حرب غزة في يومها الـ279 | غارات عنيفة على منطقتي الرمال وتل الهوى
تدخل حرب غزة يومها الـ279، على وقع قصف عنيف يطاول مختلف أنحاء القطاع وعمليات تهجير جديدة من أحياء مدينة غزة، وسط تكثيق جيش الاحتلال لمجازره في القطاع، فيما قال مسؤول كبير في حركة حماس، إن "تكثيف" العمليات العسكرية الإسرائيلية من شأنه أن يؤدي إلى تشبث الحركة الفلسطينية بموقفها في جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة.
وفي أخر إحصائياتها، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وصل منها 52 شهيداً و208 إصابات إلى المستشفيات، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 38295 شهيداً و88241 إصابة.
وفي ما يتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، أبلغ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى المنطقة، بريت ماكغورك، تمسّكه بما سماه "خطوطاً حمراء" وضعها للتوصل إلى صفقة مع حماس. وقال مكتب نتنياهو في منشور على منصة إكس: "التقى رئيس الوزراء، الأربعاء، مع المبعوث الخاص للرئيس الأميركي في مكتبه بالقدس، وأكد التزامه بالصفقة طالما تم الحفاظ على الخطوط الحمراء الإسرائيلية".
كشف تحقيق نشرته شبكة "سي أن أن"، الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم ذخائر أميركية الصنع في مجزرة نفذها، الثلاثاء، على مدرسة العودة في خانيونس. وأظهر مقطع فيديو صوره صحافي يعمل لدى الشبكة الأميركية في مكان الحادث، بقايا قنبلة (GBU-39) من صنع الولايات المتحدة. وقال ثلاثة خبراء طلبت منهم الشبكة مراجعة المقطع المصور، أن الجزء المتبقي هو الجزء الخلفي من الذخيرة.
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنّه "في وقت سابق من أمس الثلاثاء، ضرب سلاح الجو الإسرائيلي، باستخدام ذخيرة دقيقة موقعاً في قطاع غزة". وزعم أن الموقع "كان فيه عنصر من الجناح العسكري لحركة حماس"، وأكد الجيش أنه "يحقق في التقارير التي تفيد بإصابة مدنيين بالقرب من مدرسة العودة جنوب خانيونس".
وأسفرت المجزرة عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في منشور لها على تليغرام إن الاحتلال ارتكب "مجزرة بشعة بحق المواطنين النازحين باستهدافه بوابة مدرسة تؤوي نازحين في بلدة عبسان"، مشيرة إلى أن عشرات الشهداء والجرحى، بينهم حالات خطيرة وحرجة، وصلت إلى المستشفى.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قد قال في وقت سابق من يوم الثلاثاء، إن هذه المجزرة تأتي "استكمالاً لجريمة الإبادة الجماعية التي يشنّها جيش الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني للشهر العاشر على التوالي". وأضاف: "تتجدد المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بشكل متلاحق، حيث جاءت هذه المجزرة بعد ارتكاب الاحتلال ست مجازر أخرى في مخيمات الوسطى، مما رفع أعداد الشهداء إلى 60 شهيداً خلال الساعات الماضية، غالبيتهم من الأطفال والنساء".
وأوضح أن هذه المجازر تأتي "في ظل إسقاط الاحتلال المنظومة الصحية، وتدمير وإحراق المستشفيات، وإخراجها عن الخدمة، وفي ظل الضغط الهائل على الطواقم الطبية، وما تبقى من غرف العمليات الجراحية، وفي ظل نقص المستلزمات الصحية والطبية، وفي ظل إغلاق المعابر أمام سفر الجرحى والمرضى، وعدم إدخال الوقود، وفي ظل كارثية الأوضاع الإنسانية والصحية".
وأدان المكتب الحكومي "بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال هذه المجزرة الفظيعة والمجازر ضد المدنيين، كما ندين اصطفاف الإدارة الأميركية مع الاحتلال في جريمة الإبادة الجماعية. نحمّل الاحتلال والإدارة الأميركية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر المروّعة ضد المدنيين".
واشنطن ستستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل إلى إسرائيل
قال مسؤول أميركي الأربعاء إن إدارة الرئيس جو بايدن ستستأنف شحن قنابل زنة 500 رطل إلى الاحتلال الإسرائيلي، لكنها ستواصل إرجاء إرسال قنابل زنة 2000 رطل (أكثر من 900 كيلوغرام) بسبب مخاوف واشنطن من احتمال استخدامها في مناطق مكتظة بالسكان في قطاع غزة. وعلقت الولايات المتحدة في مايو/ أيار شحنة قنابل زنة 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق من التأثير الذي يمكن أن تحدثه في غزة خلال الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان قلق إدارة بايدن يتمحور بشكل خاص حول إمكانية استخدام الاحتلال تلك القنابل الكبيرة في رفح جنوبي القطاع التي لجأ إليها أكثر من مليون فلسطيني. وقال مسؤول أميركي، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "لقد أوضحنا أن قلقنا ينصب على استخدام القنابل التي تزن 2000 رطل، خاصة في عملية إسرائيل في رفح والتي قالوا إنهم بصدد الانتهاء منها". ويمكن للقنبلة الواحدة زنة 2000 رطل أن تخترق طبقات سميكة من الخرسانة والمعادن مما يخلف انفجاراً بنصف قطر واسع.
وأوضح المسؤول الأميركي أن القنابل زنة 500 رطل كان تم تجميعها في نفس الشحنة مع القنابل الأكبر التي تم تعليقها مؤقتا وبالتالي توقفت. وتابع بالقول "كان مصدر قلقنا الرئيسي ولا يزال هو الاستخدام المحتمل للقنابل زنة ألفي رطل في رفح ومناطق أخرى في غزة... ولأن قلقنا لم يكن يتعلق بالقنابل زنة 500 رطل فإنها تمضي قدما في إطار العملية المعتادة".
وقال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة أخطرت إسرائيل بأنها ستفرج عن القنابل زنة 500 رطل، لكنها ستبقي على القنابل الأكبر. وزعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يونيو/ حزيران أن واشنطن تحجب أسلحة وناشد المسؤولين الأميركيين حل الموقف. وعبر مساعدو بايدن من جانبهم عن خيبة أملهم ودهشتهم من تصريحات نتنياهو.
وزار وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة. وقال خلال تواجده في واشنطن إنه جرى إحراز تقدم كبير في مسألة توريد الذخائر الأميركية إلى إسرائيل. ورغم التعليق المؤقت لشحنة واحدة، استمرت إسرائيل في تلقي تدفقات متواصلة من الأسلحة الأميركية. وذكرت "رويترز" الشهر الماضي أنه من بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر وحتى نهاية يونيو/ حزيران شحنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من طراز "إم.كيه-84" زنة 2000 رطل و6500 قنبلة زنة 500 رطل وثلاثة آلاف صاروخ "هيلفاير" جو-أرض دقيق التوجيه وألف قنبلة خارقة للتحصينات و2600 قنبلة صغيرة القطر يتم إسقاطها جوا، إلى غير ذلك من الذخائر.