عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: سعد الشاذلي الأحد 08 ديسمبر 2013, 6:39 pm
قصة.. الفريق "سعد الشاذلي" الذي حوله "مبارك"
للاجئ وسجين
​
في ذكراه الأولى:
الشاذلي.. بطل أكتوبر الذي حوله مبارك للاجئ وسجين.. ومات ليلة تنحي مبارك!
وكأن روحه رفضت الرجوع إلى بارئها إلا والشعب المصري في طريقه إلى الحرية ،قبل يوم من تنحى مبارك وقبل يوم من تحرير مصر من عبودية صنعها ديكتاتور ملأ البلاد فسادا وظلما
توفى الفريق سعد الدين الشاذلي بطل حرب أكتوبر في مثل هذا اليوم الموافق 10 فبراير 2011 في أوج أشتعال ثورة يناير وفي ليلة تنحى المخلوع.
واليوم في ذكري وفاته الأولى ومازال الشعب المصري يستكمل ثورته وفي حاجة لمثل هذه النماذج، سيرة نموذج كالفريق الشاذلي في شجاعته وتمسكه بمبادئه وصموده أمام كل ما واجهه من تهميش وظلم.
خلاف حول "ثغرة الدفرسوار".. حول رئيس أركان القوات المسلحة والرأس المدبر لخطة الهجوم على خط الدفاع الإسرائيلي في حرب 73 إلى لاجئ ومسحه من سجل بطولات أكتوبر وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات!
الفريق سعد الدين الشاذلي.. بطل أكتوبر الذي اختفى أسمه من سجلات انتصار 73 بعد أن غضب عليه السادات وعزله من منصبه إثر خلافاتهم العسكرية حول ثغرة الدفرسوار وعينه كسفير مصر فى لندن ومن بعدها فى البرتغال.
"المآذن العالية"..
كانت هذه هى خطة الفريق الشاذلى للهجوم على إسرائيل واقتحام قناة السويس، والتي نجحت نجاحا كاملا وقادت إلى النصر، بنى الشاذلي فلسفة خطته على عدم قدرة إسرائيل على تحمل الخسائر البشرية نظرا لقلة عدد جنودها وعدم تحملها لفترات الحرب الطويلة، فاعتمد الشاذلي على هذين المقتلين لإسرائيل.
يقول الشاذلى فى مذكراته عن حرب أكتوبر "في أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أي أمر لأي وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي طابور تدريب تكتيكي".
مع عام 1978 كان الشاذلي من أكبر منتقدي معاهدة "كامب ديفيد"، الأمر الذي أدى إلى فصله من منصبه ليلجئ إلى الجزائر ويعيش هناك حتى عودته إلى مصر عام 1992.
في المنفى، كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب والتي اتهم فيها السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين أثتاء سير العمليات على الجبهة أدت إلى وأد النصر العسكري والتسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الاشتباك الأولى، وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة، ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية.
الفريق الشاذلي هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأي نوع من أنواع التكريم، وتم تجاهله في الاحتفالية التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر والتي سلمهم خلالها الرئيس أنور السادات النياشين والأوسمة، على الرغم من الدوره الكبير في إعداد القوات المسلحة المصرية، وفى تطوير وتنقيح خطط الهجوم والعبور، واستحداث أساليب جديدة في القتال وفى استخدام التشكيلات العسكرية المختلفة، وفى توجيهاته التي تربى عليها قادة وجنود القوات المسلحة المصرية.
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: سعد الشاذلي الأحد 08 ديسمبر 2013, 6:43 pm
مع احمد اسماعيل كانت القناعة العسكرية لدى الشاذلي أن أي خط دفاعي لابد ان تكون فيه بعض نقاط الضعف ومهما كانت تحصيناته يمكن اختراقه إذا استغل المهاجم نقاط الضعف، ولهذا لمبدأ توقع الشاذلي خلال اعداد خطة المعركة ان ينجح العدو في اختراق مواقع القوات المصرية سواء اثناء العبور او بعده بل وتصور ايضا المناطق التي يحتمل ان يعبر منها وتم تحديد 3 مناطق محتملة كانت الدفرسوار من بينها ووضعت الخطط اللازمة لضرب هذة الاختراقات فور حدوثها وحددت القوات التي تقوم بتنفيذها وتلقت هذة القوات التدريب للقيام بهذة الواجبات. وكجزء من هذا التخطيط تم الاحتفاظ بـ 330 دبابة غرب القناة بحوالي 20 كم ضمن فرقتين مدرعتين لصد اي اختراق محتمل، وكان بقاء هاتين الفرقتين في موقعهما كفيل بسحق اي اختراق يقوم به العدو على طول الجبهة. لكن طبقا لقرار تطوير الهجوم الذي تم تنفيذه يوم 14 أكتوبر تم الدفع بهاتين الفرقتين الى الضفة الشرقية لتختل موازين القوة ويصبح الموقف مثاليا لكي يقوم العدو بمحاولة اختراق ناجحة. وكانت طائرة استطلاع امريكية شديدة التطور صورت جبهة القتال بالكامل عصر يوم 13 أكتوبر ، وكان معنى هذا أن اسرائيل أصبحت تعلم بموقف القوات المصرية شرق القناة وغربها على وجه اليقين. ومع فشل تطوير الهجوم طلب الشاذلي إعادة الفرقتين من شرق القناة الى مواقعهما الأولى غرب القناة لكن وزير الحربية رفض بحجة أن سحب القوات قد يؤثر على الروح المعنوية للجنود وأن العدو قد يفسره على أنه علامة ضعف فيزيد من ضغطه على القوات ويتحول الإنسحاب إلى ذعر. لقد كان أحمد إسماعيل منزعجا، وكان يخشى وقوع الهزيمة ويريد أن يؤمن نفسه ضد هذا الاحتمال ، لقد طرد من قبل الرئيس عبد الناصر مرتين : المرة الأولى عقب حرب 1967 حيث كان يشغل منصب رئيس أركان جبهة سيناء، والمرة الثانية في سبتمبر 1969، حيث كان يشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقد أثرت هاتان الحادثتان على نفسيته تأثيرا كثيرا. لقد أصبح رجلا يخشى المسئولية ، ويفضل أن يتلقى الأوامر ويخشى أن يصدرها، يفكر في احتمالات الهزيمة قبل أن يفكر في احتمالات النصر. كان إسماعيل رجلا مريضا وكان السادات يعلم ذلك، فقد مات إسماعيل في ديسمبر 1974 في لندن متأثرا بمرض السرطان وقال التقرير الطبي ان اصابته بهذا المرض لابد وانها كانت واضحة وظاهرة قبل ثلاث سنوات على الاقل، فهل استعان به السادات لأنه ينفذ الأوامر دون أن يعترض أم لأنه يمكن أن يتحمل المسئولية كاملة في حال الهزيمة ثم يموت صامتا في نهاية الأمر؟ وفي يوم 15 أكتوبر قامت طائرة الاستطلاع الأمريكية برحلة اخرى فوق الجبهة ولابد ان اسرائيل تأكدت وقتها من خلو المنطقة غرب القناة من الدبابات تقريبا، وبرغم هذا الإنذار إلا ان القيادة السياسية المصرية لم تتحرك، فيما لم يضع العدو الوقت وبدأ عملية الإختراق في نفس الليلة. وبعد ظهر اليوم التالي عُقد مؤتمر بالقيادة العامة اتفق خلاله الشاذلي ووزير الحربية على توجيه ضربة قوية للعدو في منطقة الإختراق صباح يوم 17 أكتوبر لكنهما اختلفا حول طريقة توجيه الضربة فبينما كان الشاذلي يرى ضرورة سحب جزء من القوات في الشرق إلى الغرب كان الوزير مازال ضد فكرة سحب اي قوات. وبعد ساعات وصل الرئيس لمقر القيادة فعرض عليه الشاذلي اقتراحه لكن السادات ثار في وجهه ثورة عارمة وهدده بالمحاكمة إذا هو اثار مسألة سحب القوات من الشرق الى الغرب مجددا. لقد كانت ذكرى الانسحاب من الجبهة خلال النكسة تسيطر عليه. وهكذا حُسم الأمر واصدرت التعليمات طبقا لقرار الرئيس والوزير. لكن الخطة فشلت فشلا ذريعا وأدت لخسائر مروعة في القوات المصرية. وعندما فهم رئيس الجمهورية ووزير الحربية أن الشاذلي كان على حق واتخذا اخيرا قرارا بسحب فرقة مدرعة مساء 18 أكتوبر كان الوقت قد فات. http://www.almoarekh.com/2011/10/
الفريق يرى الى يمينه كمال حسن على قائد الفرقة 21 وسلاح المدرعات مع تولي الفريق سعد الدين الشاذلي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في مايو 1971 لم يكن لدى مصر أي خطة هجومية لاستعادة أراضيها، ولذا عكف لعدة أشهر على دراسة كل الاحتمالات الممكنة خرج بعدها بيقين بأن المعركة القادمة يجب أن تكون محدودة وخاطفة بحيث يكون هدفها هو “عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلاله ثم اتخاذ أوضاع دفاعية بمسافة تتراوح ما بين 10 و12 كم شرق القناة” وهي المسافة المؤمنة بواسطة مظلة الصواريخ المضادة للطائرات وأن تبقى القوات في هذة الأوضاع الجديدة إلى أن يتم تجهيز القوات وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض. كانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل مقتلين: 1. عدم قدرتها على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها. 2. إطالة مدة الحرب، فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا تؤثر بشدة على الحالة الاقتصادية لأن الشعب كله في النهاية عبارة عن ضباط وجنود في القوات المسلحة. لكن الفريق صادق وزير الحربية وقتها عارض الفكرة بشدة وقال إنها لا تحقق أي هدف سياسي أو عسكري، وكانت فكرته عن العملية الهجومية هي أن تقوم القوات المسلحة بتدمير جميع قوات العدو في سيناء، والتقدم السريع لتحريرها هي وقطاع غزة (التي كانت خاضعة للإدارة المصرية قبل النكسة) في عملية واحدة ومستمرة! وبرغم أن الشاذلي كان مقتنعا بأن القوات المسلحة تفتقر للإمكانات اللازمة للقيام بذلك لكن الإصرار السياسي على القيام بعمل هجومي شامل أدى في النهاية إلى اعداد خطتين هجوميتين: - الأولى واطلق عليها أسم “جرانيت 2″ ثم عُدلت إلى “العملية 41″ وكانت تهدف إلى الاستيلاء على خط المضائق (على بعد بين 32 : 75 كم من قناة السويس). - الثانية وأطلق عليها أسم “المآذن العالية” ثم عُدلت إلى “بدر” وكانت تهدف إلى عبور القناة والاستيلاء على خط بارليف ثم في خلال 72 ساعة تكون القوات قد توغلت في سيناء لمسافة تتراوح بين 10-15 كم ثم تتوقف وتتخذ اوضاع الدفاع. وكان الشاذلي يعتقد أن الخطة بدر هي الأقرب للتنفيذ بسبب عدم قدرة القوات المسلحة على تخطي حدود 15 كم على الأكثر داخل سيناء لثلاثة أسباب: 1. ضعف القوات الجوية. 2. عدم توافر كتائب صواريخ SAM خفيفة الحركة بالقدر الذي يمكنها من أن تحل محل القوات الجوية في توفير الغطاء الجوي للقوات التي تتقدم شرقا. 3. عدم قدرة غالبية العربات العسكرية على السير خارج الطرق الممهدة. في نهاية أكتوبر 1972 عين الفريق أحمد إسماعيل وزيرا للحربية ، وكان قد قدم في النصف الأول من العام نفسه تقريرا بصفته مديرا للمخابرات العامة قال فيه أن مصر ليست في وضع يسمح لها بالقيام بعملية هجومية وحذر من أنه لو قامت مصر بشن الحرب تحت هذة الظروف فإن ذلك قد يقود إلى كارثة، وأيد السادات هذا التقرير. لكن في ابريل 1973 طلب اسماعيل بناء على أوامر السادات تطوير الخطة “بدر” بحيث تشمل الاستيلاء على خط المضائق، وبعد نقاش طويل تقرر أن تكون الخطة على مرحلتين فتكون خطة العبور هي المرحلة الأولى ، وخطة التطوير هي المرحلة الثانية، ولكي يتم تعميق الفاصل بين المرحلتين كان يتم شرح المرحلة الأولى ثم يذكر أنه “بعد وقفة تعبوية يتم تطوير كذا وكذا”، والتعبير العسكري “وقفة تعبوية” يعني التوقف إلى أن تتغير الظروف التي أدت إلى هذا التوقف، وقد تمتد هذة الوقفة لعدة أسابيع أو أشهر او أكثر. يقول الشاذلي: “كنا نشرح ونناقش خطة العبور بالتفصيل الدقيق ثم نمر مرورا سريعا على المرحلة الثانية. لم أتوقع قط أن يطلب إلينا تنفيذ هذة المرحلة ، وكان يشاركني هذا الشعور قادة الجيوش ويتظاهر بذلك على الأقل وزير الحربية”. لقد كان السادات يدرك الإمكانات المحدودة للقوات المسلحة وعدم قدرتها على القيام بعملية واسعة لتحرير سيناء بالكامل فضلا عن قطاع غزة في ظل عدم وجود غطاء جوي يحمي القوات، فضلا عن أن السادات كان غارقا حتى أذنيه في مشكلات التفاوض مع السوفيت بشأن السلاح، وكان يدرك تماما خطورة تطوير الهجوم دون وجود معدات كافية. ويثبت ذلك أنه بعد انتهاء الحرب وفي سبتمبر 1975 اعترف السادات لأول مرة بأن هدف القوات المسلحة في أكتوبر كان “احتلال شريحة من الأرض بعمق حوالي 10 كم شرق القناة”. والمفارقة أن هذا الغرض تحقق بالفعل اعتبارا من يوم 7 أكتوبر أي في اليوم الثاني مباشرة للمعركة وبرغم ذلك رفض السادات الاقتراح السوفيتي بوقف إطلاق النار وأمر بتطوير الهجوم نحو الشرق يوم 14 أكتوبر برغم معارضة القادة العسكريين جميعا http://www.almoarekh.com/2011/10/
الفريق سعد مع اللي ربنا يغفرلو بقه حلول عصر يوم 18 أكتوبر طلب السادات من الشاذلي التوجه الى الجيش الثاني لمحاولة رفع الروح المعنوية للجنود وبذل ما يستطيع لمنع تدهور الموقف، قضى الشاذلي 44 ساعة في الجيش الثاني مستطلعا الموقف شديد السوء والتوغل الإسرائيلي المستمر في اتجاه مدينة الإسماعيلية. ومساء 20 أكتوبر عاد الشاذلي إلى المركز 10 مقتنعا بأن الوضع يتجه إلى كارثة لا يعلم مداها الا الله وأن الأمل الوحيد هو بإعادة توزيع القوات بسحب 4 الوية مدرعة من الشرق إلى الغرب خلال الـ 24 ساعة التالية بهدف زيادة قدراتنا على مقابلة تهديد العدو في الغرب لكنه فشل في اقناع وزير الحربية بذلك فطلب منه استدعاء رئيس الجمهورية فورا لإطلاعه على الموقف ووضعه أمام مسئوليته التاريخة، وبعد وصوله اجتمع السادات بوزير الحربية لنحو ساعة منفردين قبل ان يلتقيا الشاذلي وقادة الأفرع الرئيسية: اللواء حسني مبارك قائد القوات الجوية واللواء محمد على فهمي قائد قوات الدفاع الجوي واللواء الجمسي مدير هيئة العمليات واللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية واللواء الماحي مدير المدفعية حيث قام كل منهم بشرح موقف قواته بأمانة تامة، وبعد ان استمع اليهم جميعا عدا الشاذلي علق السادات بأنه لن يقوم بسحب أي جندي من الشرق. وفي مذكراته يقول السادات أنه أرسل الشاذلي إلى الجبهة لتصفية الثغرة يوم 16 أكتوبر وأنه كان من السهل جدا التعامل معها ذلك اليوم إلا أنه – أي الشاذلي – لم يُنفذ ما طُلب منه وأضاع الوقت في جمع المعلومات وتشكيل قيادة له، وأنه عاد من الجبهة يوم 19 أكتوبر منهارا وطلب سحب القوات من الشرق لأن الغرب مهدد. ويتابع أنه – أي السادات – التقى بالقادة كلهم في مقر القيادة حيث اجمعوا له على أنه لم يحدث شئ يستدعي القلق وعلى ذلك فقد قرر ألا يتم سحب جندي واحد ولا بندقية واحدة ولا أي شئ على الإطلاق من شرق القناة. لقد كانت هذة هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الشرف العسكري المصري وبقرار السادات فقدت مصر المبادرة نهائيا بعد ذلك وحتى نهاية الحرب. وفي الليلة ذاتها – وبحسب مذكراته – أعطى السادات تعليماته لوزير الحربية بعزل الشاذلي من منصبه وتعيين الجمسي بدلا منه على ألا يعلن القرار على القوات حاليا حتى لا يحدث أي رد فعل سلبي. كما قرر السعي دوليا لإعلان وقف إطلاق النار. http://www.almoarekh.com/2011/10/ /
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: سعد الشاذلي الأحد 08 ديسمبر 2013, 6:44 pm
عد مرور نحو 24 ساعة على بدء الهجوم بدا واضحا أن الجيش المصري نفذ المرحلة الأولى من الخطة “بدر” التي وضعها الفريق الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة أن القيادة العامة لم تصدر أي أمر لأي وحدة فرعية فقد كانت القوات تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدي تدريب. ووفقا للخطة بدر لم يعد أمام القوات المصرية سوى انتظار وصد الهجوم الإسرائيلي المضاد والمتوقع خلال ساعات. وفي يوم 11 أكتوبر طلب وزير الحربية بناء على تعليمات السادات البدء بتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة بما يعني تطوير الهجوم إلى خط المضائق بحجة تخفيف الضغط على الجبة السورية ، لكن الشاذلي عارض بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وقال أن أي تقدم خارج المظله معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي وأنه لن يؤدى لتخفيف الضغط عن الجبهة السورية لأن العدو لن يحتاج لسحب قوات اضافية من الجبهة السورية. قال الشاذلي صراحة “إذا نحن قمنا بهذة العملية فإننا سوف ندمر قواتنا دون أن نقدم أية مساعدة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية” وفي اليوم التالي (12 أكتوبر) أعاد الوزير طلبه من الفريق الشاذلي بتطوير الهجوم نحو المضائق إلا أن الشاذلي صمم على موقفه المعارض من أي تطوير للهجوم خارج مظلة الدفاع الجوي. وبعد ظهيرة اليوم نفسه كرر الوزير طلبه للمرة الثالثة وقال أن القرار السياسي يحتم تطوير الهجوم نحو المضائق، وأن ذلك يجب أن يبدأ غدا (13 أكتوبر)، فقامت القيادة العامة باعداد التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم وارسالها إلى قائدي الجيشين الثاني والثالث. وفي الساعة الثالثة والنصف اتصل اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني بالشاذلي ليخبره باستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر، وبعدها بدقائق اتصل اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث بالقيادة ليبدي اعتراضه على الأوامر. قال الفريق الشاذلي لرئيسي الجيشين أنه نفسه يرفض تطوير الهجوم لكنه أجبر على ذلك. قام الشاذلي بعد ذلك بابلاغ الفريق أول أحمد إسماعيل باعتراضات قائدي الجيشين الثاني والثالث فتقرر استدعاءهما لحضور مؤتمر بالقيادة العامة استمر 5 ساعات وانتهى بتصمم الوزير على تنفيذ القرار السياسي بتطوير الهجوم لكنه عدل موعده من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر. وكان على القوات المصرية التي ستنفذ التطوير وقوامها 400 دبابة ان تواجه 900 دبابة معادية في المكان الذي يختاره العدو وتحت سيطرة جوية معادية! كان الهجوم فاشلا بكل جدارة كما توقع الشاذلي، حيث خسرت القوات المصرية في هذا اليوم الأسود 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير وهو عدد لم تخسره القوات المصرية في الأيام الثمانية الأولى من الحرب! وكان هذا التطوير هو أول خطأ كبير ترتكبه القيادة المصرية خلال الحرب ، وقد أدى إلى سلسلة من الأخطاء التي كان لها أثر كبير على سير المعركة ونتائجها. وبنهاية التطوير الفاشل بدأت القوات الإسرائيلية بتنفيذ خطتها المعدة سلفا والمعروفة باسم “الغزالة” للعبور لغرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها، ومع رفض السادات اقتراح الشاذلي بسحب بعض القوات إلى الغرب، أصبح ظهر الجيش المصري مكشوفا غرب القناة. فيما عرف بعد ذلك بثغرة الدفرسوار. لقد كان السادات وأحمد اسماعيل يعترضان على كل ما يقدمه الشاذلي من افكار خلال الحرب وبعد ان يكتشفان بعد يومين او ثلاثة ان وجهة نظره سليمة يكون الوقت قد فات. استمر هذا الوضع منذ 12 أكتوبر 73 وحتى وقف اطلاق النار. ويقول الشاذلي ان السادات خشي لو أن هذة الحقائق عُرفت لأهتز موقفه ولأصبح هو – أي الشاذلي – شخصية شعبية تهدد سلطانه وجيوشه ولذا عمد بعد الحرب إلى ان يكيل اليه الاتهامت الباطلة. لكن الشاذلي اثر الصمت لأن الوقت لم يكن مناسبا من وجهة نظره لكي يتكلم. http://www.almoarekh.com/2011/10
مأساة الجيش الثالث
في مذكراته يدعى السادات أنه قام بعزل الشاذلي من منصبه بعد عودته من الجبهة منهارا، بينما تؤكد السجلات العسكرية أن إقالة الشاذلي لم تتم إلا يوم 12 ديسمبر 1973، وخلال هذة الفترة شهد الشاذلي سلسلة من الأخطاء السياسية والعسكرية التي كانت سببا في تحول مسار الحرب بشكل درامي. بعد رفض السادات سحب أي جندي من الشرق لإنقاذ الموقف المعقد غرب القناة تطور الأمر إلى حصار القوات الإسرائيلية للجيش الثالث الميداني وهو ما يمثل نحو 45 ألف جندي، ثم وافقت مصر على وقف اطلاق النار. واعتبارا من يوم 23 أكتوبر أحكمت القوات الإسرائيلية في الغرب سيطرتها على الجيش الثالث وحاولت الإستيلاء على مدينتي السويس والإسماعيلية، وبدأت إسرائيل والولايات المتحدة ممثلة في وزير خارجيتها اليهودي هنري كيسنجر الضغط على القيادة المصرية للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب. لقد أصبح الجيش الثالث رهينة في يد إسرائيل حيث يتم إمداده بالمؤن الضرورية تحت سمع وبصر وتفتيش القوات الإسرائيلية وفي أضيق الحدود في الوقت الذي بدأت فيه مفاوضات الكيلو 101 التي شهدت تنازلات مهينة من الجانب المصري. لقد كانت إسرائيل ترسل تعليماتها يوميا كثمن للموافقة على تمرير الإمدادات للجيش الثالث المحاصر، هذة الإمدادات التي كان ينهبها الإسرائيليون خلال الطريق. وتحت ضغط هذا الواقع المعجز خضعت القيادة السياسية المصرية لأوامر إسرائيل والولايات المتحدة فوافقت على اتفاقية فض الإشتباك الأول في يناير 1974 والتي تعهدت من خلالها بسحب قوات الجيشين الثاني والثالث من شرق القناة عدا 7 آلاف جندي و30 دبابة فقط! وقبل ذلك كانت قد وافقت على الإفراج عن مجموعة من الجواسيس الإسرائيليين المحتجزين في القاهرة. ثم طلبت إسرائيل إجراء تبادل لأسرى الحرب ولما ردت مصر بأنها ترى تأجيل هذة العملية إلى ما بعد الإنسحاب الإسرائيلي أعلنت جولدا مائير في الكنيست يوم 14 نوفمبر 1973 أن كيلوجراما واحدا من احتياجات الجيش الثالث لن يصل اليهم قبل ان يعود الاسرى الإسرائيليين. وعلى الفور أذعنت مصر وبدأ تسليم الأسرى في اليوم التالي مباشرة! وفي الرابع من ديسمبر 1973 أرسل كيسنجر رسالة إلى وزير الخارجية المصري طلب فيها من بين ما طلب إعادة ضخ البترول العربي إلى الولايات المتحدة، وعلى الفور طلب السادات من الدول العربية التي كانت قد أعلنت وقف تصدير البترول إلى واشنطن رفع هذا القيد فورا. وقبل ذلك وفي الأول من نوفمبر سمحت مصر بمرور ناقلة بترول إسرائيلية بالبحر الأحمر بعد سنوات من الحصار البحري لإسرائيل، وزيادة في الضغط أعلنت إسرائيل على العالم أن السفينة الإسرائيلية ستتحدى الحصار البحري وتبحر إلى إسرائيل. ودخلت السفينة ومرت أمام القطع البحرية المصرية وفي مرمى نيرانها لكن سُمح لها بالمرور فقد كان إغراق الناقلة يعني التضحية بالجيش الثالث. وبينما كانت هذة الإجراءات المهينة تجري على المستويين السياسي والعسكري، كان الشعب المصري كالزوج المخدوع يصدق ما تعلنه وسائل الإعلام المصرية، ووصل الأمر بالتضليل إلى كذب الرئيس السادات أمام مجلس الشعب حيث نفى في جلسة عُقدت في فبراير 1974 أن يكون الجيش الثالث قد حُوصر أصلا!! وعقد مسرحية أمام مجلس الشعب استدعى خلالها اللواء أحمد بدوي الذي كان قائدا للقوة المحاصرة واخذ يوجه له الأسئلة ويتلقى الأجوبة ليثبت أن الجيش الثالث لم يحاصر.
يقول الشاذلي في مذكراته: “ما أغلى الثمن الذي دفعته مصر نتيجة حصار الجيش الثالث يوم 23 من أكتوبر. لقد أجهض حصار الجيش الثالث انتصارات أكتوبر المجيدة وأجهض سلاح البترول وأجهض الحصار البحري الفعال الذي فرضته مصر على إسرائيل وأفقد القيادة السياسية المصرية القدرة على الحركة والمناورة وجعلها ألعوبة في يد إسرائيل وأمريكا. وفي سبيل إنقاذ الجيش الثالث كانت مصر ترى إسرائيل وهي تنهب وتسلب ثرواتها وتقف مكتوفة الأيدي لا تستطيع الرد.. من هو المسئول عن حصار الجيش الثالث؟ إذا رغبت مصر في أن تغسل شرفها العسكري من الشوائب التي أصابته نتيجة حصار الجيش الثالث فإنها يجب أن تبحث عن المسئول عن هذة الكارثة. وأني أتهم السادات بهذة الجريمة.” http://www.almoarekh.com/2011/10/مأساة-الجيش-الثالث
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75853 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: سعد الشاذلي الأحد 08 ديسمبر 2013, 6:48 pm
جنازة الفريق سعد الدين الشاذلى
توفى عليه رحمة الله يوم 10 فبراير
مات الفارس البطل شامخا عزيزا ... فى الوقت الذى كان سجانه الملعون مبارك يعانى الذل والهوان على يد شعبه
" مذكرات حرب أكتوبر "
للفريق سعد الدين الشاذلي
الذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 إلى 12 ديسمبر 1973
الكتاب يكشف الكثير من الأسرار والخفايا التي ربما لا يعلمها الكثير منا