ما تريد معرفته عن مواقف نائب ترامب جي دي فانس: فلسطين والمناخ والهجرة
اختار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب السيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو ليكون نائباً له عن الحزب الجمهوري، في خطوة سلطت الأضواء على الرجل الذي كان واحداً من أبرز مهاجمي المرشح الجمهوري، قبل أن يصير نائبه في الانتخابات القادمة. وأثار فانس، من خلال مواقفه في قضايا متعددة الجدل في مرات كثيرة.
فما هي مواقف فانس من القضايا الأبرز في أميركا والعالم؟
جي دي فانس وإسرائيل
وفي ما يتعلق بدعم إسرائيل، قال فانس إن الولايات المتحدة يجب أن تدعم الحرب الإسرائيلية على غزة، معرباً عن اعتقاده بأنه "يجب تفكيك القدرات العسكرية لحركة حماس في أسرع وقت ممكن". وفي شهر مايو/ أيار، أشار إلى أن تزويد إسرائيل بأسلحة دقيقة التوجيه من شأنه أن "يقلل من الخسائر البشرية" في صفوف الفلسطينيين. ويرى نائب ترامب في السباق الرئاسي أن إلحاق الهزيمة بالمقاومة الفلسطينية سيفسح المجال أمام "تطبيع إسرائيل مع العرب".
وفي خطاب له في معهد كونيسي، أكد فانس، المؤيد بشدة للتيار المسيحي في الولايات المتحدة، أن بلاده "لا تزال أكبر دولة ذات أغلبية مسيحية في العالم"، ويعتبر أن هذا التيار الديني هو السبب وراء الدعم الأميركي لإسرائيل. وقال في محاولة للتفرقة بين أوكرانيا وإسرائيل، إن دعم إسرائيل "فيه مصلحة لأميركا". ودعا الإدارة الأميركية إلى ترك المساحة لإسرائيل من أجل أن "تقرّر بنفسها" مجريات الحرب على غزة.
الهجرة والحدود
يجسد جي دي فانس ما يعرف باسم "اليمين الجديد" في هذا المجال، وهو تيار شعبوي محافظ يرفض العديد من وجهات النظر الجمهورية التقليدية. وهو يدعم الرسوم الجمركية على التجارة، كما أنه يدعم سياسات الهجرة الأكثر صرامة كوسيلة لحماية أمن الولايات المتحدة.
وكان فانس، الذي قدم مشروع قانون العام الماضي يهدف إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد تجاوزات مدة التأشيرة غير القانونية، قد ألقى باللوم على الهجرة عبر الحدود الجنوبية في رفع تكاليف السكن وانخفاض أجور العمال الأميركيين. وقال في وقت سابق إن على الجمهوريين الضغط من أجل الحصول على تمويل للانتهاء من بناء الجدار الحدودي الجنوبي، وهي مبادرة مثيرة للجدل كان قد قدمها ترامب.
ويوم الاثنين، قال جي دي فانس لشبكة "فوكس نيوز"، إنه يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تقوم بترحيل البعض من "المهاجرين غير الشرعيين" في البلاد، وأوضح أنه يدعم البدء في ترحيل "الأشخاص الأكثر عنفاً، والأشخاص الذين لديهم سجلات إجرامية"، كما اقترح جعل العمل صعباً على المهاجرين من أجل ترحيلهم.
هزيمة ترامب في 2020
في عام 2022، كرر فانس الادعاءات التي أطلقها ترامب بشأن عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات، وأعرب عن شكوكه بشأن نزاهة العملية الانتخابية. وقلل نائب ترامب في سباق الانتخابات الرئاسية من شأن هجوم أنصار الرئيس السابق في عام 2021 على مبنى الكابيتول (الكونغرس) لمنع المصادقة على فوز الرئيس جو بايدن. وقال إنه "يشك" في أن حياة مايك بنس كانت في خطر، على الرغم من وصول المتظاهرين العنيفين إلى مسافة قريبة من نائب الرئيس السابق عندما أخرجه عملاء الخدمة السرية من مبنى الكابيتول.
هجوم الكابيتول في 2021
وردّ فانس عندما سألته شبكة "إن بي سي"، مؤخراً، عما إذا كان سيقبل بشكل لا لبس فيه نتائج انتخابات عام 2024، أنه "بالطبع سيقبل بها طالما كانت انتخابات حرة ونزيهة".
أوكرانيا
يعارض مرشح نائب الرئيس التدخل الأميركي في الصراعات الخارجية، وخاصة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وانتقد بشدة المساعدات الأميركية لكييف. وكان فانس منذ فترة طويلة متشككاِ في دعم واشنطن لأوكرانيا "في حربها الدفاعية ضد روسيا"، بحجة أن الولايات المتحدة لا تستطيع الحفاظ على دعمها لحرب ليس لها نقطة نهاية واضحة، وقال إنّ الدول الأوروبية يمكن أن تتحمل المزيد من العبء.
وقال في خطاب ألقاه في مايو/ أيار: "أنا بالتأكيد معجب بالأوكرانيين الذين يقاتلون ضد روسيا، لكنني لا أعتقد أنه من مصلحة أميركا أن تستمر في تمويل حرب (..) لا نهاية لها في أوكرانيا". وفي مجلس الشيوخ، عارض مشروع قانون الأمن القومي الذي تبلغ قيمته 95 مليار دولار، والذي يتضمن دعماً لكييف، مجادلاً في رسالة أرسلها، في فبراير/ شباط الماضي، بأن التشريع يمكن أن يمنع الإدارة الأميركية القادمة من سحب دعمها.
الإجهاض
أثار هذا الملف اهتمام جي دي فانس بشكل كبير، إذ ساوى في أكثر من مرة بين الإجهاض والقتل. ومنحت قائمة سوزان بي أنتوني، وهي مجموعة مناهضة للإجهاض، فانس درجة "A+" بناءً على سجله في مجلس الشيوخ، قائلةً إن فانس "صوت باستمرار للدفاع عن حياة الأجنة والرضع". وفي العام الماضي، عارض فانس إجراء اقتراع لتكريس الحقوق الإنجابية في دستور ولاية أوهايو، قبل أن يتم إقراره، العام الماضي، في الولاية التي يسيطر عليها الجمهوريون بأكثر من 56 بالمائة من الأصوات، بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست".
وعلى الرغم من أن فانس قال في عام 2022 إنه سيدعم حظراً وطنياً على عمليات الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل، إلا أنه أشار إلى دعمه رأي ترامب في ترك المسألة لكل ولاية. وقال لقناة "سي بي أس نيوز"، في مايو/ أيار: "أنا مؤيد للحياة، أريد إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال". وأضاف: "بالطبع، أعتقد أنه من المعقول القول بأن عمليات الإجهاض في المراحل المتأخرة من الحمل لا ينبغي أن تحدث إلا في حالات استثنائية".
السيطرة على السلاح
أشادت الرابطة الوطنية للبنادق بسجل جي دي فانس في مجال "حقوق السلاح"، إذ كان قد رفض الدعوات لقوانين أكثر صرامة بشأن الأسلحة، وعارض الجهود التي يقودها الديمقراطيون لحظر الأسلحة النارية، واصفاً إياها بأنها "إلهاء كبير" عن القضايا الأساسية. وفي عام 2022، قال فانس إنه يفضل إلغاء مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات. وأكد أنه يمتلك بندقية واجتاز فحص الخلفية لشرائها.
الاقتصاد
بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فقد اقترح فانس الانفصال عن العقيدة الاقتصادية للحزب الجمهوري. وبصفته عضواً في مجلس الشيوخ، تبنى فانس دوراً أكثر نشاطاً للتدخل الحكومي في الاقتصاد من معظم الجمهوريين، وأشاد بحملة الرئيس الأميركي جو بايدن لمكافحة الاحتكار في لجنة التجارة الفيدرالية، ودعا إلى رفع الحد الأدنى للأجور، بل ودعا إلى زيادة الضرائب على الشركات. وكان أيضاً مدافعاً متحمساً عن مقترحات ترامب لزيادة التعريفات الجمركية على السلع المستوردة. وباعتباره نائباً لترامب، من المرجح أن يسير خلف الأجندة الاقتصادية للرئيس السابق.
الرعاية الصحية
صرح فانس في أكثر من مرة بأنه يعتزم حماية تمويل برنامج "الرعاية الصحية" ويدعم السماح لمديريه بالتفاوض بشأن أسعار الأدوية الموصوفة مع الشركات المصنعة. وعارض في حديثه مع رابطة المتقاعدين الأميركيين أثناء ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ في عام 2022 السعر "غير المعقول" الذي يدفع كبار السن في الولايات المتحدة. كما جادل بأن الشركات والصيدليات الأميركية يجب أن تكون قادرة على شراء الأدوية من الخارج بأسعار أقل.
تغير المناخ والطاقة
يصف جي دي فانس نفسه بأنه مؤيد للطاقة النظيفة، وقال في مناظرة عام 2022، أثناء ترشحه لعضوية مجلس الشيوخ: "أنا متشكك في فكرة أن تغير المناخ سببه الإنسان فقط. لقد تغير المناخ منذ آلاف السنين. ومع ذلك، أريد بالتأكيد أن نحصل على طاقة نظيفة". وفي مقابلة مباشرة بعد الإعلان عن ترشيحه لمنصب نائب الرئيس، أشار فانس إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تحقّق "الهيمنة" في مجال الطاقة من خلال تعزيز استغلالها لموارد الوقود الأحفوري المحلية.