منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الاقتصاد البنفسجي المستند للثقافة المجتمعية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الاقتصاد البنفسجي المستند للثقافة المجتمعية Empty
مُساهمةموضوع: الاقتصاد البنفسجي المستند للثقافة المجتمعية    الاقتصاد البنفسجي المستند للثقافة المجتمعية Emptyالسبت 02 نوفمبر 2024, 9:28 am

الاقتصاد البنفسجي المستند للثقافة المجتمعية
أثار إعجابي وصف "الاقتصاد البنفسجي" في التعبير عما يتعلق بقيم المجتمع والثقافة العامة والخاصة، وكان ذلك في كتاب "الاقتصاد العجيب" للمؤلفين: ستيفن ليفيت وستيفن دوبنر.

فعندما قرأت الملخص الوافي للكتاب لفت انتباهي تقسيم المؤلفين للاقتصاد إلى تصنيفات تتعلق باللون، للتمييز بينها في أكثر من نوع واحد. فمثلًا، الاقتصاد الأسود يتعلق بالعمل الخفي غير القانوني كغسل الأموال، والاقتصاد الأبيض يتعلق بالتعامل الرقمي عبر الإنترنت، والاقتصاد الأخضر يتعلق بالبيئة، والأزرق يتعلق بالتصرف بالمخلفات الصناعية وطرق معالجتها.

لكن هدف هذه المقالة التوسع بالتفكير خارج الصندوق باقتصاد يتعلق بالثقافة وقيم المجتمع، وهو ما وسمه المؤلفان بالاقتصاد البنفسجي. وما هذه المقالة إلا محاولة للدخول في عالم جديد مثير، يربط بجرأة بين الاقتصاد والثقافة ليعبر عنه بأنه اقتصاد بنفسجي.

ولا أزعم أني سأقدم في هذه المقالة إحاطة شاملة مستوفية الأركان لذلك الموضوع من العلوم، لكنْ ما هي إلا محاولة لفهم أوسع لذلك المصطلح العلمي، وربط مفاهيم وفرضيات أكثر تفصيلًا بواقع الحال المعيش بين الناس.

وذلك من أجل التمييز بين ما هو اقتصادي وما هو غير اقتصادي، بناء على قاعدة معرفية وفهم مستنير للاقتصاد البنفسجي، والمساعدة بالضرورة في اتباع السلوك الاقتصادي الجيد فيما يتعلق بثقافة الحياة المختلفة، والوقوف على مدى جدوى كل موقف وسلوك اجتماعي ثقافي، يؤثر في النهاية بالقوة الاقتصادية العامة للدولة والمجتمع.

ولترتيب أكثر وضوحًا للمقال هنا، أود بداية تقسيم ما ستتم مناقشته فيما يتعلق بالاقتصاد البنفسجي إلى أكثر من موضوع حسب الممارسة العملية له، ليكون لدينا بالمحصلة اقتصاد بنفسجي يتعلق بالسلوك، وآخر يتعلق بالقيم، وثالث يتعلق بالمعرفة، في دائرة واحدة هي الثقافة التي ينسب لها اقتصادنا، محل بحثنا هذا.

قطع الإشارة الحمراء، والسرعة في قيادة السيارة متجاوزًا صاحبها السرعة المقررة، يعد ذلك مثالًا للسلوك غير الحميد، الذي يؤثر بأبعاده على جيب المواطن وسلامة الناس؛ فإذا ما تمت مخالفة قائد السيارة، فإن المبلغ الذي سيدفعه يشكل عبئًا عليه، يؤثر على ميزانيته الشخصية أو العائلية

السلوك
بداية، ما السلوك؟ هو كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد، سواء كانت ظاهرة أم غير ظاهرة، وما دام أن السلوك متعلق بالفعل فهناك إذن فعل جيد وآخر سيئ، أو فعل إيجابي محمود، وفعل آخر سلبي مذموم. والتمييز بين ما هو جيد وما هو غير جيد يتعلق بالثقافة المجتمعية، المستمدة من جوهر الدين وروح القانون وأصل العادات والتقاليد.

فإذا ما أخذنا على سبيل المثال عادة أو فعل شرب الخمر، نجد في الإسلام تفصيل مساوئ تعاطي الخمور متعددة، مع ذكر أن لها منافع، لكن مضارها أكثر من منافعها، وفي ذلك إشارة واضحة للاقتصاد المتعلق بجدوى الشيء. فأنت تُقبل على كل نافع، وقد تتركه لشيء آخر أكثر نفعًا. فما بالك إذا كان الشيء ضرره أكبر من نفعه؟ وما النفع الحاصل من بيع خبيث تتوفر عنه البدائل الأخرى للبيع والتجارة؟!

من هنا كان اعتبار سلوك شرب الخمر فعلًا مشينًا عند من يحرمونه بينهم لثقافة مبنية على دين. وبعض آخر من الناس، ممن لا يؤمنون بدين أو يتجاوزون حدود دينهم، يقبلون على شرب الخمر، وفي ذلك قبول ضمني منهم لتحمل مخاطر ضرر ذلك الخبيث على صحتهم العقلية والعضوية مقابل شهوة ولذة زائلة، ولا ننسى حجم المال المنفق على شيء لا نفع فيه إلا من ربح تاجر لا يضيره بيع الخمر.. فذلك المال إن أنفق على أمر آخر طيب فإن النتيجة ستكون أكثر إيجابية ونفعًا.

في أحد الأيام، وأنا جالس مع أخي تراود لنا موضوع مضار التدخين، الذي كان أخي واقعًا فيه لأكثر من عشرين سنة.. فسألته سؤالًا أثار فضولي عن كمية المال الذي أنفقه على التدخين تقريبًا، من أول سيجارة حتى آخر سيجارة أقلع بعدها عن هذا السلوك غير النافع. وعندما أجرى أخي حساباته بمتوسط دقيق تبين له أن المبلغ المنفق على التدخين من قبله بلغ نحو 23 ألف دولار أميركي!

فانظر كيف أن هذا المبلغ لو أُنفق على مشروع تجاري ناجح لأمكن أن يتطور، ويفتح بيوتًا لأسر، وتُدفع منه زكاة المال، ويخدم المجتمع ببضاعة طيبة!. أليس هذا اقتصادًا يتعلق بالثقافة من زاوية السلوك المجتمعي المبني على قناعات شخصية مستندة للدين أو اتباع الهوى؟

قطع الإشارة الحمراء، والسرعة في قيادة السيارة متجاوزًا صاحبها السرعة المقررة، يعد ذلك مثالًا آخر للسلوك غير الحميد، الذي يؤثر بأبعاده على جيب المواطن وسلامة الناس؛ فإذا ما تمت مخالفة قائد السيارة، فإن المبلغ الذي سيدفعه يشكل عبئًا عليه، يؤثر على ميزانيته الشخصية أو العائلية. وذلك العبء ما كان ليحصل لو أنه التزم بقواعد السلامة المرورية.

قد يقول قائل: لكن المبلغ الذي يُدفع عند المخالفة يزيد خزينة الدولة، والمبالغ المحصلة كذلك من بيع السجائر والكحول توظف أناسًا لهم أسر، وتدفع تلك الشركات الضرائب.. هذه القناعة من زاوية ضيقة قد تكون صحيحة، لكن إذا ما فصّلت ما وراء تلك الحقيقة تجد أن الأمر برمته لا صحة فيه؛ فلو سلمنا أن دفع قيمة المخالفة مورد للدولة، فكيف سيكون الوضع القائم لو أن الجميع توسع فيها وقال لا ضير في دفع مخالفات للخزينة؟ ستكون النتيجة فوضى عارمة تضر بأوقات الناس، وأزمات تُضيع جهدهم ومالهم، وضياع فرص لهم، وهذا كله ينعكس على الاقتصاد العام للدولة.

وكذلك السجائر والكحول، على الرغم من منافعها – كما ذكر القرآن الكريم – فإن الضرر الواقع بين الناس على صحتهم، والجرائم المتأتية من ذهاب العقل بتعاطي الخمر، ذلك سينعكس ضررًا على الاقتصاد، فالدولة، كما تأخذ، ملزمة بالعطاء في الإنفاق على الصحة، والضرائب التي تحصل عليها من بيع الكحول والسجائر ستدفعها أضعافًا في معالجة المرضى من المواطنين، ممن تراجعت صحتهم؛ بسبب التدخين والكحول. وانتشار الجريمة بسبب ذهاب عقل من يعاقر الخمر سيؤثر في السياحة، وبالتالي ضياع فرص تجارية عدة، وتراجع المبيعات للشركات، ونقصان مورد الدولة من المكوس.

من القيم الدينية التي تصب في الاقتصاد البنفسجي الإيمان بضرورة دفع الغني مبلغًا من ماله لا يشكِّل عبئًا كبيرًا عليه، لكنه زكاة من ماله على الفقراء، فهذا يقلل الحقد الطبقي، ويرفع سوية المجتمع، ويُشبع الجائع، ويحرك الاقتصاد

القيمة
الزاوية الثانية لنقاشنا هنا هي القيمة، التي تُعرّف بأنها جملة المقاصد التي يسعى القوم إلى إحقاقها متى كان فيها صلاحهم عاجلًا أو آجلًا، أو إلى إزهاقها متى كان فيها فسادهم عاجلًا أو آجلًا. ومصادر القيم الإعلام والدين والمجتمع، وهي تفيد في اكتساب الإنسان ثقته بنفسه مع سلام داخلي معيش، والقيمة يمكن تبنيها عن طريق الإقناع والقدوة الحسنة وأدبيات الثقافة المجتمعية.

فهي إذن محل نقاش، ومتغيرة وليست ثابتة، وتختلف بين إنسان وآخر وبين مجتمع وآخر، وتُنسب القيمة عادة لموضوع يمثل قاعدة لها، فتقول – مثلًا – إن التواصل بين الأرحام بالأعياد قيمة اجتماعية، وما يتعلق بالربح والخسارة في المفاصلة عند الشراء من التاجر هو قيمة اقتصادية، والصدق في التعامل مع الناس قيمة دينية، والتزام المنتخب بوعوده التي قطعها على نفسه قيمة سياسية.. وغير ذلك من موضوعات شتى.

ما يهمنا في مفهوم القيمة هو إسقاط موضوع الاقتصاد البنفسجي على القيمة باختلاف أنواعها؛ لأننا اتفقنا على أن الاقتصاد البنفسجي يتعلق بالثقافة وقيم المجتمع، فما يمثل ركيزة أساسية في الانتعاش الاقتصادي عن طريق اتباع القيم الجيدة فيما تُحمد عقباه ضمن الاقتصاد البنفسجي؛ فتواصل الأرحام يمثل قيمة اجتماعية، تزيد المرحمة بين الناس في الوقوف على حاجاتهم، وتبادل المنافع، وحل المشكلات، وزيادة الرفاهية بين أفراد المجتمع.

وهناك قيمة الاهتمام بنظافة المنطقة التي تجلس فيها، وعدم إلقاء النفايات على الأرض.. هذا سيقلل وقت عامل النظافة في تنظيف المكان، وبذلك تتسع رقعة عمله لتشمل مناطق أكثر، أو يستغل وقته في تجميل وتزيين المدينة بدلًا من أن يكون منكبًّا فقط على الاهتمام بالنظافة العامة.

وفي ذلك رفع لمستوى رفاهية المجتمع، وزيادة في أعداد السائحين الذين سينفقون أموالهم على تلك البلد التي تنتعش كلما زادت أعدادهم، ويعود ذلك بالضرورة على خزينة الدولة وإنفاقها العام، وبذلك تتحقق زيادة مضاعفة في مستوى الرفاه بين الناس.

هي قيمة اقتصادية بحتة تلك المتعلقة بجودة أي سلعة يقبل الزبون على شرائها على الرغم من ارتفاع سعرها؛ لأن عمرها الافتراضي أكبر من سلعة ذات جودة أقل وسعر أقل. ولأن مفهوم القيمة نسبي حسب الاقتناع، فتوجه الزبائن مختلفٌ في هذه الحالة بناء على القيمة الحالية للنقد، أو الجودة الشاملة.

لكن، لو فرضنا أن العمر الافتراضي لحذاء – مثلًا – هو 10 سنوات، وسعره 30 دينارًا، وهناك حذاء آخر سعره 5 دنانير، وعمره الافتراضي سنة واحدة فقط.. في هذه الحالة، ومن منطلق القيمة الاقتصادية، فإن الرشد في الإنفاق في حال توفر السيولة يقتضي اختيار الحذاء ذي السعر 30 دينارًا؛ لأن جودته أعلى ممثلة بعمره الافتراضي المجرب، فمن يشتري الحذاء الأرخص سيبدل حذاءه 10 مرات في 10 سنوات مقابل 50 دينارًا، في حين أن الذي يشتري الحذاء الأغلى والأجود لن يبدل حذاءه في المدة ذاتها.

ومن القيم الدينية التي تصب في الاقتصاد البنفسجي الإيمان بضرورة دفع الغني مبلغًا من ماله لا يشكِّل عبئًا كبيرًا عليه، لكنه زكاة من ماله على الفقراء، فهذا يقلل الحقد الطبقي، ويرفع سوية المجتمع، ويُشبع الجائع، ويحرك الاقتصاد، وتتحقق البركة في أصل المال لدى الغني، التي يشعر بها في قلة تردده على المستشفيات أو في حصوله على فرص لشراء الأرخص، وبذلك يرفع من هوامش ربحه حتى في سعادته وطمأنينته النفسية، ليؤثر ذلك إيجابيًّا في إقباله على الحياة وارتفاع إنتاجيته بالضرورة.

قرأت ذات مرة قصة عن ثريّ كان يفقد السعادة ليفكر في سبب ذلك ويصل لنتيجة أن فقدانه للسعادة كامن في انعدام عطائه دون مقابل، فقرر أن يلقي من ماله في الشارع يومًا في الأسبوع ويراقب صاحب النصيب من يأخذ قليلًا من ماله الملقى على الأرض، وكانت سعادته غامرة عندما كان يرى الابتسامة تُطبع على وجوه بعض الناس ممن يأخذون تلك الأوراق النقدية القليلة ليشتروا بها حاجاتهم أو يسدوا بها ديونهم.

مثل هذه القيمة الأخلاقية، دينية كانت أو إنسانية، البذل فيها واضح تأثيره في المجتمع على نحو إيجابي، لا ينفصل عن كونه اقتصادًا بمعنى الكلمة، لكنه بنفسجي متعلق بالثقافة هذه المرة.

التداخل بالقيم واضح، والفيصل بينها دقيق؛ فما تراه أنت دينيًّا قد يراه غيرك سياسيًّا ويراه آخر اجتماعيًّا. فمثلًا، هناك من يرى صلة الأرحام قيمة دينيّة، والبعض يراها سياسية تتعلق بالتعامل مع الآخرين، أو اجتماعية، لكن العبرة التي تهمنا مدى تأثير انتهاج هذه القيمة إن كانت إيجابية على الرفاه الاقتصادي العام للمجتمع، فالقيمة في مجملها قد تكون إيجابية كالنظافة وصيانة البيئة، أو سلبية تبدو في عدم الاهتمام بالبيئة والنظافة العامة، كما فصلنا من قبل.

قول أحدهم إن تناول قشر الرمان ينظف الأمعاء ويعالج أمراضًا جمة، مع أن التجربة المخبرية أثبتت أن تناول قشر الرمان – وخصوصًا بكثرة – يؤدي إلى تشمع الكبد، وقد يؤدي إلى الوفاة

المعرفة
الزاوية الأخيرة والثالثة في نقاشنا هي المعرفة، التي تعد مهمة جدًّا في تقنين الاقتصاد الثقافي (البنفسجي)، والمعرفة هي كل المعلومات التي يحتفظ بها الإنسان في عقله أو في كتاب، أو حتى في موقع إلكتروني، ويحصل عليها من خلال القراءة الذاتية أو التعلّم.

ولتوضيح دور المعرفة في تفعيل الاقتصاد الثقافي في حياتنا نأخذ مثالًا بسيطًا، يتعلق بمدى معرفة مالك أي سيارة ببعض المهارات المتعلقة بالتأكد من سلامة سيارته.. فلو أن شخصًا يجهل أن لمحرك السيارة زيتًا يجب التأكد من صلاحيته مع قطع مسافة معينة، فإنه- لا شك- لعدم معرفته هذه المعلومة قد يخسر محرك سيارته، ويدفع مالًا كثيرًا إذا ما تلف المحرك بسبب احتراق زيته.

مثال أكثر أهمية وعمومية في مجال التربية والتعليم، يتعلق بمدى مصداقية الطالب في تحصيله العلمي، عن طريق التشديد على رقابة الطلبة في الامتحان.. فلو كان طالب ما يلجأ دومًا للغش في الامتحانات، ويخدع معلميه ومدرسيه، فإنه بالمحصلة سيتخرج بشهادة لا تعكس مدى معرفته الحقيقية في تخصصه، وإذا ما قُدر له العمل بمؤسسة ما فإنه سيؤثر سلبًا في مستقبلها الاقتصادي، بسبب قرارات غبية قد يأخذها لضعف خلفيته العلمية.

في يوم من الأيام فاجأني ولدي بشرائه بيتزا جاهزة للتقديم، وكانت قيمة الاثنتين منها تناهز خمسة دنانير، وبعد طهيها بسرعة تم تناولها بسرعة، ولم يحصل الإشباع الكافي منها، لصغر حجمها الذي لا يتناسب مع سعرها.

وفي اليوم التالي أحببت أن أعطي ولدي درسًا في كيفية الاقتصاد عن طريق المعرفة بالطهي، فجلبت مكونات صنع البيتزا، وصنعت أربع قطع كبيرة بنظافة وجودة عالية، وتناولنا البيتزا إلى حد الإشباع، وأهدينا جيراننا وأبقينا كمية لليوم التالي، كل ذلك كان بسعر قطعتي بيتزا جاهزتين من السوبرماركت.. هذا الموقف يدلل على أهمية المعرفة المتعلقة بالتدبير المنزلي، وانعكاس ذلك على الرفاهية بواسطة اقتصاد يتعلق بالثقافة الشخصية.

المعرفة في مجال الصحة العامة ضرورية للعيش بسلام؛ فمعلومة مغلوطة قد تودي بحياة إنسان باتباعها، مثل قول أحدهم إن تناول قشر الرمان ينظف الأمعاء ويعالج أمراضًا جمة، مع أن التجربة المخبرية أثبتت أن تناول قشر الرمان – وخصوصًا بكثرة – يؤدي إلى تشمع الكبد، وقد يؤدي إلى الوفاة.

المعرفة بالتقنية كذلك قد توفر المال والجهد في طلب وجبة طعام عبر التجارة الإلكترونية، وذلك يوفر وقتك في قضائه مع أسرتك معلمًا لطفلك دروسه اليومية، أو معاونًا لزوجتك في أعباء البيت. وفي ذلك اقتصاد يتعلق بمعرفة كيفية طلب السلع عن طريق الإنترنت، أضف إلى ذلك قلة التلوث البيئي والزحام وقلة احتمال وقوع حوادث السير لو أصبح هذا التصرف ثقافة لدى الناس؛ ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد برمته.

بقي القول إن الاقتصاد البنفسجي المتعلق بالثقافة التي تأخذ بعدًا اقتصاديًّا مؤثرًا في جودة الحياة والمنتجات ما هو إلا أحد رؤوس مثلث الاقتصاد المستديم، الذي نشأ في سياق العولمة ودعم المجتمعات الناشئة.

أما الرأسان الآخران، فالأول يقع على عاتقه الاهتمام بالبيئة، عن طريق دعم مشروعات الطاقة النظيفة، ويسمى الاقتصاد الأخضر، والأخير هو الاقتصاد الاجتماعي، ويأخذ طابعًا اجتماعيًّا بحتًا، ليكون الاقتصاد البنفسجي – أحد فروع الاقتصاد المستديم – رهينًا للتنمية المستدامة في بعده الثقافي البحت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الاقتصاد البنفسجي المستند للثقافة المجتمعية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» درس من أبي الاقتصاد!
» أجمل وأندر ألوان العيون في العالم البنفسجي
» كتب في الاقتصاد
» كتب في الاقتصاد
» كتب في الاقتصاد 4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث اقتصادية :: الاقتصاد-
انتقل الى: