ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: العمارة في صورتَين.. إسلامية وغربية الأحد 18 أغسطس 2024, 12:16 pm | |
| تعتبر العمارة مرآة عاكسة لحضارة وتراث الشّعوب، فهي لا تقتصر على كونها مأوى للإنسان، بل تتعدّى ذلك لتشكل جزءًا لا يتجزأ من هويته الثقافية ونفسيته. وفي هذا المقال، سنتناول مقارنة بين العمارة الإسلامية والعمارة الغربية، مع التركيز على التأثيرات النفسية والثقافية التي يخلقها كلّ منهما. - اقتباس :
تعتبر الخصوصية قيمة أساسية في الثقافة الإسلامية، لذلك يتم تصميم المباني لتوفير أقصى قدر من الخصوصيّة للأفراد والعائلات العمارة الإسلامية.. روحانية المكان والخصوصيةتتميز العمارة الإسلامية بجمالها وروعتها، حيث تسعى إلى خلق تجربة إيمانية عميقة للمصلين والزوار، وتتجلى هذه الروحانية في العديد من العناصر المعمارية، مثل القباب والمآذن والأقواس والزخارف المعقدة.- الخصوصية: إحدى أبرز السمات التي تميز العمارة الإسلامية هي في التركيز الشديد على الخصوصية؛ فالمساجد والقصور الإسلامية غالبًا ما تكون مفتوحة إلى الداخل أكثر منها إلى الخارج، ما يخلق جوًا من الهدوء والانعزال، ويعود هذا التركيز على الخصوصية إلى عدة أسباب:
- الحاجة إلى التأمل والعبادة: تشجع العمارة الإسلامية على التأمل والعبادة، لذا فإن التصميم الداخلي يوفر مساحات هادئة ومغلقة، تساعد على التركيز والانقطاع عن العالم الخارجي.
- الحفاظ على الخصوصية: تعتبر الخصوصية قيمة أساسية في الثقافة الإسلامية، لذلك يتم تصميم المباني لتوفير أقصى قدر من الخصوصية للأفراد والعائلات.
- الحماية من العوامل الخارجية: تحمي التصاميم الداخلية للمباني الإسلامية من الحرارة والبرد والرياح، ما يوفر بيئة مريحة ومستقرة.
- الجمال والزخرفة: تُستخدم الزخارف الإسلامية بشكل واسع في تزيين الجدران والأعمدة والسقوف، وهي تعكس إيمان المسلمين بالجمال كإحدى صفات الله. وتساهم هذه الزخارف في خلق جو من الهدوء والاسترخاء، وتشجع على التأمل والتدبر.
- الرمزية: تحمل العديد من العناصر المعمارية في الإسلام معانيَ رمزية عميقة؛ فالقبة مثلًا تمثل السماء، والمئذنة ترمز إلى التوحيد، والأقواس تعبر عن الانتقال من الحياة الدنيا إلى الآخرة.
- اقتباس :
تلك الأبراج الشاهقة، التي تتنافس في اقتحام السماء، هي في الحقيقة أبراج عاجية معزولة، تعكس صراعًا أبديًا بين الفرد والجماعة، بين الرغبة في الارتقاء والاندماج في كتلة بشرية متجانسة العمارة الغربية.. وظيفية وجمال وانفتاحتطورت العمارة الغربية عبر العصور، متأثرة بالثورات الصناعية والتغيرات الاجتماعية.. تتميز بالتنوع، كما تتميز – على عكس العمارة الإسلامية – بانفتاحها على الخارج، حيث يتم تصميم المباني للاستفادة القصوى من الضوء الطبيعي والإطلالات الخارجية، حيث تتكيف مع الاحتياجات المتغيرة للمجتمع.وتبدو العمارة الغربية المعاصرة كمتاهة من الزجاج والصلب، تحاكي في تصميماتها المتشابهة عجلة القرضة التي لا تتوقف عن الدوران؛ فهي تعكس بوضوح هيمنة الثقافة الاستهلاكية، حيث تُبنى المباني كسلع تعرض في واجهات المتاجر، كلّ منها يسعى للتغلّب على الآخر في الابتكار والتفرد الزائف.فالواجهات الزجاجية اللامعة، التي تعكس سماءً متغيرة الألوان، تخفي وراءها فراغًا داخليًا هائلًا، كأنها قشور لامعة تغطي نواة فاسدة. وتلك الأبراج الشاهقة، التي تتنافس في اقتحام السماء، هي في الحقيقة أبراج عاجية معزولة، تعكس صراعًا أبديًا بين الفرد والجماعة، بين الرغبة في الارتقاء والاندماج في كتلة بشرية متجانسة.. أفتحقّق هذه العمارة المعاصرة حقًّا سعادة الإنسان، أم هي مجرد قفص ذهبي يسجن فيه؟مقارنةمقارنة بين العمارة الإسلامية والعمارة الغربية (الجزيرة) العمارة الإسلاميّة والعمارة الغربية تعتبران نموذجين مختلفين للتفكير في العلاقة بين الإنسان والفضاء المادي، ولكل منهما قيم جمالية وثقافية خاصة به.. ومن خلال فهم هذه الاختلافات، يمكننا تقدير التنوّع والثراء في التعبير المعماري الإنساني. |
|