منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 "طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: "طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل   "طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Emptyالأربعاء 07 أغسطس 2024, 11:07 am

"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Image-1719741589



"طوفان الأقصى" عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.
وأعلن عن العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واعتُبرت أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.

تسلل خلف الحدود

وتسلل المقاومون الفلسطينيون إلى مستوطنات غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج "الصقر" التابع لكتائب القسام.
وقال الضيف، في رسالة صوتية مسجلة فجر يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "نعلن بدء عملية طوفان الأقصى بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو. وأضاف أن هذه الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية.


"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Image



تشغيل الفيديو

مدة الفيديو 01 minutes 04 seconds
01:04


واعتبر الضيف أن "اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض"، ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام إلى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، وبالاحتجاجات والاعتصامات.
كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى الدعم بالمظاهرات والاعتصامات، وكل أشكال الضغط الشعبي.
وبدوره قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن "مجاهدي قطاع غزة بدؤوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى"، مؤكدا أن المعركة هي "تتبير للاحتلال الإسرائيلي، وقد جاءت للرد على جرائمه المستمرة".
ودعا العاروري في كلمة له الضفة الغربية إلى المشاركة في المعركة بفتح اشتباك مع المستوطنات، معتبرا أن الضفة "هي كلمة الفصل في هذه المعركة".
ويحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية "طوفان الأقصى" دلالة الرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل 333-1696666777مقاومون فلسطينيون سيطروا على عربة عسكرية إسرائيلية قرب غزة أثناء عملية "طوفان الأقصى" (رويترز)

حالة حرب

وقال الجيش الإسرائيلي عقب العملية إنه "في حالة حرب"، وسُمع دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل ووسطها ومدينة القدس، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المقاومين الفلسطينيين وقوات الأمن في بلدات بجنوب إسرائيل.
وتحدث الجيش الإسرائيلي عن "عملية مزدوجة" قامت بها المقاومة الفلسطينية تشمل إطلاق صواريخ و"تسللا". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن حماس تشن "حربا على دولة إسرائيل".
ومن جهته قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في بيان إن "دولة إسرائيل تمر بوقت عصيب"، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصور "نحن في حرب وسوف ننتصر".
وأسفرت العملية خلال ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 100، بعضهم جنود، وأدت إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري، وألغيت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب بمطار بن غوريون.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأوليين من بداية المعركة، في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف. وقال أبو عبيدة إن عدد الأسرى لدى كتائب القسام بين 200 إلى 250، وأضاف أن عشرات الأسرى فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي. ويوم 31 يناير/كانون الثاني 2024 ارتفعت حصيلة القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 223 قتيلا حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وأعلنت القسام مقتل قائد كتيبة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي. في حين كشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن 750 إسرائيليا في عداد المفقودين، كما أكد المفوض العام للشرطة الإسرائيلية فقدان عدد من أفراد الشرطة وانقطاع الاتصال بهم.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتقاء أكثر من 37 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 86 ألف فلسطيني في القصف الإسرائيلي، 15694 منهم من الأطفال و10018 من النساء. وأشارت إلى وجود أكثر من 8 آلاف في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات، حيث تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول طواقم الإسعاف إليهم.
واستشهد 498 من الكوادر الصحية، و246 من الكوادر التعليمية، و150 صحفيا، وألحقت الغارات الإسرائيلية المتواصلة دمارا واسعا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية ودمرت 56 سيارة إسعاف، ، كما دمر 56 مؤسسة صحية وأخرج 26 مستشفى و46 مركزا للرعاية الأولية عن العمل.
وبلغ عدد النازحين قسرا في القطاع منذ بدء العدوان، نحو 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يمثلون أكثر من 80% من تعداد سكان القطاع.
سيطرة على مستوطنات

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مقاومين استولوا على مركز الشرطة في سديروت. في حين أعلنت مصادر إسرائيلية أخرى أن 3 مستوطنات في غلاف غزة وقعت تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية.
واقتحمت المقاومة في الساعات الأولى عدة نقاط حول القطاع وداخل الغلاف من بينها زيكيم وسديروت ومنيفوت وكيسوفيم ودير البلح وخانيونس وأشكول ورفح، فيما استهدفت مناطق أبعد قصفا بالصواريخ في تل أبيب واللد والقدس وأسدود وعسقلان وسديروت وبئر السبع.
وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للاستيلاء على مركبات إسرائيلية في بعض المناطق على الحدود مع القطاع عقب انتهاء الاشتباكات فيها.
وفي السياق ذاته، أغلقت إسرائيل معبر "الكرامة"، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، إضافة إلى إغلاقها جميع الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس.
كما أغلقت قوات الاحتلال حواجز قلنديا ومخيم شعفاط وبيت إكسا والزعيّم (المحيطة بالقدس)، ومنعت التنقل من القدس وإليها بشكل كامل.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل RC2SN3AAWTY0-1696756534القوات الإسرائيلية تقصف برجا في مدينة غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (رويترز)

