منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الانتخابات الرئاسية في تونس؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأحد 25 أغسطس 2024, 11:30 pm

انتخابات الرئاسة التونسية.. بدايات سيئة في انتظار الأسوأ
بعد فترة من الجدل والترقب من جهة المتابعين والمعارضين، ومن الغموض والتكتم من جهة 

السلطة، أصدر قيس سعيد، الرئيس المنتهية ولايته، في الثاني من شهر يوليو/تموز 2024، 

الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين التونسيين للاقتراع في الانتخابات الرئاسية يوم السادس من 

أكتوبر/تشرين الأول القادم، قبل يومين فقط من نهاية الآجال القانونية.

أنهى هذا الإعلان "المتعثر" الجدلَ حول تنظيم الانتخابات الرئاسية من عدمها، ليفتح المجال 

لجدل جديد حول سلامة البيئة الانتخابية التي تُجرى في إطارها هذه الانتخابات من حيث الإطار 

القانوني والإجراءات والهيكل المنظم ومدى احترام معايير الانتخابات الحرّة، النزيهة، والشفافة 

التي تضمن للمترشحين تكافؤ الفرص، وتضمن للناخب حرية الاختيار، وتعطي للفائز شرعية 

كاملة.

تأتي هذه الانتخابات الرئاسية في سياقات متقابلة حدّ التناقض أحيانًا، كما تأتي وقد تعلّقت بها 

انتظارات متباينة ومتضادة. من جهة السلطة، تسعى هذه الانتخابات إلى تمكين قيس سعيد، 

الرئيس المنتهية ولايته، من الفوز بعهدة رئاسية ثانية؛ لاستكمال تركيز مشروعه السياسي، 

وتثبيت أركان حكمه على أنقاض عشرية الانتقال الديمقراطي واستحقاقات ثورة الحرية والكرامة 

(2011)، وتحقيق "معركة التحرر الوطني".

في سياق مقابل، ترى المعارضة أن هذه الانتخابات فرصة هامة لتحقيق تداول سلمي على 

السلطة ينهي بالصندوق حكم قيس سعيد الفردي والاستبدادي، ويفتح باب إنقاذ تونس من 

الانهيار المالي والاقتصادي والانفجار الاجتماعي وربما الفوضى والاحتراب الأهلي.

ومن جهة ثالثة، تأتي هذه الانتخابات في سياق عزوف شعبي واسع عن الاهتمام بالشأن العام، 

وتراجع الثقة في الحكم والمعارضة، قد يترجمه ضعف المشاركة في الاقتراع.

بدايات متعثرة
مما يزيد في تعقيدات هذه الانتخابات الإشكاليات العديدة المتعلقة بالبيئة الانتخابية، التي يراها 

المتابعون في المجتمع المدني والمعارضون السياسيون لحكم قيس سعيد، خروقات خطيرة تمسّ 

مصداقية الانتخابات وتشكك في نتائجها.

وتبدو هذه البدايات المتعثرة واضحة في كل مقومات البيئة الانتخابية المباشرة وغير المباشرة، 

وهي:

الهيكل المشرف على تنظيم الانتخابات: الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وهي هيكل مطعون في 

استقلاليته؛ لأنه معيّن بمقتضى أمر رئاسي من طرف الرئيس قيس سعيد في أبريل/نيسان 

2022، حيث أعطى لنفسه الحق في تحديد تركيبتها وتعيين رئيسها وعضوين من أعضائها 

السبعة، وتحديد قوانينها وصلاحياتها.
ويقضي هذا المرسوم عمليًا بحلّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات المنتخبة من طرف البرلمان 

(2014)، وتجديد ثلث أعضائها، وانتخاب رئيس جديد لها (2019). بهذا التعيين الرئاسي لهيئة 

الانتخابات، أصبح قيس سعيد المترشح للانتخابات خصمًا وحكمًا في نفس الوقت، وفقدت الهيئة 

استقلاليتها، وهو ما أكده، حسب مراقبين ومتابعين، أداءُ الهيئة في الاستحقاقات الانتخابية 

الثلاثة التي نظمتها خلال حكم قيس سعيد.

القانون الانتخابي أو الإطار التشريعي المنظم للانتخابات: القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 

المؤرخ في 26 مايو/أيار 2014 المتعلق بالانتخابات والاستفتاء، والذي تمّ في إطاره تنظيم 

الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2014 ثم في 2019 والانتخابات المحلية في 2018، تم 

تنقيحه بمرسوم رئاسي من سعيد عدد 55 لسنة 2022 بتعديل فصول، وإلغاء فصول، وإضافة 

أخرى بناءً على دستور قيس سعيد (2022)، قبل تعديله مرة ثانية بمرسوم رئاسي جديد في 

أكتوبر/تشرين الأول 2022، أي خلال الزمن الانتخابي الذي لا يمكن فيه تغيير قواعد العملية 

الانتخابية.
شملت هذه التعديلات تغيير نظام الاقتراع على القوائم إلى الاقتراع على الأفراد، وتغيير شروط 

الترشح وكيفية تقديم الترشحات، بالإضافة إلى مسائل أخرى. كما شملت التعديلات إضافة مسائل 

لم تدرج من قبل في القوانين الانتخابية السابقة، كمسألة سحب الوكالة من أعضاء المجالس 

المنتخبة.

لم تقتصر التجاوزات التي مست القانون الانتخابي على ما أصدره الرئيس قيس سعيد من 

تنقيحات تتسم بالأحادية، وتكرّس الحكم الفردي الاستبدادي، وتحكم وضع اليد على منظومة 

الانتخابات برمتها، بل كان لهيئة الانتخابات هي الأخرى "تجاوزاتها" باستعمالها اختصاصات 

وصلاحيات لا تعود إليها، وإنما إلى المجلس النيابي.

فبينما كانت التراتبية في إصدار التشريعات تقتضي أن يتولى مجلس نواب الشعب سنّ قوانين 

جديدة، تعديلًا أو أصالة، بناءً على ما جاء في دستور (2022)، اختارت هيئة الانتخابات "

المبادرة" بطريقة أحادية هي الأخرى بإصدار قرار عدد 544 لسنة 2024، المؤرخ في 4 

يوليو/تموز يتعلق بقواعد وإجراءات الترشح للانتخابات الرئاسية، يتضمن جملة من الإجراءات 

والتراتيب المنظمة للانتخابات الرئاسية، وخاصة في مسائل ذات صلة بشروط الترشح وبالتزكيات 

الشعبية.

من الأمثلة على ذلك اشتراط وثيقة ثبوت الجنسية التونسية للمترشح ولأمه وأبيه وجده لأمه 

وجده لأبيه، واشتراط ضمان مالي قدره عشرة آلاف دينار، ونسخة ورقية من قائمة التزكيات 

وعددها عشرة آلاف تزكية شعبية، أو عشر تزكيات لنواب في المجلس النيابي، أو المجلس 

الأعلى للجهات والأقاليم مع نسخة رقمية مطابقة للورقية في أسماء المزكين وترتيبهم.

كما اشترطت على المترشحين الاستظهار بوثيقة السجل العدلي واعتبارها شرطًا في قبول مطلب 

الترشح، مع العلم بأن مصالح وزارة الداخلية تحتكر منح هذه الوثيقة. كما طالبت المترشحين 

الذين لهم قضايا منشورة أمام القضاء بتقديم شهادة نشر في هذه القضايا، وهي وثيقة غير 

موجودة أصلًا، أو مضمون حكم في القضايا التي صدر فيها حكم باتّ.

لم تتوقف معاناة المترشحين، وخاصةً المنافسين الجِدّيين لقيس سعيد، عند هذه الصعوبات 

والعراقيل التعجيزية، وإنما تجاوز الأمر إلى حدّ مقاضاتهم (سبعة مترشحين من بين أربعة عشر 

مترشحًا) بناءً على "مخالفات في سجلّ التزكيات" بثمانية أشهرٍ سجنًا، والحرمان مدى الحياة 

من الترشح للانتخابات الرئاسية، لتكتمل بذلك ما يمكن تسميته بالمجزرة الانتخابية؛ لإخلاء 

الساحة من كل المنافسين وفسح المجال أمام قيس سعيد ليسابق ظله في مضمار خالٍ من 

المنافسين.

الإعلام: انتقل الإعلام في حكم سعيد من إعلام عمومي إلى إعلام رئاسي، حيث تم غلق كل 

منابره أمام كل المعارضين من السياسيين ومن نشطاء المجتمع المدني، ولم يسلم من ذلك حتى 

الإعلام الخاص الذي وجد نفسه مرغمًا على الإذعان لضغوطات السلطة وتهديداتها ومقايضتها 

بين الانخراط في أجندة سعيد أو الملاحقات والإفلاس.
فقد تم إلغاء كل البرامج السياسية وسجن العديد من الصحفيين والمعلقين وكذلك المدونين بناءً 

على المرسوم عدد 54 المقيّد لحرية الإعلام، والذي ذهب ضحيته حتى اليوم أكثر من ألف 

وسبعمائة بين معتقل وسجين، الشيء الذي أضفى نوعًا من صمت القبور على المشهد الإعلامي 

التونسي بعد أن كانت الأصوات فيه حرة وعالية زمن عشرية الحريات والانتقال الديمقراطي 

(2011-2021).

الاعتقالات والمحاكمات: شملت عددًا غير قليل من القيادات السياسية المعارضة من كل الأطياف 

تقريبًا، ولم تنفك تتوسع لتشمل السياسيين والنقابيين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني. من 

ضمنهم مترشح محتمل منافس لقيس سعيد هو الدكتور لطفي المرايحي الأمين العام لحزب الاتحاد 

الشعبي الجمهوري، وآخرون منعوا من تقديم ترشحاتهم مثل عبير موسي رئيسة الحزب 

الدستوري الحر، وغازي الشواشي الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي، وعصام الشابي 

الأمين العام للحزب الجمهوري.
هذا إضافة، كما أسلفنا ذكره، إلى السبعة المترشحين المحتملين الذين تمت مقاضاتهم بثمانية 

أشهرٍ سجنًا مع الحرمان مدى الحياة من الترشح للانتخابات الرئاسية.

الأزمة الاقتصادية والضيق الاجتماعي: تزداد حدتها وتعاظم مخاطرها خلال الثلاث سنوات من 

الحكم الفردي المطلق لقيس سعيد، الذي أظهر فيها عجزًا وفشلًا ذريعًا لا تخطئه العين في تدبير 

الشأن الاقتصادي والاجتماعي.
لقد وجد المواطن – الذي قد يكون تأمل خيرًا في قيس سعيد عندما أعلن إجراءاته الاستثنائية 

مساء 25 يوليو/تموز 2021 وأطلق وعوده وتباشيره بتغيير واقع التونسيين ومعيشتهم نحو 

الأفضل – نفسَه اليوم يعاني من غلاء الأسعار، ومن طوابير البحث عن المواد الأساسية المفقودة 

من الأسواق، ومن مزيد من تدني خدمات المرافق العامة، خاصة في مجالات الصحة، والنقل، 

والتعليم.

لم يمضِ وقت طويل حتى تحول التونسي من الأمل في التغيير مع قيس سعيد إلى خيبة أمل 

جديدة، وربما البحث عن تغيير قيس سعيد نفسه.

عندما تجتمع كل هذه المعطيات في سنة انتخابية هامة، فإنها لا تعطي سوى بيئة انتخابية محتقنة، 

تشقها تجاذبات حادة بين السلطة والمعارضة نتيجة تجاوزات عديدة صارخة ومفضوحة تقف 

وراءها إرادة سياسية تريد أن تتحكم في المسار ونتائجه.

ومثلما كانت بدايات مسار الانتخابات متعثرةً ومحفوفة بالعديد من الثغرات المخلّة، فإن النهايات 

والمآلات هي الأخرى قد تكون مفتوحة على الأسوأ؛ ما بين إلغاء الانتخابات بحكم قضائي أو 

بقرار سياسي يستند إلى حكم قضائي من المحكمة الإدارية، أو المرور بالقوة ومواصلة المسار 

بإخلالاته والإعلان عن نتيجة معلومة مسبقًا ومطعونٍ فيها لاحقًا لافتقاد البيئة الانتخابية كلَّ 

الشروط والمعايير التي تجعل منها حرة، ديمقراطية، شفافة، ونزيهة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأحد 25 أغسطس 2024, 11:31 pm

انتخابات 2024.. الاستمرار مع قيس سعيد أم بداية جديدة لتونس؟
مع إصدار الأمر الرئاسي لدعوة الناخبين للاقتراع يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأول القادم، 

دخلت تونس المنعرج الأخير في الأجندة السياسية التي ضبطها الرئيس قيس سعيد في 

سبتمبر/أيلول من سنة 2021 بعد أشهر قليلة من إعلانه يوم 25 يوليو/تموز عن إجراءاته 

الاستثنائية لإدارة شؤون البلاد، وأهمها تجميد عمل البرلمان المنتخب سنة 2019، وغلق مقراته 

بدبابة عسكرية وإقالة الحكومة وتجميع كل السلطات التشريعية والتنفيذية والرقابية وحتى 

القضائية.

تفكيك منظومة الثورة
أغلقت إجراءات قيس سعيد وطريقة تدبيره للشأن العام قوس تجربة الانتقال الديمقراطي 

التونسية التي استمرت عشر سنوات (2011-2021) عرفت فيها تونس العديد من النجاحات 

وخاصة في المسار السياسي الديمقراطي وفي مجال الحريات، كما عرفت فيها الكثير من 

الخيبات؛ نتيجة تعثر الانتقال الاقتصادي والاجتماعي، ما جعل المواطن الذي استبشر بالثورة 

والتفّ حولها في البداية يداخله الشك فيها، ويضعف أمله في قدرتها على تغيير حياته نحو 

الأفضل بتحقيق مطالبها في الكرامة والعدالة الاجتماعية.

نجح قيس سعيد في تفكيك منظومة الثورة والانتقال الديمقراطي لبنةً لبنةً حتى لم يبقَ منها شيء 

يذكر. حلّ سعيد الهيئات المنتخبة، فألغى بعضها مثل هيئة مكافحة الفساد، وأعاد تشكيل بعضها 

الآخر، مثل؛ المجلس الأعلى للقضاء، وهيئة الانتخابات، كما نجح في إخراج الأحزاب السياسية 

-وخاصة منها الفاعلة زمن عشرية الانتقال الديمقراطي – من العملية السياسية، بمنعها من 

المشاركة في الانتخابات بصفتها، والتضييق عليها بالملاحقات والمحاكمات، وغلق المقرّات مثلما 

حصل مع حركة النهضة وجبهة الخلاص الوطني.

رغم كل هذه الإجراءات "القوية" من جهة قيس سعيد، نجحت المعارضة وخاصة جبهة الخلاص 

الوطني وتنسيقية الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية في إثبات وجودها والمحافظة على ديناميكية 

معارضة لحكم سعيد، الذي تصفه بالانقلاب على الديمقراطية، من خلال تحريك الشارع 

الديمقراطي في مناسبات عديدة والدعوة لمقاطعة الاستحقاقات الانتخابية التي نظمها قيس سعيد: 

(الاستشارة الوطنية، الاستفتاء على الدستور، الانتخابات التشريعية وأخيرًا انتخابات المجلس 

الوطني للجهات والأقاليم)  ما جعل، لأسباب أخرى، نسبة الاقتراع في كل هذه المحطات الانتخابية 

هي الأضعف على الإطلاق ليس تونسيًا فقط بل عالميًا أيضًا إذ لم تتجاوز 8 و11 بالمائة.

تونس في مفترق طرق
مع الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها بداية أكتوبر/ تشرين الأول القادم، فإن تونس، أكثر من 

أي وقت مضى، في مفترق طرق يفتح على طريقين متقابلين يتحدد على أساس كل واحد منهما 

مستقبل معين لتونس لعقود قادمة.

الطريق الأول، طريق الاستمرارية؛ حيث يفتح على عهدة رئاسية ثانية لقيس سعيد، والطريق 

المقابل، طريق التغيير، الذي يفتح على إنقاذ تونس من مخاطر الانهيار الاقتصادي، والانفجار 

الاجتماعي، وعلى استعادة الديمقراطية والحريات.

تبدو هذه الانتخابات لحظة مفصلية بين زمنَين تبدو فيها الرهانات كبيرة، زمن بدأ مع إجراءات 

25 يوليو/تموز 2021 سعى فيه قيس سعيد إلى تغيير النظام السياسي، وأسس التعاقد الاجتماعي 

من خلال دستور (2022) صاغه بنفسه وفصّله على مقاسه، غيّر فيه النظام السياسي من 

برلماني معدّل (دستور 2014) إلى نظام رئاسي تجتمع فيه كل السلطات بين يدي رئيس يفعل ما 

يريد بدون محاسبة ولا رقابة ولا مساءلة.

كما غيّر فيه منظومة الحكم من سلطة تشريعية بغرفة واحدة (البرلمان) إلى سلطة تشريعية 

بغرفتين: (البرلمان والمجلس الوطني للجهات والأقاليم)، واستبدل فيه الديمقراطية التمثيلية 

وأساسها الأحزاب، بالديمقراطية المباشرة وأساسها الأفراد، كما همّش الأجسام الوسيطة من 

أحزاب ومنظمات وهيئات وجمعيات وحلّ بعضها وجعل بعضها الآخر تحت الضغط والتهديد 

بالملاحقات والمحاكمات، ووصم الجميع بالخيانة والتآمر والتعطيل.

يدخل قيس سعيد سباق الانتخابات الرئاسية بحصائل ضعيفة جدًا لا تكاد تذكر، رغم جمعه كل 

السلطات وتصرفه في كل الموارد. فقد تراجعت فيه عهده الحريات الفردية والجماعية وخاصة 

بعد إصدار المرسوم 54 الذي ضيّق على حرية التعبير حدّ إلغائها، إذ كانت كلفته إلى اليوم أكثر 

من ألف وسبعمائة سجين رأي، حسب مصادر رسمية.

كما تراجعت الحياة الحزبية والجمعيّاتيّة إلى حدود لم تبلغها حتى في أحلك زمن الرئيسين 

الأسبقَين؛ بورقيبة وبن علي، والأخطر كان من نتائجه تراجع المشاركة المواطنية في الاهتمام 

بالشأن العام، ويبقى الأسوأ في حصائل حكم سعيد في المجالين؛ الاقتصادي والاجتماعي، حيث 

تراجعت كل المؤشرات إلى مستويات غير مسبوقة، تعاظمت معها مخاطر الانهيار الاقتصادي، 

وفتحت الباب على مخاطر الانفجار الاجتماعي.

فقد زادت خيارات وسياسات قيس سعيد منذ 25 يوليو/تموز، وطريقته في تدبير الشأنين؛ 

الاقتصادي والاجتماعي من خطورة الأزمة الاقتصادية والمالية، وجعلت الإصلاح وإعادة التوازن 

أمرًا صعبًا، ما جعل نظام سعيد يواجه تحديات كبرى لتفادي النتائج الكارثية لهذه الأزمة.

ورغم تعاظم المخاطر يومًا بعد يوم، اختارت سلطة الأمر الواقع عدم تطبيق الإصلاحات 

المطلوبة؛ مخافة اندلاع أزمة اجتماعية تضاف إلى الأزمة السياسية الحادة. اختار سعيد الطريق 

الأسهل سياسيًا وهو المماطلة وكسب الوقت عبر اتخاذ إجراءات جزئية لتأجيل الانهيار، مقابل 

الإعراض عن أخذ الإجراءات اللازمة للإصلاح الكلي ما سيؤدّي على الأرجح حسب الخبراء إلى 

تفاقم الأوضاع على المدى المتوسط، وإلى الاقتراب أكثر نحو الانهيار الاقتصادي في المستقبل، 

خاصة بعد تسجيل نسبة نمو سلبية في النصف الأول من سنة 2024 الانتخابية، لا تزيد عن 

0.02 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.

تبدو حصائل حكم قيس سعيد في كل المجالات "صفرية"، حتى التي جعل منها وقودًا يوميًا 

لخطابه الشعبوي، مثل؛ مقاومة الفساد، ومحاربة الاحتكار، وتحسين الخدمات، فقد استشرى 

الفساد أكثر من قبلُ، وافتقد المواطن العديد من المواد الأساسية من الأسواق، وارتفعت أسعارها 

بما في ذلك المواد التي تحتكر الدولة، توريدها وتوزيعها، مثل؛ القهوة والسكر وغيرهما.

حصيلة صفرية
كما تراجعت خدمات المرفق العام في الصحة والتعليم والنقل، وتوسعت الهوة في التنمية بين 

الجهات، وارتفعت معدلات البطالة في أوساط الشباب، وزادت معها الهجرة غير النظامية نحو 

أوروبا، يضاف إلى كل ذلك فشل السلطة في إدارة ملف الأفارقة الوافدين من دول جنوب 

الصحراء بأعداد كبيرة ومتزايدة ولّدت حالة من الاحتقان الشعبي، والشعور بعدم الأمان على 

الأرواح والأرزاق.

