منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  7 أكتوبر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 7 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: 7 أكتوبر    7 أكتوبر Emptyالأربعاء 25 سبتمبر 2024, 1:39 pm

7 أكتوبر
ما زال العالم متوقفًا عند أحداث السابع من أكتوبر، أو بشكل أدق، ما زال عالقًا، وتكثُر الاتجاهات 

وتتعدّد الآراء، ما بين مَن هو مُعارض، ومُؤيّد...

وفضلًا عمّا تتم الإشارة إليه تِباعًا عن ذلك الحدث المُجلجل الذي ساهم في إعادة إحياء المقاومة 

الفلسطينية المُتنامية، على شاكِلتها التي تصدر طبع التحدي وإثبات الوجود الصارم، كما عهدناها 

على مرّ التاريخ، في الانتفاضة الثانية مثالًا؛ الأمر الذي تجذّرت في أصوله فكرة التوقف عند الحدث 

الذي ليس من الممكن أن نذكره على أنه عابِر، كأي شكل من أشكال المقاومة المتعددة، وإنّما نارًا 

تأجّجت والتَهبت تفرّعاتها على امتداد الحد الفلسطيني التاريخي، وتغلغلها في قطاع غزّة وأنفُس 

شعبه، من ثم تحوّله إلى نقطة ثبات تتخذ من الموقف المقاوم آوِنَتها أسطورة، يتشبّث بها مُتّخِذوها 

في مخيالهم ورؤيتهم الوطنية، كما الجدار العازل الذي يَحول دون رؤية ما خلفه، ويخفيه عُنوة، 

وتَغدو الفكرة ذاتها قابعة، مع المزيد من التكرار والمُداولة. ومنِ هنا تبدأ الحكاية، وما يَسري في 

فروعها من المعارضة والتأييد لأسباب شتّى، لا نستطيع الجزم بكونها وأصحابها على  خطأ أم على 

صواب.

نجِد بِضعَ إحصاءات تمُر على أنظارنا في بعض الأحيان، يُجريها باحثون، تفيد بِنسَب القبول 

والرفض حول أحداث السابع من أكتوبر على مستوى الضفة الغربية وقطاع غزة، مع الأخذ بعين 

الاعتبار، ما عقب ولا يزال يعقب ذلك الحدث التاريخي الذي أدى إلى تصاعد هذه النِّسَب وتفاوُتها، 

فكانت لحظات نصر يتخللها الفرح والانتِعاش الذي ساهم في إنعاش القضية الفلسطينية، تُسمِع 

أصوات أصحابها من جديد للعالم أجمع، مصحوبًة بمشاعر على التّناوُب ما بين انتظار وقلق، 

وكأنها ثنائية تفاؤل مُؤجّج بالفرح والنصر، وتشاؤُم يحمل في جُعبته الكثير من الانتظار المألوف 

للنتائج أو العواقب الواقعة، والتي أستذكِرها أحيانًا في ثنائية "البؤس والبطولة"، التي عرَضها 

الدكتور أباهر السقّا في مقالته "أزمة المخيال"، حول انبِثاق المقاومة من رحم المعاناة، فَعبّرت 

بالشكل الصحيح عمّا وقع من ردود أفعال عنصرية أبارتهايدية، وإجرامية جَسيمة، اتّخذت من 7 

أكتوبر غطاءً، واقتِناصها حُجة؛ لاستكمال المشروع الصهيوني في المحو و"الإِحلال"، في سبيل ما 

يُنادون به من حماية ودفاع عن سكان غير أصلانيّين، يُداوِمون على مسألة القومية المتخيلة 

بِممارسة استيطانية إحلالية قسرية بشكلها الظاهر المباشر، والمُضمر غير المباشر، من "إِهالة" 

بِحق الفلسطينيين، كالعنف والقمع والعبارات التّحيُّزيّة، والاحتجاز المنزلي، وإشهار الأسلحة 

بوجوههم بدعوى أنهم مخربون يُخِلّون بالقواعد، وغيرها الكثير، عبر روايات مُفبركة ومُختلَقة 

باستغلالٍ ديني مُحرّف، و"تراثي" مَسلوب، تخلو من الصحة، وتكاد تكون أكذوبة، إن لم تكن كذلك 

فعلًا، مُبتذلة وركيكة يستحيل تصديقها، وتم تطبيعها في واقع الأمر، تطبيعًا اقتصاديًا واجتماعيًا 

بإغفال الواقع الأليم، بأسلوب مهذب، يستدعي غض الطرف والبصر عمّا يدور حولنا من قضايا 

تأخذ الجانب الوجودي حصرًا، في محاولة لتخدير صراع الوجود من جانب واحد على الأقل.

مع تهافُت القصف والأسلحة المدمّرة، تنوّعت الاتجاهات والآراء، فقد يمر على مسامعنا في الحياة 

اليومية حسب المرسوم الجغرافي للحدود، ما لا نستطيع الاستياء من تعبيره بِقدَرٍ ما، فعلى سبيل 

المثال، يُبدي البعض من العامة ما يُعبر عن قلة الحيلة، وما يُماثِل الحنين للوضع القائم ما قبل حدث 

السابع من شهر أكتوبر، وكأنها كانت حياة وردية يَكتَريها روتين الحواجز والمعابر، واعتيادية 

الاقتحامات والاعتقالات "المَعقولة"، في مقابل ما تعتريه حياتنا الحالية من تنغيص وتنكيل، وأعداد 

الشهداء والأسرى اللامنطقية، والحجم الهائل في التدمير وإطالة الحرب بطريقة لم نعهدها، على 

سبيل التطبيع غير الواعي بطبيعة الحال، وهو ما لَفتَني أثناء حديث موجز لسيّدتين يبدو عليهما 

الهرم، بِقول إحداهن: "يعني كويس النهفة اللي سووها، شو استفادوا؟!"، فترد عليها الأخرى بأنه 

حالُ الدنيا، كما فيما يُعرف بشريعة الغاب، وما يتم فرضه على الغير، فَيَسري مع تقادُم الزمن، 

وكأنّها إحدى سُنَن الحياة التي يتوجب قبولها، أو بِتَمنّي البعض بعد مرور هذه الشهور، بِعدم وقوع 

ما حدث، 'أَيا لَيتَها لم تكن'، ولكن لِمَ جَمُّ ذلك؟ أيُعقل لكثرة ما يُردِيه الكيان ما بين شهيد وجريح، أم 

لكثرة الأعداد التي يتم اعتقالها ما بين الأطفال والنساء وكبار السن وغيرهم، أي بجميع الفئات 

المتاحة، دون استثناء الجثامين المُحتجزة واستئصال أعضائها بدافع الاستيلاء عليها لِسوق العرض 

والطلب، وإنقاذ روح على حساب أخرى لا "تستحق"، ناهيكَ عن الجانب المظلم الذي يَحوي مَن 

يتم إخفاء أثرِهم قسرًا، والأسرى من ذكور وإناث، الذين يعيشون حياةً ضنكًا، بإصرار شديد على 

أخذ الانتقام منهم، بِعزلهم، وتجويعهم، وإراقة دمائهم أثناء التعذيب، وحرمانهم من الراحة الآنِية، 

أو غمضة جفن حتى، إضافًة للتهديد؛ بِغرض استفزاز النفس واهتزازها بالتّحجيم والتّحقير، 

ومحاولة التسلّط على الجسد الفاني معنويًّا، والاعتقاد بِتملّكه بِمجرد القيود والأغلال المُقفلة.

لم تبرُز تلك الاتجاهات على حين غِرّة، وإنما مع تقادُم الوقت، والانتظار المُقلق لِما نُعايِشه مع 

الطرف الآخر، ولا يَسعُنا استِنصالهم من توجّهاتهم النابعة من جوف المعاناة والفقدان المُتواصل، 

فهي في نهاية الأمر، نفسٌ بشرية ترى وتتألم لِما تراه، وترفضه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 7 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7 أكتوبر    7 أكتوبر Emptyالأربعاء 25 سبتمبر 2024, 1:40 pm

فلسطين وغزّة... دونَ كللٍ أَو مَلل
تسكن قلوبنا الحَيرة، عمّا نكتب، وماذا ندوِّن؟ يَكثُر ما يجولُ في خواطرنا، وتزداد حدّة الجرائم 

الصّهيونيّة بوصفها "نازيّة"، يومًا بعد يوم، والشهر تلو الآخر، لتتأثر رؤيتنا وأفكارنا، وتتخبّط بين 

الحين والآخر، كما نتخبّط أنفسنا؛ إثر الأحداث القاتلة المتواصلة دون كللٍ أو ملل، التي لا محلّ 

لوصفها بأنّها قاسية، أو حتى ما يُرادف هذا الوصف من سمات، نعيش لحظاتنا المتضاربة كما لم 

نعشها في أيِّ حرب مضت، فلا نستطيع القول بأنّنا لم نعايش هذه الأحداث في النّكبة، وليس لدينا 

سوى الجزم بأنّها شهور تعدّت شدّة النكبة، بما حملته من أحداث وجرائم في مجرياتها.

تلك الجرائم الصّهيونية التي يتبع مرتكبوها الفكر النّازي، ويسيرون على خطاه، يعيدون إنتاج 

الإيديولوجيا ومسلكيتها، ويقومون بتبنّي هذا النموذج العرقي المتطرّف وصهينته، ومن ثم تطبيقه 

وإِسقاطه على الفلسطينيّين، بوصفهم "عرباً مخرّبين"، على وجه العموم؛ حيث يصف الاحتلال 

أشكال المقاومة الفردانيّة التي غالبًا ما تكون ناتجة عن شرارة ما، بأنّها تخريب. كما يتم وصف 

الفلسطينيين على وجه الخصوص، بكونهم "إرهابيّين"، خاصة في قطاع غزّة؛ كونها مصدر 

المقاومة في الرّؤيا الوطنيّة للكلّ الفلسطيني. وفي كلتا الحالتين، يعمل الاحتلال على محو الهويّة 

الفلسطينيّة، ونزع  صفة الإنسانيّة عن الفلسطينيين، بتجريدهم من كافّة المقوّمات الحياتيّة 

الطبيعيّة، وحرمانهم من كلّ ما ينبغي أن يتصف بأنّه حقٌّ آدمي أو بشري، دون التّعبير بالفعل المبني 

للمجهول في هذه الأفعال الدنيئة التي لا يوجد ما يصفها، كما يعرض بإيجاز لدى البعض، عن قتل أو 

اغتيال سيدة ما وطفلها الرّضيع على سبيل المثال الحي، أو "تمّ إبادة شَعب ما" على سبيل المبالغة 

إن حقّ القول إنها كذلك، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار هنا، بأنّ مصطلحيْ "الحقوق"، 

و"الإنسانيّة"، باتا شيئين لا يستحقان أن يُؤخذ بهيئتهما ذات الأهميّة والجدّية المتعارف عليها، لا 

سيما في هذا الزَمن المستحدث، والقضايا "الترِيندية "(Trend)، التي تدّعي المطالبة والحفاظ 

على حقوق الإنسان، بوصفها حقوقًا، وبوصفه إنسانًا، بالتّركيز على بعض القضايا الثانويّة 

والّلوجستيّة دون غيرها، عبر اتّباع سياسة التأجيل والإلهاء، ذات المنحى التكنوقراطي.

ولكن من الجدير التّساؤل هنا حول أيّ حقوق نتحدّث، وطبيعة هذا الإنسان الذي نطالب بحقوقه، في 

ظّل تاريخ التّطور والتّحديث المتضارب كما أفكارنا، وأنسنَة "الأفراد"، وفردَنتهم مضمونًا، 

بالمَفهوم النيوليبرالي، التي تجعل من العقل البشري سارحًا فيما يرى من الكارثة المصوّرة في 

غزّة، التي تثير مدامع العين؛ إزاء استشراء الدّاء المغلّف بمواقف التعاطف والمعارضة، وكأنّها 

مشاهد من فيلم فانتازيا لا صلة لها بواقع العالم المستحدث.

يعمل الاحتلال على محو الهويّة الفلسطينيّة، ونزع صفة الإنسانيّة عن الفلسطينيين

تتكرّر الحيرة في نفوسنا وأذهاننا المتخبّطة المتضاربة أحيانًا، والمضلّلة أحيانًا أخرى، فتتعدّد 

الأحداث والقضايا الواجِب الحديث عنها ببالغ الأهميّة، ومُحاولة استبعاد كلّ ما هو من مشتقات "

ندين، ونستنكر"، التي ترتبط في واقع الأمر بالفعل "يسطع"، دونَ إضافة حرف التّاء، والفعل "

يستطع"، بإضافة الحرف، التي جاء في تفسيرها من قبل علماء الّلغة، بأنّ "كل زيادة في المبنى 

تعبّر عن زيادة في المعنى"، فمن الجانب الآخر في هذا التّفسير، قد يتشابه الفعل يسطع بما يتعلق 

بالموقف الذي يخف حمله باقتصاره على الإدانة والاستنكار، الذي يوحي بشيء من "ما باليد 

حيلة"، في حين أنّ القدرات الكامنة المضمرة، مرتبطة بالفعل يستطيع، إلا أنّ هناك ما حال ويحول 

دون إظهارها، ويحاول قدر الإمكان استبعاد هذا الخيار.

لكن، وعلى سبيل الختام الذي لا ينتهي إلى وقتٍ محدّد، سوى عند هذه المدونة، فإنّ الصّهيونيّة، أو 

النّازية، هذا المسمّى أو ذاك، تعبّر بجميع الأحوال عن وحشيّة الأفعال المنحرفة الجرميّة، من 

تنغيصٍ للمعيشة، وما يصاحبها من تنكيل، وتعذيب، وقهرٍ، وكسرٍ، مع عدم الاكتفاء بإفساد نكهة 

الحياة فقط، والعيث فسادًا فيها، إلى حين تحوّلها لحياةٍ عارية، وإنّما تنغيص رقود جثمان الشّهيد 

بسلامٍ في قبره، بعيدًا عن التغنّي المعتاد بالصّمود والنّضال لشعب الجبّارين، الذين دائمًا ما يتحلون 

بالصّبر والأمل، فالحقّ في الكلل والملل، والإفصاح عن حقيقة الانهيار اللحظي، والعتاب أيضًا كنوعٍ 

من أخذ قسط من الرّاحة، هو واجبٌ على كلّ من هم خارِج هذا الحيز تقبّله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 7 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7 أكتوبر    7 أكتوبر Emptyالأربعاء 25 سبتمبر 2024, 1:40 pm

غزّة.. وزر الصمود
يستوقفني هذا العالم عند هبّاته المتباينة التي تثورُ تارةً، وتهدأُ تارًة أخرى، بناءً على التفاوُتِ في 

شدّة الجريمة التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي، وكأنّما لا بدّ من ارتكاب الأقذر والأقسى بحق 

الغَزّيِّين؛ لإعادة التّذكير بما نتداوله بين الفترة والأخرى بعبارة "كي لا ننسى".

كيف لا؟ كيف لا، ونحن على بعدِ مسافةٍ طويلة المدى، شكلًا ومضمونًا، تتخلّلها المعابر والحواجز 

المحيطة ببقعة جغرافيّة محاصرة، ناهيك عن الغلاف المُقتَطَع الذي تمّ سلخه عن لواء غزّة، أَم أنّ 

الحواجز تشبَّعت حول هذا النمط الذي يُستَعصى تغييره في مخيالنا؟

مخيالٌ فلسطيني الهُويّة، أُعيدت هيكلته في إطار رؤيا ليبرالية مستحدثة، تجعل من الهم الوطني 

مشتتًا، تفصله عن بعضه الحدود المهيمنة على أذهاننا جغرافيًا وماديًا ومعنويًا، وفكريًا كذلك، 

لتكرّس استمراريّة تطبيع الحال، من اجتياحات واعتقالات وقصف عشوائي بين الحين والآخر، إلى 

أن يشتد وطيسه فجأة، فتثور الهبّات والحراكات اعتراضًا على اشتداد التنوّر الّلا معتاد. لكن رغم 

ذلك، فإنّ الوجود الفِلسطيني مؤدلج بأفكارٍ باتت جزءًا لا يتجزّأ من الكينونة الفلسطينيّة، بما فيها مِن 

عبارات راسخة تكاد تكون تراثًا أو أصلًا مِن أصول الهويّة، كما هو الحال في "فلسطين ولّادة"، 

"راحوا بنجيب غيرهم"، "بهمّش بعوِّض الله".. جلّها تعبّر عن ثباتِ الفلسطيني، ورسوخِ جذوره 

على هذه الأرض.

ولكن، أَما آن لشديدِ ارتباط صورة المقاومة والصمود بالغزّيين أن يلين؟ أم أن الفكرة القابعة في 

عقولنا حول صبر الغزّي وقدرته الفائقة في الاحتمال دون غيره لا تقتلع؟ كما يقتلع الجذر من 

أرضه، لتحلّ محلّه قسرًا تلك العشبة الضارّة؛ لتُفسد ما حولها بشكل أو بآخر.

أَما آن لشديدِ ارتباط صورة المقاومة والصمود بالغزّيين أن يلين؟ أم أن الفكرة القابعة في عقولنا 

حول صبر الغزّي وقدرته الفائقة في الاحتمال دون غيره، لا تقتلع؟

أمل، وألم، هي الكلمة ذاتها، إلّا أنّ التلاعب بحروفها كما التلاعب في أعصابِ شعبِ غزّة واختلاط 

عواطفهم ما بين الألم، والأمل واليقين بالفرج، عاجلًا كان أم آجلًا. ألا يستحقون متنفسًا من المخيال 

العام بصورته المقيّدة لهذا الشعب، من عاتق المقاومة والصمود الدائم أمام المعاناة والفاجعة التي 

ما زالوا يُفجعون بأحداثها يومًا تلو الآخر، ولحظة بلحظة، أَم أنّهم يمتلكون سمات القدرة على 

المكوث في عالمٍ مصغّر يتم التلاعب بخط سير الحياة والموت فيه، ويكتفون بتقديم أرواحهم؛ بفعل 

عبء المسؤوليّة المُلقاة على أكتافهم، شاؤوا أَم أَبَوا؟

ازدواجيّة فكريّة في اللاوعي، ما بين التعاطف والتضامن الافتراضي في معظم الأحيان، والمادي 

الفعلي على أرض الواقع في بعضها، وبين العتاب وإلقاء اللوم على من يحاول في القطاع كسر 

صورة الالتزام الوطني في تَشبّث الغَزّي بحيّزه وسط الحرب والإبادة الجماعيّة الدامِية بحقّه، محاولًا 

النجاةَ بانتزاع حياته من على حافّة الهاوِية التي تُفضي إلى انتشالِ جثته على أمل أن تكون كاملة، 

كما يتمنى من هم ما بين الألم والأمل يجلسون فوق ركام ما تبقى من الذاكرة المتخيّلة، أو أشلاء 

بشكلٍ تستحيلُ على المشاهد من وراء شاشات الهواتف رؤيته، ويصعب غالبًا عرضه، فهو محتوى 

"حسّاس" يتنافى مع قواعد المنصّات الافتراضيّة ذات البعد الواحد في الانتشار؛ جرّاء شهوة 

الاحتلال في القصف العشوائي المدمّر الذي يحولُ دون كبح رغباته المستفحلة من جانب، وحرب 

التجويع ومحاصرة وتفتيت كلّ مقوّمات الحياة التي تنسف حتى مجاراة الذّات البيولوجية زمنها 

الدائري بمساره المتعرّج على الجانب الآخر..

ما بال هذا العالم يرى بأنّه مِن الصعب التحكّم في الأفكار والمشاعر، في حين أنّ ذلك الوزر الذي 

يلقيه على عاتق الغزيِّين، بات همًّا يثقل كواهلهم، بأجسادٍ تُفنى وأرواحٍ تحترق، صابرين محتسبين؛ 

كونهم الغزيّين الذين يحملون أسطورة الصمود المقاوم في حيّز القطاع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 7 أكتوبر Empty
مُساهمةموضوع: رد: 7 أكتوبر    7 أكتوبر Emptyالخميس 10 أكتوبر 2024, 5:21 pm

معركة 7 أكتوبر


لم تكن عملية 7 أكتوبر، المحطة الكفاحية الأولى في مسار الحركة الوطنية الفلسطينية، بل سبقتها محطات حيوية، تركت أثاراً مهدت كل منها لما بعدها.


لم تكن 7 أكتوبر المحطة الأولى التي سجلت حضوراً ومكسباً وإنجازاً تراكمياً لصالح الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية، على الطريق المتدرج الموصل نحو العودة والحرية والاستقلال.


محطة 7 اكتوبر 2023 الحيوية، سجلت على أنها المحطة الرابعة المميزة التي أعطت قوة للنضال الفلسطيني، وزخماً انتشرت تبعاته على امتداد الوطن العربي، وشملت تبعاتها الصعيد العالمي بأسره.


لم تكن المحطات الأربعة، كل منها شبيه بما قبلها، وما بعدها، بل لكل محطة ميزاتها وإنجازاتها التي حققت التراكم على الطريق الطويل التدريجي متعدد المراحل، الذي لم يصل بعد إلى محطة: 1- هزيمة المستعمرة، و2- انتصار فلسطين.


لكل محطة إنجازاتها التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما وصل إليه، وكل محطة قطعت شوطاً على ما سبقها، لولا هذه الإنجازات التراكمية لما تمكنت المحطة التي تلي ما قبلها، أن تحقق ما حققته لاحقاً، وبالتالي لم تحقق المحطة الرابعة أي إنجاز يمكن ذكره بدون الاعتماد على ما سبقه من إنجازات المحطات الثلاثة التراكمية.


المحطة الأولى كانت الأهم والأصعب، وأكثرهم تعقيداً، لأنها قامت على مأساة الشعب الفلسطيني ونكبته عام 1948، حيث تشرد نصفه إلى خارج وطنه، وفقد هويته الموحدة، وجغرافيته المتماسكة وتبعثرت مكوناته بين ثلاثة كيانات سياسية:


الأولى احتلال 78% من خارطة فلسطين لصالح مشروع المستعمرة التي قامت على انقاض فلسطين واحتلالها.


والثانية الضفة الفلسطينية اندمجت مع الأردن بمساحة 7 آلاف كيلو متر مربع.


والثالثة قطاع غزة لم تتجاوز مساحته 370 كيلو متراً مربعاً وتبع الإدارة العسكرية المصرية.


في ظل الفقر والانحسار واحتلال ما تبقى من فلسطين، وغياب مؤسسة تمثيلية موحدة، ولدت منظمة التحرير عام 1964، وانفجرت الثورة الفلسطينية و شهدت انطلاقتها، التي شكلت الأرضية الأولى لمسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية، وإدارة الكفاح الفلسطيني المسلح من قبل الفصائل المختلفة خارج الوطن.


أما المحطة الثانية، فكانت الانتفاضة الأولى عام 1987، التي فرضت الاعتراف الإسرائيلي بالعناوين الثلاثة: بالشعب الفلسطيني، بمنظمة التحرير، بالحقوق السياسية للفلسطينيين، وأبرز أثر كان عودة أكثر من 400 ألف فلسطيني إلى وطنهم وولادة السلطة الوطنية كمقدمة لقيام الدولة، وانتقال العنوان والقيادة الفلسطينية من المنفى إلى وطنهم، وإن كان شارون قد أعاد احتلال كل المدن في آذار 2002 ، التي سبق وانحسر عنها الاحتلال.


والمحطة الثالثة، انفجار الانتفاضة الثانية عام 2000، التي فرضت الانسحاب على الاحتلال من قطاع غزة، بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال.


وكانت المحطة الرابعة هي عملية طوفان الأقصى التي شكلت صدمة قاسية، ومفاجأة مذهلة لكافة مؤسسات المستعمرة العسكرية والأمنية والمدنية يوم 7 تشرين أول أكتوبر 2023.






معركة 7 أكتوبر الحلقة الثانية
بات السابع من أكتوبر 2023 يوماً مشهوداً، دخل أجندة النضال الفلسطيني مع:
1 - الأول من كانون ثاني 1965، يوم انطلاقة الثورة الفلسطينية.
2 - 30 من آذار 1976، يوم الأرض الفلسطينية.
3 - الأول من أكتوبر عام 2000، انتفاضة الأقصى ويوم الشهداء في مناطق 48.
وبذلك فرض تاريخه، ودخل سجل الانجازات الوطنية على الطريق نحو القدس وسائر فلسطين، عبر مبادرة الصدمة، المفاجأة التي هزت المستعمرة الإسرائيلية، وفشل أجهزتها الأمنية وقدراتها الاستخبارية المتفوقة من اكتشاف التحضير الفلسطيني، ومواجهة الهجوم الفدائي، مما سبب عدد قتلى غير مسبوق، وعدد أسرى غير مسبوق من الإسرائيليين، ولهذا دفع الفلسطينييون أثماناً باهظة: عشرات الالاف من المدنيين من الشهداء والجرحى والأسرى، حصيلة السلوك الهمجي الإسرائيلي المتطرف، والقصف المتعمد للأبنية والمساكن لحوالي ثلثي مساكن وأبنية قطاع غزة بدوافع: أولاً الانتقام، ثانياً القتل المباشر بهدف تقليص الوجود البشري الفلسطيني، ثالثاً دفعهم نحو الرحيل والتهجير والتشرد.
تصرفت قيادة المستعمرة بفاشية وكره عنصري، واستهتار بالغ بحياة البشر وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى ما يستطيعون قتلهم من الشباب والرجال.
لقد مارست المستعمرة سياسية التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وهذا هو مضمون الوصف الذي أطلقته المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية والسياسية ذات الصلة.
معركة 7 أكتوبر مازالت متواصلة، لم تتوقف، ولهذا لا يمكن تقدير نتائجها الحاسمة، ذلك لأن الفلسطينيين صمدوا ولكنهم لم ينتصروا بعد، والإسرائيليون أخفقوا ولكنهم لم يُهزموا بعد، فالمعركة سجال، ونتائج الانتصار والهزيمة تعتمد على: 1- وقف إطلاق النار، 2- تبادل الأسرى، 3- انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، وهذا لم يتحقق بعد.
نتنياهو وفريقه عملوا على مواصلة المعركة، حتى لا يصلوا إلى نتيجة الهزيمة، بوقف إطلاق النار والخطوات اللاحقة بعدها، ولهذا أيضاً تعمل فصائل المقاومة وفي طليعتها حركة حماس على تقديم التنازلات الإجرائية، لحشر الإسرائيليين في زاوية الحرج أمام المجتمع الدولي بسبب رفضهم كل الوساطات والاقتراحات والصفقات المقدمة من الأطراف الوسيطة.
لقد أخفقت المستعمرة في:
1 - مبادرة 7 أكتوبر، وفشلها اكتشاف التحضير الفلسطيني لهذه المبادرة الكفاحية الهجومية.
2 - أخفقت في إنهاء المقاومة رغم سلسلة الاغتيالات التي قامت بها سواء من المقاومين على الأرض في ميدان المواجهة أو القيادات السياسية من خارج فلسطين: إسماعيل هنية وصالح العاروري وقيادات من فتح والجبهة الشعبية في لبنان.
3 - أخفقت في دفع الفلسطينيين وترحيلهم من قطاع غزة إلى سيناء، رغم أنها تمكنت من ترحيلهم من شمال ووسط القطاع إلى الحدود المصرية الفلسطينية، ولكنها أخفقت في طردهم إلى خارج القطاع.
لقد تمكن نتنياهو من توسيع جغرافية ومضمون المواجهة لتشمل لبنان واليمن والعراق إضافة إلى سوريا وإيران، بسبب إخفاقه في معركة قطاع غزة، ولم تتضح نتائجها النهائية بعد.
بكل الأحوال ستبقى معركة 7 أكتوبر وتداعياتها عنوان الشرف والكرامة على طريق مواصلة الكفاح وصولاً إلى عودة الشعب الفلسطيني من منافي التشرد واللجوء إلى وطنهم الذي لا وطن لهم غيره: فلسطين، وانتزاع حقهم على أرضهم بالحرية والاستقلال.








معركة 7 أكتوبر الحلقة الثالثة
لم تقتصر تفاعلات السابع من أكتوبر عام 2023، وتداعياتها التي ما زالت ساخنة، محتدمة، لدى طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بين المشروعين المتصادمين: المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وتطلعاتهما المتناقضة، الأول من أجل العودة والحرية والاستقلال، والثاني من أجل استمرار الاحتلال والتوسع، ونهب وطن الفلسطينيين، بل امتدت مظاهر التفاعل، ليس فقط نحو العالمين العربي والإسلامي، بل امتدت لتفرض حضورها وتأثيرها لتشمل الولايات المتحدة وأوروبا.


في الولايات المتحدة، لا تتوقف مظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني، والاحتجاج على مظاهر الدعم الحكومي الرسمي من قبل واشنطن للمستعمرة الإسرائيلية.


على المستوى الرسمي ما زالت الإدارة الأميركية ممعنة في إنحيازها ودعمها السياسي والعسكري والاستخباري والمالي للمستعمرة الإسرائيلية، رغم الجرائم الفاقعة التي ترتكبها قواتها العسكرية ، إلى الحد الذي تصل فيه كي تكون شريك متورط في العمليات العسكرية والاستخبارية لجرائم المستعمرة في القصف والاغتيال، وفي الزيارات الميدانية المتلاحقة للقيادات السياسية: وزير الخارجية بلينكن، والاستخبارية سوليفان مستشار الأمن القومي، والعسكرية الجنرال كوريلا قائد قوات القيادة المركزية، ومن الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ، ومن الحزبين الديمقراطي والجمهوري.


مقابل ذلك تجتاح المظاهرات أغلبية المدن الأميركية لصالح فلسطين ضد المستعمرة، واحتجاجات الطلبة وشملت 62 جامعة في مختلف الولايات الاميركية، وامتدت مظاهرات الطلبة إلى الجامعات الأوروبية وخاصة لدى البلدان التي سبق ووقعت على البيان الخماسي مع الولايات المتحدة، المؤيدة للمستعمرة وهي: البريطانية والفرنسية والألمانية والإيطالية، وقد عبرت تظاهرات الطلبة الأميركية الأوروبية عن موقف: 1- مؤيد وداعم للشعب الفلسطيني، 2- رافض لسياسات المستعمرة الإجرامية، 3- شجباً لسياسات حكوماتهم المؤيدة للمستعمرة، ومطالبتهم العلنية بوقف تزويد السلاح للجيش الإسرائيلي.


وقد برز لأول مرة مظاهر يهودية غير مسبوقة، فقد عبر قيادات اليهود عن اعتزازهم بيهوديتهم، ولكنهم أكدوا في بياناتهم العلنية على أنهم ليسوا صهاينة، وليسوا مع المستعمرة الإسرائيلية، وهذا تحول إيجابي جديد وهام لدى يهود أميركا وأوروبا.


وفي أوروبا التي صنعت المستعمرة: بريطانيا بقراراتها بدءاً من وعد بلفور وما تلاه، وفرنسا بأسلحتها التقليدية والنووية، وألمانيا بدفع اليهود نحو الرحيل إلى فلسطين وبالتعويضات المالية، أعلنت خمسة من البلدان الأوروبية اعترافها بالدولة الفلسطينية، وحقها بالسيادة والاستقلال وإنسحاب الاحتلال، ليضيف إلى مجموع الدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى 149 دولة من أصل 193 دولة كامل اعضاء الأمم المتحدة.


قوات المستعمرة ارتكبت جرائم قتل بحق المدنيين الفلسطينيين، لأكثر من أربعين ألف شهيد، وإصابة أكثر من 90 ألف، إضافة إلى المختفين الذين تعرضوا إلى القصف ودُفنوا تحت أنقاض بيوتهم بالآلاف، وتدمير البيوت وجعل قطاع غزة غير مؤهل للحياة، كشفت من خلال جرائمها حقيقة جوهرها العنصري الفاشي الاستعماري أمام العالم، مما أدى إلى هذا التحول التدريجي لصالح الشعب الفلسطيني، وضد شرعية وجود المستعمرة والانكفاء عنها.


السابع من أكتوبر بما حمل من آثام وجرائم ومعاناة ووجع بحق الفلسطينيين، ولكنه شكل خطوة تراكمية تقترب أكثر من أي وقت مضى نحو حرية فلسطين واستقلالها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
7 أكتوبر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حرب أكتوبر
» حدث في مثل هذا اليوم 6 أكتوبر
» حدث فى مثل هذا اليوم 26 أكتوبر
» 12 تشرين أول (أكتوبر)
» 26 تشرين أول (أكتوبر)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: