اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا الإثنين 01 يوليو 2024, 2:46 pm
اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا يسابق اليسار والمعسكر الرئاسي في فرنسا الزمن لاستغلال الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية لمحاولة ردم الهوة مع اليمين المتطرف الذي لا يزال يتصدّر بفارق كبير نوايا الأصوات للدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المقرّرة الأحد.
وتتوقّف الحملة الانتخابية للدورة الأولى رسميا منتصف الليل بالتوقيت المحلي (العاشرة ليلا بتوقيت غرينتش)، على أن تجري الدورة الثانية في 7 يوليو/تموز.
وبقي الوضع على حاله مساء الخميس في استطلاعات الرأي، مع تصدّر التجمع الوطني (يمين متطرف) بحصوله على 36% من نوايا الأصوات، متقدما على تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري الذي تقدّم نصف نقطة إلى 29%، وفق استطلاع للرأي أجراه معهد "أيفوب-فيدوسيال" لحساب محطة "إل سي آي" وصحيفة "لو فيغارو" وإذاعة "سود راديو".
وتحت راية "معا من أجل الجمهورية"، لا يزال تكتل الرئيس إيمانويل ماكرون في المرتبة الثالثة مسجلا 21% من نوايا الأصوات، فيما "الجمهوريون" (يمين تقليدي) لا يتخطون نسبة 6.5%.
غير أنه يتعيّن على رئيس التجمّع الوطني جوردان بارديلا إقناع المزيد من الناخبين ليحصل على الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية (البرلمان)، وهو ما وضعه شرطا لتولّي رئاسة الحكومة بعد انتخابات تجري بالاقتراع الفردي على أساس الأغلبية في دورتين.
بارديلا يسعى لرئاسة الحكومة بعد الانتخابات (الفرنسية) ويأتي يوم الحملة الأخير غداة جدل حول تصريحات أدلت بها زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان أوحت بتعايش سياسي صعب في حال فوز التجمّع الوطني.
واعتبرت لوبان أن وظيفة "قائد القوات المسلحة" الممنوحة للرئيس هي مجرّد "لقب فخري"، وهو ما عبّر عنه بارديلا ضمنا خلال المناظرة التلفزيونية التي جرت مساء الخميس.
والواقع أن صفة قائد القوات المسلحة التي ينص عليها الدستور تمنح الرئيس سلطات في مجال السياسة الخارجية والدفاع احتفظ بها الرؤساء في فترات التعايش السياسي السابقة التي عرفتها فرنسا.
شجار مع الرئيس وأسف زعيم الغالبية المنتهية ولايتها رئيس الوزراء غابرييل أتال خلال المناظرة لمثل هذا الموقف، معتبرا أنه يشير إلى أنه "إذا فاز التجمع الوطني في هذه الانتخابات، سيكون هناك نوع من الشجار بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية لمعرفة من سيتولى دور قائد القوات المسلحة".
وقال أتال الذي سجل صعودا لافتا في صفوف الوسط الحاكم "إنها رسالة موجهة إلى القوى العالمية، وهي رسالة خطيرة جدا بالنسبة لأمن الفرنسيين وبالنسبة لاستمرارية" فرنسا.
ويقوم أتال الذي عُين قبل أقل من 6 أشهر، بزيارة اليوم الجمعة إلى منطقة قريبة من ليون (جنوب شرق) سعيا لاجتذاب أصوات بطرح نفسه في موقع خيار المنطق. وأكد الخميس عزمه على بث "التهدئة الضرورية" داخل المجتمع الفرنسي.
من جانبه، قال بارديلا "أريد أن أجمع الفرنسيين، أريد أن أجمع كل الفرنسيين، من أينما أتوا وأيا كان خيارهم السياسي في الماضي".
ودعا الفرنسيين إلى أن يثقوا بمرشحي التجمع الوطني الذين وصفهم بأنهم "يكنّون حبا كبيرا للفرنسيين ويحترمونهم ويقيمون لهم اعتبارا".
أتال يطرح نفسه خيارا منطقيا بالانتخابات المقبلة (الفرنسية) وعمل أتال على دحض هذا الخطاب، متهما خصمه من اليمين المتطرف بتقديم نحو "100 مرشح" أدلوا بـ"كلام عنصري ومعاد للسامية ومعاد للمثليين"، وهو ما نفاه بارديلا نفيا قاطعا.
في بروكسل، ندّد ماكرون خلال الليلة الماضية بـ"تفلّت الكلام من الضوابط"، وانتقد "العنصرية ومعاداة السامية" في النقاش السياسي، حاملا على "غطرسة" التجمّع الوطني الذي "وزع على نفسه منذ الآن" كل المناصب الحكومية.
وتكثر المواضيع الخلافية التي تقسم الفرنسيين في طليعتها انعدام الأمن والهجرة والتعليم.
في الخارج، تلقى الانتخابات الفرنسية متابعة حثيثة لا سيما في كييف التي تخشى تراجع الدعم الفرنسي لها بمواجهة روسيا في حال وصل اليمين المتطرف إلى السلطة في هذا البلد لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية، لا سيما وأن التجمع الوطني متهم بأنه قريب من نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رأى في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الخميس أن "الفرنسيين سيستمرون في دعم أوكرانيا أيا كان الوضع السياسي".
وقال بارديلا أمس إنه لن يدع "الإمبريالية الروسية تبتلع دولة حليفة مثل أوكرانيا". لكنه ردد مرة جديدة أنه سيرفض في حال توليه رئاسة الحكومة إرسال جنود فرنسيين إلى أوكرانيا، وهو احتمال سبق أن طرحه ماكرون.
كما أكد مرة جديدة رفضه إمداد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى "يمكن.. أن تضرب مباشرة الأراضي الروسية وتضع فرنسا والفرنسيين في وضع الشريك في النزاع".
اليمين المتطرف يتصدر انتخابات فرنسا ونسبة المشاركة قياسية تصدر حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف وحلفاؤه نتائج الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا، حاصدا أكثر من 34% من الأصوات، بحسب تقديرات أولية وسط مشاركة قياسية في الاقتراع منذ عقود.
وتقدم اليمين المتطرف على تحالف اليسار أو "الجبهة الشعبية الوطنية" (ما بين 28.5 و29.1%) وكذلك معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون (20.5 إلى 21.5%)، وفق هذه التقديرات.
وقد ينال التجمع الوطني غالبية نسبيةً كبيرة في الجمعية الوطنية (البرلمان) وربما غالبية مطلقة وفق توقعات 3 مراكز.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن نسبة المشاركة بلغت قرابة 60% حتى الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، فيما يستمر التصويت حتى الساعة السادسة مساء في أغلب مراكز الاقتراع والثامنة مساء في المدن الكبرى ومن بينها العاصمة باريس.
وفي أول تعليق له على النتائج الأولية، قال رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال إنه "يجب منع اليمين المتطرف من تحقيق أغلبية مطلقة في البرلمان وتفادي البقاء في المركز الثالث".
وأضاف "يجب علينا منع حصول الأسوأ وعلى المجتمع الوقوف في وجه المشاريع المظلمة للتطرف
حل البرلمان وتأتي هذه الانتخابات بعد قرار الرئيس إيمانويل ماكرون في التاسع من يونيو/حزيران الجاري حل البرلمان إثر صعود اليمين المتطرف للمرتبة الأولى في الانتخابات الأوروبية.
وتعد نسبة المشاركة المسجلة حتى اللحظة النسبة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات 1978 التشريعية في فرنسا، باستثناء اقتراع 1986 الذي جرى وفق النظام النسبي وعلى دورة واحدة.
وفي مكاتب التصويت، لم يخف عدد كبير من الناخبين قلقهم حيال هذه الانتخابات المبكرة، وقالت روكسان لوبران (40 عاما)، وهي إحدى المصوتات في بوردو (جنوب غرب)، "أود أن أستعيد الهدوء لأن كل شيء اتخذ منحى مقلقا منذ الانتخابات الأوروبية".
وفي أحياء شمال مدينة مرسيليا على البحر المتوسط والتي تضم عددا كبيرا من السكان من أصول مهاجرة، قرر نبيل إغيني (40 عاما) أن يدلي بصوته رغم عدم مشاركته في الانتخابات الأوروبية، وقال "ما دام الخيار متاحا، الأفضل الذهاب للتصويت".
وقد بادر العديد من السياسيين الفرنسيين إلى الإدلاء بأصواتهم صباحا. وقام الرئيس ماكرون بذلك في توكيه (شمال غرب)، فيما صوتت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في هينان-بومون في الشمال.
وسيدلي رئيس الوزراء غابرييل أتال بتصريح في المقر العام للحزب الرئاسي "النهضة" بعد الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، بحسب مصادر مقربة من الحزب.
سيناريو غير مسبوق ويحظى حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف برئاسة جوردان بارديلا (28 عاما) بـ34 إلى 37% من نيات التصويت في استطلاعات الرأي، وهو ما قد يفضي إلى سيناريو غير مسبوق مع حصوله على غالبية نسبية أو مطلقة بعد الدورة الثانية في السابع من يوليو/تموز المقبل.
وإذا وصل بارديلا إلى رئاسة الحكومة، فستكون هذه المرة الأولى التي تحكم فيها فرنسا حكومة منبثقة من اليمين المتطرف، منذ الحرب العالمية الثانية.
وخلاف ذلك، ثمة خطر حقيقي يكمن في أن تكون لفرنسا جمعية وطنية متعثرة بدون احتمال تشكيل تحالفات بين معسكرات شديدة الاستقطاب، وهو ما يهدد بإدخال فرنسا في المجهول.
وعرفت فرنسا في تاريخها الحديث 3 فترات من التعايش بين رئيس وحكومة من توجهات مختلفة، في عهد كل من الرئيسين فرنسوا ميتران (1986-1988 و1993-1995) وجاك شيراك (1997-2002).
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 01 يوليو 2024, 2:48 pm عدل 1 مرات
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا الإثنين 01 يوليو 2024, 2:46 pm
تسلسل زمني لصعود اليمين المتطرف في فرنسا بعد عقود من الإقصاء السياسي، باتت أمام اليمين المتطرف في فرنسا أخيرا فرصة لتشكيل حكومة بعد انتخابات تشريعية على مرحلتين تبدأ اليوم الأحد وتنتهي في السابع من يوليو/تموز المقبل.
وفي ما يلي أبرز المحطات في تاريخ التيار الذي هيمنت عليه عائلة لوبان لأكثر من نصف قرن.
1972 أسس الجندي السابق جان ماري لوبان الجبهة الوطنية، وهو حزب يميني متطرف يتألف من قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الجزائر والمتعاونين الفرنسيين من حكومة فيشي.
1974 خاض لوبان الانتخابات الرئاسية، لكنه حصل على أقل من 1% من الأصوات، وبعد ذلك بعامين تعرض منزله في باريس لهجوم بقنبلة. ولم يتم تحديد الجناة.
1981 لم يستطع لوبان جمع العدد الكافي لتأييد ترشحه للانتخابات الرئاسية، التي فاز بها اليساري فرانسوا ميتران. وفي السنوات التالية، بدأ لوبان تدريجيا في جذب مؤيدين جدد.
1986 فاز الحزب بأول مقاعده في البرلمان المعروف باسم الجمعية الوطنية.
1987 أدلى لوبان بتعليقات مهينة تتعلق بالشواذ المصابين بفيروس نقص المناعة (إيدز) في إطار ميله الدائم لإثارة الغضب بتوجيه إهانات عنصرية، فضلا عما يعرف بعداء السامية، والشواذ، وهو ما عرّضه في أحيان كثيرة لمشكلات قانونية، لكنه ظل يحظى بدعم قطاع من الناخبين.
1988 حصل لوبان على 14.4% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، وفي العام التالي فاز حزب الجبهة الوطنية بأكثر من 10% من الأصوات في الانتخابات الأوروبية. وبدأ الحزب في التركيز على الإسلام، ومعاداة المهاجرين المسلمين باعتبارهم أحد اهتماماته السياسية الرئيسية.
1995 فاز حزب الجبهة الوطنية بـ3 مجالس بلدية في الجنوب، تولون وأورانج ومارينيان، مما يشير إلى تنامي شعبيته.
2002 ترشح لوبان للرئاسة وحصل على 16.86% من الأصوات، وهو ما كان كفيلا بتأهيله لخوض جولة إعادة أمام جاك شيراك. وأحدث هذا الأداء القوي صدمة في جميع أنحاء فرنسا، وشاع الاشمئزاز من احتمال تحقيق مثل هذا الحزب اليميني المتطرف نتائج جيدة.
وتضامن سياسيون من اليمين واليسار معا لمنع لوبان من الفوز في الجولة الثانية. وفاز شيراك بأكثر من 80% من الأصوات في جولة الإعادة.
2008 قضت محكمة بسجن لوبان 3 أشهر مع إيقاف التنفيذ وتغريمه 10 آلاف يورو لقوله إن الاحتلال النازي لفرنسا "لم يكن غير إنساني إلى حد كبير".
2011 أصبحت مارين لوبان، ابنة لوبان، الزعيمة الجديدة للجبهة الوطنية بعد فترة اتسم فيها أداء الحزب بالضعف في استطلاعات الرأي وواجه فيها ضغوطا مالية متزايدة.
2012 مارين لوبان تخوض أول انتخابات رئاسية وتنتهي مساعيها بالفشل.
2014 حقق حزب الجبهة الوطنية نتائج مميزة في انتخابات العام لتصبح له السيطرة على 11 مجلسا بلديا كما حصل على المركز الأول في انتخابات البرلمان الأوروبي.
2015 تم تعليق عضوية جان ماري لوبان في الحزب بعد وصف ما تُعرف بالمحرقة النازية لليهود بأنها "تفصيلة" من الحرب العالمية الثانية. وفي العام نفسه، فصلته ابنته من الحزب.
2017 ترشحت مارين لوبان للرئاسة مرة أخرى، لكنها خسرت أمام إيمانويل ماكرون. وبعد ذلك، كثفت جهودها لجعل الحزب أكثر قبولا لدى جمهور أوسع من الناخبين، سعيا إلى النأي به عن ماضيه العنصري والمعادي للسامية.
وفي الوقت نفسه، مُنح نوابه البرلمانيون مظهرا أكثر احترافية عبر تدريب إعلامي وحضور واضح على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي عام 2018، غيرت اسم الحزب إلى التجمع الوطني.
2022 تم اختيار جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 عاما، وهو أحد تلاميذ مارين لوبان، ليكون الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني.
يونيو 2024 قاد بارديلا الحزب في انتخابات البرلمان الأوروبي وهزم حزب ماكرون، ودفع الرئيس إلى الدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، علما أن بارديلا هو مرشح حزب التجمع الوطني لرئاسة الوزراء حال فوزه بالانتخابات.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا الأربعاء 03 يوليو 2024, 10:13 pm
انتخابات فرنسا.. انسحاب عشرات المرشحين لعرقلة اليمين وعواصم عالمية تراقب تسارع أحزاب المعارضة الفرنسية الخطى لعقد اتفاق اللحظات الأخيرة قبل الجولة الثانية، سعيا لعرقلة وصول اليمين المتطرف للحكم، وتجنبا لانقسام الأصوات المناهضة له. وبدأت ترتسم معالم المعركة قبل الدورة الثانية للانتخابات التشريعية مع انسحاب أكثر من 210 مرشحين من اليسار أو معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون لصالح خصومهم لقطع الطريق أمام حزب التجمع الوطني ومنعه من الحصول على الأغلبية المطلقة الأحد المقبل. فقد أبرمت أحزاب المعارضة الفرنسية اتفاقات سريعة -أمس الثلاثاء- لمحاولة منع فوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد، إذ قالت إنها لن تترأس الحكومة إلا إذا فازت بأغلبية مطلقة. وحقق حزب التجمع الوطني -الذي تتزعمه مارين لوبان- تقدما كبيرا في الجولة الأولى من الانتخابات التي جرت الأحد الماضي بعد أن جاءت "مغامرة" الرئيس إيمانويل ماكرون بإجراء انتخابات مبكرة بنتائج عكسية وضعت معسكره الوسطي في المركز الثالث خلف حزب التجمع الوطني وتحالف يساري تشكل على عجل. وحلّ التجمّع الوطني (يمين متطرّف) وحلفاؤه في طليعة نتائج الجولة الأولى من الاقتراع، بنيله 33.14% من الأصوات (10.6 ملايين صوت)، وانتُخب 39 نائبا عن هذا الحزب في الجولة الأولى. انسحاب عشرات المرشحين وقالت وسائل إعلام محلية إن أكثر من 200 مرشح أكدوا أنهم لن يخوضوا الجولة الثانية -الأحد المقبل- لانتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) المؤلف من 577 مقعدا. وكان معظم المرشحين من اليسار (127) أو من معسكر ماكرون (81) وصلوا في المركز الثالث من الدورة الأولى في دائرة كان حزب الجبهة الوطنية في الطليعة فيها خلال الدورة الأولى. وإجمالا، ومع أكثر من 210 انسحابات، لم يبق سوى نحو 100 مرشح من أصل 311 الأحد الماضي. وفي كثير من الأحيان، تهدف هذه الانسحابات إلى منع حزب التجمع الوطني وحلفائه من تشكيل حكومة ستكون تاريخية، إذ لم يصل اليمين المتطرف إلى السلطة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وتوقع قائمون باستطلاعات رأي للجولة الأولى أن يحصل التجمع الوطني على ما بين 250 و300 مقعد، علما أن النسبة اللازمة لتحقيق الأغلبية هي 289 مقعدا. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة إيفوب لاستطلاعات الرأي أن أغلبية صغيرة ممن صوتوا للتيار المحافظ في الجولة الأولى سيدعمون المرشح اليساري الأقدر على التغلب على منافس حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية، ما لم يكن هذا المرشح من حزب فرنسا الأبية بزعامة ميلانشون.
