منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  رياح التغيير تلفح اليمين واليسار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  رياح التغيير تلفح اليمين واليسار Empty
مُساهمةموضوع: رياح التغيير تلفح اليمين واليسار     رياح التغيير تلفح اليمين واليسار Emptyالسبت 27 يوليو 2024, 3:52 pm

رياح التغيير تلفح اليمين واليسار


قبل أربع سنوات، تحديداً في مطلع عام 2020، بدأ وباء كورونا بالتفشّي في العالم، مُنذراً بنمط اجتماعي مختلف عمّا شهدناه، خصوصاً الأجيال المولودة والمُعايشة والمُواكبة لحقبة نموّ وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وصولاً إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المدفوعة بتطوّر الهواتف الخليوية. أنهى عزلة كورونا عملياً ما بعد اندثار الحرب الباردة (1947 ـ 1991)، التي لخصتها أغنية "wind of change" (ريح التغيير)، الصادرة في 1991، لفرقة سكوربيونز الألمانية، خير تلخيص، مُعبّرة في كلماتها عن نسق انفتاحي بين الشعوب على ضفّتي المعسكرين الغربي، بقيادة أميركية، والشرقي، بقيادة سوفييتية. سمح هذا التحوّل، بتراجع كلّ ما هو مُتطرّف يمينياً إلى حدّ ما، خصوصاً في تسعينيّات القرن الماضي، ممّا سمح بنشوء تكتّلات إقليمية أو توسّعها، فضلاً عن بروز أنماط مُتعدّدة وواسعة تجارياً واقتصادياً. وباتت السياحة معياراً لانفتاح الشعوب، وكوبا نموذجاً.
لم يعنِ ذلك أنّ التطرّف اندثر، بل إنّه عزل نفسه في غيتوات جغرافية مُحدّدة في مستوى الكوكب، مواظباً على تحفيز "المُهدِّدين" من الانفتاح العالمي، إلى درجة حديث صمويل هنتنغتون عن صدام الحضارت، واعتبارها حتمية وكأنّها نتيجة منطقية لموجات الانفتاح المتبادل، خصوصاً أنّ هذا الانفتاح مبني على فوز وخسارة، لا على تمازج يسمح بصهر الفِكَر التطوّرية داخل المجتمعات. بموجب ذلك، انتقل منطق الصراع بين خندَقي اليمين واليسار إلى مستوى جديد مليء بالفِكَر المُصنّفة أنّها "قومية" و"وطنية"، فيما تراجعت الفِكَر الطائفية والدينية خطوة إلى الخلف.
غير أنّ وباء كورونا، وما نجم عنه من تفلّت غرائزي متفاوت لكلّ فرد ولكل مجتمع، أعاد رسم خريطة البشرية بفعل نموّ الخوف، بعدما كان مُسيطراً في السابق. عادةً، يولد الإنسان مع نوعَين من الخوف الفطري: الخوف من الوقوع أرضاً، والخوف من الأصوات العالية المجهولة. أما بقيّة المخاوف فمكتسبة، وتزيدها الغرائز حدّة. وبفعل العزلة الاجتماعية التي استولدتها كورونا، وما تلاها من تضخّم مالي، ثمّ الغزو الروسي لأوكرانيا، دُفِعَت المفاهيم الدينية إلى الواجهة، مُدشّنةً عودة النبرة الطائفية في العالم، التي ستليها النبرات المذهبية، ثمّ تلك الممزوجة بالمذهبية وبالمناطقية وباللغوية. وبعد قليل من الوقت، ما لم يتمّ تغيير المسار بشكل ما، سيُصبح اليمين ممثّلاً لمحافظين قوميين ودينيين ولغويين ومناطقيين، وكلّ ما هو متمسّك بريادة فكرة تمايزية، في مقابل يسار لن يتجرّأ في الحديث عن العلمانية والمفاهيم المدنية، بل سيحاول إحداث ردّة فعل سلسة لصدّ الصعود اليميني المُتطرّف. سيؤدّي ذلك بطبيعة الحال إلى انغماس أكاديميين في نشر فِكَر مُتطرّفة، ممّا يحوّل النقاشات ومبادئ الإنصات والإصغاء فعلاً ماضياً ناقصاً، ويبقى منطق الأعلى صوتاً هو الأقوى.
في مثل هذه الحالة، يبقى الرهان الوحيد على متانة القوانين الموضوعة في زمن العقلانية لخدمة الناس في أزمنة الجنون. وفي اللحظة التي يُداس فيها على القوانين، تكون اللحظة التي يُصبح فيها البشر أمام مسار فوضوي جديد، سينتهي بنظام جديد. وحتّى يحلّ ذلك الوقت، تجدر متابعة خطابَي الأطراف اليمينية واليسارية في العالم، انطلاقاً من فرنسا، التي رغم كل علامات الاستفهام حولها، تبقى النموذج الأنصع لفهم حركية اليمين واليسار. ومن فرنسا بالذات سيُفهم المسار الأوروبي بكامله، فضلاً عن المنحى الذي ستتبعه الولايات المتّحدة، سواء في الولاية الثانية لدونالد ترامب أو الأولى لكامالا هاريس.
وتحت هذا السقف، ستتغير نمطية النقاشات المُتعلّقة بالحرّية والليبرالية، وأيضاً الدينية والفلسفية، وستولد فِكَرٌ لم يكن ليخطر على بال أحد أنّها ستبقى حيّة في القرن الـ21، لكنّها ستبقى. في السابق، كان الدواء الأمثل لمعالجة أنواع التطرّف كلّها، هو الرخاء الاقتصادي، المُحفّز الأساسي للتواصل الاجتماعي. اليوم، وفي غياب أيّ حلّ جذري لمشكلات التضخّم العالمية، يبقى العثور على دواء لمنع مذهبية معسكرَي اليمين واليسار أكثر من ضرورة، حمايةً لذواتنا أولاً، قبل أيّ شيء آخر.




Wind Of Change 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
رياح التغيير تلفح اليمين واليسار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأردن في عام: معاندة رياح الإقليم والبحث عن استقرار اقتصادي
» قوى التغيير الناعمة - السعوديه
» دور القيم في التغيير الاجتماعي
» العالم العربي بعد 2011: التغيير هو اسم اللعبة
»  الأنظمة والشعوب ومصادرة إرادة التغيير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات :: مقالات في السياسة الدولية-
انتقل الى: