ماذا يعني تصدر الإسلاميين للمشهد الانتخابي عام 2024؟
31 مقعدًا من أصل 138؛ تصدر بها حزب جبهة العمل الإسلامي نتائج انتخابات مجلس النواب
العشرين لعام 2024، توزعت بين 17 مقعدًا للقائمة الوطنية "الحزبية" و 14 مقعدًا للقائمة
المحلية، بنسبة بلغت نحو 22.5% من مقاعد البرلمان.
نتائج وُصفت بـ "غير المسبوقة"؛ لكونها المرة الأولى التي يتخطى فيها الإسلاميون حاجز
العشرين مقعدًا منذ انتخابات عام 1989، حيث تراوحت عدد المقاعد التي حظي فيها حزب جبهة
العمل الإسلامي منذ تأسيسه عام 1992 بين 17 مقعدًا عام 2003 كعد أعلى، و10 مقاعد عام
2020 كحد أدنى.
يصف الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي وائل السقا تصدر الحزب في الانتخابات بـ "
الطبيعي" في ظل القاعدة الشعبية الذي يحظى بها، مؤكدًا أن زيادة عدد المقاعد المخصصة لكتلة
الإصلاح تحت قبة البرلمان يعني زيادة دورها "الإيجابي"، عدا عن تطلعات الحزب بالتشارك مع
النواب الآخرين لتعظيم المخرجات التي تساعد على خدمة الوطن والخطط التي رسمها، بحسب
السقا.
وقد اختار الحزب هذا العام أن تكون دعايته الانتخابية مرتبطة بعملية "طوفان الأقصى" في قطاع
غزة والتركيز على دعم المقاومة الفلسطينية، وهو ما يراه السقا سببًا في مضاعفة رصيد الحزب،
إضافة إلى اهتمامه بالدفاع عن الحريات في الأردن والعدالة الاجتماعية والمطالبة بالإصلاح
السياسي والاقتصادي.
"إننا نسعى إلى الإصلاح؛ والإصلاح يعني الانتقاد والتجويد"، يوضح السقا في تصريحات لـ "
السبيل" أن سعي الحزب للمعارضة البناءة لا يعني عمله ضد الوطن، بل مع الوطن من أجل تحقيق
الإصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مؤكدًا أن الحزب سيجعل أي حكومة حالية أو قادمة
في عين المراقبة.
وتتفق ديمة طهبوب النائب السابقة والفائزة عن القائمة الوطنية لحزب جبهة العمل الإسلامي مع ما
ذهب إليه السقا، مضيفة أن المعارضة التي يقوم بها الحزب ليست معارضة عدمية أو شخصية
وإنما مرتبطة بنقاط التقارب والاختلاف مع الحكومة والبرنامج الخاص بحزب الجبهة.
ترى طهبوب في تصريحات لـ "السبيل" أن قانون الانتخاب الجديد أسهم في إفراز نتائج مختلفة،
مبينة أن أرقام المقاعد التي حظي بها الحزب متوقعة وتأتي في إطار عراقته وخوضه للانتخابات
لسنوات عديدة. "اكتسبنا خبرة أكثر ونتجه نحو تطبيق برنامجنا الحزبي المعروف باسم الأردن
2030"، تقول طهبوب إن النتائج الحالية تسهم في تشكيل كتلة وازنة قادرة على التأثير وتطبيق
الرؤى على خلاف الدورات الماضية التي كانت قائمة على الاجتهاد والمحاولة الفردية للنائب. "أنا
الآن أكثر انفتاحًا على التيارات السياسية الأخرى والرغبة في التشبيك في البرامج المشتركة"
محلل سياسي: على حزب الجبهة التقاط هذه اللحظة التاريخية
من جهته، يرى المحلل السياسي د. بدر الماضي أن النتائج التي حصل عليها حزب جبهة العمل
الإسلامي ليست صادمة كما يصفها البعض، وإنما تشير إلى أن الدولة الأردنية لا تُكّن العداء لمن
يستطيع أن يصل بجهده وتاريخية السياسي وعلاقاته الاجتماعية إلى قبة البرلمان.
ويعتقد الماضي أن حزب الجبهة سيكون بمقدوره فرض أداء برلماني "ممتاز" وفق تعبيره، ما
سيسهم في التأثير على باقي الكتل في البرلمان وبالتالي التنافس على الخدمة العامة والأداء الجيد
الرفيع.
ويشير الماضي أن الأحزاب الجديدة لم تستطع إقناع الشارع الأردني ببرامجها السياسية
والاقتصادية والاجتماعية كما فعل حزب الجبهة الذي يمتلك رؤية في ممارسة العمل الحزبي والتأثير
في الناس، "جاءت الانتخابات لتثبت أن الأحزاب المنظمة والمؤسسات التاريخية دائما ستكون
صاحبة السبق في مثل هذه الأحداث المفصلية في الحياة الديمقراطية والسياسية".
وعلى أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي بحسب الماضي التقاط هذه اللحظة التاريخية لمحاولة
إعادة رسم العلاقة بينها وبين الدولة الأردنية، من خلال العمل على المشتركات بينهما وكسب ثقة
الدولة، ما يشكل حاجز صد أمام كل من يريد التدخل في الحياة السياسية الداخلية الأردنية والعلاقة
بين حزب الجبهة والدولة خصوصًا في ظل وجود أطراف إقليمية ودولية لا ترى بضرورة وصول
حزب جبهة العمل الإسلامي إلى البرلمان.
#جبهة_العمل_الإسلامي يتصدر X
ومنذ بدء إعلان النتائج الأولية لانتخابات عام 2024؛ تصدر هاشتاغ جبهة العمل الإسلامي موقع
X -تويتر سابقًا- بين مبارك لهذه النتائج ومتطلع للمستقبل ومنتقد للمنظومة السياسية.
يقول النعيمات إن نتائج الانتخابات الحالية هي فرصة لحزب جبهة العمل الإسلامي من أجل إثبات
نفسه أمام الشعب الأردني.
نحو نصف مليون أردني اختار حزب جبهة العمل الإسلامي لتمثيله خلال انتخابات عام 2024 كرقم
لم يسبق أن سجله الحزب منذ تأسيس، وسط أوضاع محلية سياسية واقتصادية واجتماعية متوترة
وقوانين عدة تنتظر المجلس العشرين، عدا عن حرب تقترب من العام على قطاع غزة، وتوترات
في الضفة الغربية المحتلة فهل سيكون للحزب علامة فارقة خلال المجلس القادم؟