إعلام عبري: شعور بالإحباط داخل هيئة أركان الاحتلال
قالت وسائل إعلام عبرية، إن الشعور بالإحباط يسود "هيئة الأركان العامة" للاحتلال بسبب الإشكاليات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي بغزة، لغياب الهدف السياسي الواضح من الحرب.
ووفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية فإن "مجلس وزراء الاحتلال لم يحدد هدفًا طويل الأمد؛ مما أدى إلى إحباط الجنرالات"، الأمر الذي دفعهم للقول "لا توجد قرارات واضحة، ونحن نقاتل بلا هدف وعالقون في الوضع الراهن".
واعترف لواء المدرعات بأنهم يواجهون "حماس" التي تعمل بمنطق عسكري منظم، وتستخدم تكتيكات الفرق الصغيرة واستراتيجيات الحفاظ على قوتها القتالية"، وفقا للصحيفة.
وقالت إن جيش الاحتلال "اضطر إلى تفعيل ألوية الاحتياط في غزة؛ بسبب التوترات المتزايدة في الشمال ونقص القوات في الجنوب بسرعة".
وفي منتصف يوليو/ تموز الماضي، ذكر موقع "واينت" العبري، أن "هناك حالة من الغضب والإحباط تسيطر على أجواء مقاتلي الجيش بسبب عدم إقالة أي شخص مسؤول عن الفشل الاستخباراتي يوم 7 أكتوبر".
وقال الموقع في تقريره إن هناك "حالة من غضب وإحباط في النظام العسكري من التحقيق في إخفاقات الحرب..، وإن الوحدات المقاتلة تشعر بالإحباط من التحقيقات، وأبرزها تحقيق بئيري، الذي أثبت أن الجيش هو المسؤول الأول عن الفشل الذي حدث في 7 أكتوبر".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و750 شهيدا، وإصابة 91 ألفا و862 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.
ضباط احتياط لقيادتهم العسكرية: النصر في غزة ما زال بعيداً
وجه ضباط احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي رسالة إلى قيادتهم، أعربوا فيها عن إحباطهم من مسار حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، ومزاعم النصر المطلق التي يسعى إليها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وأفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، أن 71 ضابطاً من أصل 100 أكملوا دورة ضباط الاحتياط قبل شهر، بعثوا برسالة إلى رئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي وقيادة الجيش، أكدوا خلالها أن الوضع في غزة ما زال بعيداً عن النصر.
وكتب الضباط في رسالتهم التي لم تذكر الصحيفة تاريخ كتابتها: “من المهم لنا أن يعرف الجمهور أنه لا يمكن حسم الحرب بهذه الطريقة. الحروب تُحسم على الأرض. يتم احتلال الأراضي، تطهيرها، السيطرة عليها، ثم الانتقال إلى الهدف التالي”.
وأضافوا: “في الأيام الأخيرة، كنا مندهشين من التصريحات المتكررة من قبل القيادات العليا في الجيش والتي يقولون فيها إن النصر قريب، وأنه يمكن الانتقال إلى مرحلة الغارات المحدّدة فقط. نحن الذين جئنا من الميدان، نعرف جيدا أن الوضع ما زال بعيدا عن النصر”.
https://twitter.com/i/status/1813234262826434646وأوضح الضباط الإسرائيليون الذين قاتلوا في غزة، أن المقاومة الفلسطينية لا يزال ليدها قدرات قتالية، مثل الطائرات بدون طيار، والمدفعية، وبنية تحتية ضخمة من الأنفاق، وآلاف من المقاتلين المستعدّين لمواصلة القتال ضد الجيش، “هذا ليس نصرا!”.
ووصف الضباط الانتصارات التي يحققها جيش الاحتلال في الميدان بأنها “تكتيكية”، حيث كتب ضابط في الرسالة: “نحن نهزم العدو على المستوى التكتيكي، لكننا لا ننجح في تحقيق النصر الاستراتيجي لأن الإدارة غير صحيحة”.
وتابع: “نعرّض حياتنا للخطر لكي يتمكّن سكان الجنوب والشمال (المستوطنون) من العودة إلى منازلهم بأمان لعشرات السنوات القادمة. لتحقيق ذلك، لا يكفي الردع، نحن بحاجة إلى حسم واضح”.
وعلقت “يديعوت” على الرسالة بأن الصورة المختصرة التي نقلها الضباط تعني أن القيادة الإسرائيلية “تريد احتلالاً بدون خسائر، أو بقليل جدا منها. ويريدون عملاء يديرون المشهد في قطاع غزة لاحقا. ويريدون شعبا لا يعاديهم”.
https://twitter.com/i/status/1821249193576698143وقالت الصحيفة إن هذه المساعي “توليفة مستحيلة، ولو كانت ممكنة، لنجحت في الضفة الغربية، حيث تتوفّر قيادة قبلت العيش تحت بساطير الاحتلال، وتُفاخر بتقديس التنسيق الأمني، وحاولت إعادة تشكيل الوعي الشعبي ضد المقاومة”.
وتساءلت يديعوت إن كانت قيادة السلطة الفلسطينية نجحت في تحقيق ذلك طيلة السنوات الماضية، مؤكداً فشلها في ذلك، “فالعدد المهول من الأسرى والشهداء طوال الأعوام الأخيرة أفضل دليل على ذلك”.
ومنذ بدء الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دأب نتنياهو على تريد عزمه تحقيق النصر المطلق على المقاومة في غزة، قائلاً إن هذا “شرط ملزم للحفاظ على أمن إسرائيل. والطريق الوحيدة لضمان المزيد من اتفاقيات السلام التاريخية التي تنتظر على الأبواب”.
مفهوم "النصر المطلق" الذي طالما كرره نتنياهو بهوس شديد، كان قد صاغه الرئيس الأميركي روزفلت في كانون الأول/ديسمبر 1941 [أي منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية]. بعد مرور عام عليها، وذلك خلال اجتماع عقده مع تشرشل في الدار البيضاء، قام الاثنان بترجمة هذا المفهوم إلى شيء أكثر واقعية: لقد قررا إنهاء الحرب ضد ألمانيا واليابان فقط بـ"الاستسلام من دون شروط"، وهذا ما جرى في سنة 1945.
إذا حاولنا تطبيق هذه الرؤية على "حماس"، فإن معنى الاستسلام من دون شروط هو خروج يحيى السنوار ومَن حوله من الأنفاق، رافعين العلم الأبيض، وتسليم كل السلاح الموجود في حوزة "حماس"، وإطلاق كل المخطوفين.
إذا ما أردنا قلب الحلم الحلم الذي تبدد بعدما تبين أنه ليس إلا وهم من هراء، لوصلنا إلى نقطة الهزيمة المطلقة التي تجلّت في تصريحات المتحدث باسم جيش العدو اليوم، والتي لا تمثل اعترافاً صريحًا بالهزيمة، والعجز المطلق عن النصر.
إلى المهزومين، الذين لا يزالون يرون في إسرائيل قدراً، أو ربما إلهاً، لا يهرم ولا يهزم ولا يمرض ولا يموت، ها هي إسرائيل، بنسختها الأخيرة، بعد طوفان الأقصى.
نصر الله المقاومة ..
وكان رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق عاموس يدلين، قال إن نتنياهو يقود المجتمع الإسرائيلي نحو مأساة استراتيجية، مشيراً إلى استراتيجية النصر المطلق التي يتبعها وسط تعدد الجبهات المفتوحة سيجر “إسرائيل” إلى حرب استنزاف طويلة.