأطرش. والمشهد جدي وليس كوميدياً. لكن في كل مرة شهر فيها النابلسي مسدسه انفجر فريد ضاحكا، إلى أن كفّ عن الضحك في المرة الثامنة عشرة.
وكان عبد السلام النابلسي من الأصدقاء المقربين لفريد الأطرش. وكانت دائرة أصدقائه في مصر تضمّ عدداً من الفنانين والصحافيين والشعراء ومن بينهم كامل الشناوي وأخوه مأمون، ومحمود لطفي، محامي فريد الخاص. وفي لبنان تضمّ روبير خياط، نجل تيودور خياط وكيل أسطوانات فريد، وكمال قعوار موزع أفلامه، ودنيز جبور سكرتيرته الخاصة والمؤتمنة على أسراره، وعبد الله الخوري نجل بشارة الخوري الشاعر وكان محاميا وشاعرا. وكان فريد يلجأ إليه لأجل تعديل كلمات في قصائد للأخطل لحنها فريد. ومنها في قصيدة "عش أنت" بيت يقول: "وحياة عينك وهي عندي مثلما القرآن عندك". طلب فريد الأطرش التغيير لأنه لن يغني "مثلما القرآن" فجعلها عبد الله الأخطل "مثلما الإيمان عندك". وقصيدة "أضنيتني بالهجر" هي في النص الأصلي "أنحلتني بالهجر" أي جعلني الهجر ناحلا. وأيضا بناء على طلب فريد تدخل قلم عبد الله الخوري فشطب "أنحلتني" وجعلها "أضنيتني" وهي الصياغة التي اعتمدها فريد.
ذات يوم سنة 1974 اتصل بي روبير خياط وقال "الليلة الساعة 8 ينتظرنا فريد الأطرش". سألته "ينتظرنا أم ينتظرك"؟ قال: "بل ينتظرك أنت. أنا سأرافقك. سأشرح لك الأمر ونحن في السيارة". وفي شقته الفخمة في اليرزة استقبلنا فريد الأطرش، وبعد الترحيب شرح لي الأمر. قال: "نستعد لتصوير فيلم جديد. وعندي شعور إنه سيكون آخر فيلم في حياتي. في معظم أفلامي مثلت أدواراً حزينة. أريد أن يتذكرني الجمهور بابتسامة". رجوت له العمر المديد فأضاف قائلاً: "السيناريو مقتبس من مسرحية فرنسية. من "فاني" لمارسيل بانيول. وأنا شاهدت في التلفزيون اللبناني المسلسل اللي إنت كتبته والمستوحى من المصدر نفسه وأعجبني (يقصد "المشوار الطويل") وطلبت من روبير يعزمك عندي. أنا مسافر إلى القاهرة بعد غد وأريدك أن تسافر معي للمشاركة في "روتشة" دوري". قلت له: "ثقتك بي تشرفني. من كتب السيناريو؟". أجابني: يوسف جوهر. قلت: "أصبحت المهمة صعبة. هو كان أستاذنا في معهد السينما وبعد تخرجي جعلني صديقه. في الأمر إحراج كبير. كلانا لن يكون مرتاحا". ووجد فريد الأطرش الحل: "تسافر معي. تحضر معنا جلسة قراءة السيناريو. أخبرني بيني وبينك بأفكارك وأنا سأجعلها تصدر عني. هكذا ينتفي الإحراج".
اكتشفت في هذه الرحلة أن فريد الأطرش يسافر من بيروت إلى القاهرة، وبالعكس، من دون أمتعة. لم يكن معه سوى بعض المجلات الفنية. عنده شقته (في روف عمارته) في القاهرة، وعنده شقة في اليرزة. وعنده كل ما يلزمه في المسكنين. لذلك يتنقل بين العاصمتين بالطائرة كأنه يتنقل بالسيارة من حيّ إلى حيّ. قال لي "حجزت لك غرفة في الشيراتون وأنا بيتي هو العمارة المجاورة تماما. جلسة القراءة الليلة".
حضر جلسة القراءة كاتب السيناريو يوسف جوهر، والمخرج بركات، ومنتج الفيلم صبحي فرحات، والشاعر أحمد شفيق كامل. في اليوم التالي نقلت إلى فريد الأطرش أفكارا طفيفة للغاية. وفي اليوم الثالث عدت إلى بيروت. كانت نفقات سفري وإقامتي على حساب فريد الأطرش مع أنه لم يكن منتج الفيلم. بل ونفحني ألفي دولار وهو مبلغ خيالي بالنسبة إليّ، وخصوصا لضآلة المهمة التي قمت بها. كان مثل كبار الزمن الجميل يحب عمله، وينفق من جيبه على دوره. أغاني العرب... حملة قديمة من ناشطي الدين والأعراف
في اليوم التالي لجلسة قراءة السيناريو زرت فريد الأطرش وكانت جلسة دردشة بحضور دنيز جبور. سألته رأيه في أسمهان المطربة قال: "انسَ أنها أختي. غير خامة صوتها الذهبية وهذه عطية من الله، كان عندها إحساس مرهف جدا بالموسيقى. تفهم اللحن وتحفظه من أول مرة. وعندما تغني تحسّ بكل كلمة ونغمة. تغني بصوتها لكن من قلبها. كأن كل قطرة دم في عروقها تنفعل بما تغنّيه. أسمهان تحب الموسيقى وتحب الشعر أيضا وتحفظ مئات الأبيات". وقبل أن أطرح الأسئلة عن أسمهان الإنسانة أومأت إليّ دنيز جبور بإشارة تعني أن ألزم الصمت. ولاحقا قالت لي وهي تودعني "رحيل أسمهان المبكر أكبر جرح في قلب فريد الأطرش. ما عليك. سأعطيك مقالة عن أسمهان بقلم فريد الأطرش!". وبعد ساعة كانت قصاصة الصحيفة القديمة عندي في الفندق.
في المقال كتب فريد الأطرش: "كانت أسمهان فنانة في كل شيء حتى في أكلها وشربها وملبسها. كانت تمضي عليها فترات تميل فيها إلى العزلة فتهرب من الناس وتبالغ في الهرب منهم وتتجنب لقاءهم حتى اعتقد البعض أنها متكبرة متعجرفة. وكانت في بعض الأحيان تحب الحياة المليئة بالصخب والضوضاء (…) وكانت كريمة إلى حد الجنون". وروى أنه أعطاها ذات مرّة عشرة جنيهات لتدفع إيجار الشقة. وفوجئ بصاحب العمارة يطالب بالإيجار! ثم علم من أسمهان أنها تصرفت بالجنيهات العشرة. أعطتها لإحدى صديقات الأسرة كان زوجها الصيدلي في ضائقة مالية شديدة وقالت: "بإمكان صاحب البيت أن ينتظر لكن الصيدلي لم يكن بوسعه انتظار إشهار الإفلاس". تشابه فريد وأسمهان في جمال الصوت، في الكرم بلا حساب، وفي حب الحياة بلا حدود.
غنى “فريد الأطرش” عدد كبيرا من الأغنيات والقصائد التي لاقت شهرة ونجاحا واسعاً ومن أشهرها: “عش أنت” و”الربيع” و”لحن الخلود” و”جميل جمال” و”مش كفاية” و”أضنيتني بالهجر” و”علشان مليش غيرك” كما لحن لكبار المطربين والمطربات وتعاون مع العديد من الشعراء.
وإلى جانب الغناء اتجه “الأطرش” إلى التمثيل وقدم حوالي 31 فيلما سينمائيا ومن أبرز أعماله: “حبيب العمر” و”انتصار الشباب” و”بلبل أفندي” و”زمان يا حب” و”حكاية العمر كله” و”عفريته هانم” و”آخر كدبة” و”لحن الخلود” و”أنت حبيبي” و”رسالة من امرأة مجهولة” و”شاطئ الحب”