ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75483 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: البنوك الإسلامية: حقيقة شرعية أم وهْم تسويقي؟ الإثنين 12 أغسطس 2024, 2:52 pm | |
| يجد المقترضون أنفسهم في وضع لا يختلف عن عملاء البنوك التقليدية مطالبين بالسداد ومعرضين للإفلاس في عالم المال والأعمال اليوم، تبرز البنوك الإسلامية كبديل يدّعي الالتزام بالشريعة الإسلامية. لكن هل هي حقًا كذلك؟ أم أنها مجرد إعادة تسمية للنظام المصرفي التقليدي؟ في هذا المقال، نستكشف واقع البنوك الإسلامية ونطرح تساؤلات جريئة حول مدى التزامها بمبادئ الاقتصاد الإسلامي الحقيقي. - اقتباس :
لاحظت أن العديد من الممارسات في البنوك الإسلامية لا تختلف جوهريًا عن البنوك التقليدية. فالاستصناع والمرابحة والمضاربة والتأجير مع الوعد بالتملك، كلها آليات تحاول تجنّب الفائدة المباشرة، لكنها في النهاية تؤدي إلى نتائج مماثلة للقروض الربوية رحلة البحث والاكتشافبعد تخرّجي في الجامعة، انصبّ شغفي على دراسة موضوعَين رئيسيين: البنوك والتمويل الإسلامي، والشركات الناشئة والتكنولوجيا. هذا الاهتمام قادني إلى دراسة الماجستير في إدارة الأعمال، مع التركيز على دراسة البنوك الإسلامية والتمويل. كوني من جيل الثمانينيات في العراق، عاصرت حرب الخليج، وشهدت انهيار القطاع المصرفي، في بلدي.مع تعمّقي في الدراسة، بدأت الشكوك تساورني حول مبدأ البنوك الإسلامية. أصبحت أكثر اقتناعًا بأن ما يسمى بالبنوك الإسلامية قد يكون مجرد وهْم تم تسويقه بعد فشل الدول الإسلامية في إنشاء نظام اقتصادي ومصرفي إسلامي حقيقي.الواقع المرّ للبنوك الإسلاميةلقد لاحظت أن العديد من الممارسات في البنوك الإسلامية لا تختلف جوهريًا عن البنوك التقليدية. فالاستصناع والمرابحة والمضاربة والتأجير مع الوعد بالتملك، كلها آليات تحاول تجنّب الفائدة المباشرة، لكنها في النهاية تؤدي إلى نتائج مماثلة للقروض الربوية.في حالات فشل المشاريع، يجد المقترضون أنفسهم في وضع لا يختلف عن عملاء البنوك التقليدية: مطالبين بالسداد، معرضين للإفلاس، ومواجهين لغرامات التأخير. الأسوأ من ذلك، أن بعض البنوك الإسلامية تفرض أرباحًا أعلى من نظيراتها التقليدية. - اقتباس :
يمكننا حماية المواطنين من الإفلاس، وبناء اقتصاد إسلامي حقيقي يساهم في نمو وازدهار مجتمعاتنا. إن التحدي كبير، لكن الفرصة أكبر لإحداث تغيير إيجابي يعود بالنفع على الجميع البحث عن البديل الحقيقيبعد سنوات من البحث، وجدت إجابتي في مكان غير متوقع: وادي السيليكون. هناك، اكتشفت نموذجًا استثماريًا يتماشى بشكل أفضل مع مبادئ الاقتصاد الإسلامي. في عالم الشركات الناشئة، يشارك المستثمرون في المخاطر والأرباح بشكل حقيقي. إذا نجحت الشركة، يربح الجميع. وإذا فشلت، يتحمل الجميع الخسارة دون إثقال كاهل روّاد الأعمال بالديون.هذا النموذج أقرب إلى جوهر الاقتصاد الإسلامي القائم على المشاركة في الربح والخسارة. وقد أثبت نجاحه من خلال إنتاج شركات عملاقة مثل آبل وغوغل وفيسبوك وتسلا وأمازون، والتي غيّرت وجه العالم.الدعوة إلى التغييرإن الوقت قد حان لإعادة النظر في مفهوم البنوك الإسلامية. علينا أن نتبنّى نموذجًا يحقق المبادئ الإسلامية الحقيقية في التمويل والاستثمار. أدعو الخبراء والمسؤولين في العالم الإسلامي للعمل على تطوير نظام مصرفي وتمويلي يعكس، حقًا، روح الشريعة الإسلامية، مستلهمين من نجاحات نماذج الاستثمار في الشركات الناشئة.بهذه الطريقة، يمكننا حماية المواطنين من الإفلاس، وبناء اقتصاد إسلامي حقيقي يساهم في نمو وازدهار مجتمعاتنا. إن التحدي كبير، لكن الفرصة أكبر لإحداث تغيير إيجابي يعود بالنفع على الجميع.لنفتح حوارًا بناءً حول هذا الموضوع الهام، بعيدًا عن الجدل العقيم، ولنعمل معًا على إيجاد حلول مبتكرة تجمع بين الأصالة الإسلامية والكفاءة الاقتصادية. |
|