منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مذكرات سليمان النابلسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذكرات سليمان النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات سليمان النابلسي   مذكرات سليمان النابلسي Emptyالأحد 03 نوفمبر 2024, 4:34 pm

مذكرات سليمان النابلسي P_3229qf5891

رئيس الوزراء الأردني الراحل سليمان النابلسي وغلاف مذكراته


صدرت حديثاً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر مذكرات رئيس الوزراء الأردني الراحل سليمان النابلسي (1908-1976)، وهي عبارة عن حوار شفوي أجراه معه المؤرخ الدكتور علي محافظة عام 1976 وساعده بالتوثيق الدكتور عبد الله العساف، الذي أصدر سابقا يوميات سليمان التل ومذكرات حاكم الفايز ومجلي النصراوين البعثيين الأردنيين اللذين قضيا سنوات طويلة في سجن حافظ الأسد.
يسرد محافظة الأسباب التي دعته لطلب الحوار مع "الأستاذ سليمان النابلسي، قائد سياسي شجاع وزعيم للحركة الوطنية الأردنية بلا منازع والرجل الأول في المعارضة السياسية الأردنية الذي لا يبارى"، علماً أن هناك اختلافاً كبيراً بين الأردنيين في تقييم تجربة النابلسي السياسية.
شكلت حكومة النابلسي بين تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956 وحتى إبريل/ نيسان 1957 سابقة في تاريخ الأردن، إذ كانت أول حكومة برلمانية وتميزت باتجاه تقدمي عروبي وأجهضت بعد ستة أشهر فقط بفعل التدخل الأميركي بالشأن الأردني لصالح المشروع الغربي الصهيوني كما يرى أنصارها. فيما يرى خصومها أنها تعبير عن عدم نضوج المجتمع الأردني لتقبل الديمقراطية، وأيضا تعبير عن ارتهان القوى التقدمية للدعم الخارجي، مصر وسورية والاتحاد السوفييتي.
فازت المعارضة بأكثر من نصف مقاعد المجلس النيابي بانتخابات عام 1956 وكان الحزب الوطني الاشتراكي يملك الكتلة الكبرى في البرلمان رغم سقوط زعيم الحزب سليمان النابلسي بسبب "التزوير العلني المكشوف".
كلف الملك حسين النابلسي بتشكيل الحكومة لأنه رئيس الحزب الفائز، ورد النابلسي على الملك بأنه يخشى ألا يستطيع التوفيق بين رغبة الملك ورغبة الشعب بإنهاء المعاهدة البريطانية والاستعاضة عن المعونة البريطانية بمعونة عربية وأن يسير الأردن في الطريق التحرري العربي إلى جانب مصر وسورية والسعودية. تقف المذكرات عند العام 1960، وسبب التوقف هو تدهور صحة النابلسي وتمكن سرطان الدم منه.

مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-515219562%20%281%29
توقيع اتفاق المعونة العربية للأردن، الملك حسين، الملك سعود، الرئيس عبد الناصر، رئيس الوزراء السوري صبري العسلي (Getty)
لا نعرف سبب تأخر النشر 47 سنة حتى صدورها عام 2024، ولكن يمكن التخمين أن الجو الرسمي الأردني لم يكن ليسمح بنشرها آنذاك، بل وحتى يومنا هذا ليس هناك منع أو سماح بنشرها.
يعترف المؤرخ علي محافظة بأن هذه المذكرات خالية من الوثائق، ولكن صاحبها كان في غاية الصراحة والوضوح مع الانفعال أحيانا و"يسخر من شخصيات ومن أفكار يتناولها في حديثه". تفتقر هذه المذكرات إلى الدقة والتنظيم، وربما يعود ذلك إلى أنها مجموعة مقابلات شفوية أو ربما لبعد الزمن بين تسجيل اللقاءات ونشرها أو التدخل من آخرين عند نشرها، ومع ذلك تبقى وثيقة مهمة تصدر عن رجل سجن 17 مرة وعمل مع ملوك الأردن عبد الله وطلال وحسين، وصادق الرئيس جمال عبد الناصر وقيادات البعث في سورية وترك بصمة في تاريخ المنطقة.

بدايات سليمان النابلسي

ولد النابلسي في مدينة السلط عام 1908 وتلقى تعليمه فيها ثم انتقل إلى نابلس والقدس وأكمل تعليمه الجامعي في الجامعة الأميركية ببيروت، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1932. انتقلت العائلة خلال الحرب العالمية الأولى إلى عمّان، التي يذكر عنها "سيلها الذي كان مغطى بشجر الدفلى، ولم يكن في عمان آنذاك سوى بناءين من الحجر وبقية بيوت عمان من اللبن، أي الطوب الطيني.. وكان نفوس عمان بين 300 و400 نسمة".
تعرف النابلسي إلى الحركة القومية في بيروت من خلال عائلة الصلح: رياض وكاظم وتقي الدين والمفكر العربي قسطنطين زريق، وقد انتخب النابلسي مرتين رئيسا لجمعية العروة الوثقى التي كانت، حسب تعبير النابلسي، "مهد الفكر الحر الوطني النضالي في الجامعة الأميركية وفي بيروت بأسرها". يصف بيروت آنذاك قائلاً "لم تكن سوى مدينة صغيرة لا تتجاوز في سكانها 350 ألف نسمة، وكان عدد الطلبة في الجامعة الأميركية محدوداً لا يتجاوز 1500 طالب".

مع الملك المؤسس

عاد النابلسي إلى الأردن عام 1932 وعمل مدرسا في الكرك لعام واحد، ثم عين في ديوان رئاسة الوزراء، ونقل لوزارة المالية بسبب تسريبه اتفاقية مع بريطانيا، وأعيد لاحقا ليشغل منصب سكرتير عام رئاسة الوزراء. يروي النابلسي أن الشعب الأردني وقف ضد معاهدة 1928 مع بريطانيا، والتي كان يريدها الملك عبد الله من كل قلبه، لأنه "جاء الى هنا واستدعاه ونستون تشرشل إلى القدس، وعرض عليه أن يقيم حكما محليا في الأردن، فقبل الأمير. ولكن عرض تشرشل لا يعطي للأمير شرعية، لأن تشرشل لا يملك هذا الحق، فالذي يملك هذا الحق هم سكان البلاد. وهذا لا يقلل من قيمة الأمير عبد الله عندما نتحدث عن التاريخ، وأهل شرقي الأردن كانوا يريدون أن يخلص الأردن لهم، لا أن يؤتى بمستعارين عملاء أو غير عملاء، ولا أن يأتي مرتزقة من سورية ليحكموهم".
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-106697205%20%281%29
الأمير عبد الله في طريقه للقاء الجنرال اللنبي في القاهرة عام 1921(Getty)
يتحدث أن السلطة الحقيقية كانت بيد المعتمد البريطاني وليس بيد الأمير عبد الله، الذي لا يستطيع أن يأمر موظفيه بإنشاء طريق إلى بيته أو أن يزرع عشر شجرات حوله. كان الملك عبد الله الأول "يريد أن يجعل العراق سنده، فالقصد أن يحفظ الهاشميين في هذين البلدين وكان يتطلع إلى الحجاز، فهي أمله البعيد أو حلمه".
يروي النابلسي: "كنت مع الأمير عبد الله وحيدين في القصر وجرّنا الحديث عن الإنكليز، وكان ينظر إلي نظرة أبوية ويعطف علي بالرغم من أنه سجنني أكثر من مرة، ولكنه يظهر أنه يعتقد أني مخلص في اعتراضاتي وانتقاداتي وفي معارضتي ولست استهدف غرضا خاصا، فقال يتهمونني بأنني إنكليزي، أنا إنكليزي؟ عندما كان رومل يدق أبواب الإسكندرية وضع الإنكليز طائرة في مطار عمان لنقل (رئيس الوزراء الأردني) توفيق أبو الهدى .. لقد فكر الإنكليز بأبي الهدى ولم يفكروا بي". يقول النابلسي عن أبي الهدى إنه خدعهم بادعاء الوطنية بينما كان "معتمَد المخابرات البريطانية في الأردن ورجلها الأول".
يتهم توفيق أبو الهدى بعقد صفقة على حساب فلسطين بتوقيع الاتفاقية المعروفة باتفاقية أبو الهدى - بيفن عام 1948، التي حجبها عن الرأي العام وكان الهدف منها هو التقسيم وإعطاء اليهود ما يطلبون، وقد سجنه أبو الهدى بسبب انتقاده لهذه المعاهدة تسعة أشهر.
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-914921812
رئيس وزراء الأردن توفيق أبو الهدى في لندن 1949 (Getty)
في إحدى المرات نفى الملك النابلسي إلى منطقة الشوبك حوالي مئة يوم، نام فيها في خيمة ممزقة، لمحاولته تسريب وثيقة منح امتياز للتنقيب عن المعادن لشركة صهيونية. كان الملك ذا علم ومعرفة بالاكتشافات الحديثة وكان مشتغلا بالعلوم السلفية وكنزا من النكات والنوادر والثقافات المتباينة وكان يستعملها في مناسبات كثيرة من أجل اختيار بعض الأعوان والأصدقاء وكشف بعض المتزعمين. كانت عنده نزعات استعلائية، إذ كان يقارن نفسه بزعماء البلاد وبشبابها فيجد نفسه أعلى منهم ثقافة وأسمى. كان يشعر بعد موت أخيه (الملك علي) بأنه الوحيد المؤهل لاستعادة عرش الحجاز وحتى في صِلاته مع إسرائيل كان يوقن بأن لها القدرة والطاقة السياسية والعسكرية والمالية أن تسند طموحه. وفي هذا السياق، يورد النابلسي معلومة، ولكن لا يتوسع فيها، مفادها أن الملك أسس حزبا سماه (حزب الله).
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-515220092
ملوك الأسرة الهاشمية: فيصل وعبد الله وعلي (Getty)

قيادة الحركة الوطنية

استقال النابلسي من العمل في رئاسة الوزراء لأنه يريد أن "يتولى مسؤولية قيادة الحركة الوطنية"، وأسس مع زملائه الحزب العربي الأردني، وتولى أمانته العامة، كما ترأس عام 1939 النادي الفيصلي الذي أمر الإنكليز بإغلاقه. عرض عليه عبد الحميد شومان إدارة البنك العربي، ما أغضب الأمير عبد الله، الذي قال "هذا الرجل يرفض خدمتي ويقبل خدمة شومان". 
نشر ورفاقه في الحزب رسومات ومقالات في مجلة الميثاق ضد حكومة إبراهيم هاشم عام 1947، فشكاهم رئيس الوزراء للملك عبد الله، فطلبهم للمجيء إلى إربد، فشتمهم وهددهم بحضور رئيس الوزراء. وعندما غادر الأخير قال الملك كلمات طيبة لترطيب خاطرهم، ولكنهم أصدروا عددا ثانيا من الجريدة يتضمن انتقادات أكبر فنالوا من الملك شتائم جديدة.

الحرب العالمية الثانية

لم يكن الجيش الأردني يتجاوز عدده عشية الحرب العالمية الثانية 800 جندي، ورفع البريطانيون عدده في الحرب إلى ثلاثة آلاف جندي. يصف النابلسي رجال السلطة في الأردن بأنهم كانوا مع الغرب، ولكن أغلبية الشعب كانت مع ألمانيا ولذا "حاول الإنكليز أن يخلقوا طبقة في شرقي الأردن تبقى معهم إلى الأبد". 

