منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:22 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Doc-34ub637-1717056462



في هذا النوع من المعارك غير النظامية، تبرز القدرة على الصمود لفترات طويلة كأحد أهم عوامل النجاح

في 15 يوليو/تموز الجاري، اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة بنقص في الدبابات التي يحتاجها بعد عطب العديد منها بسبب الحرب في قطاع غزة. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية هذا الاعتراف من رد الجيش أمام المحكمة العليا الإسرائيلية في سياق قرار رئيس الأركان الإسرائيلي تأجيل دمج الضابطات في تشكيل المدرعات حتى نهاية 2025 بسبب النقص الكبير في الذخيرة والدبابات.
يأتي هذا الخبر البالغ الأهمية في سياق أشارت فيه الصحيفة إلى عدم كفاءة الكثير من الدبابات الإسرائيلية، فقد عطلتها ضربات المقاومة في قطاع غزة، بحيث لا يمكن استخدامها حتى للتدريب، كما لا يُتوقع أن تتم إضافة دبابات جديدة إلى سلاح المدرعات في أي وقت قريب.


يحدث كل ذلك في وقت تتزايد فيه الأحاديث الإسرائيلية عن أن الجيش قد بات "قريبا جدا" من الإعلان عن انتهاء عملياته العسكرية في رفح وسحب قواته والانتقال إلى ما يطلق عليها "المرحلة الثالثة" من الحرب. وفي هذه المرحلة تترك القوات الإسرائيلية نمط القتال المستمر على جميع الجبهات، وتنفذ من حين إلى آخر ضربات خاطفة على مواقع بعينها بحسب الحاجة العسكرية لذلك.
لكن هل يعد ذلك انتصارا؟ وكيف يمكن أن تعلن تل أبيب انتصارا في وقت تستمر فيه عمليات فصائل المقاومة، بل تبدو في بعض الأحيان في كامل لياقتها، إلى حد أن عملياتها قد تزيد كمًا ونوعا طبقا لحاجة الميدان، كما لا تزال قادرة على استهداف جنود الجيش الإسرائيلي بالكمائن والقنص وغيرهما من التكتيكات؟
 

حرب ليست كالحرب

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Pic-3094-1703533102تستغل القوة غير النظامية حجمها الأصغر وقدرة مقاتليها على الحركة ومعرفتهم بالتضاريس للحفاظ على صراع طويل الأمد يضعف عزيمة الجيش التقليدي (مواقع التواصل)
كانت المشكلة الرئيسية التي تقض مضاجع جنرالات الحرب الإسرائيليين خلال 9 شهور هي كيفية إعلان نهاية الحرب بالانتصار، أو بشيء أشبه بالانتصار يمكن لوسائل الإعلام العالمية تناقله من دون أن تنسحق صورة إسرائيل، خاصة في ظل ما يعرفه الجميع بأنه لا يوجد انتصار في هذه النوعية من الحروب، أو كما قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر ذات مرة عام 1969 "يخسر الجيش التقليدي إذا لم ينتصر، ويفوز رجل حرب العصابات إذا لم يخسر".
ويعني كيسنجر بقوله هذا أن المصالح الخاصة بكل طرف في هذا النوع من الحروب التي تستخدم فيها عمليات وتكتيكات غير نظامية تختلف بشكل جذري، فهدف القوات غير النظامية هو البقاء والاستمرار في المعركة، ومن خلال الاستمرار في القتال وتجنب الهزيمة الحاسمة والحفاظ على القدرة على الضرب يمكنها تحقيق أهدافها.
وفي هذا السياق، تستغل القوة غير النظامية حجمها الأصغر وقدرة مقاتليها على الحركة ومعرفتهم بالتضاريس للحفاظ على صراع طويل الأمد يضعف عزيمة الجيش التقليدي ويمتص قدراته التقنية ويستهلكها إلى أقصى حد، وفي النهاية يقوض دعمه السياسي.
أما بالنسبة للجيوش التقليدية فإنها مكلفة عادة بتحقيق نصر واضح وحاسم، وغالبا ما يتعرض قادتها لضغوط هائلة لإظهار نتائج ملموسة، مثل هزيمة القوات التي تواجهها في المعركة أو تأمين الأراضي أو إعادة الأسرى، ومن الممكن أن يُنظر إلى الفشل في تحقيق هذه الأهداف في الوقت المناسب على أنه خسارة عسكرية وسياسية. ومع إطالة أمد الوضع السياسي المأزوم ستُجبَر هذه الجيوش على الانسحاب دون تحقيق النصر الحاسم.
يمكن لهذا النموذج أن يتحقق في الحرب الدائرة الحالية على غزة، فلو تأملنا الأهداف الإسرائيلية المعلنة مسبقا، وهي القضاء على حماس وتخليص الأسرى والسيطرة على غزة، لوجدنا أن جميعها لم يقترب بعد من التحقق، بل إن الاحتلال أعاد أكثر من مرة صياغة أهدافه داخل غزة لتتناسب مع الصعوبات التي واجهها نتيجة استبسال المقاومة في صد الاجتياح البري.
أضف إلى ذلك الاضطراب السياسي غير المسبوق في إسرائيل، كما أن المظاهرات التي انطلقت في كل أنحاء العالم تنديدا بحرب الإبادة على الأبرياء، جعلت الدعم العالمي للاحتلال في تناقص.
لكن هنا يحق لنا أن نسأل: كيف أمكن للمقاومة، الأقل من حيث العدد والعدّة أن تصل بالمعركة إلى هذا المستوى الذي يعترف معه أحد أقوى الجيوش النظامية -بالمقاييس النظرية لقوة الجيوش- في العالم بنقص في دباباته؟ والدبابات سلاح ثقيل يمثل مصدر تفوق أمام القوى الصغيرة في المعارك، كما أن المعركة مستمرة منذ 9 شهور، يقاتل فيها المقاومون في ظل حصار خانق، لا يحرمهم المدد والسلاح فحسب، بل الماء والطعام والدواء والسكن. وكيف أمكن لفصائل لمقاومة أصلا أن تستمر في عملياتها أمام جيش بهذا الحجم وبهذه القوة؟
 

عملية مستدامة

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ GAZA2-2-1699271435على الرغم من أن الجيش المقاوم يكون صغير الحجم مقارنة بالجيش النظامي فإنه يتمكن من الصمود لفترات أطول، خاصة أن معظم هجماته تكون ضمن عمليات كر وفر (مواقع التواصل)
للإجابة عن هذا السؤال، نحتاج إلى تأمل بعض خصائص الحرب غير النظامية.
ففي هذا النوع من المعارك، تبرز القدرة على الصمود لفترات طويلة كأحد أهم عوامل النجاح في إدارتها. فيمكن للقوات الأصغر حجما والأقل تجهيزا بناء تكتيكات فعالة بموارد أقل، تستطيع عبرها استنزاف الخصم الذي يمتلك قدرًا هائلا من الموارد التي لا تنقطع، مما يجعلها قادرة على الصمود لمدة طويلة.
وعلى سبيل المثال، استخدم المقاتلون الفيتناميون (الفيت كونغ) عنصر الوقت المزعج للقوات الكبيرة، مع التكتيكات غير النظامية بشكل فعال لتحقيق أهدافهم الإستراتيجية في نهاية المطاف، وهي رحيل القوات الأميركية في السبعينيات من القرن الماضي، فقامت مجموعات صغيرة من القوات بنصب كمائن للدوريات والقوافل الأميركية تسببت في وقوع إصابات وخلقت شعورا بعدم الأمان، إلى جانب استهداف القناصة للأفراد ذوي الرتب العليا في الجيش الأميركي (الضباط الكبار مثلا)، مما أدى إلى إضعاف معنويات الأميركيين وتعطيل عملياتهم.
ومثلما نرى الآن في حالة المقاومة الفلسطينية، استخدمت قوات "الفيت كونغ" العبوات الناسفة التي يسهل تصنيعها من مكونات محلية رخيصة الثمن، وتتسبب في حال نجاح كمائنها في وقوع إصابات وأضرار كبيرة، مما أدى إلى إبطاء تحركات الجنود الأميركيين وقوافل القطع العسكرية الثقيلة، وخلق توتر مستمر حول تحركاتهم.
المرونة سلاح قاتل يجعل من المقاوم يتصف بصفة شبيهة بالماء، الذي إذا وضعته في أي إناء اتخذ شكله. خذ مثلا عصي البونجي، وهي عصيّ صغيرة مصنوعة من الخشب أو الخيزران (من نباتات تتوفر بكثرة في البيئة الفيتنامية) تم شحذها وتسخينها، ثم وضعت في الطرق التي سار فيها الجنود الأميركيون أو في حفر أشبه بفخاخ، ما إن يقع الجندي بقدميه في واحد منها حتى تصيبه بشكل يمنعه من استكمال طريقه.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D9%84-1720419570عصي البونجي التي استخدمها الفيتناميون 
وفي هذا الظرف، يستفيد الطرف "الأضعف" في الحرب غير النظامية بشكل كبير من إمكانيات البيئة المتاحة، ولأن تكتيكاتها عادة ما تتطلب تدريبا بسيطا وعددا صغيرا من المقاتلين، فإن هناك عددا لا نهائيًّا من الاحتمالات لتنفيذها. وعلى الرغم من أن الجيش المقاوم عادة ما يكون قليل العدد مقارنة بالجيش النظامي، فإنه يتمكن من الصمود لمدد أطول، خاصة أن معظم هجماته تكون ضمن عمليات كر وفر، والتفرق بسرعة بعد الهجوم، مما يجعل من الصعب على القوات التقليدية الاشتباك مع مقاتليه.
 

حرب متنقلة

ما قامت به قوات "الفيت كونغ" ليس إلا مثالا واحدا على إستراتيجية نجحت عسكريا في أكثر من مكان، وفصائل المقاومة الفلسطينية تستخدم النمط نفسه من الحرب، فمثلا تركز عمليات المقاومة على نمط قتالي متنقل، وهو عنصر أساسي في تكتيكات الحرب غير النظامية، والتي تركز على المرونة والسرعة وعنصر المفاجأة.
تتكون المقاومة عادة من وحدات صغيرة عالية المرونة وسهلة الحركة. وتسمح هذه المرونة لتشكيلاتها باستغلال نقاط الضعف في خطوط الجيش النظامي وتجنب الاشتباكات الواسعة النطاق، فربما يكون جنود المقاومة في وضع غير موات بسبب التفوق التقني للاحتلال، وإلى جانب ذلك يمكن للمقاتلين التحرك بسرعة عبر المناطق الحضرية (المباني والشوارع في غزة)، التي تعد من ناحية عسكرية تضاريس صعبة بالنسبة للقوات التقليدية، فمن مبادئ المقاومة المحترفة التشكلُ بملامح بيئتها، والتمادي في تضاريسها ودروبها، وكما يُقال فالأرض تقاتل مع أصحابها.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%88%D8%AA%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D9%89-02-1720419677(الجزيرة)
هذا النوع من المرونة القتالية لا يعطي الجيش النظامي فرصة للإمساك بالمقاوم بسهولة. فإذا تمكن جيش الاحتلال من الانتصار في معركة هنا أو هناك، فلا يعني بالضرورة أن حصيلة الخسائر التي تكبدتها المقاومة تكون مرتفعة أو ذات أثر على موازين سير الحرب. وفي الوقت ذاته، تظل هناك فرصة للثأر وتعويض الخسارة في عشرات المعارك الصغيرة. مثلًا، إذا تمكن الإسرائيليون من السيطرة على منطقة ما، تظهر المقاومة في منطقة أخرى لتزيد من وتيرة هجماتها لتخفف عن المنطقة التي يشتعل فيها القتال.
في هذا السياق تحديدًا تأتي استثنائية خبر العجز في الدبابات الإسرائيلية. فقد عملت المقاومة منذ اليوم الأول على انتقاء أسلحة رخيصة نسبيا لكنها فعالة في سياق معارك الدبابات. استخدمت المجموعات التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس أسلحة مثل صواريخ "الياسين 105" و"الكورنيت" و"السهم الأحمر" وغيرها. ويمكن عبر إعادة التموضع أكثر من مرة واستغلال الأنفاق والتضاريس الحضرية لفرق صغيرة العدد مباغتة تشكيلات الدبابات من مسافة قريبة، وإن لم ينجح مقاتلو المقاومة في تدمير هذه المدرعات والدبابات تماما، فإنهم -على الأقل- سيعطلونها عن العمل.
ثم مع استمرار العمل شهرًا بعد شهر، ومع ارتفاع وتيرة استهداف الدبابات الإسرائيلية من قبل المقاومة الفلسطينية، وبالتبعية زيادة خبرات مقاتليهم بنقاط ضعفها وقوتها، جاءت النتيجة باعتراف من جيش الاحتلال: نواجه مشكلات في العدة والعتاد بسبب ضغط المقاومة العسكري. وهنا يتحقق العنصر المهم في هذه الحرب، وهو استنزاف قوى الجيش الإسرائيلي بضربات صغيرة متتالية تتراكم مع الزمن لتترك ضررا ثقيلا لا يمكن جبره.
 

"لن تنتصر إسرائيل"

في النهاية، فإن القوة الأضعف من ناحية العدد والعتاد تعمل على إيجاد أقصى قدر من حرية الحركة لجيشها، مع تضييق هامش الحركة بالنسبة للخصم، حيث تضعه في سياق من الإجهاد المادي والمعنوي، وفي هذه الأحوال يكون مجرد البقاء في صراع طويل الأمد مكلفا للغاية بالنسبة للجيش النظامي من النواحي العسكرية والاقتصادية والسياسية، فطول الزمن لا يخترق المعنويات فقط، بل يلتهم رقائق فولاذ العتاد.
أضف إلى ذلك أن طول مدة الحرب يقضم أي شرعية قانونية مدّعاة أو دعاية أخلاقية معلنة تصاحب الهجمات، وحرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وحروب الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان أمثلةٌ تدعم هذه النقطة. نعم حسمت المعارك الأولية في هذه الحروب بناء على المتوقع من فارق القوة العسكرية، لكن مع استمرار الصراعات زادت تكاليف الحرب من كل النواحي -بما في ذلك الجانب الإعلامي- وأدى ذلك إلى قلق سياسي أصبحت فيه القرارات السياسية موضع تساؤل داخليا ودوليا.
لا يمكن للجيوش النظامية الانتصار في حرب غير نظامية، فكل ما تحتاجه القوة غير النظامية هو قلب البيئة العملياتية إلى نقاط قوة بالنسبة لها، لم ينجح هذا في غزة فقط بل في كل العمليات من هذا النوع حول العالم تقريبا. ففي أفغانستان تمكّنت القوات غير النظامية التي واجهت الجيش الأميركي من اكتشاف هذه الفكرة بسهولة.
وبالتالي فقد حددت متغيرات المعارك ووضعت جيش الولايات المتحدة الفائق القوة في موقف دفاعي فقط عبر كمائن بسيطة وأسلحة خفيفة وعبوات ناسفة رخيصة الثمن بسيطة الصنع. ولا تزال هذه المشكلة إلى الآن تؤرق الباحثين، وتصدر -في محاولة لحلها- دراسات عدة سنويا. فما بالك ببقية التكتيكات المستخدمة في هذا النوع من الحروب؟
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Sudan2-1720258649الاحتلال مازال يفضل العمليات الفورية السريعة المكلفة في مواجهة ما يظن أنها مجموعات متفرقة من المقاومين يمكن القضاء عليهم بسهولة (رويترز)
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلن الجيش الأميركي أنه سيحل مجموعة الحرب غير المتكافئة المنضوية داخل قواته المسلحة والتي تأسست في عام 2003 لمواجهة أساليب القوات غير النظامية الأفغانية.
قدمت هذه المجموعة حلولا وقتية لتجنب استنزاف الهجمات المفاجئة التي مثلت تحديا كبيرا للأهداف الإستراتيجية للحملة الأميركية في أفغانستان، لكن لم تكن الاستجابات المقدمة من الوحدة الأميركية فعالة، ولم يكن لها أثر ناجع على المدى الطويل، حيث كان المقاومون دائمًا أقدر على إيجاد طرق ملتوية وذكية لتنفيذ مهامهم.
وبحسب دانييل ريجز، وهو ضابط سابق ومحلل عسكري أميركي حاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية لندن للاقتصاد، فإن طريقة تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الحرب غير النظامية كانت استخدام التكتيكات الباهظة التكاليف، وقد ظلّ المقاومون يكتشفونها ويفككون ألغازها.
في حالة العبوات الناسفة، على سبيل المثال، واجهت الولايات المتحدة العبوات الناسفة من خلال عدد لا يحصى من أساليب المكافحة الباهظة الثمن. كان ذلك خاطئًا تماما، بحسب ريجز، لأنه كلف الولايات المتحدة أكثر مما كلف الخصوم في العراق مثلا، وبالتالي تحقق مراد الخصوم الذي رفع منسوب الاستنزاف المالي والنفسي للأميركيين.
وفصائل المقاومة في غزة اليوم ليست جيوشا نظامية، بل هي منظومة عسكرية مختلفة عما تعهده الجيوش. فهي تنتهج إستراتيجية مرنة تبني نفسها على بيئة المعركة ومتغيراتها أولا بأول. أما إسرائيل، على الجانب الآخر، فيتبع جيشها الطرق نفسها التي تنتهجها الجيوش النظامية في معاركها ضد نظرائها من الجيوش النظامية، على أمل التعامل مع معضلات غير نظامية.
هذا النهج لا يزيد الأزمات إلا تعقيدا، وهو تعقيد يصب في صالح المقاومة في نهاية المطاف، التي تستمر في التعلم والتطور منذ بدأت مسيرتها قبل عدة عقود وإلى الآن، ولا يبدو أن الجيش الإسرائيلي يعرف كيف يمكنه أن يوقفها في المدى المنظور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:26 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Cxxrt-1719383994



السهم الأحمر الحارق.. الصاروخ القسامي مذيب الدروع الإسرائيلية


في 24 يونيو/حزيران الحالي بثت كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس) عبر قناتها على تطبيق تيلغرام فيديو يتضمن استهداف آلية هندسية إسرائيلية بصاروخ موجه غرب منطقة تل زعرب بمدينة رفح في قطاع غزة، وأظهرت المشاهد استخدام صاروخ جديد أطلقت عليه "السهم الأحمر"، ويبدو أن هذا الإطلاق بمثابة تدشين رسمي له من قبل المقاومة، بعد 9 أشهر من الحرب.
أظهر مقطع الفيديو إصابة دقيقة للآلية المستهدفة (آلية هندسية من نوع أوفك)، ومسارعة جنود كانوا بجانبها، إلى الهروب.
هذا النوع من الصواريخ يحمل اسم "أتش جي – 8" وهو من إنتاج صيني بالأساس، وتبلغ دقته 90%، إذا كانت الظروف مواتية. واستخدامه في تلك اللحظات الفارقة، التي تمر بها المعارك في غزة، يمثل مفاجأة غير سارة لجيش الاحتلال، ويوحي بأن الأنفاق لا تزال -على قساوة القصف الرهيب- تحتفظ بالكثير من الأسرار الإستراتيجية، وأن جعبة أسلحة فصائل المقاومة لم تنفذ بعد.

ما هو السهم الأحمر؟

يعد السهم الأحمر من الصواريخ المضادة للدبابات، التي تتميز بخاصية "القيادة شبه الآلية لخط البصر" أو اختصارا "ساكلوز" (SACLOS)، وهي طريقة لتوجيه الصواريخ، توجب على المشغّل البشري أن يحافظ على الهدف في مرمى بصره أثناء طيران الصاروخ، بغية تصويب الحركة من خلال وحدة هندسية وعمليات حسابية ترصد أي انحراف للصاروخ عن خط الرؤية، واحتمالية تشتته عن هدفه، وخلال ذلك تُرسل أوامر التصحيح أولا بأول لضبط مساره.
لكن في هذه النسخة من السهم الأحمر التي يستخدمها القسام، فإن التوجيه يكون سلكيًّا، حيث ينطلق الصاروخ وهو متصل بأسلاك رفيعة يتم عبرها التحكم في مساره وتوجيهه نحو هدفه بشكل صحيح.
والميزة الأهم لتلك الوحدة الصاروخية، أنها تتسم بالمرونة، التي تمكّنها من العمل عبر الكثير من منصات إطلاق الصواريخ، بما في ذلك المنصات الثابتة ذات الحوامل المعدنية، وكذلك المركبات والمروحيات والسفن البحرية المزودة بمنصات إطلاق.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D9%85%D8%B1-01-1719382517(الجزيرة)
أما عن الرأس الحربي الذي ينطلق لضرب الآليات العسكرية الإسرائيلية، فإنه من النوع "هيت" الشديد الانفجار ويعمل عبر ما يسمى "تأثير مونرو"، وهو نظام تفجيري، يرتبط بتصميم العبوة الناسفة، التي تظهر مقدمتها على شكل حرف V مائل مجوف، وهذا التجويف يؤدي إلى تركيز طاقة الانفجار في اتجاه معين دقيق، الأمر الذي يزيد من قوة اختراق المادة المتفجرة للهدف عن طريق إنشاء تيار حراري عالي السرعة، وهو ما يجعل الصاروخ مدمرا للدروع الكثيفة.


يُعد الرأس الحربي "هيت" من أقوى الأسلحة الموجهة المضادة للدبابات، ويمكنه اختراق الدروع التي تحمي الآلية العسكرية بعمق يصل إلى 1200 مم. وهذا يجعله فعالا ضد مجموعة متنوعة من المركبات المدرعة، بما في ذلك دبابات القتال الرئيسية الحديثة.
أضف إلى ذلك أن مداه الأقصى يصل إلى 4 كيلومترات وهو بذلك يتجاوز الكثير من الصواريخ الحالية المضادة للدبابات، فعلى سبيل المثال يصل مدى صاروخ "جافلين" الشهير إلى 2.5 كيلومتر فقط.
يبدو من تأمل الصور التي بثتها كتائب القسام، أنها تمتلك نوعا خاصا من "السهم الأحمر" يسمى "أتش جي -8 أل" HJ-8L، طُوِّر في التسعينيات من القرن الماضي، وهو منخفض الوزن، يمكنه أن يستوعب مقذوفين، أحدهما بمدى 3 كم والآخر بمدى 4 كم. وبسبب خفة وزنه، يمكن حمل وتشغيل هذا النموذج المطور بواسطة طاقم مكون من شخصين فقط.





 

خطة غير اعتيادية

يعد "السهم الأحمر" المعدّل مناسبا للإستراتيجية التي تتبناها المقاومة في القتال ضد جيش الاحتلال، وهي نمط الحرب غير المتكافئة، التي تلتقي فيها قوتان إحداهما أقل من ناحية العتاد، فتلجأ إلى تكتيكات غير نظامية تعظم من قوة أسلحة أرخص سعرًا، وأسهل استخدامًا، لكنها تحقق أثرا فعّالا.
ويعد السهم الأحمر مكونا رئيسيا من تلك الإستراتيجية، فهو سهل الاستخدام والصيانة، ومؤثر في مختلف ظروف القتال، وخفيف الوزن؛ مما يسهل على جنود القسام الحركة والتخفي واستهداف القوات الإسرائيلية.
ونظرًا لتقنيته البسيطة وسهولة إنتاجه، فإنه قليل التكلفة نسبيًّا مقارنة بأنظمة الصواريخ الأكثر تقدمًا. كل هذه الخصائص جعلته خيارًا جيدا للعديد من القوات العسكرية في العالم منذ إطلاق نسخه الأولى في الثمانينيات من القرن الماضي، ولنفس الأسباب فإنه ما زال بالفعل يستخدم في الكثير من الدول مثل ألبانيا وبوليفيا والإكوادور إلى جانب عدد من الدول العربية.
أما بالنسبة للقسام فإن "السهم الأحمر" يعد من صواريخ الجيل الثاني المضادة للدبابات، وبعد ظهوره على مسرح العمليات، فإنه ينضم إلى صاروخ "ماليوتكا"، وصاروخ "كونكورس" وكلاهما مضاد للدروع، وصُمِّما للتعامل مع الأهداف المتحركة، إضافة إلى صاروخ "فاجوت" وهو يُطلَق بأنبوب من الأرض أو من المركبات، وكل تلك الأنظمة الصاروخية روسية المنشأ.
وبالطبع أشهر هذه الأنظمة في هذا السياق، هو صاروخ "الياسين 105" الذي تصنعه القسام محليا، ويمكنها توفير كميات كبيرة منه، وكذلك صواريخ الكورنيت التي تعد أكثر تقدمًا، وهي من الجيل الثالث للأنظمة الصاروخية، وتعمل بطريقة سلكية أيضا مثل السهم الأحمر.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ 8022-1719382937صاروخ "أتش جي – 8" (مواقع التواصل)
والهدف من تركيز كتائب القسام على هذا النوع من الأسلحة، هو مواجهة القدرات العسكرية الإسرائيلية الفائقة في نطاق الآليات والمدرعات والدبابات، التي تعد الوسيلة الوحيدة لدخول غزة بريا، وبدون تلك الآليات يستحيل التقدم في غزة أو تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض.
وحتى اللحظة فإن المقاومة تمتلك من الأنظمة الصاروخية المضادة ما يحجّم تقدم القوات الإسرائيلية أو على الأقل يكلفها خسائر فادحة، ففي فبراير/شباط 2024 أي قبل قرابة خمسة أشهر أعلنت كتائب القسام تدمير أكثر من 1100 آلية إسرائيلية، وهذا عدد كثير.
ولا تعد تلك هي المرة الأولى التي تنجح فيها قوات غير نظامية في تكليف الإسرائيليين خسائر في الآليات العسكرية، فمثلا أطلق حزب الله في حرب لبنان عام 2006 أكثر من 1000 صاروخ مضاد للدبابات، وبسبب ذلك أُلحق ضررا بالغا بقرابة 50 دبابة إسرائيلية مشاركة في المعركة إلى جانب عدد أكبر من الأعطاب الصغيرة في الدبابات وبقية الآليات، بحسب مصادر إسرائيلية.
كل ذلك أسّس لمرحلة جديدة من أشكال وأساليب الصراع مع الدبابات في هذه المنطقة، أصبحت فيها قدرات تلك الأسلحة وأنظمة تشغيلها البشرية والتقنية، بمثابة تحدٍّ مهين لأحد أقوى جيوش المدرعات في العالم.
 

حرب غير نظامية

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ IMG_6961-1717321551(الجزيرة)
يعيدنا ذلك مرة أخرى إلى نموذج الحرب غير المتكافئة التي تخوضها المقاومة ضد الاحتلال، فهناك جانبان يخدمان هذه الحرب، الأول يتعلق بالتضاريس الحضرية التي تستوعب انتشار المقاومة، وتوفر لها وسائل للكمون والمناورة، وفي حوزتها تلك المقذوفات؛ لتصبح مهمة اصطياد الآليات العسكرية ممكنة.
والثاني يتعلق بسلاح الأنفاق التي تُتّخَذ مستقرات للتخطيط والتجميع، وبؤرا للانطلاق ثم الاختفاء، فضلا عن أنها تتيح لأفراد المقاومة الاشتباك، من مسافة قصيرة.
ومن ثم فإن تكتيكات الحرب غير النظامية، مثل استخدام وحدات أو خلايا صغيرة متنقلة وعمليات الكرّ والفرّ والكمائن وعمليات "تخريب" بنى العدو التحتية وخطوط الإمداد، واستثمار المقاومة في العبوات الناسفة التي تمكنها من صنع كمائن معقدة متعددة الأسلحة السهلة التصنيع، وعظيمة الأثر، كل ذلك يمثل خيارا مناسبا وناجزا بالنسبة للقوة الأقل من حيث العدد والعتاد في هذه النوعية من الحروب، التي لا تلتقي فيها القوات في مواجهة مباشرة.
وكل سلاح تستخدمه المقاومة، توظفه لخدمة هذه الإستراتيجية، وصولا إلى الكلاشنكوف مثلا، وهو بندقية شهيرة على مستوى العالم تتميز بأنها سهلة الاستخدام والصيانة وتعمل في كل البيئات الممكنة تقريبًا، ورغم أن مداها الفعال قصير وتنخفض دقتها مع المسافة، فإنها تؤدي دورا جيدا في الحروب الحضرية حيث يمكن للمقاومة استهداف الجنود الإسرائيليين على مسافات أقصر من المعتاد في هذه النوعية من المواجهات.
ولتعظيم الأثر فإن القوات المقاومة غير النظامية قد تلجأ إلى عمليات تتكامل فيها الأسلحة معا، فيتمكن السهم الأحمر مثلا أو الياسين 105 من إيقاف قافلة عسكرية للاحتلال، ثم توجيه ما بقي منها إلى منطقة مفخخة بالعبوات الناسفة ليكونوا في مرمى بنادق قناصة الغول أو الكلاشنكوف، وتلك المشاهد هي آخر ما يتمنى جيش الاحتلال أن يراه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:29 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ GFaSJf8WkAAynN8-1716106386



ظهر بجلاء في فيديوهات المقاومة استخدام الجنود لبندقية الكلاشنكوف الشهيرة الفريدة من نوعها، والتي تعد واحدة من القطع العسكرية الأساسية لترسانة كل فصائل المقاومة تقريبا.



أيه كيه 47: بندقية المقاومة المفضلة لضرب جنود الاحتلال
في مقطع مرئي نشرته كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قبل عدة أشهر لعرض الأساليب التدريبية التي يتلقاها جنود المقاومة، ظهر بجلاء استخدام الجنود لبندقية فريدة من نوعها، مميزة بامتزاج اللون المعدني بالخشبي. يمكن بسهولة ملاحظة وجود تلك البندقية في المقطع من حين لآخر، وكذلك في المقاطع التي صدرت أثناء الحرب الجارية في قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي، وهي واحدة من القطع العسكرية الأساسية لترسانة كل فصائل المقاومة تقريبا، إنها بندقية الكلاشِنكوف الشهيرة.
وقد خلصت إلى النتيجة نفسها وكالة الأسوشيتد برس في تحليل لأكثر من 150 مقطع فيديو وصورة تم التقاطها أثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب. حيث ظهرت بندقية الكلاشِنكوف من فئة " أيه كيه 47″ (AK-47) تحديدا إلى جانب ترسانة متنوعة من الأسلحة المحلية والمستوردة، التي عملت حماس على تزويد جنودها بها وتدريبهم عليها على مدار السنوات الماضية.


 

البندقية رقم 1

تمثل بندقية الكلاشِنكوف مزيجا متطورا من تقنيات البنادق السابقة لها، وحينما ابتكرها العسكري والمخترع الروسي "ميخائيل تيموفيَفِيتش كَلاشْنيكوف" أثناء تعافيه من الإصابات التي أصيب بها أثناء القتال في الحرب العالمية الثانية، قرر آنذاك الجمع بين أفضل ميزات البندقية الأميركية "إم 1" (M1) والبندقية الهجومية الألمانية "أس تي جي 44" (StG 44)، وهما البندقيتان الأكثر تطورا في حينه. ودفع ذلك كَلاشْنيكوف إلى الإشارة إلى أن أي محاولة لاختراع شيء جديد تتطلب من المُصمم أن يمتلك تقديرا جيدا وإلماما بكل ما هو موجود بالفعل في هذا المجال.
صُمِّمَت بندقية "أيه كيه 47" الأولى على هيئة بندقية أوتوماتيكية بسيطة التكوين، ولكن موثوقة في الوقت ذاته، بحيث يمكن تصنيعها بسرعة وبتكلفة زهيدة، مع إمكانية إنتاجها بكميات ضخمة. وفي هذا السياق صُمِّمَت البندقية بحجرة غاز كبيرة ومساحة كبيرة بين الأجزاء المتحركة (الأجزاء التي تعمل معا لتمكين البندقية من الإطلاق والتحميل والتفريغ والصيانة)، مع طلقات مُدبَّبة، وهو ما يسمح للبندقية أن تتحمل التلوث بكميات كبيرة من مواد مثل التراب والماء والقاذورات دون الفشل في دورة العمل.
ولهذه الأسباب تميل هذه البندقية بكل أجيالها إلى البقاء سليمة تحت كل الظروف، سواء كان الطقس حارا أو ممطرا أو كانت المعركة في الصحاري أو الغابات أو السهول الطينية أو بين طرقات المُدن، والأهم من ذلك أن تركيبها البسيط يُسهِّل صيانتها، فهي تتكون من عدة قطع واضحة يسهل معرفة تركيب كل منها في الأخرى، بحيث يكون حاملها هو نفسه الخبير في تفكيكها وتصليحها أو صيانتها وتركيبها من جديد. ومن مزايا تلك البندقية إمكانيةُ التدرُّب عليها سريعا بالنسبة لأي مبتدئ، حيث يمكن تحقيق الكفاءة الأساسية لإدارة بندقية من هذا النوع في غضون بضعة أيام أو أسبوع من التدريب، ويتضمن ذلك التعرف على أجزاء السلاح والتشغيل والصيانة وتمارين الذخيرة الحية.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Nnnnn-1715772996_6ec88c-1715846376(الجزيرة)
ولإطلاق النار، يقوم المشغل بإدخال مخزن مُحمَّل بالطلقات من الأسفل، ثم يسحب مقبض شحن الطلقات إلى الخلف ويتركه مرة واحدة، ثم يضغط على الزناد. في الوضع شبه التلقائي، فإن المستخدم يُطلِق النار مرة واحدة مع كل ضغطة زناد، لكن في الوضع التلقائي بالكامل تستمر البندقية في إطلاق رصاصات جديدة تلقائيا حتى نفاد الخزنة أو ترك الزناد. والسر في ذلك هو مكبس الغاز الذي تحدثنا عنه قبل قليل، فبعد اشتعال الطلقة تتحوَّل غازات الدفع الصادرة منها إلى غرفة غاز مغلقة ويؤدي تراكم الغازات داخلها إلى دفع مكبس يتسبب بدوره في إطلاق رصاصة جديدة تلقائيا، وهكذا يستمر ضرب الطلقات، بمعدل يصل في المتوسط إلى 600 طلقة في الدقيقة الواحدة.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D9%83%D9%84%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81-01-1716113865(الجزيرة)
تُطلق بندقية الكلاشِنكوف من فئة أيه كيه 47 طلقة متفجرة من عيار 7.62×39 مليمترا بسرعة تبلغ 715 مترا في الثانية، ويبلغ وزنها 16.3 غراما، وهو وزن متوسط يجعل من مزايا البندقية أنها خفيفة نسبيا، ويمكن حملها بسهولة مسافات طويلة، وحمل كمية كبيرة من رصاصاتها الخفيفة كذلك.
وبشكل عام، تعتبر رصاصة الكلاشِنكوف من أفضل الرصاص في العالم لعدة أسباب إضافية، منها أنها مدببة؛ مما يساهم في التشغيل السلس للبندقية ويعزز قدراتها على تحمل كل الظروف البيئية، كما أنها توفر توازنا جيدا بين الحجم والقوة؛ مما يجعلها فعَّالة لمجموعة واسعة من التطبيقات العسكرية. وكذلك تساعد طلقات الكلاشِنكوف على تخفيف ارتداد البندقية (القوة العكسية التي تحدث عند إطلاق النار من البندقية)، وهو أمر مفيد في إطلاق النار التلقائي، حيث يسهل على حاملها التركيز بدرجة ما على الهدف، علاوة على أن إنتاج هذا النوع من الطلقات غير مكلف نسبيا. وقد جعلت هذه الخصائص مجتمعة طلقات الكلاشِنكوف خيارا شائعا لدى العديد من الأسلحة النارية الأخرى في العالم.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D9%83%D9%84%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81-02-1716113904(الجزيرة)
 


الكلاشِنكوف وخطة حماس

على الرغم من وجود عدة عيوب في تلك البندقية، مثل الافتقار إلى الدقة، خاصة عند استخدامها على مسافات أطول، وقِصَر مداها الفعال، وقلّة خيارات التخصيص المتاحة فيها، مثل القضبان الملحقة وأنظمة تركيب البصريات والتحسينات المريحة؛ فإنها تظل من أكثر بنادق العالم استخداما ورواجا على الإطلاق. في الواقع يستخدم المقاتلون في جميع أنحاء العالم تقريبا تلك البندقية، وتشير تقديرات إلى أن عدد القطع المنتشرة منها في العالم اليوم قد يصل إلى 100 مليون بندقية.
إنها السلاح المفضل لدى الجميع، إذ تستعملها الجيوش وقوات التمرُّد وحركات الكفاح المسلح، بل حتى العصابات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة. ويبدو هذا منطقيا لأن إنتاج البندقية غير مكلف نسبيا، وهي قصيرة وخفيفة الحمل، وسهلة الاستخدام مع القليل من الارتداد، كما أنها تتمتع بموثوقية "أسطورية" في ظل مختلف الظروف البيئية والمناخية القاسية.
ويُمثل كل ما سبق مزايا هامة للمقاومة الفلسطينية. ففي مواجهة جيش مدجّج بالعدة والعتاد، بمدد لا ينقطع من الولايات المتحدة، يصبح أفراد المقاومة في أمسّ الحاجة إلى استثمار كل فرصة ممكنة في سبيل الحصول على سلاح فعال ورخيص مقارنة بالمنافسين (بسعر يبدأ من عدة مئات من الدولارات للقطعة الواحدة)، والأهم من ذلك أنه متوفر ويسهل الحصول عليه.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D9%83%D9%84%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81-03-1716113891(الجزيرة)
في هذا السياق تخوض المقاومة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي شكلا من أشكال الحرب غير المتكافئة القوى. ومما لا يحتاج إلى عميق نظر، معرفة امتلاك الاحتلال آليات عسكرية من طائرات ودبابات ومدافع وجنود وجاهزية تتفوق تقنيا على المقاومة التي قُيِّد حصولها على السلاح على مدى سنوات طويلة بكل الطرق الممكنة. ولكن ذلك لا يعني أن الانتصار حتمي للجيوش التي تثبت تفوقها التقني، ففي الحرب غير المتكافئة من هذا النوع، يمكن للطرف الأضعف تقنيا أن يلجأ إلى تكتيكات غير تقليدية تعطيه الأفضلية في ساحة المعركة، مثل إستراتيجيات الكر والفر، أو انتقاء المعارك في الزمان والمكان الملائمين، أو استخدام أسلحة رخيصة الثمن لكنها فعالة جدا في نطاق عملياتي محدد بحيث توازن القوى من حيث التأثير مع نظيراتها من التقنيات الغالية.
يظهر ذلك بوضوح في الحرب المدينية أو الحضرية، تلك التي يكون للمُدافِع فيها ميزة على المهاجم بوجود الأول داخل تضاريس تُمكِّنه من الاحتماء واصطياد الطرف الآخر، حيث توفر التضاريس الحضرية دائما نقاط قوة فورية ذات جودة عسكرية مهمة بالنسبة للمقاومة، بحيث يكون مجرد عبور الشارع مهمة خطيرة جدا على أي من جنود دولة الاحتلال، بل وأي من الجيوش الأكثر تقدما في العالم بشكل عام.
ويسهِّل ذلك على جنود المقاومة بناء الكمائن المتخفية لاستهداف جنود الاحتلال، وهنا يكون لبنادق الكلاشِنكوف، بسبب فعاليتها في المسافات القصيرة، دور فعال في هذه النوعية من المعارك، فرغم أن مداها لا يتجاوز 350 مترا أو أكثر قليلا وتنخفض دقتها كلما طالت المسافة، فإنها تمثّل خيارا ممتازا للمقاومة في نطاق الشوارع الضيقة والأزقة.
وبشكل خاص، تميل المقاومة إلى بناء كمائن مركبة تستخدم فيها أسلحة متنوعة، فتستخدم قذائف مثل الياسين 105 لتدمير لتدمير الآليات الإسرائيلية وإيقاف تقدمها، ولنفس الغرض تستخدم العبوات الناسفة التي تفخخ المنازل والطرق كذلك، وإلى جانب ما سبق يستخدم الكلاشنكوف لإمطار الجنود بالرصاص أو الهجوم عليهم في مواضع تحصُّنهم. هذا التركيب في العمليات القتالية يُصعِّب على العدو المواجهة، حتى لو امتلك أسلحة أكثر تقدما، وهو يمتلكها بالفعل في هذه الحالة.
 

رمز للمقاومة

في عام 1949، أصبحت الكلاشِنكوف البندقية الهجومية للجيش السوفيتي، ومع نجاحها في المعارك استخدمتها دول أخرى في حلف وارسو، الذي تأسس لمواجهة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وسرعان ما انتشر السلاح في جميع أنحاء العالم، وأصبح رمزا للثورة في بلدان مثل فيتنام وكولومبيا وموزمبيق، والأخيرة لديها علاقة فريدة بالكلاشِنكوف، حيث يظهر السلاح على علمها بوضوح.
وقد استخدم مقاتلو قوات الفيت كونغ الفيتنامية بنادق الكلاشِنكوف وغيرها من المعدات التي تم تصنيعها وتوريدها في الغالب من قبل الاتحاد السوفيتي والصين الشيوعية في حربهم ضد القوات الأمريكية قبل حوالي نصف قرن. وقد تركت حرب فيتنام أثرا عميقا في الجنود الأمريكيين بسبب استهدافهم من كمائن قريبة. وفي حالة شبيهة بما تفعله المقاومة في غزة، استخدمت قوات الفيت كونغ الأنفاق لتحقيق الهدف ذاته في مواجهة القوات الأميركية الغازية، حيث أمكن لجندي المقاومة أن يظهر فجأة من أي مكان، مثل الشبح، ومع المسافات القصيرة أثبتت بندقية كلاشِنكوف فعالية كبيرة.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D9%83%D9%84%D8%A7%D8%B4%D9%8A%D9%86%D9%83%D9%88%D9%81-04-1716113876(الجزيرة)
يضاف إلى ذلك أن بيئة الأراضي الفيتنامية التي تزخر بالغابات المطيرة الطينية، أتاحت الفرصة لاختبار قدرات هذه البندقية في أعقد البيئات. وقد نجحت البندقية بالفعل في الاختبار مقابل البنادق الأمريكية "إم 16″، التي كانت تزيد معدلات تعطُّلها بعد تعرُّضها للطين وغيره من ملوثات تلك البيئة. بل ونشأت في هذا السياق حكايات مفادها أن الأمريكيين كانوا يتخلصون من بنادق "إم 16" ويأخذون بنادق كلاشِنكوف من الجنود الفيتناميين المقتولين. ورُغم عدم التأكد من صحة تلك الحكايات، فإنها تشير إلى إخفاقات الأميركيين حينها، والتفوُّق الذي أبداه الفيتناميون.
عند تلك النقطة تحولت البندقية إلى رمز يعبر عن نظرة رومانسية متمردة للحروب ضد القوى الكبرى، وجرى ذلك في كل أنحاء العالم. فعلى الرغم من عدم استخدامها مطلقا أثناء الثورة الكوبية، فإن الآلاف من المنتجات المقلدة في الأسواق إلى اليوم تُظهِر المناضل الاشتراكي "تشي جيفارا" وهو يحمل بنادق كلاشِنكوف. وفي المقابل دأبت السينما الأمريكية على إظهارها بوصفها بندقية الأشرار في أفلام الإثارة؛ مما وضع الكلاشِنكوف في حرب ثقافية لعلها لا تقل تأثيرا عن الحرب التي يُطلق فيها الرصاص.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:34 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Shutters14155802a-1717409021

لا تفصح قوات الاحتلال عن التشكيلات التي تتخذها دباباتها ومدرعاتها في أثناء إجراء عملية ما، لكن هناك عدة أشكال عامة توجد في كل جيوش العالم



سلاح حماس السري.. كيف يخترق جنود القسام تشكيلات الدبابات الإسرائيلية ويدمرونها؟


يمكننا أن نزعم -بقلب مطمئن- أن قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي يخلدون للنوم كل ليلة وهم يحلمون بشيء واحد فقط: أن تتحول الحرب الحالية التي باتت مستنقعا بالنسبة إليهم إلى معركة دبابات كلاسيكية جدا، حتى إن كانت بمستوى معركة كورسك (عام 1943)، وهي أكبر معركة دبابات في التاريخ بأكثر من 6000 دبابة بين السوفييت والألمان، إنهم بارعون في تلك النوعية من المعارك لا شك، ولهم تاريخ طويل معها، ويتدربون عليها بانتظام وتميز، لكن هناك مشكلة واحدة، وهي أن تلك المعارك قد عفا عليها الزمن.
الدبابات توفر الدعم لقوات المشاة والمهندسين لكي يقوموا بتنفيذ مهامهم على مسافة آمنة، هذا تكتيك بسيط يستفيد من نقطتي قوة تتمتع بهما الدبابات الحديثة؛ قوة النيران بعيدة المدى، وأجهزة الاستشعار المتقدمة.
تشكيلات الدبابات

في الواقع، تمتلك دبابات الميركافا مثلا أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في تلك النطاقات، ولا نقصد هنا نظام "تروفي" الذي يستشرف الضربة القادمة فقط، ولا درع الدبابة التفاعلي، أو "الدرع القفصي" الذي هو بمنزلة شبكة فولاذية تحمي الدبابة من القنابل القادمة من المسيرات، بل نقصد كذلك أن الإسرائيليين قد تعلموا من التجربة الأوكرانية الكثير، ومن بين ما تعلموه هو قاعدة أن لكل دبابة مسيّرة تطير أعلاها، وتقوم بمسح المنطقة لحظيا وإعطاء البيانات لقائد التشكيل والقيادات الأخرى.
حينما ترى جندي المقاومة وهو يضرب دبابة ميركافا أو مدرعة نمر فربما تظن لوهلة أن هذه الآلية تجري وحدها في الشارع، لكن الأمر أعقد من ذلك بكثير، ولا يقف فقط عند حدود أن لكل دبابة مسيّرة، بل يتعلق كذلك بتشكيلات الدبابات، لا تفصح قوات الاحتلال عن التشكيلات التي تتخذها دباباتها ومدرعاتها في أثناء إجراء عملية ما، لكن هناك عدة أشكال عامة توجد في كل جيوش العالم، بما في ذلك جيش الاحتلال.
فهناك مثلا تشكيل "العمود" أو الطابور، وفيه ببساطة تسير الآليات العسكرية (عادة من 4-6 آليات من دبابات ومدرعات وجرافات) في صورة صفين بينهما مسافة، ويُستخدم هذا التشكيل عادة للسير على الطرق، وخاصة أثناء الرؤية المحدودة أو عند المرور عبر الغابات الكثيفة أو الركام، يختلف ذلك عن تشكيل "الصف"، وفيه تدخل الدبابات منطقة ما إلى جوار بعضها بعضا بشكل أفقي، ويُستخدم هذا التشكيل عند مهاجمة هدف أو عبور المناطق المفتوحة، ويُتيح هذا التشكيل مرور القوات لمنطقة ما بسرعة مع تحقيق أقصى قدر من النيران من المقدمة.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A7%D9%86%D9%81%D9%88-2-1704013702(الجزيرة)
على الجانب الآخر، يوفر تشكيل "القيادة"، الذي يشبه درجات السلم، قوة نيران ممتازة في الأمام، وكذلك في أحد الجانبين، ويميل هذا التشكيل عادة ناحية الجانب المكشوف المراد تأمينه (يمين أو يسار)، بينما يسمح تشكيل "السهم" بإطلاق نار ممتاز في الأمام وجيد على الجانبين، أما التشكيل "الملتف" فهو نظام ثابت يوفر الأمان والمراقبة الشاملة، ويفيد في حالة التزود بالوقود والراحة وإصدار الأوامر للتشكيلات.
هناك طرق متنوعة لبناء هذه التشكيلات، والانتقال من واحد إلى آخر، وهناك تشكيلات إضافية نابعة من داخل تلك التشكيلات، لكن الفكرة واحدة، وهي أن تمتلك الفرقة المقاتلة القدرة على دراسة موقع العمليات بدقة والتموضع لتحقيق أقصى درجة من إصابة العدو وتأمين القوات، والسيطرة على المساحة المحيطة بزاوية 360 درجة.
 

نموذج لكمين قسّامي

ما يواجه جنود المقاومة إذن ليس مجرد دبابة شاردة، وإنما هو تشكيل معقد للقوات يتطلب لمواجهته أحد حلين، الأول هو تشكيل مقابل بالقوة والقدرات نفسها (أو أكبر)، وهذا غير متاح بالنسبة للمقاومة قطعا، أما الثاني فهو الاعتماد على العنصر الأساسي للحرب غير النظامية، وهو المفاجأة الذكية، ولفهم تلك الفكرة دعنا نتخيل أن قافلة من الدبابات الإسرائيلية تسير في أحد الشوارع، ربما بتشكيل "العمود"، ثم تتلقى ضربة صاروخية من أحد المباني، من الدور الثالث، على مسافة 50-80 مترا.


الاستجابة الأولية للفرقة الإسرائيلية هي أن تبتعد الدبابات التي لم تُدمَّر وما يصاحبها من فرق المشاة عن منطقة الاشتباك، ويقوم الجنود بتفجير قنابل دخانية يسيرون داخل ضبابها إلى منطقة آمنة، ثم يتخذون تشكيلا يوجِّه قوة النيران إلى هذا المبنى مع حماية للخلفية، ويشرعون بإطلاق النيران تجاه تلك البناية من المنطقة الآمنة، سواء للقضاء على المقاومين فيها أو على الأقل لحبسهم داخل البناية لحين وصول الطائرات التي أعطوها إحداثياتها قبل دقائق.
لكن المقاومة لن تتوقف عند مجرد تنفيذ كمين بسيط، فالمخطِّط العملياتي يعرف بالضبط أن ذلك سيحدث، لذلك ستبني المقاومة ما يسمى بالكمائن المعقدة، وفي المثال الذي ضربناه قبل قليل فإن ذلك يعني أن يكون هناك فريق آخر من المقاومين على سبيل المثال يقف في بناية على الجانب الآخر من الطريق بحيث يصنع الفريقان معا حينما يطلقان النار على جنود الاحتلال شكل حرف V، يصنع ذلك ما يشبه "فكي كماشة" على قافلة الدبابات، كما أنه يشتت نيرانها.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Rgfer-1704014032(الجزيرة)
ولا يقف الأمر في الكمائن المعقدة عند هذا الحد، بل تُستخدم أنواع مختلفة من الأسلحة من فرق مختلفة من الجنود، بزوايا استهداف مختلفة ومن مناطق متعددة وليس من مكان واحد فقط، وفي حالة المقاومة الفلسطينية فإننا نفترض أنهم يُفضِّلون بدء الكمين بالعبوات الناسفة، ربما لإيقاف سير قافلة الدبابات والمدرعات وقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو في الضربة الأولى، ومن ثم استخدام القذائف الخارقة للدروع من مبنى واحد أو مبنيين متقابلين مثلما شرحنا قبل قليل، مثل "الياسين 105" أو الكورنيت، وبعد ذلك يأتي دور الأسلحة الخفيفة.
 

التضاريس الحضرية والأنفاق

يهدف الكمين المعقد إلى تحقيق أقصى عدد من الخسائر في أقل وقت ممكن، وهذا مفهوم، فإذا لم يختفِ جندي المقاومة بأسرع ما يمكن (محافظا على نفسه وذخيرته) فإن الدبابات ستضرب المبنى فورا والطائرات ستأتي عما قريب، لكن في هذا السياق فإن المقاومة تمتلك سلاحين إضافيين إلى جانب التخطيط الممتاز للكمائن المعقدة، وهما ببساطة التضاريس الحضرية والأنفاق.
https://www.facebook.com/watch/?ref=embed_video&v=366808542705503




الأول سلاح يقف دائما في صف أصحاب البلد حينما يواجهون غازيا خارجيا، وإلى الآن لا تزال التضاريس الحضرية هي أكبر مشكلات الجيوش المعاصرة من ستالينغراد إلى غروزني إلى مقديشو إلى الفلوجة، وهي تخدم المدافع وتسمح له بتشكيل موقع المعركة بمرونة شديدة، فيفرض قواعده عليها وليس العكس. إنها السبب أساسا في تمكُّن المقاومة من التخفي وبناء كمائن معقدة متعددة.
أضف إلى ذلك أن التضاريس الحضرية ببساطة تمنع الدبابات من التقدم، وتفرض على جنود الاحتلال في مرحلة ما النزول إلى أرض المعركة في قتال كلاسيكي (رجل ضد رجل)، وهي كذلك تمنع مسيرات الاستخبارات من رصد جنود المقاومة أثناء تحركهم في خطوط هروب معدة مسبقا.
إلى جانب ذلك يأتي سلاح الأنفاق، أقوى سلاح في هذه الحرب بعد قدرة المقاومة على التخطيط الذكي، ونحن نعرف أن هناك سلسلة من الأنفاق ممتدة بعمق يبدأ من 20 مترا أسفل مدينة غزة وعلى مسافة مئات الكيلومترات، إنها ببساطة ما يجعل المقاومين أشباحا بالنسبة لجنود الاحتلال، يظهرون ويختفون في لمح البصر، وهي إلى جانب التضاريس الحضرية السبب في تمكُّن المقاومة من ضرب الدبابات والمدرعات الإسرائيلية من مسافات قصيرة (أقل من 50 مترا).
الضرب من مسافة قصيرة يحقق ثلاث فوائد للمقاومة، فهو يتلافى إمكانات المسيّرة الاستكشافية التي تطير أعلى الدبابة، ويتجاوز نظام تروفي على متنها، الذي يرصد القذيفة القادمة ويواجهها، وأخيرا فإنه يعزز من قدرة القذيفة الترادفية على اختراق دروع الدبابة أو المدرعة التفاعلية، ويرفع من احتمالية الإصابة الفعالة للآلية العسكرية.
أضف إلى ذلك أن جندي المقاومة يتمكن في بعض الأحيان من الوصول إلى الدبابة نفسها على مسافة صفرية، وهنا لا حاجة إلى استخدام قذائف مضادة للدبابات، ولكن يمكن استخدام أداة أرخص وهي العبوات الناسفة الخارقة للدروع مثل "شواظ"، فقط قارِن بين سعر عبوة ناسفة محلية الصنع (بضع عشرات من الدولارات) مقابل دبابة تتكلف ملايين الدولارات.
ما سبق من تكتيكات هو السبب في نجاح المقاومة في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة وصلت إلى الآن إلى قرابة 1000 دبابة ومدرعة إسرائيلية.





 

العزم!

كل ما سبق يقع فقط في النطاق العملياتي والتكتيكي، لكن الحرب لا تقف على قدمين عسكريتين، بل قدم عسكرية، والأخرى اجتماعية وسياسية ونفسية. في ورقة بحثية واسعة الشهرة نُشرت في مجلة "ورلد بوليتكس" سنة 1975 بعنوان "لماذا تخسر الأمم الكبرى الحروب الصغيرة"، يرى أندرو ماك، من كلية الدراسات الدولية بجامعة سيمون فريزر الكندية، أن هناك سلاحا آخر في الحروب غير المتكافئة من هذا النوع يدعم الجيوش الصغيرة، وهو "العزم".
يقول ماك إن العزم هو ما يفسر النجاح أو الفشل في الصراعات غير المتكافئة، والخلاصة أن الجانب الذي يتمتع بأكبر قدر من العزم يفوز، بغض النظر عن الفارق في القوة المادية. ويرتبط العزم في هذا السياق بالفارق بين القوتين المتحاربتين، فإذا اتسعت الفجوة في القوة النسبية بين الفريقين (المقاومة والاحتلال في هذه الحالة)، فإن الجهة الأقوى في العدد والعتاد تكون بالتبعية أقل تصميما وعزما، وعلى العكس فإن الجهات الضعيفة تقنيا وعدديا عادة ما تكون أكثر تصميما وعزما، لأن المعركة بالنسبة لها تُمثِّل كل شيء حرفيا.
وبالتالي فإن الجيوش الكبرى قد تخسر حروبا صغيرة لأنها أقل عزما، ومع طول أمد الوضع السياسي المتأزم، ستُجبَر على الانسحاب دون تحقيق النصر العسكري الحاسم، فمجرد ثبات المقاومين في هذا النوع من الحروب يُعَدُّ انتصارا.
يمكن لهذا النموذج أن يتحقق في الحرب الدائرة الحالية على غزة، فلو تأملنا الأهداف الإسرائيلية المعلنة مسبقا، وهي القضاء على حماس وتخليص الأسرى والسيطرة على غزة، لوجدنا أنها لم تتحقق بعد جميعا، بل إن الاحتلال يحاول حاليا إعادة صياغة أهدافه داخل غزة لتتناسب مع ما واجهه من صعوبات خلال الاجتياح البري.
أضف إلى ذلك أن الداخل الإسرائيلي يبدو مضطربا سياسيا أكثر من أي وقت مضى، ومع المظاهرات التي تنطلق في كل أنحاء العالم تنديدا بعدوان غير مسبوق على الأبرياء، وبدايات اضطراب في الرابط السياسي الذي بدأ قويا بين الغرب وإسرائيل، فإن الأمور بالفعل تميل إلى صالح المقاومة، التي لا تمتلك من العتاد إلا أسلحة صغيرة نسبيا، مع ذكاء في التخطيط، وعزم لا يلين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:38 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%85-25-1701851365



منظومة رجوم هي نوع من المدفعية الصاروخية غير الموجه، تستهدف بالأساس تجهيز أرض المعركة عبر توفير الدعم الناري المباشر للقوات البرية



منظومة "رجوم" القسامية.. كيف دمرت قواعد إسرائيل وقتلت جنودها؟
خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعلنت كتائب القسام عبر قناتها على تلغرام استخدام منظومة رجوم الصاروخية لقصف نحو 10 مناطق محددة في الداخل المحتل، معظمها كانت قواعد عسكرية في مناطق في غلاف غزة، مثل قاعدة "رعيم" العسكرية، وموقع "العين الثالثة"، و"نيريم"، و"أميتاي"، و"كيسوفيم"، وغيرها.
بالتزامن مع ذلك، استُخدمت رجوم أيضا في قصف تحشيدات لجيش الاحتلال في مناطق مثل شرق دير البلح وشمال غرب مدينة غزة. في الواقع، كانت هذه هي المنظومة نفسها التي استخدمتها المقاومة للتمهيد لعملية "طوفان الأقصى" وتغطية عبور مقاتليها إلى الأراضي المحتلة، ويعطينا ذلك انطباعين أساسيين، الأول أن المقاومة قادرة على تنويع استخدام مدفعيتها جيدا في المهام المختلفة، والثاني أنها تمتلك عددا كبيرا من قطع هذه المنظومة يكفي لضرب مناطق تقع حول كامل حدود غزة وليس شمالا فقط.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A7%D9%86%D9%81%D9%88-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A-%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-1-1701861549

ما هي "رجوم"؟

لا تعلن كتائب القسام الكثير من البيانات الخاصة بـ"رجوم"، كل ما نعرفه أنها منظومة مدفعية صاروخية قصيرة المدى عيار 114 ملم، ويشير عيار القذيفة عادة إلى قُطر القذيفة نفسها، وكذلك هو مقياس للقُطر الداخلي لأنبوب قطعة المدفعية التي تطلق القذيفة، ويخبرنا هذا القُطر أن كتلة الرأس الحربي الذي تحمله القذيفة يتراوح بين 2-3 كيلوغرامات، تزيد أو تنقص قليلا.
من الشكل الخارجي، يبدو لنا أن منظومة رجوم هي راجمة صواريخ متعددة، وهو نوع من المدفعية الصاروخية غير الموجَّه، تستهدف بالأساس تجهيز أرض المعركة عبر توفير الدعم الناري المباشر للقوات البرية، كما يمكن استخدامها لتدمير مصادر إطلاق النيران بأنواعها واستهداف أماكن تمركز الأعداء عموما.





تتكون المنظومة من ثلاثة صفوف، كلٌّ منها منفصل عن الآخر، ويمتلك كلٌّ منها خمسة أنابيب، وهي بذلك تشبه في تركيبها منظومة صينية شهيرة مع تعديلات رفعت معدل الإطلاق وقُطر القذيفة. نقصد هنا قاذفة الصواريخ المتعددة من "النوع 63" ذات الـ12 أنبوبا وبقُطر 107 ملم، التي أنتجتها الصين (1) في أوائل الستينيات وصُدِّرت وصُنِّعت عالميا فيما بعد، وهي الأشهر على الإطلاق في هذا النطاق، والأقرب في التصميم إلى رجوم.
هذا الطراز لم يعد يخدم مع وحدات المشاة النشطة للقوات الصينية، لكنه ما زال في خدمة تشكيلات متخصصة تُبيِّن لنا أهمية هذه القطعة التقنية، وهي وحدات المشاة الجبلية ووحدات القوات الخاصة، ذلك لأن المنظومات الصاروخية من هذا النوع خفيفة سهلة التنقل، وسهل التحكم بها واستخدامها من قِبَل فرق صغيرة جدا من الجنود، وتصلح في المعارك على نطاقات قصيرة، وخاصة مع وجود تضاريس غير ممهدة، وذلك أيضا هو ما يميز رجوم بالنسبة لوضع غزة.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Type-63-multiple-rocket-1701856726قاذفة الصواريخ المتعددة من "النوع 63" ذات الـ12 أنبوبا وبقُطر 107 ملم، التي أنتجتها الصين. (مواقع التواصل)
فمن خلال نظرة متفحصة إلى المواقع التي استهدفتها، نجد أنها تصل بنيرانها إلى نطاقات متعددة بحد يصل إلى نحو 8 أو 9 كيلومترات، ومع سهولة تنقلها فإنه يمكن موضعة فرق متخصصة في إطلاق المدفعية في منطقة محددة ثم إطلاق دفعة من الصواريخ، ومن ثم التموضع في منطقة أخرى وهكذا. تطلق رجوم الصواريخ بمعدل بطيء نسبيا كما يتضح من فيديو القسام (صاروخ كل ثانيتين إلى أربع ثوانٍ)، لكن مع وجود عدد كبير من القطع فإن وابل الصواريخ يكون كثيفا.
إحدى مزايا هذا النوع من القاذفات الصاروخية المتعددة هو تنوع آليات الاستخدام، إذ يمكن استخدامه بشكل مباشر على الأرض، حيث تمتلك عجلتين تجري عليهما (كما في حالة رجوم)، أو تركيبه على عربة مدرعة أو حتى عربة نقل مجهزة نسبيا. ولذلك فإنه ما زال مستخدما في العديد من الدول، مثل إيران (2) التي تستخدم نسخة مشابهة للنسخة الصينية تتكون من 12 أنبوبا وبعيار 107 ملم تحت اسم "فجر-1″، ومصر (3) التي طورت الطراز "RL812/TL" الذي يُحمَّل على عربة، ودول أخرى مثل تركيا وألبانيا وفيتنام وكمبوديا.

إلى أي مدى تفيد المقاومة؟

بالطبع يمتلك الاحتلال الإسرائيلي راجمات صاروخية أدق وأقوى، خذ مثلا راجمة صواريخ "إم 270" (4) التي عاد الاحتلال لاستخدامها مرة أخرى لأول مرة منذ 2006، وتُمثِّل نظاما متنقلا يصل مداه إلى 500 كيلومتر، أو أنظمة أخرى مثل "لار-160" من عيار 160 ملم، ويبلغ مداه الأدنى 12 كم، ومداه الأقصى 45 كم، مع 13 أنبوب إطلاق صاروخي، أو نظام "بالس" مع عيارات متنوعة تتراوح من 122-370 ملم ومدى إطلاق واسع، وغيرها من الأنظمة (5) (6).


لكن التفوق التقني لا يعني بالضرورة التفوق العسكري، لأنه في الحروب غير المتكافئة، تلك التي تتواجه خلالها أنظمة عسكرية مختلفة القوة من حيث العتاد، فإن الطرف الأضعف تقنيا يلجأ إلى تكتيكات تُعظِّم من شأن أدواته وتقلل في الوقت نفسه من شأن أدوات العدو، فتصبح القوى متوازنة في سياق معارك بعينها.
 
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%B1%D8%AC%D9%88%D9%85-2-1701861513
 
على سبيل المثال، فإن الحرب في المدينة تضطر جنود الاحتلال إلى النزول من مدرعاتهم وتفتيش المنازل، ما يفتح الباب للمقاومة، التي هي أعلم بشعاب مدينتها، بضربهم بقوة، سواء عبر الاشتباك المباشر أو قنصهم أو استهدافهم عبر العبوات الناسفة، وهو ما لاحظناه أكثر من مرة خلال الأيام الأولى في شهر ديسمبر/كانون الأول.
في تلك النقطة تظهر قوات المدفعية القسامية، التي بِتنا نعرف أنها تنقسم إلى جزأين أساسيين، هما قوات مدافع الهاون، والقوات التي تعمل على منظومة رجوم الصاروخية، وكلاهما يعمل بشكل ممتاز بوصفه سلاح مدفعية في حالة النطاقات قصيرة المدى التي لا يمكن للمدفعية المعتادة أن تصل إليها، ويعني ذلك أنه يصلح بشكل رئيسي في حالة الاجتياح البري حيث تكون المسافات بين المهاجم (الاحتلال) والمدافع (المقاومة) قصيرة، أو في حالة غلاف غزة، التي يُمثِّل تكثيف النيران عليها ضغطا كبيرا، إلى جانب الرشقات الصاروخية التي تطلقها المقاومة على بقية مناطق دولة الاحتلال.
صغر الوزن وإمكانية التحرك السريع (وهي من خصائص رجوم) هي نقطة قوة مهمة بالنسبة للمقاومة، لأن العدو لا يعرف تضاريس غزة جيدا، وبالتالي تأتيه النيران مفاجئة ومن مناطق متنوعة، وفي الحروب غير النظامية من هذا النوع، التي تحدث بين مقاومة أقل في العتاد من جيش نظامي بفارق كبير، فإن إستراتيجيات الكر والفر تعادل القوى في المعركة.

تساقط الأهداف الإسرائيلية

أضف إلى ذلك نقطة مهمة في هذا السياق، وهي أن الانتصار الحاسم ليس هدفا في هذه المعارك، بل إطالة أمد المعركة حتى يتأثر القرار السياسي في تل أبيب والولايات المتحدة والعواصم الأخرى المؤثرة، وخاصة مع إدخال عناصر أخرى للمعركة مثل قضية الأسرى.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-25-1701851135دولة الاحتلال تحاول إعادة صياغة أهدافها  داخل غزة لتتناسب مع ما واجهته من صعوبات خلال الاجتياح البري. (الأناضول)
في ورقة بحثية واسعة الشهرة نُشرت (7) في مجلة "ورلد بوليتكس" سنة 1975 بعنوان "لماذا تخسر الأمم الكبرى الحروب الصغيرة"، يرى أندرو ماك، الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الدولية بجامعة سيمون فريزر الكندية، أن هناك سلاحا آخر في الحروب غير المتكافئة من هذا النوع هو "العزم"، الذي يتمثل في المصلحة النسبية للقوى المتقاتلة، وهو ما يفسر النجاح أو الفشل في الصراعات غير المتكافئة، والخلاصة أن الجانب الذي يتمتع بأكبر قدر من العزم يفوز، بغض النظر عن الفارق في موارد القوة المادية.
يشير ماك إلى أن هناك مفارقة كبرى في هذا السياق، فإذا اتسعت الفجوة في القوة النسبية بين الفريقين (المقاومة والاحتلال في هذه الحالة)، فإنه كلما كانت الجهات أقوى كانت بالتبعية أقل تصميما وعزما، وبالتالي أكثر ضعفا من الناحية السياسية، وعلى العكس فإن الجهات الضعيفة تقنيا وعدديا عادة ما تكون أكثر تصميما وعزما، لأن المعركة بالنسبة لها تكون كل شيء. وبالتالي فإن الجيوش الكبرى قد تخسر حروبا صغيرة لأن الوضع السياسي المتأزم سيُجبرها على الانسحاب دون تحقيق النصر العسكري الحاسم.
ويمكن لهذا النموذج أن يتحقق في الحرب الدائرة الحالية على غزة، فلو تأملنا الأهداف الإسرائيلية المعلنة مسبقا، وهي إبادة حماس وتخليص الأسرى والسيطرة على غزة، لوجدنا أنها لم تتحقق بعد جميعا، بل إن الاحتلال يحاول حاليا إعادة صياغة أهدافه داخل غزة لتتناسب مع ما واجهه من صعوبات خلال الاجتياح البري.
أضف إلى ذلك أن الداخل الإسرائيلي يبدو مضطربا سياسيا أكثر من أي وقت مضى، ومع المظاهرات التي تنطلق في كل أنحاء العالم تنديدا بعدوان غير مسبوق على الأبرياء، وبدايات اضطراب في الرابط السياسي الذي بدأ قويا بين الغرب وإسرائيل، فإن الأمور بالفعل تميل إلى صالح المقاومة، التي لا تمتلك من العتاد إلا أسلحة صغيرة نسبيا، لكن مع عزم لا يلين.
______________________________________________________
مصادر
  • 1- Chinese multiple launch rocket systems 1950-1970s
  • 2- المتعدد طراز (RL812/TL)
  • 3- FADJR-1
  • 4- IDF: Multiple rocket launcher used to target Hamas in Gaza for first time since 2006
  • 5- LAR-160 multiple launch rocket system
  • 6- PULS:tm: Precise and Universal Launching System
  • 7- Andrew Mack – Why Big Nations Lose Small Wars: The Politics of Asymmetric Conflict -World Politics Vol. 27, No. 2 (Jan., 1975), pp. 175-200 (26 pages)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:44 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%8A%D8%AF%D8%A7%D9%86-63-1703753377



جنود يطلقون صاروخا مضادًا للطائرات باستخدام قاذفة أرض-جو روسية الصنع من طراز "سام-18" خلال تدريب بالذخيرة الحية.



"سام-18".. كيف يغير صائد الطائرات القسامي شكل المعركة ضد إسرائيل؟


في السابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعلنت كتائب القسام في قناة تلغرام الخاصة بها عن استهداف مروحيات تابعة لدولة الاحتلال بصاروخ "سام-18" في منطقتين، الأولى هي منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة، والثانية شرق معسكر جباليا، تُعَدُّ هذه هي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا السلاح من قِبل المقاومة، وهو مؤشر على تطور خطير في سياق الحرب القائمة حاليا.
 

ما نظام "سام-18″؟

"سام-18" هو نظام دفاع صاروخي أرض-جو، روسي الصنع، محمول على الكتف، ويمكنه ضرب الأهداف الجوية القريبة نسبيا، بدأت إصداراته الأولى في الثمانينيات من القرن الفائت، ومثل عدد من الأسلحة الشبيهة صنعت روسيا نسخا للتصدير، تُستخدم حاليا في أكثر من 40 دولة حول العالم، بما في ذلك المكسيك وماليزيا وكوريا الجنوبية (1) (2).
يستخدم النظام باحثا موجَّها بالأشعة تحت الحمراء للكشف عن البصمة الحرارية المنبعثة من محركات الطائرات، وعند إطلاق الصاروخ من قاذفة يحملها شخص واحد، يُفعَّل المُحرك الذي يدفعه نحو الهدف. في هذه الأثناء، يقوم باحث الأشعة تحت الحمراء بمسح المجال الجوي باستمرار بحثا عن البصمة الحرارية للهدف، وحينما يستقر الباحث على الهدف، يقوم الصاروخ بتعديل مساره لضربه مباشرة.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A8%D9%84%D8%A7-1703752577(الجزيرة)
 

كيف يفيد "سام-18" المقاومة؟

هناك ميزة مهمة في هذه القطعة التقنية، وهي أنها مجهزة بصمام متقارب (3)، وهو نوع من الصمامات التي تنفجر تلقائيا عندما تقترب على مسافة معينة من هدفها، الذي ترصده عبر مجموعة رادارات صغيرة ترسل إشارات وتستقبل انعكاساتها من الأجسام القريبة. صُمِّمت صمامات التقارب خاصة للأهداف العسكرية المراوغة مثل الطائرات والصواريخ، وهذا يضمن إحداث ضرر فعال للهدف عبر شظايا التفجير الأوّلي، حتى لو لم يتحقق التأثير المباشر بضرب الطائرة.
الصاروخ كذلك قادر على إجراء تصحيحات لمساره أثناء الطيران، مما يسمح له بالاشتباك مع أهداف رشيقة ومراوغة. وإلى جانب ذلك، صُمِّم الصاروخ لمقاومة الإجراءات المضادة التي تستخدمها الطائرة المستهدفة، مثل إطلاقها لشرارات أو مشاعل أو أي إجراءات دفاعية أخرى تهدف إلى إرباك أنظمة التوجيه بالأشعة تحت الحمراء.





تشتهر منظومة "سام-18" بموثوقيتها وسهولة استخدامها، حيث يمكن لرجل واحد فقط أن يتعلم أساسياتها ويشغلها دون وجود مساعدة وفي أي ظروف مناخية ليلا أو نهارا، ويُعَدُّ هذا أمرا بالغ الأهمية في المواقف القتالية التي من الضروري أن يكون فيها رد الفعل سريعا.
ومع وجود التضاريس الحضرية في غزة، فإن سهولة استخدام السلاح ووزنه الخفيف نسبيا يُمكِّنان جنود المقاومة من التموضع بشكل ممتاز في مناطق متعددة، وانتظار أي مروحية (أو مسيرة كذلك) تمر على مسافة قريبة، حيث إنه مُصمَّم للعمل فقط في نطاقات قصيرة.
ويمكن لدخول "سام-18" إلى منظومة المقاومة أن يغير من قواعد الاشتباك بوضوح. وإذا نجحت المقاومة في استخدام المنظومة خلال الفترة القادمة بفاعلية كبيرة، فإن ذلك سيمنع مروحيات الاحتلال من الاقتراب على مسافات قصيرة تمكنها من استهداف جنود المقاومة ونقاط تحصنهم بدقة أكبر، كما سيمنح المقاومة شكلا من أشكال الدفاع الجوي التي تخفف من استباحة الاحتلال لسماء غزة، وخاصة بالمسيرات والمروحيات، وكلتاهما تُعَدُّ هدفا لصواريخ "سام-18".


وإلى جانب سعره الرخيص نسبيا مقابل سعر طائرة مروحية من نوع أباتشي على سبيل المثال، التي تستخدمها دولة الاحتلال، فإن "سام-18" يُمثِّل فرصة ممتازة بالنسبة للجيوش الصغيرة ضعيفة العدد والعتاد (مثل المقاومة الفلسطينية) لتحقيق درجة من التوازن مع عدو متقدم تقنيا ولديه خطوط إمداد لا تتوقف.
 

تطور ترسانة المقاومة

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A8%D8%A7-1703747078شهدت المواجهات الحالية في الحرب على قطاع غزة تطورا في الترسانة العسكرية للمقاومة الفلسطينية (مواقع التواصل)
ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها المقاومة عن استخدام صواريخ أرض جو من هذا النوع، في العام الماضي على سبيل المثال أعلنت كتائب القسام عن استخدامها لصواريخ "سام-7" في استهداف بعض الطائرات الإسرائيلية في أثناء قيامها بغارات على قطاع غزة، لكن تُعَدُّ هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن استخدام "سام-18" في معركة ضد جيش الاحتلال.
يحتوي "سام-18″ على الرأس الحربي نفسه شديد الانفجار الذي يبلغ وزنه كيلوغرامين والموجود في نسخ سابقة من هذا الصاروخ، لكنه مختلف تماما (4) في عدة نطاقات أخرى مقارنة بـ"سام-7" أو أي نسخة سابقة له، وخاصة في رادارات الصاروخ والباحث العامل بالأشعة تحت الحمراء والتحسينات الديناميكية الهوائية، وجميعها عملت على توسيع نطاق فعالية "سام-18" (5200 متر مسافة، و3500 متر ارتفاع)، كما أنها رفعت من سرعته بحيث بات يتمكن من التصدي لأهداف أسرع.
مع الباحث الجديد، تُقدَّر احتمالية إصابة الهدف حال كان غير محمي بأجهزة تشويش إلى 30-48%، ومع هدف يستخدم أجهزة تشويش تقل هذه النسبة إلى 24-30% فقط، لكنها تظل أفضل بفارق واضح من النسخ السابقة. أضف إلى ذلك نقطة مهمة، وهي أن بعض النسخ الأحدث من "سام-18" مجهزة بصاروخين يعملان بشكل متتالٍ ويمكن لمشغل واحد أن يطلقهما مباشرة على الهدف، ما يرفع احتمالات إصابته.
يعطينا ما سبق فكرة مهمة عن أثر تطوير المقاومة الفلسطينية لترسانتها العسكرية في الحرب الحالية، والأمر لا يتوقف فقط عند تطوير منظومة سام للصواريخ المحمولة، ولكنه يجري على كل شيء، بداية من صواريخ "الياسين-105" التي تُعَدُّ نسخة مطورة مضادة للدروع من صواريخ "آر بي جي" المعتادة، ومرورا ببنادق الغول القناصة التي باتت فعالة للغاية في المعركة الحالية، ووصولا إلى مدى صواريخ المقاومة التي باتت تصل إلى عمق دولة الاحتلال، ولهذا كله دور بالغ الأثر في الحرب الحالية، فقد رفع من خسائر الاحتلال إلى حدٍّ غير مسبوق، ولا متوقع من قِبَل حكومة نتنياهو.





 

إستراتيجية حماس

أضف إلى ذلك ملاحظة مهمة، وهي أن المقاومة كما يبدو من البداية تعرف أن هذه معركة طويلة الأمد، ولذا لم تضع كل أوراق اللعب على الطاولة مرة واحدة، فالمخططون الإستراتيجيون لها يعرفون أن العدو سيلعب على طول زمن المعركة ظنًّا منه أن عزم المقاومة سيضعف مع الوقت، ولذا اختاروا إظهار أسلحتهم الجديدة بالتدريج، وكلما مر أسبوعان إلى ثلاثة ظهر سلاح يُستخدم لأول مرة، شاهدنا ذلك مع طوربيد العاصف، ومنظومة رجوم الصاروخية، وصواريخ "سام-18″، وغيرها.
هذه النقطة مهمة جدا في سياق إحباط العدو، الذي لا يخوض حربا مع حماس والمقاومة فقط، ولكنها حرب ضد الزمن بالأساس، وكلما رأى جنرالات الحرب في دولة الاحتلال أن المقاومة ليست فقط قادرة على الصد بذكاء وثبات في عدد من الجبهات، بل وما زالت قادرة على استهداف مناطق خارج غزة بضربات صاروخية من حين إلى آخر، فإن هذه إشارة مهمة إلى أنها لا تزال تحتفظ بكامل لياقتها بعد كل تلك الفترة.
الأهم من ذلك أن المقاومة باتت تمتلك القدرة على أداء عمليات أكثر تعقيدا من ذي قبل، وربما سمعت مؤخرا عن تعدد الكمائن داخل غزة وقدرتها على استهداف أعداد أكبر من الجنود الإسرائيليين، ذلك لأن المقاومة باتت قادرة على نصب كمائن معقدة متعددة الأهداف، وهي أصعب أنواع الكمائن، وفيها تستخدم زوايا إطلاق نار متعددة وأسلحة متنوعة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو.
يجري ذلك على كل أشكال قتال المقاومة في هذه الحرب، فالأمر يتخطى تكتيكات العمليات الفردية والكر والفر وقتال العصابات، ليصل إلى عمليات قتالية معقدة تجري بالتنسيق بين قوات أو وحدات من نوعيات وتخصصات متمايزة وبأسلحة مختلفة، بشكل يشبه عمليات الأسلحة المشتركة في الجيوش النظامية المعاصرة، وهذا هو ما يُمثِّل مفاجأة المقاومة الأساسية بالنسبة للاحتلال.
————————————————————-

مصادر

[list="box-sizing: border-box;"][*]SA-18 Igla 9K38 man-portable air defense missile system
[*]IGLA MAN-PORTABLE AIR DEFENSE MISSILE SYSTEM
[*]Proximity Fuse
[*]SA-18 GROUSE – Igla 9K38 / Igla-S 9K338

[/list]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:49 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Asdwef-1702716018



المقاومة تمكنت من تدمير 22 آلية عسكرية حتى الآن وقتل عد من الجنود الإسرائيليين، بقذائف الياسين من عيار 105


كمين الشجاعية.. كيف يستخدم جنود القسام العبوات الناسفة ضد الاحتلال؟
قبل أيام، تحديدا يوم الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول الحالي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل 10 من مقاتليه بينهم ضباط في كمين في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، غالبية مَن قُتلوا كانوا من لواء جولاني، أحد أهم وأقوى ألوية المشاة في الجيش الإسرائيلي، حيث استدرج جنود القسام الإسرائيليين إلى منزل مجهز مسبقا بالمتفجرات، وحينما جاء فريق آخر من الجنود أوقعوه في كمين مشابه.





في هذا النوع من الكمائن عادة ما تستخدم كتائب القسام العبوات الناسفة(1) أو "الأجهزة المتفجرة المرتجلة" (IED)، وهي قنابل محلية الصنع تحتوي على مكونات عسكرية وغير عسكرية، تُستخدم هذه العبوات عادة من قِبَل القوات العسكرية غير النظامية، وتُعَدُّ فعالة للغاية ضد قوة عسكرية تقليدية، قد تُستخدم في الكمائن على جانب الطريق بحيث تعترض القوات المهاجمة أو خطوط إمدادها، ويكون تركيبها في المداخل أو المباني لضرب فرق الجنود، أو قد يكون تركيبها على العربات والدبابات لتدميرها، ويمكن إسقاطها من مسيرات، والواقع أن المقاومة استغلتها في كل تلك النطاقات تقريبا.
وبغض النظر عن مدى تعقيد الجهاز، فإنه يتكون من خمسة أجزاء تتموضع بشكل مختلف في النسخ المختلفة للعبوات الناسفة: مصدر طاقة، ومفتاح تشغيل، وبادئ تفجير، وشحنة رئيسية متفجرة، وحاوية، والأخيرة عادة ما تحتوي على مجموعة من المقذوفات مثل الكرات أو المسامير، التي تنتج شظايا قاتلة عند التفجير.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Sf-2-1702716001(الجزيرة)
أما الشحنة المتفجرة نفسها فيمكن الحصول عليها من أي مكون عسكري، بما في ذلك المدفعية أو قذائف الهاون أو القنابل الجوية أو أنواع معينة من الأسمدة المحلية مع مادة "تي إن تي" المتفجرة، أو أي شيء من هذا القبيل، ولذلك فهي مرنة وسهلة التصنيع بالنسبة للمقاومة، كما أن هناك طرقا لا حصر له لبنائها، ويمكن تطويعها لأي غرض بحسب المهمة، فتتمكَّن من اختراق الدروع وهدم المباني وضرب الجنود إن كانوا في فرق حرة.
وإلى جانب ذلك، تُظهِر العبوات الناسفة درجة كبيرة من التباين(2) في طريقة التفجير، فإما أن تكون عبوة ناسفة بدائية الصنع ويكون تفعيلها بواسطة مفتاح ضغط لتشبه اللغم الأرضي، أو قد يكون المشغل معقدا للغاية، فيعمل عن طريق إشارة الترددات الراديوية التي يؤقِّتها ويُطلقها فرد يراقب الهدف، أو ربما يقوم أحد الأفراد بإلصاقها على المدرعة أو الدبابة مباشرة، كما يحدث في حالة المقاومة الفلسطينية.
 

العبوات الناسفة الخارقة للدروع

أضف إلى ذلك نوعا جديدا من العبوات الناسفة أُضيف مؤخرا إلى ترسانة حماس، وهو العبوات النافذة(3) أو العبوات الناسفة الخارقة للدروع (Explosively formed penetrator)، وهي صورة أكثر تعقيدا وتركيبا من العبوات الناسفة تُمثِّل تطورا مهما في هذا النطاق. عادة ما يكون غطاء هذه العبوة المعدني مقعرا ويتكون من الفولاذ أو النحاس، يؤدي هذا التقعر فيزيائيا إلى تركيز طاقة الانفجار في اتجاه معين دقيق يخلق تيارا من المعدن المنصهر الذي يمكنه أن يخترق الدروع بسرعة تصل إلى آلاف الأمتار في الثانية الواحدة، الأمر الذي يساعد في اختراق أقوى الدروع في العالم حاليا، وفي العراق مثلا أثناء غزو قوات التحالف، تمكنت هذه العبوات الناسفة من اختراق المركبات المدرعة الثقيلة ودبابات أبرامز، التي تُعَدُّ دبابات القتال الرئيسية في جيش الولايات المتحدة.
في الواقع، اختراع مفهوم العبوات الناسفة الخارقة للدروع كان عام 1910 في ألمانيا، ولكن الأمر تطلب قرنا كاملا حتى نصل إلى غزو قوات التحالف في عام 2003 للعراق، حيث كان استخدام العبوات الناسفة عموما، والعبوات الخارقة للدروع خصوصا، بمنزلة مفاجأة خطيرة لهذه القوات، بل مَثَّل بحسب بعض الباحثين في هذا النطاق(4) "السلاح الأكثر فعالية ضد القوات النظامية" في العراق، الأمر الذي جعل العبوات الناسفة عموما (والعبوات النافذة خصوصا) جزءا رئيسيا من شكل الحرب المعاصرة.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Afsaeg-1702716011(الجزيرة)
 

العراق نموذج عملي

الفصائل التي واجهت التحالف في العراق تفاجأت هي الأخرى بمدى فاعلية تلك العبوات، فعملت على تحسينها لتصبح عملية التشظي أسهل، وتكون العبوات أكثر مقاومة للتدهور البيئي مما يوفر لها فترة صلاحية طويلة، إلى جانب ذلك فقد صمموا عددا من الطرق الذكية لإخفاء المتفجرات من أجل استخدامها ضد القوات المهاجمة.


لكن الأهم من ذلك كان أن تلك الفاعلية تسببت في بناء منظومة عسكرية تتمحور حول العبوات الناسفة، فتحوَّل استخدامها من عمليات عشوائية إلى تنظيم شبه عسكري يتكون من مدير للعمليات وفريق تخطيط وفريق تنفيذ مختص فقط بالعبوات الناسفة، بل وصدرت كتيبات إرشادية حول كيفية تنفيذ الكمائن على جانب الطريق باستخدام العبوات الناسفة، وكيفية تصنيع العبوات الناسفة من المتفجرات التقليدية شديدة الانفجار والذخائر العسكرية، وكيفية القضاء على القوافل المهاجمة بالكامل(5).
أدى ذلك إلى تنوع استخدامات تلك العبوات بحسب الوظيفة، فظهرت عبوات ناسفة مخصصة للأفراد تمتلك تصميما وآلية عمل وشحنة متفجرة تختلف عن العبوات الناسفة المخصصة للمباني، وتلك المخصصة للمدرعات، والمخصصة للطائرات، والمخصصة لخلق عوائق أمام القوات المتقدمة التي تُستخدم مرحلة أولى قبل تشغيل عبوات ناسفة أخرى على الطريق لتدمير القوات كلها.
أدى كل ما سبق إلى زيادة استخدام العبوات الناسفة بشكل كبير، حيث استُخدمت في أكثر من 100 هجوم شهريا بحلول نهاية عام 2003، وبحلول أبريل/نيسان 2005 ارتفع هذا العدد إلى أكثر من 1000 هجوم، وارتفع الرقم إلى أكثر من 2500 هجوم بالعبوات الناسفة بدءا من صيف عام 2006، وبحلول نهاية عام 2007، كانت العبوات الناسفة مسؤولة عن نحو 63% من وفيات قوات التحالف في العراق (وتسببت في أكثر من 66% من وفيات قوات التحالف في حرب أفغانستان).
 

إستراتيجية حماس

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Afew-1702716006قذائف الياسين. (الصورة: مواقع التواصل)
في عملية 2014، نشرت حماس بذكاء آلاف المقاتلين في صورة فرق هجومية صغيرة نسبيا مدججة بالسلاح؛ وبحسب مصادر إسرائيلية(6) فقد كان مقاتلو المقاومة أكثر فعالية وشراسة مما كانوا عليه في الصراعات السابقة، حيث فاجأوا القوات الإسرائيلية وقاموا بتنسيق إطلاق النار، وأوقعوا إصابات حتى في أفضل تشكيلات المشاة والمدرعات الإسرائيلية، وفي أثناء ذلك تمكنوا من جر الإسرائيليين إلى عدد من الكمائن المعدة مسبقا، لكن الأضرار كانت طفيفة في ذلك الوقت.
لكن مع ما يظهر لنا من تطور في قدرات المقاومة، وخاصة بعد النجاح العملياتي والاستخباراتي في عملية "طوفان الأقصى" 7 أكتوبر/تشرين الأول، وانضمام أسلحة جديدة إلى قوات المقاومة، مثل قذائف الياسين والعبوات الناسفة الأحدث (ولم نتحدث بعد عن المسيرات والصواريخ الجديدة ومنظومة رجوم وغيرها من الأسلحة)، فإن ذلك يعني أن المقاومة الآن مختلفة تماما، وأن خطتها بإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف العدو تتحقق ببراعة.
أضف إلى ذلك نقطة مهمة، فقد مضت قرابة 70 يوما بعد "طوفان الأقصى" وما زالت المقاومة تتعامل بالقوة نفسها، سواء عدديا أو من حيث العتاد، بل بالعكس يبدو أنها كلما مضى الزمن أصبحت أكثر قوة ودقة وثقة، لقد بات المقاتلون أدق في إصاباتهم وأشجع في الهجوم على آليات العدو واستهداف جنوده، وهذا بدوره يترك أثرا غاية في السلبية على صانعي السياسات في تل أبيب ممن ظنوا أنه يمكن تحقيق نصر على المقاومة بإطالة أمد المعركة، نصر يمكنه معادلة الكارثة التي واجهوها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لكن يبدو أن العكس هو ما يحدث على أرض الواقع.
——————————————————

المصادر

1- Improvised Explosive Device
2- IMPROVISED EXPLOSIVE DEVICE LEXICON
3- Operational and Medical Management of Explosive and Blast Incidents – The Modern Explosive Threat: Improvised Explosive Devices Brian P. Shreve Chapter First Online: 04 July 2020
4- Improvised Explosive Devices: The Paradigmatic Weapon of New Wars Palgrave Macmillan -CHAPTER 4 – Authors: James Revill
5- المصدر السابق
6- The Combat Performance of Hamas in the Gaza War of 2014
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 6:57 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-25-1700040672



دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند السياج الحدودي لقطاع غزة وسط معارك مستمرة



كيف حول القساميون غزة إلى مصيدة لجنود الاحتلال؟
منذ الأسبوع الأول للحرب على غزة، بات واضحا ما يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي فعله، وهو عمل ما يشبه "الكماشة" على شمالي غزة عبر إدخال خطين من القوات، الأول من الشمال حول بيت لاهيا وبيت حانون، والثاني من وسط غزة جنوبي حي الزيتون، ثم يتحرك الخطان ليلتقيا في نقطة واحدة على مقربة من ميناء غزة على البحر، على أمل أن يساعد ذلك على منع جنود القسام من تلقي المدد.
لم يحدث ذلك إلى الآن، والواقع أن التحركات الأولى لقوات الاحتلال داخل القطاع كانت في مناطق زراعية مفتوحة خالية تقريبا من السكان، وما إن بدأت في الدخول إلى التضاريس الحضرية (كالمباني) أصبح تقدمها أبطأ والخسائر باتت أفدح، بل بحسب بيان أصدرته كتائب القسام فإن خط سير العمليات الإسرائيلية قد تغير ويبدو أن نقطة اللقاء (الميناء) قد تحولت قليلا إلى داخل غزة بسبب ما تواجهه قوات الاحتلال من مقاومة شديدة دفعتها لاتخاذ خطوط سير تظن أنها أسهل.





حرب حضرية

يوجد فارق كبير بين أن تخترق مساحة ما وأن تحتلها وتحتفظ بها، فالدخول إلى المدينة في أثناء الحرب سهل (نسبيا)، لكن البقاء بها معقد جدا، ومن هنا فإن تفاصيل الحرب الحضرية تخدم القسام لا الاحتلال، حيث يعرف المنظرون العسكريون أن الدفاع هو الموقف التكتيكي الأقوى في الحرب الحضرية، لأن الأمر يتطلب قوة أكبر بكثير لمهاجمة وهزيمة قوات موجودة داخل التضاريس الحضرية، لأن العديد من الهياكل المادية توفر مواقع دفاعية فورية ذات جودة عسكرية ممتازة.
هناك خمسة أنواع من مواقع المعركة الدفاعية يعرفها جنود القسام كما يعرفها كل جيش في العالم، الأول هو الموقع الأساسي، وهو الموقع الذي يغطي الطريق المرجح للعدو القادم من بعيد أن يعبره، أما الموقع البديل فهو موقع دفاعي يعينه القائد لينتقل إليه الجنود عندما يصبح الموقع الأساسي غير قابل للدفاع عنه.
النوع الثالث هي المواقع التكميلية، وهي مواقع داخل منطقة العمليات توفر أفضل تمركزات ضرب النار والتضاريس الدفاعية على طول طريق آخر لا يعد الطريق الرئيسي الذي يُتوقع أن يهجم العدو من خلاله، أما النوع الرابع فهو المواقع اللاحقة التي تتوقع الوحدة الانتقال إليها لاحقا أثناء سير المعركة.


نقاط القوة القسامية




وأخيرا يظهر النوع الخامس وهو مواقع "نقاط القوة". في التكتيكات العسكرية، تعرف "نقطة القوة" بأنها نقطة في موقع القتال الدفاعي يمكن أن تتخذ أشكالا مختلفة لكن الشرط الأساسي هو أنه لا ينبغي تجاوزها أو تجنبها بسهولة. ولذلك فمن الناحية المثالية، فإن التضاريس الدفاعية لنقطة القوة تكون عادة أكثر جودة، كما تكون محاطة بعوائق تمنع تقدم القوات المهاجمة . وفي المدن كما يمكن أن تلاحظ، فإن ذلك موجود بكثافة.
تصب التضاريس الحضرية في مصلحة قادة كتائب القسام، حيث يمكنهم إيجاد مناطق مميزة للمواقع الخمسة السالف ذكرها، وإذا فقدت قوات القسام نقطة دفاعية قوية فإنه بإمكانها أن تجد نقاط قوة تالية بسرعة، وبذلك تكون الحرب أشبه ما يكون بالتنقل من منزل إلى منزل.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ %D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-2-1700057128
وتلعب نقاط القوة دورا حاسما في الحفاظ على المواقع الدفاعية، ويكون تجاوزها صعبا، وهي على الأقل تطيل أمد المعركة وتوقع خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين (الاحتلال)، أضف إلى ذلك أن العديد من المباني تكون مبنية عن طريق الخرسانة المسلحة بالفولاذ، مما يجعلها منيعة للعديد من الأسلحة وتكتيكات الاختراق العسكرية.

معركة الفخاخ

كل هذا ولم نتحدث بعد عن خطوط الإمداد بالنسبة للمدافعين التي يبلغ طولها صفرا تقريبا، حيث يمكن للقسام تخزين الموارد داخل غرف مغلقة، أضف إلى ذلك أن التضاريس الحضرية تقلل من قدرات المهاجمين في مجالات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، حيث لا يمكن للمسيرات مثلا اختراق الجدران لتبيان أدوات وتحركات المقاومة في مناطق بعينها وإرشاد قوات الاحتلال إليها.





 
وفي النهاية فإنه يمكن للمدافع رؤية المهاجم القادم والاشتباك معه، لأن المهاجم لديه غطاء محدود، على النقيض، ورغم كل التقنيات التي تتمتع بها الجيوش الأكثر تقدما في العالم، ففي الهجوم على المدينة يمكن أن يُشكِّل عبور الشارع أحد أكبر المخاطر على حياة الجنود المُهاجمة. وهذا ما يحدث فعليا في شمالي غزة حاليا، حيث يعبر جنود الاحتلال الشارع من خلال المدرعات أو الدبابات، أو ربما عبر المرور من منزل إلى منزل عن طريق تفجير الجدران وصنع فتحات بها. لكن الشوارع ليست كلها بالاتساع نفسه، وعلى الجندي في النهاية أن ينزل من مدرعته ليمر بأحد الميادين.
أضف إلى ذلك نقطة مهمة جدا في هذا السياق، فرغم أن الضربات الصاروخية المسبقة يمكن أن تفيد الجيش المهاجم عبر خفض قوة المدافعين قبل الدخول للمدينة، فإن التضاريس الحضرية المهدمة بفعل هذه الضربات تصنع عائقا أكبر أمام مضي القوات البرية المهاجمة، فلا تمر منها بسهولة حتى مع وجود أقوى الجرافات، إلى جانب أنها توفر نقاطا غير منتظمة يمكن للقساميين الاختباء بها واصطياد جنود الاحتلال.

مزايا القناصة

ولذلك فإن القسام طالما استثمرت في الأسلحة الخفيفة وبنادق القنص خاصة، فهي تعرف أن الصراع النهائي سيكون داخل المدينة، ومهما تقدمت التكنولوجيا فإن فرد قناصة واحدا يمكنه أن يعادل قوة كاملة إذا استخدم عتاده بشكل مناسب وقام باختيار مناطق تموضع متعددة وقوية.
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ 362690331_611118971158533_7057555555115595544_n.jpg?stp=dst-jpg_p526x296&_nc_cat=108&ccb=1-7&_nc_sid=e5c1b6&_nc_ohc=zGha-QgkI9UQ7kNvgENZ33y&_nc_ht=scontent.famm10-1



 
في عام 2014 أعلنت كتائب القسام أنها قامت بتصنيع بندقية قنص أكدت بأنها تتمتع بمدى قاتل يصل إلى كيلومترين، أطلقت عليها اسم "غول"، وفي فيديو نشرته الكتائب ظهرت عمليات قنص ضد جنود من الجيش الإسرائيلي بهذه البندقية "غول"، وفي عام 2018، أصدرت حماس صورا لجنود إسرائيليين في مرمى قناصتها، لم يُضرب الرصاص وقتها مُطلقا، لكن الصورة كانت تهدف إلى توضيح أن جنود الاحتلال باتوا دائما في مرمى قناصة حماس.
وخلال عملية "طوفان الأقصى" قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن قناصة حماس أطلقوا النار على نقاط المراقبة المنتشرة على طول السياج الأمني المُخترق، يوما بعد يوم يطور جنود المقاومة من قدراتهم في هذا النطاق، لأنه ببساطة يُعَدُّ قوة ضاربة في الحروب الحضرية.
أحد أشهر الأمثلة في هذا النطاق هي معركة ستالينجراد 1942، حيث أثبت القناصة أنهم مؤثرون بشكل خاص، فقتلوا المئات من القوات الألمانية المهاجمة، أتقن القناصون السوفييت استخدام التضاريس الحضرية وطوروا تكتيكات جديدة مثل استخدام البراميل القديمة مواقع للاختباء والضرب من مناطق لا يمكن توقعها.


ألفة مع التضاريس




أضف إلى ذلك نقطة أخرى مهمة وهي أن المقاومة تمتلك معرفة فائقة بالمنطقة على عكس جنود الاحتلال، هذه المعرفة تتضمن كل شيء، بداية من أصغر البوابات ووصولا إلى أماكن القفز من مبنى إلى مبنى، وبالتبعية فإن تلك المعرفة توفر لهم خاصية مهمة جدا وهي إمكانية مفاجأة العدو، ونلاحظ ذلك بوضوح في فيديوهات القسام، حيث يظهر جندي المقاومة من اللا مكان تقريبا ليضرب المدرعة أو الدبابة من الجانب، بل وعلى مسافة أصغر من مدى القاذفة، وهو أمر مؤثر جدا في فاعلية القذيفة.
بل ويصل الأمر إلى درجة تمكن جنود المقاومة من الوصول إلى الدبابة أو المدرعة مباشرة ووضع عبوة ناسفة عليها، ببساطة لأن كل مكان في المدينة هو مصدر محتمل للخطر بالنسبة لجنود الاحتلال، وهذا وحده كفيل بإصابة الكثير منهم بالرعب والارتياب، فتتحول أشياء مثل سقوط بسيط لقطعة صخر أو حفيف الشجر في جانب الطريق إلى إشارات حمراء تضيء في كل مكان.
يفسر ذلك تدمير عدد كبير نسبيا من الآليات العسكرية الإسرائيلية في غزة من قِبل قوات المقاومة، فقد وصل العدد إلى قرابة 150 آلية من دبابة ومدرعة وجرافة، حتى إن صور الأقمار الصناعية قد رصدت تناقصا واضحا لوجود القطع العسكرية في شمالي غزة بوصولنا إلى يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.





كمائن القسام

كل هذا ولم نتحدث بعد عن الكمائن المعدة مسبقا، حيث يقوم جنود المقاومة بتكثيف الدفاع في نقطة محددة لمنع العدو من المرور خلالها، فيضطر لتغيير خط سيره إلى نقطة أخرى قصد المقاومون توجيهه إليها، لأنها لُغِّمت بعبوات ناسفة، أو قام جنود المقاومة باتخاذ مواضع ممتازة فيها لضرب الدبابات المارة في نقاط ضعفها.
أحد أشهر الأمثلة في هذا السياق هو الكمائن التي أعدها الشيشانيون مسبقا في الحرب عامي 1994 و1995 حينما دخل الروس إلى غروزني، حيث اتخذ الجنود مواقع ميتة بالنسبة لقذائف الدبابات وبالتالي قاموا بتحييد قوتها، وأمطروا الجنود الروس بالنيران.
وبالمثل تمكنت كتائب القسام في أكثر من موضع من جر القوات الإسرائيلية إلى نقاط معدة مسبقا واستهداف آلياتها بالقذائف بدرجة سهولة أكبر، ومن نماذج الكمائن التي استخدمتها كتائب القسام كان تفخيخ منطقة مسبقا وتفجيرها أثناء مرور الآليات الحربية، واستدراج الجنود لمنزل مجهز مسبقا ثم إمطاره بالرصاص والصواريخ.





الجحيم على أرض غزة

يأتي ذلك كله مدعوما بسلاح مهم يخلّص جنود المقاومة من قيود الجغرافيا، وهو أنفاق غزة التي تُعد وحدها إحدى أقوى الأدوات في هذه الحرب، وهي شبكة أنفاق معقدة بها عدد من فتحات الدخول والخروج، تُمثِّل أولا أداة مهمة لخرق الكماشة التي تصنعها دولة الاحتلال حول شمالي غزة، وبذلك يظل إمداد جنود القسام بالعتاد ممكنا حتى مع الحصار. وبالطبع فإن الأنفاق توفر ميزة التنقل الآمن لجنود المقاومة، والأهم من ذلك كله هو أنه يمكن من خلالها مفاجأة العدو وضربه ضربة قاتلة لا تتيح له فرصة النجاة أو الهروب أو المواجهة.
في النهاية، فقط تأمل الأمر، فحتى مع الفارق التقني يجب على قوات دولة الاحتلال المهاجِمة دخول المباني والغرف كلها بشكل منهجي للقضاء على تهديدات القسام، ولذلك فإن التكتيكات الأساسية لحرب المدن (في أي مكان) تشمل تفتيش كل غرفة على حِدَة واختراق الأبواب واستخدام تقنيات القتال من مسافة قريبة.
وفي هذا السياق، تصبح التكنولوجيا مقيدة تماما، ويجب على الجندي المتدرع بسلاحه أن يكشف نفسه في النهاية ليواجه جنديا آخر، وفي شارع لا يمكن أن تدخله الميركافا ولا تستطيع المسيرات المتقدمة مسحه بالكامل، يحصل القساميون على معركة متساوية إلى حدٍّ كبير، ويستغلونها لضرب العدو عسكريا ونفسيا.
يعرف المخططون الإستراتيجيون في حماس أن المعركة غير متكافئة والعدو متقدم تكنولوجيًّا وفي عدد الجنود ولديه خطوط إمداد مستقرة، لكن جنود المقاومة لا يخوضون معركة اعتيادية، بل هي حرب غير نظامية تهدف إلى إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر، ويُعَدُّ إبطاء تقدم الاحتلال وحده انتصارا، لأنه يؤثر بشكل كبير على القرار السياسي في تل أبيب، بل ونظرة العالم أجمع للقضية، وهو أمر بات أكثر وضوحا يوما بعد يوم.
______________________________________________
  • مصادر
  • 1- Global security Military guide, PART THREE Defensive Operations, Chapter 8 Basics of Defensive Operations
  • 2- Unpacking the History of Urban Warfare and its Challenges in Gaza – Lessons learned from historical examples of urban warfare and how success and victory are not so easily achievable By Carlo J.V. Caro – journal of Grand Strategy
  • 3-Defending the City: An Overview of Defensive Tactics from the Modern History of Urban Warfare John – Jayson Geroux. Modern War institute
  • 4- Understanding Urban Warfare – Book by John Spencer and Liam Collins
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 8:12 pm

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ 2160603345-1721485767





ضباط إسرائيليون: مقاتلو حماس يخرجون أحياء من تحت الأنقاض ويغيرون تكتيكاتهم

نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي شاركوا في معارك خان يونس قولهم إن القتال في غزة معقد وإن مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يغيرون تكتيكاتهم خلال الحرب المستمرة على القطاع لليوم الـ288.
وأوضح جنود وضباط الجيش الإسرائيلي للصحيفة، أن مقاتلي حركة حماس كانوا يخرجون أحياءً من تحت الأنقاض بعد قصفهم لأنهم اتخذوا أقبية محمية بخرسانة مسلحة ملاجئ لهم.
وفي وقت سابق مطلع هذا الشهر، قال قائد إدارة القتال في لواء ناحال الإسرائيلي، إن اللواء خسر 50 مقاتلا، وإن "علينا الاستماع للأمهات والعناية بجنود الاحتياط والمحتجزين".



كما نقلت صحيفة جيروزاليم بوست أواخر الشهر الماضي عن قائد لواء ناحال يائير زوكرمان قوله إن هناك أنفاقا في كل البيوت تقريبا بمدينة رفح، وإن تقدم قواته بطيء والمعارك مضنية.
وأوضح القائد العسكري الإسرائيلي، أن فصائل المقاومة تزرع كاميرات كثيرة في رفح لإدارة المعركة من فوق الأرض وتحتها، وأن من بين التحديات التي تواجه قواته تفخيخ المنازل والغرف في المدينة قبل دخول القوات الإسرائيلية إليها، وتفجيرها عن بُعد.



ورغم مرور نحو 9 أشهر على بدء حربه على غزة، تتحدث تقارير عن عجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي مما يسميه أهدافا معلنة، ولاسيما استعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع والقضاء على قدرات حركة حماس.
وبوتيرة يومية، تعلن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة عن قتل وإصابة جنود إسرائيليين وتدمير آليات عسكرية في أنحاء غزة، وتطلق من حين إلى آخر صواريخ على إسرائيل، وتبث مقاطع مصورة توثق بعض تلك العمليات.
ويواصل جيش الاحتلال حربه المستمرة على غزة، مخلفا نحو 125 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة في القطاع المحاصر.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟   نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟ Emptyالأحد 21 يوليو 2024, 7:47 am

جيروزاليم بوست: 12 دليلا على مواصلة هاليفي تدمير إسرائيل وجيشها
 رغم أن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورث الفوضى من أسلافه، فإنه لم يفعل شيئا لتحسين الوضع. وخلال مسيرته المهنية استمر وضع الجيش في التدهور.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية تناولت فيه ما سمته "تدهور وضع الجيش خلال فترة هاليفي".

وحسب الصحيفة فإن هاليفي فشل في إعداد الجيش للحروب المستقبلية، وهي المهمة الرئيسية لأي رئيس أركان.

وقالت إن رئيس الأركان يدمر جيش إسرائيل، وإن وزير الجيش يوآف غالانت يدعم قراراته بشكل أعمى، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الذي يدير العملية.

وعددت الصحيفة مظاهر فشل هاليفي:

1- الفشل في تأمين القواعد

لم يطالب هاليفي بإعداد قواعد ومدرجات سلاح الجو لاستخدام الطائرات الدفاعية ضد الصواريخ الدقيقة والطائرات بدون طيار التي تطلق على القواعد، والتي من شأنها أن تؤثر على قدرة الطائرات على الإقلاع لمهامها أو الهبوط.

2- متطرفون ومخربون

لم يضمن هاليفي حماية قواعد سلاح الجو من المتطرفين، الذين كان بإمكانهم التسلل إليها بسهولة، وسرقة الذخائر والأسلحة، في أوقات الحرب، وتخريب الطائرات والدبابات والأسلحة الأخرى.


3- غياب التخطيط البري

لم يتطرق هاليفي إلى القوات البرية ولم يخطط لتوسيعها بعد تقليص 6 فرق على مدى الـ20 عاما الماضية. إن غياب مثل هذا النظام القتالي لن يسمح بالنصر في غزة. ماذا سيحدث في حرب إقليمية حيث ستضطر القوات البرية إلى القتال في 6 مناطق في وقت واحد؟

4- إهمال الجبهة الداخلية

أهمل هاليفي إعداد الجبهة الداخلية لحرب إقليمية، بما في ذلك تدمير مستوطناتنا على الحدود الشمالية. ليس لدى الجيش الإسرائيلي أي حل لإطلاق حزب الله اليومي لعشرات الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار باتجاه الشمال. تخيل ماذا سيحدث في حرب إقليمية عندما يطلق النظام الإسلامي في إيران ووكلاؤه آلاف الذخائر على إسرائيل يوميا.

5 التركيز على المقاتلات

في خطته المتعددة السنوات، استثمر هاليفي كل المساعدات الخارجية الأميركية على مدى السنوات العشر المقبلة، أي ما يزيد على 18 مليار دولار. وقد استخدم الأموال لشراء المزيد من الطائرات التي لن تكون ذات أهمية في الحروب المستقبلية في العقد المقبل. ومع ذلك، لم يستثمر أي شيء تقريبا في مجالات أخرى، مثل إنشاء قوة صاروخية (صواريخ باليستية تكتيكية)، وهي أكثر فعالية ضد صواريخ العدو بـ10 مرات من أي طائرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
نقص في دبابات الجيش.. لماذا لن تنتصر إسرائيل في غزة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: