تطورات جنوب لبنان | جرحى جراء قصف النبطية وتمشيط بالأسلحة في كفركلا
تشهد جبهة لبنان الجنوبية تصاعداً ملحوظاً بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، سواء على مستوى العمليات العسكرية بين الطرفين أو على مستوى لغة التهديد التي تنذر بالانتقال إلى حرب شاملة، ما أدى إلى تزايد التحذيرات الدولية والعربية من نشوب حرب إقليمية في ظل فشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن بالوصول إلى اتفاق بين الجانبين.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، اليوم الخميس، بأنّ عناصر الدفاع المدني اللبناني عملوا على إخماد حريق وإزالة الركام وفتح الطريق في بلدة النبطية في جنوب لبنان، إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى وأسفرت عن سقوط جرحى. وأضافت الوكالة أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه بلدة كفركلا، جنوباً.
وأمس الأربعاء، نفّذ حزب الله 6 عمليات ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية. وتزامناً أجرى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبدالله بوحبيب في بروكسل، مباحثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، في إطار جولة تأتي في سياق متابعة مساعي لبنان لخفض التصعيد وتجنّب حرب واسعة. ويتوجه بوحبيب ضمن الجولة إلى الولايات المتحدة حيث سيجتمع مع مسؤولين أميركيين في واشنطن، ومسؤولين أمميين في منظمة الأمم المتحدة بنيويورك. كما سيُجري زيارة رسمية إلى كندا.
وكانت وزارة الخارجية الألمانية، قد طالبت، أمس الأربعاء، مواطنيها بمغادرة لبنان بشكل عاجل على خلفية "التوتر" على الحدود مع إسرائيل. وهي رابع دولة غربية تطالب مواطنيها بمغادرة لبنان خلال الأسبوع الأخير، بعد كل من مقدونيا الشمالية وكندا وهولندا.
تدمير منزل في عيترون وخرق جدار الصوت بالنبطية وإقليم التفاح
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، بأن طيران جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غارة عنيفة مستهدفا منزلا في بلدة عيترون ودمره بالكامل. وأضافت الوكالة أن طيران الاحتلال خرق جدار الصوت وعلى دفعتين في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح وعلى علو منخفض محدثا دويا قويا.
وزير التربية والتعليم اللبناني: الامتحانات قائمة
أعلن وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عباس الحلبي أنّ امتحانات الثانوية العامة "قائمة"، كاشفاً عن تأمين وسائل النقل للطلاب في المناطق التي تشهد توتراً بمواكبة الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحد المؤقتة "اليونيفيل".
وأشار، خلال مقابلة تلفزيونية، مساء الأربعاء، إلى أنّ "البعض حاول إرسال رسائل لرؤساء المراكز وتحذيرهم من قصف مركز الامتحان، واتضح لاحقاً أنّ الطلاب هم من أرسلوا التحذيرات".
91 % من كهرباء إسرائيل في مرمى صواريخ حزب الله
بقدر الذعر الذي يسود أوساط صانعي القرار الإسرائيلي بخصوص التهديدات الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بضرب بنك أهداف حيوي ليست شبكة كهرباء إسرائيل إلا عنصراً من عناصره الأكثر أهمية، يبدو أن اللبنانيين القابعين في ظلام دامس منذ أكثر من أربع سنوات، بسبب الفساد وسوء الإدارة والأزمة المالية والمعيشية الحادة، هم أقل اكتراثاً بتهديدات المسؤولين الإسرائيليين بالرد على تهديدات نصر الله بضرب شبكة كهرباء لبنان المهترئة أصلاً والغائبة عن التغذية إلا لساعات محدودة لا تُسمن ولا تغني عن المولدات الخاصة التي تديرها مافيات خليط السلطة والأحزاب وبلطجية الأحياء.
مسؤول إسرائيلي سابق: نقترب من الحرب مع لبنان لكنها غير حتمية
رجّح الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، غيؤرا آيلاند، الخميس، أن بلاده تقترب من الحرب مع لبنان، لكنه أشار إلى أن اندلاعها "ليس حتمياً".
وقال آيلاند لإذاعة "103FM" المحلية: "يبدو أننا نقترب من الحرب، لكنها ليست حتمية". وأشار إلى أن "الشيء الوحيد الذي يقلق العالم، وربما يقلق نصر الله (الأمين العام لحزب الله)، هو تدمير لبنان". واعتبر آيلاند أن "حزب الله لا يزعجه أن يهاجمه المزيد من الجنود والصواريخ، أياً كان الضرر، فإن الإيرانيين سيسارعون إلى منحه المزيد".
وأردف: "الشيء الوحيد الذي يزعجه هو أنه وطني لبناني على طريقته، كشخص بنى شرعيته بصفته مدافعاً عن لبنان، ويدرك أنه سيكون هناك دمار كبير بحيث يصبح وسط بيروت (العاصمة) مثل قطاع غزة". واستدرك آيلاند أن "محاربة حزب الله هي هزيمة لإسرائيل، سيكون 80% من سكاننا في الملاجئ، ولن يكون لدينا اقتصاد بعد ذلك".
وأضاف: "أولئك الذين يدخلون في الصيغة الخاطئة ويتحدثون وكأن حزب الله منظمة إرهابية، عليهم أن يتذكروا أن هذا ليس 500 شخص يحملون الكوفيات وبنادق الكلاشينكوف". وتابع آيلاند: "الحرب على لبنان ليست حرباً نخوضها بكل سرور، لكن الضغط الدولي الذي يحدث اليوم من خلال العديد من الدول يرجع فقط إلى أن العالم يعرف أنه إذا كانت هناك حرب سيبدو الأمر كما أقول". وأشار إلى أن "لا أحد (في المجتمع الدولي) يريد أن يرى الدمار في لبنان، هذه هي بالضبط الرافعة التي يمكن أن تنهي الحرب في لبنان".
الاحتلال يواصل نقل قوات من غزة إلى جبهة لبنان
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي نقل مزيد من القوات من قطاع غزة إلى جبهة لبنان، خشية توسّع الحرب الحالية مع حزب الله. وذكرت القناة 12 العبرية، التي أوردت الخبر الليلة الماضية (الأربعاء/ الخميس)، أن إسرائيل معنية بالتوصّل إلى اتفاق مع حزب الله يتيح عودة سكان المستوطنات الشمالية القريبة من الحدود مع لبنان إلى منازلهم بعد أكثر من ثمانية أشهر على مغادرتهم لها، إلا أن المستويين السياسي والعسكري يدركان أن احتمالات التصعيد كبيرة، وعليه تقرر نقل قوات من قطاع غزة إلى الشمال.