رد إسرائيلي

وردا على عملية "طوفان الأقصى"، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية "السيوف الحديدية"، وبدأها بقصف جوي مكثف على القطاع. في حين دوت صافرات الإنذار في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي إجلاء لكامل سكان الغلاف.
وأعلنت القسام سيطرتها على قاعدة رعيم العسكرية مقر قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، وقالت إن مارتن كوزميتزاك، وهو قائد سرية في مديرية تنسيق عمليات فرض القانون، قد قتل في العملية.
وأعلن حزب الله اللبناني استهدافه 3 مواقع للاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية، بعد أن شرع الجيش الإسرائيلي في قصف أهداف بجنوب لبنان.
وشنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على أهداف في مخيم البريج وسط قطاع غزة صباح اليوم التالي من المعركة. واستهدفت منازل قيادات حماس في غزة، وقال سلاح البحرية إنه قضى على 5 مسلحين فلسطينيين تسللوا إلى منطقة زيكيم على الحدود الشمالية مع قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العمليات والاشتباكات توزعت على 8 مواقع بمحيط قطاع غزة، منها معبر بيت حانون (إيريز) وكفار عزة وقاعدة زيكيم العسكرية ومستوطنات ناحل عوز وبئيري وماغن وقاعدة رعيم العسكرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Empty
مُساهمةموضوع: رد: "طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل   "طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Emptyالأربعاء 07 أغسطس 2024, 11:17 am

"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل GAZA-6-1699271230



الصدمة التي أنتجت الورطة.. إسرائيل بين "صورة النصر" والهزيمة
يهيئ القادة الإسرائيليون الرأي العام الإسرائيلي المتوتر والمحبط في الداخل لمفاجآت غير محسوبة في حربهم على غزة، بالحديث عن حرب طويلة ومكلفة وقاسية بشريا، وقد وضعوا سقوفا عالية لحربهم يصعب تحقيقها، دون وجود خطة واضحة عسكريا أو سياسيا.
يقول رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي "نخوض حربا مع عدو قاس ولهذه الحرب ثمن مؤلم وباهظ"، فيما يعبر عضو المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس عن صعوبة الحرب البرية بقوله "الصور القادمة من المعركة البرية مؤلمة ودموعنا تتساقط عند رؤية جنودنا يتساقطون".
فقد أطلقت القيادة الإسرائيلية حربها على غزة في وقت لا تمتلك فيه سوى 27% من ثقة الجمهور الإسرائيلي، بينما يثق نحو 51% فقط من هذا الجمهور في الجيش الإسرائيلي، يضاف إلى ذلك أعباء لجوء 250 ألف نسمة من غلاف غزة والشمال، ووجود أكثر من 240 أسيرا لدى المقاومة في غزة.
تبعا لذلك، ليست هذه الحرب بالنسبة لإسرائيل مثل الحروب السابقة، إذ تتكبد خسائر يومية مهولة وتآكلا يوميا للموارد يشمل الجنود والمعدات والوقت والمال والشرعية (الدعم الداخلي والخارجي)، وستستمر الكلفة في الارتفاع مع طول الحرب أو توسعها.
وتعلق صحيفة معاريف عن ظروف الحرب البرية الدائرة على أطراف غزة إن "القوات المقاتلة (المقاومة) بعيدة جدا عن الانكسار، ورغم التصفيات والاغتيالات، تنجح حماس في معظم الحالات في الحفاظ على طريقة قتال منظمة، تستند أساسا إلى قتال الأنفاق والخروج من المكامن وإطلاق الصواريخ المضادة للدروع بجرأة".
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل 17-1699272534


صورة تظهر تدمير دبابة إسرائيلية على يد المقاومة الفلسطينية في غزة (مواقع التواصل الاجتماعي)

مفاعيل الصدمة

وما يحرك الحرب الإسرائيلية الشرسة على غزة سببان، أولهما صدمة الهزيمة العسكرية المدوية والإخفاق الأمني والاستخباراتي الذي انجر عن إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية  "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وثانيهما ورطة وقوع عدد هائل من الأسرى لدى كتائب القسام والفصائل الفلسطينية الأخرى، ولذلك يتمحور العمل العسكري حول هذين الهدفين.
وضع القادة الإسرائيليون هدفا كبيرا لحملتهم العسكرية، التي استدعي لها احتياطي من 360 ألف جندي، إضافة إلى 170 ألفا من الجنود المباشرين، وهو تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وتقويض سيطرتها على غزة، وأهدافا فرعية من بينها تحرير الأسرى.
بتأثير الحالة النفسية لوقائع "السبت الأسود"، ذهب الإسرائيليون مباشرة إلى الهدف النهائي لأي حرب وهو "تدمير العدو"، وكان هذا سقفا عاليا ربما يعرفون بحكم ما خبروه سابقا أنه لن يتحقق في حالة حركة حماس، وإن حصل فلن يكون إلا بأثمان لا يقدرون على دفعها.
وفي هذا السياق، يقول وزير الدفاع يوآف غالانت "لا مكان لحركة حماس في غزة.. في نهاية معركتنا لن يكون هناك حماس". ويبدو ذلك هدفا غير واقعي استنادا إلى وقائع الماضي وبمجريات ما يحصل فعليا على الميدان.
وبالعودة إلى الحروب السابقة أعوام 2008 و2014، نجد أن هدف "تدمير حماس" كان هدفا أساسيا لم يتحقق لمعظم الحروب الإسرائيلية على غزة، وليس هناك ما يدعو للاعتقاد أنه سيكون قابلا للتحقيق هذه المرة، خصوصا أن الحركة اكتسبت مزيدا من القوة والصلابة والتجذر في القطاع، وقوّت دفاعاتها العسكرية وترسانتها بشكل يصعب اختراقه، وهي في النهاية ليست دولة أو جيشا نظاميا ليعلن استسلامه، بل هي حركة مقاومة شعبية ممتدة في مسار نضال فلسطيني ممتد.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل GAZA2-2-1699271435


أحد مقاتلي القسام يتجه مباشرة نحو دبابة إسرائيلية ويضع على سطحها قذيفة مضادة للدروع (الجزيرة)

الحرب التي لا تريدها إسرائيل

إذا كانت الحرب هي الأعمال القتالية التي يستوجب تعبئة موارد وقدرات الدولة للقيام بجهد حربي محدد وتنفيذ أهداف عسكرية وسياسية، تتراوح بين تحريك جبهة لتحقيق أهداف تكتيكية وفرض شروط معينة أو القيام بمعركة حاسمة تكسر إرادة "العدو"، فإنها تتطلب قيادة متفقا عليها تحظى بقدر من الإجماع ومنظومة عسكرية مدربة ومجهزة ومعبأة نفسيا بالحد الأدنى للقتال وخطة مواجهة مناسبة، وجبهة داخلية سياسية واجتماعية موحدة ومتماسكة وموجهة نحو ذلك الهدف.




كما تستوجب جهدا اقتصاديا يستوعب ظروف وسير الحرب ومفاجآتها وجبهة دولية أو إقليمية متفهمة أو مؤيدة، ويصعب تحقيق النصر إذا انتفت إحدى هذه القواعد أو جميعها، خصوصا في ظل المعارك الطويلة التي تتطلب تعبئة مستمرة، كما أن النتائج مرتبطة برد فعل "العدو" ومدى قوته والتكتيكات التي يتبعها. فهل كانت إسرائيل مستعدة؟
من حيث القدرات العسكرية، تبدو إسرائيل مستعدة دائما للحرب وعلى عدة جبهات، لكن القدرات العسكرية الفنية والأسلحة لا تحسم وحدها الحروب، خاصة بانتفاء مفاعيل الحرب الخاطفة التي تحبذها إسرائيل، وعمليا تعاني إسرائيل من خلل في كل الشروط المذكورة تقريبا كمقومات لكسب الحرب.
  • على مستوى القيادة: لا توجد في إسرائيل قيادة متفق عليها وتحظى بالإجماع أو الكاريزما اللازمة، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما تشير التقديرات في أدنى درجات شعبيته.

وفي استطلاع حديث للرأي العام الإسرائيلي أجرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تبين أن 27% فقط من الإسرائيليين يؤيدون بقاءه، ولا تحظى قراراته السياسية والعسكرية بالقبول ويتعرض لانتقادات واسعة، كما أثبتت مجريات الحرب أنه متردد ولا يملك خطة واضحة ومقنعة للعمل العسكري أو السياسي.
كما أن نتنياهو يرفض تحمل مسؤولية الفشل الأمني في 7 أكتوبر، ما عرّضه لانتقادات داخلية شديدة، حيث اعتبره زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد مثلا، أنه "تجاوز الخطوط الحمر"، محذرا من أن محاولات التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية تضعفان الجيش الإسرائيلي".
  • الجبهة الداخلية: تبدو الجبهة الداخلية مفككة وتعيش حالة من الانقسام الشديد على المستوى الحزبي والشعبي والسياسي، ولاسيما في كيفية التعاطي مع قضية الأسرى لدى المقاومة والنظر لمخاطر الحرب البرية والخسائر الكبرى التي تجرها الحرب.

ويُتهم نتنياهو وأعضاء حكومته من المتطرفين بتقسيم المجتمع الإسرائيلي، حيث اتهمت زعيمة "حزب العمل" المعارض ميراف ميخائيلي رئيس الوزراء بـ"قتال الجيش وشعب إسرائيل"، كما تسهم قضية الأسرى لدى المقاومة في مزيد التصعيد الداخلي خاصة بعد دعوة وزير التراث عميحاي إلياهو إلى قصف غزة بقنبلة نووية، قائلا "ماذا يعني مختطفون؟ في الحرب يُدفع الثمن، لماذا حياة المختطفين أغلى من حياة الجنود؟". وهو ما اعتبره الأهالي "تخليا من قبل الحكومة عن التزامها بإعادة المخطوفين".
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Netnyaho-2-1699273404
نتنياهو يواجه ضغوطا سياسية متزايدة مع استمرار الحرب على غزة (رويترز)
  • الجبهة العسكرية: أثبتت مجريات "طوفان الأقصى"، ولا سيما الساعات الست الأولى ليوم 7 أكتوبر أن الجيش الإسرائيلي يعاني من أوجه قصور شديدة، وكذلك أجهزته الأمنية العديدة، كما أن الخسائر اليومية التي يتكبدها في عمليته البرية الجارية، جعلته محل شكوك داخل المجتمع الإسرائيلي، الذي كان يعتمد عليه لتحقيق عنصر الأمان والاستقرار.

  • الوضع الاقتصادي: يعد الوضع الاقتصادي الإسرائيلي في أسوأ حالاته بتوقف قطاعات رئيسية مثل السياحة، وتراجع حركة السفر وتضرر القطاع الزراعي. ومع تعبئة نحو 360 ألف جندي معظمهم من القوى العاملة، وإجلاء نحو 250 ألف مستوطن، يشهد الاقتصاد نقصا شديدا في العمالة في مختلف المجالات، كما أن إسرائيل أعلنت أن الحرب كلفت الميزانية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة نحو 7 مليارات دولار، دون احتساب الأضرار المباشرة وغير المباشرة، فيما قد تكلف هذه الأضرار نحو 3 مليارات دولار شهريا، وتظهر تقديرات أولية أن الحرب على غزة ستكلف ميزانية إسرائيل 200 مليار شيكل (51 مليار دولار)، أي حوالي 10″% من الناتج المحلي الإجمالي، ومع استمرار الحرب لفترة طويلة قد يصاب الاقتصاد الإسرائيلي بالشلل، وفق تقديرات إسرائيلية.

  • الجبهة الدبلوماسية: بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سارعت الدول الغربية المنحازة تاريخيا لإسرائيل لتأييدها، لكن هذا الحزام بدأ يتآكل على وقع الجرائم الإسرائيلية والشكوك في قدرة الجيش الإسرائيلي على حسم الحرب، كما أن دولا عديدة أدانت إسرائيل أو قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها (كولومبيا، بوليفيا)، فيما استدعت دول أخرى سفراءها (تشيلي، الأردن، البحرين، تركيا، هندوراس..)، ويتزايد الضغط الشعبي العالمي على الحكومات لاتخاذ إجراءات مقاطعة، بما يعرض إسرائيل إلى عزلة بدأت في التفاقم.

"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل Gazaz-1699273757
تقديرات إسرائيلية أولية أظهرت أن الحرب على غزة ستكلف ميزانية إسرائيل 200 مليار شيكل (رويترز)
أما بالنسبة للولايات المتحدة، وعلى عكس التأييد المباشر في البداية، بدأت إدارة الرئيس جو بايدن نفسها في مراجعة التأييد المطلق لنتنياهو تخوفا من انفلات الأمور إلى حرب إقليمية واسعة، وباتت واشنطن تخشى من السيناريوهات الجنونية التي يتبعها نتنياهو في محاولة لإنقاذ مستقبله على حسابها.
وبعد نحو شهر، أدرك الأميركيون أن الثابت الوحيد في الخطة الإسرائيلية هو استعمال قوة تدميرية هائلة تستهدف المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة وانتظار حل ما ينقذها من ورطة قاسية في رمال غزة وترقب وهْم استسلام المقاومة الذي لن يحصل. وقد بدأت الشكوك تنتابهم بشأن إدارة إسرائيل للحرب ونتائجها.
وأشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن وكبار مسؤولي الإدارة الأميركية حذروا إسرائيل من أن الدعم لها يتآكل تدريجيا مع اشتداد الغضب العالمي بشأن حجم المعاناة الإنسانية جراء جرائمها في غزة.

ما الذي يحدث في الميدان؟

لا يبدو من مجريات نحو شهر من الحرب أن إسرائيل حققت مكاسب جدية على الأرض مع بدء تنفيذها المناورات البرية. وتشير التصريحات المتناقضة إلى حيرة في كيفية إدارة المعركة ووضع أهداف نهائية لها، مع المقاومة الشديدة التي تواجهها. وما زالت صدمة إدارة معركة 7 أكتوبر والندوب النفسية التي خلّفتها في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية برمتها تخيم على سير الحرب.
كما تخيم تلك الأجواء النفسية على الجنود، وهم يدركون أن عودتهم من رمال غزة ستكون معجزة، ويستحضرون تجارب زملائهم وذكرياتهم المريرة في حرب 2014 وهم يرون نخبة لواء جفعاتي تغرق في رمال غزة في معركة ما زالت في بداياتها.
عمليا، تقدم الجيش الإسرائيلي بضعة أمتار في أراض مفتوحة شمال قطاع غزة وفقد 30 جنديا -حسب المصرح به- بمعنى أنه من الوارد أن يفقد المئااف من العسكريين إذا تقدم الجيش بضعة كيلومترات، وسط شبكة معقدة من الأنفاق ووسائط الدفاع المختلفة وحقول الألغام والقناصة والقتال المتلاحم في الشوارع والعبوات الناسفة وإرادة القتال غير المحدودة للمقاومة.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل GAZA-5-1699271224
رفع راية القسام على جرافة إسرائيلية خلال اشتباكات من المسافة صفر على أطراف غزة (الجزيرة)
وفي حين لا تملك إسرائيل خطة واضحة للحرب، أصبحت تميل إلى التقدم البطيء المحسوب داخل غزة، وبذلك قد يستغرق تحقيق الهدف النهائي المشكوك فيه فترة طويلة وخسائر كبيرة فوق الاحتمال، وقد تحصل في هذه الأثناء تحولات مهمة عسكرية أو سياسية تعصف بالخطة برمتها.
وفق سير العمليات الراهنة، تفقد إسرائيل ما يصل إلى 5 جنود يوميا على تخوم غزة دون تقدم واضح ومؤثر عسكريا، ويقول الصحفي الإسرائيلي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع "إن حرب استنزاف في ضواحي غزة هي آخر ما يرغب الإسرائيليون في تجربته".
ويدرك المسؤولون العسكريون الإسرائيليون أنه من المستحيل تحرير الأسرى عسكريا، لكنهم يمضون في ذلك تحت ضغط داخلي، رغم أن أهالي الأسرى يرغبون في صفقة تبادل وكذلك الدول التي لها رعايا من بين الأسرى، فيما يرى نتنياهو أن تلك الصفقة تعد إقرارا نهائيا بالهزيمة وانتصارا لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل GAZA-1-1699271356
الاحتجاجات تتواصل في دول عربية وغربية ضد الحرب على غزة (غيتي)

تماسك المقاومة واللاخطة الإسرائيلية

ويخشى الرأي العام الإسرائيلي أن تكون خسارة الحرب على جبهتين أو أكثر، بالفشل في تحرير أو إطلاق الأسرى، إذ قتل نحو 60 منهم في الغارات الإسرائيلية، كما لن يتم تفكيك قدرات حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى أن عددا كبيرا من الجنود سيقتلون ربما بالمئات.
وخلافا للضربة العسكرية الموجعة التي وُجهت لإسرائيل صباح يوم 7 أكتوبر، تبدو خطة حماس والمقاومة في المقابل واضحة، وتتمثل في وقف الحرب والقيام بعملية تبادل شاملة للأسرى ورفع الحصار بدرجة ثانية، وهي تمارس حرب استنزاف للجيش الإسرائيلي وتكبده خسائر يومية في تصاعد مستمر، وتبدو مستعدة لحرب طويلة ستتآكل فيها عناصر القوة الإسرائيلية.
وإذا كان الوقت ليس في صالح إسرائيل، إذ تفقد المزيد من المال والرجال والشرعية وتتفاقم أزمتها الداخلية وتتزايد الضغوط والشكوك حولها، مع احتمال تفجر الأوضاع إقليميا، فإن ذلك يصب في مصلحة المقاومة الفلسطينية التي ترى أن كل هذه الضغوط العسكرية والسياسية الداخلية والخارجية ستجعل إسرائيل ترضخ في النهاية لشروطها.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل FAF-1698673291
أسيرات إسرائيليات لدى القسام يوجهن رسالة لنتنياهو ويحملنه مسؤولية الفشل في إطلاق سراحهن (الجزيرة)
وفي هذه الحالة، لن تنتهي الحرب بهزيمة نتنياهو فقط، بل بهزيمة حكومة اليمين المتطرف وخياراتها العنصرية، فالمجتمع الإسرائيلي أصبح أكثر رفضا لسياسات هذه الحكومة على جميع الأصعدة، وقد أثبتت هذه الحرب أنها لن تفرض خيارات الاستسلام على الشعب الفلسطيني رغم المآسي التي تسببت فيها الجرائم الإسرائيلية في غزة، كما أن تداعياتها جعلت المجتمع الدولي أكثر يقظة وأكثر رفضا للسرديات الإسرائيلية.

ورطة نتنياهو

وبدأ المجتمع الدولي يوقن أن الحملة التي يشنها بنيامين نتنياهو على غزة لا تعدو كونها سلسلة من المجازر اليومية البشعة بحق المدنيين دون تحقيق أي اختراق عسكري مهم، وسوف يكون مضطرا للانصياع للهزيمة تحت الضغوط الداخلية والخارجية، في وقت بدأت فيه تحركات جدية من المجتمع الدولي لوقف الحرب على وقع هول المجازر الإسرائيلية.
وفي حين يرى الكاتب نداف إيال في مقالة له بصحيفة يديعوت أحرونوت أنه لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يكتفي بـ"صورة النصر" في حربه على غزة، وأن عصر سياسة "جز العشب" (تخفيض التهديدات إلى مستوى مقبول) قد انتهى، مشيرا إلى أن إسرائيل تحتاج إلى "نصر حقيقي"، وهو ما يحرج كثيرا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل GAZA-7-1699271244
احتجاجات في واشنطن تنديدا بالقصف الإسرائيلي المتواصل على غزة (الأناضول)
والمعضلة الرئيسية تتعلق بنتنياهو نفسه، الذي لا يريد أن ينزل من الشجرة التي وصل إلى أعلاها منذ صباح 7 أكتوبر، وهو يدرك أنه انتهى سياسيا ويربط بشكل ما إعادة بعث نفسه بنتائج حملته على غزة.
ويتصرف نتنياهو ومجلس وزرائه الحربي مندفعا بتأثير صدمة 7 أكتوبر، دون خطة عسكرية واضحة للحرب، التي تستند في معظمها إلى رد فعل المقاومة في غزة واستعداداتها، كذلك دون خطة واضحة لتحرير الأسرى أو استعادتهم، أو لمواجهة هذا الكم الهائل من الاحتجاج الدولي المتصاعد، لدرجة أنه بدأ يخاطب الجنود الإسرائيليين في غزة باقتباسات من التوراة، قائلا لهم "أذكر ما فعله بك عماليق"، (الذي يُمثل ذروة الشر في التقاليد اليهودية)، واستخدمه نتنياهو أكثر من مرة لتحفيز الجيش الإسرائيلي في حربه ضد غزة.
يُراكم نتنياهو خسائره على جميع الجبهات، محاولا شطب "السبت الأسود"، ومتجاهلا قيادته التي لا تحظى بقبول شعبي، كذلك الجيش المنكسر والاقتصاد الذي يتآكل والسمعة الدولية التي تتقوّض والجبهة الداخلية المفككة والخسائر العسكرية اليومية الكبيرة، وتململ الأمم المتحدة من جرائمه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه-
انتقل الى: