ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: هواري بومدين الأربعاء 01 نوفمبر 2017, 10:05 am | |
| الجزائري هواري بومدين.. والمعاقون ذهنيا الذين يحاولون تشويهه
نورالدين خبابه أقرأ تعليقات بين الفينة والأخرى، وأسمع تصريحات هنا وهناك… حول شخصية هواري بومدين، فأحتار في كيفية تفكير هؤلاء الذين أعنيهم، وأتساءل في الوقت ذاته: هل يمتلك هؤلاء عقولاً يُميزون بها ؟ وهل يفكرون أصلاً؟ أم مُعاقون ذهنيا وبالتالي يُرفع عنهم القلم؟ سمعت أحد البلطجية والرعاع ،وهو يردّ عن أحد الشباب، عن رأيه في هواري بومدين…ولو كان جوابه عن … هواري منار لكان جائز بحكم أنهم من فصيلة واحدة. فأجابه وهو يتزلف لمنطقة القبائل، للطعن في هواري بومدين، قصد كسب تعاطف الانفصاليين الذين يدعمونه خفية ولو على حساب الحقيقة…قائلا: منطقة القبائل أنجبت محمد خيضر الذي قتله هواري بومدين … والعقيد سي الحواس! والغريب أن من يسأله يشكره بعد ذلك عن ردّه، وكأنه أمسك بعنق الأسد… هذا البلطجي الذي لا يعرف من أين ينحدر هؤلاء الذين ذكرهم في ردّه. فمثلا محمد خيضر ينحدر من منطقة بسكرة، والعقيد سي الحواس ينحدر من أحد قرى الأرواس الأشم. ونسيى هذا البلطجي أن محمد خيضر أخذ مبلغا هاما من أموال الشعب وحوله الى سويسرا. وعندما أقول هذا الكلام فلدي المحضر الذي يعترف فيه محمد خيضر بذلك، والمحضر من سويسرا وليس من الجزائر، وعلى أساسه تم طرده من سويسرا الى اسبانيا التي قتل فيها.ومن يتهمونه بقتله ماهي أدلتهم؟ يتساءل آخر من المعاقين ذهنيا، أحد المتظاهرين بالوطنية الزائفة بقوله: حدثنا عن سبب خراب الجزائر …فيجيبه صاحب القميص الملون بالألوان الوطنية، وصاحب الرأس الفارغ: سبب خراب الجزائر هو هواري بومدين، وبومدين هو من جاء بضباط فرنسا، وهو من وضع الشيخ البشير الابراهيمي تحت الاقامة الجبرية… وهو من أعدم محمد شعباني. ونسي هذا المعاق ذهنيا أن هواري بومدين أصبح رئيسا بعد 19 جوان 1965 فيما أعدم محمد شعباني في 1964 . كما أن البشير الابراهيمي توفي في ماي 1965 …وهل من المنطق أن يقبل ابنه أحمد طالب الابراهيمي بوزارة من طرف من هو متهم بقتل أبيه ؟ كما أن قضية ضباط فرنسا من بدأ بإدخالهم الى الجيش هو كريم بلقاسم من ألمانيا التي قتل فيها، بشهادة المؤرخ محمد حربي الذي كان مناضلا معه.. .قبل أن يصل هواري بومدين الى قيادة الاركان . والشاذلي بن جديد هو من أوصلهم الى سدة الحكم وتربطه بهم علاقة منذ عهد الثورة. كما أن كريم بلقاسم نفسه…كان في صفوف الجيش الفرنسي وآخرون من قادة الثورة. فيما اختار هواري بومدين الذهاب الى مصر للدراسة بدل تأدية الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي، ومات دون أن تطأ قدماه أرض فرنسا. وفرق بين من أفاق مبكرا وبين من استمر في خدمة الجيش الفرنسي… يسأل معاق ذهني آخر: حدثنا عن مؤتمر الصومام وعن البغلة…فيجيبه المعاق ذهنيا : مؤتمر الصومام هو سببُ دمار الجزائر وهو من مكن الزواف من السيطرة على مفاصل الدولة الحديثة…ثم يضيف: هواري بومدين هو من انقلب عن الحكومة المؤقتة…ونسي هذا المعاق ذهنيا أن مؤتمر الصومام لم يحضره هواري بومدين ولا أحمد بن بلة، والمؤتمر هو من عين مجلس الثورة الذي عين بدوره الحكومة المؤقتة…ومؤتمر طرابلس فيه انسحب بن خدة ولم يُعقد المؤتمر مرة أخرى. كما أن هناك تصريحات بالصوت والصورة لفرحات عباس بعد الاستقلال، وهو يسمي الثورة بالأحداث وأنه كان ضد العنف…ولماذا قبل محمد بوضياف برئاسة المجلس الأعلى للدولة باقتراح ضباط فرنسا بعد الانقلاب على الشاذلي يا دعاة الديمقراطية المزيفة؟ يسأل معاق آخر أحد الانتهازيين الذين ظهروا في غياب السياسيين الحقيقيين قائلا: حدثنا عن اتفاقيات ايفيان، وعن الاستقلال. فيجيب: أتدري أن اتفاقيات ايفيان رهنت الجزائر، وأن المرسى الكبير كان تحت سيادة فرنسا…وأن الجزائر لم تنل استقلالها، ثم يردّد دائما في أحاديثه المجترة أن بومدين انقلب عن الحكومة المؤقتة…ونسي هذا المعاق ذهنيا أن هواري بومدين لم يصادق على اتفاقيات ايفيان، وحدث صراع بينه وبين بن خدة وقد أصدر هذا الأخير عشية الاستقلال قرارا بعزل هواري بومدين وفشل…ونمتلك نسخة منه. ولدينا وثائق سرية تثبت أن فرنسا وأمريكا كانتا تسعيان لمنع هواري بومدين وأحمد بن بلة “العروبيين المدعمين من مصر” من الوصول الى الحكم، وفي المقابل تسعى لايصال من يخدمهما. وهواي بومدين هو من حرّر المرسى الكبير… يقول معاق ذهني آخر: أتحداك أن تذكر معركة واحدة شارك فيها هواري بومدين أو أطلق هواري بومدين رصاصة واحدة. والجواب لهذا المعاق: من كان قائد أركان جيش التحرير الذي كان يخوص المعارك؟ أليس هواري بومدين؟ من كان ينظم ومن كان يدرب، ومن كان يدخل السلاح ومن كان يشرف ومن كان تحت اشرافه … ولماذا قامت فرنسا بوضع خط فاصل بين الجزائر وتونس والمغرب ياترى؟ وهل قائد الاركان في الحرب ينظم ويخطط؟ أم ينزل الى ميدان القتال ؟ وهل من النباهة والحكمة أن تنشئ قاعدة خلفية بعيدة عن أنظار العدو؟ أم تنشئها في ميدان حلبة القتال وأنت تخوض حربا ضروسا؟ أليست أمريكا شرطي العالم ومن معها من الحلفاء اليوم يقيمون مكاتب العمليات خارج ميدان القتال ويخططون؟ ولماذا فرحات مهني البطل الكبير لاينزل الى الجزائر ويقود حكومة من الخارج؟ ولماذا آيت أحمد ونحن في السلم كان يقود حزبا من سويسرا؟ ولماذا القايد صالح ونحن في السلم كما تقولون لا يذهب الى الجماعات المسلحة ويحاربها ؟ يقول معاق آخر: لم يكن هواري بومدين من مجموعة 22 ولا من مجموعة 6 والجواب لهذا المعاق ولغيره من المعاقين: هواري بومدين كان في مصر وقتها يخطط ويتدرب وهو أول من جاء بدفعة السلاح التي أعطت دفعا للثورة…والشهادات المتواترة تثبت أنه كان مناضلا للقضية الجزائرية قبل الثورة. وأين كان أحمد بن بلة وأين كان آيت أحمد؟ وأين كان بن خدة وفرحات عباس وعبان رمضان وخيضر… ؟ يقول معاق ذهني: وما شأن الجزائر بفلسطين، تفصلنا عنها بحار وجبال…؟ هواري بومدين هو من عربنا بالقوة، وهو من يريد محو هويتنا ويستبدلها بهوية المحتل الذي هو أشد من احتلال فرنسا لنا، وهو من كانت تدعمه أمريكا … إذن أيها المعاق: استفق واعرف قدر الرجال، وعندما تستفيق من اعاقتك الذهنية، وتصبح تفكر كما يفكر غير المعاقين ذهنيا… وتفهم الصراع الدائر في الشرق الأوسط الجديد …وفي الجزائر التي تحتل موقعا استراتيجيا… وقد حباها الله بثروات مختلفة… ساعتها ستنزع عنك صفة المعاق ذهنيا…وتصبح جزائريا كما كان هواري بومدين رحمه الله. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: هواري بومدين الأربعاء 01 نوفمبر 2017, 10:14 am | |
| OCTOBER 31, 2017 موقع “كلّ شيء عن الجزائر”: وثيقة سريّة للاستخبارات الأمريكية تكشف الأيام الأخيرة للرئيس الجزائري الراحل بومدين.. صارح أعضاء مجلس الثورة: أنا مريض جدا سأغادر وأترك لكم حكم الجزائر”
الجزائر ـ متابعات: كشف تقرير سرّي لوكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA” أنّ الرئيس الراحل هواري بومدين، صارح أعضاء مجلس الثورة بخطورة المرض الذي يعانيه. وأوضحت وثيقة رفعت عنها الحكومة الأمريكية السرية ضمن سلسلة جديدة من الوثائق الدبلوماسية المتعلقة بشمال إفريقيا، والتي صدرت في فترة إدارة الرئيس جيمي كارتر بين عامي 1977 و1980، أنّه كان من المقرر أن يعقد الرئيس هواري بومدين اجتماعا مع أعضاء المجلس نهاية شهر سبتمبر أو بداية أكتوبر، حيث دعا إليه وزير الداخلية محمد بن أحمد عبد الغني، وزير الشؤون الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، وزير النقل أحمد دراية، وزير الفلاحة الطيب العربي، وزير المياه أحمد شريف، ومسؤول الأفلان صالح يحياوي، إضافة إلى قائد الناحية العسكرية الثانية الشاذلي بن جديد وقائد الناحية العسكرية الأولى عبد الله بلهوشات. وحسب “CIA”، التي نقل موقع “كلّ شيء عن الجزائر” مضمون وثيقتها المؤرخة في 24 أكتوبر 1978، فقد قال الرئيس بومدين لأعضاء المجلس “أنا مريض جدا، سأغادر، وأترك لكم حكم الجزائر”، وأضافت الوكالة أن بومدين عين بعد ذلك وزير الداخلية محمد عبد الغني رئيسا للدولة في حالة غيابه، معلّقة أنّ “الرجل لم يتردد في العمل كرئيس للدولة، وإصدار أوامر إلى أعضاء رفيعي المستوى في الحكومة في وقت لاحق”، وفقا لما أورده المصدر عن ” CIA”. ونقلت وكالة الاستخبارات الأمريكية عن مصدر، تحفّظت على ذكر هويته، انتقاده لفشل الحكومة في إطلاع الشعب الجزائري حول مرض الرئيس بومدين، والذي وصف البيانات الصحفية بشأن النقاشات المزعومة في موسكو بالسخيفة. وأظهرت وثائق أخرى رفعت عنها السرية، تكهنات الدبلوماسيين الأمريكيين بشأن من يخلف الرئيس بومدين، حيث جاء في وثيقة تحليلية حول الوضع في الجزائر أعدتها وزارة الخارجية الأمريكية: “نفهم أنه الآن يوجد جناحين رئيسيين داخل المجلس”. وتكشف وثيقة أخرى أن عضوين آخرين رئيسيين في المجلس، هما قائد ناحية وهران الشاذلي بن جديد، والذي يحظى بتأييد من طرف العديد من كبار الضباط في الجيش، ووزير الداخلية محمد عبد الغني، وتشير أيضا الوثيقة إلى أن طموحات بن جديد تبدو محدودة للحفاظ على سيطرته بالنسبة لمنطقة وهران، لينتهي المطاف بخلافة الشاذلي بن جديد للرئيس بومدين ليصبح رئيسا للبلاد في 9 شباط 1979. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: هواري بومدين الأربعاء 27 ديسمبر 2017, 2:25 pm | |
| في ذكرى وفاة بومدين الإنسان والسياسي ناصر جابيعاش الجزائريون لعقود، تحت رحمة نظام سياسي، لم يكن من المسموح فيه، التعرف على الاسم الحقيقي لرئيس الجمهورية او مكان مولده او وسطه العائلي. فالجزائريين من جيلي لم يتعرفوا على الاسم الحقيقي لرئيس الجمهورية، هواري بومدين (محمد بوخروبة) الا بعد وفاته في 27 ديسمبر1978 . فماذا يعرف الجزائريون عن بومدين الإنسان والسياسي بعد أربعين سنة تقريبا على وفاته؟ بعد ان تغير النظام السياسي وعرف نوعا من التعددية وحرية التعبير في الكتابة التاريخية، كانت شبه ممنوعة في عهده. فمن يكون هذا الرجل الذي لم يسعفه الحظ وتوفي صغيرا (46 سنة)، قبل أن ينجز ما كان يطمح الى تحقيقه من الناحية السياسية؟ وماذا بقي من البومدينية في الجزائر؟ لا يمكن ان نفهم الكثير من المواقف والقرارات السياسية له، إذا لم نتعرف عن قرب على أصوله الاجتماعية ومساره الشخصي. فبومدين ابن القوى الريفية الفقيرة، صاحبة الملكية الزراعية الصغيرة، التي أنتجت الكثير من السياسيين الكبار للجزائر. فئات ريفية فقيرة لا تتميز بحجمها الديموغرافي الكبير، في الريف والمجتمع الجزائري فقط، بل بأدوارها الثقافية الاجتماعية والسياسية. فهذه الفئات الفلاحية صاحبة الملكية الصغيرة هي التي تمثل أكثر من غيرها، المجتمع الجزائري في غنائه وموسيقاه وثقافته السياسية وعاداته الاجتماعية. احتكرت هذه الفئات الاجتماعية الفقيرة كثيرة العدد، تمثيل الجزائر سياسيا، فأنتجت جل الوجوه السياسية الكبيرة التي حكمت الجزائر، قبل وبعد الاستقلال. جراء الدور الكبير الذي قامت به هذه الفئات الريفية الفقيرة، داخل الحركة الوطنية وثورة التحرير. تأثر بومدين بوسطه الريفي الفقير، هو الذي يفسر كيف سيطرت لديه نزعة أيديولوجية غالبة، في مقاربته للمسألة الزراعية في الجزائر. فلم يراع الجوانب الاقتصادية الموضوعية في تعامله مع إجراءات الثورة الزراعية، وكأنه أراد ان يعمم وضعه العائلي الفقير، على كل الريف الجزائري. ريف يجب ألا يكون فيه الغني والميسور، حسب هذه النظرة الطبقية التي تعامل بها بومدين، مع المسألة الزراعية، التي كانت على رأس أسباب فشل تجربته التنموية في سبعينيات القرن الماضي. بومدين، ابن الريف الفقير، لم يسعفه الحظ في الحصول على مستوى تعليمي عال، رغم عصاميته التي سمحت له لاحقا بالتحكم الجيد في العربية، وحتى الفرنسية وربما حتى جزء بسيط من الإنكليزية، التي حاول تعلمها وهو مقيم في القاهرة، في خمسينيات القرن الماضي. رغم انه لم يدخل الزيتونة، كما أشيع عنه ولم يدخل حتى الأزهر بشكل نظامي، واكتفى بتعليم ثانوي مضطرب، أنجزه في ثانويات القاهرة وهو كبير نسبيا (من مواليد