توجهات اليمين
ويعارض حزب التجمع الوطني تعزيز التكامل مع الاتحاد الأوروبي، وقد يقطع التمويل عن الاتحاد. وأثارت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان مخاوف من مدى تأثير تطبيق "تفضيلاته الوطنية" وسياساته المناهضة للمهاجرين على الأقليات العرقية، كما يتساءل اقتصاديون عما إذا كانت خططه للإنفاق الضخم لديها من مصادر التمويل ما يغطيها بالكامل. وانتعشت الأسواق المالية -أول أمس الاثنين- نتيجة ارتياحها لأن أداء اليمين المتطرف لم يكن أفضل، لكن رد الفعل أضعفه إدراك أن برلمانا بلا أغلبية واضحة قد يواجه أيضا جمودا في إقرار السياسات طوال الفترة المتبقية من رئاسة ماكرون التي من المقرر أن تستمر حتى 2027. "الجبهة الجمهورية" شاع غموض في بادئ الأمر حول إذا ما كان حلفاء ماكرون سيتنحون في المنافسات المحلية لصالح مرشحين منافسين في وضع أفضل من حزب فرنسا الأبية اليساري المتطرف بزعامة جون لوك ميلانشون. لكن ماكرون قال -الاثنين- في اجتماع مغلق للوزراء في قصر الإليزيه إن الأولوية القصوى هي منع حزب التجمع الوطني من الوصول إلى السلطة، وإنه يمكن تأييد مرشحي حزب فرنسا الأبية إذا لزم الأمر. ونجحت "الجبهة الجمهورية" من قبل، كما حدث في عام 2002 حين احتشد الناخبون من كافة المشارب خلف جاك شيراك للتغلب على والد لوبان، جان ماري، في المنافسة الرئاسية. لكن ليس من المؤكد مدى استعداد الناخبين هذه الأيام لاتباع توجيهات الزعماء السياسيين، كما أن جهود مارين لوبان لتحسين صورة حزبها جعلته أقل تنفيرا لدى الملايين. عواصم عالمية تراقب وتراقب عديد من العواصم الأزمة السياسية في فرنسا، واحتمال صعود اليمين المتطرف للحكم لأول مرة منذ عقود. وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن "ألمانيا وفرنسا تتحملان مسؤولية خاصة تجاه أوروبا المشتركة.. ولا يمكن لأحد أن يظل غير مبال". وفي وارسو، دعا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الأحزاب المؤيدة للاتحاد الأوروبي إلى بذل جهد أكبر لمعالجة مخاوف الناخبين العاديين والتصدي للنزعة القومية المتصاعدة بعد محادثات مع نظيره المستشار الألماني أولاف شولتس. واعتبر توسك أن نتائج الجولة الأولى من هذه الانتخابات تعكس "اتجاهًا خطيرًا" تسلكه فرنسا وأوروبا. وبدورها، أعلنت موسكو أنها تتابع "من كثب الانتخابات في فرنسا"، في حين أكّدت واشنطن أنها "تعتزم مواصلة تعاونها الوثيق مع الحكومة الفرنسية بشأن مجمل أولويات السياسة الخارجية". وأشاد آخرون بالنتيجة التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي، على غرار رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني التي اعتبرت أن "شيطنة" اليمين المتطرف لم تعد مجدية.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا الأربعاء 10 يوليو 2024, 7:32 pm
منها الاعتراف بفلسطين.. تعرف على مفاجآت انتخابات فرنسا وتأثيرها السياسي ما زالت معركة طوفان الأقصى تمدّ ظلالها على البعدين الإقليمي والدولي، وجاءت نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية مطلع هذا الأسبوع امتدادا لهذه الظلال التي تشكّل معها تغيرٌ كبير في وعي الناخب الفرنسي تجاه القضية الفلسطينية، وإدراك لتهافت السردية التي روجها الاحتلال الإسرائيلي طويلا.
وبدأت القصة في التاسع من يونيو/حزيران الماضي، عندما حلّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعية الوطنية تمهيدا لإجراء انتخابات مبكرة، وكان الهدف حصول حزبه (النهضة) على الأغلبية التي تتيح له تنفيذ برنامجه السياسي دون الحاجة إلى التحالف مع أحزاب أخرى.
ومع بدء الحملات الانتخابية، خرجت استطلاعات رأي كثيرة ترشح حزب "التجمع الوطني" الذي يمثل تيار "أقصى اليمين" بقيادة مارين لوبان للفوز بالأغلبية، انسجاما مع هيمنة هذا التيار على انتخابات مماثلة في الاتحاد الأوروبي، وعلى إخفاقات القيادة السياسية في فرنسا بالعديد من الأزمات، على حد قول أنصار هذا التيار.
المفاجأة الأولى وبالفعل، جاءت نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي جرت في 30 يونيو/حزيران الماضي حاملة أولى المفاجآت بحصول "أقصى اليمين" على المرتبة الأولى بـ29.5% من عدد الأصوات.
وفي مقابلة خاصة مع الجزيرة نت، يُرجع رئيس الأكاديمية الدولية للحقوق والتنمية بباريس كمال العيفي أسباب تقدم تيار أقصى اليمين بالمرحلة الأولى من الانتخابات الفرنسية إلى ما يلي:
أولا- الشحن "اليميني المتطرف" ضد المسلمين والأفارقة والمهاجرين قبل الانتخابات الفرنسية وفي عموم أوروبا. ثانيا- فشل منظومة الرئيس الفرنسي في خفض الأسعار وحل العديد من المشاكل الاجتماعية. ثالثا- السياسة الخارجية لفرنسا في توجهها "بقوة جامحة" نحو الحرب في أوكرانيا، وضد روسيا. رابعا- معاقبة ماكرون باللعب على ورقة الأمن الداخلي والوطنية والمحافظة على الكيان الفرنسي ضد الكيانات الأخرى. وفي العمق من ذلك، يرى رئيس المجلس الأوروبي الفلسطيني للعلاقات السياسية ماجد الزير أن الانتخابات الفرنسية الأخيرة تعد امتدادا لمعركة وجودية في ما يتعلق بهوية فرنسا لكثرة الأعراق وعددها الهائل داخل البلاد، وفي ما يتعلق بالمهاجرين والسياسة الخارجية، خاصة مع تموضع فرنسا في قلب السياسة الدولية.
الانتخابات التشريعية الفرنسية شهدت تقلبات حادة بدورتيها الأولى والثانية
المفاجأة الثانية لكن أفراح أقصى اليمين الفرنسي لم تدم طويلا، وحدثت المفاجأة الثانية بتصدر تحالف اليسار نتائج الانتخابات، وجاء في المرتبة الثانية تحالف الوسط (معا من أجل الجمهورية) المدعوم من الرئيس ماكرون، ثم حل ثالثا تيار أقصى اليمين.
وهذا التغير المفاجئ في توجهات الناخب الفرنسي وقفت وراءه أسباب جوهرية في صلب البرنامج الانتخابي الذي أعلنه القادة المنتمون إلى اليسار، ويرصد الدكتور العيفي التحركات التي قام بها هذا التحالف خلال فترة لا تتجاوز ساعات قبيل الدورة الثانية من الانتخابات، ومن ذلك:
أولا- تجمع كل تيارات اليسار في تكتل واحد حمل اسم "الجبهة الشعبية الجديدة" في محاولة لإنهاء حالة التشرذم التي كان عليها هذا التيار بالدورة الأولى من الانتخابات.
ثانيا- نجاح هذا التيار في وضع برنامج قابل للتطبيق يقوم عليه مجموعة من الأعضاء البارزين في السياسة الفرنسية، وتتكامل فيه مصادر تمويله مع المصارف التي تنفق فيه الميزانية العامة للدولة، وبالتالي كان مقنعا ومقبولا لدى الناخب الفرنسي.
غزة وصندوق الانتخابات عقدت الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية في السابع من يوليو/تموز الجاري، أي بعد بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بـ9 أشهر كاملة، ولا يمكن استبعاد تأثير هذا العدوان على انتخابات البرلمان الأوروبي عامة وانتخابات فرنسا تحديدا.
وبحكم موقعه في المجلس الأوروبي الفلسطيني، يرى الزير -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- أن تأثير الحرب على غزة مرّ بمرحلتين في فرنسا:
الأولى: بدأت بموقف منحاز أوروبيا على نحو جمعي، وفي فرنسا جاء في شكل دعم عسكري وغطاء سياسي لا محدودين، بالإضافة إلى ضرب أي مظهر من مظاهر التأييد للصوت الفلسطيني. الثانية: تمثلت في حراك ميداني في كل شوارع وحواضر أوروبا، على مدى الشهور التسعة الماضية، ثم تطور الموقف إلى بيئة قانونية في لاهاي، مما أحدث شيئا من التغيير في مواقف بعض الدول، ومنها فرنسا التي اختلف فيها موقف الرئيس من الحرب على غزة حاليا عما كان عليه في بدايتها. وتأخذ مناصرة القضية الفلسطينية بعدا آخر من وجهة نظر رئيس الأكاديمية الدولية للحقوق والتنمية بباريس، إذ يرى أن الإعلانات التي تحدثت عنها الجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا بعد ظهور نتائج الانتخابات، تقول إن أهم ما ستقوم به في السياسة الخارجية هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف أن المسألة الفلسطينية كانت حاضرة وبقوة في برنامج اليسار الفرنسي الانتخابي، سواء في الشعارات والأعلام المرفوعة أو مظاهر الاحتفالات بالتقدم الانتخابي، لذلك لم تعد فلسطين قضية نخبوية بل أصبح لها حضور شعبي.
الحراك الشعبي المؤيد لفلسطين في فرنسا وعموم أوروبا غيّر كثيرا في آراء السياسيين
السردية الإسرائيلية جاء الحضور الشعبي للقضية الفلسطينية، واكتسابها زخما جديدا منذ بدء معركة طوفان الأقصى، على حساب السردية التي روجتها إسرائيل طويلا في الإعلام الغربي، وقد يعود ذلك إلى أسباب أساسية:
أولا- وسائل الإعلام نقلت الصور في بث مباشر من ميدان المعارك إلى جموع المشاهدين، ورأى العالم حجم القتل والدمار الذي تعرض له الفلسطينيون، وأدرك زيف الرواية الإسرائيلية التي حاولت تضليل العالم عما ترتكبه من إبادة جماعية في غزة، حسب ما يقول الزير. ثانيا- الحراك الجماهيري اليومي الذي ضغط على القادة السياسيين من أجل اتخاذ مواقف تنسجم مع القناعات والمطالب الشعبية، ثم تحولت هذه القناعات إلى سياسات حزبية تدخل في صلب العملية الانتخابية، حسب العيفي. وشهدت فرنسا انتخابات تشريعية على مرحلتين، جرت الأولى في 30 يونيو/حزيران الماضي، وتقدم فيها تحالف أقصى اليمين كما كان توقعت استطلاعات الرأي. لكن يوم السابع من يوليو/تموز الجاري عُقدت الجولة الثانية من هذه الانتخابات، وتصدر فيها تيار اليسار، في مفاجأة تعد "مدوية وغير متوقعة" بالوسط السياسي الفرنسي، ولكنه لم يحقق الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفردا، في انتظار مفاوضات بين الأحزاب المختلفة من أجل تشكيل الحكومة الجديدة.
اليمين المتطرف يواصل التفوق باليوم الأخير لحملة انتخابات فرنسا