ارتفاع حصيلة السفن المستهدفة في البحر الأحمر... تعرف عليها
بوتيرة عالية تستمر جماعة أنصار الله "الحوثيين" باستهداف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر عبر استهداف السفن، في هجمات تقول الجماعة إنها تهدف للضغط على إسرائيل لفك الحصار عن قطاع غزة.
وكشف زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين" عبد الملك الحوثي، الخميس 17 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عن أن عدد السفن المستهدفة المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي ومعه الأميركي والبريطاني وصل إلى 196 سفينة منذ بدء العمليات التي تنفذها الجماعة تضامناً مع قطاع غزة. وقال الحوثي في خطاب متلفز له، إن الإسناد مستمر بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى فلسطين المحتلة، وعمليات هذا الأسبوع نُفذت بـ25 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة.
ووفق الأعداد المعلنة لاستهداف السفن فإن هجمات الحوثيين تتصاعد، إذ كان زعيم جماعة الحوثيين قد أعلن في خطاب له في 22 أغسطس/ آب الماضي أن عدد السفن المستهدفة لارتباطها بالعدو الإسرائيلي ولانتهاكها لقرار الحظر بلغ 182 سفينة.
رصد عدد من الاستهدافات
واستعراضا لعدد من الهجمات أعلن الحوثيون، في الثاني من سبتمبر/ أيلول الجاري، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت سفينة "BLUE LAGOON I" في البحر الأحمر، نُفِّذت بعدد من الصواريخ والطائرات المسيّرة ما أدى لإصابة السفينة إصابة مباشرة. وفي 31 أغسطس/ آب الماضي الماضي أعلن الحوثيون تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة (GROTON) في خليج عدن لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة.
وفي 22 أغسطس/ آب الماضي أعلن الحوثيون استهداف سفينة يونانية "SOUNION" النفطية التابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وانتهكت قرار الحظر، وأن الإصابة كانت دقيقة ومباشرة أثناء إبحارها في البحر الأحمر وهي معرضة للغرق (غرقت بالفعل). كما تبنى الحوثيون عملية أخرى استهدفت سفينة "Sw North Wind I" تابعة لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي وانتهكت قرار الحظر.
وفي السابع من أغسطس الماضي أعلن الحوثيون تنفيذ ثلاث عمليات عسكرية استهدفت سفينة (contship ono) ومدمرتين أميركيتين. وفي الثالث من أغسطس الماضي نفذت القوات البحرية والقوة الصاروخية عملية عسكرية مشتركة استهدفت سفينةَ (Groton) في خليج عدن وذلك بعدد من الصواريخ الباليستية وكانت الإصابة دقيقة.
وجاء استهداف السفينة لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، وفق بيان الحوثيين.
وفي التاسع عشر من يوليو/ تموز الماضي أعلن الحوثيون عن تنفيذ عملية عسكرية في خليج عدن استهدفت سفينة (Lobivia) بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وفي 16 يوليو الماضي أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن الحوثيين هاجموا سفينة "إم تي بنتلي1" التي ترفع علم بنما وتملكها "إسرائيل" في البحر الأحمر، كما هاجموا ناقلة النفط "تشيوس ليون" في البحر الأحمر وألحقوا بها أضرارا. وفي 14 يوليو الماضي أعلن الحوثيون استهداف سفينة (MSC UNIFIC) الإسرائيلية في خليج عدن بعملية مشتركة للقوات البحرية والصاروخية وسلاح الجو المسير.
تأثيرات على الاقتصاد العالمي
الخبير الاقتصادي عبد الرحمن المقطري، قال لـ"العربي الجديد" إن "هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أثرت على الاقتصاد العالمي ككل نتيجة التهديدات الأمنية لواحد من أهم طرق الملاحة الدولية، حيث تمر عبر مضيق باب المندب 12% من التجارة العالمية، ومع بدء الحوثيين بهذه الهجمات أعلنت الكثير من شركات السفن إما التوقف أو تغيير مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهذا يضاعف من تكاليف الشحن، ويضاعف من تكاليف التأمين للملاحة في البحر الأحمر، كما يضاعف من وقت وصول السفن إلى وجهتها، ومن المتوقع زيادة هذه التكاليف بعد نجاح الحوثيين بإغراق بعض السفن".
وبالنسبة لتأثير الهجمات على الاقتصاد اليمني، يرى الخبير الاقتصادي أن الهجمات جعلت اليمن مصنفة منطقة عالية المخاطر، ما ضاعف من تكاليف الشحن إليها، "ونشير هنا إلى زيادة تكلفة التأمين على الشحن إلى ميناء عدن التابع للحكومة الشرعية بمعدل 15 ضعفاً بالمقارنة مع تكلفة التأمين العادية، وهو ما تسبب بانخفاض الواردات إلى الموانئ اليمنية بنسبة 40%، فالتأثير على تكاليف النقل، يؤثر على أسعار السلع المستوردة، خاصة أن اليمن يعتمد على استيراد احتياجاته من السلع والمواد الغذائية بنسبة 90%".
وأضاف الخبير الاقتصادي: هناك تأثير لهذه الهجمات على الاقتصاد اليمني في ظل توقف تصدير النفط، ومن المتوقع أن تزيد من حالة الانقسام المالي الحاصل في البلد، كما أثرت على الوضع المعيشي للسكان نتيجة تراجع المساعدات الإنسانية المقدمة لليمنيين، ونشير هنا إلى توقف المساعدات في مناطق سيطرة الحوثيين، ما يعني توقف المساعدات عن 80% من سكان اليمن.
وقال: "من المتوقع أن تتسبب أيضاً بارتفاع أسعار المشتقات النفطية وبالتالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهو ما سيفاقم الأزمة الإنسانية في الوقت الذي تشير التقارير الدولية إلى أن حوالى 21.6 مليون يمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية و17 مليون شخص في حالة انعدام في الأمن الغذائي".
خسائر قناة السويس
وعن تأثير هجمات الحوثيين على قناة السويس، قال الخبير الاقتصادي إن قناة السويس يمر عبرها نسبة 12% من حجم التجارة العالمية، ونسبة 25% من تجارة الحاويات عالمياً، ومطلع العام قالت تقارير صحفية إن أعداد السفن المارة من القناة انخفضت بنسبة 36% وإن خسائر إيرادات قناة السويس بلغت 40%، ومع استمرار هجمات الحوثيين ارتفعت نسبة الخسائر إلى 60% ".
ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن تأثير الهجمات على الاقتصاد الإسرائيلي لا يمكن تحديده بالضبط نتيجة تكتم الاحتلال على خسائره، لكن المؤكد أن مؤاني إسرائيلية تأثرت كثيرا بهذه الهجمات التي تستهدف سفن الاحتلال أو المتوجهة إلى الأراضي المحتلة، وقد نقل الإعلام الإسرائيلي عن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات غدعون غولبر قوله إن "العمل في الميناء توقف كلياً لعجز السفن عن الوصول إلى الميناء بسبب هجمات الحوثيين، مؤكداً أن خسائر الميناء بلغت 14 مليون دولار، وهذا برأيي يعد مؤشرا على الخسائر في بقية القطاعات".