منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الحجاج بن يوسف الثقفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحجاج بن يوسف الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: الحجاج بن يوسف الثقفي   الحجاج بن يوسف الثقفي Emptyالجمعة 22 نوفمبر 2013, 10:27 pm

النشأة
ولد الحجاج بن يوسف الثقفي في الطائف عام الجماعة (41 هـ = 661م)، ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف، وكان أبوه رجلا تقيّاً شريفاً، وقضى معظم حياته في الطائف، يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا. وأمه هي الفارعة بنت همام بن الصحابي عروة بن مسعود الثقفي، تزوجها الصحابي المغيرة بن شعبة ثم طلقها وندم، فتزوجها أبو الحجاج. حفظ الحجاج القرآن، ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين، مثل: عبد الله بن عباس، وسعيد بن المسيب، وغيرهم، ثم اشتغل بالتعليم، مثل أبيه. وقد كان من أفصح الناس، حتى قال عنه النحوي أبو عمرو بن العلاء: «ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج».
الحجاج وابن الزبير
لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان، ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة، وكان في حاجة إليه حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة (64هـ = 683م) بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ودانت له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي، ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين، وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة، فنجح في استعادة الشام ومصر من قبضة ابن الزبير، ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة، فانتزع العراق، من معصب بن الزبير. ثم جهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج؛ للقضاء على دولته تماما. حاصر الحجاج مكة المشرفة، وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت، وكان أصحابه -بما فيهم ولديه- قد تفرقوا عنه وخذلوه، بسبب سياسته وشدته. ولم يبق سوى قلة صابرة، لم تغنِ عنه شيئا، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته، وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام (73 هـ = 693م) تدين بالطاعة لخليفة واحد، وهو عبد الملك بن مروان. وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه، وكانت تضم مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز، فأعاد بناء الكعبة، وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة، وحفر الآبار، وشيد السدود.
وهنا يزعم بعض الكذابين بأن الحجاج قد ضرب الكعبة بالمنجنيق حتى هدمها، وهذه الفرية رد عليها شيخ الإسلام، فيقول في الجواب الصحيح (5|264): «والحجاج بن يوسف كان معظما للكعبة لم يرمها بمنجنيق». ويقول في الرد على المنطقيين (1|502): «والحجاج بن يوسف لم يكن عدوا لها ولا أراد هدمها ولا أذاها بوجه من الوجوه ولا رماها بمنجنيق أصلا». ويقول في منهاج السنة النبوية (4|348): «أما ملوك المسلمين من بني أمية وبني العباس ونوابهم، فلا ريب أن أحدا منهم لم يقصد إهانة الكعبة: لا نائب يزيد، ولا نائب عبد الملك الحجاج بن يوسف، ولا غيرهما. بل كان المسلمين كانوا معظمين للكعبة. وإنما كان مقصودهم حصار ابن الزبير. والضرب بالمنجنيق كان له لا للكعبة. ويزيد لم يهدم الكعبة ولم يقصد إحراقها لا وهو ولا نوابه باتفاق المسلمين».
أقول: احترقت الكعبة أيام يزيد بسبب اقتراب مشعل أحد جنود ابن الزبير من كسائها. فبعد ذلك قام ابن الزبير بهدمها ليعيد بنائها على قواعد إبراهيم. فلما قُتل، أمر عبد الملك بإعادة بناء الكعبة على ما كانت عليه وإخراج حجر إسماعيل منها، لأنه لم يسمع بالحديث الذي استند عليه ابن الزبير. أما حكاية المنجنيق فأنا أشك بها من أصلها. فالحجاج قد تقدم جيشه واحتل الأخشبين (جبل أبي قبيس الذي عليه القصر الملكي اليوم بجانب الصفا، وجبل قعيقان\الهندي)، وهما مطلان على المسجد الحرام من المشرق والمغرب وقريبين إليه جداً. فما الحاجة للمنجنيق؟ والمسجد الحرام من طابق واحد غير مرتفع، ومن السهل بمكان على جيش من آلاف أن يعلوه ويدخله، وهو ليس مبني أصلاً ليكون حصناً. وهدمه لا يحتاج أكثر من بضعة أيام. فلم طال الحصار إلى عدة شهور؟ عدا أن تفاصيل القصة تضمنت مبالغات مفضوحة. فكيف يزعمون أن ابن الزبير وحده قد قاتل بضعة آلاف وأخرجهم من باب بني شيبة؟ وماذا عن باقي الأبواب؟ هذه أشبه بأساطير الإغريق.
الحجاج بن يوسف الثقفي Abu_qabees
 
الحجاج في العراق
بعد أن أمضى الحجاج زهاء عامين واليًا على الحجاز نقله الخليفة واليا على العراق بعد وفاة أخيه بشر بن مروان، وكانت الأمور في العراق بالغة الفوضى والاضطراب. فلبى الحجاج أمر الخليفة وأسرع في سنة (75هـ = 694م) إلى الكوفة، وحشد الناس للجهاد ضد الخوارج كما سيأتي تفصيله. ثم حدثت حركة تمرد في صفوف الجيش، بقيادة ابن الجارود بعد أن أعلن الحجاج عزمه على إنقاص المحاربين من أهل العراق 100 درهم، ولكن الحجاج تمكن من إخماد الفتنة، وعفا عن المتمردين إلا بعض قادتهم. ثم تطلع الحجاج بعد أن قطع دابر الفتنة، وأحل الأمن والسلام إلى استئناف حركة الفتوحات الإسلامية التي توقفت بسبب الفتن والثورات التي غلت يد الدولة، وكان يأمل في أن يقوم الجيش الذي بعثه تحت قيادة ابن الأشعث بهذه المهمة، وكان جيشا عظيما أنفق في إعداده وتجهيزه أموالا طائلة حتى أُطلق عليه جيش الطواويس، لكنه نكص على عقبيه وأعلن الثورة، واحتاج الحجاج إلى سنوات ثلاثة (81-83 هـ – 700-702م) حتى أخمد هذه الفتنة العمياء. وخلال هذه السنين الصعبة، حقق ابن الأشعث عددا من الانتصارات فغرّه ذلك، وأعلن العصيان، وخلع طاعة الخليفة، وكان في نفسه عجب وخيلاء واعتداد كريه. وآزره عدد من كبار التابعين انغروا بدعوته، واضطرب أمر العراق وسقطت الكوفة والبصرة في أيدي المتمردين، وعرض عليهم الخليفة خلع الحجاج، فرفضوا وأصروا على القضاء على الخلافة الإسلامية. غير أن الحجاج صمد واستبسل حتى جاء الجيش الشامي، وتمكن من سحق عدوه في معركة دير الجماجم سنة (83 هـ = 702م)، ثم انتحر ابن الأشعث. لقد قتل في هذه الفتنة أعداد عظيمة من المسلمين. بل معظم الذين قتلهم الحجاج في ولايته كانوا من المشتركين في هذه الفتنة العظيمة التي عطلت الفتوحات وكادت تقضي على الخلافة الإسلامية، وهذا سبب تشدده بعكس تعامله مع ثورة ابن الجارود.
الفتوحات الإسلامية
بعد إخماد الفتنة، عاود الحجاج سياسة الفتح، وأرسل الجيوش المتتابعة، واختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة (85هـ = 704م)، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنا، ونجح في فتح ما وراء النهر وانتشر الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز هامة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند. وهنا نذكر أن مساحة فتوح قتيبة بن مسلم الباهلي وحده، تبلغ أربعين بالمائة من مساحة الاتحاد السوفييتي السابق وثلاثاً وثلاثين بالمئة من مساحة الصين الشعبية في الوقت الحاضر. وأن سكان المناطق التي فتحها في بلاد ما وراء النهر وتركستان الشرقية ضمن الاتحاد السوفييتي والصين لا يزالون مسلمين حتى اليوم، ويعتزون بالإسلام ديناً. هذا فضلاً عن فتوحات باقي قادة الحجاج، وباقي ولاة بني أمية.
وبعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابا عمره 17 سنة، ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89-95هـ = 707-713م) في أن يفتح مدن وادي السند (باكستان حالياً)، وكتب إلى الحجاج يستأذنه في فتح قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن «سر فأنت أمير ما افتتحته»، وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: «أيكما سبق إلى الصين فهو عامل عليها».
وقال ابن كثير في تاريخه (9|104) عن الجهاد في عهدي بني أمية: «فكانت سوق الجهاد قائمة في بني أمية ليس لهم شغل إلا ذلك، قد علت كلمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها. وقد أذلوا الكفر وأهله، وامتلأت قلوب المشركين من المسلمين رعبا، لا يتوجه المسلمون إلى قطر من الأقطار إلا أخذوه. وكان في عساكرهم وجيوشهم في الغزو الصالحون والأولياء والعلماء من كبار التابعين، في كل جيش منهم شرذمة عظيمة ينصر الله بهم دينه. فقتيبة بن مسلم يفتح في بلاد الترك، يقتل ويسبي ويغنم، حتى وصل إلى تخوم الصين، وأرسل إلى ملكه يدعوه، فخاف منه وأرسل له هدايا وتحفا وأموالا كثيرة هدية، وبعث يستعطفه مع قوته وكثرة جنده، بحيث أن ملوك تلك النواحي كلها تؤدي إليه الخراج خوفا منه. ولو عاش الحجاج لما أقلع عن بلاد الصين، ولم يبق إلا أن يلتقي مع ملكها، فلما مات الحجاج رجع الجيش كما مر... ومحمد بن القاسم ابن أخي الحجاج يجاهد في بلاد الهند ويفتح مدنها في طائفة من جيش العراق وغيرهم». ولو عاش الحجاج لأكمل قتيبة فتح الصين كلها، ولأكمل ابن القاسم فتح الهند. فرحمة الله عليك يا أبا محمد.
إصلاحات الحجاج
وفي الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة، ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها، وشملت هذه الإصلاحات النواحي الاجتماعية والصحية والإدارية وغيرها؛ فأمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وأمر بإنشاء الجسور، وأنشأ صهاريج لتخزين مياه الأمطار، وأمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة، ومنع هجرة أهل الريف إلى المدن. ومن أعماله الكبيرة بناء مدينة واسط بين الكوفة والبصرة، واختار لها مكانا بين الكوفة والبصرة والأحواز لتكون عاصمة الخلافة، فجعل القسم الشرقي منها لسكن الجيش الشامي حتى لا يفسده العراقيون، والقسم الغربي جعل فيه دوائر الدولة. وكان الحجاج يختار ولاته من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس. وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
ومن أهم إنجازات الحجاج هو تعريبه للدواوين، مما مكّن العرب للمرة الأولى من شغل الوظائف الإدارية في الدولة بعد أن كانت حكراً على الفرس. ونجح كذلك في إصدار الدراهم العربية وضبط معيارها، قام بإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية. واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.
نقط المصحف
ومن أجلِّ الأعمال التي قام بها الحجاج: أمره بتشكيل المصاحف كما ذكرنا ذلك بالتفصيل. ونُسب إليه تجزئه القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
الحجاج مع بني هاشم
كانت الكوفة هي مركز التشيع التقليدي، ومنها خرج المختار الثقفي (والي ابن الزبير) بثورته الشيعية، ثم ادعى النبوة. ومن هنا يقارن بعض الناس بين المختار والحجاج، فيقولون هذا كذاب وهذا مبير، وهذا شيعي وذاك ناصبي، ويجعلانهما في نفس المستوى، وفي هذا إجحاف وظلم. قال شيخ الإسلام في منهاج السنة النبوية (2|36): «والحجاج بن يوسف خير من المختار بن أبي عبيد. فإن الحجاج كان مبيرا -كما سماه النبي (ص)- يسفك الدماء بغير حق، والمختار كان كذابا يدعى النبوة وإتيان جبريل إليه. وهذا الذنب أعظم من قتل النفوس. فإن هذا كفر، وإن كان لم يتب منه كان مرتدا، والفتنة أعظم من القتل».
إضافة إلى أن مسألة اتهام الحجاج بالنصب فيها نظر. فهو لم يتعرض لبني هاشم طوال فترة حكمه، لا في الحجاز ولا في العراق. بل كان معظماً لهم، وتزوج امرأة منهم وأعظم صداقها. وقد دخل عليه أحد قتلة الحسين، فلم يرحب به الحجاج وبشره بالنار. إذ روى الطبراني (3|111) بإسناد صحيح، وابن معين في التاريخ رواية الدوري (3|498) بإسناد حسن أن الحجاج قال يوماً: «من كان له بلاء فليقم فلنعطه على بلائه». فقام رجل (سنان) فقال: «قتلت الحسين». قال: «وكيف قتلته؟». قال: «دَسَرْتُه بالرمح دَسْراً، وهَبَرْتُه بالسيف هَبْراً، وما أشركت معي في قتله أحداً». قال: «أما إنك وإياه لن تجتمعا في مكان واحد» (أي في الجنة). وأخرجه ولم يعطه شيئا. لذلك قال د. الصلابي في كتابه "الدولة الأموية" (3|63): «وكان الحجّاج يحترم أهل البيت ويكرمهم... وما يذكر في كتب التاريخ من كون الحجّاج نصب العداء لأهل البيت غير صحيح».
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4|504): «وهذا مما يقوله هؤلاء الجهال أن الحجاج بن يوسف قتل الأشراف وأراد قطع دابرهم، وهذا من الجهل بأحوال الناس. فإن الحجاج مع كونه مبيرا سفاكا للدماء قتل خلقا كثيرا، لم يقتل من أشراف بني هاشم أحدا قط. بل سلطانه عبد الملك بن مروان نهاه عن التعرض لبني هاشم -وهم الأشراف- وذكر أنه أتى إلى الحرب لما تعرضوا لهم -يعني لما قتل الحسين-. ولا يُعلم في خلافة عبد الملك والحجاج -نائبه على العراق- أنه قتل أحداً من بني هاشم». وقال في جامع المسائل (4|157): «وكما يروون أن الحجاج بن يوسف قتِلَ أشرافَ بني هاشم، وهذا كذبٌ أيضاً، فإن الحجاج مع ظلمه وغشمِه صَرَفَه الله عن بني هاشم، فلم يقتل منهم أحداً، وبذلك أمرَه خليفته عبد الملك، وقال: "إياك وبني هاشم أن تتعرضَ إلى أحدٍ، فإني رأيت آل حرب لما تعرضوا للحسين أصابَهم ما أصابهم"، أو كما قال. ولم يُقتَل في دولة بني مروان من الأشراف بني هاشم مَن هو معروف، (إلا) زيد بن علي بن الحسين لما صُلِبَ بالكوفة. وقد تزوَّج الحجاج ابنةَ عبد الله بن جعفر وأعظَم صداقَها، فلم يَرَوه كفؤاً لها وسَعَوا في مفارقتِه إيّاها».
مواعظ الحجاج
كان للحجاج مواعظ بليغة مؤثرة، فمنها:

  • قال على المنبر: «رحم الله امرؤا جعل لنفسه خطاما وزماما، فقادها لخطامها إلى طاعة الله، وعطفها بزمامها عن معصية الله. فإني رأيت الصبر عن محارم الله أيسر من الصبر على عذابه». (الكامل 1|93).
  • قال: «اللهم أرني الغي غيا فأجتنبه، وأرني الهدي هدى فأتبعه، ولا تكلني إلى نفسي فأضل ضلالا بعيدا، والله ما أحب أن أمضي من الدنيا بعمامتي هذه، ولما بقي أشبه بما مضى من الماء بالماء». (الكامل 1|93).
  • قال الحسن البصري: لقد وقذتني كلمة سمعتها من الحجاج. سمعته يقول: «إن امرؤا ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له، لحري أن تطول عليه حسرته يوم القيامة». (البيان 2|99، الكامل 1|93).
  • وعن المغيرة بن مسلم قال: سمعت أبي يقول: خطبنا الحجاج بن يوسف فذكر القبر فما زال يقول «إنه بيت الوحدة وبيت الغربة» حتى بكى وأبكى من حوله (البداية والنهاية 9|117).
  • قال الشعبي: سمعت الحجاج يتكلم بكلام ما سبقه إليه أحد، سمعته يقول: «أما بعد، فإن الله عز وجل كتب على الدنيا الفناء، وعلى الآخرة البقاء، فلا فناء لما كتب عليه البقاء ولا بقاء لما كتب عليه الفناء، فلا يغرنكم شاهد الدنيا من غائب الآخرة، فطول الأمل يقصر الأجل». (العاقبة 86، مروج الذهب 3|159)
  • «أيها الناس، إن الآمال تطوى، والأعمار تفنى، والأبدان تحت التراب تبلى. وإن الليل والنهار يتراكضان كتراكض البريد، يقربان كل بعيد ويبليان كل جديد. وفي ذلك -عباد الله- ما يلهي عن الشهوات ويسلي عن اللذات ويرغب في الباقيات الصالحات».
  •  «أكثروا من ذكر هادم اللذات الموت. فإنكم إن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم فرضيتم به فأجرتم، وإن ذكرتموه في غنى نغصه عليكم فجدتم به فأثبتم. إن المنايا قاطعات الآمال والليالي مدنيات الآجال، وإن المؤمن بين يومين: يوم قد مضى أحصى فيه عمله فختم عليه، ويوم قد بقي لعله لا يصل إليه. إن العبد عند خروج نفسه وحلول رمسه يرى جزاء ما أسلف وقلة غناء ما خلف. ولعله من باطل جمعه أو من حق منعه». (العاقبة في ذكر الموت لعبد الحق الإشبيلي ص87).
  • وعن مالك بن دينار قال: غدوت إلى الجمعة فجلست قريبا من المنبر، فصعد الحجاج المنبر ثم قال: «امرؤ زور عمله، امرؤ حاسب نفسه، امرؤ فكر فيما يقرؤه في صحيفته ويراه في ميزانه، امرؤ كان عند قلبه زاجرا وعند همه ذاكرا، وامرؤ أخذ بعنان قلبه كما يأخذ الرجل بخطام جمله، فإن قاده إلى طاعة الله قبله وتبعه، وإن قاده إلى معصية الله كفه»، قالوا: حتى بكى مالك بن دينار. (تاريخ العرب في الإسلام 493).
  • روى الأصمعي أن الحجاج مرض فأرجف الناس بموته، فخطبهم بعد إبلاله فقال: «إن طائفة من أهل الشقاق والنفاق نزغ الشيطان بينهم، قالوا: "مات الحجاج". وإذا مات فمه؟ فهل يرجو الحجاج الخير إلا بعد الموت؟ والله ما يسرني أن لا أموت وأن لي الدنيا وما فيها. وما رأيت الله رضي التخليد إلا لأهون خلقه عليه، إبليس، قال الله له: { إنَّكَ مِنَ المُنْظَرينَ } فأنظره إلى يوم الدين. ولقد دعا الله العبد الصالح فقال: { هَبْ لي مُلْكاً لا ينبغي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي } فأعطاه الله ذلك إلا البقاء. ولقد طلب العبد الصالح الموت بعد أن تم له أمره، فقال: { توفَّني مُسْلِماً وألحقني بالصَّالِحِينَ }. فما عسى أن يكون أيها الرجل؟ وكلكم ذلك الرجل. كأني والله بكل حي منكم ميتاً، وبكل رطب يابساً، ثم نقل في ثياب أكفانه إلى ثلاثة أذرع طولاً في ذراع عرضاً، فأكلت الأرض لحمه، ومصت صديده ، وانصرف الخبيث من ولده يقسم الخبيث من ماله، إن الذين يعقلون يعقلون ما أقول»، ثم نزل.
وفاة الحجاج
أصيب الحجاج في آخر عمره بما يظهر أنه سرطان المعدة. وتوفي بمدينة واسط في العشر الأخير من رمضان 95هـ (714م)، وقيل في ليلة القدر، ولعله علامة على حسن الخاتمة. قال محمد بن المنكدر: كان عمر بن عبد العزيز يبغض الحجاج فنفس عليه بكلمة قالها عند الموت: «اللهم اغفر لي فإنهم زعموا أنك لا تفعل». وروى الغساني (لم أعرفه) عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: «ما حسدت الحجاج عدو الله على شيء حسدي إياه على: حبه القرآن وإعطائه أهله عليه، وقوله حين حضرته الوفاة: "اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل"». وقال الأصمعي: لما حضرت الحجاج الوفاة أنشأ يقول:
يَا رَبِّ قَدْ حَلَفَ الأَعْدَاءُ وَاجْتَهَدُوا * بِأَنَّنِي رَجُلٌ مِنْ سَاكِنِي النَّارِ
أَيَحْلِفُونَ عَلَى عَمْيَاءَ؟ وَيْحَهُمُ * ما عِلْمُهُمْ بكريم العَفْوِ غَفَّارِ؟
قال فأخبر بذلك الحسن فقال: «تالله إن نجا لينجون بهما».
الحجاج في التاريخ
اختلف المؤرخون في شخصية الحجاج بين مدح وذم، ، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلاقل، يؤدي إلى نتيجة بعيدة عن الأمانة والنزاهة. ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها. ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: «إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم».
شخصية الحجاج
كان الحجاج معروفاً بحسن عبادته، وغيرته على القرآن. وكان مبتعداً عن الملذات، زاهد في المال. وكان صاحب مواعظ بليغة. معروف ببعده عن صفات النفاق الثلاثة. وكل هذا لا ينف كونه مغالياً في التكفير. أي أنه كان يفعل ما يفعله تديناً وتقرباً إلى الله!! حتى أنه لقب نفسه بـ"مبير المنافقين"! والنصوص التاريخية موافقة لذلك، أذكر بعضها:
عن أبي بكر بن أبي خيثمة عن بحر بن أيوب عن عبد الله بن كثير: إن الحجاج صلى مرة بجنب سعيد بن المسيب (قبل أن يلي شيئاً)، فجعل يرفع قبل الإمام ويقع قبله في السجود. فلما سلم أخذ سعيد بطرف ردائه –وكان له ذكر بعد الصلاة–. فما زال الحجاج ينازعه بردائه، حتى قضى سعيد ذكره. ثم أقبل عليه سعيد فقال له: «يا سارق، يا خائن. تصلي هذه الصلاة؟ لقد هممت أن أضرب بهذا النعل وجهك». فلم يرد عليه. ثم مضى الحجاج إلى الحج، فعاد إلى الشام. ثم جاء نائباً على الحجاز. فلما قتل ابن الزبير، كر راجعاً إلى المدينة نائباً عليها. فلما دخل المسجد، إذا مجلس سعيد بن المسيب. فقصده الحجاج، فخشي الناس على سعيد منه. فجاء حتى جلس بين يديه، فقال له: «أنت صاحب الكلمات؟». فضرب سعيد صدره بيده وقال: «نعم». قال: «فجزاك الله من معلم ومؤدب خيراً. وما صليت بعدك صلاة إلا وأنا أذكر قولك». ثم قام ومضى. 
«كان مشهورا بالتدين وترك المحرمات مثل المسكر والزنا ويتجنب المحارم». (البداية والنهاية 9|133).
«عرف عن الحجاج صلاته، وإمامته بكثير من الصحابة، وخطبه فيهم. وعرف عنه عبادته». (أغاليط المؤرخين 200).
وقال بعض السلف: «كان الحجاج يقرأ القرآن كل ليلة». (البداية والنهاية 9|119، تاريخ العرب في الإسلام 493).
«وكان فيه سماحة بإعطاء المال لأهل القرآن، فكان يعطي على القرآن كثيراً. ولما مات لم يترك فيما قيل إلا ثلاثمئة درهم». (البداية والنهاية 9|133).
وعن إبراهيم بن هشام عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: «ما حسدت أحداً، حسدي الحجاج على حبه القرآن وإعطائه أهله عليه».
ولا عجب من حبه للقرآن، فقد كان أبوه معلماً للقرآن بلا مقابل. وبدأ الحجاج حياته كذلك حتى انضم للشرطة. وهو الذي أمر بتشكيل القرآن (وفق قراءة عثمان).
قال الغازي بن ربيعة للحجاج: «يا أبا محمد، أرأيت هذه الدماء التي أصبت، هل يحييك في نفسك منها شيء، أو تتخوف لها عاقبة؟». قال: فجمع يده فضرب بها في صدري، ثم قال: «يا غاز ارتبت في أمرك، أو شككت في طاعتك؟ والله ما أود أن لي لبنان وسنير ذهباً مقطعاً أنفقها في سبيل الله مكان ما أبلاني الله من الطاعة».
 
هل حقاً كان الحجاج ظالماً كما يزعمون؟
لنجيب على السؤال فعلينا أن نعرف ما المقصود بالظلم أولاً. الظلم لغةً: وضع الشيء غير موضعه تعدياً (مقاييس اللغة 3|468). الظلم شرعاً: الظلم وضع الشيء في غير موضعه، والتصرف في حقّ الغير، ومجاوزة حدّ الشارع (الكليات ص594).
فإذا أردت أن تعلم الفرق بين الظلم في عصر السلف وبين عصرنا فإليك هذه القصة: رجال داعية هارب من بلده، ليس له هم إلا إرشاد العباد. ذهب مرة إلى الحج، وهناك في مكة المكرمة، تعرف عليه رئيس وفد الحجاج من بلده، وهو –طبعاً– ضابط مخابرات. فتم التدبير لخطفه ثم تعذيبه حتى الموت في الشهر الحرام والبلد الحرام، ثم أحرق وجهه وألقي في الصحراء. وهذا رجل من حركة تبليغ التي لا تتدخل أبداً في السياسة، وإنما قتلوه لأنه يدعو للإسلام. وليس هذا أشد الظلم في عصرنا بل هو مما اعتدنا على سماعه حتى أن الناس لا تستغرب سماع مثل هذه القصص. فهل كان هذا مثل ظلم الحجاج؟ الله لا. وإنما غاية ما يكون من الحجاج هو القسوة في العقوبة للمذنب.
ولعل البعض يسأل: لماذا الدعوة إلى إنصاف الحجاج؟ أقول إن العدل والإنصاف واجب مع كل الناس. {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا}. وليس الحجاج وحده هو المقصود بل التاريخ الإسلامي كله يحتاج إلى دفاع عما ألحقه به المفترون من أكاذيب. فمرة كنت أحدث صديقاً لي عن عزة المسلمين أيام الصحابة والتابعين، فتمعّر وجهه وقال: لا أعادها الله علينا. فقلت: لم؟! قال: كان الحجاج في أيامهم إذا غضب على رجل أمر به فقطع رأسه. اليوم حالنا أفضل!!
أقول: شتان ما بين عصرنا وعصرهم، وما بين حالهم وحالنا، وما بين حكامهم وحكامنا. والحادثة التي أشار إليها صاحبي هي قصة عمير بن ظابئ التميمي من أشراف الكوفة، وهو أول رجل يقتله الحجاج بعد توليه الكوفة. حيث أنه لما وصل إليها، وصعد المنبر، قال عمير: «لعن الله بني أمية حيث يستعملون مثل هذا»، وأراد أن يرميه بالحجارة. وهي عادة لأهل الكوفة من قبل. فلما خطب الحجاج خطبته الشهيرة التي يقول بها «إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها»، سقط الحصى من يده وهو لا يشعر من شدة الرعب. ثم أمر الحجاج الجنود الاحتياط بأخذ عطائهم (الراتب السنوي) والتجهز للخروج في جيش المهلب لجهاد الخوارج، وأنذرهم ثلاثة أيام للخروج إلى المعسكر خارج الكوفة.
لكن أهل الكوفة تقاعسوا عن الجهاد وأرادوا القيام بتمرد، فتجمعوا في اليوم الثالث وكبروا تكبيراً عالياً في السوق، فقام إليهم الحجاج وصعد على المنبر وقال: «يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، إني سمعت تكبيرا في الأسواق ليس بالتكبير الذي يراد به الترغيب، ولكنه تكبير يراد به الترهيب. وقد عصفت عجاجة تحتها قصف. يا بني اللكيعة وعبيد العصا وأبناء الإماء والأيامى، ألا يربع كل رجل منكم على ظلمه، ويحسن حقن دمه، ويبصر موضع قدمه؟ فأقسم بالله لأوشك أن أوقع بكم وقعة تكون نكالاً لما قبلها وأدباً لما بعدها». فقام إليه عمير بن ضابئ فقال: «أنا شيخ كبير وعليل: وهذا ابني هو أشب مني». فقبل الحجاج منه وقال: «هذا خير لنا من أبيه». فقال عنبسة للحجاج: «أتعرف هذا»؟ قال: «لا». قال: «هذا أحد قتلة عثمان». فقال الحجاج: «أي عدو الله! أفلا إلى أمير المؤمنين بعثت بديلاً؟ إني لأحسب أن في قتلك صلاح المِصرين». ثم أمر به فضربت عنقه. فخاف الناس وخرجوا جميعاً للجهاد (الكامل 2|281، الطبري 3|550)، حتى قال واحد لصحابه:
تجهز وأسرع فالحق الجيش لا أرى ... سوى الجيش إلا في المهالك مذهبا
تخير فإما أن تزور ابن ضابئٍ ... عميراً وإما أن تزور المهلبا
فمن تأمل هذا وجد أن الحجاج كان محقاً في قتله لهذا المجرم، وأن قتله قد حقق فائدة عظيمة. ولو لم يواجه الحجاج تمرد العراقيين بهذا الحزم لسقط في نظرهم ولخرجوا عليه كعادتهم. ومعلوم أن الجيش منذ أيام عمر ينقسم إلى جند نظاميين، وجند احتياط (وهم الغالبية) يتم استدعائهم عند الحملات الجهادية، ويصرف لهم راتب سنوي يسمى العطاء. وكانت عقوبة المتخلف عن الجهاد أن تنزع عمامته أمام الناس (عقوبة معنوية)، فلما تغير أهل العراق ولم يعد هذا ينفع، أضاف إليه مصعب بن الزبير حلق الرأس واللحية، ثم أضاف بشر بن مروان تعليق الرجل بمسمارين على الحائط. فلما جاء الحجاج ووجد هذا غير نافع، أمر بقتل الجندي المتخلف عن الجهاد. فانتظم الناس ورجعت الفتوحات إلى ما كانت في عهد عمر. نعم كان الحجاج قاسياً في عقوبته، لكن عامة الذين عاقبهم كانوا مخطئين، ولم تنفع معهم عقوبة أقل مما أوقع الحجاج، وباب التعزير مفتوح حسب ما يرى ولي الأمر.
فأين هذا وأين ما يجري اليوم في زماننا؟ الحجاج كان يقتل من يتخلف عن الجهاد، واليوم يُقتل من يدعوا للجهاد! الحجاج كان أفصح الناس، وكان حريصاً على اللغة العربية لذلك عرّب الدواوين، واليومبعض الحكام لا يستطيع أن يقرأ صفحة من ورقة مشكّلة! الحجاج فتح البلاد الواسعة، وبعض الحكام اليوم يبيعها للكفار. الحجاج كان يقرئ القرآن كل ثلاث ليالٍ، وهو الذي أمر بتشكيله وحفظه، فيما يُحارب اليوم من يُعلمه في بعض بلاد المسلمين. الحجاج مات ولم يترك إلا 300 درهم، وبعض حكامنا يملكون مليارات الدولارات. بل هم أغنى أغنياء العالم بتقرير فوربس. الحجاج ما تلتطخ اسمه قط بالفروج والخمور، وأما في عصرنا ... الله المستعان. ثم تقول حالنا اليوم أفضل؟ لقد هزلت حتى بان هزالها.
مراجع

  • كتب التاريخ القديمة، خاصة كتابات الطبري وابن تيمية والذهبي وابن كثير
  • الحجاج بن يوسف.. للحقيقة ألف وجه، أحمد تمام
  • الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه، د. محمود زيادة
  • مقالات لأبي عبد الله الذهبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحجاج بن يوسف الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحجاج بن يوسف الثقفي   الحجاج بن يوسف الثقفي Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 5:35 pm

امرأة هزَّت عرش الحجاج


مقال اليوم عن المرأة؛ بل عن امرأة قد هزمت رجلاً من أعتى رجال التاريخ وأكثرهم بطشاً وطغياناً.
مَن منا لم يسمع شطر بيت الشعر الذي يقول: "أسدٌ علَيّ وفي الحروبِ نعامةٌ"؟ كلنا بالطبع قد سمعنا به، لكن الكثيرين منا لا يعرفون أصل هذا البيت، ومن هذا الغضنفر الذي قد صار ساعة الجِد نعامةً؟
أسدنا هو الحجاج بن يوسف الثقفي، الباطِشُ الكبير، الذي ضرب الكعبة بالمنجنيق، وقتل وسفك من الدماء ما لا يُحصى، حتى صار مضرباً للأمثال في البطشِ والطغيان.
لكن طاغيتنا هذا كان نعامةً في موقف واحد فقط في حياته، ويا لَلعجب كان الحجاجُ نعامةً أمام غزالة!
نعم.. إنها غزالة الشيبانية، وهي من أشهر النساء اللاتي ضُربَ بهن المثل في شجاعتهن وفروسيتهن، وغزالة -يا رفاق- هي من أهل الموصل في العراق، وقد خرجت مع زوجها على الخليفة عبد الملك بن مروان، ودارت بينهما وبينه معارك عديدة، أشهرها معركة الكوفة؛ حيث تلاقيا في المعركة مع الحجاج الثقفي، وقاتلت غزالة في المعركة قتالاً مُبهراً، وهُزِمَ الحجاج أمامها وزوجها، وفر هارباً.


ومن الطريف أن غزالة كانت قد نذرت أن تدخل مسجد الكوفة فتصلّي فيه ركعتين، تقرأ في الأولى سورة "البقرة"، وفي الثانية سورة "آل عمران"، ولم يُعجب هذا الكثير من أهل الكوفة الموالين للخليفة، فقالوا:
وفت الغزالة نذرها ** يا ربّ لا تغفر لها
وظلت غزالة وزوجها يحاربان الحجاج مدة عامين هزموا له فيهما أكثر من عشرين جيشاً، لكن في النهاية أرسل الخليفة جيشاً كبيراً؛ فهزمهم، وقُتِلت غزالة، واحتزّ أحد جنود الخليفة رأسها ليفرّ بها إلى الحجاج، لكن زوجها أدركه، وأخذ الرأس منه ودفنها قرب الكوفة، فكان موت غزالة هو بداية النهاية لتلك الحركة التي استمرت عامين.
أما الشعر الذي قيل في الحجاج عندما فر أمام غزالة فكان:
أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ ** ربداءُ تجفلُ من صفير الصّافرِ
هلاّ برزتَ إلى غزالةَ في الوغَى ** بل كان قلبك في جناحي طائرِ
صدعت غزالة قلبه بفوارسٍ ** تركت مدابره كأمسِ الدابرِ




ش










يقول الحجاج بن يوسف الثقفي: قد أخمدت فتنًا، وسيرت فتوحًا، وهزمت جيوشا، وأهلكت، وقتلت، وبنيت، وهدمت، وامسكت الدنيا كلها بقبضتي، وما قهرتني إلا أربع نساء .. أسماء بنت أبي بكر، و سكينة بنت الحسين، وغزالة الشيبانية، وهند بنت المهلّب ..










من هي غزالة الشيبانيّة التي يصفها التاريخ بالخارجيّة؟!









غَزَالة ( 77 هـ - 696 م)، من شهيرات النساء في الشجاعة والفروسية. امرأة شبيب بن يزيد بن نعيم الشيبانيّ. ولدت في الموصل، وخرجت مع زوجها على عبد الملك بن مروان سنة 76 هـ أيام ولاية الحجاج في العراق، فكانت تقاتل في الحروب قتال الأبطال. أشهر أخبارها فرار الحجاج الثقفي منها في إحدى الوقائع و تحصنه منها حين أرادت دخول الكوفة، وقد عيّره بذلك الشعراء. قتلها "خالد بن عتاب الرياحي" سنة 77 هـ.







سيرتها:
كانت غزالة شديدة البأس تقاتل قتالاً شديداً يعجز عنه الأبطال من الرجال، وقد بعث الحجّاج خمسة قوّاد لمحاربة شبيب، فهزمهم جميعاً، ثم خرج شبيب من الموصل يريد مهاجمة الكوفة ومعه غزالة، وخرج الحجّاج من البصرة يريد الكوفة أيضاً، وأسرع شبيب لملاقاته قبل وصوله الكوفة، ولكن الحجّاج كان أسرع منه، وخلال ذلك طالبته غزالة بمبارزتها بالسيف الا أنه خشي على نفسه منها فهرب وقد عيّره الشعراء بذلك.

وأثارت هذه الحادثة قريحة الشاعر عمران بن حطّان السدوسي الشيباني البكري الوائلي، وكان ملاحقاً من الحجّاج، فقال يعيّره بهروبه من اللقاء واختبائه في دار الإمارة فانشد قائلا:




أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ

فتخاء تنفرُ من صفير الصَّافر.

هلاّ برزتَ إلى (غزالةَ) في الوغى

بل كان قلبك في جناحي طائر. 




دخول مسجد الكوفة



بعد ذلك النصر نذرت غزالة أن تدخل مسجد الكوفة فتصلّي فيه ركعتين، تقرأ في الأولى سورة «البقرة»، وفي الثانية سورة «آل عمران»، وهما أطول سورتين من سور القرآن الكريم، وطلبت من زوجها شبيب تحقيق هذا النذر الصعب، فلبى شبيب طلبها وسار برجاله الاشداء الى الكوفة عند الصباح، ومعه أمه جهيزة وزوجته غزالة وقد جاؤوا إلى الجامع في سبعين رجلاً، فصلّت فيه غزالة ركعتين وأوفت نذرها وهي محاطة بمظاهر التقدير والاحترام، في الوقت الذي بقي فيه الحجاج مختبئا في قصر الإمارة خوفا منها




وظلّ شبيب ومعه غزالة على رأس قوّة من الخوارج «الحرورية» يحاربون الحجّاج حتى هزموا له عشرين جيشاً في مدّة سنتين، وقد دخل شبيب الكوفة للمرّة الثانية على رأس ألف مقاتل ومعه غزالة على رأس مئتين من نساء الخوارج، وقد تقلّدن السيوف وحملن الرماح، ووصلوا إلى المسجد الجامع بعدما قتلوا حرّاسه ومن كان فيه، ونصّب شبيب غزالة على المنبر، فخطبت فيمن حضر.







وفاتها:



أرسل عبد الملك بن مروان جيوشاً عديدةً من الشام لمحاربة قوّات شبيب وغزالة، وقد استطاعت تلك القوّات وبعد معارك عنيفة أن تنتصر على قوّات شبيب، وقد قتلت غزالة في معركة قرب الكوفة قتلها (خالد بن عتاب الرياحي)، وحمل رأسها أحد الفرسان ليأخذه إلى الحجّاج، ولكن شبيب شاهده وعرفه، فأرسل إليه أحد فرسانه فقتله وعاد بالرأس إلى شبيب الذي أمر بغسله وتكفينه ودفنه، وقال شبيب فوق قبرها:




غزالة الشيبانية هي أقرب إليكم رحمًا.











• الخوارج الذين دوخوا الحجاج




الحدث التاريخي هو نواة التاريخ وسبب قيامه، والأبطال هم الذين يصنعون تاريخهم. ومثلما وجد أبطال من الرجال والنساء الذين أوفاهم التاريخ والمؤرخون حقهم ونالوا مكانتهم المميزة في الذاكرة الشعبية، وشاعت سيرهم، فان كثيرين غيرهم لا يقلون عن هؤلاء بطولة وتأثيرا، لم يأخذوا حقهم من الشهرة في الذاكرة الشعبية، ولم تنل سيرهم وأفعالهم حظها في الذيوع، أو ان انتشارها ظل محصورا في إطار مكاني محدود وفي افق معرفي ضيق.

قد يكون هؤلاء المغمورون معروفين لدى أهل العلم من المتخصصين والباحثين، أو مشهورين في بلدانهم أو طوائفهم أو جماعاتهم، لكن سيرتهم لم تتجاوز الإطار الجغرافي أو الزماني الذي صنعوا أحداثه.

في رمضان الماضي قدمنا سلسلة كان للرجال فيها حصة الاسد، وفي هذا العام نخصص مساحة لشخصيات مميزة من النساء اللواتي لم ينصفهن التاريخ، ومن اجل أولئك المغمورات في التاريخ نقدم هذه السلسلة. والى شخصية اليوم:




هي في كتب التواريخ والاخبار غزالة الخارجية او غزالة الحرورية او الشيبانية، من نساء الخوارج الثائرات. وكانت من شهيرات النساء في الشجاعة والفروسية.

ولدت في الموصل شمال العراق، وكانت تلك النواحي ديارا لقبائل بكر بن وائل وباقي قبائل ربيعة بن نزار. 

وغزالة هي قاهرة الحجاج بن يوسف الثقفي احد الطغاة الكبار في التاريخ الاسلامي، وسبب قول البيت الشهير الذي قيل فيهما:

أسد علي وفي الحروب نعامة

شجاعة وبلاغة 

وهي امرأة الزعيم الخارجي شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الذي دوخ الحجاج والدولة الاموية عامين كاملين. وكانت غزالة قد قاتلت في تلك الحروب قتالا عجز عنه كمل الرجال، وكانت تقاتل في الحروب قتال الأبطال بحيث يضرب بشجاعتها المثل، وهي الى جانب شجاعتها من المعروفات بالبلاغة والفصاحة.

بعد زواجها من شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني الحروري اشتهرت بـ «الحرورية»، نسبة إلى «حروراء» وهي قرية في العراق لجأ اليها الخوارج في أول ظهورهم مَن الذين خرجوا من صفوف قوّات الامام علي ابن أبي طالب عقب موقعة صفّين معترضين على قبوله لمبدأ التحكيم رافعين شعار الحكم لله. وهؤلاء سمّوا فيما بعد بالخوارج، وسمّوا أيضاً بالشُّراة لأنهم ادّعوا أنهم شروا أنفسهم من الله بخروجهم ذاك.

حياتها

عُر.فَتْ غزالة واشتهرت بعد زواجها من شبيب بن يزيد بن نعيم الشيباني، وكان من فرسان عصره المعدودين بالبأس والشجاعة، وهو الذي عناه شاعر الخوارج عندما قال:

فمنا حصين والبطين وقعنب

ومنا أمير المؤمنين شبيب

قال عنه الجاحظ: كان يصيح في جنبات الجيش، إذا أتاه، فلا يلوي أحد على أحد.

وكان الخوارج قد أكثروا الخروج على دولة بني أمية ورفضوا خلافتهم وكان سواد العراق موطنهم ومقرهم.

خرج شبيب الخارجي ومعه زوجته وامه وكان خروجه في نواحي الموصل وهو في مائة وعشرين خارجيا. فارسل والي الجزيرة محمد بن مروان الاموي الى خالد بن جزء السلمي فبعثه في ألف وخمسمائة، ودعا الحارث بن جعونة العامري فبعثه في ألف وخمسمائة.

وانقض شبيب وأصحابه على العسكر يضاربونهم بالسيوف فقتلوا الحارث وانهزم العسكر نحو المدائن وحوى شبيب عسكرهم، وكان ذلك الجيش أول جيش هزمه شبيب‏.

وكان ذلك في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان سنة 76هـ، وفي عام 77 هجري تحرك شبيب من الموصل يريد مهاجمة الكوفة ومعه زوجته غزالة.

وفي أيام ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي على العراق المعروف ببطشه وقسوته على الخارجين على الدولة، وكان الحجّاج وقتها في البصرة، فخرج مسرعا يريد الكوفة أيضاً، وأسرع شبيب لملاقاته قبل وصوله الكوفة، ولكن الحجّاج كان أسرع منه، فدخل الكوفة وتحصّن في قصر الإمارة خوفاً من ملاقاة شبيب وغزالة، وخلال ذلك طالبته غزالة بمبارزتها بالسيف الا أنه خشي على نفسه منها فهرب وقد عيّره الشعراء بذلك.

وأثارت هذه الحادثة قريحة الشاعر عمران بن ح.طّان السدوسي الشيباني البكري الوائلي، وكان ملاحقاً من الحجّاج، فقال يعيّره بهروبه من اللقاء واختبائه في دار الإمارة فانشد قائلا:

أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ

فتخاء تنفرُ من صفير الصَّافر.

هلاّ برزتَ إلى غزالةَ في الوغى

بل كان قلبك في جناحي طائر. 

صدعت غزالة قلبه بفوارسٍ

تركت مدابره كأمس الدابر.

دخول مسجد الكوفة

بعد ذلك النصر نذرت غزالة أن تدخل مسجد الكوفة فتصلّي فيه ركعتين، تقرأ في الأولى سورة «البقرة»، وفي الثانية سورة «آل عمران»، وهما أطول سورتين من سور القرآن الكريم، وطلبت من زوجها شبيب تحقيق هذا النذر الصعب، فلبى شبيب طلبها وسار برجاله الاشداء الى الكوفة عند الصباح، ومعه أمه جهيزة وزوجته غزالة وقد جاؤوا إلى الجامع في سبعين رجلاً، فصلّت فيه غزالة ركعتين وأوفت نذرها وهي محاطة بمظاهر التقدير والاحترام، في الوقت الذي بقي فيه الحجاج مختبئا في قصر الإمارة خوفا منها، فقال اهل الكوفة: وفت الغزالة نذرها.. يا رب لا تغفر لها.

