ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: إنصافا للرئيس المرزوقي الخميس 03 أكتوبر 2024, 5:12 pm | |
|
الكتابة عن الرئيس المرزوقي اليوم فعلٌ واقعٌ خارج السياق التونسي لكنه كائنٌ في قلب الزمن الثوري لأن الأمر يقتضي ـ تونسيا دائما ـ أن نكتب عن الرئيس الجديد وأن نطوي صفحة الرئيس القديم فنكون مع الموجة الجديدة لا خارجها. لكنني أعتقد أن هذه اللحظة هي اللحظة الوحيدة التي تكتسب فيها الكتابة عن الرئيس القديم كل معناها لا فقط لأنها تقطع مع التوجه العام الذي يصطف دائما مع الملك الجديد بل لأن للرجل دينًا في رقابنا علينا تسديده. لكن معضلة هذا النص أنه يتقاطع فيه الموضوعي بالذاتي مما يجعل الكتابة مجازفة قد لا تفي الرجل حقه أو قد تعفيه من مسؤولية السؤال عن أخطاء ارتُكبت وزلات كبيرة حصلت. ليس النص مدحية في رئيس سابق وليست قصيدة هجائية تتشفى في شخص غائب بل هي أقرب إلى شهادة قصيرة عن فترة دقيقة من تاريخ الحكم في مهد الربيع العربي زمن الانقلابات والعواصف. - اقتباس :
- لم يكن المرزوقي إسلاميا لكنّه دافع عن الإسلاميين كما لم يدافع عنهم أحد أيام كان الدفاع عنهم يساوي الانتحار
ترددت كثيرا في كتابة المقال لأنه مقال شخصي وقد عرفت الرجل لفترة وجيزة جدا لا تتجاوز شهرا من الزمان، لكنّ حجم ما تعرّض له من الخيانات ومن الحرب الإعلامية القذرة أوجب عليّ إنصافه رغم خلافي مع الفريق المحيط به واستقالتي السريعة من رئاسة الجمهورية بعد أقل من عشرين يوما من العمل الفعلي الحضوري. دفعني إلى إنصافه أيضا ما تعرضتُ له من الخيانة ومن الدسائس ومن الثلب من نفس الشخوص ومن نفس الجهة التي أحاطت به وأساءت إليه.
أزمة الحكم
أتفهم جيدا أن لا يحضر الرئيس المرزوقي حفل تنصيب الرئيس الجديد بعد كل ما تعرض له من شديد الأذى في تونس وهو أذى ناله من الأقارب المقرّبين والخلّص المختارين قبل الأعداء الأبعدين. موضوعيا لا أعلم الأسباب التي منعته عن الحضور لكن أتفهم جيدا موقفه من المشهد التونسي اليوم وقد تميز بعودة مظفرة للثورة المضادة منذ أن وضع الإخوان هناك يدهم في يد جلاد الأمس رغم كل ما يطفو على السطح من حمّى ثورية مزيفة لا تعكس نصرا حقيقيا على الفساد المتغلل في مفاصل الدولة فكرا ونخبا وأحزابا.
ليس هذا الكلام تثبيطا للعزائم ولا كسرا للأمل بل موقف موضوعي قائم على حصاد ما يقارب عشر سنوات من عمر الثورة التونسية. كانت الثورة مفاجأة للجميع وهو الأمر الذي يفسر في جزء كبير درجة الارتباك في الآداء السياسي لمجموع النخب الثورية التي وجدت نفسها في سدّة الحكم فجأة ودون سابق إنذار. وجد المرزوقي نفسه في قلب محرقة الحكم عندما كانت كل خناجر الثورة المضادة السياسية والمالية والإعلامية والدولية والإقليمية موجهة إلى خاصرة الثورة وممثليها.
يكفي شاهدا في هذا السياق تصفح عدد المقالات والبرامج المكتوبة والمسموعة والمرئية التي خُصّصت لشيطنة الرجل لأنه يمثل العدوّ الأساسي للدولة العميقة بما أنها لا تستطيع تصنيفه إسلاميا. لكن الخلل الأساسي لم تُسببه الثورة المضادة بل جاء نابعا من الصفّ الثوري نفسه عندما اختلف أصدقاء الأمس وتباينت مواقفهم بعد هروب الرئيس وظهور كعكة السلطة.
انقسمت الكيانات الثورية على بعضها البعض ونجح كثير من المتسلقين والجواسيس في التسلل إلى داخل الأحزاب الجديدة الناشئة بما فيها "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي تحول لاحقا إلى "حزب الحراك" وحمل معه نفس مجموعة الجواسيس في مراكز قيادية وهي المجموعة التي ستكتب له صك الوفاة قبل أن تقفز من السفينة وتلعن ربّانها وراكبيها.
لم تنجح الشخصيات المعارضة من غير الإسلاميين في أن تكوّن جسدا واحدا قادرا على ملء الفراغ الكبير الذي كانت تحتاجه المرحلة فبقى الفضاء شاغرا بشكل ساعد الدولة العميقة على العودة من جديد.
المرزوقي ومقارعة الاستبداد
قلْ ما شئت في وصف الرجل واختلفْ معه ما شاء لك الوقت أن تختلف فكرا وممارسةً فقد تكون على صواب لكنك لا تستطيع أن تنكر أنه كان من أشرس معارضي بن علي وبورقيبة عندما كانت المعارضة عملة نادرة وعندما كان المناضلون يعدون على أصابع اليد الواحدة. أما اليوم فتشهد تونس فائضا كبيرا في الانتاج النضالي وفي عدد المناضلين حتى صار أعوان الاستبداد أنفسهم ومخبرو النظام وجلادوه مناضلين ومجاهدين من الرعيل الأول.
لم يكن المرزوقي إسلاميا لكنّه دافع عن الإسلاميين كما لم يدافع عنهم أحد أيام كان الدفاع عنهم يساوي الانتحار زمن كان زبانية بن علي يجوبون أوروبا طولا وعرضا للتنكيل بالمعارضين والاعتداء عليهم. كلفه هذا الدفاع ما كلفه من إبعاد ومن شيطنة أذرع بن علي وبورقيبة له إلى حدّ اتهامه بالجنون وهي تقنية استبدادية قديمة في تونس.
لكن اندلاع الثورة التونسية قدّم للرجل فرصة تاريخية للمشاركة في بناء المرحلة الانتقالية التي ساهم بشكل كبير في تأمينها وهو الأمر الذي جعله يحضر بقوة في مرحلة الحكم الثلاثي منقذا البلاد من مآلات مأساوية مثل تلك التي سقطت فيها مصر أو ليبيا. هاته المهمة أُنجزت في قلب عاصفة الانقلابات والاغتيالات والتفجيرات والاعتصامات التي كانت كلّها تعمل على إجهاض المسار الثوري التونسي وإلحاقه ببقية المنوالات العربية. السياق الجديد
اليوم وفي غمرة الموجة الاحتفالية بتنصيب الرئيس التونسي الجديد يكتسب الحديث عن تجربة الرئيس الثوري منصف المرزوقي كل المصداقية والموضوعية بعد إخفاقه في المرور إلى الدور الثاني من الرئاسيات وتبخّر حزبه الذي فشل في الفوز ولو بمقعد نيابي واحد في الانتخابات التشريعية. أقرّ الرجل بالهزيمة وبتحمل المسؤولية وعبّر كذلك عن احترامه لإرادة الشعب وخياراته لكنّ هذه الانتكاسة تأخذ معنى آخر حين نشاهد أحزاب الدولة العميقة تفوز بعدد من المقاعد البرلمانية وعندما نرى شخصيات جديدة في المشهد تفوز بمراتب متقدمة في الانتخابات الرئاسية.
لم ينجح الرجل في تحقيق ما حققه سابقا لأن السياق تغيّر كثيرا ولأنّ الضربات التي تعرض لها من قبل الأذرع الإعلامية للثورة المضادة قد آتت أكلها. لكنّ أعظم الأسباب التي تسببت في هذا التراجع إنما تمثلت في عدد الخيانات التي تعرّض لها داخل حزبه وداخل فريقه الرئاسي إضافة إلى فواعل سياقية موضوعية أخرى يطول الحديث عنها في هذا السياق. - اقتباس :
- لم تنجح الشخصيات المعارضة من غير الإسلاميين في أن تكوّن جسدا واحدا قادرا على ملء الفراغ الكبير الذي كانت تحتاجه المرحلة
كان الرجل منذ سنوات قليلة بوصلة كل النخب التونسية تقريبا وخاصة منها تلك المحسوبة على الخط الثوري وهي تطمح إلى الالتحاق بالقاطرة التي وضعها على الطريق رغم كل المصاعب والعوائق. كان لقاء الرئيس والوصول إليه مطمح كثيرين ممّن يبحثون بحرقة عن موقع وعن نصيب من كعكة حرمهم بن علي مذاقها طوال أكثر من عقدين من الزمان. بل إن كثيرا من المتسلقين ممّن نجحوا في الوصول إليه ونيل ثقته صنعوا لهم صورة ووهجا من التصاقهم بصورته ورمزيته ثم تنكروا له وخوّنوه على الملأ في مشهد مكيافيلي تعيس بنيةً وشخوصاً وإطارا.
سيبقى منصف المرزوقي رغم كل ما حدث وجها مشرقا في مسيرة الثورة التونسية مهما خانه الخائنون وسيبقى كذلك رمزا من رموز الانتقال الديمقراطي عندما كانت البلاد مهددة بالسقوط في أتون حرب أهلية تؤجج نارها عصابات الدولة العميقة وشركاؤهم المندسون داخل الخندق الثوري.
إن الاعتراف بفضل الرجل في مقارعة الاستبداد وفي الدفاع عن الحريات وكذلك في تأمين المسار الانتقالي ليس فقط إنصافا له بل هو في جوهره إنصاف لتاريخ تونس وذاكرتها وإنصاف لثورة تونس ومُنجَزها وإنصافٌ لمن كانوا واقفين هناك عندما كان الجلاد في أوج جبروته وبطشه. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إنصافا للرئيس المرزوقي الخميس 24 أكتوبر 2024, 10:06 am | |
| المنصف المرزوقي يتحدث عن غزة والتحرر الشامل ومستقبل تونسرغم انتصار الثورات المضادة في هذه الجولة حسب توصيفه، لا يبدو الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي -بسنواته التي تقارب الـ80- عازما على الاستسلام، فهو يتحدث عن معركة طويلة مع الاستبداد قد تستغرق أجيالا لكنها ستحسم في النهاية لصالح الشعوب.وقد أعدّ من أجل ذلك -بالاشتراك مع نخبة من المفكرين والسياسيين- خريطة طريق جديدة للديمقراطية العربية سميت وثيقة "العهد الديمقراطي"، ويرى أنه قد آن أوانها في ضوء التحديات التي فرضتها الحرب على غزة.وعلى هامش المؤتمر الذي التأم لإصدار هذه الوثيقة بمدينة سراييفو مطلع الأسبوع، تحدث المرزوقي للجزيرة نت عن رؤيته للتحرر الشامل -من الاستبداد والاحتلال والتبعية- وعن أزمة الديمقراطية عربيا وعالميا، كما استشرف المآلات في تونس بعد الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الرئيس قيس سعيد بولاية جديدة بعد استحواذه على 90.69% من الأصوات.وفيما يأتي أبرز ما دار في المقابلة:ما الجديد الذي تقدمه وثيقة "العهد الديمقراطي العربي" لحل الأزمات الراهنة؟
السردية السائدة حاليا هي انظروا إلى أين وصل الربيع العربي وإلى أين أوصلكم الربيع العربي، ونحن بحاجة الآن إلى استعادة المبادرة من ناحية السردية، لنقول: أنتم الاستبداديون أوصلتم شعوبنا إلى الثورة وغذيتم أسبابها ثم قمتم بالثورة المضادة وأنتم المتسببون الآن في الوضع الكارثي الذي تعيشه الأمة…ونرى أن الأمور تزداد تعفنا وتعقدا وخاصة بفضيحة سقوط هذه الأنظمة أمام ما يقع في غزة، وبالتالي نشعر أنه آن الأوان لاستعادة الحراك الثوري الديمقراطي.وهناك فكرة أساسية أنه لما قامت ثورات الربيع الأولى كانت ثورات متفرقة فلم نكن نشتغل مع بعضنا البعض. والآن نحن نعلم أن غرفة العمليات التي أجهضت الثورات العربية كانت واحدة، وعلينا نحن أن نقوم بشبكة ديمقراطية واحدة حتى نستطيع مواجهتها متوحدين. ونستعد لمعركة طويلة قد تأخذ عقودا وعقودا.وعندنا 3 أهداف حددتها أكثر من مرة: أن تصبح كل الدول العربية دول قانون ومؤسسات لا دول أفراد وعصابات. وأن تتحرر كل الشعوب العربية وتنتقل من وضع شعوب الرعايا إلى شعوب المواطنين، والرعايا هم الذين يعتبرون أن المشكلة الأساسية هي الخبز، والمواطنون هم الذين يعرفون أن الخبز لا يأتي إلا بالكرامة. ثم نحن نعتبر أننا أمة عظيمة لكن أمة مجزأة ومفككة والحل الوحيد لكي تجد هذه الشعوب وهذه الدول طريقا إلى بعضها البعض هو الديمقراطية.وأيضا الديمقراطية بالنسبة لنا ليست فقط قضية انتخابات وحريات، إلخ، هي أولا قضية تحرر وطني وهذا ما وضعناه في العهد الديمقراطي، أنه بالنسبة لنا نحن دول تابعة ولا يمكن أن نتحرر إلا بالديمقراطية لأن الاستبداد والاستعمار وجهان لنفس العملة.هناك نماذج الآن قد لا توصف بالديمقراطية لكنها ربما تبدو أكثر جاذبية للجمهور العربي بسبب تبنيها للمقاومة، ما قولك في هذا؟
المقاومة شيء والبناء شيء آخر. نحن نعترف بدور المقاومة سواء كانت مقاومة مدنية للاستبداد أو مقاومة عسكرية للاستعمار، لأنه لا بد أن نقاوم. لكن بعد انتهاء المقاومة لا بد من بناء. ماذا سنبني عندما تتحرر شعوبنا؟ هل سنعيد بناء الاستبداد الذي هو سبب خرابنا أم سنبني نظما ديمقراطية؟.دعنا نأخذ النموذج السوري، أنت تريدني أن أقول أنا مستعد لأقبل بنظام بشار الأسد.. بأن أسماء الأسد تتحكم في الاقتصاد و(رامي) مخلوف يتحكم في الاقتصاد.. بأن هذا الشخص يرث الحكم من أبيه، وأن يورثه لابنه. تريدني أن أقبل هذا بحجة أنه يقاوم إسرائيل وهو في الواقع لا يقاوم.نحن نرفض القول بأن المقاومة تبرر الاستبداد، غير صحيح. نحن نقاوم الاستبداد ونقاوم الاستعمار، ونعتبر الاستعمار والاستبداد وجهين لنفس العملة. نحن نعتبر أن شعوبنا محتلة من طرف الاحتلال الداخلي.يقال إن الدول الغربية فشلت في اختبار القضية الفلسطينية. هل المسألة في أنها فشلت أم أن منظومة الديمقراطية الغربية هي في الأصل من يقود ويدعم مشاريع الاحتلال والفصل العنصري والانقلابات في بلدان عديدة؟
لا وجود لشيء اسمه الغرب. ما يسمى الغرب هو قيم وحضارة، وهو دول، وهو شعوب. هكذا يجب أن نتعامل مع الأمر. وعندما تنظر إلى هذا الثلاثي في قضية الحرب تجد أن هناك دولا غربية مع إسرائيل 100 بالمئة مثل ألمانيا وأميركا، لكن تجد دولا مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدأت تغير موقفها تماما وهي مع القضية بحيث لا يمكن أن تقول إن كل الدول الغربية مع إسرائيل.أما عن الشعوب الغربية، فأين خرجت أكبر المظاهرات دعما لغزة؟ هل خرجت في بلداننا العربية أم خرجت في أميركا وفي أوروبا؟ وهذا دليل على أن هناك جزءا كبيرا من الشعوب الغربية التي تناضل لا تشتري السردية الإسرائيلية، بالعكس هي معك.ثم عندك القيم، التي هي قيم الديمقراطية العالمية، هل تريد أن تناقش في أن الحرية أحسن من الاستبداد؟ هل تناقش في أن النظام الديمقراطي رغم كل شيء هو الذي يضمن التداول السلمي على السلطة؟ إذن يجب أن نفرق بين هذه المستويات الثلاثة.ونحن نعتبر -وهذا القرار الذي أخذناه في المؤتمر- أن الديمقراطية الغربية كما تمارس الآن هي الشكل الأكثر تقدما فيما نسميه الحكم المجالسي، لكن نعتبر أن هذا الحكم المجالسي على الطريقة الغربية ليس كاملا، ظهرت كثير من عيوبه ونواقصه، وعلينا نحن العرب أن نتقدم خطوة أمامية لابتكار نظام مجالسي أو شوروي يأخذ من هذه التجربة الديمقراطية ويطورها ويحسنها. نحن لسنا تُبّعا، نحن نريد أن نبني على تجارب هذه الديمقراطية الغربية التي هي أكثر تقدما ثم نتجاوزها.ما تعليقك على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في تونس؟ وكيف ترى المستقبل في ضوء هذه النتائج؟
هي تمثل انتصار الثورة المضادة بكيفية رهيبة، أولا لأنه ألغي دستور الثورة، دستور 2014 الذي كان أحسن دستور في تاريخ تونس. عدنا إلى دستور 1959 الذي هو دستور بورقيبة، دستور الشخص. عدنا إلى نظام الحكم الفردي وانتصار الشعبوية. لكن هذه مرحلة لن تدوم لأن هذه الشعبوية تقدمت كأنها لها الحلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لكن في الواقع هذا غير صحيح، المشاكل الاقتصادية والاجتماعية تتعمق.وبالتالي نحن نمضي إما إلى إعادة نفس الهيكلية، أي أنه إذا بقي هذا الشخص (قيس سعيد) في الحكم حتى 2029 سيحاول تغيير الدستور لكي يضمن فترة ثالثة، سيحاول أن يفعل نفس ما فعله: انتخابات تسعينية، وستجد نفس الأشخاص الذين يقولون إننا سنشارك، ويشاركون في هذه اللعبة المغشوشة. هذا السيناريو تقريبا بالنسبة لي هو الذي سيقع، اللهم إلا إذا وصلت الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ذروتها وتحرك الشارع من جديد وهذا ما أدعو إليه، أنا أدعو إلى المقاومة المدنية بإسقاط هذا النظام باعتبار أنه نظام غير شرعي.هذا الشخص أنا أعتبره منقلبا لأنه منقلب على الدستور وأعتبره مغتصبا لأنه اغتصب السلطة. وانظر إلى بلاهتهم، عندما تضع نتائج انتخابات 90% كأنك قلت هذه انتخابات مزورة يعني نسبة الـ90 هي شهادة انتخابات مزورة.وهذا المنقلب المغتصب ورط نفسه، وسيحاول البقاء في السلطة طيلة حياته. كل هؤلاء الدكتاتوريين عندما ينخرطون في انقلابات يورطون أنفسهم، ليس لهم من خيار للبقاء أحياء أو لعدم دخول السجن إلا التمسك بالسلطة، وبالتالي سيحاول التمسك بالسلطة لكن سينتهي إما مثل بن علي بثورة شعبية ويخرج، أو بانقلاب طبي عندما تكتشف المجموعة التي تدور به أنه أصبح عبئا ثقيلا عليها. |
|