الانتخابات الجزائرية: عمليات الفرز تظهر حصول تبون على ثلاثة أرباع الأصوات
أظهرت نتائج عمليات الفرز الأولية للأصوات في الانتخابات الرئاسية الجزائرية تقدم الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون بحصوله على نحو ثلاثة أرباع الأصوات، أمام منافسيه رئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني، والسكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، فيما أعلنت السلطة المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 48.03%، مقتربة بذلك من النسبة المسجلة في الانتخابات السابقة عام 2019.
وأظهرت عمليات فرز الأصوات في مكاتب الاقتراع في الولايات، تفوقاً كبيراً لتبون على منافسيه، ففي مقاطعة سيدي نعمان بولاية المدية (120 كيلو متر جنوبي العاصمة الجزائرية) على سبيل المثال، حصل تبون على 2594 صوتاً، في مقابل 294 صوت لحساني، و81 صوت لأوشيش، وفي مركز الرغاية في الضاحية الشرقية للعاصمة الجزائرية، حصل الرئيس الجزائري على ستة آلاف صوت، بينما حصل حساني على أكثر من 700 صوت، وأوشيش على أكثر من 500 صوت.
وفي مقاطعة عين الكبيرة بولاية سطيف، فقد حصل تبون على أكثر من أربعة آلاف صوت، في مقابل 420 صوت لحساني و334 لأوشيش، مع تسجيل أكثر من ألف ورقة تصويت، ونسبة مشاركة متدنية بأقل من 25 في المائة، وتنطبق نفس النتائج على الفرز في الخارج، حيث فاز عبد المجيد تبون على منافسيه أيضا، ففي قنصلية الكاف بتونس، حصل تبون على 1890 صوت، مقابل 60 صوتاً لأوشيش، و59 لحساني من مجموع أكثر من ألفي صوت.
وإن كانت هذه النماذج يمكن أن تمثل صورة عن باقي النتائج مع تباين المناطق والكثافة الانتخابية، فإن ذلك يعني أن تبون يتوجه للحصول على نسبة أصوات أكبر من تلك التي حصل عليها في انتخابات عام 2019، (بحدود 75 في المئة) خاصة مع انضمام خمسة أحزاب سياسية كانت قد نافسته بمرشحيها في الانتخابات السابقة، وتشكل في الوقت الحالي الأغلبية النيابية الموالية له.
وحملت الانتخابات الرئاسية مفاجئة غير سارة بالنسبة للسلطة السياسية والرئيس الجزائري خاصة، تتعلق بنسبة التصويت التي بلغ معدلها فيما بين الولايات 48.03% (منها 19.57 في الخارج ) وهي نسبة تقترب من تلك التي سجلت في انتخابات عام 2019، التي لم تتجاوز 40%، على الرغم من قرار سلطة الانتخابات تمديد التصويت بساعة في كل مكاتب التصويت في الولايات، مع فارق أن انتخابات السابع من سبتمبر/ أيلول تمت في ظروف أفضل بكثير من الرئاسيات السابقة حيث كانت مظاهرات الحراك مستمرة، وحملة المقاطعة السياسية والشعبية واسعة، وهو ما يطرح أسئلة بشأن مآلات الحملات الضخمة التي قامت بها السلطة والأحزاب وهيئات المجتمع المدني لإقناع الجزائريين بالمشاركة في الاقتراع الرئاسي.
وتؤشر هذه النسبة على فشل كبير بالنسبة للسلطة، ومجموع الأحزاب التي قدمت مرشحين أو تلك التي دعمت الرئيس الجزائري المنتهية ولايته، في إقناع أكثر من نصف الناخبين بعدم مقاطعة التصويت. كما يمكن أن يفهم من ذلك عدم اقتناع قطاع واسع من الشباب خاصة، بالخيارات التي انتهجها تبون في ولايته الرئاسية الأولى، ومستوى الإحباط الذي مازال قائما لدى غالبية الجزائريين بعد الحراك الشعبي.