منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  تفكيك "الصهيونية العربية"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 تفكيك "الصهيونية العربية" Empty
مُساهمةموضوع: تفكيك "الصهيونية العربية"    تفكيك "الصهيونية العربية" Emptyالخميس 08 أغسطس 2024, 11:54 pm

تفكيك "الصهيونية العربية"

 تفكيك "الصهيونية العربية" Jews-2-1698673375
الحاخام الأمريكي يسرويل ديفيد وايز، من منظمة اليهود المتحدون ضد الصهيونية (رويترز)
لم يعد غريبًا أو مفاجئًا أن يخرج علينا شخصٌ عربي اللسان- يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويؤدي مناسك الحج- يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرّر جرائمه في حق الشعب الفلسطيني. ففي كل حرب تشنها تل أبيب على الفلسطينيين، يخرج هؤلاء من جحورهم ليهاجموا المقاومة الفلسطينية، ويلوموها عمّا فعلته بأبناء الشعب الفلسطيني ويتناسوا، عن عمد، أصل الحكاية ومنبع الصراع، وهو الاحتلال الممتد على مدار أكثر من سبعة عقود.

وقد كشفت الحرب الحالية على قطاع غزة، حتى الآن، عن أكثر من 16 ألف شهيد، وثلاثة أضعافهم من المصابين، ناهيك عن تدمير نصف مباني القطاع، ورغم ذلك لا يكترث المتصهينون العرب بما جرى، ولو حدث في مكان آخر لقطّعوا أنفسهم بكاء وحزنًا على الضحايا. ويبدو أننا أمام تيار جديد ظهر ويترعرع في أوساط النخب العربية، يمكن أن نسميه بتيار "الصهيونية العربية"، الذي يضمّ طيفًا واسعًا من المتصهينين العرب، سواء كانوا سياسيين، أم إعلاميين، أو باحثين، أو نشطاء.

حدثت لقاءات بين رجال دين إسرائيليين، وبعض رجال الأزهر، كان أشهرَها لقاءُ شيخ الأزهر السابق، محمد سيد طنطاوي مع السفير الإسرائيلي في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 1997، ثم لقاؤُه مع كبير حاخامات الطائفة الأشكنازية الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه

ظاهرة "المتصهينين" العرب في حاجة للفهم والتفكيك والتحليل. فالأمر يتجاوز مسألة "الكيد" السياسي، والخلاف الأيديولوجي مع المقاومة الفلسطينية، كي يصل إلى حالة من "التحول" الإستراتيجي في توجهات النخبة العربية، بحيث يبدو الأمر وكأننا أمام تيار جديد له أجندة واضحة مدعومة محليًا وإقليميًا ودوليًا.

ويمكن القول؛ إن تيار "الصهيونية العربية" هو بمثابة الثمرة العطنة التي أنتجها مسار "أوسلو" الذي بدأ قبل ثلاثة عقود، وكان يهدف، بالأساس، إلى الاعتراف بإسرائيل، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية مقابل لا شيء: لا سلامَ ولا أرضَ ولا حقوق. وهو المسار الذي تبنته بعض الحكومات العربية التي طبّعت مع الاحتلال الإسرائيلي، وسعت إلى تسويق التطبيع وترويجه رسميًا وشعبيًا. وقد اعتمدت هذه الحكومات لتحقيق ذلك على آليتَين:

أولاهما: سياسية، وذلك من خلال إقامة علاقات دبلوماسية منفردة مع إسرائيل، سواء بفتح سفارات أم قنصليات ومكاتب تجارية مع الكيان الصهيوني.
وثانيتهما: ثقافية وإعلامية، وذلك بتشجيع بعض مثقفيها ونخبتها للترويج لمسألة التطبيع مع إسرائيل، وقبول التعايش معها قبل التوصل إلى اتفاق نهائي يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة. وهو ما حدث، بالفعل، حيث قام بعض المثقفين العرب بزيارة تل أبيب، والتقوا مسؤولين إسرائيليين رسميين وغير رسميين طوال العقود الماضية. وهي الظاهرة التي زادت بشكل واضح بعد الموجة الأخيرة للتطبيع مع إسرائيل التي قامت بها الإمارات، والبحرين، والمغرب.
ويمكن القول؛ إن تيار "الصهيونية العربية" أو "المتصهينين العرب" مر بثلاث مراحل أساسية: أولها مرحلة "كوبنهاغن"، التي بدأت مع عقد مؤتمر كوبنهاغن الذي ضم أكثر من ستين شخصية إسرائيلية، ومثلهم من الجانبين المصري والعربي، وعقد يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني عام 1997، في العاصمة الدانماركية، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والحكومة الدانماركية. وقد أثار المؤتمر لغطًا كبيرًا في الأوساط العربية، آنذاك، ورآه كثيرون "نكوصًا" وارتدادًا عن الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل.

كان ذلك المؤتمر بمثابة أول رصاصة تطلقها إسرائيل على جدار المقاطعة الشعبية العربية. وكما هو متوقع، وظفت تل أبيب المؤتمر إعلاميًا وسياسيًا من أجل كسر حاجز العزلة العربية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت "جماعة كوبنهاغن" بمثابة رأس الحربة لتيار عربي، يزداد حضورًا وتأثيرًا في أوساط النخبة، وظيفته الأساسية ترويج مسألة التطبيع مع إسرائيل، ونبذ المقاومة الفلسطينية، ودعم عملية السلام، وإن لم تحقق شيئًا.

لذا، تلا مؤتمر كوبنهاغن زيارات ولقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ومثقفين مصريين وعرب. بل وحدثت لقاءات بين رجال دين إسرائيليين، وبعض رجال الأزهر، كان أشهرَها لقاءُ شيخ الأزهر السابق، محمد سيد طنطاوي مع السفير الإسرائيلي في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 1997، ثم لقاؤُه مع كبير حاخامات الطائفة الأشكنازية الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.

كان الهدف الأساسي من الزيارة الضغط على شيخ الأزهر، من أجل إدانة أعمال المقاومة الفلسطينية وإصدار فتوى بشأن ذلك. وقد دافع شيخ الأزهر عن لقاءاته مع الحاخامات الإسرائيليين، بعد أن انتقده بعض رموز المقاطعة الشعبية لإسرائيل. وعلى الرغم من جمود مسار "أوسلو"- ووصول عملية السلام إلى حائط مسدود، طوال العقود الماضية- فقد تحولت جماعة "كوبنهاغن" من مجموعة أفراد إلى "تيار" يضم مثقفين وإعلاميين وأدباء ورجال دين، لا يدافع فقط عن منهج "السلام المجاني" مع إسرائيل، وإنما يدين المقاومة الفلسطينية ويشجبها.

المرحلة الثانية لتطور تيار "المتصهينين العرب" حدثت، قبل حوالي عقد ونصف، وتحديدًا بعد وصول حركة حماس إلى السلطة عام 2006. فقد كان ذلك بمثابة نقطة تحول لم تأتِ على هوى هؤلاء المتصهينين الذين كانوا يراهنون على سقوط خيار المقاومة. لذا، لم يكن غريبًا أن ينتقد هؤلاء الانتفاضة الثانية التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2000، واعتبروها غير ذات جدوى. وفي كل مرَّة كانت تحدث فيها مواجهة مع العدو الإسرائيلي، كان كثيرون من هؤلاء يَنْبَرون لانتقاد المقاومة، وتسفيه عملياتها، باعتبارها لا تنجز شيئًا.



هذا ما بدا بوضوح خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وعلى غزة أعوام: 2008 و2012 و2014، و2021. لذلك كان منطقيًا أن ينتفض هؤلاء بعد صمود المقاومة الفلسطينية وأدائها العسكري النوعي طوال الأسابيع الماضية، ما أحيا فكرة المقاومة من جديد، ودفع بالقضية الفلسطينية مجددًا إلى مركز الاهتمام العربي والعالمي.

تفكيك "الصهيونية العربية"


الحاخام الأمريكي يسرويل ديفيد وايز، من منظمة اليهود المتحدون ضد الصهيونية (رويترز)
لم يعد غريبًا أو مفاجئًا أن يخرج علينا شخصٌ عربي اللسان- يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويصوم رمضان ويؤدي مناسك الحج- يدافع عن الكيان الصهيوني ويبرّر جرائمه في حق الشعب الفلسطيني. ففي كل حرب تشنها تل أبيب على الفلسطينيين، يخرج هؤلاء من جحورهم ليهاجموا المقاومة الفلسطينية، ويلوموها عمّا فعلته بأبناء الشعب الفلسطيني ويتناسوا، عن عمد، أصل الحكاية ومنبع الصراع، وهو الاحتلال الممتد على مدار أكثر من سبعة عقود.

وقد كشفت الحرب الحالية على قطاع غزة، حتى الآن، عن أكثر من 16 ألف شهيد، وثلاثة أضعافهم من المصابين، ناهيك عن تدمير نصف مباني القطاع، ورغم ذلك لا يكترث المتصهينون العرب بما جرى، ولو حدث في مكان آخر لقطّعوا أنفسهم بكاء وحزنًا على الضحايا. ويبدو أننا أمام تيار جديد ظهر ويترعرع في أوساط النخب العربية، يمكن أن نسميه بتيار "الصهيونية العربية"، الذي يضمّ طيفًا واسعًا من المتصهينين العرب، سواء كانوا سياسيين، أم إعلاميين، أو باحثين، أو نشطاء.

حدثت لقاءات بين رجال دين إسرائيليين، وبعض رجال الأزهر، كان أشهرَها لقاءُ شيخ الأزهر السابق، محمد سيد طنطاوي مع السفير الإسرائيلي في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 1997، ثم لقاؤُه مع كبير حاخامات الطائفة الأشكنازية الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه

ظاهرة "المتصهينين" العرب في حاجة للفهم والتفكيك والتحليل. فالأمر يتجاوز مسألة "الكيد" السياسي، والخلاف الأيديولوجي مع المقاومة الفلسطينية، كي يصل إلى حالة من "التحول" الإستراتيجي في توجهات النخبة العربية، بحيث يبدو الأمر وكأننا أمام تيار جديد له أجندة واضحة مدعومة محليًا وإقليميًا ودوليًا.

ويمكن القول؛ إن تيار "الصهيونية العربية" هو بمثابة الثمرة العطنة التي أنتجها مسار "أوسلو" الذي بدأ قبل ثلاثة عقود، وكان يهدف، بالأساس، إلى الاعتراف بإسرائيل، ونزع سلاح المقاومة الفلسطينية مقابل لا شيء: لا سلامَ ولا أرضَ ولا حقوق. وهو المسار الذي تبنته بعض الحكومات العربية التي طبّعت مع الاحتلال الإسرائيلي، وسعت إلى تسويق التطبيع وترويجه رسميًا وشعبيًا. وقد اعتمدت هذه الحكومات لتحقيق ذلك على آليتَين:

أولاهما: سياسية، وذلك من خلال إقامة علاقات دبلوماسية منفردة مع إسرائيل، سواء بفتح سفارات أم قنصليات ومكاتب تجارية مع الكيان الصهيوني.
وثانيتهما: ثقافية وإعلامية، وذلك بتشجيع بعض مثقفيها ونخبتها للترويج لمسألة التطبيع مع إسرائيل، وقبول التعايش معها قبل التوصل إلى اتفاق نهائي يعطي الفلسطينيين حقوقهم المشروعة. وهو ما حدث، بالفعل، حيث قام بعض المثقفين العرب بزيارة تل أبيب، والتقوا مسؤولين إسرائيليين رسميين وغير رسميين طوال العقود الماضية. وهي الظاهرة التي زادت بشكل واضح بعد الموجة الأخيرة للتطبيع مع إسرائيل التي قامت بها الإمارات، والبحرين، والمغرب.
ويمكن القول؛ إن تيار "الصهيونية العربية" أو "المتصهينين العرب" مر بثلاث مراحل أساسية: أولها مرحلة "كوبنهاغن"، التي بدأت مع عقد مؤتمر كوبنهاغن الذي ضم أكثر من ستين شخصية إسرائيلية، ومثلهم من الجانبين المصري والعربي، وعقد يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني عام 1997، في العاصمة الدانماركية، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي والحكومة الدانماركية. وقد أثار المؤتمر لغطًا كبيرًا في الأوساط العربية، آنذاك، ورآه كثيرون "نكوصًا" وارتدادًا عن الرفض الشعبي للتطبيع مع إسرائيل.

كان ذلك المؤتمر بمثابة أول رصاصة تطلقها إسرائيل على جدار المقاطعة الشعبية العربية. وكما هو متوقع، وظفت تل أبيب المؤتمر إعلاميًا وسياسيًا من أجل كسر حاجز العزلة العربية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت "جماعة كوبنهاغن" بمثابة رأس الحربة لتيار عربي، يزداد حضورًا وتأثيرًا في أوساط النخبة، وظيفته الأساسية ترويج مسألة التطبيع مع إسرائيل، ونبذ المقاومة الفلسطينية، ودعم عملية السلام، وإن لم تحقق شيئًا.

لذا، تلا مؤتمر كوبنهاغن زيارات ولقاءات بين مسؤولين إسرائيليين ومثقفين مصريين وعرب. بل وحدثت لقاءات بين رجال دين إسرائيليين، وبعض رجال الأزهر، كان أشهرَها لقاءُ شيخ الأزهر السابق، محمد سيد طنطاوي مع السفير الإسرائيلي في القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 1997، ثم لقاؤُه مع كبير حاخامات الطائفة الأشكنازية الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.

كان الهدف الأساسي من الزيارة الضغط على شيخ الأزهر، من أجل إدانة أعمال المقاومة الفلسطينية وإصدار فتوى بشأن ذلك. وقد دافع شيخ الأزهر عن لقاءاته مع الحاخامات الإسرائيليين، بعد أن انتقده بعض رموز المقاطعة الشعبية لإسرائيل. وعلى الرغم من جمود مسار "أوسلو"- ووصول عملية السلام إلى حائط مسدود، طوال العقود الماضية- فقد تحولت جماعة "كوبنهاغن" من مجموعة أفراد إلى "تيار" يضم مثقفين وإعلاميين وأدباء ورجال دين، لا يدافع فقط عن منهج "السلام المجاني" مع إسرائيل، وإنما يدين المقاومة الفلسطينية ويشجبها.

المرحلة الثانية لتطور تيار "المتصهينين العرب" حدثت، قبل حوالي عقد ونصف، وتحديدًا بعد وصول حركة حماس إلى السلطة عام 2006. فقد كان ذلك بمثابة نقطة تحول لم تأتِ على هوى هؤلاء المتصهينين الذين كانوا يراهنون على سقوط خيار المقاومة. لذا، لم يكن غريبًا أن ينتقد هؤلاء الانتفاضة الثانية التي بدأت في سبتمبر/أيلول 2000، واعتبروها غير ذات جدوى. وفي كل مرَّة كانت تحدث فيها مواجهة مع العدو الإسرائيلي، كان كثيرون من هؤلاء يَنْبَرون لانتقاد المقاومة، وتسفيه عملياتها، باعتبارها لا تنجز شيئًا.



هذا ما بدا بوضوح خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006، وعلى غزة أعوام: 2008 و2012 و2014، و2021. لذلك كان منطقيًا أن ينتفض هؤلاء بعد صمود المقاومة الفلسطينية وأدائها العسكري النوعي طوال الأسابيع الماضية، ما أحيا فكرة المقاومة من جديد، ودفع بالقضية الفلسطينية مجددًا إلى مركز الاهتمام العربي والعالمي.

الآن وصلنا إلى المرحلة الثالثة في تطور خطاب "المتصهينين العرب"، وهي مرحلة: "الجهر بالسوء من القول"، والتي لا ينتقد فيها هؤلاء المقاومة فحسب، وإنما أيضًا يدافعون عن إسرائيل، ويتبنون خطابها نفسه تجاه المقاومة الفلسطينية، باعتبارها إرهابًا يجب القضاء عليه، في حين يجهر بعضهم بضرورة نزع سلاح المقاومة دون استحياء. وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي- حين كان هؤلاء يعبرون عن مواقفهم على استحياء- فقد باتوا، الآن، أكثر جرأة وسفورًا في التعبير عن أفكارهم وانحيازاتهم. ولعل مصدر القلق أن هؤلاء المتصهينين الجدد نجحوا في بث سموم خطابهم ومنطقهم وأفكارهم بين قطاعات شعبية لا بأس بها، مستفيدين، في ذلك، من حالة النكوص التي يعيشها "الربيع العربي" وعملية خلط الأوراق التي تجري بين المقاومة المشروعة والإرهاب من جهة، وبين سيطرتهم ومن يدعمونهم على وسائل الإعلام من جهة أخرى.

وقد كشفت الحرب الحالية على قطاع غزة، أن ظاهرة "المتصهينين العرب" ليست أمرًا طارئًا، أو مؤقتًا، سوف ينتهي عندما تضع الحرب أوزارها، وإنما هو تيار ينمو ويترعرع بين ظهرانَينا، ويزداد قوة وحضورًا وتأثيرًا، وهو ما يتطلب عدم الاستخفاف به أو التقليل من تأثيره. وإذا مددنا الخط على استقامته، فسوف يتضح لنا أن هذا التيار هو نتيجة لعملية ممنهجة ومنظمة، تجري رعايتها وحمايتها من أطراف عديدة (رسمية وغير رسمية)، هدفها الأساسي تزييف الوعي، وقلب الحقائق، وإنهاء الصراع مع إسرائيل شعبيًا، بعد أن انتهى رسميًا. ولربما يأتي يوم قريب يطالب فيه هؤلاء المتصهينون العرب حكوماتهم صراحة بالقتال جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وهو ما يجب عدم استبعاده أو الاستخفاف به مطلقًا.

الآن وصلنا إلى المرحلة الثالثة في تطور خطاب "المتصهينين العرب"، وهي مرحلة: "الجهر بالسوء من القول"، والتي لا ينتقد فيها هؤلاء المقاومة فحسب، وإنما أيضًا يدافعون عن إسرائيل، ويتبنون خطابها نفسه تجاه المقاومة الفلسطينية، باعتبارها إرهابًا يجب القضاء عليه، في حين يجهر بعضهم بضرورة نزع سلاح المقاومة دون استحياء. وعلى عكس ما كان يحدث في الماضي- حين كان هؤلاء يعبرون عن مواقفهم على استحياء- فقد باتوا، الآن، أكثر جرأة وسفورًا في التعبير عن أفكارهم وانحيازاتهم. ولعل مصدر القلق أن هؤلاء المتصهينين الجدد نجحوا في بث سموم خطابهم ومنطقهم وأفكارهم بين قطاعات شعبية لا بأس بها، مستفيدين، في ذلك، من حالة النكوص التي يعيشها "الربيع العربي" وعملية خلط الأوراق التي تجري بين المقاومة المشروعة والإرهاب من جهة، وبين سيطرتهم ومن يدعمونهم على وسائل الإعلام من جهة أخرى.

وقد كشفت الحرب الحالية على قطاع غزة، أن ظاهرة "المتصهينين العرب" ليست أمرًا طارئًا، أو مؤقتًا، سوف ينتهي عندما تضع الحرب أوزارها، وإنما هو تيار ينمو ويترعرع بين ظهرانَينا، ويزداد قوة وحضورًا وتأثيرًا، وهو ما يتطلب عدم الاستخفاف به أو التقليل من تأثيره. وإذا مددنا الخط على استقامته، فسوف يتضح لنا أن هذا التيار هو نتيجة لعملية ممنهجة ومنظمة، تجري رعايتها وحمايتها من أطراف عديدة (رسمية وغير رسمية)، هدفها الأساسي تزييف الوعي، وقلب الحقائق، وإنهاء الصراع مع إسرائيل شعبيًا، بعد أن انتهى رسميًا. ولربما يأتي يوم قريب يطالب فيه هؤلاء المتصهينون العرب حكوماتهم صراحة بالقتال جنبًا إلى جنب مع الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وهو ما يجب عدم استبعاده أو الاستخفاف به مطلقًا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 تفكيك "الصهيونية العربية" Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفكيك "الصهيونية العربية"    تفكيك "الصهيونية العربية" Emptyالأربعاء 16 أكتوبر 2024, 9:10 am

الصهيونية العربية: نشأتها، مداخلها وخطرها على الأمن القومي


   إن استشراء موجة التصهين التي اجتاحت بعض المجتمعات العربية لم يكن وليد الصدفة، ولم يكن 


عملا عفويا، بل كان تدبيرا مخططا استُعملت فيه أدوات الحرب الناعمة، والنظريات النفسية 


والإعلامية لغرس هذا الجرثوم الخبيث في جسد الأمة، بعد إثخانه بالأمراض الفكرية والأخلاقية 


والأزمات المتتابعة، لخفض مستوى المناعة الفكرية فيه، وقد تولى كِبَرَ هذه المهمة، زُمرٌ من الكتاب 


والمثقفين والإعلاميين والفنانين الوظيفيين والمستأجرين، الذين باعوا ضمائرهم وارتدوا على 


أعقابهم.
         كما عَمَدت الأنظمة المتصهينة لإحكام خطتها في إحلال سردية التطبيع، إلى تكريس نظامٍ 


متكاملٍ للتفاهة-بحسب تعبير آلان دونو-لإشغال شباب الأمة بالسفاسف وتبليد هممهم واهتماماتهم، 


وصرفها نحو تمجيد التُّرهات على حساب القضايا المحورية، وفي المقابل قامت بقمع قادة الرأي 


والفكر من العلماء والمصلحين والكتاب والمفكرين ذوي التأثير الواسع على الشباب، بهدف إنبات 


جيل منفصل عن قضايا أمته، لا تعظم في عينه سوى أخبار الرياضيين والفنانين والتافهين، فهي 


تسلب جل وقته، فلا يجد سبيلا للعمل الجاد المؤثر لنصرة المستضعفين ولو بأضعف الإيمان.
       إن هذه التراجيديا العربية الساخرة، العابثة برسوم الجغرافيا وحقائق التاريخ، الراقصة على 


جثث الثكلى ومآسي الأسرى، لهي نتاج طبيعي لموجة “التصهين” التي اجتاحت العالم العربي 


والإسلامي، وسميت بهتانا بـ”التطبيع”، وإن هذه الموجة الثانية لهي أشد فتكا بالنسيج العربي 


والإسلامي وبما بقي من ذرَّات الشهامة والشرف، لأن الكيان الصهيوني أدرك أن (تطبيع الأنظمة) 


الذي تم مع مصر والأردن، لم يحقق له حاضنة اجتماعية آمنة، ولم يفلح في إدماج هذا الجسد 


الغريب في كيان الأمة، فسعى إلى نوع جديد من التطبيع يقوم على (تطويع الأنظمة والشعوب معا)، 


مستخدما أدوات ناعمة لأجل إحلال السردية الصهيونية عبر قنوات سياسية وإعلامية وتعليمية 


وثقافية ورياضية ودينية وفنية وأكاديمية.
        وتعود بدايات سردية التطبيع كما يعلم الجميع مع ما سمي بمعاهدات السلام مع مصر والأردن، 


ثم تكرست بعد رضوخ السلطة الفلسطينية لمؤامرة أوسلو، ورغم أن الكيان الصهيوني كان الرابح 


الأكبر من موجة التطبيع الأولى، لكنه لم يتقبل حالة الاستعداء الشعبي له في محيطه الجيوسياسي، 


فانتقل إلى الموجة الثانية من التطبيع في 2020(نسخة أبراهام)التي لم تقف عند مجرد الاعتراف، بل 


تجاوزته إلى التعاون الاستخباراتي والسياسي والعسكري والسيبراني والتكنولوجي، إضافة إلى 


التعاون الاقتصادي والثقافي والرياضي، ولهذا فإن هذه النسخة من التطبيع تعتبر أكثر كيدا واختراقا 


للعمق العربي الإسلامي.
         لقد بدأت إرهاصات الموجة الثانية من التطبيع تطفح للعيان منذ العقد الأخير، وتمثلت في 


مجموعة من الاختراقات التي كانت تمهد لإخراج سيناريو التطبيع إلى العلن، ومن ذلك:
اللقاءات السرية الدورية التي جمعت بين مسؤولين صهاينة وبعض الوزراء والسفراء العرب في 


العواصم الأوروبية.
طباعة خارطة (إسرائيل) بدل فلسطين على الكتب المدرسية، ثم الادعاء بوقوع خطأ(غير مقصود).
حذف الآيات والأحاديث والنصوص التي تكشف صفات اليهود وجرائمهم من المناهج الدراسية.
النشاطات المشبوهة لبعض الجمعيات ذات الصلة بالدوائر الصهيونية كجمعية الروتاري، التي لها 


نشاطات في العديد من الدول العربية.
الزيارات المكثفة للفنانين والكتاب والمغنين العرب للكيان الصهيوني تحت غطاء السلام والتعاون 


الثقافي.
التطبيع الرياضي من خلال قبول منازلة الرياضيين الصهاينة.
بث الأفلام والوثائقيات التي تحاول رسم صورة وردية عن تاريخ اليهود وتقديمهم كحمائم سلام.
التغاضي عمدا عن دخول العديد من الصهاينة إلى الأراضي العربية غير المطبعة و(الراغبة فيه) 


والسماح لهم بالنشاط والمشاركة في الفعاليات الشعبية والفكرية.
الترخيص للطائرات الصهيونية بالمرور عبر المجال الجوي.
الإيعاز للعديد من الإعلاميين والكتاب والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة النقاشات 


الجدلية حول اليهود واتفاقات السلام والطعن في المقاومة، وظهور العديد منهم مع الصهاينة على 


الأنترنت أو في الواقع.
استضافة المسؤولين والمفكرين الصهاينة على القنوات العربية وفتح المجال لهم لمخاطبة الجمهور 


العربي.
       هذه الخطوات وغيرها لم تكن بريئة طيلة الفترة السابقة، حيث كانت تمهد لخطب جلل، وتسعى 


بخطوات مرحلية لإعادة تشكيل “وعي” الإنسان العربي المسلم، وتهيئته لاستساغة مثل هذه 


السجالات والسماح بتعاطيها ولو من باب “الأخطاء” أو”الاختلاف”، ويدرك المهتمون بحقل الإعلام 


وصناعة الرأي العام أن هذه الأساليب ما هي إلا مداخل لإعادة هندسة وتشكيل الوعي تمهيدا لإحلال 


وضع جديد، ومن أبرز أدوات تحقيق ذلك: الفن والدراما والإعلام والتعليم والعلاقات الدبلوماسية 


غير المعلنة. فالكثير ممن يروجون لسردية التطبيع يعتمدون المنهج الباطني اتقاءً لغَضْبَةِ الجماهير، 


ولأجل التسلل لِوَاذًا إلى مفاصل القرار السياسي والثقافي والتربوي، وغالبا ما تبنى خطواتهم وفق 


منهجية محكمة بدهاء.
         وبهذا ارتسمت معالم مرحلة جديدة بدأت تراسيمها تُخطُّ منذ سقوط العراق، ثم الانقسام 


الفلسطيني، ثم تدمير سوريا فاليمن وليبيا، ثم نكسة مصر، ومحاولات خنق التجربة التونسية 


وتوريطها في متاهة الاضطراب والانقسام، وإغراق لبنان والأردن في التيه والعجز السياسي 


والاقتصادي، أما المغرب فمنذ زمن الحسن الثاني قد اختار لعبة اللوبيهات والعلاقات السرية، وصولا 


إلى التطبيع المفضوح والانخراط بلا هوادة في(نادي الصهاينة العرب).
       وإزاء كل هذه الانتكاسات يبقى الخطر المستقبلي الذي يتهدد الأمة في أمنها القومي، والذي 


يجب أن تصوب تجاهه الأنظار، وتشتبك في محاربته الأفكار، هو تمدد خطر(الصهيونية العربية) هذا 


الوباء الذي إذا لم يجابه باستراتيجية مضادة وبتخطيط محكم من الدول المناهضة، سيفتك حتما 


بالمنظومة العربية والإسلامية بما في ذلك الدول التي بقيت عصية أمام الرياح العاتية لموجة 


التصهين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تفكيك "الصهيونية العربية"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية-
انتقل الى: