قائد كتيبة طوباس أحمد أبو العايدةاندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة، مساء الثلاثاء، بين أجهزة الأمن الفلسطينية وعناصر مسلّحة تتبع "كتيبة طوباس" في طوباس شماليّ الضفة الغربية، وذلك عقب اعتقال الأجهزة الأمنية المطارد الجريح أحمد أبو العايدة الذي يعتبر قائد الكتيبة من سرايا القدس "الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي"، من منطقة شارع سيريس في طوباس، فيما لم تعرف حالته الصّحية إن كان مصابًا أم لا. وبحسب مصادر محلّية، وأخرى مقرّبة من الكتيبة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن الأجهزة الأمنية بحدود الساعة السادسة مساءً نصبت كمينًا للمطارد أبو العايدة، واعتقلته ونقلته إلى مقرّ الخدمات الطبية العسكرية، ثم إلى مبنى المقاطعة "مقرّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية"، أعقب ذلك مواجهات عنيفة لم تشهدها طوباس عبر تبادل إطلاق النار بين أفراد الكتيبة وعناصر الأمن، إضافة إلى إغلاق جميع مداخل طوباس، وإشعال الإطارات المطاطية ومواجهات بالحجارة بين الشبّان الغاضبين وقوى الأمن.
وأصدرت كتيبة طوباس بيانًا مقتضبًا بعد اعتقال أبو العايدة جاء فيه: "يا أبناء شعبنا الشرفاء في كل محافظات الضفة ندعوكم للنفير العام وفك الحصار عن قائد كتيبة طوباس المطارد أحمد أبو العايدة بعد قيام أجهزة السلطة باختطافه واحتجازه بالمقاطعة". كما أصدرت كتائب شهداء الأقصى في طوباس بيانًا أدانت فيه اعتقال قائد كتيبة طوباس، وقالت "إننا في كتائب شهداء الأقصى أول من يلبي النداء جنبًا إلى جنب مع مجاهدي بلدتنا الحبيبة في خندق واحد وطريق واحد و بوصلتنا واحدة وهي الاحتلال، وندين ونستنكر أعمال الأجهزة الأمنية، ونطالب كل المسؤولين بالتحرك فورًا لوقف ملاحقة مجاهدي طوباس، ومن باب الحرص على السلم الأهلي، نطلب منكم فك قيد قائد كتيبة طوباس أحمد أبو العايدة".
وقال المصدر المقرّب من الكتيبة لـ"العربي الجديد" إن طوباس لم تشهد طوال الفترة التي بدأت فيها الكتيبة أعمالها المقاومة، والتي مرّت فيها بملاحقة شديدة من الأمن، مشهدًا يشابه الواقع التضامني والشعبي دفاعًا عن أبو العايدة، غير أنهم لم يشهدوا أيضًا، وفق تعبيره، حالة عنيفة ووحشية من قبل الأجهزة الأمنية في التعامل مع الشبّان الرافضين لاعتقال أبو العايدة حيث أطلقت الأجهزة الأمنية النار مباشرة صوب الشبّان الغاضبين.
وتابع "في أعقاب الحادثة، خرج مئات الشبّان على مفارق الطرق، وفي بلدات عقّابا، وطمّون، وتياسير، ومخيم الفارعة وأغلقوا الطرق، وهتفوا مطالبين بالإفراج عن أبو العايدة، إلا أن الأجهزة الأمنية واجهتهم بالقمع، والتهديد والضرب وإصابة بعض منهم بالرصاص". ثمّ تدحرجت الأوضاع حتى نزل أفراد الكتيبة إلى الشوارع مطالبين بالإفراج عن قائدهم، واندلعت مواجهات مسلّحة، في مختلف مناطق طوباس، واستهدف أفراد الكتيبة مقرّ الشرطة في الطريق الواصلة بين عقّابا وجنين، وعلى إثرها أُصيب مدير مركز الشرطة برصاص في منطقة الحوض.
واعتبر المصدر أن الأجهزة الأمنية بدلًا من أن تستجيب للحالة الشعبية التي هبّت وفق تعبيره مطالبة بالإفراج عن أبو العايدة، عملت على تعزيز قوّاتها الأمنية من محافظتي جنين ونابلس في إطار سعيهم نقل قائد الكتيبة إلى سجون السلطة خارج طوباس، كي يصعب لاحقًا على أفراد الكتيبة وأنصارها المطالبة بالإفراج عن أبو العايدة.
ولفت المصدر إلى أنهم ناشدوا ذوي الشهداء والأسرى للخروج إلى الشوارع والمطالبة بالإفراج عن أبو العايدة، إلا أن الأجهزة الأمنية تعاملت معهم بإطلاق قنابل الغاز المسيّل للدموع والقمع، وعدم الاستجابة لمطالبهم، ما يعني أن الكتيبة تعيش اليوم لحظة فارقة في مسار نشاطها المقاوم الذي يتعرض لملاحقة مزدوجة من الاحتلال والسلطة الفلسطينية. وأضاف المصدر "نخشى أن يواجه قائد الكتيبة مصير المقاوم مصعب اشتية من نابلس الذي يقبع في سجون السلطة منذ أكثر من عامين، وكذلك مصير قائد كتيبة جبع مراد ملايشة المعتقل منذ يوليو/تموز العام الماضي".
ويعتبر أحمد أبو العايدة من القادة المؤسسين لكتيبة طوباس التي انطلقت أعمالها المقاومة عسكريًا في السابع عشر من يوليو/تموز من عام 2022، حيث شارك في تأسيسها رفقة الشهداء "سيف أبو دوّاس، وأحمد وعمر ومحمد رسول دراغمة" كما أنه أسير سابق في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومعتقل سياسي سابق لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية حيث اعتقل في 15 أغسطس/آب الماضي، لستة أشهر، ومنذ لحظة الإفراج عنه تعرّض لمحاولات اعتقال عدّة من الأجهزة الأمنية، كان آخرها في 30 سبتمبر/أيلول الماضي حين حاولت الأجهزة الأمنية اعتقاله رفقة أربعة أفراد من الكتيبة، إلا أنه فرّ من المكان، وأصابت حينها الأجهزة الأمنية المطارد حسون أبو جبل واعتقلته.
وعدا عن مطاردته من قبل الأجهزة الأمنية، فإن أبو العايدة جريح سابق ويعاني، بحسب المصدر، من إصابته التي أصيب بها، جرّاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طوباس في أواخر أغسطس/آب الماضي، حين أطلق طيران الجيش الإسرائيلي على مركبته صاروخين، الأول على مركبته، أصابها بعد أن فرّ منها بلحظات، والصاروخ الآخر خلال مطاردته، وأصيب بشظايا وجروح في قدمه.