واقع المرأة الغربية .. كرامة أم إهانة ؟!
3/21/2012
إن المطَّلع على واقع المرأة الغربية وما وصل حالها إليه سيعلم علم اليقين أنها تعيش واقعا بعيدا عن الكرامة والحقوق، بل إن حقيقة ما تعيشه إهانة وإذلال، واستغلال وابتذال، وتفكّكٌ وظلم وعقوق، وإهدار للإنسانية والشرف والحقوق!
وفي مثل هذا الطرح فإن الحديث بلغة الأرقام الموثقة من إحصائيات ودراسات غربية ، يجعل الحقيقة المغيّبة ظاهرة بجلاء، وحال المرأة الغربية واضحا دون خفاء*.
المرأة المسلمة حين تكبر وتصبح جدّة أو عجوزا مسنّة فإنها تكون محل اهتمام وحفاوة كل الأبناء والأحفاد، لكن الجدّة العجوز في أمريكا لها شأن آخر عجيب فنصف عدد النساء ممن تجاوزن الخامسة والسبعين من العمر يعشن وحدهن ، ولربما لايجدن أنيسا ولا جليسا إلا كلبا أو قطة، وهذه الإحصائية تذكر نسبة من يعشن وحدهن وتستثني من يعشن في دور رعاية العجزة المسنين!
في مجتمعاتنا قتل امرأة مسلمة يعتبر خبرا مروّعا تغطيه الصحف باستهجان شديد، أما قتل المرأة في أمريكا فهو عادة يومية مضطردة، ولنا أن نتصوّر أن أربع نساء يقتلن يوميا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن! بل نصف الأمريكيات اللاتي يَمُتن مقتولات يكون القاتل هو شريكها الحميم (زوجها أو "عشيقها") !
الاعتداء على امرأة مسلمة بالضرب أمر قبيح مستهجن وفاعله مذموم في الدين وفي أخلاق الرجال، بينما نجِد قرابة أربعة ملايين امرأة تتعرض لاعتداء جسدي من زوج أو صديق، أي حوالي 22% من الأمريكيات يتعرضن لاعتداءات جسدية.
كيف لا والرجل يرجع إلى بيته مخمورا يغضب لأبسط الأسباب فينهال على زوجته أو عشيقته التي تسكن معه بالضرب المبرح، ثم لاتملك إلا أن تصبر على أذاه حتى لاتطرد لتسكن الشارع حيث لاأسرة تؤويها بعد أن بلغت الثامنة عشرة.
أما اغتصاب المرأة والاعتداءات الجنسية عليها فحدّث عنها ولاحرج، لقد أظهرت الإحصاءات الأمريكية أنه يتم اغتصاب 683 ألف امرأة سنويا، بمعدل ثمانية وسبعين امرأة في الساعة، علما بأن 16 % فقط من حالات الاغتصاب يتم التبليغ عنها بحسب وزارة العدل الأمريكية !
أهذه هي كرامة المرأة وحقوقها وحريتها التي يدعوننا إليها ؟
لقد انهارت الأسرة في الغرب وتفككت، وماتت الفضيلة وشاعت الرذيلة وأصبحت سلوكا عاديا لديهم، فالرجل الأمريكي الواحد يقيم علاقات جنسية مع سبع نساء في المعدل المتوسط، بل إن 29 % من الرجال الأمريكيين قد أقاموا علاقات جنسية مع أكثر من خمس عشرة امرأة في حياتهم، كما اعترف 42% من البريطانيين أنهم يقيمون علاقات غير شرعية مع أكثر من امرأة في نفس الوقت، بينما نصف الأمريكيين يقيمون علاقات غير شرعية (مع غير أزواجهم)، وكانت نسبة الخيانة الزوجية في إيطاليا 38٪ وفي فرنسا 36 ٪.
يا سبحان الله ! الرجل يتزوج زوجة ثانية برضاها وبعقد شرعي .. فهذا عندهم تخلف وظلم للمرأة وكرامتها، أما أن يعاشر الرجل سبع نساء بالحرام فهذا تطور ومدنية وحرية!
حتى الأطفال لم يسلموا من هذه الجرائم الوحشية الأخلاقية، ولك أن تعلم أن هناك قرابة خمسين ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنوياً لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة البغاء !.
وكان من أثر ذلك التفكك والخيانة للمرأة: كارثة صحية عظيمة للمجتمع فأكثر من خمسة وستين مليون أمريكي من الرجال والنساء مصابون بأمراض جنسية لا يمكن شفاؤها .
ومن آثارها أيضا قتل وإهلاك للنسل حيث يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويا.
ومن آثارها التشريد وضياع الأنساب، فعشرة ملايين أسرة تعيلها الأم فقط (دون وجود أب).
وقد أدى ذلك كله إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين المراهقين: ففي كل يوم ينتحر في أمريكا أربعة عشر شابا وفتاة، وفي العام الواحد ينتحر أكثر من خمسة آلاف شاب وفتاة تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والرابعة والعشرين.
أما من يُقدمون على الانتحار سنويا فقرابة المليون وربع المليون شاب وفتاة في كل عام.
هذا هو الوجه الكالح للحضارة الغربية، وهذه هي الحرية والمدنية التي يزعمونها، وهذه هي نتائج تحرير المرأة العصرية وإخراجها عن نطاق العفة والفضيلة والحياء والأخلاق، لقد دمرت الأسرة وأهلكت حضارتهم البائسة الحرث والنسل، وسفكت الدماء ونشرت الخيانة والأمراض والوباء، وجعلت من المرأة سلعة رخيصة بلا كرامة ولاحياء، فلا نامت أعين التغريبيين الأدعياء.
* المركز العربي للدراسات والأبحاث .. ولمن أراد الرجوع إلى توثيق الإحصائيات المذكورة في المقال فهي متاحة على الموقع الإليكتروني، (شبهات وبيان) .