عدد المساهمات : 75881 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: انعكاسات "الطوفان" على مسلمي أميركا بعد عام الثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 3:44 pm
هذه انعكاسات "الطوفان" على مسلمي أميركا بعد عام تعرضت الجالية المسلمة في أميركا بشكل استثنائي لضغوط ومضايقات غير مسبوقة منذ وقوع
أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ أسهم ملايين المسلمين الأميركيين بقوة وفعالية وخرجوا
بشكل متكرر للتعبير عن رفضهم لموقف إدارة جو بايدن من دعم العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة.
ورغم تعرض المسلمين لتهديدات وضغوط بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، وتجدد الصعوبات
والمضايقات بعد فرض الرئيس السابق دونالد ترامب حظرا على دخول مواطني بعض الدول
الإسلامية، فإن موقف إدارة بايدن وتبنّي الإعلام الأميركي للادعاءات الإسرائيلية في ما يتعلق
بالحرب على غزة، والانتشار الكثيف لوسائل التواصل الاجتماعي، جعل كثيرا من مسلمي أميركا
يرون أن ما يتعرضون له منذ اندلاع طوفان الأقصى يعدّ الأخطر في ترتيب التحديات الكبيرة التي
تعرضوا لها خلال ربع القرن الأخير.
وغذى الموقف الأميركي من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شعور أغلب مسلمي أميركا بهويتهم
الدينية، وبانتمائهم إلى فئة دينية تضم عرقيات مختلفة لكن يجمعها تعاطف تجاه معاناة أهل غزة، مما
جعلهم يفتخرون بمواقفهم المعارضة لموقف إدارة بايدن، ويرون أن من واجبهم التحدي والدفاع عن
حقوقهم، بصفتهم مواطنين وناخبين ومن دافعي الضرائب.
وبعكس التجارب السابقة التي دفعت كثيرا من المسلمين إلى إخفاء عرقهم وعقيدتهم، وخاصة النساء
اللواتي خلعن حجابهن أو الأطفال الصغار الذين اختبؤوا وراء أسماء مستعارة، يقف مسلمو أميركا
اليوم ملتزمين برفض موقف البيت الأبيض من العدوان على غزة، مع تعهد بنقل التحدي إلى صناديق
الاقتراع في الانتخابات الرئاسية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
مشاعر مختلفة لقد سعى كثير من مسلمي أميركا قبل أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى الانصهار في بوتقة
المجتمع الأميركي المتعدد العرقيات والخلفيات، وقدر كثير منهم بشدة قيم الديمقراطية الأميركية
ومفهوم سيادة القانون واحترام الحريات الخاصة والعامة، وسعى ملايين المسلمين كغيرهم من أبناء
الخلفيات والديانات الأخرى إلى بث بذور الانتماء لأميركا لهم ولأبنائهم في وطنهم الجديد.
ولكن بعد أحداث طوفان الأقصى وما تبعها، يشكك كثير من المسلمين الأميركيين في ترحيب المجتمع
الأميركي بهم وبما يمثلونه من مواقف رافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومنددة بالدعم
والتسليح الأميركي غير المشروط لهذا العدوان، بحسب ما بينت حوارات مختلفة أجرتها الجزيرة نت
معهم.
فقد ذكر رجل أعمال مسلم من أصول باكستانية، يعيش ويعمل في العاصمة واشنطن -طلب عدم ذكر
اسمه- للجزيرة نت "لم أعد أشعر بأنني مرحب بي هنا في أميركا، على الرغم من وجودي بها منذ
ما يزيد على 20 عاما، أصبحت أرى التهديد في البيئة المحيطة بسبب مواقفي أنا وأولادي الناشطين
ضد العدوان، فالمبادئ الأميركية أصبحت محل شك لدينا عندما يخالف الرئيس بايدن القانون
الأميركي ذاته ويستمر في شحن الأسلحة لإسرائيل".
وعلى النقيض من ذلك، يرى مسلمون أميركيون آخرون أن خبرة العام الماضي، وما أتاحه المجتمع
الأميركي من حرية وإمكانية الإسهام في نشاطات مختلفة، كانت عوامل قد أحيت شعورهم بهويتهم
الإسلامية.
