صدمة في المؤسسة العسكرية بعد أحداث قرية جيتذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعيش حالة من الصدمة جراء الأحداث العنيفة التي شهدتها قرية شرق قلقيلية، حيث قام عشرات المستوطنين اليهود بشن هجوم واسع النطاق تخلله حرق منازل ومركبات فلسطينية، وإطلاق النار على المدنيين.
وأدى هذا الهجوم إلى استشهاد شاب فلسطيني يُدعى رشيد عبد القادر السدة، البالغ من العمر 23 عاما، وإصابة آخر بجروح خطيرة.
وبحسب مسؤول أمني إسرائيلي، فإن هذه الأحداث بدأت دون أي استفزاز أو مبرر، مما يشير إلى تصاعد مقلق لأعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة.
ووصف المسؤول هذه الأحداث بأنها تشكل تهديدا خطيرا للأمن والنظام العام في الضفة الغربية، مضيفا أن هناك شعورا بأن "القانون" لا يُطبق في مثل هذه الحالات، مما يزيد من تفاقم الوضع.
وفي خطوة غير مسبوقة، أصدرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بيانا أدانت فيه أعمال العنف بشدة، واصفة إياها بأنها طتتعارض مع القيم الأخلاقية لدولة إسرائيل".
كما أعرب وزير الجيش يوآف غالانت عن استيائه، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي X: "بينما يقاتل جنودنا لحماية دولة إسرائيل، تقوم حفنة من المتطرفين بأعمال شغب تضر بالأبرياء وتسيء إلى قيم الاستيطان".
من جانبه، أدان وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير أعمال العنف لكنه ألقى باللوم على الجيش الإسرائيلي لعدم اتخاذ إجراءات صارمة لردع "الإرهابيين" من قرية جيت.
وأضاف بن غفير: "يجب على الجيش الإسرائيلي تحمل المسؤولية في مواجهة الإرهاب، وحان الوقت لوزير الدفاع أن يغير منهجه ويتخذ إجراءات حازمة".
وأعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها العميق إزاء الأحداث، مشيرة إلى أن "الهجمات العنيفة التي ينفذها المستوطنون ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورا".
ودعت الإدارة الأمريكية السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية جميع المجتمعات في المنطقة وتقديم الجناة إلى العدالة.
وفي بيان لاحق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله أن الشاب الفلسطيني الذي استشهد خلال الهجوم نُقل إلى مستشفى رفيديا الحكومي في نابلس، حيث أكد الأطباء وفاته.
وأشارت إلى أن المصاب الآخر يتلقى العلاج في المستشفى نفسه وحالته خطيرة.
وفي محاولة لاحتواء الوضع، أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه أرسل قوات إلى موقع الحادث فور تلقيه البلاغ، حيث استخدمت هذه القوات وسائل لتفريق المتظاهرين وأطلقت النار في الهواء لتفريق مثيري الشغب.
كما أُلقي القبض على أحد المستوطنين المتورطين في الهجوم وتم تسليمه للشرطة للتحقيق معه.
وأكد الجيش أنه يجري تحقيقا مشتركا مع "الشاباك" والشرطة لتحديد ملابسات الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان رسمي أن "الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن هم المعنيون بمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن، وليس أي جهة أخرى".
وأضاف أن "من تورط في هذه الأعمال سيُعتقل ويُقدم للمحاكمة".
كما أدان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش أعمال الشغب، مؤكدا أن "المعتدين لا يمثلون المستوطنين ولا قيمهم، وأنهم مجرمون يجب محاسبتهم بالقانون".
ودعا إلى البناء والتطوير القانوني للمستوطنات، مع الرفض التام لأي مظهر من مظاهر العنف الفوضوي.
وفي وقت سابق من الليلة، أدان الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أعمال العنف بشدة، واصفا إياها بأنها "تضر بالسكان المستوطنين الملتزمين بالقانون وباسم ومكانة إسرائيل الدولية".
وأكد هرتسوغ أن "هذه الأعمال ليست جزءا من القيم اليهودية ولا من تعاليم التوراة، ويجب على السلطات التحرك بسرعة لتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة"