ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: النضال بين غاندي ومانديلا والفلسطينيين الجمعة 18 أكتوبر 2024, 10:03 am | |
| النضال بين غاندي ومانديلا والفلسطينيين غاندي يتحدث عن حق الحرية ومانديلا ينادي بالمساواة كقيمة إنسانية بينما تتجلى روح النضال الفلسطيني في معركة وجودية تعيد توصيف مفهوم الهوية والمقاومة علاقة نضالية لها أبعاد دلالية عميقة، تتشكل وفق تداخلات تاريخية ترفع لغة المقاومة للتعبير عن الحقوق، تشد من قيم التضامن والتآزر.. فغاندي يتحدث عن حق الحرية الطبيعي، ومانديلا ينادي بالمساواة كقيمة إنسانية، بينما تتجلى روح النضال الفلسطيني في معركة وجودية، تعيد توصيف مفهوم الهوية والمقاومة!. فالمثلث هنا يجسد روح الكفاح المستمر ضد الظلم والاستبداد، ويتجاوز حدود الزمان والمكان، ويتقاطع في عمق الفلسفة الإنسانية.مصالح الدول، أو بالأحرى أنظمة الحكم المسيطرة على تطلعات وأحلام المجتمعات المغلوبة، تسير وفق سياسات بلا مبادئ، تحقق منها مصالح شخصية تفتقد إلى القيم الأخلاقية أو الإنسانية، وتلك هي المعضلة الكبرى التي جعلت العالم يعيش حالة نزاع مستمرة، تشوبها انحيازات قوة المال، وازدواجية المواقف تجاه ما يدور من ظلم، وتخلف فكري، وظهور أفكار "مسخية" لا تتعايش مع كرامة الإنسان وفطرته السوية. - اقتباس :
محيطنا الإسلامي حقل ممتد ومسجى، وجسد غارق وممزق تمارس فيه شتى التجارب، وتسلّط عليه الأفكار المفضية إلى الروح الانهزامية الغارقة في الانحلال الخُلقي، وهذا ليس من قلة وإنما من كثرة لكنها كغثاء السيل سبع معضلات تحدث عنها المهاتما غاندي، هي: السياسة بلا مبادئ، والمتعة بلا ضمير، والثروة بلا عمل، والمعرفة بلا قيم، والتجارة بلا أخلاق، والعلم بلا إنسانية، والعبادة بلا تضحية.. وجُلها ماثل بشكل كبير في عصرنا الحاضر، أو -إن جاز لنا التعبير- هي معضلات متطورة بتطور "الأنا" البشرية، ومتكيفة مع الأحداث وفق منهجية أو شريعة الغاب، التي أهلكت الحرث والنسل.محيطنا الإسلامي حقل ممتد ومسجى، وجسد غارق وممزق تمارس فيه شتى التجارب، وتسلّط عليه الأفكار المفضية إلى الروح الانهزامية الغارقة في الانحلال الخُلقي، وهذا ليس من قلة وإنما من كثرة لكنها كغثاء السيل، فقدت البوصلة في حبّ الموت، وباتت رهينة لحبّ الحياة وملذاتها الفانية.السياسة بلا مبادئتتضح تجليات الأحداث المتجددة -أحداث الوضع الفلسطيني- في انحياز "القوى" الصغرى -التي تريد الوصول إلى "مصاف الدول العظمى"-، لخندق الكيان المستعمر، عبر الإملاءات الأميركية والغربية، التي تستخدم العصا والجزرة، مقابل حماية وهمية واستدامة للأنظمة التي صيغت كميراث لا ينتهي حتى آخر نطفة.ففي أفقها المتكشف -أي: الانحيازات وازدواجية المعايير- عكست المواقف الدولية تجاه ما يدور في فلسطين عدم الالتزام بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية، التي انتُهكت بلعبة حق النقض (الفيتو) في ملعب الكبار عند طلب إدانة الانتهاكات المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني، واستباحت القواعد المزخرفة في ملعب الصغار من خلال التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي، وحماية أجوائه من أي رد اعتباري يعيد للإنسانية حقها. - اقتباس :
أهم سيطرة فكرية هي تصوير القضية الفلسطينية -التي تؤكد على حقوق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم- على أنها نزاع إسرائيلي فلسطيني، وصولًا لاعتبار المظاهرات السلمية الداعمة لقضية فلسطين أعمال شغب العلم بلا إنسانيةلم يغدُ التطور التكنولوجي والمعرفي ذا اعتبارات إنسانية في مجمله، لأنه قاد العالم إلى حالة اختناق وفوضى، شلّت الجانب الفطري الذي يعيد صياغة التوجهات السوية إلى مقتضاها الآمن، فاتسعت الفجوة بين التقدم العلمي والتقدم الأخلاقي الذي لم يلقَ أي اهتمام، ويتضح ذلك في استخدام الأسلحة المتطورة والطائرات بدون طيار في استهداف المدنيين، وشراء ذمم شركات التصنيع، كما حدث في أزمة "البيجر"، التي عرّت التعاملات الموجهة بقوة المال والتداخلات السياسية للسيطرة على شركات التكنولوجيا، وتوجيهها لخدمة أجندات سياسية وعسكرية.ومثل ذلك يتجلى أيضًا في السيطرة على الآلة الإعلامية، التي دفعت من خلال التعاطي مع مختلف الأحداث إلى تقييد حرية الرأي، وتوجيه الرأي العام العالمي إلى الرواية المنحازة والمضللة، وفق سرد يخدم آلة الحرب الإسرائيلية، وتكوين فضاء معرفي بتحيّزات جماهيرية، يتضح في تسمية الشهيد قتيلًا، والمقاومة حركة إرهابية، والاحتلال عمليات عسكرية، والمستوطنات مجتمعات، والنضال عنفًا، وتسمية اللاجئين بسبب الحرب نازحين.وأهم سيطرة فكرية هي تصوير القضية الفلسطينية -التي تؤكد على حقوق الفلسطينيين في استعادة أراضيهم- على أنها نزاع إسرائيلي فلسطيني، وصولًا إلى اعتبار المظاهرات السلمية الداعمة للقضية الفلسطينية أعمال شغب، وذلك من أجل تشكيل الرأي العام العالمي والتأثير في فهم الواقع.. وأمتنا -رحمها الله- تسبح مع تلك التيارات دون طوق نجاة. - اقتباس :
من وجهة نظر الإعلام الدولي والتوجه السياسي، نال غاندي وكذلك مانديلا صفة أبطال النضال السلمي ضد المستعمر، فيما حاصر ذلك الإطار القضية الفلسطينية في مسار معقد بوصفها عنيفة وإرهابية، تشويهًا لروح النضال أمام الرأي العام العالمي غاندي ومانديلا والفلسطينيونافتقرت الصراعات المعاصرة والأطماع الاستعمارية الحديثة إلى قوى الردع التي تقف في وجهها، بروح نضالية وحضن دولي منظّم، يُطبق ما يتوافق عليه في البعد الإنساني، أو برد استنزافي يعمق هيكلها الزائف، ولعل ما أتيح لغاندي ومانديلا لم يتأتَّ للفلسطيني في تاريخ النضال بشكل عام، إلا أن المقاربات التاريخية تشترك في أن العالم يفتقر بشكل كبير إلى وجود قرار حاسم يتبنى قضية وقف الظلم. وجميع المفارقات بين الأقوال والأفعال تظهر التحديات العميقة التي تواجه العالم بمنظماته وأطره وقوانينه في السعي نحو تحقيق العدالة، وتعريف الإنسانية بواقعيتها.لم يكن النضال يومًا عنفًا، فغاندي استند إلى فلسفة اللاعنف "ساتياغراها"؛ لتحرير الهند من الاستعمار البريطاني، فيما ناضل مانديلا في بداياته ضد نظام الفصل العنصري "الأبارتيد" في جنوب أفريقيا، أما الفلسطينيون فنضالهم المشروع يتجسد في إنهاء الاحتلال، وقد تطور مثلما تطور نضال مانديلا الذي تبنى الكفاح المسلح بعد فشل الخيارات السلمية، فالكفاح الفلسطيني الذي وَظف السلاح يأتي ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية تجاه المدنيين، وهذا يعكس قيم التضحية التي تتمتع بها شخصية المناضلين تجاه التحديات القاسية التي يواجهونها مع التخاذل الدولي السافر.ثمة سؤال ينبري من بين ثنايا ركام المنازل وأشلاء الأطفال ودماء الأبرياء: لماذا وقف العالم (بعد معاناة شديدة) مع نضال غاندي ونضال مانديلا ضد الاستعمار، بينما لم يستطع الدعم الدولي التشكّل مع القضية الفلسطيني لإنهاء الاحتلال؟والإجابة الصريحة عن هذا السؤال تحتاج إلى صراحة تحليلية، تتقصى مراحل الضعف الوجودي للواقع الإسلامي، باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي بني على عقيدة دينية وجاء بدعم دولي كبير، شتت الهوية الوطنية والدينية في أحقية الدفاع عن مكتسباتها، ما أضعف ترميم وبناء التحالف الإسلامي، كما أن محاولات النضال الفلسطيني المتمثل في حركات المقاومة تدفع عمليًا بفكرة الدفاع عن الهُوية الإسلامية، وليس فقط القضية الفلسطينية كما سوق له، ولا يمكن اعتبار ما يدور في فلسطين شأنًا فلسطينيًّا مجردًا؛ بل هو منهج ديني يجمع الشتات حفاظًا وتعزيزًا لالتفاف المجتمعات حوله. - اقتباس :
بعدد أمة الملياري مسلم، وجب استثمار العدد فكريًا في بناء رأي عالمي قادر على إعادة صياغة المشهد السياسي برمته، لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني، وتعريف لغة النضال التي لن تضعف ولن تستكين حتى وإن جاوز الظالمون المدى. إن التحدي الأكبر يتمثل في تأثير الإعلام الموجه والسياسات الدولية المزدوجة، التي تدعم الكيان المحتل بشكل مباشر أو غير مباشر مع اتساع مسلسل الخيانة والتواطؤ، لذلك علينا أن نعيد تأطير وتعريف الواقع، لأن القوى الكبرى تهيمن على القرار بما يتوافق مع مصالحها، مع تجاهل التأطير الصحيح بأن العدو محتل وعنصري.وببساطة فجة، فإن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحمي هذا الاحتلال، مباشرة، وكذلك من خلال تأثير لوبياتها في الدول الغربية. في المقابل، تقدم دول العالم الإسلامي كل ما لديها لأميركا لتكون بارة بها، انسياقًا مع فكرة التحالفات السياسية، التي تنذر بوجود عدو هلامي لا واقع له، يُرمى في سلة تلك التحالفات، ويستنزف المواقف قبل الأموال التي وظفت لخدمة جيش الاحتلال، وأورقت الانحياز التام لإسرائيل!من وجهة نظر الإعلام الدولي والتوجه السياسي، نال غاندي وكذلك مانديلا صفة أبطال النضال السلمي ضد المستعمر، فيما حاصر ذلك الإطار القضية الفلسطينية في مسار معقد بوصفها عنيفة وإرهابية، تشويهًا لروح النضال أمام الرأي العام العالمي.لذلك، وبعدد أمة الملياري مسلم، وجب استثمار العدد فكريًا في بناء رأي عالمي قادر على إعادة صياغة المشهد السياسي برمته، لتحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني، وتعريف لغة النضال التي لن تضعف ولن تستكين حتى وإن جاوز الظالمون المدى. |
|