وفي حديث للجزيرة نت، أشار زياد صلاح، الطالب الأميركي ذو الأصول الفلسطينية بجامعة جورج
واشنطن، إلى أن المشاركة في المظاهرات والاعتصامات خلال فصل الربيع الماضي أسهمت في
تطوير مهارات التعامل مع ناشطين من الخلفيات والعرقيات كافة، وقال "وجودنا في واشنطن،
ووجود آلاف الأميركيين المسلمين في ضواحيها، سهّل التعارف على مزيد من الطلبة المسلمين الذين
جمعهم هدف لم يجمعهم من قبل".
كذلك ذكرت سيدة مسلمة تركية أن "العدوان على غزة خدم جيلا كاملا من أبناء مسلمي أميركا،
ولخص لهم تاريخ الصراع، وعرّفهم معنى أن تكون مسلما فخورا بدينك في مجتمع متعدد الخلفيات
والتحديات".
جيل جديد متأثر وتحدثت سيدة مصرية أميركية -للجزيرة نت- عن كيفية تأثرها وأولادها (14 و12 عاما) بالعدوان
الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، فقالت إنها قبل طوفان الأقصى لم تكن مهتمة بتعليم أبنائها
الكثير عن تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وكان همها الشاغل هو تنشئتهم ليكونوا
مسلمين أميركيين مصريين، يتحدثون العربية ويعرفون مصر من خلال الزيارات السنوية، للقاء
العائلة الكبيرة في القاهرة.
وذكرت السيدة، التي تعمل في شركة أميركية كبرى، وفضلت عدم ذكر اسمها، أن أولادها تقربوا من
نظرائهم العرب والمسلمين الأميركيين من خلال المشاركة والتعاطف مع كل ما هو فلسطيني، وتقول
"لقد شارك أبنائي في أغلب المظاهرات التي شهدتها منطقة واشنطن الكبرى ضد استمرار العدوان
الإسرائيلي واستمرار الدعم الأميركي". وأشارت إلى أن جيرانها يستغربون من انشغالها بقضية
العدوان على غزة، باعتبار أنها مصرية.
وذكرت السيدة التي تسكن في مقاطعة مونتغومري بولاية ميريلاند المجاورة لواشنطن أن بداية
إدراك أطفالها لعمق الأزمة، ووصولها إلى حياتهم العادية اليومية، جاء حينما رفضت مرافقتهم كما
اعتادت أن تفعل دوما إلى مقهى "ستاربكس" لشراء مشروبات والجلوس لبعض الوقت.
ولفتت -في حديثها للجزيرة نت- إلى أنها عندما كانت تحدث أولادها عن القضايا العربية كاحتلال
فلسطين أو غياب الديمقراطية في الدول العربية، لم يكونوا يبدون اهتماما أو حماسة لما يسمعونه،
وكانوا يقولون "هذه مشاكلكم أنتم، وليست مشكلة جيلنا الجديد".
لكن الأمر تبدل تماما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كما تقول السيدة، فقد ازداد اهتمام ابنائها
بشكل تدريجي وزادت متابعتهم لكل ما يجري من خلال الأخبار، وتقول "كان علي أن أرد على كثير
من الأسئلة عن تاريخ الصراع، وكيف وصلنا إلى هذه النقطة".
أثر المسلمين الأميركيين امتد أثر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على مدى العام الماضي ليشمل جميع مجالات حياة
المسلمين الأميركيين، وظهر ذلك في مواجهة واقع جديد تمثل بتصاعد أزمة "الإسلاموفوبيا"
وخيارات الجالية العربية والمسلمة السياسية.
فمن ناحية إيجابية، أدرك مسلمو أميركا قوة الكتلة التصويتية التي يمثلونها رغم صغرها، فمع
اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية تظل قضية غزة عاملا رئيسًا محددا في نمط تصويت مسلمي
أميركا، خاصة في الولايات السبع المتأرجحة، التي يوجدون فيها بنسب صغيرة لكنها قد تكون مؤثرة
بصورة كبيرة.
أما من ناحية سلبية، فقد تعرض كثير من المسلمين لاعتداءات وتهديدات على نطاق واسع في جرائم
كراهية متنوعة، كان من أبرزها مقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي البالغ من العمر 6
سنوات، بعد تعرضه لـ26 طعنة من قبل مالك العقار الذي كان يسكن فيه مع عائلته خارج مدينة
شيكاغو.
وكشف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في تقريره السنوي للحقوق المدنية عن تلقيه
8061 شكوى تحيز خلال عام 2023، وأن نصفها تقريبا جاء في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام،
أي بعد اندلاع طوفان الأقصى، بزيادة تبلغ 70% أكثر مما كانت عليه عام 2022.
ويقول التقرير، الذي يحمل عنوان "قاتل: عودة الكراهية ضد المسلمين"، إن 15% من الشكاوى
التي تلقتها المجموعة تنطوي على تحيز وظيفي، وإن 8.5% من تقارير التحيز شملت المدارس
والكليات والجامعات.
من ناحية أخرى، يتفاءل مسلمو أميركا بواقع التركيبة السكانية وتغيراتها المستقبلية. فوفقا لتوقعات
مركز "بيو" للأبحاث، فإن التركيبة السكانية للولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها حاليا 337
مليونا ستتغير، بحيث لن تكون اليهودية أكبر ديانة بعد المسيحية في الولايات المتحدة بحلول عام
2050.
ويتوقع المركز أن يكون عدد المسلمين الأميركيين في ذلك العام أكثر من عدد اليهود، بنسبة تصل
إلى 2.1%، أي بزيادة 1% عما هي عليه الآن، حيث يبلغ عددهم ما يقارب 4 ملايين مسلم، ويرجع
ذلك جزئيا إلى استمرار هجرة المسلمين إلى أميركا.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75881 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: انعكاسات "الطوفان" على مسلمي أميركا بعد عام الثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 3:46 pm
الأميركيون المسلمون لبايدن: لا تصويت لك بدون وقف إطلاق النار في غزة
مسيرة بواشنطن نظمها أميركيون مسلمون تطالب بوقف النار في غزة
يقول الأميركيون المسلمون وبعض نشطاء الحزب الديمقراطي إنهم سيعملون على حشد ملايين
الناخبين المسلمين، وتشجيعهم على وقف التبرعات والامتناع عن التصويت لصالح الرئيس جو بايدن
في انتخابات الرئاسة عام 2024 ما لم يتخذ خطوات فورية لوقف إطلاق النار في غزة.
ودعا المجلس الوطني الديمقراطي الإسلامي بايدن إلى استخدام نفوذه لدى إسرائيل للتوسط في وقف
إطلاق النار بحلول الخامسة مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (21:00 بتوقيت غرينتش) اليوم
الثلاثاء.
ويضم المجلس زعماء للحزب الديمقراطي من ولايات من المرجح أن تحسم نتيجة الانتخابات مثل
ميشيغان وأوهايو وبنسلفانيا.
إنذار لوقف إطلاق النار 2023 وفي رسالة مفتوحة بعنوان "إنذار لوقف إطلاق النار 2023" تعهد الزعماء المسلمون بتعبئة
الناخبين المسلمين "لمنع التأييد أو الدعم أو التصويت لأي مرشح يؤيد الهجوم الإسرائيلي على
الشعب الفلسطيني".
وكتب المجلس في الرسالة "لعب دعم إدارتكم غير المشروط، بما يشمل التمويل والتسليح، دورا
مهما في مواصلة العنف الذي يسقط ضحايا من المدنيين، كما أدى إلى تآكل ثقة الناخبين الذين
وضعوا ثقتهم فيكم من قبل".
ويعد النائب الأميركي السابق كيث إليسون، وهو المحامي العام لولاية مينيسوتا وأول عضو مسلم
يُنتخب بالكونغرس، والنائب أندريه كارسون عن ولاية إنديانا، الرئيسين المشاركين المؤسسين
للمجلس الإسلامي.
تنامي الغضب لدى مسلمي أميركا والرسالة هي أحدث مؤشر على تنامي الغضب والإحباط لدى الجاليات العربية والأميركيين المسلمين
من فشل بايدن في التنديد بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة التي جاءت بعد هجوم لمقاتلي كتائب
عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين
الأول، والذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أدى إلى مقتل 1400 شخص واحتجاز 239 رهينة.
وقالت السلطات الطبية في غزة -اليوم الثلاثاء- إن 8525 شخصا بينهم 3542 طفلا، استشهدوا في
الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 3 أسابيع.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذكر أمس أنه لن يوافق على أي وقف للهجمات على
غزة. وصرح المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي بأن "حماس هي
الوحيدة التي ستستفيد من ذلك الآن".
وقد نشرت رشيدة طليب النائبة عن ولاية مينيسوتا، وهي من أصل فلسطيني، أمس مقطع فيديو مدته
90 ثانية على منصة "إكس" تندد فيه بدعم بايدن لـ "حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في
فلسطين" وقالت "لا تعتمد على أصواتنا عام 2024".
وقال باسم القرا المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في وادي سكرامنتو إن
أصوات المسلمين قد تكون حاسمة لبايدن في سعيه لإعادة انتخابه العام المقبل، مشيرا إلى أن الفضل
يعود إلى أصوات ميشيغان الانتخابية، وعددها 16، في فوزه بالانتخابات عام 2020 بفارق بسيط بلغ
2.6% فقط.
وأصدر الأميركيون المسلمون في مينيسوتا، التي يعتزم بايدن زيارتها غدا، إنذارا مماثلا الأسبوع
الماضي يتعلق بوقف إطلاق النار مع تحديد ظهر اليوم موعدا نهائيا لذلك.
وقالوا إنهم يعتزمون تنظيم احتجاج وقت زيارة الرئيس للولاية، في حين لم تعلق حملة بايدن
الانتخابية على الأمر بعد.
بايدن يخطب ود الزعماء المسلمين وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن الرئيس عقد اجتماعا الخميس الماضي مع عدد من الزعماء
المسلمين، وأضاف أن مسؤولي الإدارة يواصلون الاجتماع مع أعضاء المجتمعات العربية والمسلمة
في ظل القلق بشأن تعامل الرئيس مع الأزمة.
ورغم أنه وصف نفسه بأنه رئيس صهيوني، عين بايدن عددا من الأميركيين العرب والمسلمين في
مناصب سياسية أكثر من أي رئيس أميركي آخر، كما عين أول قاضيين اتحاديين مسلمين.
وقال جيلاني حسين المدير التنفيذي لمجلس "كير" في مينيسوتا إن الزعماء الأميركيين المسلمين
في ولايات أخرى تعتبر حاسمة لبايدن في انتخابات عام 2024 سيقدمون مطالب مماثلة.
وأضاف "نتوقع أن تفعل ويسكونسن وأوهايو وولايات أخرى الشيء نفسه هذا الأسبوع".
وذكر حسين أن لا خيار أمامه سوى التصويت ضد بايدن عام 2024 ما لم يدعُ إلى وقف القتال.
وأوضح أنه يتحدث عن نفسه، وليس نيابة عن "كير".
وقال أيضا إن حوالي 70% من الأميركيين المسلمين دعموا بايدن عام 2020.
ولم يرد قادة الأميركيين المسلمين في ميشيغان وأوهايو وويسكونسن على طلبات للتعليق.
وقال أحمد تيكيلي أوغلو المدير التنفيذي لمجلس "كير" في فيلادلفيا إن الأميركيين المسلمين
بالولاية يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار، لكنه ليس على علم بخطط لتحديد موعد نهائي لذلك.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75881 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: انعكاسات "الطوفان" على مسلمي أميركا بعد عام الثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 3:56 pm
الشعور بتهديد الهوية.. كيف يحافظ مسلمو أميركا على قيم أطفالهم؟
[rtl]"إذا أردتَ الالتزام بتعاليم دينك، فعليك أن تُخالفَ العالم. اليوم، لم يعد بإمكانك أن تقول أن ثمّة رجل، وامرأة، وهذا ضرب من الجنون".[/rtl] [rtl]لم يكن النص الوارد أعلاه لشيخ دين على أحد المنابر في بلد مسلم، ولا داخل أحد مساجد الولايات المتحدة، بل جاء على لسان مذيع في إذاعة إنجيلية محلية بولاية كانساس الأميركية، وهي ولاية ريفية تقع في منتصف الولايات المتحدة، ويكثر فيها المزارعون والأميركيون الذين عادةً ما يُصوِّتون للحزب الجمهوري في العقدين الأخيرين.[/rtl] [rtl]أما ما تلا الاقتباس فكان انتقالا لقضية أخرى، مختلفة في موضوعها، لكنها متشابكة من حيث تأثيرها على المسلمين في أميركا. إذ أشار المذيع مباشرةً إلى أن "الأميركيين يجب أن يزيلوا مجموعة الشيوعيين الذي يديرون البيت الأبيض، وأن يعيدوا أميركا لأهلها، حتى لا تكون مرتعًا للمهاجرين".[/rtl] [rtl]فما بين القضية الأولى المتصلة بالمثلية الجنسية وتشعبات الهويات الجنسية التي باتت منتشرةً في الولايات المتحدة والتي تستند في جوهرها إلى شيوع الفكر الفرداني الذي يعزز من الذات الفردية على حساب القيم الدينية والمجتمعية، والثانية التي تتصل بمنع الهجرة، وتصاعد الخطاب اليميني في الولايات المتحدة وهو الخطاب الذي يرسخ من فكرة الآخر، الذي يمثل على مستوى الثقافة تعبيرا عن أقلية ستبقى كذلك حتى لو امتلكت قانونا حق المواطنة.[/rtl] [rtl]بينهما، يقف المسلمون في أميركا أمام تحديات متزايدة، على مستوى القيم والهوية، وهي ما دفعتهم لاتخاذ عدد من التدابير المجتمعية لمواجهة سيل التحديات المتنامي، لهم ولأبنائهم وللأجيال التالية.[/rtl]
صورة من داخل المركز الإسلامي في ولاية كانساس (حسابهم الرسمي على الإنستغرام)
[rtl]المسجد[/rtl]
[rtl]تتميز المساجد في الولايات المتحدة الأميركية بالخصوص، وعدد من الدول الغربية عموما، باعتبارها المحطة المركزية للمسلمين في حياتهم، فهي ليست مكانا يقتصر على إقامة شعيرة الصلاة فيه كما في غالبية الدول العربية، بل كثيرا ما يكون مكانا لإقامة عقود الزواج، وإجراء الأنشطة الاجتماعية للجالية المسلمة على اختلاف شرائحهم، كما تُقام فيها دروس ومحاضرات دينية دورية، وقد وصفها الدكتور أمجد قورشة في مقابلة له على الجزيرة باعتبارها مجتمعا مصغرا.[/rtl] [rtl]كما أن كثيرا من المساجد التي تبدأ صغيرة الحجم، ثم تبدأ في توسعة أنشطتها إثر تنامي الجالية في المناطق المحيطة بالمسجد، إنما تحرص على بناء صالة متعددة الاستخدامات بجوار المسجد، وفيها تقام العديد من الأنشطة، ليس ابتداء من كونها مساحة ترفيه لكافة الأطفال والشباب المسلم في الجالية لإقامة الأنشطة الرياضية، وليس انتهاء بكونها صالة يمكن حجزها لإعداد الولائم، كما حدث في إفطار شهر رمضان كما فصلنا في تقرير سابق أُعد خلال شهر رمضان الفائت، أو حتى حين إقامة عقد قران.[/rtl] [rtl]وتشير التقديرات إلى وجود ما يقرب من 3 آلاف مسجد موزعة على مختلف الولايات، كما أن أعداد المساجد تزداد عاما بعد آخر، مع اتساع حضور المسلمين وانتشارهم، وهي مساجد تقوم بالأساس على دعم وتبرعات أبناء المجتمع في المنطقة المُعاش فيها، وبالتالي فهي تخدم أبناء ذاك المجتمع باحتياجاته المتعددة، ومنها تفاعل المسجد مع تلك التحديات المحيطة، مثلا، يقيم المركز الإسلامي في ولاية كانساس فعاليتين أسبوعيا على مدار العام، واحدة باسم أكاديمية السبت، والأخرى أكاديمية الأحد، وفيها تُروى قصص السيرة النبوية، وقصص الأنبياء، وتعلّم التجويد وتلاوة القرآن، والأحاديث النبوية، وغيرها من الأنشطة والفعاليات والزيارات الميدانية التي ينظمها المسجد، والتي تسعى لربط أبناء المجتمع المسلم بدينهم أولا وبالمسجد ثانيا وبأن تتشكل دائرة الأصدقاء القريبة من داخل المسجد.[/rtl] أمجد قورشة: المساجد في الولايات المتحدة الأميركية تعتبر المحطة المركزية للمسلمين باعتبارها مجتمعا مصغرا (الجزيرة)
[rtl]المدارس الإسلامية[/rtl]
[rtl]وفي العقد الأخير، برزت أهمية المدارس الإسلامية بصورة غير مسبوقة في الولايات المتحدة، خاصة مع تتامي ظهور تأثيرات قضايا الهويات الجنسية في المدارس العامة، سواء بدخولها في مناهج التعليم بعدد من المقاطعات، أو عبر انتشار هذه الثقافة على شريحة الطلبة، ومن ثم تزايد فرص تأثيرها الواسع على عموم الطلاب.[/rtl]
[rtl]ففي أميركا، ليس ثمّة منهج مركزي يعمم على كافة الولايات، ولا حتى داخل الولاية الواحدة، بل يعود القرار للمقاطعة التي بيدها قرار إدخال مسائل الهويات الجنسية في مناهج التعليم. ويتأثر ذلك بالانتخابات المحلية التي قد تُفرز ممثلا يدعم هذه القضايا ويحرص على تضمينها داخل مناهج التعليم في المقاطعة.[/rtl] [rtl]فالمدرسة هي الصورة الأكثر تكثيفا للمجتمع وثقافته، خاصة وأن المدرسة في الولايات المتحدة تعمل باستمرار على تعزيز فكرة فردانية الطفل وتشجيعه على اتخاذ القرارات التي تصب في مصلحته حتى لو خالف ذلك قيم الأسرة، مما يتنافى مع رغبات وتطلعات الأسر المسلمة. وتحت إلحاح الحاجة، بدأت عدد من العائلات المسلمة توجيه أبنائها للدراسة في المدارس الإسلامية، مع التوجه نحو توسيع هذه التجربة ودعمها.[/rtl] [rtl]وتقول صبا حمودة، مديرة المدرسة الإسلامية في مدينة كانساس الكبرى في حديث للجزيرة نت إن هذا العام الدراسي شهد زيادة غير مسبوقة في معدلات التسجيل حتى وصل عدد الطلاب في المدرسة اليوم لـ400 طالب، نظرا للتحديات المتزايدة التي تواجه الطلبة المسلمين في المدارس العامة. وتضيف أن المدرسة لم تستطع استيعاب كافة طلبات التسجيل نظرا لمحدودية مقاعد الدراسة.[/rtl] [rtl]لكن ثمة تحديات تخص هذا الشأن، فتجربة المدارس الإسلامية ما زالت ناشئة، سواء على مستوى جودة المناهج، وكذا جودة المعلمين، وجودة المرافق التعليمية، وهو ما يتطلب من المجتمع المسلم بذل جهود أكبر لتطوير هذه التجربة. في ولاية كانساس، يسعى المركز الإسلامي في كانساس سيتي إلى إقامة مشروع الهداية، ويضم هذا المشروع مدرسة إسلامية، ومسجدا، وصالة ترفيه تخدم أبناء المجتمع المسلم في تلك الولاية، بموازنة تقدر بـ10 ملايين دولار، جُمع منها حتى الآن 2.5 مليون دولار.[/rtl] [rtl]وتعد مدينة دالاس في ولاية تكساس، ومدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، النماذج الأكثر تقدما بهذا الشأن نظرا لاتساع الجالية هناك، وتزايد عدد المشاريع التي تخدم المجتمع المسلم. في حين يمكن ملاحظة اتساع هذا الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية وتقوية تجربتها في عموم الولايات.[/rtl] متظاهرون يعدون مائدة الإفطار الجماعي في شهر رمضان الماضي مقابل السفارة الإسرائيلية في واشنطن (الجزيرة)
التعليم المنزلي
يعد التعليم المنزلي أحد الحلول التي لجأ إليها عدد من الآباء والأمهات المسلمين لإخراج أبنائهم من أجواء الاحتكاك المباشر بالمدارس العامة في الولايات المتحدة، خاصة أن كثيرا من المدارس الإسلامية لم تنضج تجربتها بعد على مستوى جودة المناهج، كما أن محدودية أعداد القبول في ظل اتساع الجالية يُبرز تحديا آخر في قدرة المدارس الإسلامية على استيعاب الطلب المتزايد للتسجيل فيها. لذا، يلجأ عدد من الأهالي للتعليم المنزلي، وبذلك يتفادون التحدي الأكبر بالنسبة لهم، وهو الاختلاط ببيئة المدارس العامة، وفي الوقت ذاته يحصلون على جودة تعليم مرتفعة المستوى. وما يميز تجربة التعليم المنزلي في أميركا بالمقارنة مع عدد التجارب في مناطق أخرى من العالم، هو أن المناهج التعليمية معترف بها رسميا بالولايات المتحدة، مما لا يؤثر على فرص الطالب التعليمية في إكمال دراسته الجامعية في أي تخصص يريد، طالما استوفى الطالب نظام التقييم المعتمد في المدرسة والمعترف به في عموم الولايات. وبهذا السياق، قابلنا نور، وهي طفلة عمرها 13 عاما، اتجهت والدتها لخيار التعليم المنزلي منذ كانت في المرحلة الرابعة (ابتدائي) نظرا لقلقها الشديد من الثقافة التي بدأت ابنتها بالتأثر بها، وتشير والدة نور للجزيرة نت أن قلقها كان بالأساس من ثقافة المدرسة وثقافة الأطفال داخلها أكثر من المنهج التعليمي، وتضيف أن التعليم المنزلي حقق لابنتها الحصول على جودة تعليم مرتفعة مع تجنب المخاطر الثقافية التي يمكن أن تتأثر بها من المدرسة. تقول نور للجزيرة نت إن أول سنة كانت صعبة، لكنها اعتادت على نظام التعليم عن بُعد. ويحرص أهالي الأطفال الذين يدرسون في المنزل، على انتظام حضورهم لأنشطة المسجد المنتظمة واختلاطهم بأقرانهم، وذلك لتعويض الجانب الاجتماعي الذي تلعب فيه المدرسة دورا هاما في تشكيل شخصية الطفل وقدرته على التفاعل الاجتماعي. جانب من الأنشطة التي تقوم بها المدرسة الإسلامية في مدينة كانساس الكبرى (الحساب الرسمي للمدرسة على فيسبوك)
المشاركة في الفعاليات الجماعية لقضايا المسلمين
برز حضور الجالية المسلمة مؤخرا في المظاهرات التي امتدت في كافة الولايات الأميركية لمناصرة القضية الفلسطينية والتنديد بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل واضح. فلا تكاد تمر إجازة نهاية الأسبوع إلا ويكون هناك فعالية أو مظاهرة للتنديد بالحرب الإسرائيلية، والمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار. أما في واشنطن مثلا، فقد أقامت مجموعة من المسلمين هناك مظاهرات يومية خلال شهر رمضان أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وقد استطاعت تلك المظاهرات تحديدا استقطاب عدد من الناشطين والمتضامنين مع القضية الفلسطينية من خارج العاصمة واشنطن، فقد جاءها أشخاص من بوسطن، مينيسوتا، كانساس، تكساس، ميشيغان، وغيرها الكثير من الولايات. هذه المظاهرات يرى فيها كثير من الآباء والأمهات فرصة هامة لتعزيز مفاهيم الانتماء لقضايا المسلمين، والتضامن معهم، والاهتمام بأخبارهم وما يجري لهم. تقول ليلى، وهي طفلة في الـ11 من عمرها، إنها تحضر المظاهرات بانتظام، وإن والدها يحرص على اصطحابها هي وشقيقها الصغرى لكل فعالية تضامن مع فلسطين. وتضيف ليلى للجزيرة نت: أنها كانت سعيدة بإمساكها مكبر الصوت ومشاركتها الهتاف مع المتظاهرين. ففي عموم الفعاليات التي تنتشر عبر الولايات، يُلاحظ الحضور الواسع للأطفال في الفعاليات، فيما يقول فراس عطا للجزيرة نت، إنه يحرص دائما على إحضار أطفاله ليعزز من قيم التضامن لديهم مع القضايا التي تتصل بدينهم وثقافتهم. كثير من الآباء والأمهات يرون في المظاهرات المناصرة لغزة فرصة هامة لتعزيز مفاهيم الانتماء لقضايا المسلمين، والتضامن معهم (غيتي)
المنزل
يعد المنزل أحد الركائز الأساسية لتنشئة الطفل، سواء كان ذلك في الغرب، أو في البلاد العربية والإسلامية كما ذكر أمجد قورشة في مقابلة له على الجزيرة، لكنها تأخذ شكلا أكثر تكثيفا في الغرب، فالاهتمام بتفاصيل حياة الطفل تظهر كأمر مركزي في تنشئته. لذا، تأخذ عدد من العائلات ما يمكن وصفه بالتدابير الوقائية، مثل منع الحديث باللغة الإنجليزية داخل المنزل، وإشراك أبنائهم في دروس لتعلم اللغة العربية والقرآن عبر الدروس التي تتم عبر الإنترنت. تقول أم الحارث للجزيرة نت إنها تحرص على ترغيب أبنائها بالدين بكل وسيلة متاحة، وتضيف أن دور الآباء والأمهات في الغرب يزداد لأن ثقافة المجتمع الخارجي تختلف جوهريا عن ثقافتنا المسلمة، مما يزيد من الحرص على تعزيز القيم الدينية لدى أطفالنا منذ سن مبكرة حتى تكون وقاية لهم حين الكبر، حدّ وصفها.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75881 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: انعكاسات "الطوفان" على مسلمي أميركا بعد عام الثلاثاء 08 أكتوبر 2024, 3:58 pm
الدكتورة أماني جمال: المسلمون في أميركا يتعرضون للعنصرية أكثر من غيرهم تمكنت الدكتورة أماني جمال، عميدة كلية الشؤون العامة والدولية "إس بي آي إيه" (SPIA) بجامعة "برنستون" (Princeton) الأميركية، من تجاوز الممارسات العنصرية ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية، وتدرجت في مشوارها الأكاديمي لتصبح من الأكاديميين المميزين الذين يعملون على تصحيح الصورة النمطية عن العرب والمسلمين هناك ويدافعون عن قضاياهم. ولدت الدكتورة أماني -التي حلت ضيفة على حلقة (2023/8/20) من برنامج "المقابلة"- في سان فرانسيسكو الأميركية لأسرة فلسطينية مهاجرة، وعندما بلغت العاشرة من عمرها قرر والدها العودة إلى الموطن الأصلي فلسطين، وبالتحديد إلى رام الله، لتعليم أولاده الدين الإسلامي واللغة العربية، وأتاحت هذه العودة للطفلة أماني التعرف على جذورها وهويتها، وصارت تتحدث العربية وتفهمها. وتقول إن سفرها إلى فلسطين عام 1980 جعلها تفهم الوضع في فلسطين وخاصة حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الذي يضطهد الفلسطينيين ويعتدي على حقوق الأطفال، ولذلك تولدت لديها قناعة بأنه يمكن تقديم المساعدة عبر التعليم والتدريس. وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى، رجعت البروفيسورة أماني رفقة أسرتها إلى الولايات المتحدة وهي في سن 18 عاما، وفي جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس درست العلوم السياسية عام 1993، ثم أكملت الماجيستير والدكتوراه في حقل العلوم السياسية عام 2002 في جامعة ميشيغن. تخصصت الدكتورة الفلسطينية الأصل في دراستها في التنمية السياسية والديمقراطية في الدول العربية، ودافعها في ذلك -كما توضح- أن هناك مفاهيم في الولايات المتحدة تفيد بأن "الشعوب العربية لا تريد الديمقراطية ولا تقدرها، والدول العربية التي تعاني من الإرهاب والحروب تفتقد إلى المبادئ والأسس التي تجعلها تكون ديمقراطية"، وهي مفاهيم خاطئة، بحسب ضيفة برنامج "المقابلة".
ديمقراطية تحت الاحتلال
وخلال مشوارها الدراسي، أجرت أماني أول دراسة عن فلسطين بين عامي 1993 و1994، وتقول إن الغرب حينها كان يسلط الضوء على "الدولة الفلسطينية الجديدة" وعلى الانتخابات وعلى دعم المؤسسات المدنية والمجتمع المدني، مؤكدة أنها في أبحاث الدكتوراه كانت تسعى لفهم ما إذا كانت الديمقراطية في فلسطين ستتحقق في ظل الاحتلال وفي ظل غياب أسس الدولة. وفي السياق، تؤكد أن المسلمين والعرب في الولايات المتحدة يتعرضون للعنصرية أكثر من غيرهم من الأقليات الأخرى، وهناك تشويه لصورتهم في الإعلام، مشيرة إلى أن العنصرية كانت رهيبة مع وصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى السلطة، وكان مؤيدوه كثرا ويصفقون له عندما يهاجم العرب والمسلمين. وبينما وصفت بالضئيل جدا تأثير الأكاديميين العرب في الجامعات الأميركية، أشارت عميدة كلية الشؤون العامة والدولية في جامعة برنستون إلى دراسات تؤكد أن نسبة التعليم في أوساط العرب الأميركيين أكثر من نسبة التعليم في الأقليات الأخرى. يذكر أن البروفيسورة أماني تدرجت في المناصب الأكاديمية بجامعة برنستون منذ عام 2003، بداية من أستاذ مساعد ثم أستاذ مشارك، إلى أن حصلت على درجة أستاذ عام 2013، وتحصلت على منصب عميدة كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة برنستون منذ عامين ونصف العام، بعد وجودها في الجامعة منذ 20 عاما أستاذة متخصصة في الشرق الأوسط. وحول ارتدائها الحجاب، تكشف أنها ارتدته عندما كان عمرها 19 عاما بعد عودتها من فلسطين إلى الولايات المتحدة، مؤكدة افتخارها بانتمائها للإسلام وفلسطين، وبأنها لم تشعر يوما بأنه يجب عليها تغيير مبادئها.