من قال بأن المجازر الإسرائيلية ستقف عند مجزرة قانا أو البقاع؟ ومن يظن لحظة أن إسرائيل تريد سلاما أو أنها تبحث عنه! فهي صبغت يديها باللون
الأحمر "الدم" ولن تحاول إزالتهأبدا. فمن قانا إلى البقاع، إلى ضاحية بيروت، إلى شاطئ غزة إلى مخيم جنين شمال الضفة الغربية، إلى اجتياح نابلس عام 2002 وأخيرا وليس آخرا إلى مجزرة "محرقة غزة" كما أطلق عليها أمس السبت كلها معالم شاهدة على المجازر الإسرائيلية، التي يحاول الاحتلال جاهدا طمسها، وعدم إظهارها للعالم.
فقد اعتادت إسرائيل على ارتكاب مجازر جماعية ومذابح ضد الأبرياء والأطفال العزل، حيث يتّخذ الإسرائيليون أشكالاً متعددة لتحقيق أهدافهم، فمن عمليات الاغتيال والتصفية الجسدية إلى المجازر والمذابح الجماعية التي باتت أوسمة تُعلّق على صدور القادة الإسرائيليين وجنودهم.
وأهم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل منذ عام 1937 وما بعد ذلك في عام النكبة 1948 إلى عام 2008 وما جرى ويجري بقطاع غزة الآن.
صبرا وشاتيلا
ومثل مجزرة قانا بحق اللبنانيين وقعت أيضا مجزرة صبرا وشاتيلا بلبنان أيضا ولكن ضد الفلسطينيين، عند اقتحام القوات الإسرائيلية برفقة لبنانيين من الكتائب كما يسمون أنفسهم لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في محاولة منهم لتطهير لبنان من هذا العرق الفلسطيني كما ادعوا وقتها.
فقبل غروب شمس يوم الخميس 16/9/1982 بدأت عملية اقتحام المخيمين، واستمرت المجزرة التي نفذتها مليشيا الكتائب اللبنانية وجنود الاحتلال الإسرائيلي حوالي 36 ساعة، كان جيش الاحتلال خلالها يحاصر المخيمين ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، كما أطلق جنود الاحتلال القنابل المضيئة ليلا لتسهيل مهمة الميليشيات، وقدم الجنود الصهاينة مساعدات لوجستية أخرى لمقاتلي المليشيا المارونية أثناء المذبحة.
وقد بدأ تسرب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من الأطفال والنساء إلى مستشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث أبلغوا الأطباء بالخبر، بينما وصلت أنباء المذبحة إلى بعض الصحفيين الأجانب صباح الجمعة 17/9/1982، وقد استمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18/9/1982.
40 ساعة
وقتل في هذه المجزرة التي نفذها الرئيس الإسرائيلي أرييل شارون عندما كان يقود كتيبة (101) الخاصة، 3297 رجلا وطفلا وامرأة في أربعين ساعة فقط بين 17-18 أيلول سبتمبر 1982، وذلك من أصل عشرين ألف نسمة كانوا في المخيم عند بدء المجزرة، وقد وجد بين الجثث أكثر من 136 لبنانيا، وكان منهم 1800 شهيدا قتلوا في شوارع المخيمين والأزقة الضيقة، فيما قتل 1097 شهيدا في مستشفى غزة و 400 شهيد آخر في مستشفى عكا.
إلى الحرم
وقد برزت العنصرية الإسرائيلية أكثر في طغيانها ومجازرها في مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، والتي نفذها مستوطن إسرائيلي، وصفته إسرائيل وقتها بأنه مختل عقليا علنا، لكنها عبرت عن إعجابها به وبما قام خفاء.
ووقعت المجزرة في 25/2/1994 عندما قام مستوطن يهودي باقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل وأطلق الرصاص والقنابل على المصلين في صلاة الفجر، وقام عدد آخر من جنود الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق الرصاص على المصلين الهاربين من داخل الحرم، وأسفرت هذه المجزرة عن استشهاد 24 فلسطينياً، وجرح المئات.
هدى ليست الأخيرة
وعلى ما يبدو فان هذه المجازر لن تكون الأولى ولا لأخيرة في تاريخ إسرائيل، فما زالت رمال شاطئ وصرخات هدى غالية تذكر القريب والبعيد بما حل بها وبأسرتها التي قصفتها الزوارق الإسرائيلية.
ففي تموز/ يوليو 2007عندما كانت تصطاف على شاطئ بحر غزة في منطقة السودانية، حيث أدى سقوط القذائف الإسرائيلية إلى استشهاد سبعة من أفراد العائلة المذكورة"بينهم الأب والأم" وإصابة باقي أفراد العائلة "أربعة أفراد" بجروح خطيرة.
وفي 12/7/2006 أي في اللحظة التي ابتدأت بها إسرائيل حربها على لبنان، قصفت طائراتها من نوع "أف 16" بقنبلة وزنت طنا من المتفجرات بناية سكنية في غزة، راح ضحية هذا القصف تسعة من أفراد عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية في حي الشيخ رضوان، عند الساعة الثالثة فجراً، ودمر الصاروخ المنزل المكون من ثلاث طبقات وأودى بحياة تسعة من أفراد عائلة الدكتور نبيل أبو سلمية، هم الأب والأم وسبعة من أبنائه.
هذه المجازر الإسرائيلية التي ترتكبها إسرائيل، كان آخرها وليس آخرها يوم أمس مجزرة القاع في مدينة البقاع، وفي بداية النتائج المعلنة سقط أكثر من 40 شهيدا، معظمهم من الأطفال والنساء.
لم تكف إسرائيل عن المجازر، ولن تكف عن فعلها، فكيف ذلك؟، وإسرائيل تقلد الأوسمة لمن يرتكبها، وإسرائيل نفسها تجد من يساندها في هذا الطريق.
وعادت إسرائيل مجددا لترتكب مجازر دموية بحق الفلسطينيين وتتغذى على دماء الشعب الفلسطيني، كما تغذت على دماء شعوب العالم من قبل بفضل ما كان يرتكبه يهود العالم من فتن ومجازر.
ففي صباح يوم السبت 27/12/2008 كشفت إسرائيل عن أنيابها وأطلقت صواريخها الابادية على مليون ونصف المليون نسمة يسكنون قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 271 مواطن فلسطيني وجرح حوالي 700 آخرين بينهم أكثر من 120 حالة حرجة جدا.
المجازر الأم
وبغرض احتلال الأراضي الفلسطينية وإنشاء الكيان الصهيوني الغاصب، قامت العصابات الصهيونية بدءاً من سنة 1937 وحتى عام 1948 (عام النكبة) بسلسلة من الأعمال الإرهابية، بغرض بث الرعب في أوساط الفلسطينيين وترويع السكان الآمنين، لإجبارهم على إخلاء بيوتهم وترك أراضيهم وممتلكاتهم، وتشريدهم عن وطنهم ومدنهم وقراهم.
وقد توزعت هذه الأفعال الإجرامية بين مجازر القتل الجماعية، وزرع السيارات المفخخة والملغمة وسط الأسواق والتجمعات، أو نسف المباني والمقرات بالمتفجرات، أو إلقاء القنابل وفتح نيران البنادق على المارة، وهو ما خلّف آلاف الضحايا من المدنيين العزل دون أن يسلم من ذلك الأطفال والنساء والشيوخ، ووصل الإجرام الصهيوني حد بقر بطون الحوامل، والتمثيل بجثث الشهداء.
وفيما يلي عرض للائحة السوداء التي تتضمن سجلا بهذه المجازر الإرهابية، وعدد ضحاياها، والعصابات اليهودية التي تلطخت أيديها بدماء الضحايا من الأبرياء العزل. فعلى أنقاض هذه العصابات المجرمة نشأ هذا الكيان المحتل، الذي يتشدق اليوم بالديمقراطية والتحضر، وكثير من عناصر أو زعماء هذه العصابات وممن ساهموا في المجازر البشعة صاروا فيما بعد في الصف القيادي للكيان الصهيوني وحكومته وأحزابه السياسية.
مجازر ما قبل سنة 1948
1. مجزرة حيفا: وقعت هذه المجزرة في تاريخ 06/03/1937م في سوق حيفا، حيث ألقى إرهابيو عصابتي "الإتسل" و"ليحي" في السادس من آذار1937 قنبلة على سوق حيفا، مما أدى إلى استشهاد 18 مواطناً فلسطينيا، وأصيب نحو 38 آخرين بجراح.
2. مجزرة القدس: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 31/12/1937م في سوق الخضار بالقدس، حيث ألقى أحد عناصر منظمة "الإتسل" الإرهابية الصهيونية، قنبلة على السوق المجاور لبوابة نابلس في مدينة القدس، مما أدى إلى استشهاد عشرات من الفلسطينيين، وإصابة الكثيرين بجراح.
3. مجزرة حيفا: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 6/7/1938، وذلك في سوق حيفا، حيث فجر إرهابيو عصابة "الإتسل" الصهيونية سيارتين ملغومتين في سوق حيفا، مما أدى إلى استشهاد 21 فلسطينيا وجرح 52 آخرين.
4. مجزرة القدس: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 15/7/1938 في مساجد مدينة القدس حيث ألقى أحد عناصر عصابة الإتسل الإرهابية الصهيونية، قنبلة يدوية أمام مساجد مدينة القدس أثناء خروج المصلين، فاستشهد جراء ذلك 10 مواطنين وأصيب 3 آخرون بجراح.
5. مجزرة حيفا: وقد وقعت هذه المجزرة بتاريخ 25/7/1938، حيث انفجرت سيارة ملغومة، وضعتها عصابة الإتسل الإرهابية الصهيونية في السوق العربية في مدينة حيفا فاستشهد جراء ذلك 35 فلسطينيا وجرح 70 آخرون.
6. مجزرة حيفا: وقد وقعت هذه المجزرة بتاريخ 26/7/1938، في أحد أسواق حيفا حيث ألقى أحد عناصر عصابة "الإتسل" الإرهابية الصهيونية قنبلة يدوية في أحد أسواق حيفا فاستشهد جراء ذلك 47 فلسطينيا.
7. مجزرة القدس: وقد وقعت هذه المجزرة بتاريخ 26/8/1938، في سوق القدس العربية حيث انفجرت سيارة ملغومة وضعتها عصابة "الإتسل" الإرهابية الصهيونية في السوق المذكورة فاستشهد جراء الانفجار 34 فلسطينيا وجرح 35 آخرون.
8. مجزرة حيفا: وقد وقعت هذه المجزرة بتاريخ27/3/1939، في حيفا حيث فجرت عصابة "الإتسل" الإرهابية الصهيونية قنبلتين في المدينة فاستشهد 27 فلسطينيا وجرح 39 آخرون.
9. مجزرة بلد الشيخ: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 12/6/ 1939 في قرية بلد الشيخ، حيث هاجمت عصابة "الهاجاناه" الإرهابية القرية الواقعة في الجنوب الشرقي لحيفا، واختطفت خمسة من سكانها ثم قتلتهم.
10. مجزرة حيفا: وقعت هذه المجزرة في تاريخ 19/6/ 1939، في أحد أسواق مدينة حيفا حيث ألقى اليهود قنبلة يدوية في أحد أسواق المدينة، فاستشهد 9 أشخاص وجرح 4 آخرون.
11. مجزرة حيفا: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 20/6/1947 في أحد أسواق حيفا، حيث وضعت عناصر من عصابتي "الإتسل" و"ليحي" قنبلة في صندوق خضار مموه ، مما أسفر عن استشهاد 78 فلسطينيا وجرح 24 آخرين بعد انفجارها.
12. مجزرة العباسية: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 13/12/1947م في يافا، حيث قامت عصابة "الأرغون" بشن هجوم على قرية العباسية الواقعة شرق مدينة يافا، وأطلقت النيران على عدد من سكانها، مما أدى إلى استشهاد 9 أشخاص، وجرح 7 آخرين.
13. مجزرة الخصاص: وقعت المجزرة بتاريخ 13/12/1947، في الخصاص وهي قرية من قرى قضاء صفد، حيث قامت قوة من البالماخ بالهجوم على القرية وقتلت عشرة أشخاص جميعهم من النساء والأطفال.
14. مجزرة باب العامود: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 29/12/1947، في باب العامود وهو أحد أبواب القدس حيث استشهد 14 فلسطينيا وجرح 27آخرون، وذلك بعد أن قامت مجموعة من عصابات "الأرغون" بوضع برميل متفجرات هناك، وفي اليوم التالي قتل 11 فلسطينيا وبريطانيان من قبل نفس العصابات وبنفس الطريقة وفي نفس المكان.
15. مجزرة القدس: وقعت المجزرة بتاريخ 30/12/1947، في القدس، حيث ألقى أفراد من عصابة "الأرغون" الإرهابية قنبلة من سيارة مسرعة في القدس، مما أدى إلى انفجارها واستشهاد 11 شخصا.
16. مجزرة الشيخ بريك: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 30/12/1947، في حيفا حيث هاجمت قوة من العصابات الصهيونية قرية الشيخ بريك، وقتلت 40 شخصاً من سكانها.
17. مجزرة بلد الشيخ: وقد وقعت هذه المجزرة في تاريخ 31/12/1947م، في بلد الشيخ وهي قرية تقع على جبل الكرمل، حيث قامت قوة من البالماخ بالهجوم على القرية ، وبلغ عدد ضحايا هذه المجزرة وفق المصادر الصهيونية 60 شهيدا.
مجازر عـام 1948
18. مجزرة فندق سميراميس: وقعت بتاريخ 5/1/1948م، في فندق "سميرأميس" بحي القطمون بالقدس حيث نسفت عصابة "الأرغون" الإرهابية بالمتفجرات الفندق مما أدى إلى تهدم الفندق على من فيه من النزلاء وكلهم فلسطينيون واستشهاد هذ 19 شخصا وجرح أكثر من 20.
19. مجزرة القدس: وقعت بتاريخ 5/1/1948م، حيث ألقى أفراد من عصابة "الأرغون" الإرهابية قنبلة على بوابة يافا في مدينة القدس فقتلت 18 فلسطينيا وجرحت 41 آخرين.
20. مجزرة السرايا العربية: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 8/1/1948م، في السرايا العربية وهي بناية شامخة تقع قبالة ساعة يافا المشهورة، كانت تضم مقر اللجنة القومية العربية في يافا، حيث قامت العصابات الصهيونية بوضع سيارة ملغومة قربها مما أدى انفجارها، واستشهاد 70 فلسطينيا إضافة إلى عشرات الجرحى.
21. مجزرة السرايا القديمة: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 14/1/1948، حيث وضع أفراد من عصابة "الأرغون" الإرهابية سيارة مملوءة بالمتفجرات بجانب السرايا القديمة في مدينة يافا فهدمتها وما جاورها، واستشهد نتيجة ذلك 30 فلسطينيا.
22. مجزرة حيفا: وقعت بتاريخ 16/1/1948، حيث دخل إرهابيون صهاينة كانوا متخفين بلباس الجنود البريطانيين، محزناً بقرب عمارة المغربي في شارع صلاح الدين في مدينة حيفا بحجة التفتيش ووضعوا قنبلة موقوتة، وقد أدى انفجارها إلى تهديم العمارة وما جاورها، واستشهد نتيجة ذلك 31 من الرجال والنساء والأطفال، وجرح ما يزيد عن 60 آخرين.
23. مجزرة يازور: وقعت بتاريخ 22/1/1948، حيث قامت مجموعات من "الهاجاناة" الصهيونية بمهاجمة أهالي قرية يازور الواقعة على بعد 5 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة يافا، وأسفرت هذه المجزرة عن سقوط 15 شهيدا من سكان القرية، وقد قتل الصهاينة معظم هؤلاء الشهداء في الفراش وهم نيام.
24. مجزرة شارع عباس: وقعت بتاريخ 28/1/1948، حيث دحرج الإرهابيون الصهاينة من حي الهادر المرتفع عن شارع عباس العربي بمدينة حيفا في أسفل المنحدر، برميلاً مملوءاً بالمتفجرات، فهدمت بعض البيوت على من فيها، واستشهد 20 فلسطينيا وجرح حوالي 50 آخرين.
25. مجزرة طيرة: وقعت هذه المجزرة بتاريخ 10/2/1948، حيث أوقفت مجموعة من الإرهابيين الصهاينة عدداً من المواطنين العرب العائدين إلى قرية طيرة بطولكرم وأطلقوا عليهم النار، فقتلوا منهم سبعة وأصابوا خمسة آخرين بجراح.