عبد الله الأول والمال

كان الملك عبد الله الأول كما يصفه النابلسي "لا يقيم وزناً للمال ولا يعرف قيمة له"، وشعاره دوماً "عمر ما مديون اتشنق".
أراد الملك عبد الله شراء يخت له عام 1951 ووافق رئيس الوزراء ومعه الوزراء، إلا أن النابلسي بوصفه وزيراً للمالية قال للملك إنه لا يجد من اللائق أن يشتري الملك يختاً والناس لا يجدون القمح والماء، فطوى الملك المشروع. عرض عليه أثناء زيارته إلى تركيا عام 1951 مصحفاً مكتوباً بالذهب بمبلغ مئة ألف دينار، فبكى الملك لأنه لم يستطع أن يدفع هذا المبلغ. في أحد الأعياد جاء إليه مصطفى وهبي التل وبهاء الدين طوقان مفلسين يطلبان المعونة وكان لا يملك مالاً، فأعطاهما السجادة فأخذاها وباعاها. كان يحب الطعام، ولكن أوضاعه المادية والحاشية التي كانت حوله لم تكن تؤمّن له أطايب الطعام، ولذلك إذا كان بينه وبين بعض الناس رفع كلفة وصِلات طيبة يقول: ألا تريد أن تغدينا؟

اغتيال الملك عبد الله

يرى النابلسي، الذي كان يزور الملك عبد الله كل يوم جمعة، أن "الشعب العربي في فلسطين لم تكن نظرته إلى الملك عبد الله نظرة تقدير واعتبار، أو أنه وطني، بل هي نظرة إلى رجل متواطئ مع الإنكليز وإسرائيل يرغب في ضمهم بالقوة".
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-514907012
الملك عبد الله الأول في القدس (Getty)
وبسبب سياسته الواضحة والصريحة بـ"الدعوة للتعايش مع اليهود، تكونت عناصر من الضفتين تريد أن توقف اتجاه الملك عبد الله هذا، وأن ينصرف عن التعاون مع اليهود. أما هو فقد كان يرى أن لا مناص من التعايش معهم". يقول سليمان النابلسي إن اغتيال الملك عبد الله في القدس في 20-7-1951 كان متوقعا، وقد جرت محاولات عدة لاغتياله قبل ذلك، فأعداء الملك كثر: "العائلة السعودية المالكة والعائلة المصرية المالكة والحاج أمين الحسيني وبعض المهاجرين من الأردن إلى مصر وسورية بعد عام 1949 وبعض العناصر المعادية لسياسية الملك عبد الله في الموادعة والمهادنة مع اليهود". عن هذا الموضوع، يروي النابلسي في مذكراته أنّه قبل سفر الملك، حذره السفير الأميركي في عمان آنذاك من أن لديه معلومات عن محاولة لاغتياله، فرد الملك "الأعمار بيد الله".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذكرات سليمان النابلسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات سليمان النابلسي   مذكرات سليمان النابلسي Emptyالأحد 03 نوفمبر 2024, 4:37 pm

مع الملك وضده.. مذكرات سليمان النابلسي [2-2]
انخرط سليمان النابلسي في الحياة السياسية الأردنية وأصبح زعيماً وطنياً يمثل المعارضة للاتجاه الحكومي للملك عبد الله الأول، ومن ثم للملك حسين، إلى أن فرض تشكيل أول حكومة برلمانية برئاسته أقالها الملك حسين عام 1957.



الملك طلال

يروي النابلسي جانباً من الأحداث التي جرت بعد اغتيال الملك عبد الله، حيث "كان الأمير طلال وليّ العهد مريضاً في سويسرا، وسادت وجهة نظر أن الأمير مريض ولا يجوز توليته العرش وهو لم يصبح ملكاً حتى يؤتى بابنه حسين ملكاً، وكان الحل أن يؤتى بالأمير نايف بن عبد الله وصياً على العرش، وكان توفيق أبو الهدى يريد استبعاد طلال وذريته" فيما أصرّ النابلسي على حقهم، وأُخذ برأيه.
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-515350466
الملك عبد الله الأول مع الأمير طلال عام 1948 (Getty)
"استقالت الوزارة، فجاء الأمير نايف وعّين بتأثير الإنكليز توفيق أبو الهدى رئيساً للوزراء، وهنا بدأت مؤامرة لاعتبار نايف صاحب الحق الشرعي، وارتكب توفيق أبو الهدى جريمة بحق الأمير طلال، فأتى به من سويسرا، ونادى به ملكاً، وسلمه المسؤولية. كان هدف أبو الهدى بيع طلال للسعودية، حيث ذهب به للرياض وبايع عبد العزيز بن سعود بالملك".
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-515412100
الملك طلال ونجله حسين في روما عام 1952 (Getty)

غلوب باشا

استبعد النابلسي من تشكيل حكومة فوزي الملقي عام 1953، وبالمقابل عرض الملك حسين منصب السفارة في بريطانيا، فوافق بشرط التخلص من غلوب باشا، وأن يقوم هو في لندن بالسعي لإقناع بريطانيا بأن بقاء غلوب باشا ليس في مصلحة بريطانيا، فوافق الملك "اذهب إلى لندن واعمل ما تستطيع للتخلص من غلوب وإحالته على التقاعد"، وهو ما حصل في حزيران عام 1953.
مع استقالة حكومة الملقي وتشكيل حكومة أبو الهدى عام 1954 الذي لا يكفّ صاحب المذكرات عن انتقاده، استقال النابلسي من عمله سفيراً للأردن، ويقول النابلسي إن هذه الحكومة شُكلت لاسترضاء إسرائيل وإنكلترا على حساب الحركة الوطنية.

مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-51417436
غلوب باشا مع الملك حسين (Getty)
كان غلوب باشا الحاكم الفعلي للبلد، وعندما عاد الملك حسين إلى الأردن من بريطانيا، أراد لنفسه أن يكون الحاكم الفعلي والمطلق في الأردن، فقد جاء مشبعاً بحب السلطة، وكانت في الجيش مجموعات من الضباط الأحرار تريد الوصول إلى السلطة، ومنها تشكيلة محمود الروسان، الملحق العسكري في واشنطن، ومن مجموعته علي أبو نوار، الملحق العسكري في باريس الذي تعرف إليه الملك حسين وعيّنه مرافقاً عسكرياً له، ثم رئيساً للأركان.
قرر الملك إعفاء غلوب باشا، وعيّن راضي عناب، أكبر الضباط العرب، رئيساً للأركان، وكانت هذه خطوة جريئة "فغلوب باشا عميد الاستعمار في الشرق الأوسط.. وكانت عمان مخفراً متقدماً لتأديب الدول العربية، وهو يقود هذا المخفر".

الحزب الوطني الاشتراكي

طلب النابلسي ترخيصاً باسم الحزب العربي الأردني عام 1946، ورفض الطلب، إلا أنه ورفاقه استمروا بالعمل وانتخبوا صبحي أبو غنيمة رئيساً للحزب، وأصدروا جريدة العهد الأسبوعية، ثم تقدم بطلب ترخيص لحزب جديد عام 1950 هو حزب الجبهة الوطنية، وأيضاً لم يصدر الترخيص إلى أن صدر ترخيص الحزب الوطني الاشتراكي عام 1953 حين كان النابلسي سفيراً في لندن، وانتُخب هزاع المجالي سكرتيراً للحزب، وبعد عودة النابلسي من لندن عُيّن أميناً عاماً للحزب حتى وفاته.
ويقول النابلسي إن الحزب الوطني الاشتراكي كان حزب وجهاء وأعيان، وتسميته مشابهة لتسمية الحزب النازي الألماني، ولما أصبح رئيساً للحزب، عمل مع بعض زملائه على إبعاد صفة الوجاهة عن الحزب، وتأكيد اشتراكيته، وأن حزبنا استمرار للحركة القومية العربية "ولم يكن بيننا وبين البعث والقوميين العرب أي اختلاف إيديولوجي".
لم ينجح النابلسي بانتخابات عام 1954 بسبب أن "الدولة أرادت إسقاطي"، فقامت المظاهرات احتجاجاً على تزوير الانتخابات، فسيق النابلسي إلى السجن لمدة شهر مع قادة أحزاب البعث والشيوعي والقوميين العرب، ومع ذلك قبل أحد كوادر الحزب، هزاع المجالي، أن يكون عضواً في الحكومة التي تشكلت، فقام الحزب بفصله.
سأل الملك حسين النابلسي عن موقفه من حلف بغداد، فأجاب النابلسي إن كانت الغاية من الحلف تأمين الحماية للأردن من إسرائيل، فنحن معه، أما إذا كان يهدف إلى محاربة الشيوعية فقط، فلا شأن لنا به.
وقف الحزب ضد حلف بغداد بعد أن سمع قادته من نوري السعيد شخصياً أن لا علاقة للحلف بمحاربة إسرائيل، والهدف منه محاربة الشيوعية، فبدأ الملك حسين يتهمني بأنني جئت إليه وقلت له إنني موافق على حلف بغداد، والواقع أن هذا ليس صحيحاً". سُجن النابلسي على هذا الموقف.
اعتُقل النابلسي خلال عامي 1954-1956 خمس مرات، وكان الأردن يغلي بالمظاهرات ضد حلف بغداد، واشتد الغضب الشعبي، وأضربت عمان عام 1955 عند زيارة الرئيس التركي جلال بايار وشاه إيران، ورضخ الحكم أخيراً لمطلب الشارع، فحلّ المجلس النيابي وكلف سمير الرفاعي تشكيل وزارة جديدة في الشهر الأول من عام 1956.

حكومة النابلسي

بعد نجاح المعارضة الأردنية من الحزب الوطني الاشتراكي والشيوعيين وبعض المستقلين بانتخابات 1956، كلف الملك حسين سليمان النابلسي تشكيل الوزارة، ويجب التذكير هنا بأن النابلسي سقط في هذه الانتخابات، ولكنه كُلف بسبب زعامته للحزب الذي حاز أكبر كتلة من النواب.
تشكلت الوزارة في ذات اليوم الذي بدأ فيه العدوان الثلاثي على مصر 29-10-1956 من 11 وزيراً، ستة منهم من الحزب الوطني الاشتراكي، وممثل عن كل من البعث والجبهة الوطنية (الحزب الشيوعي الأردني) والباقي من المستقلين.

مذكرات سليمان النابلسي King_Hussein_with_PM_Suleiman_Nabulsi%2C_November_1956
الملك حسين وسليمان النابلسي (فيسبوك)
حازت الوزارة ثقة 39 نائباً من أصل أربعين، والنائب الوحيد الذي حجب الثقة عنها هو أحمد الداعور، النائب عن حزب التحرير.
طلب الملك توزير عبد الله الريماوي لوزارة الخارجية عن البعث، رفض الحزب الاشتراكي الأمر، وكانت التسوية أن يكون النابلسي رئيساً للوزراء ووزيراً للخارجية وأن يكون الريماوي وزير دولة للشؤون الخارجية.
طلب الرئيس عبد الناصر أن يلجأ الأردن إلى الخطة الدفاعية وأن يستعين بالجيش العراقي، وبالفعل استُقدِمَت القوات العراقية إلى الأردن، وكان في عدادها عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف، غضب الملك وقال: "كيف نتخلى عن إخواننا؟ يجب أن نحارب". رد عليه النابلسي: "إننا لا نستطيع أن نقف في وجه الجيش الإسرائيلي"، فقال الملك: "ليكن، هذه قضية شرف وأخوة ونخوة"، ولكن بعد أن عزل الملك حكومة النابلسي، اتهمهم بأنهم خونة، وأنهم رفضوا المحاربة إلى جانب مصر، ويعلل النابلسي بـ"أننا بقرارنا هذا أخرنا احتلال الضفة الغربية والقدس من عام 1956 إلى عام 1967.
مذكرات سليمان النابلسي GettyImages-469146556
الملك حسين والرئيس جمال عبد الناصر (Getty)
استغل النابلسي مؤتمر الملوك والرؤساء العرب في بيروت عام 1956، ليطلب من الملك سعود أن تستبدل المعونة البريطانية بمعونة عربية.
أرسل الرئيس جمال عبد الناصر والملك سعود بن عبد العزيز والرئيس شكري القوتلي رسالة بتاريخ 12-3-1956 إلى الملك حسين يبلغونه فيها تقديم معونة عربية بديلاً من المعونة البريطانية مع ضمان استمرارها لمدة لا تقلّ عن عشر سنوات.
أراد الملك في شباط 1957 أن يرسل رئيس ديوانه بهجت التلهوني رسالة إلى الرئيس عبد الناصر، فاستنكر النابلسي ذلك، لأن هذا عمل وزير الخارجية، وكتب استقالته للملك، ذاكراً فيها أن الملك يملك ولا يحكم، اتصل الملك طالباً سحب الاستقالة و"بلا الرسالة"، فاشترط النابلسي ألا يتكرر ذلك، وقبل الملك.
حارب حكومة النابلسي السفارة الأميركية في عمان التي أصبحت "مباءة، جاءها رجال المخابرات الأميركية من بيروت وسائر عواصم الشرق الأوسط وعملوا فريقاً يتعاون مع القصر" والحزب السوري القومي.
كان علي أبو نوار يريد أن يكون رئيساً للوزراء، فذهب النابلسي للملك وحذره من وضع يده مع العسكر، قائلاً له: "إذا ذاق العسكر طعم السلطة لن يخلصهم أن يزيحوا الحكومة أو البرلمان، وإنما سوف يزيحونك أنت".
قررت حكومة النابلسي أن تشتري السلاح الشرقي، ولذا أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي، ولما أصبحت صفقة السلاح قاب قوسين، بدأت المؤامرة على الوزارة، فوجه الملك رسالة للنابلسي بمناسبة رمضان شنّ فيها هجوماً كبيراً على الشيوعية، محذراً من خطر انتشارها في الشارع الأردني، وكان ذلك بتأثير "الدسائس والعمل الأجنبي والإقناع السعودي".
رفض النابلسي عرض الأميركان بدفع مائة مليون دولار للخزينة الأردنية مقابل القبول بمبدأ أيزنهاور، وهو أن تملأ الولايات المتحدة الفراغ في المنطقة بعد انسحاب بريطانيا وفرنسا منها.
أخبر النابلسي الملك بعرض السفير الأميركي مالوري، ولم يكن الملك إلى جانب موقف النابلسي، فأقال حكومته.

بعد النابلسي

كلف الملك رفيق النابلسي، عبد الحليم النمر، تشكيل الحكومة بناءً على مطلب الجيش، ولكن حادثة الزرقاء 13-4-1957 التي قام فيها بعض الضباط وصف الضباط بتمرد على قيادتهم العسكرية الممثلة بعلي أبو نوار ومعظم هذه العناصر المتمردة من البدو المناصرين للملك، جعلت الملك يكلف حسين الخالدي تشكيل الوزارة بديلاً من النمر، ودخل فيها النابلسي وزيراً للخارجية والمواصلات "قبلت بالوزارة لأنها فرضت بشكل تهديد بالنسبة إليّ"، ولم تدم هذه الوزارة إلا أسبوعين.
فرضت الأحكام العرفية بحلّ هذه الوازرة وحظر العمل الحزبي لأكثر من ثلاثة عقود.
يروي النابلسي أن الملك حسين قال عنه: "على أي شيء شايف حاله سليمان النابلسي؟ سآتي برئيس وزراء له الشعبية نفسها والاتجاهات نفسها ونخلص من هذا الرجل؟"، وكان النابلسي يقاوم تبديله، معللاً بأنه يجب عدم السماح للملك "يلعب الطابة برؤوس السياسية" ويتجاوز ثقة البرلمان التي حصل عليها النابلسي.
استقالت حكومة الخالدي، فسيطر الجيش على الشارع، وتم تنسيب عدد كبير في الأمن والمخابرات، بحيث ارتفع عدد المخابرات العسكرية والمدنية من 200 إلى 2000 عنصر، وفرضت الإقامة الجبرية على النابلسي، واعتقل حوالى ألفين من الحركة الوطنية الأردنية، لجأ بعضهم إلى دول أخرى، ولا سيما سورية ومصر، مثل شفيق ارشيدت ونعيم عبد الهادي وكمال ناصر، الذين جردتهم السلطات الأردنية من الجنسية، ورصدت مكافأة لمن يأتي برأس أحدهم. وحدثت في هذه الفترة محاولة انقلاب من صادق الشرع، نائب رئيس الأركان، وقد حُكم عليه بالإعدام، لكن الملحق العسكري الأميركي قال إنه يجب ألا يُعدَم، فصدر عفو عنه وأُعيد إلى العمل الحكومي. ويرى النابلسي أن هذه المحاولة للانقلاب أميركية، وكذلك حاول العقيد عبد الله المجلي الخريشة أن يقوم بانقلاب، ومعه عاكف الفايز والدكتور أبو غنيمة، ولكن الانقلاب أُحبط ومات المجلي بحادث سيارة مفتعل.
حاول المنفيون في سورية تنظيم معارضة مسلحة، وكان النظام السوري يقدم إليهم الدعم، وأُشيع أنه وراء اغتيال هزاع المجالي عام 1960.
كان الرئيس عبد الناصر يرسل أموالاً لعائلات السجناء، ولكن بعضها لم يكن يصل بسبب الفساد، فنبه عبد الناصر لذلك، فأرسل له فتحي الديب لمعالجة الأمر، وعندما تصالح الرئيس عبد الناصر مع الملك حسين، طلب الأخير من الرئيس جمال ألا يدفع المال لمواطنيه، فردّ ناصر: "أكفّ عن الدفع حين تدفع لهم".

بعد زمن المذكرات

ناصر النابلسي العمل الفدائي ولم يتمكن من لعب دور في الصراع بين الملك والمنظمات الفلسطينية وشجب سياسة صديقه عبد الناصر بقبول مبادرة روجرز وعندما رافق النابلسي الملك لزيارة عبد الناصر أعرب عبد الناصر للملك أن النابلسي هو المؤهل لتشكيل الوزارة، ولكن النابلسي اعتذر لأنه ملتزم بالوقوف ضد مبادرة روجرز.
رفض النابلسي التعاون مع هيئة شكلها الملك في بداية الصدام الأردني الفلسطيني لعقد مؤتمر عام.
مذكرات سليمان النابلسي Sulayman_Nabulsi_and_Nasser%2C_1968
النابلسي مع الرئيس عبد الناصر (فيسبوك)
أرسل النابلسي جمال الشاعر، كما يروي الأخير في ورقة منشورة في كتاب (حكومة سليمان النابلسي) للوقوف على رأي دمشق ولم يستطع مقابلة صلاح جديد ولم يقتنع بكلام رئيس الدولة نور الدين الاتاسي.
رتب له يوسف الصايغ اجتماعا مع وزير الدفاع حافظ الأسد الذي نصح ألا يشكل النابلسي الحكومة وإذا حدث القتال بين الفدائيين والجيش الأردني فسوف يتدخل الجيش السوري إلى جانب الفدائيين.
اتصل القصر بالنابلسي ليلة أحداث أيلول للقاء الملك، ولكن النابلسي اعتذر وقام جمال الشاعر بالنيابة عنه بإيصال توصيات النابلسي بعدم استمرار الحكومة العسكرية وتكليف شفيق ارشيدت بالوزارة.
عيّن الملك حسين النابلسي عضوا في مجلس الأعيان عام 1975.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مذكرات سليمان النابلسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإعجاز العلمي في الماء للدكتور محمد راتب النابلسي
» :ذكرى الإسراء والمعراج. لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
» الصابون النابلسي.. صناعة تقليدية وهوية تراثية فلسطينية تكافح الاندثار
» منى محمد سليمان مشعل
» سليمان فرنجية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: