دعوة أردوغان لمحور تركي مصري سوري لمواجهة تهديدات إسرائيل
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتخذ خطوات في علاقاتها مع مصر وسوريا لتأسيس محور تضامن ضد ما أسماه التهديد التوسعي المتزايد لإسرائيل.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتخذ خطوات في علاقاتها مع مصر وسوريا لتأسيس محور تضامن ضد ما أسماه التهديد التوسعي المتزايد لإسرائيل.
تصريحات الرئيس التركي جاءت خلال مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء بولاية قوجا إيلي شمال غربي تركيا وبعد يومين من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأولى إلى تركيا والتي اتفقا فيها على تحسين العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات ومواجهة التحديات المشتركة.
وفي هذا الشأن تحدث خبراء لـ RT عن أهمية المحور التضامني التركي المصري السوري الذي دعا له الرئيس التركي أردوغان وما يقصده بهذا التهديد التوسعي، وهل يمكن تشكيل هذا المحور في ظل الخلافات التركية السورية المستمرة منذ سنوات.
وقالت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة نورهان الشيخ إن حديث الرئيس التركي عن تشكيل محور ثلاثي يضم مصر وتركيا وسوريا صعب التحقق في ظل الأوضاع الحالية بين تركيا وسوريا وما بينهما من قطيعة استمرت نحو 13 عاما، على خلفية دعم أنقرة للمعارضة السورية عقب احتجاجات شعبية شهدتها سوريا منتصف مارس 2011 قبل أن تتدخل عسكرياً وتسيطر على مناطق من شمال غرب سوريا وشرقها.
وأوضحت أن هناك تقاربا كبيرا بين مصر وتركيا خلال الفترة الأخيرة وحرص من البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية.
وأفادت بأنه وخلال مباحثات الرئيس التركي ونظيره المصري في أنقرة كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة على جدول أعمالهما ومباحثاتهما الثنائية، والتحركات لوقف الحرب على قطاع غزة، وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني، بخلاف الموقف التركي السوري الذي لم يشهد مرونة في حلحلة أزمته حتى الآن.
وتجدّدت الفترة الأخيرة جهود إحياء مسار محادثات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق عقب إعلان الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده لا تضع انسحاب تركيا العسكري شرطا للمفاوضات معها وردت عليها أنقرة بأنه لا توجد مشكلة بين البلدين لا يمكن حلها.
كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل أيام أن الجانب التركي مستعد لمناقشة انسحاب القوات من سوريا وأنه من المقرر أن تعقد روسيا وتركيا وسوريا وإيران اجتماعا آخر في المستقبل المنظور لبحث تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ووصفت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة هذه الخطوة بأنها قد تكون التطور الإيجابي الذي يحلحل هذه الأزمة المستمرة بين الجارتين منذ سنوات، وأنه يعول على هذا الاجتماع الرباعي الذي أعلن عنه وزير الخارجية الروسي بأن يقرب وجهات النظر السورية التركية ويزيد من التفاهمات بين الجانبين.
وعن أهمية المحور التحالفي التركي المصري السوري الذي أعلن عنه الرئيس التركي، أكدت نورهان الشيخ أن سوريا إحدى الجبهات الأساسية في المواجهة مع إسرائيل وهذه الجبهات تضم (مصر والأردن وسوريا ولبنان وفلسطين) ودور سوريا محوري في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، لذا وجود تنسيق مصري تركي معها في هذا الفترة سيشكل جبهة قوية ومحورا أساسيا لمواجهة تلك التهديدات.
ويرى نائب وزير الخارجية المصري الأسبق السفير علي الحنفي أن زيارة الرئيس المصري إلى تركيا شهدت تنسيقا وتشاورا في مختلف قضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطنية والملف السوري، وكان بينهما تفاهم على ضرورة وجود حراك في الملف السوري وعودة المسار السوري لطبيعته في إطار تشاوري مصري تركي سوري.
واكد أن هذا الملف الهام وعودة العلاقات التركية السورية سيشهد حراكا خلال الفترة القادمة.
وعما يمكن أن يمثله محور التضامن التركي المصري السوري، أكد نائب وزير الخارجية الأسبق أنه يمكن لسوريا مواجهة التهديدات المتزايدة من خلال حل وتسوية الأزمة السورية وعودة العلاقات إلى طبيعتها مع مختلف العواصم، وأن تعود دمشق لدورها الإقليمي والدولي وتكون قادرة على تلبية تطلعات الشعب السوري، كما أن مواجهة التهديدات يعني عدم ترك الأمور تسير بدون تعاون أو تنسيق، لكن بحسب التفاهمات المصرية التركية يجب أن تعود سوريا وتمارس دورها الإقليمي، ويجب مساعدة الدولة السورية لتتمكن من القيام بدورها في حفظ السلام والأمن داخل سوريا وهو ما يمثل جبهة للتصدي للتهديدات الإسرائيلية المتزايدة.