منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب Empty
مُساهمةموضوع: يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب    يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب Emptyالأربعاء 04 سبتمبر 2024, 10:14 am

يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب
لا أدري كيف استحضرتُ هذه الكلمات من كتاب الأديبة غادة السمان "أعلنتُ عليك الحب"، وأنا 


أشهد أحد أكثر المواقف غرائبية وفجائعية في تاريخنا العربي، إذ تقول: بكامل وعيي، أو بما تبقّى 


منه، بعد أن عرفتك، قرّرت أن أحبك، فعل إرادة لا فعل هزيمة (!)، إلى أن تقول: لا تصدق حين 


يقولون لك إنك في عمري فقّاعة صابون عابرة، لقد اخترقتني كصاعقة وشطرتني نصفين، نصف 


يحبك ونصف يتعذب لأجل النصف الذي يحبك.


أليس هذا المشهد الغرامي الصاعق هو ما يصف حالة النظام العربي الرسمي في علاقته المُلغزة مع 


العدو الصهيوني؟ من يصدّق أن هذا النظام، بعد كل هذا الدم الذي أراقه في فلسطين، وفي غيرها 


من بلاد العرب، لم يزل واقعاً في حبّه؟ ولم يزل يتحدّث عن "السلام الاستراتيجي"، والتعاون 


الأمني والاقتصادي؟ ما الذي فعلته "إسرائيل" لهذا النظام، حين تعلن عليه الحرب ويعلن عليها 


السلام؟ ثم من بقي في هذا الكيان يتحدّث عن هذا الشيء، بعد كل ما اقترفه وما يقترفه حتى ساعة 


كتابة هذه السطور، بل حتى كنس آخر أثر من بقاياهم من فلسطين؟


كيف نفهم هذا "السجود الملحمي" الوثني في حضرة رموز هذا العدو الذي يشبه سجود 


المستوطنين في باحات الأقصى الشريف، بين يدي جريمة هي الأكثر بشاعة وتوحشا في التاريخ 


المعاصر؟ ... ربما نفهم موقف الغرب وزعيمته الإدارة الأميركية التي وهبت القتلة مليون دولار 


عن كل "شهيد" فلسطيني قتلته على مدار عدوانها على غزّة (قتلوا نحو 45 ألف فلسطيني، وتلقوا 


نحو 45 مليارا من المساعدات الأميركية خلال 10 أشهر!). ولكن كيف نفهم موقف النظام العربي 


الرسمي الذي ما فتئ يؤمن بمستقبل ما مع كيان لم يعد فيه حتى عاقل واحد يتحدث عن سلام 


وتعاون وشراكة؟


رسميا، بعض رموز النظام العربي الرسمي "تدين" العدوان الصهيوني على غزّة والضفة 


الفلسطينية بأشد العبارات وأقساها، وعمليا، تعلن تمسّكها بما تسمّيه "خيار السلام الإستراتيجي". 


طبعا هناك من هذه الرموز من لم يكلف نفسه عناء الإدانة والشجب حتى، بل يطلق ذبابه وقنواته 


ومنصّاته الإعلامية للنيْل من المقاومة وتسخيف منجزاتها، والانتصار للعدو وتبرير عدوانه، إن 


المشهد الأكثر استفزازا هو التمسّك بـ "خيار السلام الإستراتيجي"، وسط كل هذا الدمار الوحشي، 


وسحق كل النصوص التي تضمنتها اتفاقات السلام تحت جنازير "الميركفاه" أما المشهد الأكثر 


قسوة ودراماتيكية، فهو تمسّك بعضهم بما يسمّونه "التنسيق الأمني"، وتقديسه كأنه وثن سياسي 


في وقت يستبيح العدو فيه كل مقدس فلسطيني، ابتداء من قبلة المسلمين الأولى وليس انتهاء بالدم 


البريء لأبناء الأرض المقدسة، فهو يمدّ "احترامه!" لكل ما هو موجود في الأرض الفلسطينية 


شجرا وحجرا وبشراً!


من يصدّق أن هذا النظام، بعد كل هذا الدم الذي أراقه في فلسطين، وفي غيرها من بلاد العرب، لم 


يزل واقعاً في حبّه؟


المشهد أكثر سوريالية من كل ما جنح إليه كافكا وما أنتجه خيال ملكي أفلام الرعب ستيفن كينغ 


وألفريد هتشكوك، فقد تدحرجت مفردات السياسة ومعادلاتها في العلاقة البينية بين النظام العربي 


الرسمي والعدو الصهيوني، من معادلة "الأرض مقابل السلام" إلى "السلام مقابل السلام"، 


وصولا إلى "الحب مقابل الحرب!". إنهم يقتلوننا ونحبهم، يصادرون الأرض ويقيمون المستعمرات 


ويطردون الناس من بيوتهم ومزارعهم ومراعيهم، ونحدّثهم عن خيار السلام الاستراتيجي.


أي لغز يحمله هذا الموقف العربي الرسمي، إلا أن يكون شريكا كاملا في الجريمة، وليس محرضا 


عليها فقط، أو مُيسّراً لارتكابها، وربما محرضا عليها، وتلك لحظة فارقة في تاريخ هذه الأمة، فقد 


قطع هذا النظام العربي الرسمي آخر خيط رفيع من علاقته مع شعبه، وأعلن الحرب عليه، في وقتٍ 


أعلن فيه الحب للقاتل، ولا ندري أي إكسير أو ترياق سيعالج هذا الجرح المريع، وبأي عين سيرى 


أبناء هذا الشعب من خذلوه وقاتلوه بعد أن تجاوز مرحلة "الحياد" إلى المشاركة الفعلية في 


الجريمة، ليس باتخاذه موقفا سلبيا أو متفرّجا على الجريمة، بل بمد العدو بكل ما يلزمه لإتمام 


جريمته وتوفير بيئة حاضنة لها، مع محاولة مستميتة لتخريب بيئة المقاومة والتحريض عليها بل 


الاستماتة في هزيمتها.


أعلنت عليك الحب، يقولونها للعدو ويترجمونها فعلا يوميا، وأعلنت عليكم الحرب، يقولونها لكل 


الشعب العربي، لا للفلسطيني فحسب، ويترجمونها أفعالا لا أقوالا، تلك هي المعادلة، بأبشع 


صورها، بلا تأويل أو كثير شرح، وبلغة أخرى: هذا فراق بيني وبينكم، فراق لا لقاء بعده، فقد 


انكسر التابو الكاذب الذي حاولوا إقامته، وتهشمت صورة العروبة التي رسموها على الأقنعة التي 


يرتدونها، ولملموا أوراق التوت عن عوراتهم ليستروا بها عورة العدو، فأي غفرانٍ يُرتجى بعد 


هذه الخديعة وكل هذا الإيغال في القتل؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب    يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب Emptyالأربعاء 04 سبتمبر 2024, 10:16 am

مفاوضات التهدئة وحيلة الأسماء
مؤكّد أنه محور صلاح الدين وليس محور فيلاديلفي، كما أنه تقاطع الشهداء وليس محور نتساريم. 


ومع ذلك نقول محور فيلاديلفي ومحور نتساريم، ونكرّر الرواية الإسرائيلية الرسمية عن أماكننا، 


ونُطلق عليها ما تُطلق عليها ماكنة الإعلام الإسرائيلي من أسماء، كأننا نتبنّى رواياتهم. فإذا كانت 


الآية القرآنية الكريمة "... وعلّم آدم الأسماء كلها" مفتاح المعرفة، فإن إدراك الأسماء هو بداية 


تبنّي الحكايات وراء هذه الأسماء. وبدون قصد، يتم إنتاج المعرفة المصبوغة برواية العدو في 


خطابنا الإعلامي ولغتنا الوطنية وفي كل ما نتخاطب به عنه، من دون أن ندري أننا بذلك نُعيد إنتاج 


أسرلته وصهينته وتهويده الأشياء والأمكان، كما للتاريخ وعلاقتنا به.


وحيلة الأسماء والصراع على أسماء الأماكن جزءٌ أساس من الصراع على هوية المكان. ويقع هذا 


الصراع في قلب الصراع على الرواية، حيث تحاول دولة الاحتلال ليس سرقة البلاد، بل سرقة 


روايتنا وحكاية وجودنا في هذه البلاد. ومعركة الرواية من أوائل المعارك التي شنّتها الحركة 


الصهيونية من أجل تدعيم سرقتها البلاد، وبدأت مبكّراً مع التحريفات الأولى في مسار السرد 


التاريخي الذي جرى توظيفه من أجل شرعنة الاستيطان الصهيوني لفلسطين، وبالتالي، التمهيد من 


أجل سرقتها من أصحابها، فالصراع الحقيقي هو على الرواية، لأنها تمثّل جوهر ارتباط الفلسطيني 


بالأرض، وجوهر علاقة الغرباء غير المأصلة بها.


الصراع الحقيقي هو على الرواية، لأنها تمثّل جوهر ارتباط الفلسطيني بالأرض، وجوهر علاقة 


الغرباء غير المأصلة بها


لنلاحظ كيف أننا كلنا نُعيد ترديد كلمة "مستوطن" و"مستوطنات"، فيما الحقيقة أن هؤلاء لم 


يخلقوا وطناً لكي يُقال عنهم مستوطنون، وما يقومون به ليس بناء وطن من أجل أن تكون أماكن 


سكناهم مستوطنات. يستوطن الإنسان الشيء غير المأهول على الأرض، هكذا تقترح الكلمة 


الإنكليزية، ولذلك مثلاً أطلق الأوروبيون على المهاجرين من أوروبا للحلول مكان سكّان أميركا 


الشمالية كلمة "مستوطن". لاحظوا فقط أن كلمة مستوطن تستخدم في سياق التاريخ للإشارة إلى 


المستعمرين الأوروبيين الذين سرقوا أميركا من أصحابها الأصلانيين. وللإشارة إلى اليهود الذين 


وصلوا إلى فلسطين ليطردوا سكّانها الأصلانيين، ويأخذوا بلادهم منهم.


هذا ليس مصادفة. ولاحظوا مثلاً أن كل أماكن وجود الغرباء في التاريخ الذين يسكنون البلاد بالقوة 


كانت تسمّى "مستعمرات"، فالإنكليزي وصف التجمّعات الإنكليزية في أفريقيا وآسيا 


بـ"المستعمرات" بالطبع، فكلمة مستعمَرة تحمل صفة التعمّر، وهي تنطلق من مركزية الوعي 


الأوروبي بجعل العالم متحضّراً وحمْل الحضارة إليه، لكنها لا تحمل فكرة استملاك الوطن كما تحمله 


كلمة مستوطنة. بل وصفت وقاحة السرد الأميركي مثلاً الوجود الغربي في أميركا بأنه "اكتشاف" 


وليس "استعماراً"، وحيث لا يمكن تفسير كيف يمكن لأحدٍ أن يكتشف شيئاً مأهولاً بالسكان، وفيه 


حضارات عريقة، فإن أحداً أيضاً لا يمكن أن يقول كيف يكون قيام إسرائيل "استقلالاً"، ومذابح 


النكبة معارك بطولة من أجل التخلّص من سكان البلاد. وثمّة شبه ليس مصادفة، وهو يفسّر الكثير 


من الوعي المشترك الذي يؤسّس لكل هذه العلاقة التي لا يمكن أن تنتظم وفق منطق ما بين 


واشنطن وتل أبيب.


اشتكى كاتب إسرائيلي ذات مرّة على صحفات إحدى الصحف الإسرائيلية من أن كل شيء في البلاد 


يدلّ على أنها عربية


أطلق الجيش الإسرائيلي مصطلح "كوريدور فيلاديلفي"، أي ممر وليس محوراً، على الشريط 


الحدودي بين مصر وغزّة، وبالرجوع إلى كلمة فيلادلفيا فهي تعني "الحب الأخوي". ويكثر في 


الإعلام القول إن الجيش الإسرائيلي اختار هذا الكود للإشارة إلى الشريط الحدودي عشوائياً، من 


دون الالتفات إلى معنى الكلمة التي استخدمت في فترة السلام بين مصر وإسرائيل، للتدليل على ما 


تتطلّع إليه إسرائيل من سلام أخوي مع مصر. وبذلك يتم اختصار كل شيء على أنه أمر اعتباطي، 


وليس مخطّطاً، وبذلك تُنتج معرفة العدو ضمن نسق وتقبل ذاتي. انظروا ماذا سمت إسرائيل الحرب 


على غزّة في أكتوبر بعد السابع منه، لقد أطلق الجيش اسم "السيوف الحديدية" على حرب الإبادة.


قبل أيام من الحرب على غزّة، أعلنت دولة الاحتلال اكتشاف أربعة سيوف في كهف قرب البحر 


الميت، قال الباحثون إنها كانت في أغماد خشبية موضوعة في شقٍّ داخل الكهف. وزعمت سلطة 


الآثار الإسرائيلة أن هذه السيوف كان قد غنمها متمرّدون يهود من الجيش الروماني، وخبّأوها في 


الكهف. طبعاً لا يوجد ما يفيد بأن هذه السيوف التي يعترف ويقر المزوّر بأنها رومانية، لأنه لا 


يستطيع أن يخطف آثار الغرب، أن يهودياً أو أي شخصٍ آخر قد سرقها. قد يقول قائل إن اختيار اسم 


السيوف الحديدية للحرب على غزّة جرى ضمن اختيار عشوائي يقوم به جهاز الكمبيوتر الخاص 


بالجيش، من دون أن يقرأ حقيقة هذه الحرب التي يجري فيها إيجاد واقع جديد يجري فيه تقتيل 


الفلسطينيين، فالحرب هي تمرّد "إسرائيلي" على الحرب الفلسطينية على إسرائيل.


اشتكى كاتب إسرائيلي ذات مرّة في صحيفة إسرائيلية من أن كل شيء في البلاد يدلّ على أنها 


عربية. وهو يقول ذلك بحسرةٍ وألم، ويقول حين تقود سيارتك على طول البلاد وعرضها إن لا 


شيء يقول لك إن هذه البلاد هي لليهود، وهو ما يريده، فكل شيء من مآذن وقباب مساجد 


وكنائس، كما شجر الصبّار وعمارة البلاد، لا تجعلها أي شيء إلا بلداً لا يخصّ اليهود، وهو من 


أجل ذلك يقترح "تهويد الأفق"، بحيث يتم صبغ أفق البلاد بأشياء يهودية تعطيها هوية مختلفة غير 


التي تحملها، مثل نصب نجمة دوار عملاقة يمكن رؤيتها من عشرات الكيلومترات.


نكرّر الرواية الإسرائيلية الرسمية عن أماكننا، ونطلق عليها ما تطلق عليها ماكنة الإعلام 


الإسرائيلي من أسماء، كأننا نتبنّى رواياتهم


يدرك الفلسطينيون ذلك، ويدركون أهميته، ليس لأن البلاد لهم فقط، ولكن لأنهم يعرفون قيمة أن 


يشبه الإنسان ما يملكه، وهو في هذه الحالة الأرض بطولها وعرضها. مثلاً، لا يمكن لمن يسوق 


سيارته على طول شارع "6" الذي يقطع البلاد من شمالها إلى جنوبها مثلاً أن يفوته أن يرى العلم 


الفلسطيني يرفرف من فوق ساريةٍ عالية الارتفاع على الجانب الآخر من سور الفصل العنصري 


قبالة طولكرم. والسارية الموضوعة في قلب طولكرم بطول 60 متراً، والعلم الذي يبلغ حجمه 400 


متر مربع، وضعت في مكان لا يمكن لأي عابر في الطريق الذي يربط شمال البلاد بجنوبها إلا أن 


يراه.


كان ياسر عرفات من أطلق اسم "مفترق الشهداء" على محور نتساريم، ونجح الخطاب الإعلامي 


الفلسطيني في فرض المصطلح الوطني مقابل المصطلح التهويدي، رغم أن المنطقة التي يقع فيها 


المحور فيها هي قرية المغراقة وجحر الديك، إلا أن "مفترق الشهداء" كان وليد لحظة المواجهة. 


إذ كان المحور مكاناً للقتال والاشتباك بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية، 


وارتقى فيه عشرات الشهداء، لذلك أطلق عليه عرفات اسم مفترق الشهداء. فيما يشكّل محور 


صلاح الدين استكمالاً لاسم الشارع الذي يشقّ قطاع غزّة من أول الشمال إلى آخر الجنوب. وربما لا 


يعرف سائق السيارة الفلسطيني، حيث ينطلق بسيارته في الشارع الساحلي من يافا إلى حيفا وعكّا، 


أنه أيضاً يقود في الشارع الشهير نفسه في غزّة، سواء كان شارع الرشيد على الكورنيش مباشرة 


أو شارع صلاح الدين إلى الشرق قليلاً من حدود المدينة.


يبدو التذكير بذلك مهمّاً ونحن نفكر في مستقبل وعينا ومستقبل علاقتنا بخطابنا وكيف نعبّر عنه، 


وندافع عن تفاصيل علاقتنا بالمكان، فما تقوم به دولة الاحتلال حرب على المكان، من أجل تدميره 


بشكل كامل، وهذا ما يحدُث، على الأقل، لا نساعدهم في سرقة حكايتنا عن مكاننا الذي يدمّرونه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75673
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب Empty
مُساهمةموضوع: رد: يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب    يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب Emptyالأربعاء 04 سبتمبر 2024, 10:17 am

القضية 40 ألف شهيد... لا ستة أسرى قتلى
عندما يتحدّث رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بوقاحةِ المتغطرس، ويقول إنّه لن يرحل من 


محور فيلادلفي، الشريط الحدودي المصري الفلسطيني الممتدّ بطول 14 كيلو متراً، فإنّ الرسالة هنا 


لا تخصّ فلسطين أو غزّة، وإنّما يعني بها في الأساس مصر.


هنا أنت بصددِ لصٍّ متبجّحٍ على ثقةٍ بأنّ ردّة فعلِ الطرف المعني بالرسالة لن تصل إلى حدِّ إشعاره 


بالخوف والخطر، وهنا الكارثة الحقيقيّة: شخصٌ يحتلّ مساحة من أرضك ويغرس أعلامه فوقها، 


ويقول لا خروج من هذه المساحة... وضعية ليس لها من توصيفٍ سوى انتهاك للسيادة ومساس 


بالكبرياء واستخفاف بالكرامة، فضلاً عن وضع الأمن القومي لصاحب الأرض المُغتصبة في مهبِّ 


الخط، هنا لن تجدي بيانات الغضب الدبلوماسي ولن تكون أشدّ العبارات رادعاً مُحتملاً يثني المحتل 


عن احتلاله.


ليس المطلوب من القاهرة التحرّك دفاعاً عن غزّة ووقفاً للعدوان الصهيوني عليها، فقد بُحّت 


الأصوات  11 شهراً تطلب ذلك، من دون أن يكون  ردٌّ إلّا التشبّث بوساطةٍ ترعاها أميركا لم تحقّق 


شيئاً سوى منح المعتدي إحساساً بأنّه الأعلى الذي يطلب كلٌّ رضاه عن المعروض عليه من صفقاتٍ 


ومزايا مقابل وقف عدوانه.


بات المطلوب تحرّكاً مصرياً دفاعاً عن مصر، شريطة أن يتحرّر هذا التحرّك من أسر الكلام 


والهمهمة الدبلوماسية الغاضبة، ليرقى إلى مستوى الفعل المصري الذي يجري ترويجه على أوسع 


نطاقٍ عند العمق الجغرافي الجنوبي، وبالتحديد هناك في الصومال، على مقربةٍ من الخصم الإثيوبي 


الذي يُهيمن على نهر النيل وينتهك سيادة مصر المائية ويهدّدها بالعطش.


سنفترض أنّ كل هذا النفخ في أبواق السوشيال ميديا عن محاصرةِ مصر إثيوبيا من جهةِ الصومال 


حقيقيٌّ، وأنّ القاهرة أرسلت نخبة قوّاتها العسكريّة إلى القرن الأفريقي لردع الصّلف المائي 


الإثيوبي، ونسأل: أليس الاحتلال الفعلي للأرض مُستحقاً للتحرّك بغضب أكثر من فرضيّة هيمنة 


الجانب الإثيوبي على مياه النيل عَنوةً؟


على أنّ ثمّة أسئلة أخرى تفرض نفسها: أليست فلسطين أقرب من الصومال؟ أليست عضواً في 


جامعة الدول العربيّة مثلها مثل الصومال التي تحرّكوا من أجلها عسكرياً لردع التدخل الإثيوبي في 


شؤونها؟كيف وصلنا إلى هنا، كيف لم تعدِ القاهرة تتحمّل تظاهرة شعبيّة من أجل حريّة غزّة، لا بل 


من أجل تحرير أرضٍ مصريّة، محور فيلاديلفي، من مغتصبها، وكيف بات مدخل الوسطاء إلى 


التدخّل بالوساطة لوقف القتال هو حفنة من الأسرى الصهاينة، وليس أربعين ألف شهيد فلسطيني 


قتلهم الاحتلال الإسرائيلي خلال 11 شهراً، ولا يزال عدّاد القتل يقفز بالعشرات يومياً؟.


مخجلٌ أنّ الآمال العربيّة في وقف العدوان باتتْ مُعلّقة بعائلاتِ ستة أسرى من المحتلين، وأنّ 


الإعلام العربي محتشدٌ بكامل طاقته لتغطية تظاهرات المحتلين الإسرائيليين ضدَّ حكّام إسرائيل، من 


دون أن يبقى مسموحاً في معظم عواصم العرب التظاهر من أجل دماء أربعين ألف شهيد وحياة 


أكثر من مليون مواطن فلسطيني مشرّد.


في عدواناتٍ صهيونيّة سابقة على مدار السنوات العشرين الماضية كان الحضور العربي، رسمياً 


وشعبياً، عنصراً في معادلة الصراع، لمصلحة فلسطين بالطبع، فما الذي أوصلنا إلى مرحلةِ تقديس 


الوساطة وعبادة الصفقة؟ ما الذي تغيّر؟ هل ازداد الاحتلال قوّة أم أنّ العرب ازدادوا ضعفاً؟


في عدوان 2008 كانت مصر تعرف بوصلتها، ويدرك شعبها ونخبتها الفرق بين المعركة الحقيقيّة 


المحترمة والاستعراضاتِ المُبتذلة، وكانت هناك نخب سياسية تؤدّي واجبها، وهي على استعداد 


لدفع الثمن، من هؤلاء كان قاضي قضاة الإسكندرية المستشار محمود الخضيري الذي رحل السبت 


الماضي، وهو في العقد التاسع، بعد أن أمضى معظم سنواته الأخيرة مسجوناً في زنزانةٍ يتعرّض 


فيها لكلِّ صنوف التنكيل والإهانة.


في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2008 كان الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض، رئيساً للجنة الشعبية 


لفكِّ الحصار عن غزّة، يجوب محافظات مصر ويلاحق الحكومة بالدعاوى القضائيّة كي تسمحَ 


بتسيير قوافل شعبيّة لمناصرة الشعب الفلسطيني المحاصر. وفي مؤتمر "فك الحصار عن غزّة"، 


في مدينة كفر الدوار في الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين أول 2008، تكلّم الخضيري عن قيام 


اللجنة بمحاولة ثالثة لتنظيم قافلة لفكّ الحصار عن قطاع غزّة، متوقّعاً "تدخل الأمن" لمنعها قبل 


وصولها إلى الحدود، رغم الحكم القضائي بأحقيّة المواطن المصري في التحرّك بحريّةٍ داخل بلده، 


معلناً "نحتاج إلى تجمّع 50 ألف مواطن، حتى يجبر الحكومة على توصيل المعونات إلى غزّة، 


ويثنيها عن موقفها، الصلف والمعاند، الذى شوّه سمعة مصر".


الآن بات منتهى الأمل أن تغضب القاهرة من أجل مصر، لا من أجل غزّة، لكنها، من أسف، تبدو 


وكأنّها قرّرت خذلان الاثنين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
يعلنون علينا الحرب ونعلن عليهم الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية-
انتقل الى: