منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..    ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 9:04 am

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  001-4





ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم.. أسس الجمهورية العراقية وأطاح به انقلاب عسكري

في عهده تحول العراق إلى حليف للاتحاد السوفياتي ومعاد للغرب




لم تكد تمضي 5 سنوات على انقلاب 14 يوليو/تموز 1958 الذي أدى لقتل العائلة الحاكمة وتحول نظام الحكم في العراق من الملكي إلى الجمهوري حتى جاء يوم 8 فبراير/شباط 1963 ليشكل علامة فارقة في تاريخ العراق السياسي الحديث بإعدام عبد الكريم قاسم أحد أبرز رموز الانقلاب على الملكية العراقية.



حياته ونشأته
ولد عبد الكريم قاسم في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1914 في محلة المهدية بجانب الرصافة من بغداد من أبوين عراقيين في ظل عائلة كانت تعاني الفقر وشظف العيش، كان والده نجارا بسيطا ورغم ذلك استطاع قاسم إكمال تعليمه والتخرج من المدرسة الثانوية المركزية ببغداد عام 1931 في الفرع الأدبي ليعمل بعد ذلك معلما لمدة عام تقريبا.


وتشير الوثائق التاريخية إلى أنه في عام 1932 أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن فتح باب التقديم للكلية العسكرية ليقبل قاسم فيها ويتخرج بتفوق عام 1934 برتبة ملازم ثان، وفي غضون سنوات تدرج في الرتب العسكرية حتى رقّي إلى عميد ركن وبات يشغل مواقع عسكرية مهمة.

يقول الضابط العراقي المتقاعد حسن العبيدي إن قاسم شغل منصب آمر اللواء 19، وشارك من خلاله في العديد من الحروب في فلسطين والفرات الأوسط ضد الحركات الشعبية المناهضة للحكومات الملكية قبل عام 1958.

ويضيف العبيدي للجزيرة نت -الذي اطلع من خلال والده الضابط على تلك الحقبة- أن قاسم كان قائدا عسكريا جيدا في عهد الملكية، وكانت تربطه مع رئيس الوزراء في العهد الملكي نوري السعيد علاقات جيدة، لكن تبين فيما بعد أنه كان يستغلها سرا في تشكيل نواة تشكيلات عسكرية مناهضة للملكية، ومنها انضمامه إلى حركة الضباط الأحرار.
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  000_APP2003012722730قاسم (الثاني يسار بين الواقفين) أطاح وأتباعه بالنظام الملكي (الفرنسية)
سيطرته على مقاليد الحكم
في عام 1954 تشكلت نواة حركة الضباط الأحرار التي أطاحت فيما بعد بالحكم الملكي، ويقول الكاتب جمال مصطفى مردان في كتابه "عبد الكريم قاسم.. البداية والسقوط" إن حركة الضباط الأحرار أيدت فكرة دعوة قاسم للانضمام إليها بسبب سمعته العسكرية وقيادته للواء مشاة المنصورية، إذ رأت الحركة أنه مهم للإطاحة بالحكم الملكي، وبعد انضمامه إلى الحركة انتخب رئيسا لها عام 1957.


ويضيف مردان في كتابه أن ثورات عدة أفشلت قبل عام 1958، وبعضها من قاسم ذاته لعدم حصوله فيها على مواقع مهمة، مشيرا إلى أنه بعد انقلاب 14 يوليو/تموز تولى قاسم منصب رئاسة الوزراء.

من جهته، يقول أستاذ تاريخ العراق السياسي الحديث مؤيد الونداوي إن ثورة 1958 هيأ لها تنظيم الضباط الأحرار والجبهة الوطنية للأحزاب السياسية، إلا أن قاسم وعلى الرغم من اتفاقه مع الضباط الأحرار على خطة الثورة فإنه وبمعية عبد السلام عارف عملا على قلب النظام بالطريقة الدموية دون رضا الضباط الأحرار، واستحوذ كلاهما على المناصب الرئيسية في الجمهورية الوليدة.

ويتابع الونداوي أنه اتضح جليا فيما بعد عدم امتلاك قاسم مشروعا سياسيا واضحا، ولذلك سرعان ما تخبط في السياسة الداخلية والخارجية رغم بعض الإصلاحات كإلغاء قانون العشائر وإلغاء الإقطاع.

أسباب داخلية وخارجية

ولمزيد من التفاصيل عن الأحداث التي أدت للانقلاب على قاسم، يرى عميد كلية الآداب في جامعة الموصل محمد علي عفين أن شخصية عبد الكريم قاسم كانت بسيطة لانتمائه إلى مجتمع بسيط، فضلا عن أنه لم يكن مطلعا على السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.

ويشير عفين في حديثه للجزيرة نت إلى سبب آخر للانقلاب عليه يتمثل بتوسع المد القومي والتيار الناصري الذي كان قاسم مناهضا له، فضلا عن نأي قاسم بالعراق عن حلف بغداد مع الغرب، مما أدى للتسريع بالانقلاب عليه.

أما إبراهيم العلاف المتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر فيشير من جانبه إلى أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية أدت لانقلاب 8 فبراير/شباط 1963، حيث إن قاسم وبعد سنوات على توليه المسؤولية بعد الإطاحة بالعائلة المالكة كان قد استنفد مبررات وجوده داخليا بسبب الصراعات الدامية بين الأحزاب السياسية، فضلا عن تأجيجه الصراعات بين القوميين والشيوعيين.

وعلى صعيد السياسة الخارجية، يؤكد العلاف للجزيرة نت أنه منذ تولي قاسم السلطة بات نظام حكمه في عزلة عربية وإقليمية ودولية بسبب فقدان بوصلة السياسة الخارجية وعدم وضوحها، فزج بالبلاد في أتون صراع مع عدد من الدول العربية، خاصة مع مصر عبد الناصر، والكويت بسبب مطالبته بضمها، إضافة إلى تراجع العلاقات مع الغرب المتمثل ببريطانيا والولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بالاقتصاد فإن هناك ما كان يدعو للانقلاب -بحسب العلاف- فقد تعثر تطبيق قانون الإصلاح الزراعي وظل الإقطاعيون يمارسون نفوذهم، مما أدى إلى حدوث ارتباكات في قطاعي الزراعة والصناعة، بسبب سيطرة الحزب الشيوعي على مفاصل الدولة، وإشغال العمال والفلاحين بتنظيم المظاهرات الكبيرة، إضافة إلى تشجيع قاسم على هجرة الفلاحين من الريف إلى المدينة.

الحرب الباردة

يشير العديد من المؤرخين إلى أن قاسم لم يكن يتمتع بحنكة سياسية، وهو ما يؤيده الونداوي، حيث يرى في حديثه للجزيرة نت أن قاسم لم يدرك كيفية اللعب في الحرب الباردة، حيث تحول العراق فجأة بعد 1958 من حليف للغرب في حلف بغداد إلى عدو وحليف للاتحاد السوفياتي، وبذلك أثار العديد من المشكلات، وذلك على الرغم من أنه لم يكن ضمن تشكيلات الحزب الشيوعي كما يشاع.

من جانبه، يرى العلاف أن معطيات كثيرة تؤيد نفور الغرب من قاسم وتشجيعه الانقلاب عليه، ولا سيما أن العراق في عهده عقد اتفاقيات سياسية واقتصادية مع الاتحاد السوفياتي وبدأ تسليح الجيش من المعسكر الشرقي.

وأضاف أن توقيع قاسم قانون "80" عام 1961 وحجبه الاستثمار عن الشركات النفطية الاحتكارية الغربية أغضبا الولايات المتحدة وبريطانيا، لافتا إلى أن بعض معاصريه نقلوا عنه بعد توقيعه هذا القانون أنه أحس بأن توقيعه يمثل وثيقة إعدامه، بحسب العلاف.

الانقلاب والإعدام
ونتيجة لكل ما حدث كان مخطط الانقلاب على قاسم واردا قبل سنوات من حدوثه، حيث يشير الونداوي إلى أن عام 1961 شهد 6 محاولات للإطاحة به، لكن تلك المحاولات لم يكتب لها النجاح، حتى المحاولة الأخيرة التي كانت في 8 فبراير/شباط 1963 عندما وضع حزب البعث العربي الاشتراكي خطة محكمة للانقضاض عليه.


ويتابع أن ما قام به الشيوعيون في الموصل وكركوك كان سببا للإطاحة به عسكريا، وأن الغرب تلقى خبر الانقلاب عليه بارتياح شديد.

وأضاف أنه لا توجد شخصية مركزية قادت الانقلاب، وأن العسكريين والمدنيين في قيادة حزب البعث تعاونوا معا في إسقاطه، ثم استطاعوا كسب عبد السلام عارف لخبرته وحنكته العسكرية وموقفه من قاسم الذي عزله وحاكمه، دون أن يكون عارف شريكا في الانقلاب بصورة مباشرة.

ورغم أن قاسم طالب قبل إعدامه بنفيه خارج البلاد فإن مجلس قيادة الثورة قرر في 9 شباط/فبراير إعدامه مع مرافقه ورئيس المحكمة العسكرية العقيد فاضل عباس المهداوي، حيث تم الإعدام في غرفة الموسيقى بمبنى الإذاعة والتلفزيون وسط بغداد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..    ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 9:07 am

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  08b1d54e-18ce-4a95-9909-e8ee9bd94822



عبد السلام عارف ضابط عراقي مغامر ببدلة رئيس
لعل الشاب الذي يملؤه الطموح كان مصيبا في التحاقه بالكلية العسكرية التي تخرّج منها برتبة ملازم ثان عام 1941 لما يمتلكه من شجاعة وبأس لا يلين، لتقوده الأقدار شاء أم أبى إلى أن يكتب عنه ما يكتب ولو بعد زمن كرجل حرب وسياسة.
عائلته القادمة من منطقة خان ضاري إحدى البلدات الواقعة غرب بغداد حطت رحالها في محلة سوق حمادة في جانب الكرخ القديمة، وما كانت لتعلم أنها على موعد مع ولادة رجلين سيحكمان العراق فيما بعد.
ولد عبد السلام محمد عارف في 26مارس/آذار 1921 ونشأ في كنف أسرة مرموقة ذات نسب تعمل في تجارة الأقمشة، أكمل مراحله الدراسية وتخرج من ثانوية الكرخ عام 1938 شاقا طريقه بمزيد من الإصرار والتحدي.
كان جده شيخا لعشيرة الجميلة المعروفة، وخاله الشيخ ضاري المحمود أحد أبرز قادة ثورة العشرين ضد الاستعمار البريطاني آنذاك.
سماته الشخصية
شخصيته التي جمعت بين البساطة والعفوية لم تخف جانبا آخر من الحزم والصرامة والخطاب الارتجالي الشعبوي الذي أثار حفيظة مناوئيه في أحيان كثيرة.

مشاركته في ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941 -التي عرفت بثورة مايو/أيار التحررية، وانخراطه في حرب فلسطين ضد إسرائيل عام 1948، أكسباه مهارة وحنكة في مقارعة الخصوم والثبات حين البأس.
يصنفه المؤرخون من جيل الضباط الثوريين الذين تصدوا لعمليات التغيير باستخدام الجيش على غرار ما جرى في سوريا من انقلاب حسني الزعيم، أو على شاكلة الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالملك فاروق في مصر.
يصفه أستاذ العلوم السياسية مؤيد الونداوي بالضابط المغامر الذي لا يأبه بالخواتيم مستشهدا بقيادته لقطعات الجيش عندما كان آمرا للواء العشرين، وإطاحته بالنظام الملكي القائم حينذاك.
رسالته الشهيرة لوالده -التي طلب فيها رضاه والدعاء له بتحقيق النصر أو الشهادة في حال وفاته- تنم عن إرادة عنيدة في تحدي المألوف وعدم الركون لما هو قائم حيث أذاع عارف بنفسه البيان الأول من مقر الإذاعة صبيحة 14 يوليو/تموز 1958.
صراع السلطة
أصبح عارف الرجل الثاني بعد عبد الكريم قاسم الذي تسلم رئاسة الوزراء وأناط به منصبي نائبه ووزير داخليته، لكن حبال الود التي تربطه برفيق السلاح شابها التوتر والتعكر بعد دخولهما معترك السياسة.
ويبدو أن الخلاف الفكري لدى الرجلين ولد الصدع بينهما، فالتوجه القومي الإسلامي لدى عارف لم يكن متسقا مع قطب اليسار الذي اتهمه بالتآمر، فأبعده عن مؤسسة الحكم سفيرا في برلين.
بُعد المسافة لم يحل دون عودة السفير من غير علم السلطات، فاتهم بالتخطيط لقلب النظام بدعم من الشيوعيين، وتم القبض عليه ومحاكمته وإصدار حكم الإعدام بحقه، بيد أن قاسم لم يكن حازما في تطبيق الحكم فأفرج عنه بعد حين ووضعه تحت الإقامة الجبرية حتى انتهاء حكمه عام 1963.
حركة شباط
ويرى المؤرخ عبد الجبار محسن في حديثه للجزيرة نت أن البعثيين بعد استحواذهم على كرسي السلطة بزعامة أحمد حسن البكر "كانوا ميالين لعبد السلام عارف كونه من متضرري الحقبة الشيوعية وله تاريخ طويل في مناهضة قاسم، فأوكلوا له رئاسة الحكومة آنذاك".

الصراعات التي دبت بين صفوف البعث والفرقة بين أعضائه مهدت الطريق أمام عارف لإحكام قبضته الحديدية على مقاليد الحكم، وساعدته في تنحية خصومه الأقوياء الذين أصبحوا في مهب الريح فيما بعد.
تأثر كثيرا بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وكانت له علاقة وثيقة بالقوميين في الداخل باعتباره رمزا للحركة القومية، كان يؤمن بالوحدة العربية وينادي بها مع مصر وسوريا لكنه بالضد من الوحدة الفورية.
اتسمت فترة حكمة اللاحقة بالاستقرار وكونها أكثر اتزانا وتفهما للسياسة الداخلية والخارجية، حيث شرع بطرح أيديولوجيته حول الاشتراكية الإسلامية وتحقيق الوحدة الوطنية لكل قطر عربي تمهيدا للوحدة العربية الكبرى.
وفاة غامضة
توفي عارف في 13 أبريل/نيسان 1966 إثر سقوط طائرته الخاصة بمنطقة القرنة بعد عودته من زيارة لمحافظة البصرة جنوب العراق حيث أمضى يومه كاملا في ضيافة المدينة، وقرر العودة عند المساء رغم تحذيرات الطاقم المرافق له من خطورة الطيران ليلا.

التحقيقات كشفت في حينها أن الحادث سببه عاصفة رملية، لكن فريق التحقيق الذي أرسلته الشركة الروسية المصنعة للطائرة الرئاسية أكدّ خلوّها من أي عطل فني ليسدل الستار على حادثة لا تزال غامضة حتى اليوم.
ثم تسلم شقيقه الأكبر عبد الرحمن إدارة البلاد بعد وفاته مكملا حقبة أخرى من حكم ضابطين دخلا عالم السياسة والحكم فخرجا منه ببزة الرؤساء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..    ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 9:11 am

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  4-37



البكر (يسارا) وصدام قادا انقلاب البعث على الرئيس عبد الرحمن عارف عام 1968



بانقلاب قاده البكر وصدام.. يوم أطاح حزب البعث بالرئيس المسالم عبد الرحمن عارف وتولى حكم العراق



يستذكر العراقيون في مثل هذا اليوم 17 يوليو/تموز من كل عام، حادثة الانقلاب الرابع في البلاد، والذي يعتبر آخر الانقلابات التي غيّرت نظام الحكم في العراق، بعد أن أطاح حزب البعث العربي الاشتراكي بنظام حكم الرئيس عبد الرحمن عارف عام 1968.
أسباب كثيرة مهّدت لحزب البعث للانقلاب، أو الثورة كما يصفه مؤيدوه، والإطاحة بالرئيس عبد الرحمن عارف، ليتولى السلطة حينها أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين، بمساعدة ضباط من خارج الحزب، أبرزهم إبراهيم الداود وعبد الرزاق النايف.
أسباب الانقلاب
يفصل رئيس مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والإستراتيجية حسام بوتاني، في حديثه للجزيرة نت، أبرز عوامل الانقلاب، ويقول إنه "جاء نتيجة انعدام الاستقرار الذي كانت تعاني منه الجمهورية العراقية، حيث إن انقلاب الجيش على الحكم الملكي عام 1958، فتح الطريق أمام تدخل واسع للمؤسسة العسكرية في السياسة العراقية، لذلك فإن كل الذين تولوا الحكم كانوا عسكريين، منذ بداية تأسيس الجمهورية وحتى عام 1979".
ومن العوامل الأساسية الأخرى التي مهدت لنجاح الانقلاب والإطاحة بحكم عبد الرحمن عارف، أن شخصية عارف مسالمة، ولا تمتلك التصور الحقيقي لإدارة الدولة، الأمر الذي مهّد الفرصة لحزب البعث لإطلاق ساعة الصفر وتنفيذ الانقلاب والسيطرة على الحكم بشكل كلي، كما يقول بوتاني.
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  B08bb09e-3775-40f8-85de-7cb34b2282eeالمؤرخون يصفون عبد الرحمن عارف بالرئيس الوديع والمسالم (مواقع التواصل)

انقلاب أبيض أم أسود؟

وبالرغم من كثرة الحركات العسكرية والثورات والانقلابات التي شهدها العراق في تلك الفترة، فإن ما يميّز انقلاب 17 يوليو/تموز أنه جرى دون سفك دماء، ما دفع بعض الباحثين إلى تسميته بالانقلاب الأبيض.
وفي هذا الصدد، يقول بوتاني إن "شخصية الرئيس عبد الرحمن عارف المسالمة والمحبوبة من قبل الجميع، وكذلك سهولة السيطرة على القصر الجمهوري دون مقاومة أسهم في عدم إراقة الدماء، إضافة إلى أن قيادات البعث في ذلك الوقت كانت لا تميل إلى العنف، لأنها تعي أن الانقلاب الدموي قد يكلف الحزب الكثير، على عكس قيادات الخط الثاني التي تميل إلى العنف".
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  C5ea122c-ceef-45fa-b8b5-209cfe38b63dمحللون وصفوا عهد البكر بأنه إيجابي اتسم باقتصاد قوي ونهضة مؤقتة (مواقع التواصل)

إنجازات وحروب

ويرى المحلل السياسي العراقي نجم القصاب في حديثه للجزيرة نت أن "حزب البعث حكم العراق بمرحلتين، مرحلة البكر والتي كانت مرحلة إيجابية واقتصادا قويا وعلاقات خارجية قوية، والتي تعد نهضة مؤقتة، حتى مجيء صدام حسين عام 1979".
وينوّه القصاب إلى أنه، وخلال الفترة 1968 – 1978، شهد العراق تحقيق الكثير من الإنجازات وسيادة القانون، وتوظيف مئات الآلاف من العمال والموظفين، وتدشين مشاريع الري والزراعة والصناعة، مشيرا إلى أن العلاقات الخارجية العراقية كانت إيجابية، وهذا يسجّل لدولة المؤسسات، لكن الأوضاع تدهورت بعد عام 1979 مع تسلم صدام حسين للسلطة وبدء مرحلة نظام حكم الفرد الواحد.
النهضة التي شهدها العراق في عهد البكر خلال سبعينيات القرن الماضي تعتبر النهضة العربية الحقيقية منقطعة النظير، كما وصفها الباحث حسام بوتاني، لافتا إلى أن ذلك النهوض لم يقتصر على العمران فحسب، وإنما شمل مقدرات البلاد الاقتصادية والصناعية والزراعية والتعليمية.
ويشير بوتاني إلى أن تلك الحقبة شهدت تحولا كبيرا في التطور في مسار الدولة العراقية، فالأنظمة الصحية والتعليمية والتصنيعية والعسكرية التي تأسست في السبعينيات لا تزال هي المؤثرة والحاكمة حتى اليوم، لافتا إلى أن اتفاق مارس/آذار لحل القضية الكردية وتأميم النفط العراقي ومحو الأمية، هي الإنجازات الأبرز التي تحققت خلال سبعينيات القرن الماضي.
نقطة التحول
ويعتبر القصاب أن المرحلة التي تلت فترة حكم البكر، كانت بداية سيئة للعراق، حيث جاء صدام حسين لتبدأ مرحلته بإبعاد الخط الأول من حزب البعث والذين عارضوا تنازل الرئيس البكر وتسلم صدام للحكم، ما أدى إلى صعود الخط الثاني من الحزب ودخول العراق في حروب مع إيران وغزو الكويت والحصار الذي فرض على البلاد بعد ذلك ( 1990-2003).
يقول بوتاني إن أبرز التداعيات التي أعقبت انقلاب عام 1968، هو تفرد الحزب الواحد بالسلطة وحكم الفرد الواحد، وإقصاء الآخرين، حتى عام 2003، وهو ما تسبب بالانغلاق السياسي في العراق، وانسداد مدخلات شرعية النظام إلا من الحالة الثورية التي أطّرها الحزب.
وأضاف أن تحييد الجيش عن السياسة من أبرز ما جاء به الانقلاب، فمنذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا، أصبح الجيش العراقي محيدا عن السياسة، وهو ما وضع حدا للانقلابات العسكرية، وأسس لهذه المرحلة الرئيس الراحل صدام حسين.
وبحسب بوتاني، فإن انقلاب 17 يوليو/تموز 1968، يمثل نقطة التحول الأبرز في تاريخ الدولة العراقية منذ تأسيسها مطلع عشرينيات القرن الماضي، وذلك لأسباب عديدة، منها أن البعث أول حزب ثوري يتولى السلطة في العهد الجمهوري بالعراق.

انقلابات سابقة

يذكر أن انقلاب 17 يوليو/تموز سبقه الكثير من الانقلابات والتحركات السياسية، ففي عام 1936 قاد الفريق بكر صدقي أول انقلاب عسكري في العراق، وقتها سمع البغداديون دوي انفجارات وتحليقا مكثفا للطيران، وطلب صدقي من الملك غازي إقالة الحكومة وتكليف حكمت سليمان بتشكيل وزارة جديدة، فاستجاب الملك لطلبه، ليكون أول انقلاب في العراق والوطن العربي.
وخلال عام 1958، قاد عبد الكريم قاسم وصديقه عبد السلام عارف مع مجموعة من الضباط الآخرين انقلابا عسكريا أطاح بالحكم الملكي وأدى إلى قتل الملك فيصل الثاني وعائلته وولي العهد عبد الإله بن علي ورئيس الوزراء نوري السعيد وكبار المسؤولين آنذاك، لتبدأ صفحة التداول الدموي للسلطة في العراق.
كما تعرض حكم قاسم عام 1963 لانقلاب قاده شركاؤه في الحكم، الذين قاموا بقتله وتعيين عبد السلام عارف لرئاسة العراق.
وفي عام 1966، قتل عبد السلام عارف بطريقة غامضة أثناء سقوط طائرته خلال زيارة تفقدية إلى جنوب العراق، وتولى السلطة من بعده شقيقه عبد الرحمن عارف، قبل أن يقوم حزب البعث بالإطاحة به ونفيه إلى خارج العراق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..    ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 9:14 am

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  23a149ce-d1a9-458a-b937-69577484ab26



ظلمه التاريخ ونسب إنجازاته لغيره.. أحمد حسن البكر رئيس العراق الذي قاد الانقلابات
تاريخ العراق المليء بالأحداث السياسية لا يمكن أن يغفل رابع الرؤساء الجمهوريين بعد إسقاط العهد الملكي عام 1958، فقد عرف الرئيس أحمد حسن البكر -الذي تصادف ذكرى وفاته اليوم- قبل وصوله للرئاسة وبعد تسلمه الحكم بثوراته المتعددة.
ولد البكر عام 1914 في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد، وأنهى دراسته وتخرج فيها وعمل معلما لستة أعوام قبل التحاقه بالكلية العسكرية سنة 1938 لتتكلل بداية مسيرته العسكرية بالسجن وإجباره على التقاعد عقب مشاركته في حركة رشيد عالي الكيلاني ضد النفوذ البريطاني عام 1941 التي باءت بالفشل، لتكون بداية مشوار البكر عقب تخرجه مباشرة ضابطا برتبة ملازم، إلا أنه لم ييأس من المحاولات، فبعد 16 عاما أعيد للوظيفة ليغتنم الفرصة مساهما في الإطاحة بالملكية بالعراق سنة 1958 بعد انضمامه لتنظيم الضباط الوطنيين.
لم يدم هذا النجاح طويلا ليجبر من جديد على التقاعد بعد انضمامه لحركة الشواف بالموصل ضد رئيس الوزراء العراقي آنذاك عبد الكريم قاسم عام 1959.
شخصية البكر
وحول شخصية البكر، يتحدث المحلل السياسي المخضرم حسن العلوي للجزيرة نت قائلا إن تلك الانقلابات كانت مدعومة من دول غربية، مضيفا أن من أهم العوامل التي ساعدت البكر وأقرانه للقيام بالثورات هو وجود صفة الشعب الحقيقية، ولذا تشترك جميع الأطياف في الثورة بخلاف اليوم إذ تحوّل الشعب إلى صفة المكونات وبات من الصعب إقناع مكون بالانقلاب على آخر، مؤكدا أن ظروف تلك الحقبة خدمت البكر ورفاقه كثيرا.

وبحسب تصريح العلوي فإن دعم حزب البعث -الذي أسسه ميشيل عفلق- للبكر واعتباره عضوا بارزا مكّنه من القيام والمشاركة في حركات عسكرية عدة، وتقول المصادر التاريخية إن البكر لم يستسلم للمحاولات الانقلابية الفاشلة لينظم لاحقا إلى حركة مسلحة بالتعاون مع التيارات القومية وعسكريين مستقلين استطاع من خلالها الإطاحة بالحكومة العسكرية لعبد الكريم قاسم يوم 8 فبراير/شباط 1963، ليصبح رئيسا للوزراء لعشرة أشهر قبل أن يطيح عبد السلام عارف يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بحكومة حزب البعث بعد انشقاقات وإخفاقات متوالية داخل الحزب، إلا أن البكر وكالمعتاد عاود من خلال حركة 17 يوليو/تموز 1968 إسقاط الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف آنذاك.
حنكة عسكرية
وتدل مشاركته في عدد الانقلابات العسكرية على جرأته وحنكته العسكرية، رغم بعض الإخفاقات كضابط متنفذ، كما وصفه الخبير العسكري وأحد شهود عهده طارق حرب.

ويضيف حرب أن جل قدرة البكر العسكرية تمثلت في نقطتين، إذ أقام علاقات متينة مع أعتى قوة عسكرية في ذلك الوقت متمثلة بالاتحاد السوفياتي واستطاع توقيع معاهدة الصداقة معه يوم 9 أبريل/نيسان 1972، وبرزت قوة الجيش العراقي حينها بإرسال أفواج متعددة لدعم سوريا عسكريا أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.
ويواصل حرب حديثه للجزيرة نت قائلا "كل ما أسس عسكريا في العراق يحسب للبكر دون منازع، وأهمها إنشاء 16 قاعدة جوية في عموم العراق، من أبرزها عين الأسد بمحافظة الأنبار وقاعدة البكر التي أصبحت قبل أعوام منطلقا لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية، وحتى مطار الناصرية وكان اسمه قاعدة الإمام علي الجوية، وكذلك مطار بغداد ومطار الكوت الذي تشغله طائرات شركات النفط اليوم، إلا أن أغلبها افتتح في زمن الرئيس الراحل صدام حسين، فظَلَم التاريخ البكر ونسبت إنجازاته لغيره"، مشيرا إلى أن مقر البرلمان الحالي هو أحد إنجازات البكر أيضا.
مؤسس اقتصادي
يقول الخبير الاقتصادي همام الشماع إن "الفترة التي أعقبت إزاحة الملكية من العراق عام 1958 شهدت بناء ملحوظا للاقتصاد إبان حكم البكر، إذ اتجهت البلاد نحو النفط كأساس للدخل الاقتصادي، وخصص من وارداته 70% للإعمار و 30% للموازنة، وهو ما أنعش العراق ليشهد تقدما عالميا في تلك الفترة".

ويضيف الشماع أن العراق تمكن بفضل ذلك من تأسيس سكة حديدية والنهوض بالتعليم حتى أصبح مساويا للدول الإسكندنافية باعتراف منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو)، و"وضع الكثير من أسس النهضة الحديثة".
وهو ما أيده الخبير النفطي الدكتور محمود الجبوري، معتبرا تأميم النفط عام 1972 من أبرز الحسنات التي تحسب للبكر رغم امتعاض الكثير حينئذ من حزب البعث، لكنه قدم هذه الخطوة التي رفعت من شعبيته وحزبه.
ويواصل الجبوري أن "الإدارة التي سيّر بها البكر الأمور آنذاك كان لها دور فعال في تقدم العراق الذي بسبب تدني الإدارة بعده حتى اليوم فقد كل الأسس الاقتصادية وأكلت رؤوس الأموال الموضوعة بالبنى التحتية"؛ ويؤكد الشماع أن الإهمال وتناسي الإعمار سببان في فقدان الكثير من أسس الاقتصاد العراقي.
ويشير الشماع إلى أن فترة البكر شهدت تنمية اقتصادية واسعة في العراق ساعده عليها الارتفاع الذي حدث في أسعار النفط، وهو ما ذكره الجبوري مضيفا لها فرق نسبة السكان التي ازدادت أضعافا عما كانت عليه زمن البكر، إلا أن أسس الاقتصاد تحسب له كفترة ذهبية في تاريخ البلاد.
نهاية حكمه
وبقي البكر على رأس السلطة حتى عام 1979 قبل أن يعلن حزب البعث الحاكم آنذاك إصابته بمرض باركنسون أو ما يعرف بالشلل الرعاش وأنه غير قادر على أداء مهامه رئيسا للدولة، وسط تقارير تحدثت حينها عن أن نائبه حينذاك صدام حسين قد أجبره على التنحي لاستلام السلطة بدلا منه، ليبقى البكر بعيدا عن السلطة والسياسة عموما حتى وفاته يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 1982 عن عمر ناهز 68 عاما، ودفن في مقبرة الكرخ بقضاء أبي غريب التابع للعاصمة بغداد، ليبقى عمره حافلا بالإنجازات العسكرية والاقتصادية، كما قال العلوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..    ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Emptyالأحد 14 يوليو 2024, 9:16 am

ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  446b3c0e-070d-4210-8c4c-7bbf4c89cc92



صدام حسين.. جدل في الحياة وبعد الممات
في عام 1937 حين قتل قائد أول انقلاب عسكري في العالم العربي الفريق بكر صدقي ورسمت الحدود بين العراق وإيران، ولد الطفل صدام حسين المجيد في قرية نائية على تخوم مدينة تكريت لعائلة فقيرة، مات أبوه قبل ولادته ليبصر النور يتيما، يرعاه خاله خير الله طلفاح.
لم تكن طفولته عادية، فقد عاش أجواءً وُصفت بالقسوة والشدة، سواء داخل البيت أو خارجه، ونسجت حول الرجل قصص كثيرة عن ذكريات طفولته، تضمنت طبيعة علاقاته مع زملائه وأصدقائه في القرية والمدينة، غلب عليها العنف والقسوة، لا سيما وأنه قد عمل مدة في الزراعة ورعي الغنم على عادة سكان تلك المناطق.
في قرية "العوجة" كانت النشأة، قبل أن ينتقل إلى تكريت القريبة ليلتحق بالمدرسة، ثم انتقل إلى بغداد وهو في الحادية عشر من عمره في منطقة الكرخ التي سكنها كثير من "التكارتة" منذ أزمنة بعيدة، فظلت تحمل بعض محلاتها أسماءهم.
ويوما بعد آخر تدرّج الفتى القادم من ضواحي تكريت في المدرسة، وكان أن اجتذبه عالم السياسة مبكرا، فانخرط في صفوف البعث الذي كان في بداياته، وقد أضاف انضمامه شيئا من الزخم والحماس للحزب الذي كان فتيا، مندفعا بأفكار متأثرة بأدبيات الحركات القومية الأوروبية، لا سيما الألمانية منها.
وحين حدث انقلاب الجمهوريين على النظام الملكي عام 1958 كان عدد البعثيين، وفقا للكثير من الدراسات التاريخية، لا يتجاوز 300 شخص في كل العراق، إلا أن سقوط الملكية والأجواء المشحونة بالصراعات، بالتزامن مع صعود الرئيس جمال عبد الناصر في مصر واكتساح شعبيته العالم العربي، قد منحت الحزب بيئة خصبة يتمدد فيها، ليحوله فيما بعد ندا لأحد أقوى الأحزاب السياسية في العراق، وهو الحزب الشيوعي.
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  Bf3686dc-4f73-427a-8906-89046956ba8f‪‬ كاريزما صدام منحته مكانة بارزة في مقدمة صفوف حزب البعث(رويترز)
كاريزما مبكرة
ولأن بقية التيارات القومية لم تكن تمتلك تلك الديناميكية التي امتلكها البعثيون العراقيون الأوائل، فقد صعد نجم الحزب، وبات يجتذب قطاعات واسعة من الشباب في بغداد ومدن عراقية أخرى، وخاصة في بغداد وتكريت والموصل وسامراء والناصرية.

وسرعان ما أخذ الشاب صدام مكانه في مقدمة صفوف البعث المندفع بقوة نحو صدارة الحياة السياسية، بما امتلكه مبكرا من كاريزما لم تكن تخطئها العين.
لكنّ حدثا كبيرا ترك أثره على حياته الشخصية، وذلك عندما قررت خلية من الشبان البعثيين يترأسها بنفسه أن تغتال رئيس الوزراء آنذاك عبد الكريم قاسم، وتمت العملية في شارع الرشيد وسط بغداد، لكنها لم تثمر سوى جروح أصيب بها قاسم، فكان أن اضطر صدام للهروب من بغداد نحو سوريا، ومن هناك باتجاه القاهرة.
وفي مصر الناصرية درس صدام الحقوق بجامعة القاهرة، وظل يراقب الوضع في بلاده عن بعد، ويواصل اتصالاته بالطلبة العراقيين والعرب هناك، مشكّلا خلايا جديدة للحزب، استمرت في استقطاب المزيد من الأعضاء والمريدين.
وحين سقط قاسم مضرجا بدمائه على يد رفاقه في الجيش عام 1963، اندفع البعثيون إلى الميدان سريعا، مؤسسين تشكيلا عسكريا عرف بالحرس القومي، تولى في مهمته الأساسية، بالإضافة إلى تثبيت أركان النظام الجديد، القصاص من الشيوعيين الذين اتُهموا بالوقوف وراء مجازر الموصل وكركوك في العهد القاسمي.


ومع تزايد نفوذهم في الشارع ومحاولات تغولهم على مؤسسات الدولة الأمنية، قرر الرئيس عبد السلام عارف وضع حد لتمدد الحرس القومي، فكان أن انقلب عليهم، وأصدر أوامر باعتقال قياداتهم وحل جهازهم الأمني.
عاد صدام إلى العراق بعد سقوط قاسم، وانخرط قياديا في صفوف حزبه، الذي بدأ يستعد لمرحلة جديدة من العمل السياسي، ربما زاد من وتيرتها مقتل عارف في حادثة سقوط طائرته في البصرة عام 1966، فاستلم الحكم شقيقه عبد الرحمن عارف الذي كان يميل إلى الصلح والسلام، ثم ما لبث أن أطاح به انقلاب البعثيين عام 1968.
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  0e6eac7a-5f4b-405a-a9f7-2e10e57be8d8‪صدام تحول إلى حاكم مطلق للعراق عام 1979 بعد إزاحة البكر والتخلص من القياديين البعثيين البارزين‬ (رويترز)
البعث حاكما
حين استلم البعث الحكم في العراق، كان الرئيس أحمد حسن البكر على رأس هرم الدولة السياسي والأمني، إلا أن ذراعه اليمنى وابن "ولايته" صدام ظل حاضرا في كل التفاصيل.

لم يكن البكر يظهر في المناسبات العامة إلا بصحبة نائبه صدام، مما شكل للنائب الشاب حضورا مبكرا في وعي العراقيين، أوحى بدور مقبل لهذا الرجل المليء بالحماسة والاندفاع، وربما العنف أيضا.
هذا العنف ظهرت تفاصيله في علاقاته بزملائه في الحزب من الأجنحة الأخرى، التي بادر صدام لتصفية نفوذها عن طريق اغتيالات اتهم بها، وإقصاء مارسه بحق قيادات الخط الأول من الحزب.
ورغم توقيع البعث ميثاقا للعمل المشترك مع الحزب الشيوعي ضمن ما عرفت بـ"الجبهة الوطنية التقدمية" عام 1973، فإنه سرعان ما أطاح بالشيوعيين وحوّلهم من شركاء سياسة إلى مطاردين في المنافي أو في جوف السجون.
لم يطل الأمر بصدام حتى استلم الحكم عام 1979، بعدما تنازل له البكر عن الرئاسة، فيما قيل وقتها إنه أُجبر على ذلك، وأيا يكن الأمر فقد استوى الأمر لصدام، وبات سيّد العراق المتوج وحده دون منازع.
كانت الخطوة الأولى التي أقدم عليها هي تصفية الأجنحة الأخرى ذات النفوذ والتأثير داخل الحزب، فكان له ما أراد عندما أطاح من خلال الاعتقالات والإعدامات بالعديد من رؤوس الحزب الكبيرة، من بينهم مفكرون وقياديون انتموا للحزب قبل صدام نفسه.
من بين هؤلاء كان منظّر الحزب الأول في العراق عبد الخالق السامرائي، الذي يعرف بـ"درويش الحزب"، ومعه قياديون آخرون مهمون مثل عدنان الحمداني ومحمد عايش وغيرهما ممن اتهموا بالتآمر مع الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد على بعث العراق.
وبدأ صدام باستثمار إنجازات عقده السابق في السياسة والاقتصاد، وعلى رأسها تأميم النفط والنهضة العمرانية وارتفاع دخل المواطن العراقي، والعلاقات القوية التي كانت تجمعه بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي معا، قبل أن يحدث ما لم يكن بالحسبان، وهو اندلاع ثورة في إيران وسقوط نظام الشاه وتربع الخميني على سدة الحكم.
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  672ef2c6-f437-47ba-bfc8-90d6f45a0643عهد صدام شهد ثلاث حروب في الثمانينيات مع إيران وعام 1991 بعد غزو الكويت و2003بالغزو الأميركي(رويترز)
لهيب الحروب وتحولاتها
لم تطل أيام الاستقرار هذه، فاندلعت الحرب مع إيران، لتلتهم ثماني سنوات من عمر البلدين، كأطول حرب نظامية في القرن العشرين.

وخلال سنوات الدم والنار هذه، ضرب صدام بقبضة حديدية كل خصومه من الأحزاب التي ناوأته، كالدعوة والشيوعي والإخوان بالإضافة للأحزاب الكردية.
خرج العراق من الحرب يداوي جراحه ومكبلا بديونه، ولم يكد يهدأ قليلا حتى اتخذ صدام قراره الذي يصنف بالأكثر كارثية في تاريخه، وهو غزو الكويت.
لم يطل به المقام في الكويت كثيرا، فانسحب تحت وطأة وضراوة ضربات التحالف الدولي بقيادة حليفه القديم الولايات المتحدة، ليدخل العراق بعدها في حصار خانق لمدة 12 عاما، أدى إلى انهيار اقتصاده وعملته وانحسار سلطته، وذاق العراقيون مرارة الفقر والحرمان بشكل لم يألفوه في تاريخهم المعاصر.
كانت صدمة الهزيمة العسكرية والحصار الاقتصادي والعزلة السياسية عميقة جدا، دفعت صدام نحو تحولات إيديولوجية لم تعرف عنه سابقا، فالبعث الذي عرف بكونه حزبا علمانيا محايدا في تعامله مع الدين -في نسخته العراقية على الأقل- بدأ ينحو تجاه التدين لأول مرة عبر إطلاق ما عرفت بـ"الحملة الإيمانية"، التي بدأت معها مظاهر التدين بالعودة إلى المجتمع العراقي بعد عقود من التوجس والريبة، وربما الحرمان.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد لجأ حزب البعث "التقدمي" والرافض للمظاهر "الرجعية" كما عرف من خلال أدبياته، إلى إحياء التقاليد العشائرية في البلاد، بعدما ضعف سلطان الدولة في أنحاء واسعة من البلاد، وخاصة في الجنوب الذي شهد تمردا عسكريا بالتزامن مع انسحاب الجيش العراقي من الكويت، سرعان ما تم القضاء عليه.
وهكذا، بدا صدام مختلفا في نسخته التسعينية عما سبق، فقد أصبح كثير الحديث عن القيم الروحية وتأثيرها الاجتماعي، وبات شيوخ الدين والعشائر ضيوفا دائمين في ديوانه، كثيري الظهور معه في لقاءاته التلفزيونية، وازداد نفوذهم في المجتمع، تحت سقف سمحت به الدولة، ووظفته لتلافي الفراغ والعجز الذي أصابها، بفعل المتغيرات التي ألمت بها بعد مغامرة الكويت.
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..  8eee4361-7fc5-4a0b-8a06-d857df8f82c1‪(رويترز)‬  منظر تهاوي تمثال صدام في ساحة الفردوس وسط بغداد كان أشبه بزلزال
مشهد النهاية
ورغم محاولات صدام لإصلاح ما أفسدته الحروب، فإن الأوان قد فات، فقد عزمت الولايات المتحدة على غزو العراق والإطاحة بحكمه، ويبدو أنه حتى اللحظات الأخيرة التي سبقت الاجتياح الأميركي كان مقتنعا بأن شيئا ما سيمنع وقوع ذلك، إلا أن ذلك لم يحدث، فاحتلت القوات الأميركية العراق، وانهارت مقاومات الجيش وما يعرف بفدائيي صدام، وسقطت بغداد في غضون ثلاثة أسابيع تقريبا.

وكان منظر تهاوي تمثال صدام في ساحة الفردوس وسط بغداد أشبه بزلزال، لم تقتصر آثاره الارتدادية على العراق فحسب، بل تعدته إلى العالم العربي، الذي ظل يعيش جدلا لا ينقطع حول الرجل.
ثم زادت من وطأة الجدل بين الكثيرين في العالم العربي وخارجه، لحظات إعدامه بعدما تجمّع خصومه حوله هاتفين بعبارات ذات طابع مذهبي بوصفه زعيما "سنّيّا" هذه المرة.
وهكذا انتهت مسيرة حافلة بالجدل لرجل ملأ الدنيا وشغل الناس، منذ أن قدم فتى يافعا من القرية، فاحتضنته المدينة وفتحت له أبواب عالم السياسة على مصراعيه، فكان أول رئيس ريفي يحكم العراق، مرورا بكل التحولات التي جرت في عهده، يوم كان حاكم العراق المطلق الذي يخشاه أتباعه وخصومه على حد سواء، ثم الرئيس الذي أطاح بحكمه الغزاة، فظل يتنقل من منطقة إلى أخرى مختبئا في البساتين والقرى البعيدة، بعيدا عن أعين الرقباء والجواسيس.
لم يكن صدام رئيسا عابرا أو حاكما عاديا، فقد ظل مثار جدل وخصومة في حياته وبعد وفاته أيضا، ولعل جزءا من هذا المشهد السريالي هو تحوّله إلى أيقونة لدى محبيه وكارهيه في آن واحد.
وبين كونه رمزا للعروبة والوطنية ورفض الهيمنة الغربية، أو تعبيرا عن الظلم والاستبداد والدكتاتورية، ستبقى الكثير من التساؤلات تدور حول شخصية الرجل وهيبته التي يعتبرها الكثيرون ساحرة أخاذة، وقدرته على إدارة الحكم في بلد معقد اجتماعيا وسياسيا، وكيف استطاع ضبط إيقاع الحياة فيه على مدى ثلاثة عقود ونصف العقد منذ كان نائبا للرئيس، ثم رئيسا تصفق له الجماهير وتهتف باسمه طوعا أو كرها، إلى مطارد يتخطفه الناس وتُعلن المكافآت المليونية للقبض عليه، ثم شجاعا ثابت القلب على حبل المشنقة وقد أحاط به جلادوه، ولن يحسم الجدل في هذا الموضوع قريبا ما دام العراقيون قادرين على استدعائه في الملمات والمصائب، روحا وشخصية وطريقة حكم، حتى إشعار آخر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
ذكرى إعدام عبد الكريم قاسم..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إعدام باراك أوباما؟
» برنامج جميل للقرآن الكريم‏ --_ تفسير القران الكريم
» ترتيب نزول سور القرآن الكريم على الرسول الكريم
» الـ"كنيست" يصادق على قانون "إعدام منفذي العمليات"
» الجلوة العشائرية عقوبة إعدام جماعي لعشـرات الأسـر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: