ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الاقتتال الداخلي: كيف نفهم معضلة القرن للوطن العربي؟ التجاني صلاح التجاني صلاح الإثنين 12 أغسطس 2024, 2:50 pm | |
| تختلف تسميات الاقتتال الداخلي البيني المسلح بحسب المجموعات والفواعل المقاتلة من حيث التكوين البنيوي تحدث الاشتباكات البينية أو الاقتتال الداخلي داخل المجموعة المقاتلة الواحدة لعدة أسباب، وتكون نتيجتها ومحصلتها في النهاية فشل المجموعة المقاتلة، وتفكّكها وتشظّيها، وذهاب ريحها في آخر الأمر.الغالب في حدوث هذا النوع من الاشتباكات والاقتتال البيني هو حدوثها داخل مجموعات ووحدات لم تتلقَّ تدريبًا جيدًا، ولم تكن لها قاعدة وخلفية حربية جيدة، وأساس قتالي ثابت؛ بمعنى آخر غير مؤهلة تمامًا، لذلك فإنَّ فرضية حدوث الاشتباك البيني الداخلي المسلّح تظلّ فرضية متوقعة الحدوث، وهاجسًا مؤرقًا في كل لحظة مع استمرار المعارك والعمليات واستطالة أمدها. - اقتباس :
إذا كان الاقتتال الداخلي المسلح بين المجموعات داخل إقليم واحد معين بسبب الأعراق والطبيعة الديمغرافية، فيكون هذا تطهيرًا عرقيًا، وهو أيضًا من أسوأ أنواع الاقتتال البيني الداخلي يمكن فهم الاشتباك أو الاقتتال البيني المسلح غير الدولي، بناءً على ذلك؛ بأنه حدوث اقتتال داخلي بين أفراد مجموعة أو وحدة واحدة على نحو غير متوقع، وذلك بعد تفاقم وتصاعد الخلافات الداخلية الناجمة من عدة أسباب مختلفة، ووصولها إلى النقطة الحرجة. أو هو اضطراب واقتتال داخلي؛ نتيجة ظهور الأخطاء البنيوية المتراكمة في جسم الوحدة المقاتلة الواحدة.في ذات السياق تختلف مسميات الاقتتال الداخلي البيني المسلح بحسب المجموعات والفواعل المقاتلة من حيث التكوين البنيوي؛ إذا كان الاقتتال داخل مجموعة أو وحدة واحدة بسبب من الأسباب الظاهرة أو المستترة – وهو ما سنعرض له لاحقًا في هذه المساحة – يصنف اقتتالًا أو اشتباكًا بينيًا داخليًا، وهو من أسوأ أنواع الاشتباكات الداخلية التي تتطلب وتستدعي إستراتيجية الحل الصفري على المستوى العسكري؛ لأن الهدف عند كلا الطرفين المتقاتلين ليس تحصيل أهداف الحرب، لكن إفناء الطرف الآخر المقاتل في نفس الوحدة فناء تامًا وحسب.أما إذا كان الاقتتال الداخلي المسلح بين المجموعات داخل إقليم واحد معين؛ بسبب الأعراق والطبيعة الديمغرافية، فيكون الاقتتال الداخلي تطهيرًا عرقيًا، وهو أيضًا من أسوأ أنواع الاقتتال البيني الداخلي، على نحو ما جرى في رواندا ويوغسلافيا سابقًا، وما تمارسه إسرائيل في فلسطين بكل غشم في الوقت الحاضر! - اقتباس :
ينشأ النزاع الداخلي المسلح في بعض الأحيان نتيجة توفر المكاسب والاغتنام في الحرب، وتكون المحصلة بدلًا من التوزيع العادل للمكاسب والثروة هي اندلاع اقتتال داخلي من أجل المكاسب ما الأدوات التي يمكن استعمالها لتقييم الخصائص المختلفة للنزاع المسلح غير الدولي؟توجد عدة أدوات يمكن استعمالها لتقييم الخصائص المختلفة للنزاع المسلح غير الدولي، منها على سبيل المثال:في هذا المقترب – وهو أحد المقتربات النظرية لتحليل النزاع – تم التأكيد على الاختلاف القائم بين المواقف التي تعني؛ ما يزعم الناس أنهم يريدونه من جهة، والمصالح التي تعني في حقيقتها لماذا يريد الناس ما يزعمون بأنهم يريدونه، من جهة أخرى.ويجادل هذا المقترب بأنه من الإمكان حل النزاع المسلح غير الدولي فقط، عندما يتم تركيز الفاعلين أثناء التفاوض على المصالح بدلًا من التركيز على المواقف، وعندما يعملون على التوصل إلى تطوير واستحداث معايير معينة ومقبولة من طرف الجميع للتعامل مع اختلافاتهم الراهنة.- مقترب الاحتياجات الإنسانية:
تجادل هذه النظرية بأن أسباب النزاعات تكمن في مجموعة من الاحتياجات الإنسانية التي لم يتم إرضاؤها، وتدعو هذه النظرية إلى تحليل هذه الاحتياجات، والعمل على التواصل بشأنها وإرضائها من أجل الوصول إلى حل النزاع.وهذا المقترب يهتم بوضع حدود للنزاع، من خلال ربط النزاع بالبيئة التي نشأ فيها، ومحاولة تجديد هذه العلاقة؛ قصد تغيير شكل النزاع. - اقتباس :
يمثل انعدام قيم العدل والمساواة داخل المجموعة المقاتلة أيضًا سببًا رئيسيًا في تفجُّر ووقوع الصراع والنزاع الداخلي أثناء سير المعارك، ويكون السبب هنا نفسيًا لدى الأفراد، ويمثل ذلك غبنًا وظلمًا واقعًا لا بد من إزالته متى حانت الفرص المناسبة أسباب ودوافع حدوث الاشتباكات البينية المسلحة غير الدولية:- تتابع الهزائم على المجموعة:
توالِي وتتابع الهزائم على المجموعة المقاتلة من الطرف الثاني، قد يكون سببًا أيضًا في اندلاع الاقتتال الداخلي داخل المجموعة المقاتلة، من ناحية تشريحيّة نفسية ربما يفقد الأفراد داخل المجموعة الثقة بالقائد الذي يتولى مسؤولية إدارة العمليات، حيث تتوالى الهزائم والخسائر؛ بسبب من قصور وخلل إدارته للحرب، ومن ثم يقوم الأفراد بتوجيه النيران إلى الداخل بدلًا عن الخارج، في محاولة لتصحيح المسار.ينشأ النزاع الداخلي المسلح في بعض الأحيان نتيجة توفر المكاسب والغنائم في الحرب، وتكون المحصلةُ بدلًا عن التوزيع العادل للمكاسب والثروة، اندلاعَ اقتتال داخلي من أجل المكاسب، يحدث هذا في الغالب عند جماعات المرتزِقة واللصوص، وربما عند الأفراد الذين يعظمون المصالح والمكاسب الشخصية.- انعدام العدل والمساواة داخل المجموعة:
يمثل انعدام قيم العدل والمساواة داخل المجموعة المقاتلة أيضًا سببًا رئيسيًا في تفجّر ووقوع الصراع والنزاع الداخلي أثناء سير المعارك، ويكون السبب هنا نفسيًا لدى الأفراد، بما يمثل ذلك غبنًا وظلمًا واقعًا لابد من إزالته متى ما تواترت الفرص المناسبة.- اندلاع القتال والنزاع الداخلي المسلح نتيجة الخطأ والرعب:
في بعض الحالات يندلع الاقتتال الداخلي نتيجة الخطأ من نيران صديقة، وريثما تصل المجموعة القتالية إلى حقيقة الموقف، يكون الاقتتال البيني المسلح قد أودى بحياة الكثيرين من الأفراد.- الفتنة والوشايات والدعايات النفسية:
تعتبر الفتنة من قبل أطراف وفواعل خارجية من مصلحتها إحداث أكبر قدر من الخسائر وسط المجموعة المقاتلة الواحدة، أيضًا من أكبر الأسباب والعوامل المؤدية لوقوع ونشوب الاشتباك البيني المسلح، غير أن هذا العامل يتطلب معرفة كبيرة واحترافية للإيقاع بين أطراف المجموعة، وفي ذلك تقوم الأطراف الأخرى باستعمال الدعاية النفسية والإعلامية، واللجوء للحيلة والخدع الإستراتيجية؛ التي من شأنها إحداث قدر كبير من زعزعة الثقة والاتزان لدى أطراف المجموعة المقاتلة الواحدة، خاصة إذا كان جلّهم من الجهلة. - اقتباس :
فساد المجموعة المقاتلة الواحدة بوقوع الاقتتال البيني الداخلي ينتج عن واحد من الأسباب السابقة أو ربما غيرها، وتكون محصلته انهيارا مفاجئا لكل المجموعات والوحدات المقاتلة، وبالتالي انهزاما وشيكا أمام الفاعل الآخر - الرغبة في تحقيق مكاسب وطموحات شخصية:
ولأن من نوازع النفس الإنسانية التوق للاستئثار بالمكاسب والخير، وتحصيل المصالح والطموحات الشخصية والنزعات الفردية، فإن هذا بحد ذاته يعتبر من أهم الأسباب المؤدية أيضًا لاندلاع الاقتتال البيني المسلح، خاصة إذا اجتمع في بعض الأفراد نزعات للطموحات الشخصية الفردية، مجتمعةً مع الشعور الداخلي بالعلو والعظمة والأهمية، وهذا ومثله يمكن قراءته في المجموعة الواحدة التي ينضم في صفوفها الكثير من أنصاف المتعلمين والجهلة والشخصيات غير السوية.- استقطاب أو اختراق خارجي لأفراد داخل المجموعة المقاتلة:
يمثل الاستقطاب الخارجي لبعض أفراد المجموعة المقاتلة الواحدة وتكوين شراكات متعددة بينهم، سببًا رئيسيًا من أسباب وقوع الاقتتال البيني الداخلي، إذ تقوم بعض الأطراف والفواعل الخارجية بعمليات استقطاب واسعة لعدد من الأفراد مع وعود مؤكدة بالمقابل المجزي حسبما اتفق عليه، من أجل إزاحة أي أطراف غير مرغوب فيها. وفي هذه الحالة تمثل هذه الأطراف تهديدًا وجوديًا لهم، ينبغي إزاحتهم بكل عنف.غير ذلك، يمكن أن نسرد أسبابًا أخرى تتمثل في القيادات الفاشلة، وتضارب المصالح، وتنامي النزعات الانفصالية داخل المجموعة الواحدة، أو وجود خلافات فكرية أو تنظيمية أو قبلية أو عقائدية داخل المجموعة.ما سبق ذكره من أسباب ومواقف ودوافع حدوث الاشتباكات البينية المسلحة داخل المجموعة المقاتلة الواحدة، يوضح جليًا في تقديري، أن حدوث ووقوع الاقتتال الداخلي البيني هو علامة من علامات فساد المجموعة المقاتلة، وفي الوقت ذاته عدم حدوث الاقتتال الداخلي البيني داخل المجموعة المقاتلة الواحدة هو علامة من علامات عافية ونجاعة المجموعة وصحتها وتحولها إلى قوة ضاربة.خلاصة القول: فساد المجموعة المقاتلة الواحدة نتيجة وقوع الاقتتال البيني الداخلي نتيجة سبب من الأسباب السابقة أو ربما غيرها، تكون محصلته انهيارًا مفاجئًا لكل المجموعات والوحدات المقاتلة، وبالتالي حدوث انهزام وشيك أمام الفاعل الآخر. |
|