الأخطر من هذه الحصائل الصفرية، هو خطاب الاستمرار والمواصلة في اعتماد نفس المقاربات 

التي أدّت إلى هذه الوضعية الكارثية من طرف قيس سعيد، وحالة الإنكار التي تملأ خطابه؛ إنكار 

الفشل البيّن في كل شيء، بما في ذلك تراجع شعبية قيس سعيد، وتراجع نوايا التصويت له في 

الانتخابات الرئاسية المقبلة إلى حدود 10 بالمائة حسب العديد من استطلاعات الرأي.

أدخل قيس سعيد تونس في ديناميكية سلبية في كل المسارات، حتى لم يعد العارفون بتونس 

يعرفونها بعد أن استحكمت في شعبها – وربما نخبها وشبابها أيضًا – مشاعر عدم الرضا عن 

الواقع والمخاوف من المستقبل، في ظل تواصل نمط حكم سعيد بدون أفق حقيقية في التغيير نحو 

الأفضل.

الزمن الثاني، هو زمن استعادة الأمل في التغيير بغلق قوسَي حكم قيس سعيد، ووضع تونس 

على سكة المستقبل، عبر استعادة الحريات والديمقراطية، وبلورة عرض اقتصادي واجتماعي 

لإنقاذها من الانهيار والانفجار الوشيكَين أولًا، ثم بناء مشروع نهضوي يستفيد من ممكنات 

الحالة التونسية، ومن تجارب المراحل السابقة، ومن تطورات المشهدين؛ الوطني والخارجي، 

ثانيًا.

لا يخلو هذا الزمن المأمول من صعوبات ونقائص تضعف من حظوظه في كسب الرهان الانتخابي 

الرئاسي القادم، وأهمها:

تراجع ثقة الناخب التونسي عامة – وخاصة الشباب – في الأحزاب السياسية، وخاصة منها 

الفاعلة في عشرية الانتقال الديمقراطي؛ لتواضع أدائها وللحملة المضادة ضدها من الإعلام أولًا، 

ثم من قيس سعيد وتنسيقياته ثانيًا، واتهامها بالخيانة والتآمر، واقتسام غنائم الحكم وسرقة أموال 

الشعب وغير ذلك من الوصمات السلبية.

لم تتقدم الأحزاب السياسية في استعادة ثقة المواطن والناخب التونسي، خاصة بعد تهميشها 

ومحاصرتها ووضعها تحت ضغط الاعتقالات والمحاكمات فترة حكم سعيد، سوى خطوات قليلة 

بعضها نتيجة مواقفها، وأغلبها نتيجة فشل قيس سعيد في إدارة الحكم وتحقيق انتظارات الشارع 

التونسي منه.

تشتت المعارضة الديمقراطية المعتدلة رغم انتماء أغلبها إلى حزام مقاومة حكم سعيد؛ نتيجة 

تواصل اختلافها في تقييم تجربة عشرية الانتقال الديمقراطي، وربما ما قبلها أيضًا، وتواصل 

استحكام الأيديولوجيا ونزعة الإقصاء وعدم الاعتراف بالمخالفين.

أطراف خفية
نجحت المعارضة في أن تقترب من بعضها في الموقف من عملية 25 يوليو/تموز 2021 

باعتبارها انقلابًا على الديمقراطية، ومشروعًا لحكم فردي استبدادي، رغم أن أغلبها (المعارضة) 

قد رأى فيها في البداية تصحيحًا للمسار، وفرصة يمكن التعاون فيها مع قيس سعيد؛ لإرساء 

تجربة جديدة في الحكم بدون حركة النهضة خصمهم السياسي الذي فشلوا في هزيمته انتخابيًا.

بقي، حتى الآن، تقارب المعارضة في الموقف من حكم قيس سعيد على مستوى الخطاب فقط 

دون أن يتطور إلى عمل مشترك في إطار هيكلي واحد، أو على الأقل التنسيق بين مختلف هياكل 

المعارضة من أجل بناء الأرضية المشتركة على الحدّ الأدنى الديمقراطي، وعلى الحد الأدنى 

لمشروع الإنقاذ الاقتصادي.

ولكن هل تنحصر إمكانات التغيير في جهة المعارضة فقط، أم أن هنالك أبوابًا أخرى يمكن أن 

تأتي منها رياح التغيير وتفاجئ الجميع؟

يدرك المتابع للحالة التونسية أنّ للمشهد العام وجهين، هما: وجه ظاهر نراه في السلطة 

والمعارضة وانكفاء الشارع على نفسه، ووجه خفي يعتمل في هدوء ويراكم المواقف ويختزنها. 

المعادلة في الوجه الظاهر بسيطة، وطرفاها معلوما المواقف والإستراتيجيات بنقاط ضعفها 

وقوتها، وهما السلطة والمعارضة. أما بالنسبة للوجه الخفي، فتبدو المعادلة أعقد لتعدد أطرافها 

وتنوع وحجم أدوارها، بعض هذه الأطراف معلوم يمكن التنبؤ بموقفه، وبعضها غير معلوم ولا 

يمكن التنبؤ بموقفه وحقيقة دوره في حسم الانتخابات في هذا الاتجاه أو ذاك.

استئناسًا بالتجربة التونسية، وخاصة ما حصل في عملية 25 يوليو/تموز 2021، واستقراء لخط 

سير حكم قيس سعيد، واستفادة من التجارب الشبيهة، يمكن التوقف عند أربعة أطراف "خفية" 

قد تترك أثرًا في الاستحقاق الرئاسي القادم:

القوى الصلبة التي دعّمت قيس سعيد فيما قام به يوم 25 يوليو/تموز 2021 وبعده، أملًا في 

الخروج من حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها تونس، وخاصة بعد انتخابات 2019، 

وبحثًا عن حالة من الاستقرار تسمح بإعادة تشغيل أجهزة الدولة بشكل يكون له أثر في تحسين 

عيش المواطنين.
غير أنّ ما قام به سعيد قد يثير مخاوف لدى هذه القوى، وهو ترى حرصًا منه على تغيير هيئة 

الدولة، والتعاقد الاجتماعي والفضاء التاريخي لعلاقات تونس الخارجية، وربما الزج المتدرج بها 

في قلب سياسة المحاور الدولية، إضافة إلى فشل سعيد في إدارة الحكم في كل مجالاته؛ السياسية 

والاقتصادية والاجتماعية، فضلًا على التخبط الكبير في تعيين المسؤولين، ثم عزل بعضهم في 

نفس اليوم، وهي حالة شبيهة بما وصلت إليه البلاد في آخر فترة حكم بورقيبة (1987)، فوصلت 

البلاد معه بعد ثلاث سنوات من الحكم المطلق على مشارف الانهيار الاقتصادي والانفجار 

الاجتماعي، وتعطل أجهزة الدولة وتدني خدمات المرفق العام.

فرصة للتغيير
هل ستبقى القوى الصلبة تراهن على قيس سعيد أم أنها قد تقبل بتغييره عبر الانتخابات؟

الأطراف الخارجية المؤثرة في السياسة التونسية، ولو بصيغ ودرجات متفاوتة، وأهمها فرنسا، 

وإيطاليا، والولايات المتحدة الأميركية. تختلف انتظارات كل طرف من هذه الأطراف من الحكم في 

تونس، ولذلك تختلف مقارباتها ومواقفها في التعامل مع قيس سعيد.
لئن اتفقت فرنسا وإيطاليا على مساندة قيس سعيد فيما قام به يوم 25 يوليو/تموز 2021 ودعمته 

في العديد من السياسات والإجراءات، فقد اختلفتا لاحقًا في موقفهما من مشروعه السياسي، ومن 

بعض خياراته في إدارة الشأنين؛ الداخلي والخارجي لتونس.

لن ترضى فرنسا من سعيد بغير تمتين الروابط بينها وبين تونس، وتنفيلها بامتيازات تاريخية 

ثقافية واقتصادية تبقي تونس في رحاب فرنسا وتحت "إدارتها" وعلى ذمتها. غير أن بعض 

مواقف وسياسات قيس سعيد أدخلت الشك لدى فرنسا في احتمال خروج تونس عن مدارها، ولو 

جزئيًا، وهو ما لا تقبله فرنسا أبدًا. فهل يدفع هذا الشك فرنسا إلى دعم ترشح بديل عن سعيد؟

أما إيطاليا التي تعاني أكثر من غيرها من دول جنوب أوروبا من الهجرة غير النظامية الوافدة من 

السواحل التونسية، فإنها تبدو متمسكة بقيس سعيد الذي قبل بوضع تونس في خدمة إيطاليا، 

وأمضى معها اتفاقيات تجعل تونس حارسًا للسواحل الإيطالية من الهجرة غير النظامية، وتُلزم 

تونس باستعادة مهاجريها غير النظاميين مقابل مبالغ زهيدة. فهل تنجح إيطاليا في تثبيت قيس 

سعيد وتساعد في فوزه بعهدة ثانية؟

المعارضة الديمقراطية إذا ما تعاملت مع الانتخابات الرئاسية كفرصة للتغيير والقطع مع تجربة 

حكم سعيد. هناك مشهد للمعارضة لا نراه اليوم، وهي مختلفة ومتنافرة، هو مشهد الالتقاء 

الانتخابي في الدور الثاني للرئاسيات لدعم المرشح المنافس لقيس سعيد في صورة حصول دورة 

ثانية يكون سعيد طرفًا فيها مقابل مرشح ديمقراطي. فهل تنجح المعارضة الديمقراطية في طي 

خلافاتها ولو مؤقتًا وتتوحد وراء المرشح المنافس لقيس سعيد؟
عموم الناخب التونسي أو ما يسمى عادة الأغلبية الصامتة التي قاطعت كل الاستحقاقات الانتخابية 

السابقة التي نظمها قيس سعيد. هل ستواصل هذه الأغلبية مقاطعة الانتخابات الرئاسية بما قد 

يخدم بالنتيجة قيس سعيد، رغم أن شرعيته ستكون هشّة ومهزوزة لاحتمال ضعف نسب 

التصويت؟ أم أنها ستغادر موقع "الحياد" وتنخرط في الاقتراع وتحدث المفاجأة بالتصويت 

لمنافس قيس سعيد؛ أملًا في فرصة جديدة؟
قد تختلف إرادات هذه الأطراف لاختلاف مقارباتها ومصالحها، وقد تتفق ضمنيًا في اتجاه واحد لا 

يمكن التنبؤ به الآن؛ لأن الزمن الانتخابي لا يزال في بداياته، وهو مفتوح على أكثر من مستقبل.

هل تسير تونس نحو طريق الاستمرارية رغم مخاطره، أم في طريق أخذ فرصة التغيير رغم 

تحدياته الكبرى؟ أم يبقى الحال على ما هو عليه في صورة تعليق المسار الانتخابي؛ نتيجة طعن 

قضائي في قانونه وفي الإجراءات المنظمة له، وتدخل تونس في مجاهيل جديدة ستزيد من معاناة 

المواطن، وستعصف بما تبقى من إمكانات الإصلاح والإنقاذ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالثلاثاء 27 أغسطس 2024, 7:53 pm

رئاسيات تونس 2024.. "تكريس" جمهورية سعيّد

المعارضة التونسية أعلنت مبكرا مقاطعتها لرئاسيات 2024 

في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2024 ستكون تونس على موعد مع انتخابات رئاسية هي الـ12 منذ استقلال البلاد عن فرنسا عام 1956، والثالثة بعد الثورة التي افتتحت عام 2011 ما عرف لاحقا بالربيع العربي، وسط أجواء لخصتها منظمة العفو الدولية بأنها "قمع حكومي يغذي الخوف، بدلا من المناقشات الجدية للمشهد السياسي التعددي".
وتقتضي شروط الترشح -وفق دستور وقانون انتخابي جديدين أقرا في عام 2022 خلال ولاية الرئيس قيس سعيد- بأن يؤمن المرشح تزكيات من 10 برلمانيين أو 40 مسؤولا محليا منتخبا، أو 10 آلاف ناخب، مع ضرورة تأمين 500 تزكية على الأقل في كل دائرة انتخابية من الدوائر الـ161. هذا إلى جانب تقديم ما يثبت أن المرشح تونسي أبا عن جد لجهة الوالدين، ولا يحمل جنسية أخرى، وأن سجله القضائي نظيف.
وتجري هذه الانتخابات في أعقاب ما يعتبره مراقبون انقلاب مكتمل الأركان أسماه الرئيس سعيد "مسار 25 يوليو 2021". وتضمن " المسار" المذكور حل مجلسي النواب والقضاء، وإصداره تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد عبر استفتاء شعبي، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في يناير/كانون الثاني 2023 لم تزد نسبة إقبال الناخبين على المشاركة في جولتيها 11.4%، وهي النسبة الدنيا محليا وعالميا.
في أحدث محطات "مسار 25 يوليو 2021 " - الذي تخلله استبدال 3 رؤساء حكومات خلال 3 أعوام، وملاحقة صحفيين وسياسيين معارضين وسجنهم- أتاحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لـ3 مرشحين فقط الانخراط في السباق الرئاسي، بينهم سعيّد نفسه.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  %D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-copy-1724654924
والمتأهلون هم الرئيس سعيد الذي وفد من التدريس الجامعي إلى السياسة عام 2019، وحظي في البداية بدعم الشباب والمجتمع المدني الذين رأوا فيه أملا في إصلاحات جدية. والثاني هو زهير المغزاوي الأمين العام لحزب حركة الشعب، المؤيد لسعيد وإجراءاته. والثالث هو العياشي زمال الأمين العام لحركة عازمون، والنائب عن الكتلة الوطنية في البرلمان المنحل.

المقاطعون

المعارضة التونسية الممثلة بجبهة الخلاص الوطني أعلنت منذ أبريل/نيسان الماضي مقاطعتها الترشح للانتخابات. وهي تضم "مبادرة مواطنون ضد الانقلاب" وأحزاب "النهضة" و"قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" و"الأمل" و"حراك تونس الإرادة"، بالإضافة الى منظمات وجمعيات كانت قد أجمعت في السابع من سبتمبر/أيلول 2022، قبيل الإعلان عن القانون الانتخابي الجديد، على مقاطعة السباق الانتخابي. وعلل رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي، في مؤتمر صحفي، هذا القرار بأن "الانتخابات ستكون تحت إشراف هيئة تبيّن أنها غير محايدة بل هي موالية للسلطة... ولا يمكن أن تحظى بثقة التونسيين".
غير أن سياسيين مستقلين ورجال دولة سابقين، ومعارضين آخرين، قرروا خوض السباق الرئاسي الجديد، لكنهم ووجهوا بعراقيل وضعتها أمامهم وزارتا العدل والداخلية، ومعها الهيئة العليا للانتخابات وانتهت باستبعاد 14 مرشحا بارزا منهم، لكن 6 منهم (ناجي جلول، عبد اللطيف المكّي، عماد الدائمي، عبير موسي، منذر الزنايدي، بشير العواني) واصلوا معركتهم عبر تقديم طعون للمحكمة الإدارية.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  %D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%AF%D9%88%D9%86-1724655151
لكن هذه المحكمة ما لبثت أن دخلت بدورها في دائرة الشكوك، رغم حكمها بإيقاف قرارات الإعفاء التي أصدرها سعيد بحق 57 قاضيا. وعبر الحقوقي وأستاذ القانون عبد الوهاب معطر عن خيبة أمله من أداء الدوائر الاستئنافية في الطور الابتدائي للمحكمة الإدارية، عقب الطعون المقدمة من المترشحين للانتخابات الرئاسية.
وأوضح معطر أن "القاضي تخلى عن دوره المعتاد في تحقيق العدالة، رغم أن القضاء الإداري في تونس معروف بصرامته واستقلاليته، خاصة بعد القرارات الجريئة التي أصدرتها المحكمة الإدارية في قضايا هامة، بما فيها تلك المتعلقة بعزل القضاة من قبل رئيس الدولة.
وأضاف معطر: "أحكام الدوائر الاستئنافية في الطور الابتدائي جاءت دون المستوى المطلوب، حيث اتسمت بالشكليات، وحاول القضاة التماهي مع قرارات الهيئة الانتخابية، مما جعل هذه المرحلة تضيع دون تقديم إنصاف حقيقي للمتظلمين.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  052-1724594178
عبد الوهاب معطر: الكلمة ستكون لرؤساء دوائر الاستئناف

 (مواقع التواصل الاجتماعي)

وعن الطور الاستئنافي، أشار معطر إلى أن "الكلمة الآن للجلسة العامة التي تضم 27 قاضيا من أبرز القضاة في تونس، بما فيهم رؤساء الدوائر الاستئنافية ورئيس المحكمة الإدارية وعدد من المستشارين، والضغوطات عليهم ستكون أقل، نظرا لتقدمهم في السن وخبرتهم الطويلة.
وختم قائلا: "الأمل معقود على الجلسة العامة في إصدار قرارات عادلة تخدم المصلحة الوطنية العليا، ولكن هذا الأمل يرافقه حذر شديد نظرا للظروف الحساسة والمعقدة التي تمر بها البلاد.
بموازاة الرهانات الضعيفة على حيادية القضاء الإداري، اتجهت الأنظار إلى التفسيرات التي أبداها رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر وإلى شخصه بعدما بات ينظر إليه كخادم لإرادة سعيّد وسلطته.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  %D9%81%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%82-%D8%A8%D9%88%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1-1724666709
يشغل حاليا منصب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات منذ التاسع من مايو/أيار 2022، كان نائبا لرئيس الهيئة السابقة. انتُخب عضوا في الهيئة في يوليو/تموز 2017، بعد حصوله على 147 صوتا من أصل 162 خلال الجلسة العامة المخصصة لسد الشغور في الهيئة الانتخابية. كما كان بوعسكر عضوا في الهيئة التي ترأسها نبيل بفون، الذي قدم استقالته احتجاجا على ما اعتبره انتهاكا للدستور والقانون من قبل قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021
وُلد بوعسكر في 20 سبتمبر/أيلول 1979، وهو قاضٍ متزوج وأب لـ3 أبناء. حصل على دكتوراه في القانون الخاص من كلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس عام 2016، وماجستير في قانون الأعمال من كلية الحقوق بسوسة في 2010. تخرج في المعهد العالي للقضاء في 2005، وحصل على شهادة ماجستير في العلوم القانونية من الكلية نفسها في 2002.

انحيازات هيئة الانتخابات


في تقييمها لأداء اللجنة التي يترأسها بوعسكر أكدت الناشطة الحقوقية التونسية أسرار بن جويرة أنه يعكس "غياب الاستقلالية والحيادية"، معتبرةً أنها تحولت إلى "أداة تنفيذية بيد السلطة الحاكمة" بدلاً من أن تكون هيئة مستقلة تشرف على انتخابات نزيهة وشفافة.
وأضافت بن جويرة في تصريح للجزيرة نت: "منذ البداية، لم تكن هناك أي مؤشرات توحي بأن الهيئة تسعى لتأمين عملية انتخابية عادلة"، مشيرةً إلى أن مهمتها الرئيسية أصبحت "إقصاء الخصوم السياسيين وتكميم الأفواه المعارضة"، من خلال الشكايات ضد شخصيات سياسية وإعلامية مثل غازي الشواشي، عبير موسي، وجوهر بن مبارك.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  0125-1724594193
أسرار بن جويرة:أداء هيئة الانتخابات يتفقر إلى النزاهة (الصحافة التونسية)
كما أوضحت أن الهيئة سعت "لتهيئة الظروف لإعادة انتخاب رئيس الجمهورية الحالي" عبر فرض "شروط ترشح غير دستورية" تستهدف استبعاد عدد كبير من المترشحين المحتملين. وأضافت أنه تم "منع بعض المترشحين من الحصول على استمارات التزكية، وإسقاط ترشحات أخرى"، فضلًا عن "رفض قبول ملفات ترشح دون مبررات قانونية واضحة.
واختتمت بن جويرة بالقول أن أداء الهيئة "أصبح يفتقر إلى الشفافية والنزاهة"، مما أدى إلى خلق انطباع لدى المواطن بأن "الانتخابات محسومة مسبقًا"، وهو ما قد يدفعه إلى "العزوف عن المشاركة في عملية انتخابية لا يرى فيها أي جدوى.
لم تكن هذه الصورة السوداوية لديمقراطية تونس وصناعها في حقبة سعيد بعيدين عن مجهر الهيئات الحقوقية الدولية. ففي نهاية تمّوز/يوليوالماضي، وبعد زيارة استمرت أربعة أيام واجتماعات متعددة مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، إنها "منزعجة من التدهور الشديد في الحقوق" في البلاد التي كانت مهد "الربيع العربي".

شهادة دولية

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  7906fcec-46bd-4df8-a370-2291f6601d75
كالامار نددت بالملاحقات القضائية للمرشحين(وكالة الأناضول)
وقالت كالامار في تصريح في 2 أغسطس/آب إنها في بداية الحملة الرئاسية، "لاحظت أن القمع الحكومي يغذي الخوف بدلاً من المناقشات الحية للمشهد السياسي التعددي"، ونددت "بالاعتقالات التعسفية" للمعارضين، و"القيود والملاحقات القضائية" ضد بعض المرشحين وسجن الصحافيين.
وكانت منظمة العفو الدولية  قد عبرت قبل ذلك عن "القلق إزاء التدهور الشديد في الحقوق" في تونس منذ أن "بدأ الرئيس سعيّد في احتكار السلطة"، بعد أن كانت البلاد مهد احتجاجات عُرفت باسم "الربيع العربي" في العام 2011.
أما داخل تونس فانتقدت 17 منظمة حقوقية من بينها رابطة حقوق الإنسان ، والنساء الديمقراطيات، وستة أحزاب أخرى ،  سيطرة السلطات على وسائل الإعلام العامة والقضاء، وهيئة الانتخابات التي تقول إنها مستقلة، وعلى المسافة نفسها من الجميع. وقالت في بيان مشترك "إن مناخ الترهيب والمضايقة للمعارضين والصحفيين باستخدام القضاء وهيئة الانتخابات لخدمة مصالح السلطات وانعدام تكافؤ الفرص، لا يوفر ضمانات بأن تكون الانتخابات حرة وشفافة ونزيهة".
بين المشتبه بهم بإدارة ما يوصف بـ"المسار الانحداري" لديمقراطية تونس، يواجه رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فاروق بوعسكر أكثر من غيره، اتهامات بعدم الحياد في إدارة الانتخابات الرئاسية من قبل نشطاء سياسيين معارضين. علما أن الاعتقاد السائد هو أن الهيئة، التي تم تعيينها من قبل الرئيس قيس سعيد، تلعب دوراً حاسماً في تقييد باقي المترشحين. و يتهم معارضو سعيد بوعسكر بالسعي لتوفير الظروف الملائمة لإعادة انتخاب الرئيس الحالي، كما يُتهم بالتغاضي عن استخدام أجهزة الدولة في حملة انتخابية مبكرة للرئيس سعيد، مما يضعه في دائرة الاتهام بعدم التعامل بإنصاف مع جميع المترشحين.

ثورة حتى النصر

اما سعيّد نفسه فما زال منذ بداية ما أسماه "مسار 25 يوليو 2021" متمسكا بمشروعه المتوهم. فها هو يقول من أمام مقرّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في 6 أغسطس/آب حيث قدم ملفه انها "حرب تحرير وتقرير مصير وثورة حتى النصر في اطار المشروعية الشعبية وسننتصر من اجل تأسيس جمهورية جديدة".
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  45441-1721906146
سعيد: من يتحدث عن التضييقات واهم (صفحة رئاسة الجمهورية)
وردّا على الانتقادات الموجهة له واتهامه بالتضييق على المرشحين وعدم تمكنهم من جمع تواقيع التزكيات ، قال الرئيس التونسي " لم أضيِّق على أحد ويطبق القانون على الجميع على قدم المساواة وأنا هنا مواطن لأقدم الترشح". وأضاف "من يتحدث عن التضييقات هو واهم".
بالمقابل يتمسك الناشط الحقوقي الدولي عادل الماجري برؤيته المناقضة لما يدعيه سعيد. فيقول للجزيرة نت أن "شروط انتخابات حرة ونزيهة وشفافة غير متوفرة حاليًا، حيث تُفرض شروط تعجيزية تمنع المترشحين من الوصول إلى ورقة الاقتراع ". وأشار إلى أن "هيئة الانتخابات غير مستقلة وتم تعيينها لتضمن فوز الرئيس قيس سعيد بسهولة، مما أدى إلى أجواء من الرعب الانتخابي.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  10747-1724594267
عادل الماجري حذر من قرارات إقصاء المرشحين الجديين

 (مواقع التواصل الإجتماعي)

وقال الماجري أيضا إن "هذه الأجواء، إلى جانب المحاكمات السياسية للمعارضين والتكثيف من العوائق القانونية واللوجستية، ستؤدي إلى انخفاض كبير في نسبة الإقبال على الانتخابات". كما حذر من أن "استمرار المحكمة الإدارية في دعم قرارات الهيئة بإقصاء المترشحين الجديين سيزيد من ضعف المشاركة، مما يهدد شرعية العملية الانتخابية برمتها.

حصيلة كارثية

وفي تحليل مشابهة لما أورده الماجري يقول الوزير السابق والناشط السياسي المعارض فوزي عبد الرحمن لـ الجزيرة نت أن ما يعيشه التونسيون منذ 25 يوليو 2021 هو "ارتداد للتجربة الديمقراطية وعودة إلى مربع الحكم الفردي المستبد". واعتبر أن حصيلة السنوات الثلاث الماضية تحت قيادة قيس سعيد "كارثية"، حيث تم ضرب مؤسسات الجمهورية وتعطيل أهم مبادئها، بما في ذلك التعاقد الاجتماعي من خلال فرض دستور فردي لا يحقق توازن السلطات.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  1044-1724594259
فوزي عبد الرحمن: سعيد فشل في كل وعوده

 (مواقع التواصل الإجتماعي)

وأضاف عبد الرحمان أن "الرئيس سعيّد فشل في كل وعوده"، مشيرًا إلى فشل ذريع في البناء القاعدي والشركات الأهلية والصلح الجزائي، وهي مشاريع لم تقدم أي نتائج ملموسة. أما بشأن المستقبل السياسي للبلاد، فحذّر عبد الرحمن من أن "استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى مزيد من القمع ضد المعارضين وانهيار الحريات". لكنه أبدى بالمقابل أمله في أن "تستطيع النخب السياسية تجاوز خلافاتها وتوحيد صفوفها لإعادة البلاد إلى مسار ديمقراطي سليم يعيد الأمل للمواطنين في مستقبل أفضل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالإثنين 02 سبتمبر 2024, 9:29 pm

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  F-1725262731

المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية العياشي زمال

الشرطة التونسية تلقي القبض على المرشح الرئاسي العياشي زمال
قال عضو بحملة المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية العياشي زمال إن الشرطة التونسية ألقت القبض فجر اليوم الاثنين على زمال، قبيل ساعات من إعلان هيئة الانتخابات القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل.
ونقلت رويترز عن عضو الحملة مهدي عبد الجواد قوله إن الشرطة اعتقلت زمال من منزله عند الساعة الثالثة فجرا بشبهة تزوير تزكيات شعبية.
واعتبر عبد الجواد أن "الأمر أصبح عبثا، ويهدف إلى إقصائه (زمال) من الانتخابات"، وفق تعبيره.
ولم يصدر عن السلطات التونسية تعليق فوري على ما ذكره عضو حملة زمال بخصوص اعتقال المرشح.
ومن بين 17 ملف ترشح، أعلنت هيئة الانتخابات قبول ملفات 3 مرشحين هم: الرئيس الحالي قيس سعيد، والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة عازمون العياشي زمال، قبل إعادة منذر الزنايدي وعبد اللطيف المكي وعماد الدايمي إلى السباق، ليصبح بذلك عدد المتنافسين في السباق 6.


الانتخابات الرئاسية في تونس؟  FFF-1725277338

رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس فاروق بوعسكر 

هيئة الانتخابات بتونس ترفض إعادة 3 مرشحين للسباق الرئاسي
رفضت الهيئة العليا للانتخابات في تونس اليوم الاثنين تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية، أعلى هيئة
قضائية، بشأن طعون الترشيح، وقالت إن من المستحيل تنفيذها.

وأعلنت الهيئة، في بيان تلاه رئيسها فاروق بوعسكر عبر التلفزيون الرسمي، أن القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة تشمل العياشي زمال وزهير المغزاوي إضافة إلى قيس سعيد، لتقصي بذلك ثلاثة مرشحين بارزين أمرت المحكمة الإدارية بإعادتهم للسباق الأسبوع الماضي.
وقال رئيس الهيئة إنه "تعذر الاطلاع على نسخ الأحكام الصادرة مؤخرا عن الجلسة العامة للمحكمة الإدارية لعدم إعلام الهيئة بها طبقا للقانون في أجل 48 ساعة من تاريخ التصريح بها من طرف المحكمة"، مشددا على "اعتبار قائمة المرشحين المقبولين المصادق عليها في مجلس الهيئة المنعقد يوم 10 أغسطس/آب الماضي قائمة نهائية وغير قابلة للطعن".
وذكرت الهيئة أن الحملة الانتخابية ستنطلق يوم 14 سبتمبر/أيلول الجاري.
ومن بين 17 ملف ترشح، أعلنت هيئة الانتخابات في وقت سابق قبول ملفات 3 مرشحين هم: الرئيس الحالي قيس سعيد، والأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي، ورئيس حركة "عازمون" العياشي زمال، قبل إعادة المحكمة الإدارية منذر الزنايدي وعبد اللطيف المكي وعماد الدايمي إلى السباق بعد قبول طعونهم، إلا أن قرار هيئة الانتخابات اليوم يعني إقصاءهم مجددا.
وفي وقت سابق اليوم الاثنين، قال عضو في حملة المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية العياشي زمال إن الشرطة التونسية ألقت القبض فجرا على زمال قبيل ساعات من إعلان هيئة الانتخابات القائمة النهائية للمرشحين المقبولين لخوض الانتخابات المقررة الشهر المقبل.
ونقلت رويترز عن عضو الحملة مهدي عبد الجواد قوله إن الشرطة اعتقلت زمال من منزله عند الساعة الثالثة فجرا بشبهة تزوير تزكيات شعبية.
ولم يصدر عن السلطات التونسية تعليق فوري على ما ذكره عضو حملة زمال بخصوص اعتقال المرشح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالإثنين 02 سبتمبر 2024, 9:35 pm

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس تركيبتها وقوانينها وصلاحياتها
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  10908336



الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي الهيئة المسؤولة عن تنظيم الانتخابات في تونس، أُسّست في 18 أبريل/نيسان 2011 ومقرها تونس العاصمة.
أنشأتها الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، وكان ذلك بعد أشهر قليلة من الثورة التونسية التي أطاحت بنظام الرئيس زين العابدين بن علي.

الإطار العام والتأسيس

بعد سقوط نظام بن علي في 14 يناير/كانون الثاني 2011 وتولّي فؤاد المبزّع رئاسة البلاد بصفة مؤقتة، وقع المبزّغ في الأول من مارس/آذار 2011 المرسوم عدد 06 من سنة 2011، القاضي بإحداث الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
وفي 18 أبريل/نيسان 2011، وباقتراح من الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، وقع المبزع المرسوم عدد 27 من سنة 2011، الذي بموجبه تنشأ هيئة عمومية مستقلّة تدعى "الهيئة العليا المستقلة للانتخابات" تشرف على انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، وتنتهي مهامها بإعلان النتائج النهائية لهذه الانتخابات.
واعتبرت الهيئة العليا للانتخابات هيئة دستورية مستقلّة ودائمة في 20 ديسمبر/كانون الأول 2012 بمقتضى القانون الأساسي رقم 23.
وأقرّت ضمن الدستور المصادق عليه في 27 يناير/كانون الأول 2014، وذلك خلفا للهيئة المؤقتة التي أشرفت على انتخاب المجلس الوطني التأسيسي.





وتعدّ الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة العربية للإدارات الانتخابية؛ لمشاركتها في أعمال اللجنة التحضيرية لتأسيس المنظمة، وقد انضمت إلى عضوية المنظمة رسميا في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
حلّت الهيئة محل وزارة الداخلية التونسية التي كانت المشرف الوحيد على الانتخابات منذ 1956 حتى تأسيس هذه الهيئة في 2011.
أول انتخابات نظّمتها هذه الهيئة كانت في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وهي انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الذي كلف بصياغة دستور جديد للبلاد.

مهام الهيئة

الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مسؤولة عن عمليات تنظيم الانتخابات والاستفتاءات وإدارتها والإشراف عليها، وتتمثل تلك العمليات في:


  • تسجيل بيانات الناخبين مع تحديثها باستمرار.
  • إعداد القوائم الخاصة بكل انتخاب أو استفتاء ومراجعتها عند الضرورة.
  • نشر تلك القوائم على الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة طبقا للموعد المقرر في القانون الانتخابي.
  • ضمان الحق في التصويت لجميع الناخبين والمساواة بينهم وبين المرشحين وأصحاب المصلحة أثناء عمليات الانتخاب أو الاستفتاء.
  • وضع مواعيد الانتخابات أو الاستفتاءات ونشرها وتنفيذها وفق نص الدستور أو القانون الانتخابي.
  • تسلّم أوراق الترشيح للانتخابات والتصديق عليها طبقا لنصوص القانون الانتخابي.
  • اعتماد آلية تنظيم الانتخابات وإدارتها ومراقبتها بما يضمن نزاهة وشفافية الانتخابات والاستفتاءات.
  • فرز الأصوات وإعلان النتائج الأولية والنهائية للانتخابات والاستفتاءات.
  • إعداد قوانين إدارة الانتخابات بما يضمن مبادئ النزاهة والشفافية والحيادية والإدارة المناسبة للموارد العامة ومنع تضارب المصالح.
  • اعتماد الممثلين عن المرشحين في مراكز الاقتراع واعتماد المراقبين والزوار والصحفيين المحليين والدوليين لمتابعة مراحل العملية الانتخابية.
  • تدريب المشرفين على الانتخابات في مختلف مكونات العملية الانتخابية.
  • إعداد البرامج التثقيفية والتوعوية للناخبين والتعاون في ذلك مع جميع مكونات المجتمع المدني النشطة محليا ودوليا في مجال الانتخابات.
  • مراقبة الالتزام بالقوانين والموارد المالية للحملات الانتخابية كما نص عليه القانون الانتخابي وفرض احترام القانون بالتعاون مع الكيانات العامة.
  • مراقبة تمويل الحملات الانتخابية وتنفيذ القرارات المهمة ذات الصلة مع مراعاة المساواة بين جميع المرشحين في التمويل العام.
  • تقديم الاقتراحات لتطوير النظام الانتخابي وإبداء الآراء في جميع مسودات النصوص الخاصة بالانتخابات والاستفتاءات.
  • إعداد تقرير خاص عن نتيجة كل انتخاب أو استفتاء وتقديمه لرئيس الجمهورية ورئيس المجلس التشريعي ورئيس الحكومة، وينشر التقرير في الجريدة الرسمية وعلى الموقع الإلكتروني للهيئة العليا المستقلة للانتخابات.

ويضع مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القوانين الضرورية لتنفيذ التشريع الانتخابي والمهام المخوَّلة للهيئة.





التركيبة

عرفت النصوص القانونية والدستورية المنظّمة لتركيبة الهيئة العليا للانتخابات في تونس العديد من المتغيرات التي أفرزتها نظيرتها في المشهد السياسي التونسي بعد ثورة الياسمين في 2011، ويمكن الحديث في هذا المجال عن 3 فترات:
1 – فترة التأسيس (أبريل/ نيسان 2011): والتي حددت عدد أعضاء هيئة الانتخابات المؤقتة بـ16 عضوا تختارهم الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي.
ويكون اختيار الأعضاء من بين مرشحين تقترحهم العديد من المجالس المهنية والهيئات الوطنية والجمعيات المهنية على غرار جمعية القضاة ونقابة القضاة ونقابة الصحفيين وجمعيات حقوق الإنسان وهيئة عدول الإشهاد، كما تضم أساتذة جامعيين.
2 – فترة أشغال المجلس الوطني التأسيسي (2011-2014): الذي أصدر القانون الأساسي عدد 23 لسنة 2012 المتعلق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والذي حدد في الفصل الخامس 9 أعضاء لتركيبة الهيئة، محافظا على إشراك الشرائح المهنية نفسها التي اعتمدت سابقا من قبل الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة.
وخلال هذه الفترة تم انتخاب أعضاء مجلس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن طريق إنشاء لجنة خاصة داخل المجلس التشريعي تشرف على دراسة ملفات الترشح وفرزها.





وتولّت هذه اللجنة الخاصة اختيار 36 مرشحا على أساس 4 مرشحين عن كل قطاع مهني أو وظيفي، ووقع الاستماع في جلسة عامة إلى المرشحين الـ36 قبل التصويت.
وانتخب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في الجلسة العامة من بين المترشحين من الأعضاء التسعة المنتخبين.
3 – فترة التدابير الاستثنائية التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو/تموز 2021: والتي بموجبها قام في 21 أبريل/نيسان 2022 بتعديل بعض أحكام القانون الأساسي المتعلق بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والتي أفضت إلى حلها وإعادة تشكيلها.
وأصبحت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات -بموجب الأمر الرئاسي عدد 459 لسنة 2022- تتكون من 7 أعضاء من بينهم 3 من هيئات الانتخابات السابقة يختارهم الرئيس نفسه، و3 قضاة يقترحهم مجالس القضاء العدلي والإداري والمالي، إضافة إلى مهندس تكنولوجيا يقترحه المركز الوطني للإعلام.
ونص هذا الأمر على أن للرئيس صلاحية إعفاء أي عضو من الهيئة الجديدة أو رفض ذلك، ويعين الرئيس بنفسه رئيس هيئة الانتخابات الجديدة من بين 3 أعضاء سابقين في هيئات الانتخابات السابقة، ويتمتع رئيس وأعضاء الهيئة الجديدة بالحصانة.

التمويل

تتكون موارد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من اعتمادات سنوية مخصصة من موازنة الدولة.
وتتمثل نفقات ميزانية الهيئة في:
  • نفقات تسيير الهيئة.
  • نفقات التجهيز.
  • نفقات الانتخابات والاستفتاءات.










يتم إعداد موازنة الهيئة باقتراح من مجلسها وتعرض على الحكومة لإبداء الرأي قبل إحالتها على رئيس الجمهورية للمصادقة عليها طبقا للإجراءات الخاصة بميزانية الدولة.

الأزمات والانتقادات

مرت هيئة الانتخابات التونسية بالعديد من الأزمات التي رافقت مختلف الاستحقاقات الانتخابية، التي أشرفت عليها منذ 2011 إلى 2019 وصولا إلى حلها في 2022 وتغيير تركيبتها من قبل الرئيس قيس سعيّد.
في 26 مايو/أيار 2011 أعلن كمال الجندوبي -أول رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات- تأجيل موعد انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، الذي كان مبرمجا في 24 يوليو/تموز 2011، إلى 16 أكتوبر/تشرين الأول 2011، رغم إعلان الحكومة المؤقتة برئاسة الراحل الباجي قايد السبسي تمسكها بعدم التأجيل.
وردا على هذا القرار، اتهمت حركة النهضة جهات لم تسمّها بالوقوف وراء ما اعتبرته "وجود مؤامرة" ترمي إلى منع الانتخابات تحت مبررات عديدة من أجل الالتفاف على إرادة الشعب وعلى الثورة، وتعويض انتخابات المجلس التأسيسي بأجندة أخرى، وذلك خوفا من نتائج الحسم الشعبي التي توقعت النهضة بأنها ستكون لمصلحتها.
وفي أغسطس/آب 2011 استدعت الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة كمال الجندوبي، أول رئيس للهيئة العليا المستقلة للانتخابات؛ لمساءلته حول جملة النقائص التي شابت انطلاق عملية التسجيل للناخبين في 11 يوليو/تموز 2011، والتي أدت إلى إقبال ضعيف من التونسيين قدّر بمليوني ناخب مسجل من جملة 8 ملايين ناخب.





ووجهت للهيئة انتقادات بضعف الحملة التوعوية المتعلقة بالانتخابات، واعتبر العديد من السياسيين التونسيين أن الهيئة تباطأت في توضيح جملة من الالتباسات التي تسربت آنذاك بشأن إجبارية التسجيل لممارسة حق التصويت.
كما أثير جدل بشأن التمويل الأجنبي للهيئة وتأثيره على مسار الانتخابات ونتائجها، في إشارة إلى التمويل الذي منحته الولايات المتحدة لتونس، وقسم منه كان مخصصا للهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وفي التاسع من يناير/كانون الثاني 2014، واستعدادا لمرحلة ما بعد المجلس الوطني التأسيسي؛ انتخب محمد شفيق صرصار رئيسا لهيئة الانتخابات للإشراف على الاستحقاقين الرئاسي والتشريعي.
وتعرضت الهيئة في هذه الفترة لانتقادات لاذعة من أحزاب سياسية مهمة في المشهد التونسي، إذ اتهمت عددا من أعضائها بعدم الاستقلالية وبالتواصل مع جهات أجنبية وأحزاب معينة والعمل على توجيه نتائج الانتخابات.
ويوم الثلاثاء التاسع من مايو/أيار 2017 أعلن صرصار وأعضاء من الهيئة استقالتهم، وأرجعوا الاستقالة إلى تفاقم خلاف حاد داخل مجلس الهيئة، حتى أصبح يمس المبادئ والقيم الديمقراطية.
ودعا صرصار مجلس النواب لتعويض الأعضاء المستقلين من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في أقرب الآجال.





وفي 11 مايو/أيار 2017 كشف تقرير لدائرة المحاسبات -التي تمثل أعلى سلطة رقابة في الإدارة التونسية- عن وجود ما سماه إخلالات كثيرة وسوء تصرف في المال العام، مما أثر على تسيير الهيئة العليا المستقلة للانتخابات سنة 2014.
وعقب هذه الأزمة تولى محمد التليلي المنصري في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 رئاسة هيئة الانتخابات، وتخلى عن منصبه في 30 يناير/كانون الثاني 2018 بعد انتخاب نبيل بفون رئيسا جديدا لها.
أشرف نبيل على الرئاسيات والتشريعات التي أفرزت فوز قيس سعيد في 2019، وتمت إقالته في 21 أبريل/نيسان 2022 وحل الهيئة من طرف الرئيس بعد اتهامه لها بعدم الحياد والاستقلالية.
عين قيس سعيد في التاسع من مايو/أيار 2022 القاضي فاروق بوعسكر الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، وأشرف بوعسكر في 25 يوليو/حزيران 2022 على الاستفتاء لتغيير دستور 2014، كما تعرض لانتقادات من الأوساط السياسية المعارضة لإجراءات الرئيس التونسي.





وفي 27 يوليو/حزيران 2022 واجهت هيئة الانتخابات برئاسة بوعسكر سيلا جارفا من الانتقادات والاتهامات بتزوير نسب المشاركة في الاستفتاء على مشروع الدستور، وذلك بعد أن نشرت على صفحتها نتائج أولية ثم حذفتها ونشرت نتائج أخرى مكانها.
وتضمنت النتائج الجديدة تغييرا كبيرا في الأرقام المعلنة بالنسبة لأغلب الدوائر الانتخابية؛ مما فجّر جدلا واسع النطاق على شبكات التواصل بعد اكتشاف هذا التضارب في الأرقام.
وفي عام 2024 في خضم الاستعداد للانتخابات الرئاسية استبعدت الهيئة مرشحين بحجة عدم استيفائهم شروط الترشح، واعتبرت المعارضة أن هذا الإقصاء كان متعمدا بهدف إزاحة خصوم الرئيس قيس سعيد بشروط قانونية تعجيزية.
وأصدرت المحكمة الإدارية أحكاما استئنافية غير قابلة للطعن، أعادت بموجبها كلا من عماد الدائمي والوزير السابق منذر الزنايدي والأمين العام لحزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي، إلى سباق الانتخابات الرئاسية.
ورفضت الهيئة العليا للانتخابات تنفيذ قرارات المحكمة الإدارية، معتبرة أنه من المستحيل تنفيذها، مما يعني عدم قبول ملفات المرشحين الذين أعادتهم المحكمة إلى السباق الرئاسي.
وأعلنت الهيئة في بيان تلاه رئيسها فاروق بوعسكر، أن القائمة النهائية لمرشحي الرئاسة تشمل العياشي زمال وزهير المغزاوي إضافة وقيس سعيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالإثنين 02 سبتمبر 2024, 9:38 pm

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  B-1720249403



في انتخابات تونس القادمة.. قيس سعيد خاسر وإن فاز
[rtl]تأتي الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع تنظيمها يوم السادس من أكتوبر/تشرين الأوّل القادم في سياق وطني تجمّعت فيه كل عوامل فشل هذه الانتخابات، إذا ما تمّت. ورغم افتقاد البيئة الانتخابية للحد الأدنى من المعايير التي تجعل منها عرسًا ديمقراطيًا، تواصل سلطة الأمر الواقع مزيدًا من تعفين البيئة من خلال سياسة المرور بالقوة وفرض الأمر الواقع وخرق الدستور والقوانين واستعمال أدوات الدولة لصالح قيس سعيد، الرئيس المنتهية ولايته.[/rtl]
[rtl]هل يعني القول بنجاح القائمين على هندسة هذه الانتخابات في إفراغها من كل معنى ورهان وتجريدها من كل معايير الانتخابات الحرة والتعددية والنزيهة والشفافة أنه لم تعد هناك أي انتظارات من هذه الانتخابات؟[/rtl]
[rtl]هل سيتّجه الناخبون إلى المقاطعة الواسعة للاقتراع أو أن ردّة الفعل ستكون مفاجئة بمشاركة شعبية واسعة؟[/rtl]

[rtl]إحباط من الواقع وقلق من المستقبل[/rtl]

[rtl]يشير العديد من الدراسات إلى أن الواقع المعيشي للتونسيين قد تراجع كثيرًا نحو الأسوأ خلال ثلاث سنوات من الحكم المطلق لقيس سعيد (2021-2024)، مما ولّد لدى أغلبهم حالة من الإحباط تقارب اليأس بعد أن ملأ حياتهم بوعود تغيير معاشهم نحو الأفضل. فعلًا، تغيّر كل شيء في يوميات حياة التونسيين ولكن نحو الأسوأ، مما جعل اهتماماتهم تتغير لتصبح صعوبة الوضع الاقتصادي وارتفاع نسب البطالة وغلاء المعيشة في صدارة اهتماماتهم، بعد أن كان ترتيبها أدنى في الأشهر الأولى التي أعقبت 25 يوليو/تموز 2021.[/rtl]
[rtl]من القضايا الحارقة الأخرى التي تشغل التونسيين إلى حدّ الخوف والقلق من المستقبل هي مشكلة الفقر التي توسعت دائرتها نتيجة غلاء الأسعار، وتراجع خدمات المرافق العامة، وضعف الأجور وتواضع الدعم. ارتفعت نسبة الفقر في تونس حسب معهد الإحصاء (مؤسسة رسمية) من 23.2% إلى 32.6% سنة 2024. وترتفع هذه النسبة في الجهات الداخلية غير الحضرية، حيث يعيش العديد من التونسيين في عجز عن توفير أكلهم وشربهم، فيما يعيش آخرون على القليل بين الفقر والكفاف.[/rtl]
[rtl]لم يقدّم قيس سعيد لعموم التونسيين طيلة فترة حكمه الفردي أي عرض اقتصادي واجتماعي جدي يمكن أن يحسّن من مستوى معيشتهم ويجعلهم يأملون في مستقبل أفضل لأبنائهم. الأدهى والأمرّ من ذلك، أن تدبيره الاقتصادي والاجتماعي قد فاقم من تعقيدات الوضع الاقتصادي والمالي ومن معاناة التونسيين، مما جعله في عيون عدد غير قليل ومتزايد من التونسيين رمزًا للفشل وعائقًا أمام التغيير.[/rtl]

[rtl]تراجع الثقة في قيس سعيد[/rtl]

[rtl]من الطبيعي أن تكون نتيجة هذا الإحباط تراجعًا مطردًا في نسبة الثقة في قيس سعيد ربما إلى حدود دنيا ضمن ديناميكية سلبية لا يعرف سعيد كيف يوقفها. يمكن رصد هذا التراجع في الثقة من خلال تراجع الالتفاف الشعبي حول مشروعه وطريقته في إدارة الحكم.[/rtl]
[rtl]ظهر ذلك في ضعف الإقبال الشعبي على كل المحطات الانتخابية التي نظمها (بين 8 و10%)، وفي ضعف الحضور الشعبي في التحركات الداعمة له، آخرها يوم 25 يوليو/تموز 2024 أمام المسرح البلدي بالعاصمة، حيث لم يتجاوز الحضور بضع مئات أغلبهم من المسنين، وفي غياب تام تقريبًا للشباب. من ذلك أيضًا تصاعد التذمر من سوء الأوضاع المعيشية، وتحميل سعيد مسؤولية ذلك، مما يؤشر على رفع "القداسة" عنه وتراجع صورته كمنقذ.[/rtl]
[rtl]المؤكد أن عزوف التونسيين عن الاهتمام بالشأن العام، لا يرجع إلى ارتياحهم لحكم سعيد واطمئنانهم على مستقبلهم بقدر ما يعود إلى إحباطهم منه كآخر السياسيين الذين منحوه ثقتهم ثم خابت، كما خابت فيمن سبقوه. والراجح أيضًا أن عامل الخوف من بطش السلطة الذي يسود الشارع التونسي يخفي منسوبًا عاليًا من عدم الرضا، وإحباطًا من الواقع، وقلقًا من المستقبل، وجميعها يقضم من نسبة الثقة في سعيد لتصل إلى مستوى كبير من الضعف يُرى أثره دون التصريح به.[/rtl]

[rtl]الرغبة في التغيير[/rtl]

[rtl]عادة ما يتلازم تراجع الثقة في الحاكم مع الرغبة في التغيير، وعادة ما يقع التعبير عن هذه الرغبة في المحطات الانتخابية، وخاصة منها الرئاسية. مما يدعم هذه الفرضية في الحالة التونسية هو تغيّر خريطة الناخب التونسي خلال السنوات الأخيرة بدخول عدد لا بأس به من الشباب إلى سجلّ الناخبين.[/rtl]
[rtl]تشير بعض الإحصائيات إلى أن 54% من التونسيين ممن تتجاوز سنهم ثمانية عشر عامًا شاركوا على الأقل مرة في الانتخابات، مقابل 45% لم يسبق لهم المشاركة في أي انتخابات؛ لأنّ سنّ بعضهم كانت أقل من السن القانونية للانتخابات، أو لأنّ البقية اختاروا عدم المشاركة في الاقتراع.[/rtl]
[rtl]وتقدّر نسبة التونسيين الذين سيشاركون في الاقتراع بـ 35%، بما يعادل ثلاثة ملايين ومائتي ألف ناخب، قد تكون منهم نسبة محترمة لم يحسموا بعد قرارهم لمن سيصوتون، فيما تبدو دائرة الذين (لن) يصوتوا لقيس سعيد كبيرة، لأنها تأتي من خزانَين انتخابيين كبيرين ينتميان للعائلة المحافظة التي هي الأهم والأوسع انتخابيًا، هما الخزان الإسلامي، والخزان الدستوري. يضاف إلى ذلك أنصارُ الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني المعارضة لقيس سعيد.[/rtl]
[rtl]إذا جمعنا بين الذين لن يصوتوا له لاعتبارات سياسية، وبين تراجع الثقة الشعبية فيه، مضافًا إليهما عامل الخوف، واقتطاع المترشح زهير المغزاوي، الأمين العام لحركة الشعب المساندة للرئيس قبل 25 يوليو/تموز 2021 وبعده، جزءًا من الخزان الانتخابي لسعيد بعد تحميله المسؤولية في كل إخفاقات المرحلة، تكون النتيجة واضحة وهي تناقص ذلك الخزان إلى حدود دنيا تمنع على الأقل مروره من الدور الأوّل.[/rtl]

[rtl]البحث عن بديل[/rtl]

[rtl]قد لا تختلف الحالة العامة في تونس اليوم عن سابقتها التي أدّت إلى 25 يوليو/تموز 2021. البلاد في حالة شلل يكاد يكون شاملًا، والتدحرج نحو الأسوأ لا يتوقف، والخطر الداهم يتهدد تونس من كل جانب، خطر الانهيار الاقتصادي والمالي، وخطر الانفجار الاجتماعي، ومخاطر الفوضى، وربما الاحتراب الأهلي.[/rtl]
[rtl]تشهد تونس بعد ثلاث سنوات من الحكم الفردي لقيس سعيد حالة غير مسبوقة من العتمة، نتيجة فراغ الساحة من أي عملية سياسية غير "صولاته وجولاته" وخطاباته الإقصائيّة، ومن الشلل التام تقريبًا لكل مؤسسات الدولة؛ نتيجة غياب الرؤية، وشلل الإدارة التي أعلن سعيد ضدها حرب "التطهير". هذا إضافة إلى تعاظم الاعتداءات على الحريات السياسية والفردية وتكميم الأفواه.[/rtl]
[rtl]لهذه الأسباب وغيرها، قد يرى التونسيون في هذه الانتخابات فرصة للتغيير يغلقون بها قوس حكم سعيد ويفتحون صفحة جديدة. ينتظر التونسيون من يتقدّم إليهم بعرضٍ سياسي جديد يمثلهم وقادرٍ أن يعبر بهم إلى برّ الأمان والرفاه الاقتصادي، وإلى حياة سياسية جادة وفاعلة، وفضاء اجتماعي منسجم، وعلاقات خارجية خالية من الاصطفاف، وعلاقات مع دول الجوار مبنية على التعاون والتكامل.[/rtl]

[rtl]الانتخابات في ميزان التاريخ[/rtl]

[rtl]قد تكون هذه الانتخابات الرئاسية مهمة جدًّا، ولكنها في كل الحالات ليست نقطة النهاية، وإنما هي محطة من المحطات. قد ينجح مهندسو هذه الانتخابات في كسب نتيجتها لصالح قيس سعيد، ولكنه سيبقى بكل تأكيد الخاسر الأكبر، وستكون خسارته مضاعفة: خسارة رأسماله الرمزي الذي كسب به الانتخابات السابقة بنتيجة قياسية، وخسارة المستقبل، وهي أشدّ.[/rtl]
[rtl]لقد غاب عن سعيد في زحمة سعيه المحموم نحو البقاء في الحكم، ولو بالإكراه، أن مستقبل تونس جزء من مستقبل العالم، وخاصة بعد طوفان الأقصى المبارك، الذي لن تتوقف شعوبه عن خوض معاركها "المقدسة" التي ترقى لتكون حرب تحرير حقيقية من أجل سيادتها على أرضها واستقلال قراراتها، ومن أجل الحرية والعدالة والديمقراطية الحقة.[/rtl]
[rtl]بهذا المعنى، يبدو قيس سعيد خارج التاريخ، وفي قطيعة تامة عن اتجاهاته المستقبلية، وأنه لا يزال يعيش في برجه العاجي متمحورًا حول ذاته وحول جملة من الشعارات الجوفاء التي لم تعد تقنع حتى أشد الذين تحمسوا له. وهو في قطيعة أشد عن التطورات الحاصلة في العالم، وخاصة بعد طوفان الأقصى الذي كسر العديد من الأقفاص وأسقط العديد من "القطعيات"، وفتح المجال لأحرار العالم لينهلوا من جديد معاني الحرية والتحرر.[/rtl]
[rtl]لا يمثّل قيس سعيد المستقبل، وهو اليوم حجرة عثرة أمام التغيير الذي ينشده التونسيون. والأكيد أن هذه الانتخابات، إن لم تنهِ حكم سعيد الآن، فإنها ستجعل من عهدته الثانية مجالًا لاستكمال تهرئة سعيد بتجربة جديدة من الحكم الفاشل، وفي نفس الوقت مجالًا لاستكمال شروط التغيير.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2024, 11:32 am

سعيّد يستبق الانتخابات الرئاسية ويغير جميع ولاة تونس
استبق الرئيس التونسي قيس سعيّد الانتخابات الرئاسية المقبلة بتغيير ولاة ولايات بلاده البالغ عددها 24 ولاية (محافظة) بعد أن أجرى سابقا تعديلا حكوميا واسعا شمل أغلب الوزارات.
وأعلنت الرئاسة التونسية الليلة الماضية أن "رئيس الجمهورية قيس سعيد قرر إجراء حركة في سلك الولاة" وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع قليلة من تعديل حكومي واسع، وقبل نحو شهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

 
ومنذ توسيع صلاحياته في دستور جديد في 2021، يختص الرئيس التونسي قيس سعيد ـ الساعي إلى ولاية ثانيةـ بسلطة تعيين كبار المسؤولين في الدولة. ويتهمه خصومه من المعارضة بالسعي إلى تعزيز هيمنته على الحكم.
وشمل التعديل الوزاري الواسع النطاق الذي أجراه سعيد في 25 أغسطس/آب الماضي 19 وزيرا بينهم وزراء الدفاع والخارجية والاقتصاد.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي أقال سعيّد رئيس الوزراء أحمد الحشاني، واستبدله بكمال المدوري وزير الشؤون الاجتماعية بينما احتفظ وزراء المالية والعدل والداخلية بمناصبهم.
وجاءت التعديلات الوزارية في خضم أزمة مالية واستياء واسع النطاق بسبب انقطاع المياه والكهرباء المتكرر في العديد من أنحاء تونس ونقص بعض السلع والأدوية.
يذكر أن سعيّد (66 عاما) انتخب ديمقراطيا عام 2019، لكنه انفرد بالسلطة في 25 تموز/يوليو 2021، ويسعى للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقبلة، واعتبر في تصريحات أن ترشحه يأتي ضمن ما وصفه بـ"حرب تحرير" و"حرب تقرير مصير" تهدف إلى "تأسيس جمهورية جديدة".
في المقابل، تتهم أحزاب المعارضة التونسية وجماعات حقوق الإنسان السلطات باستخدام القيود التعسفية والترهيب لاستبعاد المتنافسين من السباق الانتخابي وتمهيد الطريق لفوز سعيد بفترة جديدة.




رئاسيات تونس.. مؤسستان حقوقيتان تدينان "تجاوز" هيئة الانتخابات قرارات القضاء
دانت هيئتان حقوقيتان "تجاوز" قرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس بإعادة 3 مرشحين إلى سباق الانتخابات الرئاسية، ووصفتا الوضع في تونس بأنه قمعي وتسلطي.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن "إجراء الانتخابات، وسط مثل هذا القمع استهزاء بحق التونسيين في المشاركة في انتخابات حرة ونزيهة".
وطالبت هيئةَ الانتخابات بالتراجع فورا عن قرارها، وتنفيذ حكم المحكمة الإدارية، ووقف تدخلها السياسي في هذه الانتخابات.
وأكدت "الهيئة المستقلة للانتخابات" أن الرئيس قيس سعيّد وعضوين سابقين في البرلمان هم المرشحون الوحيدون للرئاسة، لكن 3 من المرشحين المرفوضين فازوا بطعون تقدموا بها ضد هيئة الانتخابات أمام "المحكمة الإدارية" التونسية، وهؤلاء هم وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي، والوزير السابق في عهد الرئيس زين العابدين بن علي منذر الزنايدي، والعضو السابق في البرلمان عماد الدائمي.
وحسب المنظمة الحقوقية، فإن قرارات المحكمة الإدارية، التي تتمتع بالاختصاص الحصري في نزاعات الترشح للانتخابات، ملزِمة قانونا. ومع ذلك، أعلن رئيس هيئة الانتخابات فاروق بوعسكر في الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري "استحالة" تنفيذ أحكام المحكمة، وأن قائمة المرشحين للرئاسة "نهائية وغير قابلة للطعن".

مناخ قمعي

من جهتها، قالت "الشبكة التونسية للحقوق والحريات" -في بيان- إنها تندد بما اعتبرته "انتهاك هيئة الانتخابات المنصبة للقانون وتجاوزها لقرارات المحكمة الإدارية".
ورأت الشبكة أن "المناخ الذي تُجرى فيه الانتخابات الرئاسية مناخ قمعي وتسلطي، وخال من تكافؤ الفرص بين المتنافسين ومن المساواة والعدل والشفافية والنزاهة".
وتشتكي المعارضة التونسية من التعديلات التي طرأت على شروط الترشح، خاصة الشرط المتعلق بعدم وجود موانع قانونية، معتبرة أنه أدى -وفقا لها- إلى استبعاد جميع المنافسين الجِديين تقريبا من السباق الرئاسي بعد سجن عشرات المعارضين والنشطاء البارزين.
وفي مؤتمرها التأسيسي أمس الأربعاء، أفادت "الشبكة التونسية للحقوق والحريات" بأنها تشكلت من 17 منظمة مدنية و9 أحزاب، من بينها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وحزب العمال، وحزب التيار الديمقراطي، والحزب الجمهوري.
وبشأن برنامج عملها بعد تأسيسها، قالت الهيئة إنها ستعمل على إلغاء ما وصفتها بـ"المراسيم القامعة للحريات".
ولفتت كذلك إلى أنها ستعمل كذلك على "إطلاق سراح كل مساجين الرأي والمساجين السياسيين وضمان حقهم في محاكمة عادلة".​​​​​​​
وسبق أن رفض الرئيس التونسي قيس سعيد اتهامات مماثلة، وأكد مررا أن النظام القضائي في بلاده "مستقل ولا يوجد تدخل بشؤونه".






حركة النهضة تنتقد رفض إعادة المرشحين لسباق الرئاسة بتونس
[rtl]نددت حركة النهضة التونسية اليوم الخميس برفض هيئة الانتخابات الامتثال لقرار المحكمة الإدارية القاضي بإعادة 3 مرشحين إلى سباق الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.[/rtl]
[rtl]وقالت الحركة في بيان لها إثر اجتماع مكتبها التنفيذي مساء أمس إن رفض هيئة الانتخابات "المعيّنة" (من قبل السلطة) للقرارات "النهائية والباتة" للمحكمة الإدارية بإعادة المرشحين الثلاثة يعد خرقا للقانون وانتهاكا لدور السلطة القضائية في النزاعات الانتخابية وانحيازا تاما لمرشح بعينه، في إشارة إلى الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيّد.[/rtl]
[rtl]واعتبر البيان موقف الهيئة "محاولة للتحكم في نتائج الانتخابات التي باتت تفتقد لكل مقوّمات الحرية والنزاهة وتكافؤ الفرص والتنافس الحر، ومحاولة لفرض انتخابات غير ديمقراطية معلومة النتائج مسبقا".[/rtl]
[rtl]كما قالت حركة النهضة إن "توظيف السلطات لأدوات الدولة وهيئاتها لإقصاء أي مرشح جاد والتضييق على أعضاء الحملات الانتخابية وترهيب مناصريهم محاولة لتعفين المناخ الانتخابي وضرب كل قواعد التنافس الحر والمتكافئ للمرشحين لانتخابات الرئاسة"، معتبرة أن ذلك "يكشف جليا خوف السلطة من منافسة حرة تعرّي فشلها الذريع في إدارة شؤون البلاد منذ انقلابها على المسار الديمقراطي وفرضها منظومة حكم فردي".[/rtl]




بيان المكتب التنفيذي لحركة النهضة الانتخابات الرئاسية في تونس؟  1f1f9_1f1f3

بسم الله الرحمن الرحيم

تونس في 05 سبتمبر 2024

انعقد المكتب التنفيذي لحركة النهضة مساء الأربعاء 04 سبتمبر 2024 للنظر في آخر المستجدات على الساحة الوطنية، في سياق مواصلة السلطة القائمة سياسات الإقصاء وفرض القيود والتضييقات على المرشحين للانتخابات الرئاسية 2024، وآخرها رفض هيئة الانتخابات المعينة لقرار المحكمة الإدارية بإرجاع ثلاثة مرشحين إلى السباق الانتخابي بعد أن قدموا طعونا في قرار استبعادهم.
إن حركة النهضة وهي تراقب بقلق شديد ما يجري من سجالات وتوترات رافقت المسار الانتخابي منذ بدايته فإنها تؤكد على ما يلي:

1- تعتبر رفض هيئة الانتخابات للقرارات النهائية والباتة للمحكمة الإدارية بخصوص إعادة المرشحين الثلاثة للسباق الانتخابي إنما هو خرق للقانون وانتهاك لدور السلطة القضائية في النزاعات الانتخابية وانحياز تام لمرشح بعينه ومحاولة للتحكم في نتائج الانتخابات التي باتت تفتقد لكل مقوّمات الحرية والنزاهة وتكافؤ الفرص والتنافس الحر، ومحاولة لفرض انتخابات غير ديمقراطية معلومة النتائج مسبقا.

2- تدين عملية إيقاف المرشح للانتخابات الرئاسية العياشي الزمال فجر يوم الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين وتوجيه تهم ملفقة بتزوير التزكيات بغاية إقصائه من السباق الانتخابي أو التضييق عليه خلال الحملة الانتخابية، كل ذلك من أجل ترويع المرشحين وأنصارهم ومنعهم من التواصل مع الجماهير وتشويههم في عملية مكشوفة وغير لائقة لا تحترم أبسط حقوق المترشحين ولا نزاهة الانتخابات ولا ديمقراطيتها.

3- تعتبر أن ما أقدمت عليه السلطة القائمة من توظيف لأدوات الدولة وهيئاتها في إقصاء ممنهج لأي مرشح جدي وفرض القيود والتضييقات على أعضاء الحملات الانتخابية وترهيب مناصريهم إنما هو محاولة لتعفين المناخ الانتخابي وضرب كل قواعد التنافس الحر والمتكافئ للمرشحين للانتخابات وهو ما يكشف جليا خوف السلطة من منافسة حرة تعرّي فشلها الذريع في إدارة شؤون البلاد منذ انقلابها على المسار الديمقراطي وفرضها منظومة حكم فردي تسلّطي قوّضت كل مكتسبات الثورة في الحرية والعدالة، وزادت الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية، وخاصة المعيشية، تأزما وتعقيدا.

4- تجدد مطالبتها بإطلاق سراح المساجين السياسيين ووقف التضييقات عليهم في السجون وعلى أهاليهم خلال الزيارة وضرورة الاعتناء بالأوضاع الصحية المقلقة لبعض المساجين.
كما تطالب بوقف كل أشكال الإقصاء وتدعو الى مواصلة النضال من أجل استعادة المسار الديمقراطي وإنقاذ بلادنا ممّا تردّت فيه من أزمات.

المكتب التنفيذي لحركة النهضة










[rtl]وندد بيان النهضة بإيقاف المرشح للانتخابات الرئاسية العياشي الزمال فجر يوم الإعلان عن القائمة النهائية للمترشحين لانتخابات الرئاسة وتوجيه ما وصفتها بتهم ملفقة بتزوير التزكيات وإقصائه من السباق الانتخابي، وطالب بإطلاق سراح من وصفهم بالمساجين السياسيين، وبوقف كل أشكال الإقصاء، كما دعا لمواصلة "النضال من أجل استعادة المسار الديمقراطي".[/rtl]
[rtl]وكانت المحكمة الإدارية قضت بإعادة المرشحين عبد الطيف المكي وعماد الدايمي ومنذر الزنايدي لسباق الانتخابات الرئاسة بعد أن استبعدتهم هيئة الانتخابات بحجة وجود إخلالات تتعلق أساسا بالتزكيات (التوقيعات) التي جمعتها حملات المرشحين، بيد أن الهيئة المشرفة على العملية الانتخابية قالت إن المحكمة لم تبلغها بقراراتها في الأجل المنصوص عليه بالقانون.[/rtl]
[rtl]وندد المرشحون الثلاثة برفض هيئة الانتخابات تطبيق قرارات المحكمة الإدارية، كما نددت أحزاب وشخصيات تونسية معارضة بموقف الهيئة.[/rtl]
[rtl]وفي المقابل، قال الرئيس التونسي قيس سعيد إن الانتخابات شأن داخلي ولا يحق لأي جهة خارجية التدخل فيه.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالإثنين 09 سبتمبر 2024, 7:34 pm

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  1455-1725281380


مرشحو الرئاسة التونسية المقبولون من هيئة الانتخابات:
 العياشي زمال وزهير المغزاوي وقيس سعيد 


انتخابات تونس.. الفخّ الذي وقع فيه قيس سعيد
تكاد تكون أجواء الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع إجراؤها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول القادم فريدة من نوعها، وربما لا مثيل لها في عالمَي الديمقراطية والاستبداد، ما جعل فهم مجرياتها واستشراف تطوراتها أمرًا مستعصيًا ليس على المتابعين فقط، بل حتى على الأطراف المعنية بها مباشرة، مثل المترشحين، وغير مباشرة، مثل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وخاصة الناشطة في مجال مراقبة الانتخابات.


جاءت بدايات المسار الانتخابي متعثرة ومشوبة بالعديد من الخروقات القانونية والإجرائية، اعتبرها العديد من فقهاء القانون الدستوري والإداري – أبرزهم القاضي الإداري المتقاعد الأستاذ أحمد صواب – اجتهادات غير صائبة من هيئة الانتخابات "المعيّنة"، تجعل الإطار القانوني المنظم لهذه الانتخابات قابلًا للطعن، وتجعل كل المسار الانتخابي قابلًا للإلغاء.


كشفت وقائع المسار الانتخابي لاحقًا أن هذه الخروقات والأخطاء قصديّة، وأنها جزء من هندسة شاملة للمسار الانتخابي وضعتها جهة معينة متحكّمة لا تقبل مراجعتها أو العدول عنها لا جزئيًا ولا كليًا مهما تعالت الأصوات المطالبة بتصحيحها وإعادة الأمور إلى نصابها، بما يوفر الحد الأدنى من ضمانات النزاهة والشفافية والديمقراطية وتكافؤ الفرص.


يمكن الجزم بأن لا شيء يتعلق بهذه الانتخابات قد جاء سليمًا، بما يعني أن المنظومة المشرفة على الانتخابات من هيئة عليا وإدارات متداخلة – مثل وزارتَي العدل والداخلية – قد فشلت فشلًا ذريعًا وفجًا في أداء واجباتها المنصوص عليها بالدستور والقانون، فشلًا نقل الانتخابات من عرس انتخابي زمن عشرية الانتقال الديمقراطي (2011-2021) إلى مجزرة انتخابية، ونقل هيئة الانتخابات من الاستقلالية والحيادية والنزاهة إلى كونها معيّنة وخادمة لأجندة الحاكم.


وبالنتيجة، يكون انقلاب قيس سعيد (25 يوليو/تموز 2021)، قد أعطى التونسيين من الانتخابات الأسوأ والأكثر رداءة في تاريخ تونس.


فهل يمكن اعتبار هذه النسخة نشازًا عن المسار السياسي الذي بدأه قيس سعيد الرئيس في 25 يوليو/تموز 2021، أم أن ما يجري ليس سوى نفسٍ آخر مما حصل في 25 يوليو/تموز؟ وهل ما حصل ويحصل من حراك المنتظمَين: السياسي والمدني في تونس في علاقة بهذه الانتخابات، أمر عرضيّ سيزول بمرور الانتخابات أم تعبير عن تطور مهم ونوعي في المشهد السياسي التونسي؟


فرض المشروع السياسي الشخصي
لم يدّخر قيس سعيد أي جهد ولم يفوّت أي فرصة منذ توليه رئاسة الدولة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 لإبداء نقده ورفضه النظامين: السياسي والمؤسساتي اللذين جاء بهما دستور الثورة في 2014. حاول في البداية اختراق المشهد السياسي الرسمي (الحكومي) من خلال المغالاة في استعمال الصلاحيات التي يخوّلها له الدستور، كرفض منح نواب مجلس الشعب الجواز الدبلوماسي، ورفض تدخل الأمن الرئاسي في ضبط الأمن في فضاء المجلس، وامتعاضه من أنشطة رئيس مجلس نواب الشعب الأستاذ راشد الغنوشي، وخاصة مقابلاته مع الدبلوماسيين الأجانب المقيمين بتونس وتنقلاته الخارجية سواء بصفته رئيسًا للبرلمان (الدبلوماسية البرلمانية)، أو بصفته رئيسًا لحزب حركة النهضة (الدبلوماسية الشعبية).


ظهرت ذروة مغالاة سعيد في استعمال صلاحياته الدستورية "المحدودة" في اختيار رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ بعد أن حجب البرلمان الثقة عن حكومة الحبيب الجملي المكلف من حركة النهضة الفائزة في تشريعيات 2019. ولم يكتفِ باختيار رجل من خارج الأحزاب السياسية البرلمانية، بل تعدّى ذلك إلى تجاوز صلاحياته بالتدخل في تشكيل الحكومة، وتحديد سياساتها وعلاقاتها لتصبح حكومة الرئيس وليست حكومة الأغلبية البرلمانية.


مثّل ذلك منعرجًا في الأزمة السياسية والنافذة التي ولج من خلالها قيس سعيد إلى المشهد السياسي كفاعل مؤثّر في تجاوز صارخ للدستور. وتعمّق اختراقه للمشهد السياسي مع حكومة هشام المشيشي الذي اختاره أيضًا من خارج الفضاء الحزبي والسياسي، ومن خارج المشاورات مع الأحزاب، وخاصة منها البرلمانية، ثم ضاعف من تدخلاته في تشكيل الحكومة، وفي ضبط سياساتها وعلاقته وخاصة بالبرلمان.


كان هذا الاختراق مدخلًا لإعادة تشكيل المشهد السياسي لا في اتجاه معافاته، وإنما من أجل تعفينه إلى درجة تجعل منه مرفوضًا في المزاج العام للتونسيين. وكان من نتائج هذا الاختراق الذي يواصل التوسع إحداث بدعة سياسية ربما غير مسبوقة في العالم، تمثلت في وجود تحالفين متنافرين في منظومة الحكم، تحالف برلماني يمثل الأغلبية، هو (النهضة وحلفاؤها)، وتحالف حكومي أقلّي (رئيس الحكومة الفخفاخ مع حركة الشعب والتيار الديمقراطي)، على حساب حركة النهضة ذات التمثيل البرلماني الأوسع.


لم تكن كل خطابات ومواقف وقرارات قيس سعيد طيلة السنوات الخمسة لحكمه إلا تعبيرًا عن عقيدته السياسية التي بقيت صارمة وثابتة رغم الفشل البيّن والذريع في إدارة الحكم وحصيلته الصفرية من الإنجازات


كان من الطبيعي أن يؤدي هذا الانفصام بين الائتلافين إلى تعطّل المرفق الحكومي، ودخول البلاد في أزمة سياسية خانقة أدت إلى استقالة الحكومة.. فأعاد قيس سعيد نفس النهج مع حكومة هشام المشيشي الذي اختار – على خلاف الفخفاخ – الخروجَ على إرادة قيس سعيد، وبناء الثقة مع الأغلبية البرلمانية والاستناد إليها في تمرير قوانينه.


لم يقبل قيس سعيد اختيار المشيشي نهج الوصل بين الحكومة والأغلبية البرلمانية، فتوسّع بذلك الفتق بين الأضلع الثلاثة لمنظومة الحكم: (رئاسة الجمهورية، الحكومة والبرلمان)، وتعمقت الأزمة وتوالدت حلقاتها وبقي سعيد يتصيّد الفرص لتسديد الضربة القاضية لمنظومة الحكم، ولم يكن ليجد أفضل من أزمة "كوفيد-19″، وتخبط الحكومة في إدارتها، ووصول التعفُّن في البرلمان إلى ذروته.


كشف السلوك السياسي لقيس سعيد ومنطوق خطابه السياسي المشحون ضد المنظومة السياسية بكل أطرافها الحزبية والمدنية، حقيقةَ عقيدته السياسية التي ظهرت جلية مساء 25 يوليو/تموز 2021 بإعلان الإجراءات الاستثنائية، وغلق البرلمان بدبابة وإقالة الحكومة.


كان انقلابًا واضحًا على الشرعية، وعلى المسار الديمقراطي، تأكد لاحقًا بإجراءات 22 سبتمبر/أيلول 2021 التي أعلن فيها نفسه رسميًا الحاكم بأمره الجامع لكل السلطات دون رقابة أو مساءلة والمحتكر لمعاني الوطنية والسيادة والقائد لحركة تحرّر وطني لتونس والمعبّر عن رؤية جديدة للعالم وللإنسانية.


لم تكن كل خطابات ومواقف وقرارات قيس سعيد طيلة السنوات الخمسة لحكمه إلا تعبيرًا عن عقيدته السياسية التي بقيت صارمة وثابتة رغم الفشل البيّن والذريع في إدارة الحكم وحصيلته الصفرية من الإنجازات والوعود التي بقيت حبرًا على ورق.


ورغم فراغ الحزام السياسي من حوله وتراجع الحزام الشعبي الداعم له إلى مستويات دنيا، لم يبدِ أي انزعاج لا من ذلك ولا من تصاعد وتوسع المعارضة ضده، ولا من تقارير المنظمات الدولية ومواقف بعض الحكومات الناقدة لسيرته في الحكم وانزلاقه نحو الاستبداد السياسي والانهيار الاقتصادي والاحتقان الاجتماعي والانقسام المجتمعي، ولا من سيل المقالات الإعلامية الناقدة الصادرة عن كبرى المجلات والدوريات العالمية.


ويؤكد عدم انزعاجه من كل ما تقدم طبيعة عقيدته السياسية ورؤيته لنفسه على أنه "جاء من كوكب آخر" وأنه "غريب في قومه مثل صالح في ثمود" وأنه "مبعوث العناية الإلهية"؛ لتحرير تونس، وأنه بناءً على كل ذلك "لن يسلم تونس إلا لوطنيّ"، وأنه لا يؤمن بالانتخابات أصلًا، حيث سبق أن أعلن قبل انتخابه في 2019 نيّته إلغاء الانتخابات التشريعية، وأنه لن يصوت لنفسه لأن الانتخابات، من وجهة نظره، مخترقةٌ بالمال الفاسد ومدخلٌ لمرور الفاسدين والخونة إلى الحكم.


يؤكد كل ما سبق أن الانتخابات الرئاسية ليست خيارًا لقيس سعيد، وإنما خياره الذي ينسجم مع عقيدته السياسية هو البيعة الشعبية بعيدًا عن المنافسة. على الأرجح أن قرار قيس سعيد إجراء الانتخابات الرئاسية في 2024 على أساس دستور 2014 قد أملته عليه جهة معيّنة أو فرضته ظروف وسياقات محددة، وربما الأمران معًا. وإذا رضخ قيس سعيد لإجراء الرئاسيات في 2024، فإنه اختار هندستها بالكامل هندسة تفرغها من مضمونها، وتجعل منها بيعة شعبية له بعد إقصاء كل المنافسين، وخاصةً الجديين منهم.


الانتفاضة الهادئة
على خلاف ما كان يحدّث به قيس سعيد نفسه من أنه قد نجح في إلغاء العملية السياسية، وفي غلق كل منافذها وتسييجها بمنسوب عالٍ من عدم الثقة الشعبية فيها وفي فاعليها، أبانت ديناميكية الانتخابات نسبية كل ذلك.


فقد ردّت الساحة السياسية على استباقه إفراغ الساحة باعتقال أبرز معارضيه ومنافسيه من القادة السياسيين، بأن قدم عدد كبير من السياسيين من بينهم مرشحون جدّيون ترشحهم لخوض الانتخابات، محدثين بذلك خرقًا معتبرًا في إستراتيجية قيس سعيد الانتخابية؛ خرقًا سيمثل لاحقًا مدخلًا مهمًا لإطلاق حراك سياسي ومواطني ومدني أربك سعيد ومنظومته الانتخابية، وأوقعهما في أخطاء إجرائية وخطايا قانونية كبرى قلبت تقريبًا المعادلة، وأفقدت سعيد وفريقه المبادرة، وجعلتهما في الزاوية وحيدين تقريبًا في مواجهة الجميع.


وتؤشر مجريات المسار الانتخابي بكل تعرجاته وتداعياته على إرهاصات تشكل جديد للمشهد السياسي العام بعد ثلاث سنوات من انقلاب 25 يوليو/تموز 2021. يمكن تبيّن ذلك بوضوح من خلال المؤشرات التالية:


تعميق الفرز بين حزامين: حزام لا ينفكّ يتوسع ويتعمق، قوامُه القوى الديمقراطية المعتدلة الساعية لإنهاء حكم سعيد باعتباره انقلابًا أسسّ لحكم فردي تسلّطي هو نقيض للثورة ومكتسباتها وخاصة الحريات والديمقراطية، فضلًا على أنه فاشل في كل المجالات والمسارات، مقابل حزام لا ينفكّ يتراجع ويتقلص ويفقد التأثير، قوامُه الأطراف الداعمة لقيس سعيد، إما لطبيعتها الوظيفية، وإما لأنها تبحث عن تموقع سياسي لم تنجح في كسبه بجهدها الذاتي.
 تجاوز الموقف الصفري من عشرية الانتقال الديمقراطي ومن الفاعلين الرئيسيين فيها، والابتعاد عن وصفها بالعشرية السوداء، والوسطية في تقييمها بسلبياتها وإنجازاتها.
تراجع خطاب الإقصاء والتخوين خاصة داخل العائلة الديمقراطية المعتدلة، مقابل التركيز على خطاب جامع يتجه أكثر نحو المستقبل حول جملة من المشتركات تبدو الحريات والديمقراطية محورها.
كانت هذه الانتخابات كفيلة بأن تمنحه شرعية دستورية جديدة ينهي بها سردية المعارضة عن الانقلاب، إلا أن ثقته في نفسه وفي مساره جعلته يفوّت هذه الفرصة ليجد نفسه مجبرًا على إجراء انتخابات في مواجهة الجميع


إذا كانت هذه "الثقافة السياسية الناشئة" تحتاج مزيدًا من الوقت حتى تنجح في كل الاختبارات التي تنتظرها لتتشكل ويصلب عودها وتقف على سوقها، ويمكن البناء عليها في توليد مشهد سياسي بديل عن مشهدَي 25 يوليو/تموز 2021 وما قبله، فإن الأداء السيئ لقيس سعيد وأذرعه في إدارة المسار الانتخابي، إضافة إلى فشله في إدارة الحكم قد ساهما في تطور الفضاء السياسي ومنحه الفرصة للتعبير عن نفسه بوضوح في خضم التدافع الذي يحفّ بالمسار الانتخابي الرئاسي.


في مسار آخر، ساهمت ديناميكية الانتخابات في كسر حاجز الخوف الذي حاول سعيد فرضه على الشعب عامةً وعلى النشطاء السياسيين خاصة لصرفهم نهائيًا عن الاهتمام بالشأن العام. مثّلت حملات تجميع التزكيات الشعبية للمترشحين فرصة هامة ربما انتظرتها شرائح من التونسيين لتجدد اهتمامها بالشأن العام في حركة مواطنية هادئة تختزن الكثير من الغضب على سعيد وحكمه، ويحدوها أمل في أن تكون الانتخابات الرئاسية فرصة لإحداث التغيير عبر تداول سلمي للسلطة.


لم يقتصر المشهد عند حدود هذه الحركة المواطنية "المباغتة"، بل توسّع كميًا ونوعيًا مع تجنّد قوى وازنة في المجتمع المدني للتصدّي لخروقات هيئة الانتخابات عبر مسارات متعددة من أهمها القضاء الإداري، الذي كان حاسمًا وغير متردد في قبول طعون المترشحين الذين أقصتهم هيئة الانتخابات والحكم بإعادتهم إلى السباق، الشيء الذي أربك الهيئة وأظهرها في مظهر المارقة عن القانون وأفسد على قيس سعيد إستراتيجيته الانتخابية، وسحب منه المبادرة.


من جانب آخر، مثّلت كلمة نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في افتتاح المجلس الوطني للمنظمة منعرجًا نوعيًا في موقف الاتحاد مما يجري في تونس منذ 25 يوليو/تموز 2021، انتقل فيه من المباركة والمساندة، ثم الشك والتردد، إلى نقد المسار وحصائله السلبية السياسية والاجتماعية، نقدًا لا يخلو من الوضوح والصرامة.


