نعت رئاسة النظام السوري المستشارة لونا الشبل التي توفيت اليوم الجمعة بعد أيام من تعرضها لحادث سير، وفق ما نقلته صحيفة "الوطن" شبه الرسمية عن الرئاسة. ونُقلت الشبل، وهي مستشارة خاصة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، إلى مستشفى الشامي بدمشق، لتوضع تحت العناية المركزة من جراء الحادث الذي وصفته الرئاسة بـ"الأليم". ووصلت الشبل إلى مستشفى الشامي يوم الثلاثاء بحالة خطرة، وفق ما أكدته مصادر "العربي الجديد" وقتها، بعد إسعافها في منطقة يعفور بريف دمشق في بداية الأمر. وأكدت المصادر أن سلطات النظام السوري منعت زوج الشبل، عمار ساعاتي، من دخول المستشفى، فيما أفادت المعلومات الواردة من داخل المستشفى بأن حالة النزيف التي تعانيها لونا الشبل شديدة للغاية. وعقب الكشف عن حادث السير، برزت روايات عدة، إحداها تطرقت إلى تحجيمها خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تورط أحد أفراد عائلتها في التجسس على خلفية الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع إبريل/نيسان الماضي.
ولونا الشبل، المولودة في السويداء جنوب سورية عام 1975، كانت تُوصف في وسائل الإعلام الرسمية بـ"المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية"، إلا أن الشارع يعرف أنها كانت من الشخصيات الفاعلة في المشهدين السياسي والإعلامي بسورية منذ 2011، العام الذي شهد انطلاق الثورة السورية التي ناصبتها لونا الشبل العداء، معلنة انحيازها المطلق للنظام. وهو ما فتح لها أبواب القصر الجمهوري في دمشق.
وحاول النظام الاستفادة من الخبرة الإعلامية للشبل، والتي اكتسبتها من خلال عملها بقناة "الجزيرة" مقدمة نشرات وبرامج حوارية لعدة سنوات، قبل أن تتوقف عن العمل في هذه القناة عام 2010 مع عدد من المذيعات، لتكيل الاتهامات بعد بدء الثورة لهذه القناة بما يتناسب مع سرديات النظام في ذلك الحين، والتي كانت تهدف إلى ضرب الجوهر الأخلاقي للثورة.
وتولت لونا الشبل في البداية المكتب الصحافي في القصر الجمهوري، وهو المكلف بتوجيه وسائل الإعلام في سورية كافة، والتي بدأت حملة تشويه كبرى للثورة ومقاصدها من خلال نشر معلومات مضللة وتسريب مقاطع فيديو فتحت الباب أمام عسكرة الثورة عبر العزف على الوتر الطائفي.
ووفق مصدر مطلع في دمشق، تحدث إليه "العربي الجديد"، كانت لونا الشبل "الوحيدة من خارج الدائرة الطائفية الضيقة التي يحيط الأسد نفسه بها"، مشيراً إلى أن ذلك "كان مصدر قلق كبير لدى عدة شخصيات ناشطة في القصر الجمهوري، وفي مقدمِها بثينة شعبان (مستشارة سياسية وإعلامية للأسد) التي ظلت لسنوات طويلة في واجهة المشهد الإعلامي السوري".
وأثارت لونا الشبل في منتصف عام 2022 استياء الموالين للنظام بعد افتتاحها مطعماً في دمشق يحمل اسماً روسياً (ناش كراي)، قدم الطعام الروسي وأطباقاً غربية بأسعار عالية في وقت بات أغلب السوريين تحت خط الفقر وفق بيانات أممية. وكانت لونا الشبل ظهرت قبيل افتتاح المطعم في لقاء تلفزيوني دعت فيه السوريين في مناطق سيطرة النظام لـ"الصمود الإيجابي" في مواجهة الأحوال المعيشية المزرية وانعدام الخدمات.
لونا الشبل ضمن قائمة العقوبات الأميركية
يشار إلى أن الولايات المتحدة فرضت عام 2020 عقوبات على لونا الشبل لتدرج بذلك في قائمة طويلة من مسؤولي النظام المعاقبين من واشنطن لـ"مواصلة الضغط على الأسد وداعميه حتى يتم التوصل إلى حل سياسي سلمي للصراع". كما فُرضت عقوبات على زوج الشبل، وهو عمار ساعاتي، الذي تبوأ العديد من المناصب في النظام، بينها رئيس اتحاد الطلبة وعضو في القيادة القطرية لحزب "البعث". وذلك قبل أن يتم إبعاده عن المشهد خلال العام الحالي وسط معلومات غير مؤكدة أنه بات ممنوعاً من السفر.