أغسطس 1932). تجربة قد تفسر اهتمام بومدين الكبير بتعليم الجزائريين وهو على رأس السلطة. كان يقول لمنتقديه وهم يرونه يخصص استثمارات كبيرة للتعليم، أبيع قميصي الذي ألبسه ويتعلم الأولاد. ابناء حُرم هو كشخص من إنجابهم، بعد زواجه. القاهرة التي وصلها بومدين مشيا، لم تجعله يغير قناعته السياسية الوطنية بطابعها الشعبوي، فلم ينخرط في أي حزب أو تيار سياسي، رغم ما كانت تعرفه القاهرة من نشاط وتنوع سياسي، بعد نجاح الثورة ومجيء الضباط الأحرار للسلطة الذين حاول تقليدهم وهو يقوم بانقلابه في 1965. بومدين الذي غادر الجزائر مشيا في بداية الخمسينيات، عاد اليها وهي مستقلة في بداية الستينيات، وهو على رأس قيادة أركان جيش التحرير. فكيف تمكن هذا الشاب الخجول والكتوم من الوصول الى هذا الموقع، بهذه السرعة، في حضور وجوه تاريخية معروفة، تتمتع بشرعية تاريخية أكبر من شرعيته، هو الذي لم يلتحق بالثورة إلا على الحدود ولم يعرف له نشاط سياسي أو حزبي قبل الثورة. كاريزما سياسية كبيرة هي التي سمحت لهذا العسكري الشاب، الحصول على المواقع العسكرية والسياسية التي احتلها، في حضور أيت أحمد وبوضياف وكريم بلقاسم وبن بلة، الذي تمكن من الركوب على ظهره للوصول إلى رئاسة الجمهورية، لينقلب عليه بسهولة بعد ذلك. كاريزما وحسابات سياسية لم تخلُ من تركيز على العلاقة الذاتية، بحمولتها العاطفية وقيم الوفاء والثقة التي تفترضها، فضلها بومدين على العلاقة السياسية في أكثر الحالات، وهو يصعد غلى هرم السلطة. فقد استعمل بومدين ذكاء وطيبة أبناء الريف الفقير، في التعامل مع أبناء الفئات الغنية والميسورة الذين استعملهم، خلال مساره السياسي، لتحقيق مشروعه مستغلا في ذلك كل الانكسارات التي يعرفها المجتمع الجزائري. فقد استعمل على سبيل المثال، الفارين من الجيش الفرنسي، للحد من طموحات أبناء جيش التحرير الذين ينافسوه في شرعيته، لدرجة أن الذين طبقوا اشتراكية بومدين في قطاعات حساسة، مثل الزراعة والصحة والعمل، كانوا من أبناء الطبقات البرجوازية العقارية الكبيرة (عمر بوجلاب وزير الصحة كمثال) الذين «جندهم» بومدين اعتمادا على علاقات ذاتية، لم يسمح للبعد السياسي أن يبرز داخلها. أصل ريفي فقير، يكون أكثر جلاء في تفسير سلوكات بومدين وهو يرتبط عائليا، فقد اتجه نحو سيدة من أصول نصف أوروبية، بمواصفات جمال فرنسية، لكي يتزوجها. زواج كانت له انعكاساته السياسية الكبيرة على استقرار النظام السياسي ككل (1974). فقد رفضت «الشلة» الذكورية التي تعودت على حكم الجزائر ليلا، في جلسات خاصة، هذا الارتباط وحاربته بقوة. بعد ان تأكدت انه قد أبعد بومدين عنها، فلم تعد تلتقيه ليلا، خارج هذه الجلسات الحميمية، التي كانت مركز القرار السياسي الأول في جزائر، أراد لها بومدين على مستوى الخطاب، أن تسير من قبل مؤسسات لا تزول بزوال الرجال. زواج يكون قد حطم أواصر العلاقة التي حكم من خلالها بومدين، المعتمدة على العلاقة الشخصية المباشرة، مع من كان يسميهم بالأخوة والرفاق. غادر بومدين صغيرا، عائلته الفقيرة (سبعة أخوة واخوات)، التي كان بكرها من الذكور، للدراسة في قالمة، بدءا من المرحلة الابتدائية. فلم يعرف دفء العائلة ولا حنان الأم التي بقي مرتبطا بها عاطفيا بقوة. حرمان عوضه بالتركيز على طلب السلطة التي لم يوظفها للحصول على مكاسب شخصية. فمات الرجل فقيرا، بعيدا بشكل جلي، عن شبهات الفساد، على غرار عائلته التي لم تستفد من وجوده على رأس السلطة، لمدة طويلة نسبيا (13 سنة)، كما حصل مع من خلفوه. قدوة سياسية وسلوك شخصي ما زالت الجزائر في حاجة اليهما وهي تعيش حالة تدهور كبير في القيم السياسية العامة لدى نخبها الحاكمة، تنكرت لبومدين الرجل والسياسي. ترفض ان تتذكره أو تعود الى سيرته حتى بمناسبة ذكرى وفاته.كاتب جزائريناصر جابي |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: هواري بومدين الأربعاء 27 ديسمبر 2017, 9:31 pm | |
| 39 عاما على غياب رجل بحجم أمة .. في ذكرى رحيل الرئيس هواري بومدين !! د. عبدالقادر فارس في مثل هذا اليوم وقبل 39 عاما , أي في 27 ديسمبر من العام 1978 , كان الرحيل المبكر للقائد العربي الثائر الكبير الرئيس الجزائري هواري بومدين, باسمه الثوري الحركي , أو " محمد بوخروبة " باسمه الحقيقي , والذي يمكن أن نصفه بأنه زعيم بحجم أمة . كان الرحيل يوما مشهودا في الجزائر , وفي الوطن العربي , وقارة افريقيا , والعالم قاطبه , خسرته الجزائر , مثلما خسرته فلسطين , حيث شارك الرئيس الراحل ياسر عرفات الصديق الحميم للهواري , في جنازته المهيبة بالجزائر العاصمة وقال إنه " شهيد فلسطين" , لأن بوصلة الهواري كانت دائما فلسطين , وكان يعتبر الثورة الفلسطينية الابن الشرعي لثورة التحرير الجزائرية , أو توأمها الذي ولد بعد تحرير الجزائر بعامين , فهو صاحب المقولة المشهورة " نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة " , وذلك في رد على ما تعرضت له فلسطين من ظلم ومؤامرات. تعود بي الذكرى اليوم , وأذكر حين وقفت يومها أنعي الرئيس بو مدين أمام ما يقارب خمسة آلاف طالب في جامعة عنابة باسم فلسطين , فبكيت وأبكيت آلاف الطلبة وأنا أذكر مناقب الراحل الكبير , وما قدمه لبلده ولفلسطين ولأمته العربية والاسلامية , وقارته الافريقية , ومدى الخسارة التي لحقت بنا لغياب هذا الزعيم الكبير , الذي نفتقده , وكان حقا علينا أن نذكره في هذا اليوم ولو بمقال , قد لا يوفيه حقه , ولكنها تذكرة للأجيال , التي يجب أن تعرف تاريخ قادتها العظام. لم يكن بومدين شخصا عاديا , أو قائدا عابرا في تاريخ الجزائر , أو رئيسا كباقي الرؤساء , بل كان زعيما بمعنى الكلمة, وكان رجلا بحجم أمة , فقد تمتع الراحل الكبير بـ " كاريزما " القائد والزعيم , وكان صارما في قيادته العسكرية وفي إدارته السياسية , تسلم أول وزارة للدفاع بعد الاستقلال , وكان عليه بناء جيش قوي ومنظم يخلف جيش التحرير الذي شارك في بنائه , فكان الجيش الوطني الجزائري سليل جيش التحرير مثالا للانضباط والالتزام , من أجل تثبيت مهمة الأمن في بلاد خرجت لتوها من براثن الاستعمار , وعندما رأى أن القيادة السياسية التي تسلمت الحكم من الإدارة الفرنسية , غير قادرة على تسيير البلاد بسبب الصراعات بين أجنحة الحكم ومراكز القوى , كان القرار الأصعب ولأصوب لإنقاذ البلاد قبل وقوع الفتنه , فكان تحركه لاستلام الحكم بالحركة التصحيحية في التاسع عشر من يونيو عام 1965 , وتشكيل مجلس قيادة الثورة الذي باشر تحت قيادة الهواري في تسيير البلاد , ونقلها من مرحلة الثورة إلى مرحلة الدولة , حيث اختار الاشتراكية منهجا اقتصاديا واجتماعيا لإنصاف أبناء الجزائر الفقراء , الذين حرموا من خيرات بلادهم , فكانت الثورة الزراعية والثورة الصناعية والثورة الثقافية , واستطاع في فترة حكمه القصيرة بناء ألف قرية زراعية لصغار الفلاحين , وأنشأ أضخم المصانع , واتجه لخطة التعريب من أجل نزع ثقافة المستعمر , فكانت المدرسة العربية التي ساهم الأشقاء العرب من مصر وسوريا وفلسطين والعراق , في تربية وتعليم النشء الجزائري لغته العربية , ودينه الإسلامي , لأن بومدين كان يؤمن بمقولة شيخ النهضة الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس " شعب الجزائر مسلم *** وإلى العروبة ينتسب" ... هذا النسب والانتماء العربي الذي كان يؤمن به الطالب " محمد بوخروبة " عندما كان يتلقى علومه العربية والإسلامية في الأزهر الشريف بالقاهرة , ظل راسخا في عقيدة الزعيم والقائد هواري بومدين , وكان الاختبار الأول إثر العدوان الإسرائيلي على الدول العربية في مصر وسوريا والأردن عام 1967 , واحتلال صحراء سيناء وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة , ويومها أعلن الهواري وضع كل إمكانات الجزائر الاقتصادية والعسكرية , تحت أمرة قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر , الذي كان الرئيس بومدين يكن له كل التقدير والاحترام ويرى فيه قائدا للأمة العربية , وسافر بومدين إلى موسكو من أجل إعادة تسليح الجيش المصري , وقام بدفع الديون المصرية , ووصلت القوات الجزائرية إلى الأراضي المصرية , لتشارك في حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية على جبهة قناة السويس إلى جانب الجيش المصري , الذي بدأ عبد النصر بإعادة بنائه في انتظار معركة التحرير , لكن الظروف لم تمهله , وكان الرحيل الغامض للزعيم القومي جمال عبد الناصر عندما كان يعقد قمة عربية في القاهرة , للبحث في أحداث أيلول الأسود , والمؤامرة على الثورة الفلسطينية في الأردن , والقضاء على قواعدها في الأحراش والأغوار , وإبعادها عن خط المواجهة مع إسرائيل , لينضم عبد الناصر إلى قائمة العظماء من شهداء فلسطين. وبرحيل عبد الناصر أصبح هواري بومدين , الخليفة الحقيقي لزعامة الأمة العربية , وبدأ ثقل المسؤولية على الزعيم القومي , الذي كان يبني بلاده بيد , ويمد اليد الأخرى لأشقائه في الوطن العربي , دون أن ينسى انتماءه الإفريقي , حيث الدعم الجزائري لحركات التحرر في إفريقيا , لكن الدعم الأول والأخير كان للثورة الفلسطينية , ففتح الهواري أبواب كلياته العسكرية لتدريب ثوار فلسطين , وكان بواخره وسفنه تنقل الأسلحة إلى موانئ بيروت واللاذقية لتصل إلى قواعد الفدائيين في الجولان وجنوب لبنان, وكانت العلاقة الأخوية والثورية المتميزة مع القائد الرمز ياسر عرفات , ووقف بومدين إلى جانب فلسطين وثورتها بكل قوة ضد العدو , وضد كل المتآمرين من أبناء جلدتنا , ولا يمكن أن ينسى شعبنا الفلسطيني دعوة الرئيس الحالي للجزائر عبد العزيز بوتفليقة , الذي كان يشغل وزير خارجية الجزائر في عهد هواري بومدين , ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة , للزعيم ياسر عرفات لدخول الأمم المتحدة وإلقاء كلمة فلسطين لأول مرة من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك , في شهر نوفمبر عام 1974 , ويومها أقلته طائرة الرئاسة الجزائرية من العاصمة الجزائر إلى نيويورك. هذه سيرة ومسيرة قصيرة نذكرها في ذكرى رحيل هواري بومدين بعد 39 عاما من وفاته المفاجئة والغامضة وهو في ريعان الشباب ( 46 عاما ) , ومازال الموت الذي غيب بومدين غامضا , وإن قيل الكثير عن قيام أجهزة مخابرات أجنبية بتسميم الرئيس بسم بطئ , لأنها كان ترى فيه عدوا لمصالحها في المنطقة , وزعيما استطاع أن يجمع حوله الأمة , وأن يقارع الاستعمار والامبريالية والصهيونية , في بلده وفي قارته ولدى أمته العربية والإسلامية , فكان قرار التخلص منه بهذه الطريق الدنيئة , ولم تفلح معها محاولات الأطباء السوفييت حينها , في علاج الجسد الذي أنهكه السم اللعين , الذي قد يكون نفس السم الذي قتل فيه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر , وربما يكون نفس السم الذي قتل به أيضا الزعيم ياسر عرفات , وهم ثلاثة زعماء لم تعرف الأمة العربية مثيلا لهم منذ قيام ثورة يوليو 1952 , وثورة نوفمبر 1954 , وثورة يناير 1965 , شهد لهم الجميع بروح الوطنية الصادقة , والقومية التي ترى في الأمة قوة ومنعة , لم يعرفوا متع الحياة , أو حياة الرفاهية , رجال كبار كبرت بهم دولهم , وقادة عظام عظمت بهم الأمة في وجودهم , وقي غيابهم , وحين شيعوا في جنازاتهم , خرجت الملايين في القاهرة والجزائر وفلسطين , في مشاهد قل أن تتكرر لغيرهم , فشعوبهم أحبتهم لأنهم أحبوها , وضحوا من أجلها , لدرجة أنهم نسوا أنفسهم , عاشوا حياة الزهد , إلى درجة أنه لم يكن لأحدهم قصر أو بيت خاص به , فبيت عبد الناصر كان بيتا عاديا في حي حدائق القبة , أما بومدين فلم يترك لزوجته بيتا تعيش فيه من بعده , ولم يبن بيتا أو قصرا لأهله , وأبو عمار لا يعرف أي فلسطيني أين كان منزله , فقد كان يبيت في بيت الضيافة , أو في مكتبه .. هكذا هم الرجال الرجال القادة الكبار .. وعندما يغيب الكبار , فكل شيء يصغر ويهون , ونأمل أن تكون للذكرى عبرة , لتنهض الأمة من كبوتها , وتعود لها سطوتها وقوتها , وبانتظار قائد عظيم يلم الشتات , ويحيي أمتنا من الموات .. سلام على بومدين يوم ولد , وبوم استشهد , ويوم يبعث حيا . |
|