السلاح البحري الروسي يحصل على غواصة ذرية عديمة الصوت

نشرت صحيفة "ازفيستيا" يوم 22 مارس/آذار مقالا تحت هذا العنوان.

يبدأ السلاح البحري الروسي عام 2010 تجربة الغواصة الذرية الجديدة المتعددة الاغراض من طراز "ياسين" التي تنتمي الى مشروع 855 . وتختلف هذه الغواصة اختلافا نوعيا عن سابقاتها . وبالاضافة الى ذلك فإن الغواصة الجديدة هي أول غواصة يتم تصنيعها بشكل كامل في روسيا في الفترة الي اعقبت عهد الاتحاد السوفيتي. صرح بذلك اوليغ بورتسيف النائب الاول لقيادة القوات البحرية الروسية.

ومن المقرر أن تـباشِـر القوات البحرية الروسية باختبارِها ابتداءً من شهر مايو/أيار القادم.

وتجري الآن التحضيرات الاخيرة لبدء اختبار الغواصة في مؤسسة "سيفيرودفينسك" لبناء المكائن حيث يتم تصنيع الغواصات الروسية . وتدعى الغواصة الجديدة " سيفيرودفينسك" ايضا. ولا تعتبر هذه الغواصة الروسية اقل ضجيجا من غواصة "سي فولف" النووية الامريكية المتعددة الاغراض فحسب، بل واقوى منها من حيث توفر الاسلحة على ظهرها.

وقال ميخائيل ستاروجيلوف رئيس المكتب الاعلامي في بلدية مدينة سيفيرودفينسك ان الغواصة تشهد في الوقت الحاضر عملية نصب المنظومات العامة واعمال التركيب والطلاء.

وتعد غواصة "سيفيرودفينسك" غواصة ذات جسمين وعمود واحد تتصف بمستوى متدني للحقل الصوتي. ويكون برجها على شكل بيضوي انسيابي وينقسم جسمها الى 10 فروع. وتحمل الغواصة على ظهرها اسلحة قوية قادرة على تنفيذ مهام تدمير كافة الغواصات والسفن الحربية عمليا. وقد تم نصب اجهزة الطوربيد لاول مرة في تاريخ بناء الغواصات الوطنية ليس في مقدمة الغواصة كما هو معتاد، بل وراء فرع المركز القيادى، الامر الذي سمح بنصب الهوائي التابع للمنظومة الصوتية الحديثة من طراز "إرتيش" في مقدمة الغواصة. وتحتوي اسلحة الصواريخ المتوفرة في الغواصة على 8 منصات عمودية وتنصب 3 صواريخ في كل منصة.

وتنص بعض المعلومات على ان صواريخ" 3 ام 55 اونيكس" المضادة للسفن التي تم تصميمها في مؤسسة "ماشينوستروينيه" العلمية الانتاجية تعد سلاحا ضاريا رئيسيا للغواصة، مخصصا لتدمير مجموعات السفن الحربية المعادية على بعد حتى 300 كيلومتر وذلك في ظروف التشويش الالكتروني القوي والمقاومة النارية المستمرة . ويزود الصارخ من هذا النوع بمنظومة العقل الالكتروني التي تمكنه من العمل بمفرده ضد سفينة منفردة او ضمن سرب صواريخ ضد مجموعة سفن. ويتوفر لدى العقل الالكتروني صور الكترونية للسفن المعادية، مما يجعله قادرا على تغيير تكتيك الهجوم وتدمير هدف ذي اهمية كبرى ثم اهداف اقل اهمية.

ان ظهور مثل هذه الغواصات من شأنه ان يزيد من قوة السلاح البحري الروسي. وتجعلها قادة على التخفي والتسلل والسير بلا ضوضاء وهي أمثل للعمل في المناطق البعيدة للمحيط العالمي.

وقد اعلنت قيادة السلاح البحري الروسي ان غواصة "سيفيرودفينسك" ستدخل ضمن القوات البحرية الروسية عام 2011.

واشار اوليغ بورتسيف الى انه يتم صنع هذه الغواصة في اطار برنامج الاسلحة الحكومي لاعوام 2007 – 2015 الذي يقضي بصنع 8 غواصات استراتيجية من طراز "بوريه" ومشروع "955" على دفعات والتي ستشكل نواة للقوى الاستراتيجية البحرية الروسية بعد عام 2018. اما الغواصة الاولى من هذا النوع التي تدعى "يوريه دولغوروكي" فتمر الآن بمرحلة التجارب والاختبارات في البحر الابيض. وتقوم مؤسسة "سيف ماش" الحكومية بصنع 3 غواصات ذرية اخرى من هذا المشروع الذي تزود كل غواصة ذرية منه ب 20 صاروخا عابر للقارات من طراز "بولافا".

ويرى اوليغ بورتسيف ان السلاح البحري الروسي يجب ان يضم 50 غواصة ذرية. اما الان فلدى القوات البحرية الروسية 60 غواصة، بما فيها الغواصات الاستراتيجية والغواصات المتعددة الاغراض وغواصات الديزل.

وقال بورتسيف ان "القوات البحرية لكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا تجعل 9 غواصات ذرية تقوم دوما بالمناوبة القتالية في البحر. ومن اجل مواجهتها فاننا بحاجة الى غواصتين ذريتين او ثلاث تقوم باداء مهامها في البحر بشكل دائم وبوسعها الرد عى اية ضربة . الامر الذي يعد عاملا رادعا للعدو المحتمل".