[rtl]مكسرات شارع بسمان[/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]
محمص التسالي للعائلات شاهين
البزر و التسالي وذكريات الأفلام.. وجمهور راقٍ في مساءات جميلة قديمة في شارع بسمان بقاع المدينة في عمان ..ففي سبعينات القرن الماضي كنا نذهب لحضور الافلام في سينما رغدان وسينما بسمان .. وكان من الطقوس الملازمة لذلك أثناء مشاهدة الفيلم التسلية بأكل بزر البطيخ والقرع الذي يبتاعه رواد السينمات من المحمص المقابل لسينما رغدان وهو محمص العائلات شاهين .
بقرش وقرشين !!
وكان رواد السينما من الشباب مثلاً وبعد ان يقطعوا – يشتروا – التذاكر إنتظاراً للدخول يتوجهوا لشراء التسالي من هذا المحمص العريق ، ليقفوا بطابور بسبب الازدحام ..ومجمل الشباب يشترون البزر بقروشِ قليلة أكثرها خمسة قروش !! لأن ثمن تذكرة السينما هي حوالي 12 قرشاً !!.
وربما يكون من الصدف اللطيفة أن تشاهد أحد مشاهير الفن في زيارة داخل المحمص كدريد لحام او شمس البارودي مثلاً الذين جاءوا أصلاً لحضور أفلامهم مع الجمهور الاردني في الاعياد او مواسم الصيف .
وعن قصة هذا المحمص العريق فإن مؤسسه هو «محمد عبد الله شاهين»الذي ترك بعد رحيله إرثا غنياً بتأسيس محمص العائلات للتسالي شاهين ، الاسم الذي اقترنت به تجارة الحبوب والمكسرات ليس فقط في الاردن بل في سوريا وفلسطين والعراق ولبنان، فمنذ اكثر من 70 عاما وبعد قصة نجاح متشعبة استطاع شاهين ان يحتل مركز الريادة في قطاع تجارة المكسرات والحبوب فلمع نجم محامص العائلات شاهين ولم يأفل حتى يومنا هذا.
ظل المؤسس محمد فارس شاهين طيلة عقود واحداً من رموز القطاع التجاري والعمل الوطني والاجتماعي ، ليس في عمان فحسب ، بل امتدت حدود علاقته التجارية الى مسافات بعيدة خارج حدود العاصمة، حتى صار عند أبناء جيله يمثل مرجعا اقتصاديا وتجاريا واخلاقيا و اجتماعيا على مدى العقود التي عاشها ، حتى رحيله عام 1980م .
وادي السير ..ناعور
فقد بدأ بتجارة الحبوب مع إخوته بين لبنان «منطقة رياق» وسوريا ،وحققوا اولى نجاحاتهم بالاعتماد على السمعة الطيبة بين التجار والالتزام بمبادئ التجارة النظيفة وعلى جودة الحبوب والمكسرات.
وفي عام 1941 غادر سوريا الى الاردن لتنمية تجارته ولفتح اسواق جديدة وحصل على اول اقامة سنوية في الاردن عام 1942م .. حيث بدأ العمل في الاردن بتحميص المكسرات يدوياً في مخزن صغير.. وأهمها «البزر والفستق» الذي كان يأتي بها من غزة ،وكان يبيع منتجاته في منطقة وسط البلد. عند محلات عزيزية .
وفي نهاية كل اسبوع يومي الخميس والجمعة كان يذهب «بشوالات» الحبوب النية وأهمها الحمص من منطقة ناعور ووادي السير الى فلسطين لبيعها وشراء حبوب اخرى للإتجار بها في عمان.
ونجح في عام 1944م في تحقيق بعض تطلعاته بافتتاح «محمص العائلات للتسالي شاهين» في شارع بسمان وسط البلد،.. وكان المحمص يكتظ بشكل هائل بالزبائن خاصة رواد دور السينما - كـ سينما بسمان ورغدان وعمان- في منطقة وسط البلد «،واستمر العمل في المحمص حتى اصبح في بداية الستينات إسماً تجارياً لامعاً وحقق الشهرة على مستوى الوطن العربي فاصبح مقصد ابناء الوطن من كافة المحافظات والمناطق واصبحت مبيعاته تتجاوز» 25»دينارا يوميا، وهذا مبلغ رائع في تلك الايام !!.
سوق المكسرات
بعد النجاح الذي حققه الاب المؤسس في الاردن في الستينات وجه انظاره الى اسواق اخرى واختار هو واخيه فارس «رحمه الله» سوق الكويت حيث قام بافتتاح فرع جديد لمحمص العائلات للتسالي شاهين،وتسلم ادارته فارس الذي حقق نجاحات كبيرة وترك بصمة غائرة في سوق المكسرات والحبوب في الكويت،حتى توفي هناك رحمه الله.
اما نوري شاهين فقد اختار القدس ليؤسس فيها محمصاً يحمل الاسم ذاته في شارع صلاح الدين الايوبي، لأن الأب المؤسس غرس في نفوس أولاده حب القدس منذ صغرهم، حتى وقوع «النكسة» عندها اغلق المحمص في القدس،وذهب الى سوريا وافتتح محمصاً وعمل به حتى لاقى وجه ربه.
وكان لأخيه أحمد شاهين الذي توفي في الآونة الاخيرة تجربته الخاصة ايضا فقد اسس محمص بإسم محمص شاهين في وسط البلد بجانب البريد وراعى «رحمه الله» في تجارته مبادئ التجارة النظيفة والتعاليم التي ورثها عن اخيه المؤسس محمد فارس شاهين.
محمد فارس شاهين
وأبناء المؤسس محمد فارس شاهين الذين تربوا في مدرسته التجارية والوطنية والاجتماعية، انخرطوا في ميدان العمل في قطاع المكسرات والحبوب وساروا على نهج الاب المؤسس،فكانوا حاضرين دائما سواء في قطاع المكسرات والحبوب او في القطاعات الخيرية التطوعية،حتى بقي اسم «محمص العائلات للتسالي شاهين»اسماً عريقاً في صناعة المكسرات ومن مصافي المحامص في البلاد،فقد نجح الابن يحيى محمد شاهين في رفع شعار الجودة وتعزيز ثقة المواطنين بالمكسرات والحبوب المقدمة،والقبول بهامش ربح محدود في خضم موجة ارتفاع الاسعار التي تمر بها البلاد.
التحميص على الصاج
وفي لقاء أبواب- الرأي مع يحيى شاهين أحد أبناء المؤسس لمحمص شاهين للعائلات أخذ يستذكر بداياته الأولى عندما علمه ابوه وعمه محمود رحمهم الله طريقة تحميص المكسرات التي كانت وقتها على الصاج ،حتى برع فيها واصبح يتقن تحميص كافة انواع المكسرات،وعمل هو واشقاؤه في محمص شارع بسمان مع والدهم إلى ان توفي رحمه الله عام 1980م .حيث باعوا هذا المحمص القديم
و قاموا بتطوير أعمالهم من خلال تأسيس محامص منفصلة بالتسمية ذاتها «محامص العائلات للتسالي شاهين»، وبقي هو ذاته الاسم التجاري منذ عام 1986 بالعلامة التجارية «sh «والمسجلة رسميا باسم يحيى محمد عبد الله شاهين وشركاه تحت الرقم 28387 ،واصبح الفرع الرئيسي لمحمص العائلات للتسالي شاهين ومقر الادارة في منطقة بيادر وادي السير .. حيث تخصص بأستيراد أجود أنواع البزور والمكسرات من الدول العربي والاجنبية منها ما هو جاهز ومنها ما يتم تحميصه هنا بطرق حديثة تناسب جميع الاذواق وصحة الانسان ، وممن لديهم السكري او الضغط فلهم ما يناسبهم من البزور والمكسرات مثلاً.
مشاهير الفنانين
ويفتخر يحيى شاهين بأن من زبائن محمصه هذا في وادي السير الكثير من المواطنين والمقيمين و كبار شخصيات هذا الوطن .. حتى الزوار والفنانين ويتذكر منهم كأمثله فقط : كمال الشناوي ،مريم فحر الدين ،يونس شلبي ، احمد راتب ...الخ .
هذا ولم ينحصر عطاء يحيى شاهين بالتجارة فقط بل خاض تجربة طويلة الامد في الاعمال التطوعية والخيرية،وكان مُفرج هموم الكثيرين !!.
[/rtl]
الرئيسية 
البوابة 
