ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75483 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟ الأحد 29 سبتمبر 2024, 10:26 pm
إسرائيل تعلن اغتيال قيادي في حزب الله أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال نبيل قاووق قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب الله، وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الجيش اغتال قاووق في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس السبت.
ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟ باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، مما قد يترك تداعيات عميقة على السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها.
وينذر هذا الحدث المفصلي بتحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري والأمني للمنطقة، قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات الإقليمية، ومن المتوقع أن تطال هذه التطورات محور المقاومة والممانعة، إلى جانب القوى التي تدعم التطبيع مع إسرائيل.
وحسب تقرير لمراسل الجزيرة ماجد عبد الهادي، فإن هذه الضربة الجوية الإسرائيلية لم تقتصر على إنهاء حياة نصر الله فقط، بل تمثل تحولا كبيرا في قواعد الاشتباك بين الطرفين، ومع هذا الاغتيال، يبدو أن المنطقة قد دخلت منعطفًا جديدًا ينذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.
ويلفت التقرير الانتباه إلى توقيت الاغتيال، الذي جاء بعد ساعات قليلة من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، حيث أثار هذا التزامن تساؤلات حول مصداقية الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى تهدئة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
الدبلوماسية الأميركية ولم تكن عملية اغتيال نصر الله الأولى من نوعها، فقد سبقتها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والتي جاءت هي الأخرى في وقت كان السعي الدبلوماسي الأميركي يهدف لوقف إطلاق النار.
وتعيد العملية الإسرائيلية الأخيرة إلى الواجهة الجدل حول مدى احترام إسرائيل للقانون الدولي والسيادة الوطنية للدول المجاورة. مع تكرار الادعاء بحقها في الدفاع عن نفسها، حيث تغض الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الطرف عن الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وغيرهم في المنطقة.
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يقارب إكمال عامه الأول، يتزايد الغموض بشأن الرد المحتمل لمحور المقاومة، خاصة بعد فقدان أهم قادته، وما إذا كان هذا المحور سيبقى على موقفه المتريث ويرفض الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، أم أن اغتيال نصر الله سيعجّل برد عسكري واسع النطاق.
وحسب عبد الهادي، فربما تكون التطورات الأخيرة محفزًا لإعادة النظر في المواقف السياسية للدول التي تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل، وما إذا كانت ستبقى على نهجها، أم أن هذا الاغتيال سيفرض عليها مراجعة حساباتها، مما قد يجبر إسرائيل وداعميها على إعادة تقييم سياساتهم.
غارات إسرائيلية على الضاحية والبقاع وحزب الله يقصف طبريا
أفادت مصادر لبنانية بمقتل 27 شخصا على الأقل إثر غارات إسرائيلية على بلدات في شرق وجنوب لبنان اليوم الأحد، في حين قصف حزب الله اللبناني مدينة طبريا شمالي إسرائيل، وسط حديث عن اجتياح بري إسرائيلي محتمل للبنان.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية بمقتل 11 شخصًا صباح اليوم جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة العين بالبقاع الشمالي شرقي لبنان.
وقالت الوكالة إنه تم انتشال جثامين 6 من القتلى جراء الغارة، بينما لا تزال أعمال الإنقاذ مستمرة لانتشال جثامين الخمسة الآخرين.
من جهته، أعلن الدفاع المدني اللبناني مقتل 7 مسعفين في غارتين إسرائيليتين على بلدتي قبريخا وطير دبا جنوبي لبنان.
كما أعلن الدفاع المدني في شرق لبنان مقتل 9 سوريين في غارة إسرائيلية على بلدة العين في قضاء بعلبك.
وقال مراسل الجزيرة إن غارات إسرائيلية استهدفت بلدتي إيعات وسحمر في البقاع شرقي لبنان.
وشنت إسرائيل فجر اليوم الأحد غارات جوية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان، وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد الغارات الإسرائيلية على مواقع في مدينة صور والبقاع ومناطق أخرى جنوبي لبنان.
كما أفادت مصادر لبنانية بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت -فجر اليوم الأحد- بلدتي كفر شوبا وكفر كلا جنوبي لبنان. وقال مراسل الجزيرة إن غارات إسرائيلية استهدفت بلدات عدة في منطقة بعلبك شرقي لبنان.
اغتيال قائد بحزب الله وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم الأحد أنه قصف عشرات الأهداف التابعة لحزب الله في لبنان في الساعات الماضية، ومن بينها "قاذفات موجهة نحو إسرائيل".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال نبيل قاووق قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب الله، وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الجيش اغتال قاووق في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس السبت.
كما قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته شنت الليلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم".
وأفاد مراسل الجزيرة بأن إحدى الغارات استهدفت منطقة الشويفات في محيط الضاحية.
قصف من لبنان في المقابل، سقطت 7 صواريخ أطلقت من لبنان اليوم الأحد في مدينة طبريا بالجليل الأسفل شمالي إسرائيل.
وقال مجلس بلدية طبريا، في بيان مقتضب نقلته القناة السابعة الإسرائيلية، إن 7 صواريخ سقطت في المدينة دون وقوع إصابات.
من جانبها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة بالمدينة.
وأشارت إلى أن صفارات الإنذار دوت في طبريا والجليل الأسفل وجنوب الجولان قبل سقوط الصواريخ بقليل.
وفي سياق متصل، أصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات لسكان الجليل الأعلى وصفد وشمال الجولان بالبقاء قرب الملاجئ والمناطق المحمية، تحسبا لإطلاق صواريخ من لبنان، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع قوله إن حزب الله بدأ يخطط لقصف تل أبيب.
عملية برية ونقلت صحيفة معاريف عن مصادر إسرائيلية قولها إن قرار العملية البرية في لبنان لم يتخذ بعد، وأكدت أن الجيش مستعد لذلك.
وقالت المصادر إن العملية البرية في لبنان ستكون محدودة في حال المصادقة عليها.
وفي السياق ذاته، نقلت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل بدأت أو على وشك أن تبدأ تحركات حدودية ضيقة النطاق داخل لبنان.
وتعليقا على احتمال غضب الإدارة الأميركية من إسرائيل، قال المسؤولون إن "هناك تسامحا في الوقت الحالي"، وأكدوا أن "مصالح أميركا في المنطقة قد تتضرر بشدة إذا فقدت واشنطن اتصالاتها مع الإسرائيليين".
بدورها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن حذرت من أن الغزو البري للبنان قد يأتي بنتائج عكسية.
كما نقلت عن المسؤولين الأميركيين -الذين لم تذكر أسماءهم- القول إن واشنطن تواصل نصيحة إسرائيل بعدم شن غزو بري للبنان.
وأشاروا إلى أن العمليات الإسرائيلية دمرت حزب الله اللبناني كمنظمة، وأن الخطر الأكثر قربا هو كيف ستختار إيران الرد على اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله.
حصيلة القتلى وفي وقت سابق، أصدرت وزارة الصحة اللبنانية بيانا قالت فيه إن العدوان الإسرائيلي على المناطق اللبنانية منذ فجر أمس السبت أدى إلى استشهاد 33 شخصا وإصابة 195 بجروح.
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إنه جرى تسجيل 1640 قتيلا منهم 104 أطفال و194 امرأة، و8 آلاف و408 جرحى منذ بدء المواجهات بين إسرائيل وحزب الله قبل نحو عام.
وتأتي هذه التطورات بعد ساعات من تأكيد حزب الله اغتيال أمينه العام حسن نصر الله في غارات عنيفة شنتها إسرائيل أول أمس الجمعة على الضاحية الجنوبية في بيروت.
واليوم الأحد، حذّر الجيش اللبناني -في بيان- المواطنين اللبنانيين من الانجرار وراء أفعال قد تمسّ بالسلم الأهلي.
وقال إن العدو الإسرائيلي يعمل على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75483 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟ الأحد 29 سبتمبر 2024, 10:28 pm
حزب الله أمام مرحلة جديدة
قبل أن ينتهي شهرُ سبتمبر/ أيلول 2024، بأسبوع انتقل مركز الحرب من قطاع غزة إلى لبنان، ليس بمعنى انتهت الحرب في غزة، وإنما انتقل ثقل الحرب التي يشنها الجيش الصهيوني إلى لبنان.
فالحرب في غزة ما زالت على أشدّها. ويجب أن تعامل كذلك، مهما اشتدت الحرب في لبنان. بل يجب أن يبقى التصميم على حسم الحرب في مصلحة المقاومة في غزة، يحظى بالأولوية. وقد أصبحت إمكانات الانتصار أقوى، وأسرع، مع فتح جبهة لبنان من قِبَل الجيش الصهيوني، والذي سيتورط في حرب مع المقاومة، في لبنان، سوف تستنزف قواه، وتدخله في حرب لن تكون بالسهولة التي دخل فيها، بعد عملية البيجرات، الغادرة والخطيرة، والمفاجِئة والمكلفة.
إن الخسائر التي ألحقتها عملية البيجرات ثم اللاسلكي، ثم قصف اجتماع قادة الرضوان، وأخيرًا وليس آخرًا، ضرب حي من ثماني بنايات في قلب الضاحية، مستهدفًا حياة "سيد المقاومة اللبنانية السيد حسن نصر الله".
هذه العمليات والضربات – وقد أدت ضربة البنايات الثماني إلى استشهاد السيد حسن نصر الله، القائد الفذ – تشكل بداية لحرب شاملة ضد المقاومة في لبنان، لأنها من جهة ستغري القيادة الصهيونية بمواصلة الحرب، حتى تحقيق إنجاز عسكري، ينهي الدور الذي مثله حزب الله، في مقاومة الكيان الصهيوني، وفي دعمه ومساندته للمقاومة في حرب غزة، بل ودوره فيما حدث من تغيير في ميزان القوى العسكري الذي كان مختلًا لمصلحة الكيان الصهيوني، منذ قيامه في العام 1948.
إن ما يشهده لبنان، في الأيام العشرة الأخيرة يجيء مع الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" الكبرى المجيدة، في تاريخ المقاومة الفلسطينية، بل حتى على مستوى ما عرفه عصر حركات التحرر الوطني من مقاومات، الأمر الذي يشير إلى أن الحرب الضروس بدأت على الجبهة اللبنانية، لتمتد إلى مدى أسابيع وأشهر، وربما أكثر.
فالكيان الصهيوني لا يستطيع أن يتوقف أمام إغراءات ما أنجزه حتى الآن، بالنسبة إليه. الأمر الذي سيفرض عليه الاستمرار في عمليته، بما في ذلك احتلال أجزاء من جنوب لبنان. وهو يظن أن بإمكانه أن يحقق نصرًا على حزب الله، بعد استشهاد السيد حسن نصر الله. فحزب الله، وهذه الحالة، سوف يتماسك، ويضمد جراحه، ويواصل الطريق الذي خطّه السيد حسن نصر الله بإيمان وحكمة، خصوصًا في حرب 2006 وفي تحرير جنوب لبنان.
كان حزب الله قد فقد من قبل قائده، وشهيده، السيد عباس الموسوي الذي كان له الدور القيادي الفاعل. ولكن ثبت أن اختيار السيد حسن نصرالله، من بعده أبقى الحزب على قوته وفاعليته. ثم زوده بفاعلية أكبر، مع تطور موازين قوى أتاحت له الوصول إلى تحرير جنوب لبنان، والانتصار في حرب 2006، وصولًا إلى اليوم.
فالحزب الذي بني منذ العام 1982/1983 أصبح مؤسسة، وذا تقاليد راسخة، واتسعت صفوفه لتشمل الآلاف وعشرات الآلاف. فضلًا عن قيادات عسكرية وسياسية قادرة على مواصلة مسيرته، مهما بلغت الخسائر واشتدت الصعوبات. وهذا طبعًا ما ستثبته الأيام القادمة.
المهم أن الحرب دخلت مرحلة جديدة كليًا مع دخول شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2024. ولن تكون من حيث ما تشكله من معادلة جديدة، إلا بحجم ما شكلته عملية "طوفان الأقصى"، وما تداعى في إثرها من تطورات طوال العام الفائت.
صحيح أن المرحلة الجديدة على مستوى قطاع غزة ستواصل طريق النصر، وامتلاك زمام المبادرة في القتال، كما هو مشاهد، وعملي، حتى اليوم.
ولكن صحيح، أيضًا، أن المرحلة الجديدة في الحرب في لبنان، انتقل فيها زمام المبادرة إلى العدوان العسكري الصهيوني، ولا سيما من زاوية قدرته على الاغتيال، كما ظهر مدى شهر كامل.
ولكن الاغتيال لا يكسب حربًا، ولا يؤشر إلى كسب الحرب. فحدوده فردية في اغتيال القادة، وتأثيراته معنوية. ولكنها لا تغيّر في موازين القوى السياسية والعسكرية التي تحكم الحرب عمومًا.
فحزب الله، ولا شك، أُثخن بخسارة عدد هام من قادته الكبار. ولكن قدراته العسكرية، ومكانته الشعبية، وحاضنته السياسية، وعدالة القضية التي يحملها، ما زالت غير متأثرة، بالخسائر الناجمة عن الاغتيال. وهو ما يفترض بها، بناءً على التجارب السابقة.
طبعًا، القول الفصل في تأكيد ما تقدّم، ينتظر الأيام والأسابيع القادمة بالنسبة إلى حزب الله. وذلك عندما يعود إلى زمام المبادرة، في استخدام ما يمتلكه من قدرات وإمكانات، فضلًا عما لديه من القادة والكوادر، والحلفاء والتأييد الشعبي.
ويجب ألا تطغى عمليات الاغتيال على القراءة الدقيقة لموازين القوى العالمية والإقليمية، وفلسطينيًا وعربيًا (محور المقاومة). فيما وضع نتنياهو يزداد عزلة وضعفًا، ولا يملك غير العناد، بسبب ما يعطيه موقفه كرئيس للحكومة الصهيونية من صلاحيات، وقد راح يستخدمها، ضد ما تتيحه موازين القوى السياسية والعسكرية، علاوة على القدرة على الاغتيال.
وهذا متناقض مع كل منطق، سياسي وعسكري، وقوانين موضوعية. وهو ما سينقلب عليه في النهاية. فمن لا يراعي موازين القوى، تنتظره الهزيمة لا محالة.
ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