منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السلاح السري لحل الخلافات الزوجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: السلاح السري لحل الخلافات الزوجية   السلاح السري لحل الخلافات الزوجية Emptyالأربعاء 04 سبتمبر 2024, 7:00 am

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية 8560427-1690005143


محاولات الإصلاح هي مساحة ابتكار خاصة بين الزوجين وسلاح سري لأنها مصممة خصيصا لهما 
للأزواج الأذكياء فقط.. السلاح السري لحل الخلافات الزوجية
في إحدى جلسات العلاج الزوجي التي كان يجريها عالم النفس بجامعة واشنطن والباحث في شؤون الزواج، جون غوتمان، بدأت الزوجة في الشكوى من مواعيد عمل زوجها ورجوعه متأخرا من عمله، في حين يرفض الأطفال تناول العشاء بدونه وهو ما يجعلهم يشعرون بالجوع وسرعة الانفعال، وتضطر هي لتحمل ذلك كل مرة حتى قدوم زوجها.

وكان رد زوجها "لماذا لا تقدمين لهم وجبة خفيفة؟"، فنظرت إليه زوجته بتعجب وكأنها تقول "هل تعتقد أنني حمقاء؟ بالطبع أقدم لهم وجبة خفيفة".

وعند ذلك أدرك الزوج أنه في حاجة لتهدئة زوجته وإصلاح الموقف، فابتسم ابتسامة عريضة بلهاء، وبدأت زوجته بالضحك، وهنا هدأت حدة الخلاف.

فهذه الابتسامة العريضة التي حولت المشاعر من السلبية إلى الإيجابية وتسبب في تهدئة الجدال هي ما يسميها غوتمان "محاولات الإصلاح" (Repair Attempts) ويطلق عليها لقب "السلاح السري للأزواج الأذكياء عاطفيا".

وعرف غوتمان محاولات الإصلاح في كتابه "المبادئ السبعة لإنجاح الزواج" بأنها أي مبادرة لفظية أو جسدية تهدف إلى تخفيف التوتر ومنع الخلافات من الخروج عن السيطرة، وأظهرت أبحاثه أن نجاح أو فشل استجابة الزوجين لهذه المحاولات يعتبر أحد العوامل الأساسية في تحديد ما إذا كان الزواج من المرجح أن يستمر أم لا.

مساحة ابتكار خاصة
يصنع الأزواج محاولات الإصلاح الخاصة بهما بما يتناسب مع طبيعة كل طرف، فهي تختلف من زواج وآخر، وقال غوتمان إنه لا يمكن التنبؤ بمدى فعالية المحاولات من ذاتها، فبعض الأزواج يستخدمون محاولات مكتوبة بعناية من مختص، ولا تكون فعالة، في حين يحاول آخرون فعل أشياء سخيفة وتكون فعالة جدا.

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية 705360-1709010910
الفرق بين الأزواج الناجحين في محاولات الإصلاح وغيرهم هو قوة الصداقة ورصيد الحب بينهما 

لذا تعتبر هذه المحاولات مساحة ابتكار خاصة بين الزوجين وسلاحا سريا، لأنها مصممة خصيصا لهما، وكلما كان الزوجان تربطهما علاقة أقوى وصداقة قريبة، تمكنا من ابتكار محاولات فعالة أكثر، وزاد فهمهما واستجابتهما لمحاولات الطرف الآخر.

وقد تكون المحاولات عن طريق التعبير عن المشاعر أو العناق أو قول لفظ مضحك يفهمه الزوجان أو الغناء أو غيرهم.

الصداقة والبنك العاطفي
وقد تتساءل الآن كيف يمكن لابتسامة سخيفة أو كلمة عاطفية واحدة أن تسهم في تهدئة جدال محتدم بين زوجين، وتفكر في أزواج حولك لا يمكن أن تنجح معهم أبدا هذه المحاولات لتهدئة خلافاتهم.

وأجاب غوتمان على هذا السؤال بأن الفارق بين الأزواج الذين نجحوا في تطبيق محاولات الإصلاح وأولئك الذين لم ينجحوا هو جودة العلاقة والصداقة بين الزوجين ورصيد الحب بينهما، وذكر في كتابه أن الصداقة لا تمنع الأزواج من الجدال، لكنها تمنحهم سلاحا سريا يضمن عدم خروج خلافاتهم عن السيطرة.

وتحتاج علاقة الصداقة إلى بناء وتعزيز، وحتى إذا شعرت بأن صداقتك مع شريكك قوية بالفعل، قد تتفاجأ بأن ما زال هناك مجال لتعزيزها أكثر فأكثر.

ويشبه غوتمان التفاعلات العاطفية بين الزوجين كأنها رصيد في حسابهم بالبنك العاطفي، وكل استثمار في هذا الحساب يزيد مدخراتهما التي ستكون سندا لهما في الأوقات الصعبة، وتحمي علاقتهما من التأرجح بسهولة.

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية 944040-1709010929
غوتمان يشبه التفاعلات العاطفية بين الزوجين كأنها رصيد في حسابهم بالبنك العاطفي 

وذكر في إحدى محاضراته "لسنوات ونحن نحاول اكتشاف الأسباب التي تجعل محاولات الإصلاح فعالة، ولم نجد شيئا محددا، حتى بدأنا في التركيز على الشخص المتلقي لهذه المحاولات ووجدنا أن المؤثر الحقيقي هو رصيد البنك العاطفي عند الطرف المستقبِل، فإذا كان الزوج يضع ودائع عاطفية إيجابية في حسابهما، بحيث يكون صديقا جيدا لزوجته ولطيفا معها وموجودا عند احتياجها له، وخاصة في الفترة الأخيرة، ستنجح محاولاته، أما إذا كان يتعامل بجفاء وعدم احترام لها، سيفشل".

لم تفتك الفرصة
وفي حالة أن علاقتك الزوجية ليست في أفضل حالاتها الآن ويغلب عليها السلبية، أوصى غوتمان باستخدام محاولات إصلاح رسمية ومتفق عليها بين الزوجين، ويضمن ذلك استخدام كلمات محددة وفعالة لمنع التصعيد، كما يساعد الطرف المستقبل على تلقي الرسالة وتشجعه على الاستجابة.

وهذه بعض من الأمثلة من محاولات الإصلاح التي ذكرها غوتمان:

التعبير عن الشعور، مثل قول "أشعر بأن هذه الكلمات جرحت مشاعري"، أو "أشعر بالخوف"، أو "أشعر الآن أنني غارقة في المشاعر".
طلب التهدئة، مثل قول "من فضلك كن هادئا واستمع إلي"، أو "هل يمكن أن تتحدث معي بشكل ألطف"، أو "هل يمكنني عناقك".
الاعتذار بشكل حقيقي، مثل قول "كانت ردودي مبالغة، أعتذر"، أو "أريد أن أصلح ما فعلت، أخبرني ما تود أن أفعله"،  أو "دعني أبدأ من جديد بطريقة أكثر لطفا".
الوصول إلى اتفاق، مثل قول "لقد أقنعتني"، أو "أتفق مع جزء مما تقوله"، أو "دعنا نتوصل إلى حل وسط هنا"، أو "أعتقد أن وجهة نظرك منطقية"، أو "أفهمك جيدا".
إيقاف الخلاف، مثل "من فضلك، دعنا نتوقف لبعض الوقت"، أو "أريد بعض الوقت، وسأعود لك"، أو "أريد تغيير الموضوع"، أو "لقد خرجنا عن المسار".
التعبير عن التقدير "شكرا لك على.."، أو "أنا ممتن لـ.."، أو "هذه ليست مشكلتك وحدك، هذه مشكلتنا معا"، أو "أحب فيك أنك.. ".

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية 80837789-1706606629
محاولات الإصلاح هي مبادرة لفظية أو جسدية تهدف إلى تخفيف التوتر 

وينصح غوتمان باستخدام هذه المحاولات في الخلافات البسيطة، وبكلمات محددة في البداية حتى تصبح لغة مفهومة بين الزوجين ويسهل الاستجابة لها، ومع الوقت يمكن أن يجد الزوجان أسلوبهما الخاص الذي يناسب زواجهما وشخصياتهما أكثر.

ويدرك الكاتب صعوبة قبول محاولات الإصلاح في وسط احتدام النقاشات، فمن الصعب حقا قبول كلمة عاطفية في الوقت الذي تود من داخلك أن تصرخ وتقول ما لا يود شريكك سماعه، لكن بالرغم من ذلك أكد ضرورة الاستجابة للمحاولات عندما يبادر أحد الزوجين بتهدئة الخلاف أو إيقافه، حتى إن جاء ذلك بشكل غير لطيف مثل قول الزوجة "أحتاج إلى أخذ استراحة" بأسلوب متذمر، فما زالت تعتبر محاولة إصلاح ويجب التركيز على المضمون بدلا من النبرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 74173
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية Empty
مُساهمةموضوع: رد: السلاح السري لحل الخلافات الزوجية   السلاح السري لحل الخلافات الزوجية Emptyالأربعاء 04 سبتمبر 2024, 7:03 am

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية Shutterstock_2431415029-1724939923



من أشدّ المعارك حضورًا في الفضاء العام المعركة المتعلّقة بقضيّة طاعة المرأة زوجها في الشّريعة الإسلاميّة
الأسباب الخلفيّة للمعركة المشتعلة حول طاعة المرأة زوجها
كثيرةٌ هي القضايا التي تشتعل فيها معارك لم تكن ذات حضورٍ كبيرٍ في أزمنة ماضية في الفضاء العامّ بين الرّجال والنّساء، ولم تكن تراها كثيرٌ من النساء معارك وجوديّة، لكنّها غدت في الواقع المعاصر حاضرةً بقوّة في النقاشات والحوارات والتآليف المختلفة؛ ولسنا نبالغ إن قلنا: إنّ من أشدّ هذه المعارك حضورًا المعركة المتعلّقة بقضيّة طاعة المرأة زوجها في الشّريعة الإسلاميّة.

وجلّ هذه المعارك تناقش تفاصيل الأحكام الشرعيّة المتعلّقة بالقضيّة المطروحة معزولةً عن خلفيّاتها وأسبابها التي دعت إلى اشتعال المعركة من حيثُ الأصل، ودون تحديد منهجيّة واضحة للتّعامل مع المسألة، فتبقى هذه النقاشات تدور في حلقة مفرغة كونها تطرحُ معزولةً عن السّياقات الذّهنيّة والتّصورات الفكريّة الممتدّة إلى أعماق العقل الجمعي.

وفَهْمُ الأسباب يمثّل نصفَ الطّريق في التّعامل المثمر مع أيّة مشكلة قائمة، فكريّةً كانت أو سلوكيّة. ولعلّنا هنا نقف على واحد من أهمّ الأسباب التي تُشعل هذه المعركة وتُذكي نارها، وهو: إخضاع النّص الشرعي لفكرة "المساواة التّامّة" وفق المفهوم الليبراليّ.




المساواة وتأويلاتها
في هذا الواقع الذي تهيمن فيه اللّيبراليّة الجديدة على الواقع السّياسي العالمي، وتمارس هيمنتها الفكريّة بحكم القوّة التي تتسمّ بها؛ غدت شريحة غير يسيرة من المسلمين تتبنّى دون أن تشعر مخرجات الفكر اللّيبراليّ في تصوراته الفكريّة، وهذا ما تفعله القوّة في زمن الانهزام الحضاريّ، إذ تتسرّب أفكار القويّ ومَن يملك وسائل القوّة إلى الوعي الجمعيّ للبلاد والمجتمعات التي تفقد انتماءها الحضاريّ، أو تعيش حالة انبهار بالآخر، أو تخضع في مناهجها ووسائل إعلامها للفكر المناقض لمرجعيّتها.

وقد بيّن ابن خلدون أنّ المغلوب يرى أنَّ مَن غلبَه يملك الحقّ والحقيقة، فيغدو عند المغلوب تلازم بين القوّة والحقّ، فيعتقد أنّ الحقّ موجود مع من يملك القوّة والهيمنة؛ فيقول في ذلك: "المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعارِه وزيّه ونحلته وسائر أحواله وعوائده؛ والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدًا تعتقدُ الكمال في مَن غلبها وانقادت إليه، إمّا لنظره بالكمال بما وقرَ عندها من تعظيمه، أو لما تغالط به من أنّ انقيادها ليسَ لغلبٍ طبيعيّ، إنّما هو لكمال الغالب؛ فإذا غالطت بذلك واتّصل لها اعتقادًا، فانتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبّهت به وذلك هو الاقتداء".

والفكرة اللّيبراليّة الغالبة اليوم تقوم على اعتماد مبدأ "المساواة التّامة المطلقة" بين الرّجل والمرأة، أي المساواة في الصّفات، والمساواة في المهام، والمساواة في الحقوق والواجبات، ونفي أيّة اختلافات بين الرّجل والمرأة.

وهذا يدفع الكثيرين والكثيرات إلى تأويل النّصوص الشرعيّة المتعلّقة بطاعة المرأة زوجها تأويلًا ينسجم مع الرؤية الليبراليّة للمساواة ويخضع لها، بعيدًا عن حقيقة النّصوص الشرعيّة نفسها وبعيدًا عن الرؤية الإسلاميّة للمساواة بين الرّجل والمرأة.

أمّا الرؤية الإسلاميّة للمساواة بين الرّجل والمرأة فيجيب عنها المفكّر الكبير علي عزت بيغوفيتش، مفصلًا القول في هذه الجزئيّة بشكٍل عميق في كتابه "عوائق النّهضة الإسلاميّة"، إذ يقول: "هل يُقرِّر الإسلام مساواة الرّجل بالمرأة؟ الجواب: نعم ولا. نعم، إذا تحدَّث عن المرأة باعتبارها شخصيّة إنسانيّة ذات قيمة شخصيّة مساوية تتحمّل واجباتٍ أخلاقيّة وإنسانيّة. لا، إذا كان الأمر يتعلّق بالتّساوي في الوظائف والدّور في الأسرة والمجتمع، كما يُفهم معنى المساواة في أوروبا عادة.

ويمكن تصوّر قضيّة التّفوق أو الدّونية فقط بين أشياء من جنسٍ واحد، والمرأة ليست أعلى ولا أدنى؛ لأنها -بكلِّ بساطة- مُختلفة عن الرّجل؛ لذلك تسقط المقارنة، ومن ثَمّ يسقط تحديد الأعلى أو الأدنى. فلا معنى للسّؤال: أيّهما أهمّ: القلب أم الرّئة؟ لأنّ كلًا من العضوين لا يمكن أن يقوم بوظيفة الآخر، بل إنّ الاختلاف بينهما يُعطي قيمةً خاصّة لأحدهما بالنّسبة للآخر.

ولننتبه هُنا إلى الحقيقة الآتية: إنّ الواجبات التي يفرضها القرآن متساوية تمامًا في حقِّ الرّجل والمرأة، ولا فرق بين الرّجل والمرأة في أداء الواجب وتحمّل المسؤولية عن أداء أركان الإسلام الخمسة: النُّطق بالشهادتين، الصّلاة، الصّوم، الزّكاة، الحجّ، وكذلك الأمر بالنّسبة للواجبات الأخلاقيّة التي يُطالب بها القرآن الكريم صراحةً أو بطريق غير مُباشر، إذن فالمسؤوليّة متساوية بناءً على أنّ القيمة متساوية؛ لأنّ كلّ قانون يجعل القيمة أساس المسؤولية".

السلاح السري لحل الخلافات الزوجية Shutterstock_2427310727-1724939916
كثيرا ما تستخدم التأويلات والتسويغات لتمرير قناعات مسبقة 

قناعات أم أفهام؟
إنّ من الإشكالات المنهجيّة في التّعامل مع نصوص الوحي تلك المنهجيّة القائمة على "نقتنع ثمّ نستدلّ"، وهي حاضرةٌ عند كثير من الجهات والشرائح، ومنها أولئك الذين يريدون الدّفاع عن المرأة من خلال لَيِّ أعناق النصوص الشرعيّة وإخضاعها لقناعاتهم التي سقتها الفكرة الليبراليّة عبر عقودٍ خالية.

هذه المنهجيّة قائمة على تمكُّن القناعة من العقل والنّفس، ثمّ حشد الأدلّة لتشريع هذه القناعة وتسويغها، وهكذا تصبح نصوص الوحي خاضعةً للقناعات البشريّة المسبقة، وأيّ نصّ شرعيّ لا ينسجم مع هذه القناعة المسبقة يتمّ تأويله بأيّ وسيلة كانت ليخضع لهذه القناعة.

بينما تقوم المنهجيّة السليمة في التّعامل مع نصوص الوحي كتابًا وسنّةً صحيحة، على اعتبار الوحي مرجعيّة الحكم وليس تابعًا له، أي أن تكون الأحكام والقناعات والأفكار والتّوجّهات خاضعة للنّص الشرعي وليس العكس، وهذا يقتضي أن يكون العقل والفكر عند التّعامل مع النص الشرعيّ غير مُتَبَنٍّ لقناعاتٍ مسبقة يريد تمريرها بثوبٍ شرعيّ، أو أن يملك المرء الجرأة والاستعداد النّفسي والإرادة الحاسمة للتّخلي عن قناعاته وأفكاره إن وجد أنّها تخالف النص الشرعيّ، ويتبنّى ما يدلّ عليه النّص الشّرعي بشكلٍ صريحٍ وواضحٍ دون الحاجة إلى تكلّف التأويلات والتّسويغات لتمرير القناعات المسبقة.

وهذا هو ما رسّخه النصّ الشرعيّ بأن تكون رغباتنا وميولنا عمومًا -وأخصُّ الفكريّة منها- تابعةً لما جاء به النصّ والوحي ومستنبطةً منه، وقد قال الله تعالى في سورة النّساء: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". كما قال رسول الله صل الله عليه وسلّم: "لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ بهِ".

ومعنى "شجرَ" في الآية كما يقول ابن عاشور في التحرير والتنوير: "تداخلَ واختلف ولم يتبيّن فيه الإنصاف، وأصلُه من الشّجر لأنه يلتفّ بعضه ببعض وتلتف أغصانه. وقالوا: شجرَ أمرهم، أي كان بينهم الشرّ"، وفي هذا دلالة واضحة على أن المرجع عند اختلاف الأمور وحصول المعارك أيًا كانت، ولا سيما الفكريّة منها، إنما هو الاحتكام إلى الوحي متمثلًا بما جاء به رسول الله صل الله عليه وسلم وتركه فينا، وهو كتاب الله تعالى وسنّته.




منهجية الاستنباط
وإنّ إخضاع النصوص الشرعيّة المتعلّقة بالمرأة عمومًا، وقضيّة طاعة المرأة زوجها للقناعات الفكريّة التي تسرّبت إليها الأفكار الليبراليّة عبر مناهج التدريس ووسائل الإعلام التي تعمل منذ عقود في بلادنا العربيّة؛ هو نوعٌ من إخضاع النّصّ الشرعيّ وتأويله المتكلّف بما لا يصلح معه ولا ينسجم مع طبيعته.

فالأصل في التّعامل مع النصّ الشرعيّ هو الاستنباط، كما بيّن النصّ القرآنيّ في سورة النساء، إذ يقول تعالى: "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا".

إنّ استخدام لفظ الاستنباط بديعٌ في النصّ القرآنيّ، فهو يدل على استخراج الماء من البئر، فالنصّ هو البئر الذي يحتاج إلى خبيرٍ في حفره، وماهرٍ في إلقاء الدّلاء به واستخراج الماء منه، والماء المستخرج هو نتيجة وجود البئر، فكذلك الأحكام والقناعات هي نتاج الاستخراج من النصّ الشرعيّ وليس العكس، ومن يستخرجها هم العارفون بلغة العرب الخبراء في أدوات الاستنباط، أمّا من لا يستطيع التفريق بين الرّفع والجرّ والخبر والإنشاء فليس له أن يدّعي ممارسة الاستنباط من حيث الأصل.

إنّ تكريس هذه المنهجيّة في التّعامل مع النصوص الشرعيّة عمومًا، والمتعلّقة بنصوص طاعة المرأة زوجها؛ يحلّ كثيرًا من المعضلات ويطفئ كثيرًا من النيران المشتعلة، وهي المنهجيّة التي سنتعامل بها عند الوقوف مع النّصوص المتعلّقة بطاعة المرأة زوجها لاحقًا -بإذن الله تعالى- في مقالات قادمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
السلاح السري لحل الخلافات الزوجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إليك فن تلافي الخلافات الزوجية
» الخلافات الزوجية .. هل تزداد في العطلات؟
» خطورة السلاح الروسي والصيني وعجز السلاح الأمريكي على الاعتراض والمواجهة
»  سلاح كوريا الشمالية السري
» خط أنابيب “كاتسا” السري الذي دمرته المقاومة؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الحياة الاسريه والامومة والطفولة :: الحياة الزوجية-
انتقل الى: