فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية
أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن أسير فلسطيني مجهول الهوية، اعتقل في مدينة خان يونس بقطاع غزة وظل محتجزا لديها لأشهر.
وقال الأطباء الذين استقبلوا الأسير بعد الإفراج عنه إنهم لم يتمكنوا من معرفة هويته بسبب فقدانه الذاكرة تحت التعذيب، فضلا عن الآلام الشديدة التي يعاني منها وآثار الرصاص والشظايا على جسده.
ووجّه الأطباء في مستشفى غزة الأوروبي نداء عبر الجزيرة للتعرف عليه.
وليست هذه المرة الأولى التي يفرج فيها الاحتلال عن أسرى وهم في حالات جسدية وذهنية غاية في التردي نتيجة التعذيب الشديد الذي يواجهونه.
ففي 20 يونيو/حزيران الجاري، أفرج الاحتلال عن الأسير الغزي بدر دحلان (29 عاما)، الذي ظهر في وضع مضطر وآثار التعذيب بادية على وجهه ويديه وباقي جسده النحيل.
كما بدا دحلان أيضا في وضع نفسي كارثي، إذ لم يستطع إكمال كلماته بسهولة، بل يتلعثم في الكلام، بينما كانت عيناه جاحظتين، وفي حالة هلوسة وكلامه غير واضح.
ويعاني آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من تفشي الأمراض بسبب سوء الظروف في المعتقلات، منها مرض الجرب أو "سكابيوس" الذي بات ينتشر بشكل متسارع بين الأسرى بسبب ظروف الاعتقال السيئة، خاصة الأطفال منهم.
وقد حذرت هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية (رسمية)، في مطلع يونيو/حزيران، من أن الأسرى الأطفال في سجن "مجدو" يعانون انتشار مرض الجرب، حيث ظهر بكثافة جراء حرمانهم من الاستحمام ومصادرة ملابسهم، ومنع إدخال الصابون والشامبو والمنظفات والمعقمات.
وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال في وقت سابق هذا الشهر إنه تلقى شهادات جديدة من معتقلين فلسطينيين، مفرج عنهم من السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية، تؤكد استمرار ارتكاب جرائم التعذيب العنيف والمعاملة اللاإنسانية بحق آلاف المدنيين الفلسطينيين على نحو ممنهج.
وأضاف المرصد -في تقرير أصدره بهذا الشأن- أن الاحتلال الإسرائيلي حقن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلوا خلال الحرب على قطاع غزة بالإكراه بمواد مجهولة، مما ترك ندوبا وعلامات فارقة على أجسادهم، كما قال إن الاحتلال يمارس القتل والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والتعذيب بحق الأسرى والمعتقلين.
وقالت وزارة الأسرى في غزة إن عدد الأسرى لدى الاحتلال تخطى 9 آلاف، منهم 300 امرأة و635 طفلا و80 صحفيا خلال حرب الإبادة.
https://pbs.twimg.com/media/GQhswRrXcAEDjlj?format=jpg&name=smallالأسير بدر دحلان، دخل إلى السجن، وخرج إنسان آخر لا نعرفه، تعرض للتعذيب والعنف الشديدين، وترك ذلك آثارًا جسدية ونفسية واضحة لنا، وعميقة عليه. لم يكن مجرد سجن جسدي، بل كان أيضاً سجن نفسي وعقلي، فالتغييرات الجسدية واضحة على بدر، فقد أصبح وجهه شاحبًا وعيناه تحملان نظرةَ تَشتُّتٍ مليئة بالخوف والرعب، وجسده مُنْهك ويبدو عليه التعب الشديد وقلّة النوم، بدر يبدو كرجل خرج من معركة طويلة، معركةٌ لم يكن الفائز فيها، بل كان مجرد شبه ناجٍ منها .
السؤال الآن:
أين القوانين الجوفاء، والمنظمات العجفاء، عندما كان بدر يتعرض للتنكيل خلف القضبان؟ أين القوانين التي صدعوا بها رؤوسنا، والحقوق التي ادّعوا دِفاعهم عنها؟ كل تلك الشعارات الرنّانة الفارِغة عن حقوق الإنسان والإنسانية سقطت في اختبار غزّة، فلم تكن هناك أي يد تمتد لتُنقذ الإنسان، ولا صوتٌ يرتفع ليناصره .
كان بدر وغيره من الأسرى الكثيرين، وحيدين في وجه الظلم النازي الصهيوني الإجرامي، يتلقّوا الصدمات دون أن يجدوا من يُداوي جروحهم الغائرة الّتي لا تبرأ .
المُنظمات الدولية، التي تَتباهى بقدرتها على فرض القوانين والأنظمة، لم تتعدى قرارتها وقوانينها كونها حِبرٌ يسيل على ورق، بينما كان بدر وغيره من الأسرى يَصرخون من شدّةِ الألمِ والتنكيل، كانت تلك المنظمات مشغولة بتصريحاتٍ عن تحريرِ الأسرى الإسرائيليين، وبإصدار بيانات وتقارير "مضروبة" تُخفي الإجرام النازي الصهيوني، كان الواقع يتحدث بلغةٍ أخرى ومُعاكِسة، إنّها لغة التعذيبِ والتنكيلِ والحِرمان من كل شيء حتى من النوم .
في النهاية وبعد معاناة امتدت أسابيع قليلة، ولكن لِمَن عاش تلك المعاناة كانت تبدو وكأنّها قرون مديدة. خرج بدر من السجن، لكن أثر التجربة المؤلمة والبغيضة لم يُبارحه. فأصبح يعيش في عالمه المُغلق كقوقعة لا تَنْفك أن تُحيط به، مُحاطًا بِذكريات المُعاناة داخل سجون الظُلم، مليء بِجروحٌ ربما لا تلتئم، فقد التصقت به كجزء لا يُبارحه ما دام حيًّا .
حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم فرّج عن أسرانا وفكّ قيدهم، وردّهم لأهلهم سالمين غانمين.
"مصدوم وبعينين جاحظتين".. حالة مرعبة لأسير غزي أفرج عنه الاحتلال
"كابوس، عذبوني كتير ما قادر أوصف لك" بهذه العبارة اختصر الأسير الغزي بدر دحلان البالغ من العمر 29 عاما معاناته خلال فترة اعتقاله في سجون الاحتلال لمدة شهر، الذي جرى اعتقاله في خان يونس.
بدر أطلق سراحه اليوم الخميس، ويخضع لفحوص طبية داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بغزة.
وظهر بدر في مقاطع فيديو وهو في وضع مضطرب وآثار التعذيب بادية على وجهه، ويديه وباقي جسده النحيل، كما بدا أيضا في وضع نفسي كارثي، وهو لا يستطيع إكمال كلماته بسهولة، بل يتلعثم في الكلام وعيناه جاحظتان، وفي حالة هلوسة وكلامه غير واضح.
المشهد الذي ظهر فيه الأسير الفلسطيني بدر دحلان أثار حالة من الصدمة بين جمهور منصات التواصل، فوصفوا الصورة التي خرج بها دحلان بالمروعة، وطرح آخرون كثيرا من التساؤلات عن أساليب التعذيب التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال مدونون إن الصورة التي ظهر فيها دحلان أكبر دليل على استخدام الاحتلال الإسرائيلي أفظع وسائل التعذيب والتخويف مع الأسرى الفلسطينيين.
ووصف آخرون المشهد بالمروع ويدمي القلب، وعبر بعض المدونين عن صدمته من المظهر الذي بدا عليه دحلان، وقال آخرون إن شهرا واحدا فقط من الاختطاف والتعذيب والتنكيل في السجون الإسرائيلية جعلت من بدر شخصا آخر.
وعن الناحية النفسية التي ظهر فيها الأسير فقد فسر بعض أطباء علم النفس عبر حساباتهم على منصات التواصل حالة دحلان بقولهم إن التعذيب والترهيب الذين يتعرض لهما الأسرى ينتج عنهما صدمات لا يمكن للحواس التعامل معها، كما بدا على بدر دحلان، وأضافوا أن العالم لا يتكلم إلا عن سلامة أسرى الاحتلال ورجوعهم بشروط نتنياهو.
وطالب بعض المتابعين فصائل المقاومة في غزة التعامل بالمثل مع الأسرى لديها، وقارنوا بين الحالة الزاهية الأنيقة التي بدا عليها الأسرى الإسرائيليون ساعة الإفراج عنهم وبين حالة الأسرى الفلسطينيين عندما تفرج عنهم إسرائيل وكأنهم أشباح موتى.
هذا وقد كانت صحفية فلسطينية من غزة قد نشرت في الرابع من الشهر الجاري صورة لبدر دحلان وأرفقتها بكلمة مفقود ووضعت أرقاما للتواصل، ولم يعثر عليه في حينها.
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=476609728381368&id=100080970332392&ref=embed_postوقالت وزارة الأسرى في غزة إن عدد الأسرى لدى الاحتلال ارتفع إلى 9 آلاف، منهم 300 امرأة و635 طفلا و80 صحفيا خلال حرب الإبادة.