انطلق اجتماع وزاري عربي اليوم الثلاثاء، بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 11 شهرا، بمشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للمرة الأولى منذ 13 عاما.
وشهد مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة انطلاق أعمال الدورة 162 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة اليمن التي خلفت موريتانيا.
ويشارك في الاجتماع وزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود، وعدد من الشخصيات الدولية البارزة، مثل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، ووكيلة الأمين العام للأمم المتحدة منسقة الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار بغزة سيغريد كاغ.
وفي افتتاح الجلسة الأولى للمجلس، قال وزير الخارجية التركي إن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل لكافة الأراضي في غزة دون ممانعة أو انقطاع.
وثمّن فيدان الدورين القطري والمصري في الوساطة ومساعيهما من أجل غزة، مشددا على أن الأعمال الإسرائيلية لن تمر دون عقاب.
فيدان (يمين) في لقاء مع بوريل على هامش انطلاق الاجتماع الوزاري العربي
"وضع مظلم"
ومن جانبه، قال بوريل، إنه على الجميع أن يقتنع بأن الأمن لن يتحقق دون سلام، مضيفا أن على الفلسطينيين إنهاء الانقسام والتوصل إلى رؤية موحدة.
وأعرب المفوض العام للأونروا عن خشيته من استمرار الوضع الذي وصفه بـ"المظلم" في غزة، وأن يعتاد عليه العالم ويدير ظهوره لسكان القطاع.
كما طلب لازاريني من الدول العربية استمرار دعم الأونروا ماديا حتى تستطيع متابعة توفير خدماتها الإنسانية لقطاع غزة، مشددا على ضرورة وقف إطلاق النار، وعلى أن جهود تفكيك الأونروا تشكل تهديدا للفلسطينيين.
يذكر أن الاجتماع سيناقش أيضا الأوضاع في عدد من الدول العربية مثل ليبيا واليمن والسودان والصومال وسوريا، بالإضافة إلى التضامن مع لبنان، وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي، والسد الإثيوبي.
وكانت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا عقدت اجتماعا في وقت سابق اليوم، وقررت تشكيل فريق من الخبراء لدراسة الموضوعات التي تتابعها اللجنة مع سوريا، كما توافقت على عقد اجتماعها المقبل في بغداد في وقت يحدد لاحقا.
https://fb.watch/ux56wn2FdY/حماس تطالب وزراء الخارجية العرب بموقف حازم ضد العدوان الإسرائيلي
دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، وزراء الخارجية العرب إلى اتخاذ موقف واضح وحازم أمام عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا العدوان يمثل تهديدًا للأمن القومي العربي بأكمله، وليس فقط للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة وجهها لاجتماع وزراء الخارجية العرب بدورته العادية رقم 162 المنعقدة اليوم الثلاثاء بالعاصمة المصرية القاهرة.
وذكّر حمدان الوزراء العرب بمخرجات القمة المشتركة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، التي انعقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالرياض، حيث تم التأكيد على ضرورة العمل لإيقاف العدوان فورًا، وتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني، ورفع الحصار عنه، مطالبًا بتنفيذ تلك القرارات بشكل فوري.
وأكد حمدان أن هذه اللحظة التاريخية تتطلب من وزراء الخارجية العرب التحرك العاجل والضغط على الاحتلال وداعميه لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، معربًا عن أمله في أن يسفر هذا الاجتماع عن نتائج ملموسة على الأرض تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني الصامد.
وأشار إلى أهمية فتح المعابر وتقديم المساعدات العاجلة لقطاع غزة من غذاء ودواء ومستلزمات للإيواء، داعيًا الدول العربية إلى التحرك لإغاثة الشعب الفلسطيني وتوفير احتياجاته الأساسية في ظل الظروف القاسية التي يعيشها.
وطالب حمدان وزراء الخارجية بإدانة واضحة لجرائم الاحتلال المتواصلة في فلسطين، والمضي قدمًا في ملاحقة دولة الاحتلال وقادتها قضائيًا وقانونيًا في المحافل الدولية، من أجل ضمان محاسبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية.
وشدد على ضرورة تحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إفشال جهود وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وفضح تعنته ومماطلته أمام مقترحات الوسطاء، مؤكدًا أن حماس والمقاومة الفلسطينية وافقت على آخر مقترح قدمه الوسطاء في يوليو/تموز الماضي، لكن الاحتلال أبدى تعنتًا واضحًا في التعامل مع هذه المبادرات.
وأكد القيادي في حماس على ضرورة أن يتخذ اجتماع وزراء الخارجية العرب خطوات جدية لحماية القدس والمقدسات الإسلامية، ومنع الاحتلال من تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وتهويد المدينة المقدسة، بما يهدد الهوية العربية والإسلامية للمدينة.
ودعا حمدان في ختام كلمته، إلى قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، "التي تمعن في قتل الشعب الفلسطيني وإبادته بشكل جماعي".