وظلّ شبيب ومعه غزالة على رأس قوّة من الخوارج الحرورية يحاربون الحجّاج حتى هزموا له عشرين جيشاً في مدّة سنتين فيها بعث الحجاج عتاب بن ورقاء الرباحي فلقى شبيباً بسواد الكوفة، فقتل شبيب عتابا وهزم جيشه. ثم جهز الحجاج له الحرث بن معاوية الثقفي، فقتل الحرث أيضا فوجه الحجاج له أبا الورد البصرى فقتله أيضا، فوجه له طهمان مولى عثمان فقتله أيضا.

ثم أغار شبيب على الكوفة للمرّة الثانية على رأس ألف مقاتل ومعه غزالة على رأس مئتين من نساء الخوارج، وقد تقلّدن السيوف وحملن الرماح. 

فدخلوا الكوفة وبلغوا السوق وضرب شبيب باب القصر بعموده فأثر فيه أثرًا عظيمًا ثم وقف عند المصطبة وقال‏:‏ عبد دعي من ثمودٍ أصله لابل يقال أبو أبيهم (يطعن بنسب الحجاج وقبيلته ثقيف).

وصل الخوارج إلى المسجد الجامع بعدما قتلوا حرّاسه ومن كان فيه، ونصّب شبيب غزالة على المنبر، فخطبت فيمن حضر. 

وأرسل الحجاج جيشا بقيادة عبد الرحمن بن الأشعث لقتال شبيب الخارجي، لكن شبيبا بدد ذلك الجيش، وفر المنهزمون عائدين إلى الكوفة، وأقبل شبيب الخارجي بجيشه من الكوفة فعسكر على مقربة منها ثلاثة أيام.

وكان سفيان بن الأبرد وعسكر الشام قد دخلوا الكوفة فشدوا ظهر الحجاج واستغنى به وبعسكره عن أهل الكوفة فقام الحجاج عن المنبر فقال‏:‏ يا أهل الكوفة لا أعز الله من أراد بكم العز ولا نصر من أراد بكم النصر، اخرجوا عنا فلا تشهدوا معنا قتال عدونا انزلوا بالحيرة مع اليهود والنصارى.

وخرج الحجاج من القصر فجمع من في الكوفة وسار بهم حتى بلغ الموضع الذي يعسكر فيه شبيب فنزل عن فرسه ونادى في جنوده: يا جند الشام أنتم أهل السمع والطاعة والصبر اليقين، فلا يغلبن باطل هؤلاء الخوارج الأرجاس حقكم.. غضوا الأبصار واجثوا على الركب واستقبلوهم طعناً بأطراف الرماح؟ 

سمع شبيب والخوارج ما نادى به الحجاج جند الشام، 

فصاحوا: لاحكم إلا الله.

مقتلها

وهجم الخوارج فثبت لهم عسكر الحجاج، وأمر شبيب فرسانه بالنزول عن خيلهم فنزلوا، فقاتلهم عساكر الشام وصدوهم، وقتلوا غزالة زوجته ثم قتلوا أخا شبيب مصاد. وركب شبيب وأصحابه خيلهم واستطاعوا الفرار. 

وقاتل غزالة هو خالد بن عتاب الرياحي، وقد حمل رأسها أحد الفرسان ليأخذه إلى الحجّاج، لكن شبيب شاهده وعرفه، فأرسل إليه أحد فرسانه فقتله وعاد بالرأس إلى شبيب الذي أمر بغسله وتكفينه ودفنه، وقال شبيب فوق قبرها: هي أقرب إليكم رحماً. يعني غزالة. وكان تاريخ مقتلها في 77هـ الموافق ـ 696م 



مصرع شبيب

بعد مقتل زوجته وأخيه وتلقيه أول هزيمة على يد الحجاج أقام شبيب في شرق العراق واستراح هو وأصحابه. وتفاءل الحجاج وجاءه المدد من الخليفة عبد الملك بن مروان، فأخرج الأموال وفرقها في الجند. وعقد الحجاج لسفيان بن الابرد أميراً، فسار بهم حتى التقى بالخوارج عند جسر على نهر دجيل، فعبر شبيب بعسكره الجسر إلى سفيان وجنوده. وسقط الكثير من الفريقين في ماء نهر دجيل، ثم رجع كل فريق إلى مكانه الذي كان قد انطلق منه على جانبي النهر. ثم حاول شبيب أن يفاجئ جنود الحجاج ليلاً، فلما انتهى مع أصحابه إلى الجسر قال لهم: اعبروا. فعبروا وتخلف هو في آخرهم.. فلما جاء ليعبر وهو على حصانه نزا الحصان على فرس أثنى فوق الجسر والماء يموج من تحته، فارتج الحصان وزل حافراه وسقط بشبيب في الماء.

فلما سقط شبيب صاح «ليقضي الله أمرا كان مفعولاً». وانغمس في الماء ثم ارتفع قليلا فقال: ذلك تقدير العزيز العليم. ثم جرفه التيار وغرق. 

شعر الخوارج بغرق شبيب فصرخوا بصوت واحد: غرق أمير المؤمنين؟ 

وكان الخوارج ينادونه بأمير المؤمنين، وقد بايعوه على مقاتلة المسلمين أينما كانوا. 

وسمع القائد سفيان بن الأبرد صراخ الخوارج حزناً على أميرهم شبيب فعلم ان شبيبا قد غرق. فكبر سفيان وجنوده، ووثبوا إلى النهر فاستخرجوا جثته وشقوا جوفه وأخرجوا قلبه، فوجدوه صلباً كالحجر. فصار الجنود يضربون به الأرض فيثب عنها ذراعين أو ثلاثة وثبة الذئب أو النمر. 

وقبض الجنود على أمه جهيزة، فقالوا لها: إن شبيباً قد قتله الله! 

فلم تصدقهم وقالت: لا يقتله الله أبدا. 

قالوا لها: فإنه قد غرق!

صاحت ام شبيب وقالت: أما الغرق فإني لا أكذبه، فإني حين حملت به رأيت في منامي أن شهاباً من النار قد خرج مني. والشهاب لا يطفئ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحجاج بن يوسف الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحجاج بن يوسف الثقفي   الحجاج بن يوسف الثقفي Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 5:36 pm


قصة الحجاج بن يوسف الثقفي
 والطفل


الحجاج ابن يوسف الثقفي ذات يوم في الصيد فرأى تسعه كلاب الى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب .
فقال له الحجاج : مذا تفعل هنا ايها الغلام ؟
فرفع الصبي طرفه اليه هذه قصه حدثت ايام بطر وولايه الحجاج بن يوسف الثقفي ....... اترك لكم القصه الرائعه ومنها نرجو وقال له : ياحامل الاخبار لقد نظرت الي بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار .
فقال له الحجاج : اما عرفتني ؟
فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لانك اتيت بالكلام قبل السلام .
فقال الحجاج : ويلك انا الحجاج بن يوسف .
فقال الغلام لا قرب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك واقل اكرامك .
فما اتم كلامه الا والجيوش حلقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام عليك يا امير المؤمنين ,
فقال الحجاج احفظوا هذا الغلام فقد اوجعني بالكلام فاخذوا الغلام ورجع الحجاج الى قصره وجلس في مجلسه والناس من حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهوا بينهم كالاسد ثم طلب احضار الغلام فلما مثل بين يديه ,
ورأى الوزراء واهل الدوله لم يخشى منهم .
بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وادار نظره فرأى بناء القصر عاليا ومزين بالنقوش 
وهو في غايه الابداع والاتقان .
فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آيه تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون واذا بطشتم بطشتم جبارين
فاستوى الحجاج جالسا وكان متكئا .
فقالوا للغلام : ياقليل الادب لماذا لم تسلم على امير المؤمنين السلام اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟
فقال الغلام : يابراغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع الدرج اما السلام فعلى امير المؤمنين واصحابه
, يعني السلام على علي ابن ابي طالب واصحابه .
فقال الحجاج : ياغلام لقد حضرت في يوم تم فيه اجلك وخاب فيه املك .
فقال الغلام : والله ياحجاج ان كان في اجلي تأخير لم يضرني في كلامك لا قليل ولا كثير .
فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك ياخبيث ان تخاطب امير المؤمنين كما تخاطب غلام مثلك ياقليل الادب
انظر من تخاطب وأجبه بادب واحترام .
فقال الغلام : اما سمعتم قوله تعالى ( كل نفس تجادل عن نفسها ) 
فقال الحجاج : من عنيت بكلامك ايها الغلام ؟
قال : عنيت به علي ابن ابي طالب واصحابه وانت ياحجاج على من تسلم ؟
فقال الحجاج : على عبدالملك ابن مروان .
فقال الغلام : عبدالملك الفاجر عليه لعنه الله والملائكه والناس اجمعين .
فقال الحجاج : ولم ذلك ياغلام ؟
فقال : لانه أخطأ خطيئه عظيمه مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء اقتله يامير الؤمنين
فقد خالف الطاعه وفارق الجماعه وشتم عبد الملك ابن مروان .
فقال الغلام : ياحجاج اصلح جلسائك فانهم جاهلون فأشار الى جلسائه بالصمت.
ثم سأله الحجاج : هل تعرف اخي ؟
فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه فاستشار جلسائه .
فقال الحجاج : اضربوا عنقه .
فقال له الرقاشي : هبني اياه يا امير المؤمنين اصلح الله شأنك .
فقال الحجاج: هو لك لا بارك الله فيه .
فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب .
فقال الرقاشي : انا اريد خلاصك من الموت وتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت الى الحجاج وقال له
: افعل به ماتريد ياامير المؤمنين .

فقال الحجاج للغلام : من اي بلد انت ؟
فقال الغلام : من مصر .
فقال له الحجاج : من مدينه الفاسقين .
فقال الغلام : ولماذا اسميتها مدينه الفاسقين ؟
قال الحجاج : لان شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب واهلها لا عجم ولا عرب .
فقال الغلام : لست منهم .
فقال الحجاج : من اي بلد اذن ؟
قال الغلام : انا من اهل خراسان .
فقال الحجاج : من شر مكان واقل الاديان 
فقال الغلام : ولم ذلك ياحجاج ؟
فقال : لانهم عجم اعجام مثل البهائم والاغنام كلامهم ثقيل وغنيهم بخيل .
فقال الغلام : لست منهم .
فقال الحجاج : من اين انت ؟
قال : انا من مدينه الشام .
قال الحجاج : انت من احسن البلدان واغضب مكان واغلظ ابدان .
قال الغلام : لست منهم .
قال الحجاج : فمن اين اذا ؟
قال الغلام : من اليمن .
قال الحجاج : انت من بلد غير مشكور .
قال الغلام : ولم ذلك ؟
قال الحجاج : ان صوتهم مليح وعاقلهم يستعمل الزمر وجاهلهم يشرب الخمر .
قال الغلام : انا لست منهم .
قال الحجاج : فمن اين اذا ؟
قال الغلام : انا من اهل مكه .
فقال الحجاج : انت اذا من اهل اللؤم والجهل وقله العقل .
فقال الغلام : ولم ذلك ؟
قال : لانهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم الى قوم احبوه واكرموه .
فقال الغلام : انا لست منهم .
فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك على وقلبي يحدثني بقتلك .
فقال الغلام : او كان اجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم ياحجاج انا من اهل طيبه مدينه رسول الله ( ص ) .
فقال الحجاج : نعمت المدينه اهلها اهل الايمان والاحسان فمن اي قبيله انت ؟
فقال الغلام : من ثلى بني غالب من سلاله على ابن ابي طالب ( ع ) وكل حسب ونسب ينقطع
الا حسبنا ونسبنا فهو لا ينقطع الى يوم القيامه فاغتاض الحجاج غيضا شديدا وامر بقتله .
فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن البلوغ ايها الامير .
فقال الحجاج : لابد من قتله ولو ينادي منادي من السماء .
فقال الغلام : ماانت بنبي حتى يناديك منادمن السماء .
فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك .
فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه .
فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك .
فقال الغلام : كلا انما يعينك على قتلي شيطانك واعوذ بالله منك ومنه .
فقال الحجاج : اراك تجاوبني على كل سؤال فاخبرني مايقرب العبد من ربه ؟
فقال الغلام : الصوم والصلاه والزكاة والحج .
فقال الحجاج : انا اتقرب الى الله بدمك لانك قلت انك من اولاد الحسن والحسين .
فقال الغلام : من غير خوف او جزع انا من اولاد رسول الله ( ص ) وان كان اجلي بيدك
فقد حضر شيطانك يعينك على فساد اخرتك .
فاجابه الحجاج : اتقول انك من اولاد الرسول وتكره الموت ؟
قال الغلام : قال الله تعالى ( ولاتلقوا بايديكم الى التهلكه ) 
قال الحجاج : ابن من انت ؟
قال الغلام : انا ابن ابي وامي .
فسألأه الحجاج : من اين جئت ؟
قال الغلام : على رحب الاض .
فقال الحجاج : اخبرني من اكرم العرب ؟
فاجابه الغلام : بنبو طي .
فسأله الحجاج: ولم ذلك ؟
فقال الغلام : لان حات الاصم منهم .
فقال الحجاج : فمن اشرف العرب ؟
قال الغلام : بنو مضر .
فقال الحجاج : ولم ذلك ؟
فقال الغلام : لان محمد ( ص ) منهم .
فقال الحجاج : فمن اشجع العرب ؟
قال الغلام : بنو هاشم لان علي بن ابي طالب (ع ) منهم .
فقال الحجاج : فمن انجس العرب وابخلهم واقلها خيرا ؟
فقال الغلام : بنو ثقيف لانك منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو ثقيف نمرود وكذاب
فالكذاب مسيلمه والنمرود انت فاغتاض الحجاج غيضا شديدا وامر بقتله
فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غيضه قليلا ؛؛



وقال الحجاج : اين تركت الابل ذات القرون ؟
فقال الغلام : تركتها ترعى اوراق الصوان .
فصاح الحجاج : ياقليل العقل ويابعيد الذهن هل للصوان ورق ؟
فقال الغلام : وهل للابل قرون ؟

فقال الحجاج : هل حفظت القران ؟
فقال الغلام : هل القران هارب مني حتى احفظه ؟
فساله الحجاج: هل جمعت القران ؟
فقال الغلام : وهل القران متفرق حتى اجمعه ؟
فقال له الحجاج : اما فهمت سؤالي ؟
فاجابه الغلام : ينبغي لك ان تقول هل قرات القران وفهمت مافيه .


فقال الحجاج : اخبرني عن ايه في القران اعظم ؟ وايه احكم ؟ وايه اعدل ؟ وايه اخوف ؟ وايه ارجى ؟
وايه فيها عشر ايات بينات ؟ وايه كذب فيها اولاد الانبياء ؟ وايه صدق فيها اليهود والنصارى ؟
وايه قالها الله تعالى الى نفسه ؟ وايه فيها قول الملائكه ؟ وايه فيها قول اهل الجنه ؟ 
وايه فيها قول اهل النار ؟ وايه فيها قول ابليس ؟؟؟



فقال الغلام : اما اعظم ايه فهي ايه الكرسي واحكم ايه ان الله يامر بالعدل والاحسان
واعدل ايه فمن بعمل مثقال ذره خيرا يره ومن يعمل مثقال ذره شرا يره
واخوف ايه ايطمع كل امرىء منهم ان يدخل جنه نعيم 
وارجى ايه قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمه الله ان الله يغفر الذنوب جمبعها 
وايه فيها عشر ايات بينات هي ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب .
واما الايه التي كذب فيها اولاد الانبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب وهم اخوه يوسف كذبوا ودخلو الجنه .
وامالايه التي صدق فيها اليهود والنصارى فقالت اليهود ليست النصارى على شيء 
وقالت النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلو النار .
والايه التي قالها الله تعالى الى نفسه هي وماخلقت الانس والجن الا ليعبدون .
وايه فيها قول الانبياء وما كان لنا ان ناتيكم بسلطان الا باذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون .
وايه فيها قول الملائكه سبحانك لا علم لنا الاماعلمتنا انك انت العليم الحكيم .
وايه فيها قول اهل الجنه الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور .
وايه فيها قول اهل النار ربنا اخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون .
وايه فيها قول ابليس انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين .
فقال الحجاج : اخبرني عمن خلق من الهواء ؟ ومن حفظ بالهواء ؟ ومن هلك بالهواء ؟
فقال الغلام : الدي خلق من الهواء هو سيدنا عيسى 
والذي حفظ بالهواء هو سيدنا سليمان ابن داود( ع ) واما من هلك بالهواء فهم قوم هود .
فقال الحجاج : اخبرني من خلق من الخشب ؟ والذي حفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحيه خلقت من عصى موسى ع والذي حفظ بالخشب هو نوح ع
والذي هلك بالخشب هو زكريا ع .
فقال الحجاج : فاخبرني عمن خلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو ابونا ادم ع والذي نجا من الماء هو موسى ع والذي هلك بالماء هو فرعون . 
فقال الحجاج : اخبرني من خلق من النار ؟ ومن حفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خلق من النار هو ابليس والذي نجا من النار هو ابراهيم ع .


فقال الحجاج : فاخبرني عن اناهار الجنه وعددها ؟ فقال الغلام انهار الجنه كثيره لا يعلم عددها الا الله كما يقول في كتابه فيها انهار من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذه للشاربين وانهار من عسل مصفى ...... 
كلها تجري في مجرى واحد لا تختلط .
فقال الحجاج : ان اهل الجنه ياكلون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام : الجنين في بطن امه ياكل ويشرب ولا يتغوط .
فقال الحجاج : فما اول قطره دم ؟ فقال الغلام : هي حيض حواء .
فقال الحجاج : اخبرني مايجب على المسلم في السنه مره ؟
فقال الغلام : الذي يجب على المسلم في السنه مره هو الصيام .
فقال الحجاج : وما يجب في العمر مره ؟ فقال الغلام : حج البيت من استطاع اليه سبيلا .
ثم قال الحجاج : اخبرني عن اقرب شيء اليك ؟
فقال الغلام الاخره .


ثم قال الحجاج سبحان الله ياتي الحكمه من يشاء من عباده 
مارايت صبيا اتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام .
فقال الغلام : انا اهل لذلك .
فقال الحجاج فمن احق الناس بالخلافه ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس .

فقال الحجاج : اي النساء احسن ؟
فقال الغلام : اتسألني عن النساء وانا صغير لم اطلع على بعد على احوالهن ورغباتهن ومعاشرتهن 
ولكن ساذكر بعض ذلك :

فبنت العشر سنين من الحور العين وبنت العشرين نزهة للناظرين وبنت الثلاثين جنة نعيم وبنت الأربعين شحم ولين وبنت الخمسين بنات وبنين وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين وبنت السبعين عجوز في الغابرين وبنت التسعين شيطان رجيم وبنت المائة من أصحاب الجحيم 
فضحك الحجاج وقال ؛ أي النساء أحسن ؟
قال الغلام ؛ ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يهتز نهدها ويرتاح رفدها 


فقال الحجاج ؛ أخبرني عن أول من نطق الشعر ؟
قال الغلام ؛ سيدنا أدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل أنشد يقول ؛
بكت عيني وحق لها بكاها ****** ودمع العين منهمل يسيح 
فمالي لا أجود بسكب دمع ****** وهابيل تضمه الضريح 
رمى قابيل هابيلا أخاه ****** وألحد في الثرى الوجه الصبيح
تغيرت البلاد ومن عليها ****** فوجه الأرض مغبر كشيح 
تبدل كل ذي طعم ولون ****** لفقدك يا صبيح يا مليح 
أيا هابيل إن تقتل فإني ****** عليك الدهر مكتئب قريح 
فأنت حياة من في الأرض جميعا ****** وفقدك ياروح وريح 
ولست ميت بل حي ****** وقابيل الشقي هو الطريح 
عليك السخط من رب البرايا ****** وأنت عليك تسلم صريح 
فأجابه إبليس 
تنوح على البلاد ومن عليها وفي الفردوس قد ضاق الفسيح 
وكنت بها وزوجك في نعيم من المولى وقلبك مستريح
خدعتك في دهائي ثم مكري إلى أن فاتك العيش الرشيح
فقال الحجاج : أخبرني عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
قال الغلام : هو بيت حاتم طي حيث يقول :
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني
قبل العيال على عسر وإيسار


فقال الحجاج : أحسنت أيها الغلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا أكرامك 
ثم أحضر للغلام ألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس
وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته 
ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام 

فغمزته الجارية وقالت : خذني أنا خير من الجميع 
فضحك الغلام وقال : ليس لي بك حاجة وأنشد يقول :::::: 
وقرقعت اللجان برأس حمرا أحب إلى مما تغمزيني 
أخاف إذا وقعت على فراشي وطالت علتي لا تصحبيني
أخاف إذا وقعنا في مضيق وجار بي الدهر لا تنصريني
أخاف إذا فقدت المال عندي تميلي للخصام وتهجريني
فأجابته الجارية تقول :
معاذ الله أفعل ما تقول ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجي في ضميري وأقنع باليسير وما يجيني
إذا عاشرتني وعرفت طبعي ستعلم أنني خير القرين
فقال الحجاج للجارية : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر 
قال الغلام : إن كنت تخيرني فإني أختار الفرس 
أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع 
فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم 
قال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى
ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : من ذاك الباب فهو باب السلام 
فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك 
فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.


فقال الحجاج : انه استشارني و
المستشار مؤتمن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحجاج بن يوسف الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحجاج بن يوسف الثقفي   الحجاج بن يوسف الثقفي Emptyالخميس 08 نوفمبر 2018, 5:37 pm

سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي
 
وقف التابعي الجليل سعيد بن جبير في وجه الحجاج بن يوسف الثقفي، وتحداه وحارب ظلمه حتى قبض عليه، فجيء به ليقتل.
فسأله الحجاج –وهو يعلم اسمه- مستهزئاً: ما اسمك؟
قال: سعيد بن جبير
قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.
فرد سعيد: أمي أعلم باسمي حين أسمتني.
فقال الحجاج غاضبًا: شقيت وشقيت أمك.
فقال سعيد: إنما يشقى من كان أهل النار، فهل اطلعت على الغيب؟
فرد الحجاج: لأبدلنك بدنياك نارًا تلظى!
فقال سعيد: والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهًا يعبد من دون الله!
فقال الحجاج: فلِمَ فَرَرْتَ مني؟
قال سعيد: فررت منكم لما خفتكم.
فقال الحجاج: اخترْ لنفسك قِتْلَة يا سعيد.
فقال سعيد: بل اخترْ لنفسك أنت، فما قتلتني بقتلة إلا قتلك الله بها!
رد الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلتُها أحدًا قبلك، ولن أقتلها لأحد بعدك!
فقال سعيد: إذًا تفسد علي دنياي، وأفسدُ عليك آخرتك.
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى الحرس: جُرّوه واقتلوه!
فضحك سعيد وهو يمضي مع قاتله، فناداه الحجاج مغتاظاً: ما الذي يضحكك؟
قال سعيد: أضحك من جرأتك على الله وحلم الله عليك!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيرًا ونادى بالحراس: اذبحوه!
فقال سعيد: وجهوني إلى القبلة، ثم وضعوا السيف على رقبته، فقال: "وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا مسلمًا وما أنا من المشركين".
فقال الحجاج غيّروا وجهه عن القبلة!
فقال سعيد: "ولله المشرق والمغرب فأينما تُولوا فثم وجه الله".
فقال الحجاج: كُبّوه على وجهه.
فقال سعيد: "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى".
فنادى الحجاج: اذبحوه! ما أسرع لسانك بالقرآن يا سعيد بن جبير!
فقال سعيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله... خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامة... ثم دعا قائلاً: اللهم لا تسلطه على أحد بعدي.
وقتل سعيد في 11 رمضان 95 هـ الموافق 714 م.
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة: مالي ولسعيد بن جبير! كلما أردت النوم أخذ برجلي! وبعد خمسة عشر يومًا فقط مات الحجاج... ولم يسلط على أحد من بعد سعيد رحمه الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحجاج بن يوسف الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحجاج بن يوسف الثقفي   الحجاج بن يوسف الثقفي Emptyالسبت 26 سبتمبر 2020, 9:55 am

قصة | الحجاج بن يوسف الثقفى 
 ما له و ما عليه | القصة الكاملة و المفصلة لحياته



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الحجاج بن يوسف الثقفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحجاج بن يوسف الثقفي   الحجاج بن يوسف الثقفي Emptyالأحد 03 أبريل 2022, 3:50 am

جاء ( سعيد بن جبير ) ( للحجاج )
قال له الحجاج : أنت شقي بن كسير ؟!
( يعكس اسمه )
فرد سعيد : أمي أعلم بإسمي حين أسمتني .
فقال الحجاج غاضباً : " شقيت وشقيَت أمك !! "
فقال سعيد : " إنما يشقى من كان من أهل النار " ، فهل أطلعت على الغيب ؟
فرد الحجاج : " لأُبَدِلَنَّك بِدُنياك ناراً تلَظّى ! "
فقال سعيد : والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يُعبَد من دون الله .
قال الحجاج : ما رأيك فيّ ؟
قال سعيد : ظالم تلقى الله بدماء المسلمين !
فقال الحجاج : أختر لنفسك قتلة ياسعيد !
فقال سعيد : بل أختر لنفسك أنت ! ، فما قتلتني بقتلة إلاقتلك الله بها !
فرد الحجاج : لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحداً قبلك، ولن أقتلها لأحد بعدك !
فقال سعيد : إذاً تُفسِد عليّ دُنياي، وأُفسِدُ عليك آخرتك .
ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فنادى بالحرس : جروه واقتلوه !!
فضحك سعيد ومضى مع قاتله
فناداه الحجاج مغتاظاً : مالذي يضحكك ؟
يقول سعيد : أضحك من جرأتك على الله، وحلم الله عليك !!
فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيراً ونادى بالحراس : اذبحوه !!
فقال سعيد : وجِّهوني إلى القبله ، ثم وضعوا السيف على رقبته ، فقال : " وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين ."
فقال الحجاج : غيّروا وجهه عن القبله !
فقال سعيد : " ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله ."
فقال الحجاج : كُبّوه على وجهه !
فقال سعيد : "منها خلقناكم وفـ♡ـيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ."
فنادى الحجاج : أذبحوه ! ماأسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير !
فقال سعيد : " أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " . خذها مني يا حجاج حتى ألقاك بها يوم القيامـه !!
ثم دعا قائلاً : " اللهم لاتسلطه على أحد بعدي " .
وقُتل سعيد ....
والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليله : مالي ولسعيد بن جبير، كلما أردت النوم أخذ برجلي !
وبعد 15 يوماً فقط مات الحجاج ولم يُسلط على أحد من بعد سعيد ...
رحمك الله يابن جبير !
أين نحن من ثباتك وقوة حجتك !
وسلامة إيمانك ،
" اللهم لاتجعل الدنيا أكبـــر همنا ولا مبـــلغ علمنا ولا الى النـار مصيرنا يـــــالله "

. اللهم صل  على رسول الله صل الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الحجاج بن يوسف الثقفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: