ماذا وراء زيارة نتنياهو المفاجئة إلى رفح؟.. الفلاحي يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة -وفق وسائل إعلام عبرية- تحمل دلالات سياسية وعسكرية.
وأوضح الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- أن زيارة نتنياهو تندرج في سياق التضارب بين
المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل حول إستراتيجية اليوم التالي للحرب وماذا يمكن أن يحدث بعد
معركة رفح.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يتحدث عن المرحلة الثالثة للحرب بلا رؤية واضحة باستثناء بقاء قواته في
محوري نتساريم وفيلادلفيا والمنطقة العازلة على طول حدود القطاع، ولكن من دون الكشف عن كيفية حسم
المعركة والحرب.
وتطرق إلى تصريحات الجيش ممثلًا برئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت وتأكيدهما أنه
"لا يمكن إضافة أي إنجاز فوق ما تحقق بالفترة الماضية"، في حين يلوم نتنياهو المؤسسة العسكرية بإشارته
إلى أنه لا يوجد ضغط عسكري كافٍ لتحقيق أهداف الحرب على غزة.
وقد ذكرت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الخميس أن نتنياهو أجرى جولة تفقدية ميدانية بمدينة رفح ومنطقة
فيلادلفيا الحدودية بين القطاع ومصر، في حين أظهرت الصور المتداولة رئيس الوزراء الإسرائيلي محاطا
بالدبابات والجنود ويرتدي درعا واقية.
وأكد الفلاحي أن القصف الجوي -الذي سيركز عليه الاحتلال في المرحلة الثالثة من الحرب- لا يحسم معركة
رغم تأثيره الكبير، مشددا على أهمية وجود قوات على الأرض للحسم ميدانيا.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال يفتقد ذلك مما دفعه إلى تكثيف قصف المدنيين في غزة -خلال الأسابيع الأخيرة-
لإثارة الحاضنة الاجتماعية لفصائل المقاومة مثلما لجأ إلى سلاح التجويع سابقا.
معارك غزة
وحول سير المعارك في القطاع، قال الخبير العسكري إن مشاهد المقاومة الأخيرة تؤكد ضراوة القتال ونوعية
العمليات في غزة، مشيرا إلى أنها تعطي دلالة بأن المقاومة لديها قدرة على الوصول إلى الاحتلال بعد عملية
رصد دقيقة ووضع خطط مناسبة.
واستدل بمعارك المقاومة في حيي الشجاعية وتل الهوى بمدينة غزة وحي تل السلطان في رفح جنوبي القطاع،
واصفا إياها بأنها مركزة بشكل كبير وتستند إلى معلومات استخبارية وعملية رصد واضحة لكل تحركات
الاحتلال.
كما تعد هذه المعارك دليلا واضحا على التخطيط، وإدارة العمليات من خلال منظومة قيادة وسيطرة، وتنفيذها
بإتقان ومستوى قتالي كبير لفصائل المقاومة -وفق الفلاحي- الذي قال إن المعارك تظهر أيضا كيف استنزفت
القوات الإسرائيلية، والنقص في القوة البشرية في ظل وجود 3 جبهات مشتعلة (غزة والضفة الغربية وجنوب
لبنان).