[rtl]حافظ الأسد.. في ذكرى انقلاب "الحركة التصحيحية" ونكباتها المستمرة حتى اليوم[/rtl]
[rtl]التاريخ:19/11/2016 - الوقت: 12:50م[/rtl]
عمّان ـــــــ خاص
من جبال اللاذقية جاء حاملا معه آمالا بنقل "أهالي الجبل" من حرمانهم إلى سدة السلطة بكافة مفاصلها حتى لو اقتضى ذلك القيام بانقلاب عسكري تحت اسم "الحركة التصحيحية".
ولأن الوصول للسلطة في عالم الجنرالات يعني الخلود الأبدي فيها وفقا لقاعدة "من القصر إلى القبر" لم يشذ الجنرال عن القاعدة التي أتقنها جيدا.
ولد حافظ الأسد عام 1930 في القرداحة التابعة لمحافظة اللاذقية التي تعتبر معقل الطائفة العلوية في سوريا حيث كان يعرف عن هذه الطائفة أنها تنعزل في جبال اللاذقية التي كانت تسمى "جبال العلويين".
في طفولته لم يعرف عنه أي نشاط بارز باستثناء انضمامه لحزب البعث العربي الإشتراكي ثم انتسابه بعد ذلك للكلية الحربية في محافظة حمص، وتخرج بعد ثلاث سنوات بدرجة بكالوريس طيران حربي برتبة ملازم طيار وكان يبلغ من العمر آنذاك 22 عاما.
بعد سقوط حكم العقيد أديب الشيشكلي برز حزب البعث في سوريا، وأختير الأسد للذهاب إلى مصر وروسيا لزيادة خبرته العسكرية كطيار.
حين أعلنت الوحدة السورية المصرية عام 1958 انتقل الأسد للخدمة في القاهرة، وكان حينها برتبة نقيب طيار. وكانت نقطة التحول بالنسبة إليه حين أعلن عن حل حزب البعث فقرر الأسد مع عدد من رفاقه تشكيل تنظيم سري عام 1960 عرف باللجنة العسكرية.
استولت الجنة العسكرية في الحزب على الحكم في سوريا فيما عرف باسم ثورة الثامن من آذار وهو انقلاب عسكري نفذته اللجنة على الرئيس أمين الحافظ، وكان الأسد أحد أقطاب الدائرة الضيقة التي قامت بالانقلاب وتم مكافئته لجهوده بالانقلاب بتعيينه قائدًا للقوى الجوية والدفاع الجوي.
بعد ذلك حصل انقلاب آخر في داخل حزب البعث وكان الأسد أحد الأطراف الفاعلة فيه وكان واضحا أن طموح الأسد وعينه باتت على السلطة وعلى رأس الهرم فيها تحديدا، حيث قاد صلاح جديد والأسد انقلابا عام 1966على القيادة القومية لحزب البعث بقيادة ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ لصالح القيادة القطرية لحزب البعث فتولى جديد الحكم وعين الأسد وزيرا للدفاع.
لم يتوقف طموح الأسد عند حدود تولي حقيبة الدفاع فكان يحيك مؤامرة ويعد انقلابا آخر ضد رفاق السلاح، فظهر الصراع بين جديد وبين الأسد عام 1968، واختلف الطرفان فعليا عام 1970 حين رفض الأسد الانصياع لطلبات جديد ما أجبر جديد إلى الدعوة لمؤتمر طارئ للقيادة القومية للبعث لمحاسبة الأسد، لكنه باغتهم بقيامه بما يسمى "الحركة التصحيحية"، فاعتقل صلاح جديد وكافة القيادات البعثية آنذاك.
بعد نجاح انقلابه العسكري أصبح الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية وأمين عام حزب البعث العربي الإشتراكي والقائد الأعلى للجيش وبقي في السلطة بانتخابات صورية حتى وفاته عام 2000.
خلال توليه للسلطة قمع الأسد جميع الأصوات المعارضة لحكمه وتميزت علاقته بمحيطه العربي بالتوتر فكان على عداء مع العراق وفتور مع الأردن وتدخل في الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 وقاد قبلها بعامين ما عرف بحرب رمضان بمشاركة جيوش عربية ومن بعدها دخلت سوريا في حالة هدنة دائمة مع قوات الاحتلال، كما قاد مجزرة تل الزعتر بحق اللاجئين الفلسطينيين في المخيم عام 1976.
كما دخل في صراع عنيف مع جماعة الإخوان المسلمين في سوريا فقاد كثيرا من عمليات الاعتقال والقتل بحق أبناء الحركة وكانت مجزرة حماة الحدث الأبرز بحق الجماعة حيث دخل الجيش إلى المدينة وقصفها بالطيران قتل أكثر من 30 ألفا من أهلها عام 1982.
استمر الأسد على رأس السلطة ممسكا بزمامها بالحديد والنار في "جمهورية الخوف" حتى استتب له الحكم الذي لم يغادره إلى حين وفاته عام 2000 بسبب مرض ابيضاض الدم الذي كان يعاني منه منذ سنوات.
(البوصلة)