منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Empty
مُساهمةموضوع: سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين    سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 9:11 pm

 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 1545143-1721385879

البريطانيون دخلوا البصرة عام 1914 بعد 4 معارك 



كانت العراق ولا تزالُ واحدة من البلدان ذات الأهمية الجيوستراتيجية في الشرق الأوسط، فقد حرص البريطانيون في بداية القرن الـ20، والأميركان في بداية القرن الـ21 على اقتحامها واحتلالها والتنكيل بالقوى السياسية الفاعلة فيها لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم التوسعية في المنقطة.
قديما كانت العراق بالنسبة لبريطانيا بقعة مركزية لقربها من [url=https://www.aljazeera.net/2004/10/03/%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF-%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9#:~:text=%D8%AA%D8%B9%D8%AA%D8%A8%D8%B1 %D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF %D8%B3%D8%A7%D8%A8%D8%B9 %D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1,%D8%A5%D9%84%D9%89 %D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8 %D8%A8%D8%B7%D9%88%D9%84 2933 %D9%83%D9%85.]الهند[/url] درة التاج البريطاني، ولأنها أقرب المناطق الواصلة بين أوروبا من جهة وجنوب شرق آسيا من جهة أخرى، فضلا عن مركزيتها بين إيران ووسط آسيا من جانب، والعالم العربي في الخليج وبلاد الشام ومصر من جانب آخر، وهي أيضًا منطقة تقاطع للمصالح الروسية والغربية.
وحديثًا حرصت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب على إسقاط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مع تيقنها أنه بات يهدد المصالح الأميركية والإسرائيلية في الإقليم، وكان من اللافت أن مهمة السيطرة على [url=https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2014/11/6/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9-2#:~:text=%D8%AA%D9%82%D8%B9 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B5%D8%B1%D8%A9 %2D%D9%88%D8%AA%D8%B9%D9%86%D9%8A %D9%84%D8%BA%D9%88%D9%8A%D8%A7 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6,%D8%AB%D8%BA%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82 %D9%88%D9%85%D9%86%D9%81%D8%B0%D9%87 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A %D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF.]البصرة[/url] واحتلالها عام 2003 قد أُسندت للقوات البريطانية، وذلك لسابق خبرتها في احتلال المدينة في الأيام الأولى من الحرب العالمية الأولى 1914.





العراق في الإستراتيجية البريطانية

قبل سقوط الدولة العثمانية عام 1923، بل وقبل نشوب الحرب العالمية الأولى عام 1914، كان البريطانيون يدرسون العراق من الناحية الجغرافية والديمغرافية، حيث أرسلوا بعثة عام 1834 لدراسة صلاحية أنهار العراق للملاحة، وأثبتت هذه البعثة صلاحية نهر دجلة لملاحة السفن التجارية والقوارب التي يبلغ غاطسها من متر إلى متر وربع ويكون عُمق مجرى النهر حوالي 5.75 أمتار، وعرض النهر من 200 إلى 300 متر.
وفي عام 1906 زمن السلطان عبد الحميد انبثقت فكرة احتلال مدينة البصرة في أقصى الجنوب العراقي، وذلك للضغط على الدولة العثمانية، ولكن مجلس الدفاع الإمبراطوري البريطاني رفض هذه الفكرة، ثم عادت حكومة الهند البريطانية بطرحها مرة أخرى عام 1912، ولما أخذ الوضع في أوروبا إلى التأزم الشامل، واشتعال الحرب العالمية الأولى كانت العراق من أول أقاليم الدولة العثمانية التي أصر البريطانيون على الهجوم عليها.
هدف البريطانيون من احتلال العراق إلى تقويض الدولة العثمانية وإسقاطها، ومنع سيطرة الألمان -حلفاء العثمانيين- عليها واحتمالية هجومهم على مصالحهم في المنطقة، ولكن اكتشاف النفط في منطقة عبادان -التي كانت تخضع لإمارة المحمرة قبل السيطرة الإيرانية عليها 1925- جعلت العراق في موقع إستراتيجي كبير، وكانت حماية تلك الحقول التي يسيطر عليها الإنجليزُ من جملة الأسباب التي تذرّعت بها بريطانيا عند احتلال البصرة.
فقد دعا الفريق الأول سير إدمون باور السكرتير العسكري لوزارة الهند البريطانية عشية الحرب العالمية الأولى إلى توجيه قوة عسكرية إلى المحمّرة وعبادان قائلا "حيث مراكز النفط والتجهيزات في عبادان وحقول النفط مُعرضة للتدمير المباشر، وإن المصالح البريطانية في [url=https://www.aljazeera.net/encyclopedia/2014/11/20/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF#:~:text=%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF %D8%A5%D8%AD%D8%AF%D9%89 %D8%A3%D8%B9%D8%B1%D9%82 %D9%85%D8%AF%D9%86 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85,%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D9%87%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9 %D9%88%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89 %D9%85%D8%AF%D9%86%D9%87%D8%A7.]بغداد[/url] والبصرة ستزول من الوجود، وإن شيخي المحمّرة والكويت ربما يُهاجمان.. وفي هذه الحالة سنُبدد في الهواء كل مكانتنا وكل جهودنا لسنين، وسيغدو موقفنا في الخليج نفسه متقلقلا".
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 5656-1721387554اكتشاف النفط في منطقة عبادان قبل السيطرة الإيرانية عليها 1925 جعلت العراق في موقع إستراتيجي كبير (غيتي)

الفاو وشط العرب في القبضة البريطانية

هذا التقدير العسكري شديد الخطورة على المصالح البريطانية في المنطقة، دفع الحكومة في لندن إلى إرسال قوة عسكرية إلى الخليج العربي في 2 نوفمبر/تشرين الثاني، أُسندت قيادة القوات البريطانية إلى العميد دبليو ديلامين، وحُدد إطار عمل هذه القوة باحتلال عبادان وحماية مصالح النفط وخط الأنابيب وتغطية إنزال الإمدادات، و"الظهور للعرب بأننا نعتزم مساعدتهم ضد الأتراك" على حد وصف تقرير حكومة الهند البريطانية.
وبعد 3 أيام أعلنت الدولة العثمانية -التي كان يسيطر عليها ضباط جمعية "الاتحاد والترقي" والذين انقلبوا على السلطان عبد الحميد الثاني- انضمامها رسميًا إلى ألمانيا في حربها، ومن ثم تغيرت وجهة القوات البريطانية القادمة من الهند وتقرر أن يكون الإنزال البريطاني في البحرين بدلا من عبادان أو المحمرة.
وعُين السير برسي كوكس ضابطا سياسيا في الغزو البريطاني، وهو واحد من أكثر الضباط خبرة بالخليج والعراق، ومن ثم صدرت التعليمات إلى العميد ديلامين للتوجه نحو الفاو جنوب العراق بقواته، وزوّد بالمعلومات اللازمة للمنطقة من حيث الجغرافيا وتوزيع العشائر والقوات العثمانية وتمركزاتها.


انطلقت القوات البريطانية من البحرين وأتمت عملية الإنزال في شاطئ الفاو على شط العرب في ساعة متأخرة من يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1914م، ورُفع عليها العلم البريطاني بعد معركة سريعة اضطر الجنود العثمانيون عقبها إلى الانسحاب شمالا، وبهذا تمكنت بريطانيا من السيطرة على مدخل شط العرب.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين %D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-25-1721391148القوات العثمانية قاتلت قتال الأبطال في هذه المعركة بفعل الحماس الديني والدوافع الوطنية (مواقع التواصل)
وحين علمت القوات العثمانية في البصرة باحتلال شط العرب وقرب مجيء البريطانيين للمدينة عملت على الاستعداد للمقاومة، لكن ووفقًا لكتاب "تاريخ العراق المعاصر" فإن حركة القوات العثمانية كانت "غير مدروسة بل مليئة بالأخطاء سواء في شكل التقدم أو في التعبئة والتموين، ولم تُقدم الاستخبارات العثمانية أي معلومات لقائد القوة عن الموقع البريطاني، ولم تكن لديه خريطة للمنطقة، فالقيادة العثمانية اعتمدت على الارتجالية دون التخطيط والحسابات العسكرية الدقيقة".
كان مجموع القوات البريطانية التي احتلت الفاو يُقدر بحوالي 4558 جنديًا، و173 ضابطًا و12 مدفعًا، أما القوات العثمانية الموجودة في البصرة يوم إعلان الحرب فكان لا يتجاوز أفرادها 3 آلاف مقاتل، وكانت الخطط العسكرية والإمدادات البريطانية مبنية على حسابات دقيقة، وتقديرات جيدة منذ بداية تحركها من الهند.
وعقب معركة الفاو السريعة والخاطفة، استطاع البريطانيون احتلال السيبة التي تقع على مسافة 45 كيلومترا شمال الفاو، وفي هذه الأثناء استطاعت بريطانيا أن تستميل أهم شيوخ المنطقة وأكثرهم نفوذًا وهو شيخ المحمرة خزعل الكعبي إلى جانبها من خلال الوعود والمغريات، حيث منحته 3000 بندقية ومليون طلقة، وأكدت له أن الغاية المتوخاة من دخول القوات البريطانية هي فتح شط العرب للتجارة الدولية بين بلاده والخارج، وأن هدف الحرب القضاء على النفوذ العثماني، وتحرير العرب.
في المقابل لم تقف القوات العثمانية مكتوفة الأيدي، ففي ليلة 10-11 نوفمبر/تشرين الثاني شنت وبدعم من المتطوعين من أبناء العشائر ممن وزعت عليهم البنادق هجوما على مواقع البريطانيين، الذين استطاعوا صد هذا الهجوم وعملوا هجوما معاكسا أدى لانسحاب العثمانيين شمالا.
وأدت هذه المعركة إلى مقتل القائد العثماني تحسين أفندي و37 جنديًا آخرين، فضلا عن وقوع 22 جريحا، وفي المقابل سقط 5 من الإنجليز صرعى مع ضابطين.
انسحبت القوات العثمانية لقرية تُسمّى سيحان والتي تقع على مسافة 7 كيلومترات شمال منطقة السيبة، وفي يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني وصلت 17 باخرة بريطانية محمّلة بالجنود بقيادة الجنرال آرثر باريت فأصبح العميد ديلامين تحت إمرته، وبهذا ارتفع عدد القوات البريطانية إلى ما يناهز الفرقة.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Img_3833-copyالشيخ خزعل الكعبي أمير المحمرة (الصحافة الإيرانية)
وحين استلم الجنرال باريت قيادة القوات البريطانية جاءته برقية من حكومة الهند فيها "ليكن هدفك البصرة، فإذا رأيتَ بعد تبادل الرأي مع ديلامين، وإذا كانت القوة التي لديك كافية فعليك بالتوجه إليها".
أمام هذه التطورات وتقدّم القوات البريطانية نحو السيبة وسيحان، ومجيء مدد كبير إليهم، اقترح وكيل والي البصرة العقيد صبحي بك، وهو قائد عسكري أيضًا داخل المدينة على الشيخ خزعل الكعبي أن يسمحَ لقوة كبيرة من الجنود العثمانيين بالدخول إلى مناطق جزيرة دبا وأم الرصاص الخاضعة لنفوذه متنكرين، ثم يبدؤون بالهجوم على السفينة الحربية البريطانية سبيجل التي كانت راسية في نهر الكارون، ولكن الشيخ خزعل رفض هذا الاقتراح.
بل إنه أرسل إلى القوات البريطانية بما كان يخطط إليه العثمانيون وأماكن تموضعهم الحالية في سيحان، فأصدر الجنرال بارت أوامره إلى ديلامين بالهجوم على العثمانيين والعشائر العربية المتحالفة معهم، وبدأ الهجوم البريطاني على قرية سيحان في يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني من البر ومن النهر.
وبعد مقاومة استمرت يومين أو 3، اضطرت القوات العثمانية إلى الانسحاب من القرية، وسقط فيها 50 قتيلا من العثمانيين، و25 أسيرًا، بينما قتل من البريطانيين 60 عسكريا.
ومن اللافت أن قوات المتطوعين العرب الذين شاركوا القوات العثمانية في هذه المعارك كانوا من الشيعة والسُّنة، فقد اتحدوا مع العثمانيين في مواجهة الاحتلال البريطاني والدفاع عن أرضهم، حتى إن كبار المراجع الشيعية في آنذاك أصدروا بيانا جاء فيه "وجوب الدفاع عن بيضة الدين، ووجوب الجهاد إلى صف الدولة العثمانية"، كما يذكر أحمد باش أعيان في "موسوعة تاريخ البصرة".
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 1545142-1721385871القوات البريطانية في البصرة 1914 (غيتي)

معركة كوت الزين وسقوط البصرة

وبلغ مجموع العشائر العربية في مناطق البصرة التي وقفت بجوار الدولة العثمانية قرابة ثلث القوات المشاركة، وفي نفس يوم انسحاب العثمانيين من سيحان هاجم البريطانيون منطقة كوت الزين وهي ساحل البصرة ودارت معركة قوية بين الجانبين، أبلى العثمانيون وأبناء العشائر العربية دورًا كبيرًا في مقاومة البريطانيين، ولكن عدم التكافؤ العسكري والمادي والتخطيطي بين الجانبين جعل الكفة تميل ناحية البريطانيين من جديد.
وقد ذكر المراسل الحربي المرافق للقوات البريطانية إدموند كاندلر تفاصيل الدفاع المستميت للقوات العثمانية، قائلا "كانت معركة الساحل -ويقصد كوت الزين جنوب البصرة- تحمل في طياتها دلائل بارزة، لأن الأتراك كانوا في موقف قوي بعد أن اتحدوا في قُوة كبيرة تُقدر بـ5 آلاف رجل و12 مدفعا، لمواجهة قواتنا التي شنّت هجومًا بِلواءين وبطاريتي ميدان جَبليتين وسَريتين من سلاح الفرسان وسَريتي إزالة الألغام".
وتابع كاندلر "ولمواجهة الزخم الشديد للمعركة أصدر ديلامين أمرًا بالتصدي للعدو، بينما اشتبك اللواء الثامن عشر باستبسال مع قوات العدو، مما اضطر القائد إلى إطلاق النار على طول الجبهة من أجل تشتيت قوات العدو التي قاتلت ظهر اليوم، وإننا واجهنا صعوبة بسبب وعورة الأرض والإعاقات الكثيرة للعدو".
وبحسب الباحث جعفر عبد الدائم المنصور في دراسته "معارك ساحل البصرة في الحرب العالمية الأولى" فإن القوات العثمانية قاتلت قتال الأبطال في هذه المعركة بفعل الحماس الديني والدوافع الوطنية، "حتى وصف لنا أحد سكّان المنطقة أن والده شاهد بعض جثث القتلى من الجانب العثماني وقد كانت أرجلهم مثنية ومربوطة بحبل، وذلك لكي يمنع نفسه من الهرب والتراجع في حال اشتد القتال، وقد آلَ على نفسه إما النصر وإما الشهادة".
بلغ عدد الشهداء من الأتراك والعرب في هذه المعركة المئات، حيث فقدت العشائر العربية نحو 220 شهيدًا وقيل أكثر من ذلك، وفقدت القوات العثمانية 150 شهيدًا، ونحو 400 جريح، بينما فقد البريطانيون 54 قتيلا و435 جريحًا، أما عدد الأسرى من الأتراك والعرب فلم يُعرف على وجه الدقة حيث اقتادهم البريطانيون إلى الهند.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Img_3832-1721389389كوكس (يمين) وخزعل الكعبي أمام القوات البريطانية في البصرة (الصحافة الإيرانية)
بعد معركة كوت الزين أصبح الطريق إلى البصرة مفتوحًا أمام البريطانيين عقب انسحاب القوات العثمانية المتبقية نحو القرنة شمالا، وبالفعل دخل البريطانيون البصرة بعد 4 معارك منها معركتان كبيرتان في سيحان وكوت الزين، ورُفع العلم البريطاني على سطح أحد المباني يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1914م.
وأصر البريطانيون على احتلال القرنة لأهميتها الإستراتيجية فعندها يلتقي دجلة والفرات، وحولها مناطق زراعية شديدة الخصوبة، وأصبح جنوب العراق كله في قبضة البريطانيين.
وكشفت هذه الانتصارات البريطانية السريعة عن الخلل الكبير الذي أصاب القوات العثمانية أثناء هذه المعارك، حيث استطاع البريطانيون احتلال البصرة في غضون أسبوعين فقط، وبعد 4 معارك خاطفة، في المقابل ركز العثمانيون اهتمامهم على الجبهات الأوروبية والروسية وغيرها، وكان ضعف وجودهم في العراق عاملا مغريا لنزول الإنجليز وسهولة احتلالهم هذه المنطقة.
كما أن عدم تعاون شيخ المحمرة وتحالفه مع البريطانيين أدى إلى إعاقة عمل المقاومة العثمانية والعربية في المنطقة، ولا شك أن البريطانيين عملوا منذ وقت مبكر على توثيق عرى الصداقة معه وإغرائه بالمال والسلاح، ولكن بريطانيا نفسها هي التي دعمت شاه إيران محمد رضا بهلوي وحرضته على القضاء على إمارة المحمرة واحتلالها في أبريل/نيسان 1925م، ووقع خزعل الكعبي في الأسر، وقُتل في قصر حاكم طهران 1936.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين    سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Emptyالسبت 20 يوليو 2024, 9:16 pm

 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Ctest-1709661609



السلطان عبد المجيد الثاني أفندي وابنته وصهره 



كيف انتهت الخلافة العثمانية قبل 100 عام؟
يوافق مارس/آذار الجاري، مرور 100 عام على قرار "مجلس الأمة التركي الكبير" إلغاء الخلافة التي استمرت 1300 عام وذلك في 3 مارس/آذار 1924، حيث كان زوالها لحظة رئيسية في تاريخ هذه الجمهورية التي يبلغ عدد سكانها الآن أكثر من 85 مليون نسمة.
ونشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرًا للكاتب عمران ملا، ناقش فيه تاريخ إلغاء الخلافة العثمانية عام 1924 كجزء من مسعى مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك إلى "تحديث الدولة وفصلها عن الدين" موضحًا الأسباب والتداعيات المترتبة عن هذا القرار التاريخي.
وأشار الكاتب إلى أن هذا القرار يعتبر أيضًا علامة بارزة في تاريخ السياسة والإسلام، ووضع خاتمًا على نهاية الحكم العثماني الذي شكل جزءًا كبيرًا من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط لما يقرب من 6 قرون.
وأفاد بأن الخلافة كانت مؤسسة سياسية إسلامية تعتبر نفسها تمثل خلافة النبي (محمد صل الله عليه وسلم) وقيادة المسلمين في العالم، لذلك لم يكن الأمر خاليًا من الجدل أبدًا، ففي بعض الأحيان كان العديد من الحكام المسلمين يتنافسون على لقب الخليفة في ذات الوقت.

كيف ظهرت الخلافة العثمانية؟

وقال الكاتب إن عائلة عثمان، السلالة العثمانية الحاكمة، طالبت بالخلافة منذ عهد السلطان سليم الأول عام 1512 بعد أن أسر السلطان العثمانيون الخليفة العبَّاسي محمد بن يعقوب المتوكل وقضوا على المماليك بعد معركة مرج دابق 1516، وترسخ موقف "الخلافة الناشئة" قوة على مدى العقود التالية، عندما ضمت الدولة العثمانية المدن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة والقدس، وبغداد العاصمة السابقة للخلافة العباسية في العصور الوسطى عام 1534.
ويناقش المؤرخون، خلال السنوات الأخيرة، مدى صحة الفكرة الشائعة سابقًا والتي مفادها أن العثمانيين لم يهتموا بفكرة الخلافة حتى القرن الـ19.
وأوضح الكاتب أن تصور الخلافة أُعيد بناؤه بشكل جذري، خلال القرن الـ16، من قبل الطرق الصوفية القريبة من السلالة العثمانية، حيث أصبح الخليفة شخصية تتمتع بسلطة زمنية وروحية على رعاياه. وهكذا جاء البلاط الإمبراطوري ليقدم الخليفة (الذي كان يوصف قبل ذلك بالسلطان) على أنه "خليفة الله في الأرض".
وأضاف أن الخلافة العثمانية -التي أعيد تفسير طبيعتها عدة مرات طوال تاريخ الإمبراطورية- استمرت لمدة 412 عامًا، من عام 1512 حتى 1924.

الخليفة الأخير

أمضى الأمير عبد المجيد، الذي ولد عام 1868، معظم حياته البالغة تحت المراقبة المشددة والتقييد الذي فرضه السلطان عبد الحميد الثاني على أمراء الأسرة الحاكمة.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Sdf1-1709662233خبر منشور في نوفمبر/تشرين الثاني 1923 بعنوان "أنباء استقالة الخليفة عبد المجيد غير صحيحة والحمد لله" (مكتبة أتاتورك)
ولفت الكاتب إلى أنه بعد الإطاحة بعبد الحميد في انقلاب عام 1909 وإقامة "الخلافة الدستورية" أصبح عبد المجيد -وهو رسام موهوب وشاعر متحمس للموسيقى الكلاسيكية- شخصية عامة عصرية حيث أطلق على نفسه لقب "الأمير الديمقراطي". ولم يقتصر الأمر على رسم لوحة لسلفه السلطان عبد الحميد أثناء إقالته من السلطة بل إن عبد المجيد التقط صورة مع الرجال الذين نفذوا الخلع.


وأصيب الأمير باليأس خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918) بسبب الهزائم العسكرية التي منيت بها الإمبراطورية، بل أصبح أكثر يأسًا خلال احتلال الحلفاء للأراضي العثمانية، بما في ذلك عاصمتها إسطنبول.
وأصبح محمد وحيد الدين لاحقا الخليفة والسلطان، وكان عبد المجيد وليا للعهد، مما جعله التالي في ترتيب ولاية العرش، ولكن عام 1919 رفض وحيد الدين دعم الحركة القومية الناشئة لمصطفى كمال باشا (أتاتورك لاحقا) أثناء قتالها ضد قوات الحلفاء في منطقة الأناضول.
وأفاد الكاتب أن القوميين (حركة الاستقلال) أنشأوا الجمعية الوطنية الكبرى في أنقرة يوم 23 أبريل/نيسان 1920 كأساس لنظام سياسي جديد. وفي وقت لاحق من ذلك العام، دعا أتاتورك السلطان عبد المجيد إلى الأناضول للانضمام إلى النضال القومي.
لكن قصر دولمة بهجة في إسطنبول، حيث كان يعيش الأمير، حاصره الجنود البريطانيون. ولم يكن أمام عبد المجيد أي خيار سوى رفض العرض، وهو الموقف الذي سيستشهد به الجمهوريون في وقت لاحق عندما يتحول المد ضد الخلافة.

كيف أصبح عبد المجيد خليفة؟

وقال الكاتب إن الهدنة أسفرت عن انتصار القوميين ومهدت الطريق لإنشاء ما سميت تركيا الحديثة، في أكتوبر/تشرين الأول 1922، وكان السلطان وحيد الدين مكروهًا على نطاق واسع من قبل شعبه. وفي الأول من نوفمبر/تشرين الثاني ألغت الحكومة الجديدة السلطنة ومعها الإمبراطورية العثمانية.
وأضاف أن وحيد الدين غادر بطريقة "مخجلة" إسطنبول على متن سفينة حربية بريطانية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني. وفي غيابه، عزلته الحكومة من الخلافة، وعرضت بدلًا من ذلك لقب الخليفة على عبد المجيد الذي قبله على الفور وصعد إلى كرسي الخلافة في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1922.
ولأول مرة، كان من المقرر أن يصبح أمير عثماني خليفة وليس سلطانًا، ويتم انتخابه لهذا الدور من قبل الجمعية الوطنية الكبرى (برلمان الجمهورية التركية).
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 2251ed-1الخليفة الأخير عبد المجيد الثاني (مكتبة الكونغرس)

الجمهورية والسلطنة

وأوضح الكاتب أن الصراع بدأ على الفور تقريبًا. وفي دوره الجديد، مُنع عبد المجيد من الإدلاء بتصريحات سياسية. وبدلًا من ذلك، طرحت الحكومة في أنقرة رؤية جديدة للإسلام يكون فيها الخليفة مجرد شخصية صورية، ولكن كما كتبت حفيدته الأميرة نسليشاه في وقت لاحق، فإن عبد المجيد "لم يكن لديه أي نية للالتزام بالإرشادات المحددة".
وأفاد بأن صحيفة نيويورك تايمز أبلغت قراءها في نيسان/أبريل 1923 أن الخليفة "رسام المناظر الطبيعية، لا يبدو من المرجح أن يسبب أي إزعاج لأي شخص".
وأشار الكاتب إلى أن هذا كان تناقضا صارخًا مع الواقع في تركيا، حيث كانت عظمة وشعبية مواكب عبد المجيد الأسبوعية إلى المساجد المختلفة في إسطنبول لأداء صلاة الجمعة تثير قلق أنقرة بشكل متزايد. وفي إحدى المناسبات، وصل الخليفة إلى أحد المساجد عن طريق عبور مضيق البوسفور على متن بارجة كبيرة، مزينة برسومات وترفع راية الخليفة.
وأضاف الكاتب أن الخليفة عبد المجيد لم يكن دمية صامتة، بل على النقيض من ذلك، أقام الولائم، وأنشأ "أوركسترا الخلافة" واستضاف اجتماعات سياسية في قصره، الأمر الذي أثار ذعر أنقرة كثيرًا.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 2-105رسم توضيحي لتنحية الخليفة العثماني "عبد المجيد الثاني وحوله بعض رجاله " نشر بصحيفة "لو بوتي" الفرنسية (شترستوك)

توتر إسطنبول وأنقرة

قال الكاتب إنه بعد تحرير إسطنبول، أُعلنت تركيا جمهورية في 29 أكتوبر/تشرين الأول 1923، وبين أن إحدى نقاط التوتر كانت هي رد فعل الحكومة الغاضب على رسالة كتبها زعماء مسلمون في الهند إلى رئيس الوزراء التركي يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 1923. وحذروا من أن "أي انتقاص من هيبة الخليفة أو إلغاء الخلافة كعامل ديني في الجسم السياسي التركي سيعني تفكك الإسلام واختفاءه العملي كقوة أخلاقية في العالم".
وذكر أن الرسالة نُشرت في 3 صحف في إسطنبول، وتم القبض على محرريها ووجهت إليهم تهمة الخيانة العظمى، وتم استجوابهم في محاكم حظيت بتغطية إعلامية كبيرة قبل إطلاق سراحهم وقمع صحفهم.
ورأى المسؤولون الحكوميون أن خلافة عبد المجيد تشكل تهديدًا خطيرًا لتماسك الجمهورية. وعندما توفي الرئيس الأميركي وودرو ويلسون في فبراير/شباط 1924، رفضت أنقرة تنكيس الأعلام على المباني الحكومية، حيث لم تكن لها علاقات دبلوماسية مع واشنطن. لكن في إسطنبول، أمر الخليفة بتنكيس الأعلام التركية على قصره ويخته.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين Shutterstock_163914665-1709661641إسطنبول مطلع القرن العشرين (شترستوك)

مصير العائلة

بحلول أوائل عام 1924، قررت الحكومة إلغاء الخلافة، وبدأت الصحف الكبرى في نشر مقالات تهاجم العائلة الإمبراطورية العثمانية.
وإذا كان عبد المجيد قد شعر بالفزع يوم الجمعة 29 فبراير/شباط عندما كان عدد السياح الأميركيين الذين حضروا موكبه الأسبوعي أكبر من عدد المسلمين، فإنه لم يُظهر ذلك للعلن. وبدلاً من ذلك، استمر في الظهور للعامة حيث استقبل الجمهور مع إدراكه أن موقفه يصعب تبريره.
ولكن هذه الظروف لم تدم طويلا، ففي الثالث من مارس/آذار، لم تقم الجمعية الوطنية الكبرى بإلغاء الخلافة فحسب، بل جردت كل فرد من أفراد العائلة الإمبراطورية من جنسيتهم التركية، وأرسلتهم إلى المنفى، وصادرت قصورهم، وأمرتهم بتصفية ممتلكاتهم الخاصة في غضون عام.
واحتدم النقاش في الجمعية لأكثر من 7 ساعات، وأعلن رئيس الوزراء عصمت باشا أمام الجمعية العامة بموافقة واسعة النطاق "إذا أبدى المسلمون الآخرون تعاطفًا معنا، فلا يعزى ذلك لوجود الخليفة بل لأننا كنا أقوياء" وقد فازت حجته في نهاية المطاف.

كيف عزل عبد المجيد؟

وأبلغ حاكم إسطنبول آنذاك حيدر بك، برفقة رئيس شرطة إسطنبول سعد الدين بك، الخليفة المخلوع عبد المجيد بالقرار قبل منتصف ليل الثالث من مارس/آذار. فوجدوا الخليفة يتلو القرآن في مكتبته وقرؤوا عليه أمر الطرد.
وأجاب عبد المجيد "أنا لست خائنًا.. لن أذهب تحت أي ظرف من الظروف".
وكانت ابنة الخليفة الأميرة در الشهوار تبلغ 10 سنوات في ذلك الوقت. وهي تستعيد ذكرياتها عن تلك الليلة والشعور بخيبة الأمل، ليس من قبل الحكومة في المقام الأول، بل من قبل الشعب التركي. وقالت "لقد ضحى والدي، الذي حكمت عائلته طوال القرون السبعة الماضية، بحياته وسعادته من أجل الشعب الذي لم يعد يقدره".
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 3-copy-38عبد المجيد الثاني وابنته در الشهوار في نيس بفرنسا (مواقع التواصل)
وحوالي الخامسة صباحًا، خرج عبد المجيد من القصر مع زوجاته الثلاث وابنه وابنته وخادماتهن. وقد تلقى الخليفة المخلوع التحية الرسمية من قبل الجنود والشرطة الذين كانوا يحيطون بمنطقة دولمة بهجة، ثم اتجه إلى منطقة شاتالجا غرب إسطنبول ليستقل القطار.
وبالعودة إلى إسطنبول، مُنح الأمراء يومين للمغادرة وألف ليرة تركية لكل منهم، وكان لدى الأميرات وأفراد الأسرة الآخرين ما يزيد قليلاً عن أسبوع لترتيب رحيلهم. وعندما غادر الأمراء المدينة، تجمع حشد من الناس "بدا حزينًا ومستسلما" لتوديعهم. وفي غضون أيام، انتقلت عائلة عبد المجيد إلى ضاحية خلابة تقع على بحيرة ليمان في جنيف بسويسرا.

حكام الجمهورية الجديدة

وأوضح الكاتب أن أنقرة رحبت بنهاية الخلافة باعتبارها بداية حقبة جديدة. وأصدر رئيس الجمهورية الجديدة أتاتورك، الساعي لتهدئة سخط العالم الإسلامي، بيانًا أعلن فيه أن سلطة الخلافة نقلت بشكل شرعي إلى الجمعية الوطنية الكبرى في تركيا (برلمان الجمهورية). لكن ما جاء لاحقا كان نظامًا علمانيًا جديدًا، ففي عام 1928 أقرت الجمعية مشروع قانون يزيل جميع الإشارات إلى الإسلام بالدستور. ومن ذلك الوقت فصاعدا كان على النواب والبرلمانيين أن يقسموا "بالشرف" وليس "بالله".
وخارج تركيا، أثار إلغاء الخلافة منافسة حول من سيتولى إرث هذه المؤسسة العريقة، وكثرت التكهنات في الصحافة العالمية بأن خلافة جديدة سيتم إطلاقها من مكة على يد الشريف حسين ملك الحجاز، وطرح ملك مصر فؤاد الأول فكرة تولي هذا الدور، وطرح أمير أفغانستان نفسه علنًا كمرشح، ولكن لم يتمكن أحد من حشد الدعم الكافي من العالم الإسلامي.
وبعد أسبوع من نفيه، أصدر عبد المجيد بيانًا عامًا من فندقه السويسري، جادل فيه بأنه "الآن أصبح للعالم المسلم وحده الحق الحصري، بأن يتولى بسلطة كاملة وحرية كاملة مصير هذه المسألة الحيوية".
وتشير تعليقاته إلى محاولة إعادة صياغة حديثة للخلافة العثمانية، بحيث لا تعتمد على أرث الإمبراطورية لإقرار شرعيتها، بل على دعم المسلمين في العالم.
لكن مثل هذه الخطة كانت بحاجة إلى دعم وظهير قوي، وانتهى الأمر بعائلة الخليفة في فيلا على شاطئ الريفييرا الفرنسية، دفع ثمنها نظام حيدر أباد، أحد أغنى الرجال في العالم آنذاك وحاكم دولة أميرية ثرية وحديثة بشبه القارة الهندية.
وفي حيدر أباد، جرى اتحاد آخر خلفاء آل عثمان مع سلالة "آساف جاهي" الأميرية بالولاية الهندية، حيث بحث عبد المجيد عن إحياء الخلافة، وعام 1931، توسط السياسي الهندي شوكت علي في زواج ابنة الخليفة (الأميرة در الشهوار) والابن الأكبر للسلالة الحاكمة في حيدر آباد الأمير عزام جاه.
وعين عبد المجيد ابنهما -حفيده الذي سيصبح حاكم حيدر أباد المستقبلي- وريثًا للخلافة. ولكن في نهاية المطاف، لم ترى هذه الخلافة النور قط، إذ ضمت جمهورية الهند حديثة النشأة آنذاك منطقة حيدر أباد عام 1948.
 سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين 32326556ed-1الخليفة الأخير عبد المجيد الثاني مع ابنته وصهره (مكتبة الكونغرس)

مصير الخليفة الأخير

ولم يتمكن الخليفة المخلوع من العودة إلى إسطنبول، لكن خلال السنوات التي قضاها في المنفى لم يقبل مطلقًا إلغاء الخلافة.
وكتب عبد المجيد إلى صديق في يوليو/تموز 1924، واصفا لنفسه مقتبسًا من مسرحية شكسبير هاملت، وقال إنه يعاني من "سهام الحظ الخاسر" رغم أنه (على عكس بطل المسرحية) كان لا يزال "مخلصًا، ويتمتع بضمير حي، وإيمان قوي".
وتوفي عبد المجيد مساء 23 أغسطس/آب 1944 في فيلا بالقرب من باريس، عن عمر ناهز 76 عامًا، وكانت القوات الأميركية تحاول تحرير فرنسا، وتقاتل الألمان في موقع قريب من مقر إقامته عندما طارت رصاصات طائشة إلى الفيلا، وأصيب بنوبة قلبية.
وعام 1939، أعرب عبد المجيد عن رغبته في أن يدفن بالهند. وقد بُني له قبر هناك من قبل أصهاره الأمراء، ولكن لم يتحقق له ما أراد لصعوبة نقل الجثمان آنذاك. وفي الوقت نفسه، رفضت الحكومة التركية بشدة السماح بدفنه في إسطنبول، ولذلك دفن في باريس لمدة عقد تقريبًا.
وفي 30 مارس/آذار 1954، دُفن "آخر خليفة للإسلام" في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة بأمر من الملك سعود.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سقوط البصرة.. هكذا تمكنت بريطانيا من تقويض حكم العثمانيين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: