ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: من صنعاء إلى يافا الإثنين 22 يوليو 2024, 10:21 am | |
| من صنعاء إلى يافاكنا نأنس بقراءة المكتوب على الحافلات العامة : عمّان – أريحا – نابلس، عمان – القدس. وبقيت هذه الباصات مدّة تتحرك في الشوارع أمامنا بعد احتلال أريحا ونابلس والقدس وأخواتها، ثم غاب هذا المشهد، وشاخت ذكرياتنا وشابت لحانا، لنعود بعد ستة عقود نقرأ في الأخبار : مسيّرة يمنية (تحمل توقيع صنعاء) تضرب يافا “تل أبيب”، والمسيّرة تدعى “يافا”. تُرى هل سنعود نقرأ هذه العناوين ونراها مكتوبة أمام أعيننا وإن كانت هذه المرة على المسيّرات الطائرة لا على الحافلات السارية السائرة؟! لن أبعد عن الجانب العاطفي في حاضرنا الملتفت إلى ماضينا، فقد عمل دخول الحوثيين إلى مسرح المواجهة بين المقاومة والصهاينة في غزة والضفة على تسخين الأحداث إلى درجة كانت المقاومة تأمل أن تكون أعلى بكثير مما هي عليه اليوم، فقد كان المراقب عن بعدُ يرجو أن تتدخل الأمة تدخلا يرجح كفة المقاومة، بإطلاق طاقات الأنظمة والشعوب معا،لأن الأمر جلل يشكل منعطفا خطيرا في عمر قضية فلسطين، فلم يحدث شيء من هذا، وكان أقصى ما بلغه جهد الأنظمة خطابات في المنظمات الدولية وتصريحات صحفية “نارية”، وبعض التحركات الدبلوماسية البينية والخارجية، أما الشعوب فعمدت إلى اعتصامات ومظاهرات وتحركات شعبية خفضت الأنظمة سقفها وشككت في نوايا منظميها وقمعتها بشكل يحقق راحة المعتدي بحسب طلبه، ولم يرَ جهد من الجهود الشعبية في نفسه قدرة على تجاوز أيٍّ من هذه السقوف. إزاء هذا الحال بدأت المقاومة (الإسلامية) في لبنان والعراق واليمن حركات مناوشة وإشغال لليهود عن تركيزهم على جبهة غزة، لكن هذه المقاومة الموسومة بالتشيع لا تتمتع بسيرة حسنة في وعي أهل السنة في المنطقة، فحزب الله عنوان من عناوين عذابات أهلنا في سورية، والحوثيون هم أبطال القمع والتشريد لحزب الإصلاح السني وكل من يتمتع بصلة وثيقة به، أما شيعة العراق بتعدد يافطاتهم فإنهم الحركة الفاعلة في سحب البساط السياسي والاجتماعي من تحت أقدام أهل السنة العراقيين، لا أقول هذا بعثا لفتنة لا قدر الله، ولا تشكيكا بموقف أبدا، إنما أستعرضه لأنه يثبت نفسه بقوة في وجدان المجروحين من أحداث أمسٍ قريب، وجرحهم هذا يصعّب عليهم مهمة الاقتناع بما يرون ويسمعون من مجموع الجهد المقاوِم لهؤلاء الذين كانوا يضعون السكين على رقابهم بلا رحمة ولا تردّد في يوم سابق قريب. هذه الإشكالية يحاول الصهاينة استثمارها لصالحهم، لتفتيت الصف المقاوم، وهو من آمالهم وأحلامهم، فهل تُدعى الأمة إلى الضغط على جراحها والفرح بكل جهد يؤذي الصهاينة؟ أم تجمد عند الماضي وتستسلم لقبول جهود الأنظمة والدول والهيئات الدولية الملخَّصة بالشعور بالصدمة والقلق والإحباط، واستحضار مشاعر سلبية تخرِج صاحبها من الخدمة بتقرير يفيد عدم لياقته النفسية !! لقد باتت جهود الحوثيين وحزب الله ومظلتهما الإيرانية جزءا من الأمر الواقع، ورحلة المسيّرة الحوثية( الإيرانية) من صنعاء أو أي أرض يمنية إلى يافا حيث تل أبيب، كانت رحلة باعثة للأمل بأن الذي يجيد الخراب في الزمان والمكان يمكن أن يجيد المقاومة الموجهة المشروعة إذا وازن حركة العقل مع حركة العاطفة. وهذه دعوة إلى كل نظام عربي يكره الشيعة أو اكتوى بنارهم أن يبادر لفعل أحسن مما فعل الحوثيون وأكثر إخلاصا في بواعثه إن كانوا يشككون في بواعثهم. لقد اشتقنا ليافطات عمان أريحا، عمان نابلس، عمان القدس، فمن ساحات أسواقنا انطلقت، ونرجو أن تتطور بتطور وسائل المواصلات والاتصالات لتنطلق رحلاتنا من العواصم العربية ناصرة السنة قاهرة البدعة، من عمان ودمشق والقاهرة والرياض، من دول الطّوْق ودول الطّوْل، ومطلوب مرحليا أن ندعم كل من يسيّر هذه الرحلات بغض النظر عن خلفياته السياسية والأيدولوجية، وعندما تحرر فلسطين فليتفرغ كل منا لدعم أمنه الذاتي ومشاريعه التنموية ووجوده السيادي،وليجتهد في منع الأغيار من تحقيق أطماعهم في خيراته وكنوزه الاستراتيجية إن وجدت. ويا قدس،يا خليل، يا نابلس، يا عرائس المجد، ما أزهد العرسان على أبواب مجدك، لكن الغد القريب يعِدُكم ب( طائفة) لا يضرها من خذلها، فلينتظر الجميع أن يعرف من تكون، وإن غدا لناظره قريب. |
|