الحل بيد العرب إن أرادوا وليس المجتمع الدولي وواشنطن!
الدول العربية والإسلامية تتحدث عن المجتمع الدولي وتقاعس الأمم المتحدة في وقف جرائم العدو
الصهيوني في قطاع غزة وفي لبنان. وفي كل تصريح سياسي لأي زعيم عربي أو إسلامي تتكرر
هذه الكلمات المقيتة بشكل متشابه بين الحروف والكلمات مثل كلشيه حفظ عن ظهر قلب، وأصبح
استعمالها مفرطا لدرجة أنها فقدت قيمتها وتحولت إلى كلام مبتذل.
لماذا يوجه العرب والمسلمون كلامهم إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الذي في غالبه غير معني
بتاتا بكل ما يجري في وطننا العربي؟ لماذا نذهب إلى البعيد ونترك القريب؟ لماذا نستجدي نخوة
غيرنا، ونطلب النجدة من الآخرين والحل بين أيدينا؟!
نحن أمة 2 مليار نسمة و57 دولة، نملك وحدنا حل كل مشاكلنا والضرب بيد من حديد على يد هذا
العدو الهمجي المصاب بالسعار وحب الانتقام وبجميع الأمراض التي خبرها الطب النفسي، بوحدتنا
وقوتنا واتحادنا نستطيع أن نوقف أمريكا وأوروبا على الحياد، وان ندافع عن الأمة ومقدساتها
وأراضيها وشعوبها .
لكننا فضلنا أن نستجدي العالم ليوقف شلال الدم الذي يسفكه العدو في لبنان وفلسطين وسوريا،
نطرق أبواب الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض والجمعية العامة للأم المتحدة ونتعلق بحبال وأهداب
مجلس الأمن الدولي، وحين يرانا العالم نفعل ذلك يستخف بنا ويعطينا ما نحتاجه من حلو الكلام
وإبر التخدير.
بينما يكون رد فعل العدو على هذا الضعف والاستجداء والانحناء مزيدٌ من الدماء والدمار بعد أن
منحه ضعفنا وموافقتنا الضمنية الصامتة على هذه الجرائم مزيدا من الوقت لرفع منسوب المعاناة
العربية.
الحل بأيدينا لكننا بتفرقنا وتمزق كياناتنا سمحنا لأعداء الأمة بأن ينفردوا بنا كل دولة على حد،
وتعاملوا معنا بوصفنا دكاكين سياسية وليس أمة، وتعاملوا مع حكوماتنا بوصفها حكومات هشة
يمكن كسرها وإذلالها وتهدديها بالحروب الأهلية والفتن، حتى بات كل نظام عربي يخاف على
كرسي الحكم الجالس عليه، وكأنه يقول: أنا ومن بعدي الطوفان.
ثم حين يأتي الطوفان ويقتلعه هو الآخر وأصبح يقلب كفيه على ضعفه واستجدائه الحماية من العدو
وحلفائه الذين ما يهمهم بالدرجة الأولى بقاء هذه الأمة منقسمة ومشتتة ومتناحرة، ودعم هذا
الكيان الاستيطاني التوسعي.
ولا أعول كثيرا على تبدل الحال فالمؤشرات كلها تقول أن الأمة مقبلة على مرحلة مخيفة من
الانهيار والتمزق حتى ليكاد المرء يتخيل وطننا العربي كومة من الخراب والدمار والموت والبكاء
على أطلال امة رفضت التحدث بصوت واحد وفضلت أن تجثو على ركبتيها أمام عدو عبارة عن
عصابة مجرمة ومختلة عقليا.
هذه الأمة تحتاج إلى قائد يلم شتاتها ويوحدها ويقودها نحو العزة والكرامة.. وما ذلك على الله ببعيد.