فخّ الانتخابات
كانت أمام قيس سعيد فرصة إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها في السنة الأولى من انقلابه ربما بدون منافسة في سياق زخم "شعبي" مؤيّد له. كانت هذه الانتخابات كفيلة بأن تمنحه شرعية دستورية جديدة ينهي بها سردية المعارضة عن الانقلاب، إلا أن ثقته في نفسه وفي مساره جعلته يفوّت هذه الفرصة ليجد نفسه بعد ثلاث سنوات من انقلابه مجبرًا على إجراء انتخابات يقف فيها وحيدًا تقريبًا في مواجهة الجميع، وقد نفدت أرصدته تقريبًا ومثقل بحصيلة صفرية من الإنجازات وبتراجع حاد في شعبيته وبتهافت صارخ لسرديته.


بهذا المعنى، تبدو الانتخابات الرئاسية الفخّ الذي وقع فيه قيس سعيد أو الذي سيق إليه والذي قد لا يخرج منه، وإذا ما خرج منه فسيكون خاسرًا-  وإن حصل على عهدة ثانية – مكسورًا ومطعونًا في شرعيته فاقدًا للأفق، ولا يملك من مقومات الاستمرار في الحكم أي شيء تقريبًا، مقابل معارضة في صعود ضمن حركية إيجابية. لهذا كله، قالها قيس سعيد: هذه الانتخابات هي حرب بقاء أو فناء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2024, 4:30 pm

انتخابات رئاسية في تونس للاختيار بين سعيّد ومؤيد ومسجون
توجه الناخبون التونسيون اليوم الأحد إلى مكاتب الاقتراع في انتخابات رئاسية يشارك فيها 3 مرشحين، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد الذي يواجه اتهامات باستهداف منافسيه.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال نحو 10 ملايين مسجل في القوائم الانتخابية عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (7:00 بتوقيت غرينتش، 10:00 بتوقيت مكة المكرمة) على أن تغلق السادسة مساء.
ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النتائج الأولية "على أقصى تقدير" يوم الأربعاء المقبل، وتظل إمكانية الإعلان عن النتائج قبل هذا التاريخ واردة.

3 مرشحين فقط

ومن بين 17 ملف ترشح لانتخابات الرئاسة قررت هيئة الانتخابات في أغسطس/آب الماضي قبول ملفات 3 مرشحين بصورة أولية، هم الرئيس الحالي قيس سعيد (66 عاما)، وأمين عام حركة الشعب (مؤيدة لسعيد)، ورئيس حركة "عازمون" المعارضة زهير المغزاوي (59 عاما)، وعياشي زمال (47 عاما) والمسجون بتهم "تزوير" تزكيات، الأمر الذي دفع 6 من المرفوضة ملفات ترشحهم للطعن أمام الدوائر الاستئنافية في المحكمة الإدارية، والتي بدورها أيدت قرار الهيئة.
ولاحقا، قدّم عدد من المرفوضة ملفات ترشحهم طعونا إلى المحكمة الإدارية، والتي قضت في أحكام نهائية بقبول طعون 3 مرشحين، مما يعني إعادتهم إلى السباق الانتخابي، وهم عبد اللطيف المكي وعماد الدايمي ومنذر الزنايدي، لكن هيئة الانتخابات لم تعتمدهم.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  1455-1725281380المرشحون لانتخابات الرئاسة العياشي زمال (يمين) وزهير المغزاوي (وسط) وقيس سعيد (وكالات)
ودعت المحكمة الإدارية في 14 سبتمبر/أيلول الماضي إلى إعادة المرشحين للرئاسيات، لكن البرلمان التونسي أقر في الـ20 من الشهر نفسه إحالة مشروع قانون قدمه 34 نائبا يقترح سحب سلطة المحكمة الإدارية على الانتخابات إلى محكمة الاستئناف.
ووفق الاختصاصات الراهنة، ينظر القضاء الإداري في الخلافات بين المواطنين ومؤسسات الدولة عبر جلسة يجتمع فيها 27 من القضاة، في حين تنظر محكمة الاستئناف في النزاعات القائمة بين المواطنين في جلسة مكونة من 3 قضاة.
ولاحقا، أيد 116 نائبا مشروع القانون مقابل 12 صوتوا ضده، في حين تحفّظ عليه 8 نواب.

موعد مع التاريخ

وفي خطاب ألقاه الخميس الماضي دعا سعيّد التونسيين إلى ما وصفه بـ"موعد مع التاريخ" في رابع سباق رئاسي عقب ثورة 2011، قائلا "لا تتردوا لحظة واحدة في الإقبال بكثافة على المشاركة في الانتخابات"، لأنه "سيبدأ العبور، فهبّوا جميعا إلى صناديق الاقتراع لبناء جديد".
وانتُخب سعيد بما يقارب 73% من الأصوات في 2019 خلال انتخابات بلغت نسبة المشاركة فيها 58%.


وبعد مرور 5 سنوات من الحكم يتعرض سعيد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، لأنه كرس الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  35824470-1728191496قيس سعيد حصل على نحو 73% من الأصوات في انتخابات 2019 (الأناضول)
وتندد المعارضة -التي يقبع أبرز زعمائها في السجون- ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية بـ"الانجراف السلطوي" في بلد مهد الربيع العربي، وذلك من خلال تسليط الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.
وكانت الحملة الانتخابية باهتة دون اجتماعات أو إعلانات انتخابية أو ملصقات ولا مناظرات تلفزيونية بين المرشحين مثلما كان عليه الحال في العام 2019.
وتظاهر مئات التونسيين في العاصمة تونس أول أمس الجمعة للتنديد بـ"القمع المتزايد".
وطالب المتظاهرون في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة بإنهاء حكم سعيّد، رافعين لافتات تصفه بـ"الفرعون المتلاعب بالقانون"، وسط حضور أمني كثيف.
وتشير إحصاءات منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "أكثر من 170 شخصا هم بالفعل محتجزون لدوافع سياسية او لممارسة الحقوق الأساسية" في تونس.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات رفضها اعتماد بعض الجمعيات (لم تسمها) لمراقبة الانتخابات الرئاسية بحجة تلقيها "تمويلات أجنبية مشبوهة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2024, 4:34 pm

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Ddd1-1728018423



بعد مجزرة قيس سعيد القانونية.. 5 أسباب للتفاؤل في انتخابات تونس القادمة
الآن، وقد صادق مجلس نواب الشعب في تونس على تعديل القانون الانتخابي، على الرغم من كل المواقف والاحتجاجات الميدانية لمعارضين ومحامين وقضاة وإعلاميين وسياسيين وقسم من المواطنين، ممن بدؤُوا يستشعرون بعض الخطورة في تغيير القانون الانتخابي قبيل الذهاب إلى مراكز الاقتراع.
الآن، وقد انتهى رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، إلى ما كان يرغب فيه، وهو سحب صلاحيات المحكمة الإدارية في البتّ في النزاعات الانتخابية بشكل مستقلّ ومحايد، وإحالتها إلى القضاء العدلي من خلال محكمة الاستئناف، لاستثمار ما يصفه معارضوه بـ"قضاء التعليمات"، وقطع الطريق أمام تمرير أي محاولة للطعن في نتائج الانتخابات المقبلة المقررة يوم 6 أكتوبر/ تشرين الأول، وفق ما صرح النائب بالبرلمان، يوسف طرشون، قائلًا: "تسريع هذا القانون (القانون الانتخابي) يأتي لحماية الدولة بعد التهديد بإبطال نتائج الانتخابات والطعن فيها"، وهي – لعمري – بدعة برلمانية؛ لأنّ الطعن في نتائج الانتخابات جزء من المسار الانتخابي، وإحدى آليات الصراع الديمقراطي.
الآن، نجح الرئيس التونسي، قيس سعيّد، في هذه "المجزرة القانونية"، كما أطلق عليها أستاذ القانون والمحامي عبدالوهاب معطر، الوزير السابق، في إشارة إلى تعديل القانون الانتخابي بهذا الشكل "المتعسف"، كما يصفه البعض، واستطاع "أن يستقوي على خصومه بواسطة المؤسسة التشريعية المنتخبة (البرلمان)"، كما قال المحامي، الأستاذ سمير ديلو، في سابقة هي الأولى من نوعها في تونس، على الأقل منذ ثورة 14 يناير/ كانون الثاني 2011.
والآن أيضًا، ولعلّ هذا الذي لا يقال ولا يراد له أن يكون جزءًا من التحليل السياسي للوضع التونسي، يستثمر الرئيس سعيّد، أيما استثمار، في ضعف خصومه وتشتّتهم وتنازع رؤاهم في عديد القضايا، وهو يستثمر بشكل واضح وبقوة أيضًا في ترهّل عديد المؤسسات السياسية، بدءًا بالقضاء، ومرورًا بالهيئات النقابية (الاتحاد العام التونسي للشغل)، ووصولًا عند ما يعرف بـ"المجتمع المدني"، من منظمات وجمعيات، بلعت ألسنتها، وخفت بريقها، وتراجعت إلى الصفوف الخلفية.
يضاف إلى ذلك الأحزاب والمكونات السياسية، التي تشهد حالة من الانقسام والوهن، ووضعًا بائسًا من المواقف والخيارات والعلاقات والتحالفات، وانقلاب المواقف، إلى حدّ أن المرء لم يعد قادرًا على التمييز بين ما هو مبدئي وما هو تكتيكي؛ بسبب تلوّن بعض هؤلاء كالحرباء، بحيث يغيّرون مواقفهم مثلما يغيّرون بذلات السموكينغ لديهم.
استحقاق انتخابي باهت
في هذه الأوقات التي تفصل البلاد وشعبها عن اقتراع رئاسي هام بكل المقاييس، وبجميع الحسابات، لا يبدو الوضع السياسي والإعلامي في البلاد يشي بوجود استحقاق انتخابي تتهيّأ له تونس.
فلا نقاشات بشأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي الذي ازداد بؤسًا عما كان عليه في الفترة التي سبقت هيمنة القصر الرئاسي على دواليب الدولة، ولا صراع برامج بين المرشحين لـ "الرئاسية"، ولا حوارات إعلامية، من نوع تلك التي كانت سائدة في المشهد التونسي خلال العشرية السابقة، بين المرشحين وأحزابهم ومثقفيهم وسياسييهم، في تنافس، كانت الفعاليات والمِهرجانات الانتخابية تعكسه بوضوح، ويجلب اهتمام الإعلام الدولي، والنخب العربية بشكل لافت لا غبار عليه.
حُصّل اليوم ما في الصدور، وبات الرئيس التونسي يتّجه إلى عهدة رئاسية ثانية لا مندوحة عنها: عهدة، لن ينافسه عليها المرشح زهير المغزاوي (حركة الشعب)، الذي تؤكد استطلاعات الرأي أنه في أسفل سُلم نوايا التصويت، ولا المرشح العياشي زمال (رئيس حركة عازمون)، القابع في السجن في مواجهة عشرات القضايا بعنوان: "تدليس التزكيات الشعبية"، وفق التهم الرسمية الموجهة إليه، "باطلًا"، كما تقول هيئة الدفاع عنه.
وأنّى للرجل أن يحصد أصواتًا مؤثرة في المشهد، وهو خلف القضبان؟ فحتى في الدول العريقة في الديمقراطية، لم يحصل هذا البتة، فما بالك في بلد يسجل نكوصًا ديمقراطيًا منذ 3 سنوات؟

لن تكون بيعة للرئيس الحالي، قيس سعيّد، كما أرادها البعض من مريديه، ولن تكون بنسب تصويت عالية، كما قال السفير الأميركي السابق، غوردون غراي، في تصريح صحفي لافت قبل انطلاق المسار الانتخابي الحالي.. إنها عملية تصويت عادية في وضع غير عادي لمسار يطرح الكثير من التساؤلات.


لكنّ ذلك كله وجه فقط للعملة التونسية الحالية؛ وجه، أقل ما يقال عنه، إنه لا يليق بصورة تونس، والفكر السياسي لنخبها وطبقتها السياسية، ومثقفيها وإعلامييها، الذين كانوا دائمًا مصدر إلهام لعديد النخب العربية، وشكلوا طيلة الخمسين عامًا الماضية نقطة مضيئة في سماء العالم العربي والإسلامي، بفعل الحراك السياسي والقانوني والدستوري الذي أدخلوه على منظومات عربية مختلفة ومتعددة، كانت تنظر إلى هذا البلد الصغير جغرافيًا، على أنه منبع للإبداع الفكري والسياسي.
البلد الذي خرج منه المؤرخ عبدالرحمن بن خلدون، والأديب الكبير محمود المسعدي، والمفكر التحديثي هشام جعيّط، و"فقيه القرآن الكريم" محمد الطاهر بن عاشور، كما يلقب في الأوساط الجامعية والأكاديمية، إلى جانب المفكر الإسلامي راشد الغنوشي (بعيدًا عن التجاذبات السياسية والحزبية من حوله)، والسينمائي الكبير الطاهر شريعة، والمفكر السياسي محمد المنصف المرزوقي، والشاعر الاستثنائي أبو القاسم الشابي، والقائمة طويلة، بالعرض قبل الطول.
تكفي الإشارة في هذا السياق بالذات، إلى كون تونس أول بلد يكتب دستورًا في العالم العربي، ويؤسس جامعة دينية هي الجامعة الزيتونية، ويبعث منظمة حقوقية هي الأولى في أفريقيا، وهي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ويؤسس قبل ذلك الاتحاد العام التونسي للشغل (المنظمة العربية الأعرق في العالم العربي وأفريقيا)، ويرفع من مكانة المرأة، تشريعًا وثقافة وموقعًا وحجمًا، بصرف النظر عن بعض المتغيرات والتطورات وأخطاء التطبيق، من خلال ما يعرف بـ "مجلة الأحوال الشخصية".
الزائر لتونس اليوم، للأسف الشديد، لا يكاد يعثر على ما يشير إلى هذه الرموز والمعاني والسياقات، بل يصطدم بمعارك "طواحين الريح"، التي لا تنتج سوى موجات سلبية، لا رائحة ولا طعم ولا لون فيها، سوى أنها إعادة إنتاج اللامعنى وتجريف الوعي.
بداية تعافي الجسم القضائي
لكنّ هذا الوجه من العملة التونسية، وإن أنتج حيرة واسعة لدى التونسيين حول مستقبل بلادهم وحول قيمة العيش المشترك، التي دافعت عنها أجيال وأجيال، وهم يرونها اليوم تتفكك، ليس بفعل مطلب سياسي من إحدى المعارضات، إنما بموجب خطاب الدولة والسلطة القائمة، هذا الوجه يخفي وراءه وجهًا آخر شديد الأهمية، وربما كان من الأسباب الرئيسة في نهوض جديد في البلاد.
فقد أبانت الأسابيع الماضية، وخاصة منذ اقتراح مشروع تعديل القانون الانتخابي، عن بداية تحرك صلب الجسم القضائي. بحيث رفضت جمعية القضاة، ونقابة القضاة، والمحكمة الإدارية، بل حتى المجلس الأعلى المؤقت للقضاء، الذي عيّنه الرئيس التونسي ذاته كبديل عن المجلس المنتخب السابق، رفضوا جميعهم مشروع القانون واعتبروه "لا دستوريًا"، و"منافيًا للعملية الديمقراطية"، كما يشكّل "ضربًا لنزاهة الانتخابات"، و"مساسًا بحق التقاضي" و"الطعن في أحد مسارات العملية الانتخابية، عن طريق محكمة مستقلة ومحايدة"، في إشارة إلى المحكمة الإدارية، كما جاء في بيان جمعية القضاة، العريقة بين المنظمات التونسية.
وهذه أوّل مرة تحصل منذ الخامس والعشرين من يوليو/ تموز 2021، وهو أمر مهم في سياق الحديث عن "تعافي" الجسم القضائي، الذي عرف تاريخيًا بالولاء للسلطة، أو الإذعان لها، ولإملاءاتها ضدّ خصومها السياسيين.. فهذا الجسم يتخذ اليوم موقفًا لافتًا، ويرفع صوته بـ "لا" الناهية، ضدّ "الأمر الواقع" الذي فرضته السلطة لتغيير "قواعد الاشتباك" بينها وبين المعارضة.
مؤشرات على حالة جديدة:
  • خروج بعض الفعاليات والمنظمات من قمقم الصمت، خصوصًا المنظمات الحقوقية، وجمعية القضاة، ونقابة القضاة، والمجلس الأعلى المؤقت للقضاء، والمحكمة الإدارية، والجمعيات الناشطة في المجال الاجتماعي والنسوي والشبابي. وهو خروج مهم من حيث التوقيت، والموقف من السلطة، ومن تطورات المشهد ومآلاته.
  • بداية التنسيق بين الأحزاب، خصوصًا تلك المتناقضة والمتصارعة فيما بينها؛ لأسباب سياسية أو أيديولوجية، حتى إنّ بعضها كان يضع شروطًا للجلوس مع هذا الطرف أو ذاك. صحيح أن هذا التنسيق ما يزال جنينيًا، لكنه مؤشر على إمكانية تطوره خلال المرحلة المقبلة.
  • عودة الشباب التونسي للساحات مجددًا، بعد غياب استمر عدة سنوات، نتيجة تقييمه السلبي لمسارات الثورة ومآلاتها. لقد أظهرت الفعاليات التي نُظمت إلى الآن استماتته الواضحة في الدفاع عن الحريات، وعودة الديمقراطية، ورفض الحكم الرئاسوي. وهي مكاسب دفع هذا الشباب من أجلها الغالي والنفيس، دمًا ودموعًا وذكريات أليمة، وآمالًا كبرى في تغيير ممكن، وفي تونس أخرى.
  • مخاضات داخل المنظمة النقابية (الاتحاد العام التونسي للشغل). وإن كانت تبدو بسيطة ومحدودة، إلا أنَّ سياقها والرجالَ الذين يقودونها والرافضين للخطّ الذي تقوده القيادة النقابية الحالية (خطّ التماهي مع السلطة) يؤكدون أن عملية تصويب للبوصلة تجري بطريقة جادّة.

وما يرشح من معلومات من داخل هذه المنظمة الكبيرة والعريقة حول اتجاهات المؤتمر القادم للاتحاد، والذي قد يُنظم بشكل مسبق عن تاريخه العادي، يعبر عن حراك مهم وترجمة لأفق جديد لهذه المنظمة، ومن ثمّ لدورها في السياق السياسي والاجتماعي العام.
  • ارتفاع منسوب الأصوات السياسية والجامعية التي صمتت منذ "انقلاب يوليو/ تموز" 2021. كانت تلك الأصوات تعتقد أن حالة التصحيح بدأت، لكنّها اكتشفت لاحقًا أن ما حصل كان جزءًا من سيناريو تم إعداده بإتقان للالتفاف على التجربة التونسية، وغلق "القوس الديمقراطي"، والنكوص عن "الثورة التونسية"، وما كانت تحمله من آمال وتطلعات شعبية واسعة.

هؤلاء استفاقوا اليوم لينضمّوا إلى الحراك السياسي المطالب بالكفّ عن حالة العبث بمقدرات الديمقراطية واستتباعاتها القانونية والدستورية والهيكلية، واستئناف التأسيس الجديد لـ "دولة المجتمع والحريات"، كما يصفونها. في إشارة إلى تلازم المسار السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، في عملية البناء الذي كان من أهداف الثورة، وتلاشى لاعتبارات كثيرة خلال السنوات العشر الماضية.
  • حدوث عملية فرز في المشهد التونسي، اتضح من خلالها "الأصوات المغشوشة" في علاقةٍ بالديمقراطية والحريات وحماية الدستور واحترام القانون. تلك الوجوه التي عملت على إفساد الأوضاع لغايات سياسية وأيديولوجية، ولحسابات حزبية ومصلحية ضيقة. بما يجعل الساحة اليوم تتجه لتحالفات جديدة، ستظهر إرهاصاتها بعد الاستحقاق الانتخابي القادم.
  • وإذا أضفنا إلى ذلك المظاهرات والاحتجاجات التي طفت على السطح خلال الأسابيع الأخيرة، فقد مثلت منعطفًا جديدًا في السياق السياسي التونسي، بل شكلت مصدر إزعاج للسلطة ومكوناتها، وأعطت إشارة لافتة بأن هناك "أجسامًا" لا تموت، وبأن صمتها خلال السنوات القليلة الماضية كان محسوبًا، ولم يكن "صكًا على بياض" كما يقال للحكم ودوائره. بل هو من قبيل "صمت العقلاء"، على رأي الفيلسوف أرسطو، أو "وقفة تأمل"، كما يحلو للمثقفين أن يصفوها.

لقد اختلفت تونس اليوم عن تونس أمس، ما بعد "انقلاب يوليو/ تموز"، بفضل هذا الحراك النخبوي المدعوم شعبيًا، وإن كان بأعداد قليلة لكنها لافتة. فالناظر للمشهد خلال السنوات الثلاث الماضية يدرك أن الحالة قد تغيّرت، وأن المكونات قد تحركت، وأن "إرادة التغيير"، كما يصفها خصوم السلطة، أقوى من أي وقت مضى، سلميًا وديمقراطيًا وقانونيًا وسياسيًا.
يبقى أن العقل السياسي المناهض للحكم يحتاج إلى مشروع سياسي يليق بالمرحلة. ومطلوب منه بناء تراكم نضالي بوتيرة منتظمة، ويحتاج قبل كل ذلك إلى البحث عن مشتركات سياسية عميقة ومبدئية تجعل التغيير إمكانية وليس مجرد إرادة.
فهل ترتقي النخب التونسية، بيسارها ويمينها ووسطها، إلى مقتضيات المرحلة ومتطلباتها، خصوصًا في ضوء التغيرات التي بدأت إرهاصاتها ومؤشراتها في المنطقة بعد اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وما سوف يترتب عنها من تبدلات في موازين القوى والأدوار والتحالفات؟ أم يربح رئيس الجمهورية، ومن خلفه مكونات السلطة والأجهزة، في إخماد هذا الحراك والمضي نحو أفق أعلى، ما يزال مجهول الهوية والأبعاد والمضامين؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2024, 4:38 pm

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  45441-1721906146

ولاية قيس سعيد و5 سنوات من بورقيبة وبن علي والثورة
"الإجابة تونس"؛ لطالما ترددت هذه العبارة على لسان المتحمسين للربيع العربي خلال سنواته الأولى التي بدت فيها تونس النموذج الذي يقدم جوابا للمعضلات الصعبة والأسئلة الشائكة.
من جانبهم، كان الإسلاميون السياسيون في العالم العربي وحتى الأمس القريب يعتبرون تجربة إخوانهم في قرطاج هي الأنجح، بعد أن شكَّلوا ضلعا أصيلا في الحكم ونجحوا في تفادي محاولات إقصائهم لفترة طويلة.
وحتى العلمانيون رأوا تونس مثالا يُحتذى به، فهي الدولة القادمة من ماضٍ لائكي عريق نافح عنه بورقيبة ومن بعده بن علي، لتأتي الثورة وتُضفي عبق الياسمين على هذه العلمانية وتمنحها مسحةً من الحرية، لكن الشعب التونسي نفسه كان يرى نفسه وثورته بصورة مختلفة عن أولئك الناظرين إليها من الخارج.
لقد كابد التونسيون احتلالا فرنسيا خانقا دام زهاء ثمانية عقود، تلقَّفتهم بعدها أيادي الأنظمة "البوليسية" لخمسة عقود ونيف، حُرم خلالها الشعب التونسي من حقه في الحرية والكرامة، بل وفي العيش، فكانت نيران البوعزيزي نهاية عام 2010 هي ما أشعلت الثورة في تونس ومنها انتقلت إلى العالم العربي بأسره.
ومع الثورة، حلم التونسيون بحياة أفضل، متخيلين أن تصدُّرهم طليعة المبشرين بالحرية سوف يمنحهم نصيبا وافرا من كعكة الغد الأفضل، لكن الكثير من هذه الأحلام أضحى سرابا.
صحيح أن تونس لم تنزلق إلى ديكتاتورية عسكرية صريحة ولم تضربها الحروب الأهلية كما حدث لجيران الربيع العربي، لكنها نالت حظها الوافر من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وأوشكت أن تودِّع التعددية السياسية نحو حكم أحادي وإن تغلَّف بغلاف ديمقراطي.
فقبل سنوات خمس من اليوم، وصل قيس سعيد إلى كرسي الحكم مشفوعا بدعم سياسي وشعبي كبيرين، ومصحوبا بتفاؤل جامح أن الأستاذ الجامعي، القادم من خارج عوالم السياسية، ربما يحمل إكسير الشفاء لسنوات التخبط السياسي ما بعد الثورة.
واليوم يخوض قيس سعيد رحلته الانتخابية نحو ولاية ثانية، مع تفاؤل أقل واستقطاب أوسع، وهو ما يدفعنا إلى إعادة قراءة صفحة قيس سعيد في كتاب التاريخ التونسي، من خلال عناوين ثلاثة، اختصارا لا إخلالا.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-2021-11-21T131134.769الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يمين) والرئيس التونسي قيس سعيد (رويترز)

العنوان الأول: أنا

اقتباس :
"أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا
وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شرَفي
أنَا الثّرَيّا وَذانِ الشّيبُ وَالهَرَمُ"
 
أبو الطيب المتنبي
 


في أكتوبر/تشرين الأول 2019، شقَّ قيس سعيد طريقه إلى قصر قرطاج بأريحية كبيرة ربما لم يتوقعها الأستاذ الجامعي حين قرر خوض غمار السياسة من الباب الكبير، بعدما حصد 72.71% من أصوات التونسيين في الجولة الثانية من انتخابات شهدت مشاركة 57.8% من مجموع الناخبين الذين دغدغتهم وعود قيس سعيد بقطع جميع العلائق مع الزمن الذي ولّى، زمن الفساد والرشوة والمحسوبية.
لم يدرِ أحد كيف سيُنفِّذ قيس سعيد هذا الوعد بالضبط، بمَن في ذلك مناصروه المتحمسون ودوائره الأكثر قربا.
كان "مشروع" قيس سعيد -إن صح وصفه كذلك- شعبويا إلى حدٍّ كبير، وفقيرا في التفاصيل إلى أبعد مدى، لكن سِمَتُه الرئيسية كانت أنه وضع مسافة شاسعة بينه وبين الطبقات السياسية والمؤسسات والنخب التقليدية في تونس، معتمدا على استقطاب الشباب المحبط من الثورة التي لم تقدم إجابات عن جميع المطالب التي رفعها التونسيون بعد أن هرموا في انتظار اللحظة التي يتنحى فيها بن علي من على كرسي السلطة.
وصف موقع "أورينت 21" الحملة الانتخابية لقيس سعيد بأنها "فريدة، وغير مكلفة"، وأنها "حملة رئاسية بدون حملة انتخابية ولا أدوات تسويقية سياسية ولا أية وسائل توفرها الدولة".
كان الجزء الأهم من هذه الحملة هم الشباب المؤمن بمشروع مختلف لا يرى أية ضرورة في الانضواء تحت شعار هذا الحزب أو ذاك، ويؤمن بوجود طريق مختصر أكثر وضوحا هو إحداث تغيير حقيقي من خلال مساندة رجل لا تُعد استقامته ونزاهته محل تشكيك من أي طرف.
مَثَّلت هذه الخلفية المتواضعة سياسيا، والمستقيمة شخصيا، وغير المنحازة أيديولوجيا، مفارقة واضحة مع كل ما ينفر منه التونسيون بشأن السياسيين التقليديين، ومنحت سعيد رمزية لا تُقدَّر بثمن.
لذلك، لم يحتج الرجل إلى تقديم رؤية حقيقية أو مقترحات ملموسة للظفر بثقة داعميه، الذين رضوا منه بالوعود الكلاسيكية حول محاربة الفساد واحترام الدستور والقوانين وإعادة الشباب إلى الحياة السياسية ثم تحييد الأحزاب السياسية وبناء دولة قوية برئيس يجسد إرادة الشعب.
بدأت إرهاصات النجاح تقترب من قيس سعيد بعد أن وصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات التي خاضها ضد مرشح مجرد من العديد من الامتيازات هو نبيل القروي، الذي كان يواجه تهما بغسيل أموال وفساد احتُجز على إثرها خلال حملته الانتخابية التي كان عليه أن يكملها من وراء القضبان.
لذلك كان انتصار قيس سعيد شبه حتمي، خصوصا بعد حصوله على دعم حزب النهضة في جولة الإعادة، وغيرهم، فضلا عن دعم اليسار والقوميين العرب.
لقد أجمع الجميع أنه يجب عدم السماح للقروي بأن يصل إلى كرسي الحكم، في الوقت نفسه فإن داعمي سعيد الجدد الذين انحازوا له اضطرارا ظنوه للوهلة الأولى شخصا سهل المراس سياسيا، فهو قادم من ماضٍ أكاديمي وليس محسوبا على تيار سياسي يحميه أو يستقوي به، ولا يمتلك علاقات قوية مع الدولة العميقة.
لكن سرعان ما تكشفت الحقيقة أمام الجميع حين بدأ سعيد في تطبيق رؤيته الخاصة للنظام الدستوري في تونس، وكانت رؤية "غير تقليدية" في أدنى الأحوال.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  4-1717491951الرئيس التونسي قيس سعيد (يمين) والرئيس الصيني شي جين بينغ (صفحة رئاسة الجمهورية التونسية)
رأى الرئيس الجديد أن ممارسة الشعب للسلطة تعني بالضرورة التخلص من النظام البرلماني ومن النخب "الفاسدة"، بل ومن الأحزاب السياسية كونها "الهيئات الوسيطة" التي تحتكر إرادة الشعب، فلا تنفذها ولا تخرجها للواقع.
أما الحل أو البديل فيكمن في منصب رئيس الجمهورية الذي يعمل خادما للشعب وصوتا له ومحاربا للفساد وجامعا لصفوف التونسيين.
شرع سعيد في إنزال رؤيته "الطوباوية" إلى أرض الواقع في 25 يوليو/تموز 2021، من خلال إجراءات استثنائية تضمنت عزل رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتولّيه السلطة التنفيذية بمساعدة حكومة يرأسها رئيس حكومة يعيّنه بنفسه، مع تجميد عمل مجلس النواب، ورفع الحصانة عن النواب.
عُرفت هذه الإجراءات إعلاميا بـ"الانقلاب الدستوري"، وقد أعلن خلالها سعيد نفسه ملكا لقرطاج، لا يُسأل عما يفعل، وخصومه يُسألون.
اختصر الرئيس التونسي جميع مشكلات بلاده في "الدستور"، لذلك في ذكرى قيام الجمهورية، وبعد عام بالتمام والكمال من "الانقلاب الدستوري"، نظَّم استفتاءً حول دستور جديد أعاد تونس إلى النظام الرئاسي الذي يحتكر فيه الرئيس السلطات بدلا من النظام المختلط الذي يجري فيه تقاسم السلطة بين الرئيس والحكومة "البرلمان"، كما قلَّص صلاحيات البرلمان بشكل كبير.
وفي 17 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، ذكرى بداية الاحتجاجات في تونس ضد نظام بن علي، نظَّم قيس سعيد انتخابات تشريعية مبكرة بعد أن أخفى خصومه الرئيسيين في غياهب السجن أو في سراديب التهميش.
أحاط سعيد نفسه بعدها بمجموعة مختلفة تماما ومتباينة المشارب في الفترة الجديدة، ففي الصف نفسه، نجد رضا المكي، الشهير برضا "لينين"، الناشط السابق في اليسار الراديكالي، ونجد أيضا نوفل سعيد، وهو أخو الرئيس المتأثر بأفكار المفكر الشهير علي شريعتي الذي يُعتقد أن لديه علاقات جيدة مع إيران.
ولكن خلف هذه التوليفة المتنوعة و"المتغيرة باستمرار" يقف سعيد بمفرده حاكما بأمره، في مسرح السياسة في تونس وفق تعبير صحيفة "لوموند"، وهو أمر يبدو غريبا لرجل لا ينتمي إلى الطبقة العسكرية أو إلى رجال الدولة العميقة الذين يشتهرون بالوصول إلى سُدَّة الحكم ثم إغلاق باب التعددية خلفهم.





العنوان الثاني: الحرية

 
اقتباس :
"الشعب التونسي حر
الشعب التونسي ما يموتش
المجد للشهداء
الحرية للتوانسة
بن علي هرب.. بن علي هرب".
  • المحامي التونسي عبد الناصر العويني

 
لا يمكن فهم قصة قيس سعيد جيدا بمعزل عن رجل آخر كان طيفه حاضرا في العديد من تحركات الرئيس التونسي وقراراته. ستحط طائرة هذا الرجل، راشد الغنوشي، أرض بلاده بعد 20 عاما قضاها في المنفى، في لحظة عاطفية للغاية استقبله فيها أنصاره بنشيد "طلع البدر علينا" بعد أسبوعين اثنين فقط من خسوف قمر زين العابدين بن علي.
لم يكن من الصعب أن يُحسَب الغنوشي وحركة النهضة على معسكر الثورة، فقد عانوا كالعديد من الإسلاميين من تهميش واضح وقمع بوليسي وتشويه إعلامي فاضح وتغريب قسري في زمان بن علي.
ومنذ الوهلة الأولى، أظهرت النهضة براغماتية سياسية وتفادت -قدر المستطاع- أية خصومات أو مواجهات مع منافسيها حتى أولئك الذين بادروها بالعداء. وفي انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، حصلت الحركة على نسبة 37% من الأصوات تُرجمت إلى نحو 42% من المقاعد.





كانت النهضة تواجه تحديا قويا في هذه الفترة، فمن جهة لديها قواعد غير متحمسة لجميع التحالفات "غير المتجانسة"، وتُفضِّل الوفاء للأفكار الإسلامية التي قامت عليها الحركة الإسلامية في تونس، ومن جهة ثانية، كان هناك العداء الكبير الذي تواجهه الحركة إقليميا بفعل موجة العداء للإسلام السياسي إقليميا، ومن جهة ثالثة كانت هناك المخاوف الخاصة المتزايدة في تونس "ذات الماضي العلماني القريب" من أن محاولة تطبيق الأفكار الإسلامية سوف يقود إما إلى نموذج دولة دينية على غرار إيران، وإما إلى بحور من الدم على شاكلة الجزائر.
عمل إخوان راشد الغنوشي على طمأنة الجميع، وأكدوا استعدادهم للرجوع خطوة من أجل أن تتقدم تونس خطوات إلى الأمام، فعقدوا تحالفات مع حزب المؤتمر برئاسة المنصف المرزوقي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بقيادة مصطفى بن جعفر، ومنذ ذلك الحين باتت حركة النهضة الرقم الرئيسي في نظام ما بعد بن علي رغم تعدد الحكومات.
ارتكزت حركة النهضة على الشرعية الانتخابية في معاركها مع خصومها، رغم أن الغنوشي كان يدرك جيدا أن هذه الشرعية قد تتآكل بسبب تراجع نتائج الحركة مع مرور الوقت في الاستحقاقات الانتخابية التي تخوضها.
كان إسلاميو تونس يعون جيدا أيضا أن الأجواء تتبدل من حولهم، وأن رفاق الطريق في دول أخرى انتهى بهم الأمر خارج السلطة تماما، أو في السجون، لذلك كان بديهيا أن الشرعية الانتخابية لن تحمي من ارتداد محتمل عن الديمقراطية بأسرها، لذلك وضع الغنوشي وإخوانه الأفكار والأيديولوجيا في الخلف، وتحالفوا مع أشخاص منهم مَن يُحسَب على بقايا النظام السابق، ومنهم مَن يختلف فكريا مع النهضة، كحزب نداء تونس.
استفادت حركة النهضة كثيرا خلال فترة رئاسة الباجي قايد السبسي، الرجل المحسوب على العهد البورقيبي الذي كان أكثر ضعفا من أن يحكم بمفرده ويجر البلاد نحو السلطوية أو حتى ليضبط الشأن الداخلي لحزبه الذي بدأ يتفكك بسهولة بسبب الخلافات بين التيارات المختلفة التي شكَّلته.
في الحقيقة، كان الخصمان الأيديولوجيان، الغنوشي والسبسي، متفقين على العديد من الأمور، حتى إن حركة النهضة دعمت الإصلاحات التي أوصت بها الجهات الدائنة لتونس، كما دعمت قانون المصالحة مع المتهمين بالفساد في زمان بن علي.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  4455-1693131903زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي راشد الغنوشي (رويترز)
وعندما كانت هذه الاتفاقات والتحالفات والتوازنات السياسية تتم في تونس بين النهضة وشركائها المختلفين في لعبة كراسي موسيقية أثبتت عدم نجاعتها في إيجاد الدواء للشعب التونسي الذي كان يعيش وضعا اقتصاديا مترديا، كان قيس سعيد يدخل على استحياء في "مستنقع" السياسة، ربما لم يكن يعلم أنه سيكون رئيسا لهذه البلاد بعد سنوات قليلة، في الحقيقة، لم يكن أحد يتوقع آنذاك أن تتداعى الأمور بهذه الطريقة على الإطلاق.
في عام 2013، كان قيس سعيد يشارك في بعض الاجتماعات السياسية المتواضعة مع بعض الشباب الذين كانوا يحسون بمرارة "سرقة" ثورتهم من طرف السياسيين، مجموعة شباب تتفق مع سعيد في الكثير من الأمور وعلى رأسها كُره السياسيين.
أثمرت هذه الاجتماعات إنشاء حركة "مؤسسون"، وهي حركة شبابية تكفر بالوضع السياسي الحالي، وتُبشِّر في المدن والقرى والبلدان والمناطق النائية بكلام رجل مستقيم ومختلف عن السياسيين المتلونين يُدعى قيس سعيد.
بعد 5 سنوات من ذلك، ستبدأ بوادر الانهيار السياسي لـ"أهل الحل والعقد" في زمان ما بعد الثورة، بعدما خسر الإسلاميون نصف ناخبيهم في الانتخابات مقارنة مع عام 2014، وخسر السبسي وحزبه ثلثي ناخبيه، وعززت هذه النتائج الأمل في هذا التيار الجديد الذي يحلم بتغيير سياسي مختلف يقلب الوضع في البلاد رأسا على عقب، لكن كل هذا كان مجرد أمل.
وبحلول 25 يوليو/تموز 2019، استفاق التونسيون على خبر وفاة الباجي القايد السبسي عن عمر يناهز 92 سنة، وهو الذي جاء بوصفه ثاني رئيس للبلاد بعد ثورة قادها الشباب على فيسبوك.
تبع رحيل السبسي دعوة حتمية لانتخابات مبكرة، حينها كان الجميع يبحثون ليس فقط عن خليفة للسبسي، ولكن عن رجل يُخرِج البلاد من الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها، فالبطالة وصلت إلى نحو 16%، والدين العام إلى 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وأضحت قروض بنك النقد الدولي ممولا رئيسيا للبلاد التي حصلت على 4 قروض خلال عقد واحد فقط.
سياسيا ظهرت تيارات جديدة تريد مكانا لها في المشهد الجديد، فقد تأسس "ائتلاف الكرامة" الإسلامي الذي كان ناقما على "التنازلات الفكرية والأيديولوجية" التي كانت تقدمها النهضة، كما ظهر رجال بن علي في الحزب الدستوري الحر الذي أنشأته عبير موسي، التي كانت تشغل منصب نائب الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي، حزب بن علي، وعادت بعد أن جرَّها الحنين جرا إلى الأيام الخوالي، ناقمة على ثورة الياسمين التي تصفها بـ"المؤامرة المدبرة من الخارج بدعم من تونسيين خونة".
بعيدا عن فانتازيا الجميع، كان حلم قيس سعيد هو الذي وجد طريقه إلى النور، بيد أنه بعد وصوله إلى منصب رئيس الدولة تنكَّر إلى السياسيين الذين دعموا وصوله إلى السلطة، مُفضِّلا اختيار دوائر الحكم من دائرته المقربة فقط.
أبعد من ذلك، بدأ سعيد ينظر إلى هؤلاء السياسيين والمؤسسات التونسية القائمة بوصفهم تحديا رئيسيا لفلسفته في الحكم.
وقد شكَّل البرلمان ورئيسه الغنوشي التحدي الأقوى أمام سعيد، خصوصا أن الغنوشي كان يمارس صلاحياته كاملة بوصفه رئيسا لسلطة مستقلة تتقاسم الحكم مع الرئيس وليست تابعة له، وهو ما ظهر تحديدا في تحركاته الخارجية، حيث كان ينشط في دبلوماسية موازية مستقلة عن الرئاسة، وهو ما استفز قيس سعيد أيما استفزاز، وأغضبه أيما غضب.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Untitled878-2الرئيس التونسي قيس سعيد (يمين) ورئيس البرلمان السابق راشد الغنوشي والمسجون حاليا (رويترز)
تواصلت الأزمات بين السلطات المختلفة في تونس، ووصل الاحتقان مداه في شتاء عام 2021. فمع اشتعال الغضب الاجتماعي في مناطق مختلفة في البلاد، بدأ بعض الشباب في تحدي حظر التجول المفروض بسبب فيروس "كوفيد-19″، واشتعلت أعمال النهب والتخريب، حينها وصف هشام المشيشي رئيس الحكومة المحتجين بـ"المجرمين"، لكن الرئيس التونسي ابتعد عن هذه التصريحات ولم يتبنَّها، مُفضِّلا الاقتراب من الشباب الغاضب الذي استخدمه وقودا لإحراق خصومه سياسيا وإقصائهم بلا رجعة.
مهَّدت هذه الأجواء الطريق لما وصفه سياسيون بـ "انقلاب قيس سعيد الدستوري"، واستئثاره بالسلطة منفردا.
لكن نظرة متأنية إلى الأوضاع تخبرنا أن ما وقع يتلاءم تماما مع رؤية قيس سعيد ومشروعه السياسي الأحادي المتمحور حول شخص الرئيس، وهو مشروع نابع من عدم إيمانه بالمؤسسات السياسية التقليدية، وهو ما أجهض ثلاث ركائز قُربانا لتلك النظرة، هي الأيديولوجيا والأحزاب ومن ورائهما الديمقراطية التمثيلية بأسرها.
كان سعيد -ولا يزال- يؤكد أن المرجعيات القديمة تجاوزها الزمن، ذلك لأن أفكار قيس سعيد تتجاوز تماما الأيديولوجيا، وبالتالي تتنكَّر تماما للأحزاب.
يقتنع الرئيس التونسي الحالي بأن الأحزاب السياسية التونسية وصلت إلى نهاية حتمية، فهي منذ الثورة التونسية دخلت في مرحلة الاحتضار، وأن موتها قادم لا محالة.
يستند الرئيس التونسي في وجهة نظره إلى تجربة الأحزاب الغربية التي أَفَلَتْ مع الوقت، من قبيل الحزب الاشتراكي وحزب ديغول اليميني في فرنسا، وهذه النماذج رغم واقعيتها فإنها لا تكشف الحقيقة كاملة، فهناك أحزاب أيديولوجية ذات جذور عميقة يصعب تجاوزها عبر جرعة مكثفة من التهميش أو القمع.
لكن الرئيس التونسي مضى في خطته على كل حال، وكانت أداته في ذلك هي الإجراءات الديمقراطية ذاتها التي حملته إلى السلطة، ولكن بعد أن فُرِّغت من مضمونها فصارت مجرد "ديكور" لمسرح سياسي بلا جماهير.
ظهر ذلك في الانتخابات التشريعية لعام 2022 التي شهدت عزوفا انتخابيا كبيرا، إذ لم تتجاوز نسبة المشاركة 11.3% من أصل 7 ملايين و850 ألف ناخب.
في الدور الأول، وبعد معدل مشاركة لم يتجاوز 11%، خرج قيس سعيد لتبرير هذا العزوف بمقارنة الانتخابات بمباراة رياضية يُحكَم على نتيجتها في الشوط الأول، بيد أن الشوط الثاني نفسه لم يكن مختلفا عن الأول، فأداء الفريق كان سيئا جدا، وبالتالي استمرت الجماهير في عزوفها.
بعد عام من ذلك، لن تتجاوز نسبة المشاركة على التصويت في الانتخابات المحلية 11.66%، وتأتي الانتخابات الرئاسية الحالية بوصفها عرضا ثالثا على المسرح نفسه، الذي تركه الجمهور منذ زمن، لدرجة أن أصحابه اضطروا إلى الخروج منه ودعوة الجماهير بأنفسهم إلى العرض، بعدما قضت المحكمة الإدارية في تونس بإجبار هيئة الانتخابات بإعادة إدراج 3 مرشحين رئاسيين كانت قد رفضتهم؛ وهم منذر الزنايدي، وعبد اللطيف المكي، وعماد الدايمي، لكن ذلك لم يُفلح في إصلاح الصورة الكبيرة قيد أنملة: هذا هو مسرح قيس سعيد السياسي، وقد صممه على مقاسه.
 

العنوان الثالث: الجند

اقتباس :
"أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
والجيش محمر الأهاب شريق
فكأنما الدنيا بجودك روضة
وكأن جيشك للشقيق شقيق"
ابن نباتة المصري
 
في معركته لإعادة تشكيل السياسة التونسية، احتاج قيس سعيد، الذي نبذ السياسيين والنخب والأحزاب، إلى دعم حليف وحيد. ظهر وجه هذا الحليف بعد ساعات من إجراءات سعيد الاستثنائية، أو "انقلابه الدستوري" حسب خصومه، في يوليو/تموز 2019، حين توجه راشد الغنوشي مع بعض النواب إلى مقر البرلمان التونسي بهدف الدخول إليه تمردا على قرار الرئيس التونسي بتعطيله.
كان ما وجده الغنوشي مفاجئا له وللجميع: الجيش التونسي مصطف أمام البرلمان معلنا إغلاقه بقرار من الرئيس. صرخ الغنوشي حينها: "أنا رئيس المجلس، أقف أمام المؤسسة التي أرأسها ويمنعني الجيش من دخولها"، مستنكرا استخدام الجيش للقوة لتنفيذ قرارات الرئيس قيس سعيد التي قال إنها تنتهك الدستور ومبادئ الثورة.
إذا بحثنا عن صورة الجيش التونسي ما بعد الثورة التونسية فسنجد الكثير من الرومانسية الغالبة، تلك الصور المشهورة التي انتشرت غداة الثورة والمواطنون يُقبِّلون أيادي الجند الذين انتشروا بالبلاد ليسهروا على الأمن والأمان بعد أن صرخ الشعب: "بن علي هرب".
ورغم أن مشاهد ذلك الاندماج العاطفي بين الشعب وبين المؤسسة العسكرية بعد إسقاط النظام السياسي تكررت في أكثر من دولة عربية، فإن الأمر في تونس كان مختلفا.
فالجيش التونسي هو المؤسسة العسكرية "الوحيدة" تقريبا في الجمهوريات العربية التي لم يكن لها أي تدخل سياسي أو اقتصادي بتعبير مجلة "فورين بوليسي"، ويرجع ذلك إلى الطريقة التي تطورت بها العلاقة بين الجيش والسلطة منذ الاستقلال.
فقد عمل الحبيب بورقيبة، أول رئيس تونسي بعد الاستقلال، على إبعاد المؤسسة العسكرية عن المعارك السياسية والنفعية الاقتصادية، مُفضِّلا تقوية دعائم حكمه عبر بيروقراطية غير عسكرية، إلى درجة أن الدستور التونسي الأول بعد الاستقلال منع الجنود من التصويت.
وتعزز هذا النهج بعد محاولة انقلاب فاشلة عام 1962 قام بورقيبة بعدها بإنشاء فرقة عسكرية "خاصة" موالية له، سُمّيت بـ"الحرس الوطني"، لتجنب تكرار السيناريو مستقبلا.
أظهر هذا التوجه ثماره على مدار تاريخ تونس بعد الاستقلال، ففي الوقت الذي انتشر وباء الانقلابات العسكرية في العالم العربي، ظلت تونس بمعزل عن كل هذا، وظلت المؤسسات السياسية التونسية، على فسادها وانعدام كفاءتها في كثير من الأحيان، تخضع لسيطرة المدنيين.
وحتى في عام 1987، عندما انقلب زين العابدين بن علي على رئيسه بورقيبة، كان الانقلاب "مدنيا" في المقام الأول (خرج بن علي من المؤسسة العسكرية إلى الجهاز الأمني) وحُمي بواسطة الحرس الوطني وليس الجيش.
الانتخابات الرئاسية في تونس؟  632af8bf-ffa4-4d67-b8ff-f99ebf8d4aecالرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة (الجزيرة)
وعلى خُطى سلفه، عمل بن علي على إبعاد الجيش عن كل شيء، مُفضِّلا تأسيس دولة بوليسية تحكمها الأجهزة الشرطية التي فاقت الجيش عددا وتمويلا ونفوذا.
لذلك، مع حلول رياح الياسمين عام 2011، وحين اختبأت الشرطة التونسية التي كانت يدا لبطش بن علي بشعبه، رفضت المؤسسة العسكرية أوامر إطلاق النار، وانحازت إلى الشعب بالمعنى الاجتماعي وليس بالمعنى السياسي "الانقلاب"، مُجبِرةً بن علي على الهروب.
ورغم دوره الكبير في فرض الأمن خلال المرحلة الانتقالية، استمر الجيش على الهامش السياسي بينما تتعاقب الحكومة والأنظمة على تونس، ولم يحصل على مكتسبات أو تغيرات في وضعه، اللهم إلا القانون الذي تبناه حزب نداء تونس عام 2017 ومنح الجنود حق التصويت في الانتخابات المحلية لا التشريعية ولا الرئاسية.
بيد أن هذه الصورة "المشرقة" للجيش التونسي اهتزت بشدة يوم 25 يوليو/تموز 2021، حينما تحرك الجيش بدباباته لإغلاق مكتب الحكومة التونسية هشام مشيشي والبرلمان التونسي في وجه الغنوشي وبعض البرلمانيين، وهو ما يعني بوجه ما تدخل الجيش لصالح طرف سياسي هو الرئيس ضد طرف آخر، ناهيك باستعمال قيس سعيد المحاكم العسكرية للبطش ببعض خصومه أحيانا.
ولكن رغم أن هذه الصورة توحي بخروج الجيش التونسي عن حياده سياسيا، فإنها تتوافق بصورة أخرى مع طبيعته المنقادة للسلطة المدنية الشرعية ممثلةً في الرئيس قيس سعيد الذي غلَّف إجراءاته كلها بغلاف دستوري وقانوني، ما مكَّنه من ضمان انصياع الجيش.
في غضون ذلك، رأى سعيد في المؤسسة العسكرية حليفا جيدا لوحدة "الصف الوطني" والوقوف في وجه الأحزاب السياسية المعارضة له، لكن مع تحول سعيد بشكل متزايد في نظر الكثير من التونسيين من رئيس منتخب إلى حاكم مستبد، فإنه يجلب معه تبعات خصوماته السياسية إلى الجيش.
وفي حال استمر هذا الوضع وانكشف الغطاء الدستوري لحكم سعيد، فليس من المستبعد أن يُغري ذلك قيادات الجيش بالتدخل في السياسة، بما يعود بتونس ليس إلى عهد ما قبل الثورة، بل إلى عهد ما بعد الاستعمار الذي عاشته دول في الجوار.
في الختام، يكتب قيس سعيد تاريخ تونس الحالي منفردا، يملك الطاولة والقلم والورق والمداد، مقتنعا أن هذا القلم الأسود خيرٌ ألف مرة من أقلام الأحزاب السياسية الملونة والمختلفة، التي -إحقاقا للحق- لم تقدم أي حلول حقيقية للأزمات التي يتخبط فيها التونسيون منذ خرجوا ذات يوم للصراخ في وجه بن علي مطالبين إياه بالرحيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2024, 4:40 pm

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  12266867-1722923696



لوموند: قيس سعيد يجر تونس إلى منحدر غير ليبرالي بلا نهاية
الت صحيفة لوموند إن الانحدار "غير الليبرالي" لا نهاية له في تونس، ووصفته بأنه انتكاسة مذهلة نحو الاستبداد تدمر إنجازات التحول الديمقراطي الذي حدث عام 2011، ورأت أن الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم الأحد تمثل مرحلة جديدة من اندفاع الرئيس قيس سعيد المتهور نحو تعزيز سلطته الشخصية.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن الرئيس سعيد -الذي جعلته أوروبا شريكا مميزا في سياسات احتواء الهجرة- يتصرف في الدستور والقوانين وفقا لأهوائه، ويلغي أي نصوص قانونية تعيق طموحه، مثل تعديله قانون الانتخابات في اللحظة الأخيرة لتجريد القضاء الإداري من صلاحياته في مسائل النزاعات الناشئة عن صناديق الاقتراع.
وتساءلت لوموند: هل كان قيس سعيد يشعر بتحول المد ليلجأ إلى هذه القوة القانونية الجديدة؟ وهل كان يشعر بالقلق من انقلاب محتمل في حظه الانتخابي حتى يلجأ إلى القضاء على منافسيه الأكثر جدية تحت ذرائع واهية؟
وتضيف الصحيفة أنه هكذا تُجرى انتخابات 6 أكتوبر/تشرين الأول في جو مؤسف، حيث لا يكون أمام سعيد سوى مرشحين فقط، أحدهما حُكم عليه للتو بالسجن 12 عاما بتهمة "تزوير الرعاية".
ورأت الصحيفة أن المشهد السياسي في "تونس قيس سعيد" ليس أكثر من حقل من الخراب، فنحو 170 من نشطاء المعارضة والمواطنين المنتقدين الآن في السجون حسب منظمة هيومن رايتس ووتش، ويتم تكميم وسائل الإعلام وتقييد الجمعيات، ويبرر سعيد هذا التصعيد القمعي بأنه تعقب للمؤامرات التي تحاك من الخارج.
من منقذ إلهي إلى مستبد

ولم ينتبه أحد -حسب الصحيفة- إلى مواقف سعيد القديمة المعادية للديمقراطية التمثيلية والهيئات الوسيطة، لأن رفضه أخطاء المرحلة الانتقالية والفساد وانعدام الأمن والتدهور الاجتماعي والاقتصادي أعمى أغلبية المجتمع التونسي عن ذلك، فسلمت نفسها لهذا المنقذ الإلهي الذي تحول إلى حاكم مستبد ألحق ضررا عميقا بالشخصية السياسية التونسية التي ولدت أمل "الربيع العربي".
وما يزيد محنة التونسيين هو أن فرنسا وأوروبا تشاهدان بدون مبالاة مغامرة سعيد المحفوفة بالمخاطر رغم الإحراج الذي يهمس به الدبلوماسيون الأوروبيون، والذي ليس له وزن كبير في مواجهة السياسة الواقعية التي صدر مرسومها من بروكسل.
وخلصت الصحيفة إلى أن بروكسل راضية عن تعاون سعيد في وقف تدفقات الهجرة نحو إيطاليا حتى أن رئيسة المجلس الإيطالي جورجيا ميلوني جعلته نموذجا للاستعانة بمصادر خارجية لمراقبة الحدود في الاتحاد الأوروبي لا يترك للديمقراطيين التونسيين أي سند يعتمدون عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الانتخابات الرئاسية في تونس؟    الانتخابات الرئاسية في تونس؟  Emptyالأربعاء 09 أكتوبر 2024, 4:42 pm

ما بعد فوز قيس سعيّد بولاية ثانية


لم يكُن مفاجئاً أن يفوز الرئيس التونسي قيس سيعّد بالانتخابات الرئاسية التي جرت في السادس من 


أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كما لم تكن مفاجئة النسبة العالية المعلنة لفوزه، ولعل نسبة التصويت 


المتدنية (27.7%) تشي بأن معظم التونسيين قاطعوها، لأنهم لم يقتنعوا بجدواها ونزاهتها، خاصة 


أن سعيّد قام بكل ما يملكه من إجراءات كي يحوّلها إلى ما يشبه مبايعة له، بغرض تثبيت استفراده 


في كرسي الرئاسة خمس سنوات أخرى، ومواصلة ما أسماها "مسيرة النضال في معركة التحرير 


الوطنية"، التي يفسّرها كثيرون من التوانسة بأنها معركة تصفية ما تبقى من المعارضة، واستكمال 


عملية الانفراد بالسلطة، التي سبق وأن بدأها بإجراءات استثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021، 


واعتبرتها قوى سياسية تونسية انقلاباً على المنظومة السياسية في البلاد.


لعل السؤال المطروح بعد فوز سعيّد: ماذا بعد؟ فالرجل اتخذ إجراءات أفضت إلى قتل السياسة في 


تونس، ولم يتوقف منذ وصوله إلى الرئاسة عن ضرب أي إمكانية للممكن السياسي، وعلى مختلف 


المستويات، والمرجّح أن إجراءاته لن تتوقف عند ما قام به البرلمان التونسي، حين صوت على قرار 


تعديل القانون الانتخابي قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية بأيام، وجرى بموجبه تجريد المحكمة 


الإدارية من صلاحياتها بالفصل في النزاعات الانتخابية، ومنحها إلى محكمة الاستئناف، لكن توقيت 


القرار كشف عن عدم رغبة النظام التونسي في إجراء انتخابات حرّة ونزيهة وشفافة، خاصة أنه 


استهدف القضاء الإداري، فضلاً عن أنه يشكّل خطوة إضافية للقضاء على ما تبقّى من المؤسّسات 


القضائية المستقلة، ويأتي استكمالاً لمعركة التحرير الرئاسية مع القضاء التونسي التي أسفرت عن 


حلّ المجلس الأعلى للقضاء، وعزل عشرات القضاة من مناصبهم، إضافة إلى أن الرئيس سعيّد سبق 


وحلّ الهيئة المستقلّة للانتخابات، وعيّن رئيساً جديداً لها وأعضاء آخرين، الأمر الذي أفقدها 


استقلاليتها التي تميزت بها بعد الثورة.


يبدو أن الرئيس نسي، أو بالأحرى تناسى، ما صرّح به في عام 2019، بأن "وضع القانون 


الانتخابي أو التغيير فيه قبل أربعة أشهر من الانتخابات هو اغتيال للديمقراطية وللجمهورية"، الأمر 


الذي ينسف الحجج التي تذرّع بها أعضاء البرلمان التونسي الذين صادقوا على التعديلات، وحاولوا 


تسويق خطوتهم بأنها تعالج الثغرات السابقة، حيث يفنّد ما قاله سعيّد بنفسه قبل خمسة أعوام خلت 


كل الحجج والذرائع التي حاولوا تسويقها.


ممارسات منظومة الحكم في تونس أفرغت التعدّدية السياسية من محتواها، وغيّبت التنوع الفكري 


في المجتمع


ليس خافياً أن مرحلة ما بعد فوز سعيّد بانتخابات رئاسية فُصّلت على مقاسه، لن تحمل تغييرات في 


المشهد السياسي التونسي، ولن تتمكّن منظومة الحكم في المدى المنظور من إيجاد أي مخرج من 


الأزمة المتفاقمة على المستويين، الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن أزمة الحكم، وذلك بعد ما 


أفضت ممارسات النظام الحاكم إلى نزع السياسة من المجتمع، عبر منع جميع مظاهر العمل السياسي 


الحزبي، والتضييق على الفعاليات المدنية والشعبية، ووقف الحوارات والنقاشات التي تتناول قضايا 


السياسة والمجتمع، وبالتالي، ستتواصل حالة انسداد الأفق السياسي والمجتمعي التي تسبّب بها سعيّد 


ومحيطه المستفيد من سلطته، إضافة إلى أن التضييق الشديد على أحزاب المعارضة ومنظمّات 


المجتمع المدني في تونس أفضى إلى ضعفها الشديد، وحدّ كثيراً من قدرتها على المبادرة والتحشيد، 


خاصة بعد أن رُمي أغلب قيادتها في السجون، فضلاً عن حالات من اللامبالاة واليأس التي انتشرت 


بين غالبية التونسيين، الذين يحاولون تدبر أمورهم الحياتية، في ظل التدهور المتزايد في أوضاعهم 


المعيشية.


تفيد معطيات كثيرة بأن ممارسات سعيّد وإجراءاته، منذ وصوله إلى الرئاسة في 23 أكتوبر/ تشرين 


الأول 2019، تهدف إلى قتل السياسة من خلال اغتيال الممارسات والسبل الديمقراطية، التي بدأت 


بالنمو بعد أن أنهت الثورة التونسية حكم زين العابدين بن علي في بداية عام 2011، وتنحصر 


غايتها الأساسية في إغلاق الباب نهائياً أمام ممكنات التغيير السياسي عبر صناديق الاقتراع، إضافة 


إلى أنها تأتي كي تستكمل عملية احتكار القرار، وتحويل الهيئات المستقلة إلى مجرّد ذراع تنفيذية 


لمنظومة الحكم، تنحصر وظيفتها في تمرير سياسات السلطة، واتّباع أوامرها وتعليماتها، بعد 


تجريدها من الاستقلالية، وبما يتماشى مع منطق الاستفراد بالسلطة، الذي باتت تنهض عليه فلسفة 


المؤسّسة الحاكمة في تونس.


تضع ممارسات منظومة الحكم في تونس قوى المعارضة وأحزابها في زاوية ضيقة، وتدفعها باتجاه 


اتخاذ خيارات صعبة


المشكلة أن ممارسات منظومة الحكم في تونس أفرغت التعدّدية السياسية من محتواها، وأفقدت 


الاختلافات في الرأي، وغيّبت التنوع الفكري في المجتمع، إلى جانب أنها شوّهت الوعي العام، بسبب 


فقدان الشفافية، ما أنتج بيئة تُشجع على الفساد والإفساد، تماشياً مع سوء الإدارة وانعدام الرقابة 


والمساءلة، الأمر الذي ساهم في رفع مستوى التوتر والصدام في المجتمع، خاصة في غياب الحوار 


السلمي في حل النزاعات.


من جهة أخرى، تضع ممارسات منظومة الحكم في تونس قوى المعارضة وأحزابها في زاوية ضيقة، 


وتدفعها باتجاه اتخاذ خيارات صعبة، خاصة أن هذه المنظومة لا تتوقّف عن محاصرة الأحزاب 


والتضييق على مؤسّسات المجتمع المدني، وسط أجواء سياسية خانقة، يسودها الانقسام والتجاذبات، 


وعدم ثقة الأطراف السياسية ببعضها البعض، فضلاً عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية 


لمعظم التونسيين، وبما يزيد من مستوى التوتّر السياسي في المشهد السياسي في البلاد. ولعل عودة 


الاحتجاجات التي شهدتها شوارع العاصمة تونس أخيراً تقدم دليلاً على تطلع غالبية التونسيين إلى 


تغيير حقيقي في اتجاه استكمال مسار الانتقال الديمقراطي، ورفضهم محاولة السلطة تأبيد نفسها، 


وإقصاء كل أطراف المعارضة ومنعها من ممارسة حقها في تقديم نفسها بديلاً عن المنظومة 


الحاكمة. وليس هناك طريق سوى السعي إلى تجاوز حالة الاستقطاب السياسي والأيديولوجي، التي 


قسّمت صفوف المعارضة التونسية، والتوافق على ضرورة التحالف من أجل التصدّي لما تحمله 


مرحلة ما بعد فوز سعيّد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الانتخابات الرئاسية في تونس؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات سياسيه-
انتقل الى: