الخرائط الإسرائيلية للشرق الأوسط الجديد
قبل عملية “طوفان الأقصى” بأسبوعين عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خريطة متخيلة للشرق الأوسط الجديد تهيمن فيه المستعمرة الصهيونية على المنطقة عقب عمليات تطبيع مجانية مع عدد من دول العالم العربي، وبعد مرور عام على حرب الإبادة الاستعمارية الإسرائيلية على غزة وتدحرجها إلى لبنان، عاد نتنياهو إلى ذات المنبر الأممي بخرائط جديدة للشرق الأوسط المتخيل تحت الهيمنة الاستعمارية الصهيونية.
ولا ينفصل المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني وطموحاته بصناعة شرق لأوسط جديد عن المشروع الأمريكي بخلق شرق أوسط جديد، ففي ظل التفرد الأمريكي في عصر الأحادية القطبية تعاظمت المخيلة الإمبريالية الجامحة للمحافظين الجدد بتغيير الشرق الأوسط ورسم خرائط جديدة، وشكلت هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 تحت ذريعة “حرب الإرهاب”؛ فرصة سانحة للمحافظين الجدد بقيادة جورج بوش الابن لتغيير الشرق الأوسط بغزو أفغانستان ثم العراق، وقد اسفرت المغامرة الإمبريالية الأمريكية في أفغانستان والعراق عن فشل ذريع وانتهت بهزائم مذلة، وفي محاكاة بليدة استغل اليمين الاستعماري الصهيوني بقيادة بنيامين نتنياهو هجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 لخلق شرق أوسط جديد، عبر شن حرب إبادة على غزة ثم لبنان تحت ذريعة “حرب الإرهاب”.
إن غرام نتنياهو بالخرائط يكشف عن ذهنية استعمارية خالصة، إذ تعد صناعة الخرائط أداة مهِمَة لممارسة السّيطرة الاستعمارية على الأرض. فإبان حقبة التوسع الاستعماريّ الأوروبيّ استخدمت أوروبا الاستعماريّة صناعة الخرائط باعتبارها أداة فعالة لفرض الهيمنة وتوسيع النفوذ، وإعادة تشكيل جغرافيا أماكن عدة في العالم. فتصميم الخرائط الخاصة بالعالم في سياق الاستعمار شكل عملية تعيين وتوزيع بقدر ما كانت عملية وصف، فقد كانت الخرائط تُستَخدم للمساعدة في العدوان، وكانت تُوظف في إثبات الادعاءات بحيازة بلدان ومناطق بعينها. فالخرائط تمثل ادعاءات بحدود الدول، والوظيفة السياسية لصناعة الخرائط تنتج من خطابات ومشاريع سياسية لقوى الهيمنة الإقليمية والإمبراطورية، وهو شكل من إنتاج المعرفة يهدف إلى بناء الفراغات والهويات السياسية في سياق مشاريع الاستيلاء والسيطرة والإدارة للأراضي على مستويات مختلفة، فوظيفة الخرائط تنشد بناء “سردية سياسية”.
بعد عمليات تطبيع إسرائيلية مجانية مع عدة بلدان عربية برعاية أمريكية قبل عملية “طوفان الأقصى” بأسبوعين فقط، ظهر نتنياهو مزهوا خلال خطابه بالأمم المتحدة في 23 أيلول/ سبتمبر 2023، مبشرا بولادة “شرق أوسط جديد”، واستعرض خريطة من صنعه شملت مناطق مكسية باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو هي تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام مع إسرائيل، وضمت المناطق المكسية باللون الأخضر دول مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن، ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، حيث طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملة، بما فيها قطاع غزة.
وقد أعادت خريطة نتنياهو الجدل الذي تسبب بانتقادات لوزير مالية الحكومة الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، عندما عرض خريطة إسرائيل في باريس تضم الأردن والأراضي الفلسطينية، وعلق قائلا: “لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، وهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره الـمائة سنة”.
وقال نتنياهو في خطابه أمام الجمعية العامة إن بلاده تقترب من توقيع اتفاق سلام مع السعودية، معتبرا أن الاتفاقيات الإبراهيمية “نقطة تحول تاريخية”، وشدد على أن بلاده “تتقاسم مع دول عربية عدة العديد من المصالح”، وأن توقيع اتفاق سلام مع السعودية سيغير خريطة الشرق الأوسط برمتها وسيخلق شرق أوسط جديدا، مضيفا أنه يمكن تحقيق ذلك بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن. واستدرك نتنياهو في حديثه أمام الجمعية العامة، قائلا: إن “جهود صنع السلام لم تنجح في الماضي، لأنها قامت على فكرة خاطئة وهي أن الدول العربية لن تطبع علاقاتها مع إسرائيل إذا لم يتم أولا إبرام اتفاق سلام مع الفلسطينيين”.
لا جدال في أن خرائط نتنياهو بمحو فلسطين من خارطة الشرق الأوسط الجديد تحت الرعاية الأمريكية عقب عمليات التطبيع العربية، كانت الشرارة التي أشعلت روح المقاومة الفلسطينية، فقد أطاحت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الناجحة والمذهلة التي شنتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، داخل المعسكرات والمستوطنات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة المحتل، بالأوهام الأمريكية والإسرائيلية حول إعادة بناء الشرق الأوسط.
فقد تبددت أحلام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بخلق شرق أوسط جديد في ظلال الهيمنة الإمبريالية الأمريكية؛ تقوده المستعمرة الصهيونية، ويقوم على تصفية القضية الفلسطينية وبناء تحالف من الأنظمة الاستبدادية العربية في إطار “الاتفاقات الإبراهيمية” بأبعادها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية. فلم تكن عملية “طوفان الأقصى” المباغتة سوى استجابة حيوية ضرورية لما أفضت إليه خطوات تصفية القضية الفلسطينية بعد الانقلاب على ثورات الربيع العربي وإعادة بناء الدكتاتوريات في المنطقة، في لحظة تاريخية تماهى فيها الخطاب الاستبدادي العربي عن العنف الاستعماري الإسرائيلي في قطاع غزة والذي حوّله إلى معتقل وسحن كبير؛ مع المقاربة الصهيونية الإسرائيلية والإمبريالية الأمريكية والغربية، التي تجاهلت الخلفية التاريخية والسياقية للمشروع الاستعماري الاستيطاني لإسرائيل الذي يستند إلى الإخضاع والإبادة والمحو والتطهير، وتناسى طبيعة المقاومة الفلسطينية المناهضة للاستعمار الصهيوني وكحركة تحرر وطني.
فقد أصبح الوهم القائل بأن الفلسطينيين والمقاومة الفلسطينية يمكن محوهم أو نسيانهم حقيقة مقبولة لدى المستوطنين الإسرائيليين وحلفائهم الدوليين، وتنامى الاعتقاد بأن المقاومة الفلسطينية باتت قضية منسية ومهجورة، وأن إسرائيل قادرة على الحفاظ على وجودها غير القانوني إلى أجل غير مسمى لأنها صاحبة اليد العسكرية العليا، وعززت مسارات تطبيع الكيان الاستعماري مع الدول الاستبدادية العربية برعاية إمبريالية أمريكية في جعل الاحتلال حقيقة دائمة وحالة طبيعية.
على وقع صدمة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، توعّد نتنياهو برد مزلزل “سيغيّر الشرق الأوسط”، وهي عبارة تنطوي على مزيج من الخوف والرعب والغطرسة والغرور، ومحملة بتفكير سادي ورغبوي بالسيطرة المطلقة على منطقة الشرق الأوسط، وهي الوظيفة التي أوكلت من القوى الإمبريالية الاستعمارية الغربية إلى المستعمرة الاستيطانية منذ إنشائها. فتغيير الشرق الأوسط هو لعبة كبرى بدأتها القوى الاستعمارية الكبرى بعد القضاء على الخلافة العثمانية، التي تولّاها في البداية الإنجليز، ثم دخل معهم الفرنسيون والإيطاليون بدرجة أقل، بعد الحرب العالمية الأولى، وتبنتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
في لحظة زهو أخرى عقب نحو عام من حرب الإبادة تحت وقع إنجازات تكتيكية محدودة، عاد بنيامين نتنياهو محملا بخريطتين متضمنتين في خطابه بالأمم المتحدة في 22 أيلول/ سبتمبر 2024، حيث أمسك نتنياهو بخريطتين تقسمان الشرق الأوسط لقسمين، الأولى أطلق عليها اسم “خريطة النعمة” والثانية “خريطة اللعنة”، وتظهر الخريطة الأولى الملوّنة بالأخضر، ما أسماه نتنياهو “محور إسرائيل وشركائها العرب”، للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وضمت مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن، التي حسب قوله “تشكل جسرا بريا يربط آسيا وأوروبا بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط”، بينما تشير الخريطة الثانية الملوّنة بالأسود، إلى إيران وحلفائها في المنطقة؛ سوريا والعراق واليمن وكذلك لبنان، وقال نتنياهو إنها تمثّل “قوس الإرهاب الذي أنشأته إيران وفرضته من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط”. وقد خلت خرائط نتنياهو بشكل تام أي إشارة إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة.
إن مصطلح الشرق الأوسط الجديد الذي يقوم على تصفية القضية الفلسطينية لم يفارق مخيلة القادة الصهاينة، فقد نشر شمعون بيريز سنة 1992 كتابا بعنوان “الشرق الأوسط الجديد”، وكان يومها وزيرا للخارجية الإسرائيلية. وقد حلم بيريز بسلام رسمي بين إسرائيل ودول المنطقة، بعد إحراز تقدم في موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين، لتجسير التطبيع مع الدول العربية المحيطة. وتخيل بيريز شرق أوسط جديدا تقوده إسرائيل قائلا: “لقد جرب العرب قيادة مصر للمنطقة مدة نصف قرن، فليجربوا قيادة إسرائيل إذن”. وهو جوهر مشروع “الشرق الأوسط الكبير” الذي نظرت له وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس خلال حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، بهدف إدماج إسرائيل في نسيج المنطقة. وسرعان ما تعرض المشروع لانتكاسة بعد فشل مشروع احتلال العراق 2003، وهزيمة الولايات المتحدة وانسحابها نهاية 2010، ومن قبل غزو أفغانستان 2001 ثم الفشل والهزيمة والانسحاب عام 2021.
مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط على صعيد الخطاب والممارسة الأمريكية والإسرائيلية اكتمل بعد الانقلاب على انتفاضات الربيع العربي وإعادة بناء الدكتاتوريات العربية، حيث
إن مشروع إعادة بناء الشرق الأوسط على صعيد الخطاب والممارسة الأمريكية والإسرائيلية اكتمل بعد الانقلاب على انتفاضات الربيع العربي وإعادة بناء الدكتاتوريات العربية، حيث ظهرت تصورات جديدة حول مهددات الاستقرار السلطوي في المنطقة، إذ لم يعد يشار إلى إسرائيل كمهدد للاستقرار، وتبدلت تعريفات الصديق والعدو، واختُزلت مهددات الاستقرار بالإسلاميين على اختلاف توجهاتهم السياسية؛ الديمقراطية السلمية والجهادية الثورية، وتبلورت عن رؤية تقوم على تصفية القضية الفلسطينية وإدماج المستوطنة الاستعمارية الإسرائيلية في نسيج المنطقة، من خلال تأسيس تحالف بين الإمبريالية الأمريكية والدكتاتوريات العربية والاستعمارية الإسرائيلية، تحت ذريعة مواجهة الخطر المشترك المتمثل بالجمهورية الإيرانية والحركات السياسية الإسلامية.
تكشف خرائط وتصريحات نتنياهو حول الشرق الأوسط عن جهل وغطرسة وانفصال عن الواقع، إذ لم يكتف بقبول الاندماج في منطقة الشرق الأوسط، بل يبشر بالانتقال بفرض قيادة المنطقة عن طريق القوة وإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وهو ما يمثل جوهر المدركات الصهيونية القائمة على فرض السلام بالقوة.
فقد كتب الزعيم الروسي الصهيوني فلاديمير جابوتنسكي، مؤسس الحركة الصهيونية التصحيحية في عام 1923: “لا يمكن أن يكون هناك اتفاق طوعي بيننا وبين عرب فلسطين، ليس الآن، ولا في المستقبل القريب.. من المستحيل تماما الحصول على موافقة طوعية من عرب فلسطين لتحويل “فلسطين” من دولة عربية إلى دولة ذات أغلبية يهودية. القرّاء لديهم فكرة عامة عن تاريخ الاستعمار في البلدان الأخرى، أقترح أن يأخذوا في الاعتبار جميع السوابق التي يعرفونها، ويروا ما إذا كانت هناك حالة واحدة لأي استعمار يتم تنفيذه بموافقة السكان الأصليين. لا توجد سابقة من هذا القبيل، لقد قاوم السكان الأصليون، المتحضرون وغير المتحضرين، دائما المستعمرين بعناد، بغض النظر عما إذا كانوا متحضرين أو متوحشين”. ولذلك توصل جابوتنسكي إلى ضرورة بناء “جدار حديدي” حول الدولة اليهودية التي لم تتشكل بعد، لحمايتها من العرب المعادين، ولكي تتمكن من الصمود في وجه أي ضغوط من الجانب العربي.
تبدو استراتيجية “الجدار الحديدي” ناجحة مع الأنظمة العربية المطبعة التي لا تتمتع بشرعية شعبية وتستند في وجودها وبقائها إلى الرعاية الأمريكية، لكن استراتيجية السلام بالقوة استندت إلى فرضية رغبوية ساذجة، تقوم على أن المقاومة ستتلاشى وأن “القضية الفلسطينية” سوف تختفي ببساطة من الوجود، وأن الفلسطينيين سيغادرون فلسطين تلقائيا بمجرد أن يضعهم الإسرائيليون في سجون مفتوحة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وسوف يستمر قمعهم وإساءة معاملتهم بالقدر الكافي من القسوة.
النظام الجديد المفترض للمنطقة، كرس نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وشكل طوق نجاة للاستبداد العربي، فثنائية الاستعمار/ الاستبداد في ظل هيمنة الإمبريالية الأمريكية، أدى إلى شرق أوسط استبدادي قمعي، وسيطرة استعمارية إسرائيلية على فلسطين، وهو ما جعل من المقاومة الخيار الأوحد
وحسب الدبلوماسي الهولندي نيقولاوس فان دام، كان الشعار الإسرائيلي يقوم على افتراض أنهم إذا “ضربوا” الفلسطينيين وغيرهم من الخصوم بقوة كافية، أو “قصفوهم حتى العصر الحجري”، فإن هؤلاء سيتوقفون عن التمرد ومقاومة الاحتلال، فالافتراض بأن الفلسطينيين سيتخلون عن مقاومتهم نتيجة للقمع الإسرائيلي العنيف تبين أنه -كما كان متوقعا- غير صحيح، وتبين أن العكس هو الصحيح: نمت المقاومة فقط.
خلاصة القول أن ثمة شرق أوسط جديدا يتشكل فعلا، لكن على أسس مناهضة للتصورات الإمبريالية الأمريكية والاستعمارية الصهيونية والاستبدادية العربية، فقد كشفت عملية طوفان الأقصى المذهلة عن هشاشة المنظومة الاستعمارية وراعيتها الإمبريالية وحليفتها الاستبدادية، وذهب الحديث عن الفرصة التاريخية لتغيير الشرق الأوسط والدفع باتجاه اتفاقية سلام دائم وغير مسبوقة تجعل إسرائيل وأمريكا والعالم أكثر أمنا أدراج الرياح.
ففي الذكرى الثالثة لاتفاقيات العار التطبيعية “الإبراهيمية”، تكشفت الحقائق عن فشل ذريع، فاتفاقيات العار لا تدعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، فهي تمثل تطبيعا سياسيا واقتصاديا وأمنيا بالإكراه للحفاظ على الوضع القائم وتهميش الفلسطينيين والرأي العام العربي، والدفع من أجل تطبيع على مستوى عال، وهي إطار لتشكيل تحالف إقليمي يقوم من خلاله اللاعبون بالحفاظ على الوضع الراهن ودعم المصالح الأمريكية. فالنظام الشرق أوسطي الموهوم هو عبارة عن بنية مصطنعة مدعومة فقط من خلال الاستثناء المكثف، والقمع والرقابة والضمانات الأمنية من القوة العظمى الأولى، فرضته المخاوف من تراجع اهتمام واشنطن بالمنطقة وتركيزها الجديد على شرق أوروبا وآسيا، والاتفاقيات مصممة للحفاظ على أمريكا كضامن أمني في الشرق الأوسط.
فالنظام الجديد المفترض للمنطقة، كرس نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وشكل طوق نجاة للاستبداد العربي، فثنائية الاستعمار/ الاستبداد في ظل هيمنة الإمبريالية الأمريكية، أدى إلى شرق أوسط استبدادي قمعي، وسيطرة استعمارية إسرائيلية على فلسطين، وهو ما جعل من المقاومة الخيار الأوحد للشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية.