“مصعد البراق”.. مشروع تهويدي لخنق الأقصى وربط حارة الشرف بساحة البراق
بعدما انتهت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة من مرحلة تجهيز البنية التحتية، شرعت
بوضع الأساسات لبناء مصعد كهربائي بين حارة الشرف وحائط البراق الملاصق للجدار الغربي
للمسجد الأقصى المبارك.
ولم تتوقف حكومة الاحتلال عن مساعيها لبسط سيطرتها الكاملة على المسجد الأقصى، وفرض
وقائع جديدة فيه، بل تصاعدت وتيرتها عبر تكثيف الحفريات والأنفاق، وبناء المشاريع التهويدية
وطمس معالمه الإسلامية والعربية، تمهيدًا لخنقه والانقضاض عليه. .
وفي العام 2016م، أصدرت “لجنة التراخيص التابعة لقسم التخطيط والبناء” في بلدية الاحتلال
بالقدس قرارًا بالموافقة على إصدار ترخيص لمخطط بناء “مصعد البراق”، بين حارة الشرف
بالبلدة القديمة، وساحة البراق، بدعوى تسهيل حركة المستوطنين والسياح.
وحسب ادعاءات الاحتلال، فإن المصعد الكهربائي، سيخصص للمستوطنين المعاقين حركيًا وكبار
السن، لتسهيل اقتحام الأقصى.
تسهيل الاقتحامات
الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب يقول إن سلطات الاحتلال انتهت من مرحلة
تجهيز البنية التحتية، وشرعت حديثًا بإنشاء المصعد التهويدي على مسافة 200 متر من حائط
البراق غربي المسجد الأقصى.
ويوضح أبو دياب، في حديث لوكالة “صفا”، أن الاحتلال يسعى لربط حارة الشرف، التي عمل
الاحتلال على تهويدها وتحويلها إلى “حارة اليهود”، بساحة البراق، تمهيدًا لتسهيل اقتحامات
المستوطنين للمسجد المبارك.
ويتضمن المشروع التهويدي بناء المصعد على عمق 26 مترًا، وعرض 12 مترًا قرب حائط
البراق.
ويضيف أن الأعمال الإسرائيلية تخللها تدمير الآثار العربية والإسلامية في المنطقة المستهدفة،
والتي تعود للفترات الأيوبية والعثمانية والعباسية، وطمس معالمها، من خلال الحفريات التي أجراها
الاحتلال في تلك المنطقة.
ويشير إلى أن الاحتلال عمل على استحداث واقع ومشاريع جديدة تُدلل على أن هذه المعالم ليست
عربية إسلامية، ذات طراز معماري قديم.
خنق الأقصى
ويسعى الاحتلال، من خلال بناء المصعد التهويدي، إلى تسهيل حركة وصول أعداد كبيرة من
المستوطنين المتطرفين والسياح الأجانب من باب الخليل إلى حارة الشرف ومنطقة البراق ومن ثم
باب المغاربة وساحات الأقصى، وتدنيسه، كونه يستهدف بهذا المشروع وبشكل مباشر المسجد
المبارك، وصولًا لخنقه والانقضاض عليه. وفق أبو دياب
ويؤكد أن سلطات الاحتلال تُريد تغيير المشهد العام في هذه المنطقة، ومحيط الأقصى، وتُحاول
سلخها عن تاريخها وهويتها.
ويعتبر هذا المشروع التهويدي جزءًا من مخطط كبير لمحاصرة الأقصى بعشرات المشاريع
الضخمة، وتهيئة المنطقة لإقامة “القطار الهوائي”، الذي يجري العمل عليه، انطلاقًا من محطة
القطار القديمة “البقعة” غربي القدس، وصولًا إلى بابي المغاربة والنبي داوود حتى مدخل وادي
حلوة في بلدة سلوان، بهدف تسهيل وصول المستوطنين وجلب أعداد كبيرة منهم للأقصى.
ويُشرف على بناء المصعد الكهربائي ما يسمى “صندوق لجنة تراث المبكى”، و”سلطة تطوير
الحي اليهودي”، وبلدية الاحتلال في القدس.
ويُسارع الاحتلال الخطى للانتهاء من وضع المصعد، بهدف زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين
للمسجد المبارك، في موسم الأعياد اليهودية المقبل، والتي تبدأ بالفترة من 3 إلى 24 تشرين الأول/
أكتوبر المقبل.
وبالقرب من المصعد التهويدي، يقع مبنى كبير داخل ساحة البراق يُستخدم كمتحف توراتي، لأجل
ترويج الرواية التلمودية، وتدريب “كهنة المعبد”.
هجمة مستعرة
وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في القدس الكاتب راسم عبيدات، إن هذه الخطوة تأتي في
إطار الهجمة المستعرة على المسجد الأقصى التي قد تشتد بقيادة المتطرف ايتمار بن غفير لتغيير
الواقع الديني والتاريخي والقانوني تجاه إيجاد حياة يهودية، خاصة بعد تهديداته بإقامة كنيس في
ساحات المسجد، لنزع القدسية الإسلامية الخالصة عن المسجد، كمرحلة أولى لأن يصبح هناك
شراكة في المكان.
وأوضح أن الاحتلال يعمل من أجل ذلك على إقامة درج كهربائي تحت غطاء تسهيل حركة اليهود
المعاقين، وكبار السن، حتى لا يثيروا الرأي العام ضدهم، لذلك لجأوا لاستخدام الحالات الانسانية
كغطاء لزيادة أعداد الاقتحامات اليومية للمستوطنين.
وأكد أن الاحتلال يعمل على فصل حائط البراق وحارة الشرف بشكل نهائي عن الأقصى، واعتباره
جزءا مما يسمى بـ “حائط المبكى”.
وأضاف “نحن الآن أمام حكومة يمينية متطرفة تحاول فرض وقائع على المسجد الأقصى، فعندما
يتم إقامة المصعد فإن هذا يعني زيادة أعداد المستوطنين المقتحمين خاصة في الأعياد المقبلة،
إضافة للسرعة في نقلهم، ونقف اليوم أمام وقائع، تنفيذًا لعملية التقسيم، وأنه سيكون لليهود موطئ
قدم في المسجد”.