| القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:26 pm | |
| تسعة مقومات جعلت من القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية (1908-1948)
الدكتورة نائلة الوعري؛ باحثة ومؤرخة فلسطينية مقدسية، دفعتها الظروف القسرية إلى العيش بعيدًا عن القدس؛ مسقط رأسها وحاضنة طفولتها؛ بطرقاتها وساحاتها وقناطرها ومساجدها وكنائسها. صدر لها عدد من المجلّدات القيّمة التي تسبر فيها غور فلسطين وقضاياها عبر عصور مختلفة، بخاصة الفترة العثمانية، خلال الفترة (1840-1918).
وأمّا الإنتاج الفكري الذي نحن بصدده للمؤرخة والباحثة «د. نائلة الوعري» فهو: كتابها-دراستها الحديثة « القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية (1908-1948)»، الصادر في طبعته الأولى هذا العام (2022م) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ويقع في (567) صفحة من القطع الكبير، توزعت عليها تسعة فصول، وملاحق تشمل مجموعات من الخرائط والوثائق والجرائد والصور. وتجتمع فصول الدراسة لتجيب على سؤال تجنب عديد من العلماء والمؤرخين الخوض في الإجابة عنه، وهو: هل أن القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية؟
للإجابة على هذا السؤال، ناقشت الباحثة تسعة مقومات أساسية أسهمت في دفع مدينة القدس لتولّي الريادة والقيادة على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية، فغدت معها عاصمة فلسطين الإدارية والسياسية والروحية. وكانت هذه المقومات كالآتي:
الحاضنة الجغرافية؛ التي جعلت من القدس قلب فلسطين النابض المفعم بالنشاط والحيوية. التحصينات الدفاعية المنيعة: إذ تمتعت القدس بتحصينات دفاعية منيعة، وبسهولة اتصالها وتواصلها مع المناطق التابعة لها، وإمكانية تحريك وحدات الأمن واستقدام النجدات العسكرية والمناورة ومشاغلة الأعداء.
النشاط العمراني؛ فقد كانت القدس، خلال فترة الدراسة، حاضنة رحبة لمؤسسات الدولة ودوائرها المدنية والعسكرية، والأنشطة السكانية، والسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، وتمركز الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية فيها.
السكان: فقد أظهرت البيانات الرسمية وغير الرسمية التي عالجتها الباحثة الوعري أن مدينة القدس كانت رائدة المدن الفلسطينية في عدد السكان؛ إذ كانت أكبر تجمع سكاني في فلسطين خلال فترة الدراسة.
التشكيلات الإدارية والسيادية: إذ انتظمت الهيكلية الإدارية في القدس والمناطق التابعة لها خلال فترة الدراسة، وذلك بغية اتخاذها مقرًّا للهيئات الحاكمة؛ المدنية والعسكرية، وقاعدة مهمة للتحكم والسيطرة، وفرض هيبتها وسيادتها على جميع المقاطعات الفلسطينية المحيطة بها، ومركزًا يعتد به لاستضافة ضيوف فلسطين؛ الملوك والأمراء والرؤساء.
الإدارة ومراكز القيادة والتحكم: لقد تمتعت الإدارات التي قامت بالإشراف على القدس، خلال الفترات العثمانية والبريطانية والوطنية الفلسطينية بمستويات متقدمة.
الإجماع الشعبي المحلي: والمقصود به الاجماع الشعبي على المستوى الفلسطيني، المتعلق بمدينة القدس، وإصراره على سموّ مكانتها السياسية والروحية.
الإجماع العربي والإسلامي: يتمثل بفعالياته المادية والمعنوية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في مدينة القدس. ومن هذه الفعاليات: شد الرحال والزيارة، اقتداءً بما جاء في الكتاب والسنة، وإرسال التبرعات، والتمثيل الدبلوماسي، وفتح القنصليات العربية والإسلامية في رحابها، ومقاومة القوى الطامعة في المدينة.
الإجماع الدوليّ: يعدّ هذا المقوّم الأكثر تعقيدًا وتداخلًا في المفاهيم. إذ ترى الباحثة أن فكرة الإجماع الدولي على مدينة القدس وريادتها العالمية جاء بسبب مكانتها المقدسة لدى أصحاب الديانات السماوية. إلا الدول الكبرى وطلائعها الاستعمارية الحديثة حولتها المدينة المقدسة إلى ساحة رحبة للصراع الاستعماري بين أقطابه المختلفة، وإعداد الحملة الصليبية الحديثة التي تطلعت إلى انتزاعها والسيطرة عليها سلميًّا!
ختامًا، تمكنت الباحثة المقدسية «نائلة الوعري»، في هذه الدراسة، من الإجابة الشافية والوافية على السؤال الذي طالما تم ترديده من قبل الشرائح الثقافية المختلفة، حول الأهمية السياسية لمدينة القدس في الحقب الزمنية المختلفة، في حين أن الأهمية الروحية واضحة وجليّة لدى الجميع. وقد حرصت على تتبع الأحداث والقضايا المختلفة ذات الصلة، والتسلسل الزمني لها، بما يجعل القارئ شريكًا في النص ومدافعًا عن حقيقة أثبتتها بوضوح، وهي أن القدس عاصمة فلسطين الروحية والسياسية، عبر الزمن، علمًا بأنها اعتمدت إسنادًا زمنيًّا بين عاميّ 1908م و1948م؛ فالعام الأول (1908) شهد على نهاية عهد السلطان عبد الحميد الثاني الذي أقر عودة الدستور والعودة الحياة البرلمانية للامبراطورية العثمانية، وشهد العام الثاني (1948) على النكبة التي كانت الزلزال الأكبر والأعظم والأسوأ في تاريخ فلسطين والمنطقة.
ويتضح من هذه الدراسة مدى الجهد الكبير والاستثنائي المبذول في جمع المصادر والمراجع والسجلات والصحف والوثائق والخرائط من مصادرها الأصلية. وما يعنيه ذلك من الأصالة في مصادر المعلومات والتنوّع في تلك المصادر. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:26 pm | |
| اطيب ما قيل عن مدينة القُدْس في كتب الجغرافيين والرّحالة العَرَب والمسلمين حفلت كتب التراث الجغرافي وكتب الرحالة بكثير من النصوص الهامة عن المدن والقرى الفلسطينية. بل يكاد لا يخلوا كتاب جغرافي أو معجم موسوعي من ذكر المدن الفلسطينية وفي مقدمتها مدينة القدس الشريف؛ ويرجع ذلك إلى المكانة الدينية التي تحتلها الأرض المقدّسة في قلوب المسلمين، عبر عصور التاريخ الإسلامي التي تلت الفتح العمريّ لمدينة القدس. ولوجود القدس على أرض فلسطين الطهور؛ والتي كانت قبلة المسلمين الأولى لمدّة ثلاث عشرة سنة ونيفاً، قبل أن يأمر الرسول e المسلمين أن يولوا وجوههم شطر المسجد الحرام. وفيها ثالث الحرمين الشريفين، وهي مدينة الأنبياء، ومدينة الإسراء والمعراج، إضافةً إلى كثرة الأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على شدّ الرحال إلى بيت المقدس وزيارتها والصلاة في مسجدها. ولا ننسى المكانة العلمية التي تتميز بها القدس ابتداءً من القرن الخامس الهجري، حيث كانت مركز إشعاع علمي يقصده العلماء من كافة أصقاع العالم الإسلامي لطلب العلم والمجاورة ومجالسة العلماء. لهذه الأسباب، كانت الأرض المقدّسة موضع اهتمام العلماء، وبرز نوع من الأدب الإسلامي يدعو إلى زيارة القدس والتبرك بمقدّساتها، وكثرت المؤلفات التي تبحث في فضائلها. ومن أهم المصادر التراثية كتب الجغرافيا والرحلات، التي تعرّضت بشكل واسع للمدن والقرى الفلسطينية. أما في الجانب المتعلق بالرحلات فقد عَرِف التراث الجغرافي العربيّ أنواعاً عدّة من أدب الرّحلة، يتميّزُ بعضها عن بعض بالسبب الدافع لها، فمنها رحلات الحجّ (أو الرحلات الحجازية) التي تميّز بها المغاربة والأندلسيون وتركوا تراثاً غنيّاً غاية في الأهمية ودقّة الوصف والإفادات الفريدة. وهناك الرّحلات الجغرافية المرتبطة باكتشاف المكان والآخر، وتسجيل أوصاف المدن والجبال والأنهار وتقدير المسافات، بَرَعَ فيها عددٌ من الرحّالة جوّابي الآفاق، الذين وعوا أهمية ما يقومون به وسجّلوه. وهناك المذكرات الجغرافية التي سجّلها السُّفراء في بعوثهم، وتميّزوا بالملاحظة الذكية التي تطرّقت لجوانب مفيدة عمّن كتبوا عنه أرضاً وشعوباً وعادات. والجامع بين أنواع الرّحلة كلّها التطرّق إلى المكان والإنسان، ووصف الأرض وما عليها وما تُنْبته من نِتَاج، وذكر المتميّزين من الأعْيَان والعلماء الذين التقى بهم الرحّالة في تلك الأصقاع. ويأتي في مقدّمة المدن المقصودة للزيارة، مَكَّة المكرَّمة والمدينة المنوَّرة، لما لهما من القُدْسية والمكانة الدِّينية والعلمية على امتداد التاريخ الإسلاميّ، وهما مقصد الحاجّ لأداء مناسكه، يَنْجَذبُ إليها المسلمون من كافة الأصقاع، متجشّمين عناء السّفر وركوب الأخطار، وقد استأثرا بالنصيب الأكبر من أدب الرّحلة وارتبطا به. ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الكمّ، مدينة القُدْس الشَّريف، التي كانت مقصداً للرحّالة ومزاراً ومتبركاً وموئلاً لطَلَبِ العِلْم والمجاورة؛ لما لها من مكانة دينية ولارتباطها بالأرض المُقَدّسة، إضافة إلى كونها مركزاً علمياً يؤمّه علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم. واعتماداً على هذه المعطيات برز أدب إسلامي يدعو إلى زيارة القُدْس والتبرّك بمقدّساتها، وقد حفلت دور الكتب وخزائن المخطوطات بكمية كبيرة من الرّحلات المَقْدسيّة، وكتب الفضائل، وكان قرب المسافة ـ نسبياً ـ بين القُدْس والحِجَاز مدعاةً لكثيرٍ من الرحّالة المغاربة والأندلسيون للتوجّه لزيارة بيت المَقْدس بعد أداء فريضة الحجّ. فعند مدينة أيله (العقبة في جنوب الأُرْدن) يفترق ركب الحاجّ الشَّاميّ عن المِصْريّ، ومنها يختار زوار القُدْس التوجّه إليها بالبرِّ عبر غَزَّة أو الخليل. من أقدم نصوص الجغرافيين العرب عن القدس نصٌ صغير للجغرافي ابن خُرْداذبة يقول فيه “كورة فلسطين: كورة الرّملة، كورة إيليا وهي بيت المقدس، وبينها وبين الرّملة ثمانية عشر ميلاً. وبيت المقدس كان دار ملك داود وسليمان عليهما السّلام ورحب عم بن سليمان وولد سليمان، ومن بيت المقدس إلى مسجد إبراهيم صل الله عليه وقبره ثلاثة عشر ميلاً مما يلي القبلة”. وذكرها باقتضاب الجغرافي المعروف باليعقوبي بقوله:” ولفلسطين من الكور: كورة إيليا وهي بيت المقدس، وبها آثار الأنبياء عليهم السّلام”. وأفرد ابن الفقيه فصلاً كاملاً في كتابه للحديث عن بيت المقدس، وأورد جملة من الأحاديث الواردة في فضلها وفضائلها. وقال الإصطخري “وفلسطين أزكى بلدان الشّام ومدينتها العظيمة الرّملة وبيت المقدّس يليها في الكبر، وبيت المقدّس مدينة مرتفعة على جبال يصعد إليها من كلّ مكان قصد من فلسطين، وبها مسجد ليس في الإسلام مسجد أكبر منه والبناء في زاوية من غربيّ المسجد يمتدُّ على نحو نصف عرض المسجد والباقي من المسجد فارغ إلاَّ موضع الصخرة فإنَّ عليه حجراً مرتفعاً مثل الدكَّة وفي وسط الحجر على الصخرة قبَّة عالية جدا وارتفاع الصخرة من الأرض إلى صدر القائم وطولها وعرضها متقارب يكون بضعة عشر ذراعاً وينـزل إلى باطنها بمراقٍ من باب شبيه بالسرداب إلى بيت يكون طوله نحو بسطة في مثلها. وليس ببيت المقدّس ماء جارٍ سوى عيون لا تتَّسع للزروع، وهو من أخصب بلدان فلسطين، ومحراب داود عليه السلام بها وهو بنية مرتفعة ارتفاعها يشبه أن يكون خمسين ذراعاً من حجارة وعرضها نحو ثلاثين ذراعاً على الحزر والتخمين وأعلاه بناء مثل الحجرة وهو المحراب وإذا وصلت إليها من الرّملة فهو أول ما يتلقاك من بناء بيت المقدّس، وفي مسجد بيت المقدّس لعامَّة الأنبياء المعروفين لكّ واحد منهم محراب معروف وعلى ناحية جنوب بيت المقدّس على ستَّة أميال منه قرية تعرف ببيت لَحْم”. وذكرها المقدسي البشاري في مواضع عديدة من كتابه، ووصف المدينة وخططها، ويعتبر وصف المقدسي من أدق ما كتب عن المدينة، لأنه يتحدث عن معرفة بطبيعتها، وهو من أهلها، لذلك نقل الجغرافيون كلامه في معرض حديثهم عن القدس. قال المقدسي في باب ذكر الخصائص في الأقاليم “وبمكة فصاحة، وبمرو دهاة، وصنعاء طيبة الهواء، وبيت المقدس حسنة البناء … ولا أفقر من أهل يثرب، ولا أعف من أهل بيت المقدس … فإن سأل سائل: أي البلدان أطيب؟ نظر فإن كان ممن يطلب الدارين قيل له: بيت المقدس، وإن كان مخلصاً آمنا من الطمع قيل مكة، وإن كان ممن يطلب النعمة والحيازة والرخص والفواكه قيل له كل بلد أجزاك وإلا فعليك بخمسة أمصار: دمشق والبصرة والري وبخارى وبلخ…”. وذكر الشريف الإدريسي مدينة القدس وعدّد ما بها من المشاهد والمزارات، قال “وبيت المقدس مدينة جليلة قديمة البناء أزلية وكانت تسمى إيلياء وهي على جبل يصعد إليها من كل جانب وهي في ذاتها طويلة وطولها من المغرب إلى المشرق وفي طرفها الغربي باب المحراب وهذا الباب عليه قبَّة داوود عليه السّلام وفي طرفها الشرقي باب يسمى باب الرحمة وهو مغلق لا يفتح إلا من عيد الزيتون لمثله ولها من جهة الجنوب باب يسمى باب صهيون ومن جهة الشمال باب يسمى باب عمود الغراب وإذا دخل الداخل من باب المحراب وهو الباب الغربي كما قلناه يسير نحو المشرق في زقاق شارع إلى الكنيسة العظمى المعروفة بكنيسة القيامة وهي الكنيسة المحجوج إليها من جميع بلاد الروم التي في مشارق الأرض ومغاربها فيدخل من باب في غربها فيجد الداخل نفسه في وسط القبَّة التي تشتمل على جميع الكنيسة وهي من عجائب الدنيا والكنيسة أسفل ذلك الباب ولا يمكن أحدا النـزول إليها من هذه الجهة ولها باب في جهة الشمال ينـزل منه إلى أسفل الكنيسة على ثلاثين درجة ويسمى هذا الباب باب شنت مرية وعند نـزول الداخل إلى الكنيسة تلقاه المقبرة المقدسة المعظمة ولها بابان وعليها قبَّة معقودة قد أتقن بنيانها وحصن تشييدها وأبدع تنميقها وهذان البابان أحدهما يقابل الشمال حيث باب شنت مرية والباب الآخر يقابله من جهة الجنوب ويسمى باب الصلوبية وعلى هذا الباب قنبنار الكنيسة ويقابلها من جهة الشرق كنيسة عظيمة كبيرة جدا يقدس فيها إفرنج الروم ويقربون. وعدّد الهروي جملة المزارات والمشاهد الدينية في مدينة بيت المقدس وما حولها، التي أوردها سلفه من الجغرافيون العرب، وتحدث عن المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وذكرها ياقوت الحموي في مادة “المقدس”، فتحدث أولاً عن المعنى اللغوي للكلمة، ثم أورد بعض الآيات القرآنية وقول المفسرين فيها، وبعض الأحاديث النبوية، ثم قال:” وقد وصفها القدماء بصفات إن استقصيتها أمللت القارئ، والذي شاهدتُه أنا منها أن أرضها وضياعها وقراها كلّها جبال شامخة وليس حولها ولا بالقرب منها أرض وطيئة البتة وزروعها على الجبال وأطرافها بالفُؤوس لأن الدواب لا صنع لها هناك، وأما نفس المدينة فهي على فضاء في وسط تلك الجبال وأرضها كلها حجر من الجبال التي هي عليها وفيها أسواق كثيرة وعمارات حسنة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:27 pm | |
| عن هموم مقدسية أكتب
اثناء قيامي بعملية بحث عن مادة ما تخص مؤلف قادم عن مدينة القدس وعن بدايات المشروع الصهيوني وأطماعه في فلسطين وجدت كمية من التصريحات لقادة صهاينة فيها رصد مؤلم، لما نسميه الان، خطر تهويد القدس والاستيلاء عليها كاملة
تلك السياسة ليست وليدة لحظة، او بسبب ارتفاع منسوب العنصرية في المجتمع الاسرائيلي اليهودي، او انها رد عاطفي يميني اسرائيلي ،بل انها عبارة عن مشاريع تخطط لها منذ منتصف القرن التاسع عشر وظهرت واضحة في عدة كتابات
*كتب "ثيودور هرتسل" بتاريخ 21/10/1898 في الصفحة (845) من مذكراته ما يلي:
"إذا حصلنا يوماً على القدس وكنت لا أزال قادراً على القيام بأي شيء ففي الوقت الذي تحصل فيه عليه فإن أول ما سوف أبدأ به هو إزالة كل شيء ليس مقدساً في نظر اليهودية وإحراق الآثار التي مرت عليها القرون".
*وفي أوائل الثلاثينات من القرن الماضي كشف الوزير البريطاني اليهودي اللورد ميلشيات عن نوايا حكماء صهيون إزاء المسجد الأقصى ومما قاله في هذا المقام: إن يوم إعادة بناء هيكل سليمان قد اقترب، وسأصرف بقية حياتي في السعي إلى إعادة بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى".
وبعد احتلال الشطر الثاني من القدس العربية في يوم 7/6/1967 قال "دافيد بن غوريون": "لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل".
وفي 4/8/1967 أجرى محرر مجلة "التايم" الأمريكية حواراً مع المؤرخ الصهيوني "اسرائيل الداد" حول إعادة بناء هيكل سليمان والشروط التي يجب توافرها لإعادة بنائه، وماذا سيكون مصير المسجد الأقصى؟ أجاب الداد: "أنه موضوع بحث ولكن من يدري فلربما حدثت هزة أو حريق
وفي 12/8/1968 صرح "وزير الأديان الإسرائيلي" "زيرح فارهافتيك" أثناء اجتماع عقد في القدس لرؤساء حاخامي أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرهم من رجال الدين اليهودي ومن جميع أنحاء العالم قال:
"إن تحرير القدس وضع جميع المقدسات المسيحية فيها وقسماً مهماً من المقدسات الإسلامية تحت سلطة اسرائيلية، وأعاد تجميع مقدسات اليهود فيها إليهم وبالنسبة للحرم القدسي فهو قدس الأقداس بالنسبة لليهود، لكنه لا يزال مقدساً لدى ديانة أخرى، وأن الإسرائيليين لا ينوون في المرحلة الراهنة إعادة بناء هيكل سليمان، وأنه من الأفضل إرجاء هذه الفكرة في الوقت الحاضر ولكن هذا لا يعني أن يمتنعوا عن القيام بعمل ما يستطيعون.
وفي يوم 16/6/1968 نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" بيان لجنة صهيون ومعه خريطة للقدس القديمة، اخفي منها المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وكان مكانهما ميدان الهيكل.
وسمى الجنرال "الاسرائيلي" "عوزي ناركس" مستوطنة "معاليه ادوميم" بأنها المفتاح العسكري للقدس وفي موقع آخر عاد "وزير الأديان الاسرائيلي" ليؤكد حقيقة أطماع "اسرائيل" ونواياها التوسعية بقوله: "لا يناقش أن الهدف النهائي لنا هو إقامة الهيكل وعندما يحين الموعد لا بد من حدوث زلزال يهدم الأقصى ويبنى الهيكل على أنقاضه "إن المسجد الأقصى وقبة الصخرة وكذلك مجلس الخليل جزء من ممتلكاتنا".
وفي جمع من السياح وفي أوائل 1984 تحدث دليل سياحي "اسرائيلي" على مسمع من الصحيفة الأمريكية، "غريس هالس" بقوله: "سنبني الهيكل الثالث في هذا الموقع وأشار إلى المسجد الأقصى وقبة الصخرة" قائلاً: "كل الخطط جاهزة حتى مواد البناء جاهزة، اثنتان من المدارس الدينية عندنا بدأتا في تعليم اليهود طريقة تقديم الأضاحي في الهيكل، أحد المهاجرين من رومانيا يعكف على نسيج الثياب الحريرية التي سيرتديها كهنة الهيكل والصناع في عدة ورش في القدس يعكفون على إنتاج لوازم الهيكل. أما تصميم بناء الهيكل فهو جاهز، فقد وضع عالم الآثار "الاسرائيلي" "أفي يونا" نموذجاً مجسماً له، وهو جاهز التنفيذ.
في السابع من حزيران عام 1967 دخل الجنود "الاسرائيليون" ساحة المسجد الأقصى وخطب فيهم قائدهم "مردخاي غور" قائلاً: "أصبحت القدس لكم إلى الأبد".
وقال وزير الحرب "موشيه ديان": "لقد جئنا ولن نغادر هذا المكان أبداً بعد الآن أخلقوا حقائق جديدة وبعدها فاوضوا، هناك دائماً وقت للمفاوضات".
أما "مناحيم بيغن" فقد قال بعد أيام: "آمل أن تتم إعادة بناء الهيكل على جبل البيت بسرعة وفي أيامنا هذه".
وصرح "تيدي كوليك" رئيس بلدية القدس (الذي كان يبدو حملا وديع له دمر الوجود العربي في القدس ) في تموز عام 1977 "يوجد اسرائيليون يوافقون على التخلي عن الجولان، وآخرون يؤيدون التخلي عن سيناء، وآخرون يؤيدون التخلي عن الضفة الغربية، ولا أعتقد أنك ستجد أي اسرائيلي يقبل بالتخلي عن القدس. فلا يستطيعون ذلك ولن يقبلوه".
ان ما نراه اليوم أفظع بكثير مما قيل وأصبحت الاقتحامات تسير يوميا وتتمدد في ساحات الاقصى وأمام ابوابه وعلى أطراف المقابر الاسلامية وقد تصل باب المسجد الاقصى نفسه وطلب الصلاة فيه كما صرح أحد الحاخاميين اليوم ان من حق اليهود الصلاة في المسجد الاقصى "القبلي" وقبة الصخرة
. وما تشهده المدينة هذه الايام هو استمرار لسياسة واضحة المعالم يتم تطبيقها بحذافيرها، ويبقى السؤال ماذا لدينا؟! هل هناك استراتيجية فلسطينية عربية واضحة لمواجه هذه السياسة للحفاظ على القدس؟وحماية مقدساتها ومساندة أهلها وشيوخها وعلمائها وأسراها والمرابطين والمطاردين والمبعدين أم اننا سنبقى في اطار رد الفعل فقط وإطلاق الحناجر والهتافات "القدس لنا ! "والقدس عربية" ونحن نقف بعيدا متفرجين . وننتظر حتى يتم تحقيق ما خطط له منذ زمن ، هدم الاقصى بما عليه من مقدسات والاستيلاء الكامل على المدينة المقدسة وأقصاها . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:27 pm | |
| أسوار القدس وأبوابها
تقسم مدينة القدس إلى قسمين القدس الواقعة خارج الأسوار، والقدس القديمة (البلدة القديمة)، والتي تضم جميع الأبنية والمواقع الدينية والأثرية الإسلامية والمسيحية، وتبلغ مساحة البلدة القديمة 871 دونم، وهي محاطة بسور يحيط بها جميع الجهات، وتبلغ أطوال هذا السور على النحو التالي :
السور الشمالي: 1197.8م
السور الشرقي: 839.4م
السور الجنوبي: 989م
السور الغربي: 635.8م
ارتفاع السور: 11.6-12.2م
عدد الأبواب المفتوحة والمغلقة عدد الأبواب المغلقة: 4 الأبواب المغلقة قديما: 1- الباب الثلاثي: نظّفه ورمّمه صلاح الدين الأيوبي بعد الصليبيين، وأقفل الباب الثلاثي لحماية المدينة والمسجد من الغزو.
2- الباب المزدوج: يقع في السور الجنوبي للمسجد الأقصى، بناه الأمويون، وهو مكون من بوابتين تقودان إلى رواقين.
3- باب الرحمة: في السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، وهو مكون من بوابتين الرحمة جنوبا والتوبة شمالا. 4- باب الجنائز: باب صغير في السور الشرقي للمسجد الأقصى، استخدم قديما لإخراج الجنائز من المسجد الأقصى إلى مقبرة الرحمة المحاذية للسور الشرقي للأقصى، وأغلق بأمر من السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس لحماية المسجد والمدينة من أي غزو محتمل.
5- الباب المفرد: لا توجد له في الوقت الحاضر آثار واضحة في سور المسجد الأقصى المبارك عدد الابواب المفتوحة يضم سور القدس عدة أبواب سبعة منها مفتوحة والباقية مغلقة، والأبواب المفتوحة هي : باب العمود (يسمى باب النصر، باب دمشق، باب ستيفن): يقع في الجهة الشمالية من السور، وأنشيئ بين سنة 41-41م وأعيد بناءه سنة 944هـ (1537-1538م) في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني.
الباب الجديد (باب عبد الحميد): يقع في الجهة الشمالية الغربية من السور، فتح هذا الباب سنة 1887م بأمر من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني لتسهيل دخول سكان القدس والقرى المجاورة لها، ولكنه أغلق سنة 1948م، وأعيد فتحه ثانية سنة 1967م.
باب الخليل (ويسمى بوابة يافا، بوابة بيت لحم، باب الحجاج): يقع في الجهة العربية من السور.
باب المغاربة (يسمى باب سلوان، باب الدباغة): يقع في الجهة الجنوبية الشرقية من السور.
باب الأسباط (يسمى باب السيدة مريم، باب الأسود، باب ستيفن، باب القديس اسطفان): يقع في الجهة الشرقية من السور.
باب الساهرة (يسمى باب الورد، باب الزهور، باب هيرودوس): يقع في الجهة الشمالية من السور.
باب النبي داود (ويسمى باب صهيون): يقع في الجهة الجنوبية الغربية من السور.
وقد تم ترميم جميع هذه الأبواب في عهد السلطان سليمان القانوني بين سنتي 944-948هـ .
أهتم المسلمون على مر العصور بتشيد الأبنية المختلفة في القدس سواء الأبنية الدينية أو التعليمية مثل المساجد والمدارس والمستشفيات والمآذن والقباب والأسبلة، على النحو التالي:
المدارس= 57
الأربطة= 7
الخوانق= 6
المساجد= 24
المآذن= 6
القباب= 11
الأسبلة= 14
الزوايا= 29
البوائك= 7
الترب= 9
معظم هذه المباني مازال قائماً وبعضها درس وبعضها الاخر استخدم لاغراض غير التي انشئ من اجلها
هذا بالإضافة إلى الخانات والبرك والحمامات والمستشفيات والتكايا وغيرها من الأبنية المختلفة التي شيدوها في المدينة وما زالت قائمة فيها وتشهد على عروبة المدينة واسلاميتها منها على سبيل المثال :
جامع عمر (المسجد العمري): يقع في حارة النصارى الى الجنوب من كنيسة القيامة، أقيم المسجد العمري في المكان الذي صلى في الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه بعد دخوله القدس فاتحاً سنة 636هـ.
المدرسة الصلاحية: تقع في خط باب الأسباط، أنشأها السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 1192هـ، وتعرضت المدرسة للانهيار على أثر زلزال أصاب المدينة سنة 1821م. وفي سنة 1856م منح السلطان عبد المجيد العثماني المدرسة الى نابليون الثالث امبراطور فرنسا فحولها الفرنسيون الى مدرسة وكنيسة. استعاد العثمانيون المدرسة سنة 1915م، وحولها جمال باشا الى كلية علمية دينية. وفي سنة 1917م قامت سلطات الاحتلال البريطاني بتسليمها الى رهبنة الآباء البيض الذين حولوها الى مدرسة.
المدرسة الأفضلية: تقع في حارة المغاربة، أنشأها الملك الأفضل علي بن السلطان صلاح الدين الأيوبي ووقفها على فقهاء المالكية سنة 1193م، وكانت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد أزالت المدرسة خلال هدمها لحارة المغاربة سنة 1968م.
المدرسة التنكزية (مدرسة وخانقاه): تقع على خط (طريق) باب السلسلة، أنشأها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري بين سنتي 1328-1329م. استولت قوات الاحتلال الاسرائيلي على المدرسة ورابطت فيها منذ سنة 1969م.
دار القرآن الإسلامية: تنسب إلى واقفها أبي القاسم سراج الدين عمر بن أبي بكر السلامي سنة 1359-1360م. استولت سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المدرسة فس 18 نيسان 1968م.
رباط الكرد: يقع خارج باب الحديد. أنشأه وأوقفه المقر السيفي كرد سنة 693هـ (1293-1294م) في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون.
مئذنة باب السلسلة: تقع في الجهة الغربية من المسجد الأقصى فوق باب السكينة. أنشأها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري بين سنتي (1329-1330م) في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون، ورممها المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1922م.
الخانقاة الصلاحية (في العهد الأيوبي): تقع في محلة النصارى قرب كنيسة القيامة. أنشأها السلطان الدين الأيوبي سنة 1187م، وبنيت مئذنة للخانقاة سنة 1418م من قبل شيخ الخانقاة برهان بن غانم.
قبة السلسلة: أقيمت سنة 692م في العصر الأموي زمن الخليفة عبد الملك بن مروان. وتقع شرقي قبة الصخرة. رممت في زمن السلطان العثماني سليمان القانوني كما رممتها الحكومة الأردينة سنة 1980م.
سبيل شعلان: أنشأه المعظم عيسى الأيوبي سنة 1216م ورممه الأمير شاهين الذباح نائب القدس في زمن الملك الأشرف برسباي السلطان المملوكي سنة 1429م ثم أعاد ترميمه والي القدس محمد باشا سنة 1627م في عهد السلطان العثماني مراد الرابع.
البيمارستان الصلاحي: أنشئ سنة 1187م بأمر من السلطان صلاح الدين الأيوبي. وتعرض البيمارستان لزلزال سنة 1485م أدى إلى إنهيار أجزاء كبيرة منه، ولكنه رمم من جديد. وتعرض للانهيار ثانية في نهاية العصر العثماني. وفي سنة 1869م وهب السلطان العثماني عبد العزيز قسماً من المبنى المنهار لولي عهد ألمانيا عند زيارته للقدس فبنى عليه الألمان كنيسة المخلص الانجيلية التي افتتحها الامبراطور الألماني غليوم الثاني سنة 1898م أثناء زيارته للقدس. زاوية المغاربة: تقع في حارة المغابة. وقفها الشيخ عمر بن عبد الله بن عبد النبي المغربي المصمودي سنة 1303م. ولكن سلطات الاحتلال الاسرائيلي هدمت الزاوية بعد احتلال القسم الشرقي من المدينة سنة 196 |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:28 pm | |
| المكانة الدينية والعلمية لمدينة القُدْس في "ادب الرحلة " لقد حفلت كتب التراث الجغرافي بالكثير من النصوص الهامة عن المدن والقرى الفلسطينية. وفي مقدمتها مدينة القدس الشريف؛ ويرجع ذلك إلى المكانة الدينية التي تحتلها الأرض المقدّسة في قلوب المسلمين، عبر عصور التاريخ الإسلامي التي تلت الفتح العمريّ لمدينة القدس. والتي كانت قبلة المسلمين الأولى لمدّة ثلاث عشرة سنة ونيفاً، قبل أن يأمر الرسول صل الله عليه وسلم المسلمين أن يولوا وجوههم شطر المسجد الحرام. وفيها ثالث الحرمين الشريفين، وهي مدينة الأنبياء، ومدينة الإسراء والمعراج، إضافةً إلى كثرة الأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على شدّ الرحال إلى بيت المقدس وزيارتها والصلاة في مسجدها.
ولا ننسى المكانة العلمية التي تتميز بها القدس ابتداءً من القرن الخامس الهجري، حيث كانت مركز إشعاع علمي يقصده العلماء من كافة أصقاع العالم الإسلامي لطلب العلم والمجاورة ومجالسة العلماء.
لهذه الأسباب، كانت الأرض المقدّسة موضع اهتمام العلماء،وبرز نوع من الادب يسمى "أدب الرحلة "يدعو في المرتبة الاولى إلى زيارة الاماكن المقدسة مكة المكرمة والمدينة المنورة لما لهما من القدسية والمكانة الدينية والعلمية عند المسلمين ومنها "رحلات الحج "ويأتي في المرتبة الثانية زيارة مدينة القُدْس الشَّريف، التي كانت مقصداً للرحّالة ومزاراً ومتبركاً وموئلاً لطَلَبِ العِلْم والمجاورة؛ لما لها من مكانة دينية ولارتباطها بالأرض المُقَدّسة، إضافة إلى كونها مركزاً علمياً يؤمّه علماء المسلمين من مختلف أنحاء العالم. واعتماداً على هذه المعطيات فقد حفلت دور الكتب وخزائن المخطوطات بكمية كبيرة من الرّحلات المَقْدسيّة، وكتب الفضائل، و كان قرب المسافة ـ نسبياً ـ بين القُدْس والحِجَاز مدعاةً لكثيرٍ من الرحّالة المغاربة والأندلسيون للتوجّه لزيارة بيت المَقْدس بعد أداء فريضة الحجّ.ومن أقدم نصوص الجغرافيين والرحالة العرب عن القدس التي سجلناها وسوف نتحدث عنها في هذا البحث تبدأ بنص قديم وصغير عن القدس في القرن الرابع هجري لابن خُرْداذبة يقول فيه(1): "كورة فلسطين: كورة الرّملة، كورة إيليا وهي بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى مسجد إبراهيم صل الله عليه وقبره ثلاثة عشر ميلاً مما يلي القبلة".وذكرها باقتضاب الجغرافي والرحالة المعروف باليعقوبي بقوله(2): "ولفلسطين من الكور: كورة إيليا وهي بيت المقدس، وبها آثار الأنبياء عليهم السّلام وذكرها المقدسي البشاري في مواضع عديدة من كتابه، ووصف المدينة وخططها، ويعتبر وصف المقدسي من أدق ما كتب عن المدينة، لأنه يتحدث عن معرفة بطبيعتها، وهو من أهلها، لذلك نقل الجغرافيون كلامه في معرض حديثهم عن القدس. حتى نصل الى الرحلات الحديثة الى مدينة القدس والتي ترجع للقرن السابع عشر والثامن عشر ومنها رحلتان للفقيه والمتصوف الشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي، وهو عالم كبير من أهل دمشق الشام، زار فلسطين مرتان: الأولى سنة 1101هـ/ 1690م، وسماها "الحضرة الأنسية إلى الرحلة القدسية"، والرحلة الثانية وهي الكبرى فقد قام بها سنة 1105هـ/ 1694م، وسماها "الحقيقة والمجاز في الرحلة إلى بلاد الشام والحجاز". وقد تضمّنت الرحلتان وصفاً مفصّلاً للقدس الشريف وللمشاهد والمقامات والمزارات ولقبّة الصخرة والمسجد الأقصى، وتضمّنت عقد مجالس العلم ومحاورة العلماء، مما يبرز الحياة العلمية التي كانت تحتلها مدينة القدس في أفئدة المسلمين.
وللشيخ مصطفى بن كمال الدين البكري الصديقي، تلميذ الشيخ عبد الغني النابلسي، ثلاث رحلات إلى القدس: الأولى سنة 1122هـ/ 1710م وسماها "الخمرة المحسية في الرحلة القدسية". والثانية سنة 1126هـ/ 1716م وسماها "الخطرة الثانية الأنسية للروضة الدانية القدسية". والرحلة الثالثة سنة 1128هـ/ 1716م وسماها: "الحلة الذهبية في الرحلة الحلبية". وقد حفلت رحلاته بذكر المواضع ووصف مدينة القدس وما بها من معالم ومزارات، وتعداد من بها من العلماء.
ومن الرحلات المهمة في ذلك العصر رحلة الشيخ مصطفى بن أسعد اللقيمي سنة 1143هـ/ 1730م، المسماة بـ: "موانح الأنس في رحلتي لوادي القدس". وكما يدل عنوان الرحلة فقد اعتنى اللقيمي بذكر القدس والحرم الشريف، وزيارة نواحيها، وكانت إقامته بالقدس فرصة للقاء العلماء ومحاورتهم.
وآخر الرحلات التي سوف اتطرق إليها؛ رحلة السفير محمد بن عثمان المكناسي المسماة : "إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام وزيارة القدس الشريف والتبرك بقبر الحبيب"، فقد خرج السفير المكناسي من المغرب مبعوثاً من سلطان المغرب إلى السلطان العثماني سنة 1200هـ/ 1785م، وأمره بالتوجه بعد ذلك إلى الحجاز، وبعد أن قام بهاتين المهمتين زار القدس وترك لنا وصفاً دقيقاً للمدينة ونواحيها. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:28 pm | |
| عن الأقصى والمقدسيين في الحركة الوطنية الفلسطينية يُعدّ المسجد الأقصى مركزًا للهبّات والثورات ضد الاحتلال الصهيوني، وخط الدفاع الأول عن فلسطين عموما، والقدس خصوصا، ولا مبالغة في القول إنّه قلب فلسطين النابض، وإنّه يحارب، بصموده المقدسي والفلسطيني والعربي والإسلامي، فقد أدّى دورًا بارزًا في حفظ عروبة القدس وتاريخها ونشاطها السياسي والديني والثقافي والاجتماعي، وهو يُمثّل الصورة الحقيقية للقدس بكامل تفصيلاتها، حتى الاقتصادية منها والمعيشية، كما أنّه رابطها مع العالم، ودرعها الواقي من الأعداء.
وعلى الرغم ممّا يتعرّض له المسجد المبارك من محاولاتٍ لوضع اليد عليه، والعبث بتاريخه العربي والإسلامي، وتغيير معالمه تمهيدًا لإحداث تفجير ما، أو تخطيطٍ لكارثة تدميره، وهذا مطروح في مخططات الاحتلال لبناء الهيكل المزعوم، إلّا أنّ المسجد الأقصى، وحماته من أهل القدس والفلسطينيين في الداخل، في حالة صمود مستمرة ودائمة.
منذ بداية القرن العشرين، عندما تأسس في عام 1922 “المجلس الإسلامي الأعلى” بمبادرة فلسطينية، وبعد جهدٍ متواصل، قامت به اللجنة التنفيذية التي انبثقت من المؤتمر العربي الفلسطيني الثالث عُقد في حيفا في يناير/ كانون الأول 1920، للإشراف على شؤون المسلمين ومصالحهم، وليتمتع بالاستقلال التام في الأمور الدينية. وقد فازت في انتخابات المجلس، في ذلك الوقت، قائمة الحاج أمين الحسيني رئيسًا، وكانت تضم أيضا عبد الله الدجاني عن يافا، وعبد اللطيف صلاح عن نابلس، وسعيد الشوا عن غزة، ومحمد توفيق مراد عن حيفا.
نظّم المجلس شؤون الأوقاف الإسلامية في القدس، وافتتح فيها كلية إسلامية، ومدرسة للأيتام، كما قام بتنفيذ أعمال وإنجازات مهمة في مقدمتها إنشاء المحاكم الشرعية في القدس، وفتح
“أسقط أهل القدس، برباطهم وشجاعتهم شعارات حكومة الاحتلال بقدس موحدة عاصمة لإسرائيل” عشرات المدارس في بقية المدن الفلسطينية، وتأليف فِرق الجوالة والكشافة الإسلامية، وتأسيس الجمعيات الخيرية والأندية الأدبية والرياضية. وغدا المجلس الإسلامي، على مرّ الأيام، أكبر قوة وطنية إسلامية في الوطن العربي، ووقف وقفة وطنية دافع فيها عن الحقوق الفلسطينية، وتصدّى لسياسات التهويد وبيع الأراضي. وعندما أفشلت بريطانيا عمل المجلس، نقل قيادته إلى المسجد الأقصى، واعتبره حصنه المنيع في الدفاع عن المقدسات الإسلامية، وعن المسلمين، في فلسطين.
انطلقت في عام 1929 ثورة البراق، حين حاول الصهاينة الاستيلاء على الجدار الغربي للمسجد الأقصى، حيث يزعمون أنّه حائط مبكاهم، فتصدّى لهم أبناء القدس والفلسطينيون الذين هبّوا منتفضين، وتوافدوا على القدس للدفاع عن أقصاهم، ومنعوا المصلين الصهاينة من الوصول إلى حائط البراق، فكانت معركةً دامية سقط فيها شهداء فلسطينيون وعدد من اليهود.
كانت قرارات المجلس تصدر من المسجد الأقصى، بتحريك التظاهرات والاحتجاجات والانطلاق من ساحاته، وحتى الاتفاقات والتسويات كانت تصدر من القيادة الموجودة مباشرة في المسجد الذي تحصّن به الحاج أمين الحسيني ورفاقه في ثورة 1936 قبل مغادرته البلاد، وكان مقرّه، وبعض الثوار، في المدرسة التنكزية قرب باب المغاربة المفضي إلى ساحة البراق، وأُطلق اسم خاص على أحد أبواب المسجد، فصار يُعرف بـ “باب المجلس”، بسبب إقامة إدارة المجلس فيه، ودخول المجتمعين وخروجهم هم وأعضاء المجلس الإسلامي منه. وإلى جانب ذلك، ظلّ المسجد الأقصى منارة للعلم، والاستزادة من علوم القرآن من خلال مدارسه ومصاطبه التي كانت تُدرّس علوم الدين والشريعة وحفظ القرآن، وتعطي دروسًا في الوطنية والشجاعة في الدفاع عن الأقصى.
انتصار المقدسيين، أخيرا، في الهبّة التي سُمّيت “باب الأسباط”، وبما يملكون من إمكانات ذاتية محدودة، ومن دون أي دعم عربي أو إسلامي، لا من قريب ولا من بعيد، وصمودهم أمام الآلة العسكرية التي كانت معدّة لفرض واقع جديد عليهم، ووضع اليد على المسجد الأقصى والأبواب النافذة إلى ساحات الحرم وأبواب المدينة، وأي منفذ ممكن أن يصل من خلاله المصلون إليه. وتقليص عدد المصلين وإخضاعهم للتفتيش الإلكتروني عبر البوابات الضخمة التي نُصبت لهم على المداخل ومراقبتهم بالكاميرات.
وقد استطاع أهل القدس؛ بمفتيها وعلمائها وأئمتها الذين تصدّروا التظاهرات والاعتصامات، ورابطوا مع شيوخها وشُبّانها ومرابطيها من النساء والرجال ليلًا ونهارًا، في خندق واحد ويد واحدة وصوت واحد؛ إسلامي ومسيحي، استطاعوا وقف غطرسة الصهاينة، ومنع مشروع إخلاء ساحات الأقصى، والتحكّم بأعداد المصلين الداخلين إليه وأعمارهم، وفرض استخدام باب واحد أو اثنين لدخول المصلين المسلمين، وتخصيص باب المغاربة فقط لدخول وفود المستوطنين الصهاينة، وتسهيل حمايتهم، مع أنّ هناك أكثر من بابٍ يدخل منه المصلون المقادسة إلى ساحات المسجد الأقصى.
والأهم من ذلك أنّ مشروع مخطط التقسيم الزماني والمكاني للسيطرة على أربعة آلاف مربع
“استطاع أهل القدس وقف غطرسة الصهاينة، ومنع مشروع إخلاء ساحات الأقصى” ما بين بابي السلسلة والمغاربة لا يزال يتصدى له المقدسيون، بكامل قوتهم، لمنع الصهاينة من أخذ موطئ قدم في الأقصى، معرّضين أنفسهم للقتل أو الاعتقال على أيدي جيش الاحتلال الذي يرافق المستوطنين إلى ساحاته لحمايتهم. هذا وتسعى حكومة الاحتلال، ومنذ زمن، وبالوسائل كافة، إلى فرض سيادتها على “الأقصى”، والتحكم بمواعيد الصلاة ودخول المصلين إليه.
بتوفيق من الله، وبقوتهم وعزيمتهم وصمودهم، أجبر المرابطون الاحتلال على الرضوخ لمطالبهم، أي تفكيك البوابات الإلكترونية، وإزالة كاميرات المراقبة، والعودة إلى الوضع السابق؛ لا للتفتيش، لا للبوابات الإلكترونية، لا للكاميرات. وفُتحت الأبواب والمنافذ، وسُمح للمصلين بالدخول إلى المسجد الأقصى.
أرادت إسرائيل من الاعتداءات العنصرية المتكرّرة على المسجد الأقصى والمصلين أن تختبر ردّات فعل الأمتين العربية والإسلامية تجاه ما يحدث، لكنّ أهل القدس والشعب الفلسطيني قالوا كلمتهم إنّ القدس ومقدساتها لنا، ولا سلطة للاحتلال عليها. قالوا بعزيمةٍ أدهشت العالم، وأدهشت عنجهية الاحتلال الذي تراجع عن مخطاطاته وبواباته الإلكترونية وكاميراته وآلات التفتيش التي كانت ستعبث بأجساد أهلنا في القدس عند كل دخول لهم إلى المسجد الأقصى.
أسقط أهل القدس، برباطهم وشجاعتهم أمام الأبواب، واعتصامهم في كل حارة وزاوية مشارفة للمسجد الأقصى، الشعارات الزائفة التي أسست لها حكومة الاحتلال بقدس موحدة عاصمة لإسرائيل، وبأنّ ما يُسمى جبل الهيكل أصبح تحت السيطرة الإسرائيلية. ولكن هيهات هيهات! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:29 pm | |
| دور المرأة المقدسية في النضال من هبة البراق الى هبة باب الاسباط يحتفل العالم في 8 آذارمن كل عام بيوم المرأة العالمي ونحن ايضا نحتفل مع العالم بعيد المرأة الفلسطينية و في 21 اذار نحتفل بعيد الام (ونتذكر الام الفلسطينية ) وفي آخرالشهر 30 اذار نحتفل ب “يوم الارض” الفلسطينية لذلك يجب أن يترسخ لنا هذا الشهر ذهنيا واجتماعيا وأدبيا لتكريم فلسطين والمرأة الفلسطينية التي عرفت كيف تحتفل كل يوم بثباتها وصمودها، عرفت كيف تأخذ حقها من مغتصبها دون اللجوء للمواثيق والقوانين الدوليّة، عرفت كيف تصنع أعراساً واحتفالات كل يوم وهي تزف الشهداء الواحد يتلوه الآخر دون أن تحتاج لقرار المنظمات الدولية أو اعتراف الأمم المتحدة بذلك. فالمراة الفلسطينية تخوض ومنذ مائة عام حربا يومية من أجل الصمود والدفاع عن ارضها ومقدساتها فمسيرتها مستمرة منذ ان عرفت وتنبهت للعدو سارق الارض والكرم والعنب .
بدأت المرأة الفلسطينية الدخول في الحياة السياسية مبكرة جدا ومع تغلغل المشروع الصهيوني والبدء في مصادرة الاراضي والقرى عرفت أخطار الاطماع الصهيونية وتنبهت لها فخرجت عام 1893 في مظاهرة نسائية ضد مصادرة اراضي الفلاحين في قرية العفولة الفلسطينية ونقل ملكيتها للمشروع الصهيوني لبناء المستوطنات لليهود المهاجرين من الدول الاوروبية .
ولعل ثاني تحرك نسائي فلسطيني مؤثر كان في عام 1925 عندما زار بلفور مدينة القدس للمشاركة في افتتاح الجامعة العبرية وأراد زيارة البلدة القديمة والمسجد الاقصى فمنعه المسلمون والمسيحيون من دخول المسجد الاقصى وتوجهت مظاهرة حاشدة من النساء المقدسيات من الطائفتين المسلمة والمسيحية الى بيت المندوب السامي محتجات على زيارة بلفورو رافضات دخوله الى الاقصى .
وتواصل نضال المرأة المقدسية مع حدوث أول مواجهات في مدينة القدس في ثورة البراق 1929 ورغم انه كان دورها مساعدة الثوار في ذلك الوقت إلا أنه قد وقع في هذه المعركة شهداء وشهيدات من النساء المقدسيات . ثم اخذ هذا الدور النضالي ياخذ طابع العمل المنظم من مجموعة من النساء وتحول الى هيئة وكيان سياسي انبثق عنه الاتحاد النسائي العربي في مدينة القدس في 23 اغسطس آب 1929 ، ومن اهم السيدات اللواتي قدن العمل السياسي وتاسيس الاتحاد “زليخة الشهابي خديجة الراغب الحسيني ونعمتي جمال الحسيني وطرب عوني عبد الهادي وكاترين شكري ديب وفطوم كمال البديري وغيرهن ، وكان الهدف من إنشاء هذا الاتحاد هو مناهضة الانتداب البريطاني والوقوف في وجه الاستيطان الصهيوني ، بجانب وجود أنشطة أخرى انسانية واجتماعية للاتحاد ، وخلال انتفاضة 1933 شاركت في شهر نيسان في مظاهرة كبيرة احتجاجية على زيارة مسؤولين بريطانين الى البلاد اللورد اللنبي واللورد سنتون الى مدينة القدس ورغم هطول الامطار في ذلك اليوم استمرت المظاهرة النسائية بالمضي والهتاف تندد وترفض التدخل الاجنبي
وقد كان للمرأة دور هام، في ثورة 1936 عن طريق نقل الأخبار، والرسائل، والتحريض على المقاومة ، وإخفاء الثوار، واسعاف المصابين ومداوة جروحهم ، وقد شهدت هذه الثورة سقوط الشهيدة فاطمة غزال. ،
في الفترة من 1939 إلى 1947 كان للمرأة الفلسطينية دور مهم في الحياة السياسية، والعسكرية، وذلك من خلال مشاركتها في الأحداث التي وقعت بين العرب واليهود خاصة بعد قرار تقسيم فلسطين. وقد كانت المرأة الفلسطينية حلقة الوصل بين الثوار، وفي خلال هذه الفترة ظهرت بعض الجمعيات، والاتحادات النسوية، وعندما حلت النكبة عام 1948ورأت بعينيها اثار التهجير واحتلال المدن الفلسطينية وغرب القدس وانشطارها عن كامل المدينة واقتلاع الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم ، ادركت المرأة الفلسطينية هول النكبة وعمق المأساة، الأمر الذي عزز لديها الشعور بالانتماء للوطن ، مما دفع لتطور مستوى مشاركتها في العمل السياسي والكفاحي. وكانت نكسة 1967 وضياع الضفة الغربية والقدس ووقوعهم تحت الاحتلال الصهيوني سبب في حدوث تغيير كبير في نضال المرأة المقدسية حيث خرجت من دائرة المؤسسات، وبدأت المرأة الفلسطينية تنضم إلى العمل المسلح والحركات الفدائية في فلسطين 1967،
لعبت المرأة الفلسطينية والمقدسية في الانتفاضة الأولى انتفاضة الحجارة دورًا بارزًا حيث كان النضال السياسي في الماضي، يقتصر على النساء الناشطات فقط، لكن في هذه الانتفاضة تغير الحال، وشاركت جميع النساء، بكافة اعمارهن في اشكال القتال ، وساعدت المرأة الفلسطينية على تحرير العديد من شباب وأبطال الانتفاضة وإنقاذ أعداد كبيرة من الثوار، وتهريبهم وتوفير أماكن لهم للمبيت ، واستمر نضال المرأة الفلسطينية في الانتفاضة الثانية ( الاقصى )عام 2000 وظهر خط جديد لنضال المرأة المقدسية المرابطات والمدافعات عن الاقصى ولو انه من الظلم أن يرتبط نضالهن فقط بموضوع الرباط إذ تجاوز رباط بعضهن عشرات السنين في مصاطب العلم والتعليم وتدريس فن الصمود والمقاومة والصلاة والاعتكاف، والدفاع عن هذه المساحة الدينية والتاريخية. اما الانتفاضة الثالثة عام 2015 “انتفاضة السكاكين” والتي جاءت بعد تزايد الممارسات التعسفية والانتهاكات المستمرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي سعت الى تصعيد عملياتها الاجرامية ضد ابناء الشعب الفلسطيني ومقدساته ، كانت المواجهة الحقيقية بين العدو والنساء وجها لوجه دون خوف أو وجل لديهن الرغبة في الاستشهاد بجرأة متناهية ولعل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كانت كفيلة بأن تنقل صور الفتيات الملثمات في مواجهة قوات الاحتلال وتتصدى لهم
ووصولا الى هبة الاسباط التي تحولت الى ايقونة ثورية تمثل رمز القدس والمسجد الاقصى وشهدت القدس ومدن الضفة انتفاضة حقيقية من اجل الدفاع عن القدس ورفض وسائل التقسيم والرقابة الالكترونية ونجحوا في فرض شروطهم على المحتل، وأفشلوا مخطط تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانياً وتهويده. هذه المواجهة التاريخية التي انتصر بها المقدسي والمقدسية فوق ارضهم تعيد ثقته بنفسه وبقضيته وبقدرته على الصمود ومواجهة العدو رغم مواظبة جيش الاحتلال في القدس على مهاجمة الفتيات والاطفال والاعتداء عليهن، وضرب المرابطات وابعادهن لمدد زمنية تصل الى ستة أشهر عن باحات المسجد الاقصى ، تقول احدى المرابطات المقدسيات ” أن الرباط لا يجب أن يقتصر على عمر أو جنس معين، مطلوب من الكل أن يرابط في القدس والأقصى فتقول: ” المرأة والرجل خط دفاع أول عن المسجد الأقصى والقدس بكافة مقدساتها التجربة الأخيرة أثبتت أهمية تواجد المرأة المقدسية التي نامت على أبواب الأقصى وصحبت أولادها وزوجها هناك . ولم يثن الضرب والاعتقال والإبعاد القسري للمرابطات والناشطات المقدسيات عن الذهاب الى المسجد الاقصى والرباط فيه هن وعائلاتهن وتجهيز الطعام ومد السفرة المقدسية امام أعين جيش الاحتلال للشباب الصامدين المرابطين على ثغور وابواب المدينة .كل هذه المعطيات تظهر أن الاحتلال يسعى عبر استهداف نساء القدس، إلى ضرب تماسك العائلة المقدسية ، وتقويض قدرتها على الصمود والمواجهة ، ما يمكن من مواصلة اجراءات التهويد والأسرلة وطمس هوية المدينة ، إلا أن هذه الإعتداءات والجرائم لن تثني المرأة المقدسية عن مواصلة تحديها لكافة ممارسات الاحتلال، رغم هذا التصعيد الخطير الذي تمارسه سلطات الاحتلال وغلاة المستوطنين. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:29 pm | |
| خطر قادم يهدد مدارس القدس ومناهجها العربية تحت هذا العنوان كتبت الأخت الفاضلة المقدسية الدكتورة نائلة الوعري على صفحتها في الفيسبوك أول أمس، ولأهمية الأمر وخطورته في ظل الأحداث المتلاحقة على الأمة، ولأن الصهاينة يعملون في هدوء مع انشغال الأمة بقضايا كثيرة هنا وهناك، وجدت أنه من الضروري بمكان مناشدة الدول والشعوب التحرك لإنقاذ الأقصى والقدس وفلسطين من الاحتلال الغاشم. كتبت الدكتورة ما يلي: «ألا يكفي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة وما يواجهه من هجمات (إسرائيلية) تهويدية تتعدد أشكالها وصورها، من ترحيل للسكان الفلسطينيين وهدم منازلهم، والتضييق عليهم والتنكيل بهم وفرْض ضرائب باهظة عليهم، وحرمانهم من توسيع وتطوير بلداتهم وأحيائهم، ومصادرة أراضيهم لصالح التوسُّع الاستيطاني، وتسمين مستعمراتهم، والعديد من الإجراءات والعقوبات الاحتلالية الأخرى وخطط الترحيل القسري عن المدينة القديمة. (إسرائيل) الآن تريد أن تكمل ما بدأته منذ سنوات بوضع يديها على المدارس المقدسية لـ(أسرلة) المناهج الفلسطينية وإخضاعها مقابل إغراءات ومِنح مالية. والأخطر اليوم هو الخطة التي يقودها ما يسمى (وزير شؤون القدس) الليكودي المتطرف المدعو زئيف الكين، و(الوزير) المتطرف المدعو نفتالي بينت، بمشاركة رئيس بلدية الاحتلال في القدس المدعو نير بركات، الطامح إلى ضمان مكانة له في حزب الليكود عبر مزيد من الإجراءات التنكيلية بحق سكان المدينة الفلسطينيين، القاضية بتخصيص مبلغ خمسة ملايين دولار تقريبًا، لترميم المدارس الفلسطينية التي تستجيب لخطط الاحتلال الهادفة إلى (أسرلة) مناهج التعليم في القدس المحتلة، في مقايضة تعكس الوجه البشع والعنصري للاحتلال ومؤسساته المختلفة، في مخالفة واضحة لواجبات ومسؤوليات السلطة القائمة بالاحتلال، حسب اتفاقيات جنيف. المطلوب الآن وبسرعة تحرك من السلطة الفلسطينية والمؤسسات التربوية والتعليمية العاملة في فلسطين، والمؤسسات الحقوقية، الوقوف في وجه هذه المخططات (الإسرائيلية) وتحرك عاجل في مواجهة سياسة (الأسرلة) القادمة ووقف هذه الخطط». انتهى. ومن هنا أوجه النداء إلى قادة العرب والمسلمين وأقول لهم ألا يكفي انتهاك مسرى رسولنا الكريم في القدس والأقصى وفلسطين؟ ثم إنه إذا كانت الدول بجيوشها وإمكانياتها لاتستطيع تحرير الأقصى والقدس وفلسطين من هؤلاء المسوخ الأنجاس فلا أعتقد أن هذه القيادات تعجز عن أن يكون هناك ضغط دبلوماسي منظم على أقل تقدير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا أعتقد أن الدعم المالي المباشر لتثبيت أهل القدس في مدينتهم تعجزون عنه. وختاماً نقول إنه لايمكن أن تحرَّر فلسطين من البحر إلى النهر بتفاوض أو سلام ومحادثات وحوار، فما أُخِذ بالقوة لايُرجع إلا بالقوة يا سادة، وليكن الدرس البالغ من فك الحصار عن حلب الأسبوع الماضي من قبل مجاهدي سوريا الدرس والعبرة. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:29 pm | |
| الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة كتبت الدكتورة نائلة الوعري*: رغم صمود المقدسيين أمام تعنت الكيان الصهيوني وانتصارهم على كل الأدوات والآلات العسكرية التي كانت معدة لفرض واقع جديد على المقدسيين، ووضع اليد على المسجد الأقصى والأبواب النافذة إلى ساحات الحرم وأبواب المدينة وأي منفذ ممكن أن يصل إليه المصلين للأقصى.
ورغم انتصار الحق ورفع راية المقاومة للدفاع عن المسجد الأقصى والقدس والصمود والتحدي والرباط وانتصار المقدسيون بوقف اطماع الصهاينة وغطرستهم، والحد من عزمهم الاستيلاء على الأقصى وتقليص عدد المصلين وإخضاعهم للتفتيش الالكتروني ومراقبتهم بالكاميرات .
إلا أنه لازال هناك تهديدات ومخاطر كثيره ، إذا أردنا أن نعرض لمجمل التهديدات والمخاطر التي تتعرض لها المدينة المقدسة فأنني أضع في مقدمتها خطر التهويد، حيث أن تهويد المدينة ينبع من ثقافة المحتل الغاصب الذي بدأ منذ القدم بإعداد الخطط والاستراتيجيات الرامية للاستيلاء على المدينة ومقدساتها وتهويدها مستخدما الطرق القمعية والعنصرية لتفريغ المدينة ووضع اليد على المسجد الأقصى.
بدأ المخطط بتنفيذ مشاريع إخلاء ساحات الاقصى، والتحكم بعدد المصلين وأعمارهم واستخدام باب واحد لدخول المصلين مع أن هناك أكثر من باب يدخل منه المصلين المقادسة إلى ساحات الاقصى.
الأهم والأخطر هو وضع مخطط التقسيم الزماني والمكاني للسيطرة على 4000م2 ما بين باب السلسلة وباب المغاربة، والتقسيم المكاني وهو إيجاد بقعة دائمة في ساحة المسجد الاقصى لصلاة المستوطنين المتطرفين وكان قد طرح النائب في الكنيست الإسرائيلي “آرية الداد” مشروعا بتاريخ9/8/2012م 9ساعات للمسلمين و9ساعات للصهاينة ويوم الجمعة للمسلمين ويوم السبت للصهاينة .
لكن تصدى له المقدسيين ومنعوا الصهاينة وطاردوهم من باب إلى باب ومنعوهم من اخذ موطأ قدم في الاقصى ، في العام 2016 بدأ المستوطنون يصلون 3 ساعات في اليوم يعترضهم المقدسيون ويلاحقونهم ولكن ظلت الحكومة الإسرائيلية تحمي هؤلاء المستوطنين وتسعى بكل الوسائل لأخذ السيادة على الاقصى والتحكم بمواعيد الصلاة ودخول المصلين المسلمين.
كما بدأت بتكثيف الاقتحامات وحراسة المستوطنين، فقد بلغ عدد الاقتحامات في 2012 بمعدل 810 يوما وبعد 2013 بلغت بمعدل 1200واخر اقتحام كان في 2017 قبل الهبة الأخيرة ضد الاقتحامات والابواب الالكترونية بلغ عدد الاقتحامات 1500 يوم أي اغلب أوقات السنة .
وعلى الصعيد الآخر ومن أهم المخاطر التي تهدد المدينة والمسجد الاقصى الحفريات الممنهجة والمتعمدة والتي تؤسس لبناء الهيكل أسفل الاقصى والتي بلغت حتى الآن 63حفرية في إنفاق تحت المدينة استعداداً لبناء الهيكل .
إضافة إلى منع المصلين من الدخول إلى الاقصى وخاصة الشباب من 12سنة الى 40 سنة،( هدا الشرط مرهون بالحالة الأمنية الإسرائيلية)، عدا عن مداهمات جيش الاحتلال للمواقع الدينية الأخرى في الاقصى ومصادرة أوراق ووثائق مهمة من المكتبات والمدارس والزوايا ومنع استمرار حلقات العلم والمساطب والاستمرار بالتدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية للسيطرة على القرارات المتعلقة بالأقصى لبسط نفوذهم عليه.
واتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارات لإبعاد المرابطين والمرابطات وحرمانهم من الصلاة أو الاقتراب من المسجد الاقصى لعدة شهور كعقاب لهم على مقاومتهم ورباطهم، كما عملت على إبعاد الرموز المقدسية وشيوخ الدين من المرابطين والمرابطات.
ومن المخاطر الكبيرة التي تواجه مدينة القدس المحتلة هي عمليات الطرد الصامت للمقدسيين وإرغامهم على الهجرة من القدس وسحب الهويات تحت مسميات وذرائع مكذوبة وحرمان الكثير منهم الاقامة بالقدس وضواحيها، الى جانب الاعتقال الإداري لفئة الشباب بحجج واهية لغاية إبعادهم عن محيط الاقصى، ومن أجل إبعادهم وحرمانهم من دخول الاقصى.
عند الاشتباكات بين المستوطنين والمرابطين بقوم الجنود بتقييد يد المرابطين والمرابطات ومنعهم من التصدي للمقتحمين بل وإصدار قرار بوصفهم بالإرهاب وكل من يثبت عليه تطبق عليه عقوبة قد تصل للطرد أو السجن “الحبس البيتي” لأشهر والحرمان من التامين الصحي وغيرها من عقوبات .
ما حصل أخيراً من منع الصلاة وإغلاق المسجد لمدة أسبوعين ووضع بوابات الكترونية لبسط السيادة على الاقصى ما كانت إلا خطط مبيته أراد العدو الصهيوني انتهاز الفرصة كما قلت لوضع اليد على الاقصى بحيث تكون هي المتحكمة بالحجر والبشر .
ولكن بفضل الله وصمود المقدسييون ومن معهم من أهل فلسطين وحدهم وبتوفيق من الله اجبروا الاحتلال بقوتهم وعزيمتهم وصمودهم الرضوخ لمطالبهم وهي تفكيك الأبواب الالكترونية وكميرات المراقبة بالقوة والعودة الى الوضع السابق لا للتفتيش لا للأبواب الالكترونية لا للكاميرات، وفتح الأبواب والمنافذ.
لسان حالهم وحناجرهم تهتف نحن أبناء القدس الصامدين لن نتخلى عن اقصانا وانتم من سترحلون، ورضخ الاحتلال العنصري والذي كان ينوي السيطرة على الجزء الشمالي الشرقي من الاقصى والبالغة مساحته حوالي 8000 متراً مربعا للتهيئة لبناء الهيكل وفرض امر واقع على المدينة وأهلها .
*دكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، باحثة ولها عدة مؤلفات منشورة عن تاريخ فلسطين والمشروع الصهيوني. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية الأربعاء 25 سبتمبر 2024, 2:30 pm | |
| الوعري.. اشتغال معرفي للتنبيه بالأخطار التي تحدق بالقدس حاورتها: سميرة عوض – أن تقفَ جهدَك التوثيقي لمدينة شهدت مولدك، فهذه رسالة، فكيف إذا كانت هذه المدينة هي «القدس».. هذا ما كرست ابنة القدس د.نائلة فايز الوعري حياتها لأجله، فصدر لها في هذا السياق: «دور القنصليات الأجنبية في هجرة وترسيخ الاستيطان في فلسطين 1840-1914» (دار الشروق، عمّان، 2006)، و«موقف الولاة والعلماء والأعيان والإقطاعيين من المشروع الصهيوني 1856-1914» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2012)، ولها مؤلفات عدة بالإنجليزية. كما أنها أنجزت سلسة من الدراسات والأبحاث المحكمة، ومنها «حارة المغاربة وقف إسلامي: القرن الثاني عشر الهجري»، و«بدايات النضال العربي الفلسطيني 1920-1939» (جامعة دمشق، 2007)، و«القدس تحت الاحتلال البريطاني 1917-1922» (جامعة دمشق، 2009). كما لها مؤلفات تحت الطبع، منها معجم حول فلسطين في عيون الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين بين القرنين الثالث الهجري والرابع الهجري». تالياً حوار مع الوعري حول اشتغالها ضمن هذا المحور:
• يعدّ المكان الذي يشهد الإطلالة الأولى على الحياة نبعاً للذكراة، وأنت مقدسية المولد، وقد هُجّرت منها برفقة الأهل وأنت في الثالثة عشرة من عمرك.. حدثينا عن القدس كما ترتسم في مخيالك؟ – في القدس، وعلى بعد أمتار من المسجد الأقصى، وُلدت في حوش البسطامي بحارة السعدية، أحد أحياء القدس القديمة.. وعلى أرضها عشت طفولتي وقسطاً من يفاعتي. كنت لم أتجاوز بعد الثالثة عشرة من العمر عندما انهارت الأحلام ودوت في مسامع الكون نكسة حزيران 1967، واتشحت القدس درة العواصم وقبلة الدنيا بأثواب الحداد على ما حل بتاريخها وأرضها وبيوتها وأبنائها الذين اضطروا إلى النزوح تحت وطأة التهجير، وفي ظنهم أن المشوار الثاني من مراحل التهجير لن يطول، وإنْ هي إلا غيبة قصيرة ويعود الحنين فيزهر آمالاً ورجاءاتٍ وسنونواتٍ تعطر فضاء فلسطين، لكن الغياب صار مزمناً، وأصبحت القدس أكثر نأياً من أي وقت مضى.
• بماذا تغذّين حنينك لسيدة المدائن؟ وكيف تعبرين عن فيوض عشقك لها ومشاعر تعلّقك بها؟ – ظللت لسنوات طوال أحلم بها.. وظل الحنين إلى فلسطين الوطن والقدس مسقط الرأس يلازمني وشوقي لها يزداد يوماً بعد يوم، وأمَلي بالتحرر والجلاء بات شعاراً مهترئاً.. فهناك احتلال وشعب آخر مزروع في الوطن الجريح ممتد على امتداد الخريطة الزمانية والمكانية وكأن التاريخ ظل مختبئاً وراء المجهول، والوطن يئن، والزمن هو الشاهد الوحيد عليه.. هناك مدن لها أزقة وأحواش تضيق بها الأنفاس وتصعب الحياة فيها، لكنك تحبها وتعشقها، فتعيش وتموت فوق أرضها لأنها الوطن.. وهناك مدن تولد فيها وتكبر، وتحلم بالحرية، لكنك تغادرها قسراً وظلماً، فتتولد في قلبك وضميرك حسرة ما بعدها حسرة، وتظل تحلم بيوم العودة إليها أو حتى العيش في مدينة تشبهها.
• تنشطين ضمن عنوان كبير هو «القدس».. من هنا ربما جاءت فكرة جمعية «نساء من أجل القدس» في البحرين، ثم في لبنان وفي تونس.. إلخ. كيف وُلدت الفكرة، وما دورك فيها؟ – نشأت فكرة تجمع «نساء من أجل القدس» عندما فكرت بربط المرأة العربية والفلسطينية والمسلمة بواجب المشاركة في الدفاع ودعم المدينة والحفاظ على هويتها العربية والإسلامية بوصفها المدينة التي تحتضن التراث العربي والإسلامي والمسيحي، وتعميق المعرفة بالهوية التاريخية لمدينة القدس ودعم صمودها علمياً وثقافياً ومادياً، فجاء تأسيس جمعية «نساء من أجل القدس» البحرينية في حزيران 2003 وهي تخضع لإشراف وزارة التنمية الاجتماعية وتدعمها النساء البحرينيات والمقيمات على أرض البحرين. ثم نقلت فكرتي للعواصم العربية التي بادرت النساء فيها بتأسيس جمعيات تحمل الاسم نفسه وتمارس النشاط نفسه.
• ماذا عن تجربة نشأتك في البحرين، وهل من فكرة كتابية تربطين بها مكانك الأول بمكان إقامتك؟ – في المنامة، هذه الجزيرة المتربعة فوق مياه الخليج والتي ترتبط مع جزر أخرى صغيرة تكون 33 جزيرة تشكل مملكة البحرين، عشت وترعرعت وأكملت دراستي العلمية في مدارسها، وأصبحت جزءاً من نسيج ذلك المجتمع العربي، فكانت المدينة لي ولأسرتي حضناً دافئاً. عشنا -وما زلنا- «مواطنين» في المجتمع الذي نفتخر به ويفتخر بنا.. وقد بدأت بكتابة سيرتي الحياتية التي تتناول 13 سنة عشتها في القدس، ثم بقية عمري في البحرين، بالربط بينهما في سرد واقعي يبدأ من حارة السعدية في القدس حيث وُلدت إلى أن رحلت إلى حي القضيبية في المنامة بعد حرب 1967، حيث ما أزال أعيش.. تحدثت عن الحنين والاشتياق وتجربة الغربة والمعاناة وبداخلي طفلة صغيرة استيقظت من إغفاءتها لتجد نفسها خارج الوطن..
• شاركت في مؤتمرات وقدمت أبحاثاً مهمة عن مدينة القدس، آخرها ضمن الندوة السنوية لمنتدى الفكر العربي التي عُقدت في عمّان تحت عنوان «القدس في الضمير».. كما تثابرين على توثيق تاريخ القدس.. كيف ترين جدوى الندوات والإصدارات على هذا الصعيد؟ – لقد شاركت في مؤتمرات عن القدس في بعض العواصم العربية، ونظمت بعضها، مسكونة بهاجس هذه المدينة المأسورة، أجد واجباً قومياً وعربياً وإسلامياً علينا للتعريف بتاريخها الحضاري، والتنبيه للخطر المحدق بها، وما آلت إليه من التفاف تهويدي، وحصار خانق هدفه طرد سكانها ومصادرة أملاكهم استعداداً لتهويدها بالكامل. قد يجد بعضهم أنه لا جدوى من هذه الفعاليات عن القدس.. ولكن؛ هل نستسلم، ونسلّم بالأمر الواقع، ونضحّي بأهلنا في القدس؟! إن الباحثين الذين يتقدمون بأبحاث عما يجري في القدس، ويسلطون الضوء على المخاطر التي تتعرض لها، إنما يفتحون أعيننا وأعين العرب والمسلمين ويدعوننا للتحرك كي نعالج القضايا المطروحة. إن التوصيات التي تتمخض عن هذه المؤتمرات ذات جدوى معرفية على الأقل، وما توليه الرعاية الهاشمية لمدينة القدس من إعادة إعمار وترميم هي مثال على الاستجابة لمتطلبات المدينة.. ربما لن يكون تحركنا لدعم المدينة بالسرعة التي تمضي فيها «إسرائيل» بتهويدها، ولكن لا بد من دق ناقوس الخطر.
• منذ الرحيل برفقة العائلة عن القدس في حرب 1967، والشأن الثقافي والتاريخي يشغلك.. ماذا عن تحصيلك العلمي؟ – رغم أنني مضيتُ في مسيرة علمية طويلة، إلا أنني ما زلت زلت طالبة في مجال البحث التاريخي في المسألة الشرقية. وقد شدّتني كثيراً فترة الحكم العثماني لبلاد الشام، وتخصصت بها. وأنا مجازة في علَمين من العلوم الإنسانية، إذ حصلت على شهادة الليسانس في الآداب/ قسم الوثائق والمكتبات من جامعة القاهرة (1978)، ثم شهادة الليسانس التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة بيروت العربية (2002)، ثم شهادة دبلوم الدراسات العليا من قسم التاريخ بالجامعة نفسها (2004)، ثم شهادة الماجستير في التخصص نفسه من الجامعة نفسها (2006)، فشهادة دكتوراة الدولة.. في تلك المراحل أنجزت مؤلفين في التاريخ الحديث؛ الأول هو رسالة الماجستير، والثاني رسالة الدكتوراه. وهما منشوران، ويتحدثان عن المشروع الصهيوني والتغلغل والتجذر ومن ثم هجرة اليهود إلى فلسطين منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى قيام الحرب العالمية الأولى.
• كتب جهاد الخازن في زاويته الشهيرة «عيون وآذان» في صحيفة «الحياة» اللندنية (8/5/2013) مقالة بعنوان «كتابان للقراءة الإلزامية» أقتطف منها: «لو اخترت أهم عشرة كتب عن القضية الفلسطينية، موضوعاً وتوثيقاً، لكان بينها كتابا بنت القدس د.نائلة الوعري (دور القنصليات الأجنبية في الهجرة والاستيطان اليهودي في فلسطين) و(موقف الولاة والعلماء والأعيان والإقطاعيين في فلسطين من المشروع الصهيوني).. لا أستطيع ان أنصف الكاتبة والكتابين في عجالة صحافية، وأعترف بأنني لم أكن أعرف عن الوعري سوى اسمها وأنها تحمل جنسية البحرين إضافة إلى هويتها الفلسطينية، وأزيد اليوم أنها باحثة من القدس تقيم الآن في البحرين، وكتابها عن موقف الولاة والعلماء والأعيان والإقطاعيين أساسه رسالة دكتوراه أشرف عليها البروفسور حسّان حلاق». السؤال هنا: ما رأيك بما قاله الخازن، وإلى أي مدى أنصف جهودك؟ – أتقدم بالشكر للكاتب جهاد الخازن لأنه عَدّ كتابَيّ من أهم ما قرأ أو اختار للتحدث عنهما في «الحياة» اللندنية.. وقد هاله كمية الوثائق والمعلومات التي وثقت المادة العلمية. ومَن ينصف الباحث هو الذي يقرأ هذين المؤلفبن ويطّلع على الكم الضخم من الوثائق والمخطوطات ودفاتر الطابو في إضاءة جديدة على فترة زمنية مسكوت عنها في بيع الأراضي والملكيات في فلسطين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.
• أين وصلت رحلة معجم «فلسطين في عيون الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين».. ومتى سيرى النور؟ – لقد أنجزت هذا المعجم قبل سنوات عدة.. وللأسف تعثرت طباعته لكبر حجمه وكلفته.. يستعرض المعجم النصوص المهمة التي دونها الرحالة والجغرافيون العرب عن فلسطين وخصوصاً بيت المقدس، وقد بلغ عدد الصفحات التي غطت ما دوّنه الرحالة عن القدس 350 صفحة من أصل 1700 صفحة. لقد كانت الأرض المقدسة موضع اهتمام العلماء، وبرز نوع من الأدب الإسلامي يدعو لزيارة القدس والتبرك بمقدساتها. ولأهمية هذا الموضوع كان لزاماً علي أن أسعى بكل جهدي لطباعته على حسابي الخاص، وسوف يصدر هذا المعجم قريباً عن دار ورد الأردنية في جزأين. |
|
| |
| القدس عاصمة فلسطين السياسية والروحية | |
|