منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية  Empty
مُساهمةموضوع: تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية    تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية  Emptyالثلاثاء 10 ديسمبر 2013, 6:04 pm



تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية 

دكتور/ ماهر محمد سالم
طبيب جراح وكاتب إسلامي 

تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية  123150340962748688_d0e847d6c3_m

صورة ليد تنزف

ظاهرة الشكوى والتداعي: 
لقد كشفت الأبحاث العلمية المكثفة والمتوالية حقائق مذهلة عن تفاعل الجسم البشري لموجهة المخاطر، حال الإصابة بالجرح أو بالمرض،كما تم اكتشاف الخطوط الدفاعية والاستجابات الوظيفية التي تحدث بالجسم حال إصابة عضو من أعضائه بالمرض أو بالجروح. تلك الاستجابات تتناسب مع درجة معاناة العضو تناسبا طرديا؛ فبقدر ما تكون شدة إصابة العضو يكون توجيه طاقات الجسم ووظائفه لمنع استفحال المرض أولا ولتحقيق الالتئام والشفاء التام ثانياً. 
فلو تصورنا إنسانا صحيح البدن يعيش في منطقة نائية حيث لا توجد إسعافات أولية أو رعاية طبية، لو تصورنا هذا الإنسان وقد سقط من مكان مرتفع أو تعرض لهجوم وحش كاسر فأصيب بتهتك في فخذه ونزف دموي مثلا ــ ترى كيف سيتفاعل جسمه تجاه هذا الجرح وتلك الإصابة البالغة لكي يحافظ على حياته وحياة العضو المصاب من خطر النزف والتلوث الذي حدث أولا ثم لتحقيق الالتئام وعودة الأنسجة المصابة لوظيفتها الطبيعية ثانياً؟ 

أولا: سيبدأ الأمر من ذات الجرح حيث أدى تمزق العضلات والأوعية الدموية وتقطع نهايات وجذوع الأعصاب الطرفية إلى انبعاث إشارات ونبضات تمثل في حقيقتها استغاثات صادرة من مكان الإصابة إلى مختلف مراكز الجسم، وتنطلق هذه النبضات على عدة محاور تلتقي كلها عند نقاط رئيسة ومراكز عصبية وحسية من شأنها تحقيق استجابة عامة واستنفار لجميع أجهزة الجسم الحيوية، وهذا هو ما يعرف باسم: الاستجابة العصبية الغدي ـ صماوية.

ثانياً: ستحدث عن ذلك تغيرات مهمة في تفاعلات الاستقلاب****bolic changes وفي وظائف الكليتين والرئتين والجهاز الدوري وأيضا الجهاز المناعي Immunity system لتكون المحصلة النهائية لهذه التداعيات هي توجيه طاقة الجسم البشري ووظائف أعضائه لخدمة العضو المصاب ولو أدى ذلك إلى بذل الأعضاء المختلفة لجزء كبير من مخزونها وحاجاتها الأساسية من طاقة وبروتين لتوفير ما يلزم ذلك العضو من إمدادات دفاعية وبنائية لتحقيق التئامه وعودته لحالته الطبيعية التي كان عليها. 

وقد تبدو هذه المقدمة نوعا من الفلسفة أو الكتابة الأدبية ولكن الحقائق العلمية التي أثبتتها الأبحاث الدقيقة ابلغ بكثير من تلك المقدمة التي تحاول تصوير الواقع الذي يحدث كل يوم، بل كل لحظة في ملايين الأجسام البشرية التي تتعرض للمرض أو الإصابة بالجرح. 

تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية  123150*****20px-sem_blood_cells









"تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية  1231502465250px-gray838]


رسم يوضح شكل و مكان الجهاز العصبى فى جسم الإنسان








تفاعلات الاستقلاب








]1- المحافظة على سلامة الخلايا المحيطة بمنطقة الإصابة والخلايا التي أصيبت إصابة جزئية أدت إلى انتفاخها بالماء لخلل عارض في نفاذية غشائها داخل الصوديوم والماء إليها هذه الخلايا تحتاج لطاقة كبيرة لإصلاح ذلك الخلل ولطرح الصوديوم ومعه الماء الزائد إلى خارج الخلية مع الإبقاء على البوتاسيوم داخلها وهو ما يعرف بعملية المضخة المحلية sodium pump وهي عملية نشطة تحتاج إلى كميات من الطاقة الكيميائية المخزونة في جزئيات مثل أدينوسين الفوسفات الثلاثي.ATP
2- توفير الطاقة اللازمة لإتمام تفاعلات الهدم والبناء والالتئام التي تشتمل على تكوين بروتينيات جديدة وهذه لا تتم إلا بكميات كبيرة من الطاقة.. 
3- نشاط الجهاز المناعي لمقاومة الميكروبات التي قامت بغزو العضو المصاب أو الجسم، وهذا يقتضي اندفاع الخلايا البلعمية وازدياد نشاطها للقيام بابتلاع الميكروبات والأجسام الدقيقة phagocytosis ثم القيام بتصنيع الأجسام المضادة. 
4- توفير الطاقة اللازمة للنشاط الزائد الذي يحدث في مختلف أعضاء الجسم التي تكون في حالة مواجهة للمرض مثل عضلة القلب ونشاط الكليتين وازدياد نشاط الكبد..الخ وهكذا تتضاعف أنشطة الجسم وعملياته الحيوية وهذا يتطلب إمداده بطاقة اكبر. ولتوفير هذه الطاقة يتضافر فعل الهرمونات المختلفة التي تم إفرازها ومن أهم تلك الهرمونات: 
- الكورتيزول-الأدرينالين-والنورأدرينالين-الجلوكاجون-هرمون النمو. 
- الكورتيزول: كما سبق التنويه على أهمية هذا الهرمون فإن لهذا الهرمون تأثيرات عظيمة على جميع المحاور، فعلى محور الجهاز الدوري يدعم فعل الأدرينالين على القلب والأوعية الدموية واستجابات الشعيرات الدموية كما يدعم ثبات الأغشية الخلوية وفعل الكليتين في تنظيم وإدرار الماء والأملاح. كما يكيف تفاعل الجهاز المناعي بما يمنع الإفراط في التفاعلات المناعية. وفي الرئتين يدعم فعل الأدرينالين الباسط للشعبيات الهوائية. 
أما في مجال تفاعلات الاستقلاب (أو الأيض ****bolism) فللكورتيزول فعل هدمي بنائي مهم، ففي الأنسجة الضامة والعضلات والدهون يوجه هدم البروتينات والجلوكوز والدهون لتوفير أحماض أمينية ودهنية وجلوكوز تذهب كلها إلى الكبد وفي الكبد يكون للكورتيزول فعل بنائي يوجه خلايا الكبد لإنتاج الجلوكوز من مختلف مصادره وخاصة حمض اللبنيك lactic acid والألانين الذي يتحول في الكبد إلى جلوكوز وكذا لإنتاج الأجسام الكيتونية من الأحماض الدهنية والجليسرين، كما انه يضاد فعل الأنسولين على خلايا الجسم الخاملة ليمنع اختزانها للدهون والأحماض الأمينية والجلوكوز. 
- الأدرينالين والجلوكاجون: يقومان بهدم الجليكوجين المخزون في الكبد إلى جلوكوز والجليكوجين المخزون في العضل إلى حمض لبنيك glycogenolysis كما يسبب كل هرمون تكسير الدهون إلى أحماض دهنية وجليسرين lipolysis. 
وهكذا تتضافر الهرمونات السابق ذكرها لإحداث عملية هدم واسعة تشمل مخزون الكربوهيدرات والدهون والبروتينيات لتوفير كميات كبيرة من الجلوكوز، والأحماض الدهنية،والجليسرين والأحماض الأمينية.أما الجلوكوز فانه يهدم بعملية (الجليكوليزيس) ثم في دائرة الأكسدة الفوسفورية (دائرة كر يبس) ومنها إلى الأكسدة البيولوجية لإنتاج جزيئات الطاقة العالية كيميائيا ومعظمها الأدنيوسين الثلاثي الفوسفات ATP. 
أما الأحماض الدهنية والأمينية فإنها أيضا تكسر إلى أن تدخل في دائرة كر يبس لإنتاج جزئيات الأدينوسين الثلاثي فوسفات أو يتم تحويلها في الكبد إلى الجلوكوز عملية (الجلوكزنيوجنيزيس gluconeogenesis) الذي يصب في الدم إلى حيث ينتفع به في توفير الطاقة الكيماوية كما سبق توضيحه.وأيضا يتم الانتفاع بالأحماض الأمينية في بناء بروتينيات جديدة للجهاز المناعي من أجسام مضادة وخلايا دفاعية ولتصنيع جزئيات النسيج الضام اللازم لعملية الالتئام.








-هرمون النمو (GH)Growth hormon: 
تفرزه الغدة النخامية من الفص الأمامي بتأثير هرمون: منشط هرمون النمو الذي تفرزه تحت المهاد استجابة للتوتر والمرض ولهذا الهرمون مفعول مهم في تنشيط العديد من"عوامل النمو" Growthfactors وأهمها مادة " السوماتومدين" Somatomedin في الكبد وأنسجة العضو المصاب، تلك العوامل البناءة تنشط تكون الأنسجة الضامة ونموها كما أنها تنشط إفراز هرمون "الاريثروبويتن" Erythropoitin Hormon الذي ينشط نخاع العظام لإنتاج كريات دم حمراء جديدة. 
وهكذا يؤدي هرمون النمو دورا مهما لتشجيع البناء والالتئام واستعادة ما فقده العضو المصاب أولا ثم ما فقده سائر الجسد بعد ذلك. 
وبذلك يتضح لنا تداعي الجسم البشري لمواجهة المرض أو الجرح الحادث لعضو من أعضائه، ولقد استخدمنا كلمة تداعي وتداعيات لأننا لم نجد لفظا في اللغة العربية اكثر تعبيرا لما يحدث في الجسم من ذلك اللفظ ولو أردنا الاستعاضة عنه لاحتجنا إلى أفعال عديدة لوصف ما يحدث.





من الإعجاز العلمي والطبي في السنة المطهرة: 
ما روي عن النبي (صلى الله عليه و سلم) عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى" (صحيح البخاري 4/93 رقم 6011 كتاب الأدب ط المكتبة السلفية. وصحيح مسلم 4/1999 رقم 2586 كتاب البر والصلة ط دار إحياء التراث العربي – بيروت، مسند الإمام احمد 4/270) رواه البخاري ومسلم وأحمد في مسنده وهذا لفظ مسلم(صحيح مسلم – دار إحياء التراث العربي 1972م). 
ولفظ البخاري ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى عضواً تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى(صحيح البخاري،دار القلم – بيروت – 1980م) ورواية احمد "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم مثل الجسد إذا اشتكى منه شئ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (مسند الإمام احمد بن حنبل – دار المعارف مصر 1980م) 
يخبر النبي (صلى الله عليه و سلم) بما يجب أن يكون عليه حال المسلمين وحال الأمة الإسلامية من تواد وتعاطف وتراحم؛ ولكي نفهم وندرك درجة هذا التراحم؛ ضرب لنا النبي (صلى الله عليه و سلم) مثالا من أنفسنا وهو مثال الجسد الواحد وما يحدث فيه عندما يشتكي عضو من أعضائه. واخبرنا بأن الجسد يتداعى كله بالسهر والحمى من أجل هذا العضو ؛ ولن يتوقف التداعي حتى تتوقف شكوى ذلك العضو. 
والنبي (صلى الله عليه و سلم) بما أوتى من جوامع الكلم، وصف لنا ما يحدث في جملة شرطية قصيرة فعل الشرط فيها:اشتكى، وجواب الشرط تداعى،فكان الإعجاز علميا ولغويا وبلاغيا. 
إعجاز علمي: في أخباره (صلى الله عليه و سلم) بحقيقة ما يحدث في الجسم البشري وما لم يكشف عنه العلم إلا حديثا ومنذ سنوات لا تتعدى العشرين. 
إعجاز لغوي: استخدامه (صلى الله عليه و سلم) كلمات تصف حقيقة ما يحدث بجميع معانيها الواردة في اللغة ولا توجد في لغة العرب كلمة واحدة تجمع حقيقة ما يحدث في الجسم البشري حال المرض إلا هذه الكلمات: اشتكى- تداعى. ولو بحثنا عن أفعال أخرى لتصف حقيقة ما يحدث لاحتجنا إلى عدة أفعال مكان الفعل الواحد"تداعى" مثلا(أبو الفضل جمال الدين محمد بن منظور الإفريقي المصري – كتاب لسان العرب دار صادر – بيروت) 
وإعجاز بلاغي: في اختيار أسلوب التشبيه الذي يراه كل مسلم ويحس به كل إنسان في حقيقة نفسه، وما من إنسان إلا وقد مرت به تجربة الشكوى والألم في عضو واحد من أعضائه ولو كانت شوكة شاكته في إصبعه فنتج عنها تورم والتهاب مثلا وصاحب ذلك إحساس عام ومعاناة شملت كل جسمه. 
إلا أن تخصصنا هنا ينحصر في وصف الإعجاز العلمي فهل وصف النبي (صلى الله عليه و سلم) أمرا لم يكن يعرفه أهل العلم في زمانه؟! 
نقول نعم، لا في زمانه ولا بعد زمانه (صلى الله عليه و سلم) بقرن أو عشرة قرون أو ثلاثة عشر قرنا، بل بعد اكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان؛ فالحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا المجاز فهل حقا يشتكى العضو على الحقيقة ؟ وكيف يشتكى العضو بلا لسان؟ وهل كان الناس يفهمون أن الشكوى على الحقيقة ؟؟








إن من يقرأ حقيقة ما يكشفه العلم من انطلاق نبضات عصبية حسية من مكان الإصابة والعضو المريض إلى الدماغ والى مراكز الحس والتحكم غير الإرادي وانبعاث مواد كيماوية وهرمونات من العضو المريض وبمجرد حدوث ما يهدد أنسجته، ومع أول قطرة دم تنزف أو نسيج يتهتك أو ميكروب يرسل سمومه بين الأنسجة والخلايا. تذهب هذه المواد إلى مناطق مركزية في المخ والأعضاء المتحكمة في عمليات الجسم الحيوية. 
إن من يعرف هذه الحقائق لا يستطيع إلا أن يصفها بأنها شكوى على الحقيقة وليست على المجاز،وإلا فما هي الشكوى؟ الاشتكاء لغة: إظهار ما بك من مكروه أو مرض ونحوه، قال الشاعر: 
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ولكن تفيض الكأس عند امتلائها 
أليست هي إخبار وإعلام واستغاثة من ضرر أو نازلة ألت بالشاكي، ولمن تكون الشكوى لغة؟ أليست توجه للجهة التي يظن أنها تتحكم في مجريات الأمور وتملك من الإمكانات ما تنقذ به الشاكي وترفع عنه ما ألم به وما نزل به من ضرر؟ 
إن الساعد الأيمن مثلا إذا أصيب بالمرض فإنه لا يوجه شكواه إلى الساعد الأيسر أو إلى الرجل اليمنى لأنها لا تملك توجيه وظائف الجسم لمواجهة المرض، وإنما تنطلق النبضات والإشارات والهرمونات إلى المراكز الحيوية بالدماغ وهي التي توجه سائر الجسد لإغاثة العضو المشتكي. 
وإذا اشتكى العضو تداعى سائر الجسد لشكواه والتداعي يحدث بمجرد الشكوى فان لم توجد شكوى لم يوجد تداع (إذا اشتكى... تداعى).








وهذا ما يحدث فعلا وبجميع معاني التداعي الواردة في اللغة العربية: 
1- فهو ما يدعو بعضه بعضا؛ مراكز الإحساس تدعو مراكز اليقظة والتحكم فيما تحت المهاد التي تدعو بدورها الغدة النخامية لإفراز الهرمونات التي تدعو باقي الغدد الصماء لإفراز الهرمونات التي تحفز وتدعو جميع أعضاء الجسم لتوجيه وظائفها لنجدة العضو المشتكي وعلى النحو الذي سبق وصفه في أول البحث. 
2- وهو يتداعى بمعنى يتوجه بطاقته لخدمة المشتكي، فالقلب مثلا يسرع بالنبضات لسرعة تدوير الدم في الوقت الذي تنقبض الأوعية الدموية بالأجزاء الخاملة من الجسم وتتسع الأوعية الدموية المحيطة بالعضو المصاب لكي تحمل له ما يحتاجه من طاقة، وأوكسجين، وأجسام مضادة، وهرمونات، وأحماض أمينية بناءة، هي خلاصة أعضاء الجسم المختلفة كالكبد، والغدد الصماء، والعضلات ومختزن الدهون أرسلت كلها لإمداد العضو المريض بما يحتاج لمقاومة المرض ومن ثم الالتئام. 
3- وهو يتداعى بمعنى يتهدم وينهار فيبدأ بهدم مخزون الدهن ولحم العضلات (البروتينيات) لكي يعطي من نفسه لمصلحة العضو المصاب ما يحتاجه وما ينقصه ويظل الجسم متوهجا بعملية الهدم هذه إلى أن تتم السيطرة على المرض ويتم التئام الأنسجة المريضة أو الجريحة، ثم بعد ذلك يعود الجسم لبناء نفسه. 
والهدم يستمر إلى درجة تتناسب مع قوة المرض لدرجة أن العلماء حسبوها وقدروها في كل حالة ووجدوا تناسبا بين مقدار ما يفقده الجسم من وزنه وشدة إصابة العضو،واكتشفوا أن عملية الهدم هذه ربما وصلت إلى درجة انهيار الجسم انهيارا تاما وتهدمه إلى اقل من نصف وزنه في حالات الإصابة الشديدة حتى لربما انتهى أمره بالوفاة في حالة تعرف بالحالة الانهدامية المفرطة 
ولم يكتشف العلم الحديث حقيقة واحدة تعارض ظاهر النص أو باطنه أو تسير في نسق بعيد عنه بل كان النص وصفا دقيقا جامعا شاملا لحقيقة ما يحدث، بل ما كان يجهل وضحه العلم الحديث على أنه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى تأويل.








وهكذا أثبت العلم الحديث ظاهرة التداعي والانهدام التي تحدث في الجسم البشري حال المرض والإصابة فعندما يصاب عضو من الأعضاء بجرح أو مرض فإن هذا العضو يشتكي ما ألم به، هذه الشكوى تتمثل في إشارات تنبعث منه إلى مراكز الجهاز العصبي الرئيسية التي تتحكم في وظائف الأعضاء، فتستجيب هذه المراكز بإرسال الأوامر إلى الغدد والأجهزة الحيوية فتحدث حالة عامة من الاستنفار الذي يكون من نتائجه توجيه جميع الطاقات والعمليات الحيوية لخدمة العضو المصاب وإمداده بما يحتاجه لمواجهة المرض بدءاً بمحاصرة مصدر الخطر وكفه عن الانتشار و من ثم القضاء علية إن أمكن ثم تحقيق الالتئام حتى يعود العضو إلى حالته المستقرة وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق محمد صل الله عليه وسلم في حديث بليغ جامع هو: "ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". 
وهكذا تأكد تداعي الجسد لإصابة عضو من أعضائه من واقع الكشوف العلمية وتبين أنه إذا أصيب عضو من الأعضاء اشتكى، فإذا اشتكى عضو استجاب سائر الجسد وتداعت كل أجزائه من أجل نجدة العضو المصاب، ويستمر ذلك التداعي إلى أن تنتهي شكاية العضو ويتحقق شفاؤه. 
وتوجه الشكاية بصور متعددة خاصة إلى مراكز الجهاز العصبي الرئيسية فتنبهها لكي تؤدي دورها المهم في دعوة سائر أعضاء الجسم لخدمة العضو المصاب. 
وتعتبر الاستجابات الناتجة من تنبيه تلك المراكز وعلى الأخص مركز التكوين الشبكي ومركز النظام الساقيReticular formation & limbic System محوراً ضرورياً ومهماً لمواجهة الأحوال التوترية والضغوط التي يتعرض لها المصاب ويمكن القول بأن محصلتها هي إرسال وتأمين الأنشطة التي تحقق: 
أ - الانتباه التام واليقظة المستمرة لمراكز المخ العليا. 
ب - تنبيه الجهاز العصبي التعاطفي Sympathetic Nervous System ورفع درجة توتر العضلات وحساسيتها. 
وبذلك تكون المحصلة هي سهر الجسم والعقل واستنفارهما في حالة يقظة مستمرة أثناء المرض أو الإصابة.(2) 
كذلك فإنه بمجرد وصول الإحساس بالمرض أو الإصابة الحادثة- لعضو ما- إلى مراكز المخ العليا يحدث الآتي: 
1- يتم تنبيه وتوجيه المراكز المختلفة السابق ذكرها بنفس القدر ولكن من مسارات مختلفة وبذلك يتحقق ضمان نشاط الجميع في آن واحد مع الاستمرارية ـ مثلاً عندما تتنبه مراكز ما تحت المهاد فإنها تنبه مراكز المخ العليا وفي ذات الوقت تتلقى منها التنبيهات التي تضمن استمرارية وتحور نشاطها والعكس صحيح عند تنبه مراكز المخ العليا أولاً). 
2- ترسل إشارات إلى مراكز الذاكرة كما تصدر منها إشارات مع الاستعانة بالخبرة السابقة لتوجيه التصرف المناسب ـ على مستوى الشعور واللاشعور ـ حيال المرض أو الجرح مسترشداً بسابق التعرض للظروف المشابهة، والدليل على ذلك تحسن استجابة وتصرف الجسم الذي سبق تعرضه عن الذي لم يسبق له التعرض، وفي الإنسان والحيوان وبعض الكائنات الأدنى أدلة علمية كثيرة على قيمة الذاكرة وسابق التعرض في توجيه تصرفات الجسم ومقاومته بصورة أفضل.








أولاً : السهر وفائدته: 
السهر لغة هو الأرق ولو عرّفناه علمياً من واقع دراسات علم وظائف الأعضاء لقلنا إنه حالة من النشاط في وظائف الجسم الحيوية على صورة أعلى من أحوال اليقظة العادية.








ما هو السهر الذي يحدث في هذه الظاهرة- ظاهرة التداعي-؟ 
إن ما يحدث في حال المرض أو الإصابة من تنبيهات متشابكة ومتبادلة بين مراكز ما تحت المهاد Hypothalamic centers . 
ومراكز النظام الشبكي المنشط reticular-Activation System والجهاز العصبي العاطفي Sympathetic N. Sysetm ليضمن بقاء الجسم كله في حالة من السهر الوظيفي بمعنى استمرار نشاط جميع الأعضاء في حالة استنفار وعمل دائبين، يحدث ذلك ولو بدا للمشاهد أن المريض نائم، ولو أغمض العينين أو تاه الوعي، وفي بعض إصابات الرأس الشديدة يظل المريض في غيبوبة عميقة لمدة طويلة، ومع ذلك يكون سائر الجسد في حالة قصوى من السهر، يشهد بذلك ما سبق ذكره في الجزء الأول من البحث عن التداعيات المختلفة وحالة النشاط المستمرة التي يكون القلب والجهاز الدوري والتنفسي وتفاعلات الاستقلاب النشطة من هدم وبناء ونشاط الكليتين والكبد والغدد الصماء، والنشاط الفائق في جهاز المناعة بل وحتى نخاع العظام. 
ولا ينام الجهاز العصبي اللاشعوري أبداً، بل تظل مراكز الجهاز العصبي المتحكمة في الوظائف الحيوية في حالة نشاط مستمرة وإن حدث النوم الذهني فإنه لا يكون نوماً على صورة النوم في الأحوال العادية بل إن العين تغمض لكن الجسم يقظان.








فليس السهر إذن بسبب الألم كما قد يظن العوام ولكنه- كما أوضحنا أعلاه- عملية مستقلة ومهمة ولابد منها لمواجهة المرض؟ وهو محصلة التنبيهات المتبادلة في الجهاز العصبي بين المراكز المختلفة، وللسهر مركز مستقل يشرف عليه ويضمن استمراره، موجود في التكوين الشبكي كما ذكرنا فما هي فائدته؟
لو تصورنا حدوث النوم بمعناه الوظيفي في حالة المرض لعرفنا فائدة السهر. 
إن النوم هو حالة من الخمول والتباطؤ في وظائف الأعضاء يتم أثناءها خمول التفاعلات والتبادلات واختزان الطاقة وإحلال البناء في داخل الأعضاء أي أنه حالة من الراحة والتراخي داخل كل عضو، فالقلب مثلاً يتباطأ في معدل وقوة انقباضه، والعضلات تنبسط وترتخي ومعدلات التفاعلات الاستقلابية تهبط، بل وحتى حرارة الجسم تميل للانخفاض، وكذا كل وظائف الجسم. فهل يتناسب ذلك مع وجود عضو مصاب يحتاج لمواجهة سريعة لمنع استفحال الإصابة ولتحقيق الالتئام؟ بالطبع لا ولو حدث النوم في مثل ذلك لكان في ذلك فشل ذريع في مواجهة استفحال المرض وتهديد حياة العضو والجسم بأسره تماماً كما لو أغار الأعداء على بلدة بالليل فقال أهلها: إن هذا وقت النوم فلنرد عليهم في الصباح!! 
ولهذا يحدث النوم كركن أساسي ومهم لمواجهة المرض وهذا ما بينته الأبحاث في علم وظائف الأعضاء.








ثانياً: الحمى: 
الحمى التي تحدث في حال المرض وتعرف بارتفاع درجة حرارة الدم عن المستوى الطبيعي (37 درجة مئوية تقريباً) كيف يضبط الجسم درجة حرارته؟ 
جدير بالذكر أن ثبات درجة الحرارة يتم عن طريق مراكز خاصة في المخ في مراكز ما تحت المهاد حيث تحتوي هذه المراكز على خلايا عصبية خاصة تستشعر درجة حرارة الدم فإذا ارتفعت حرارة الدم عن المستوى الطبيعي تنبهت الخلايا الخاصة بإنقاص درجة الحرارة فترسل إشارات إلى الجهاز العصبي اللاإرادي مؤداها أن ترتخي العضلات وجدران الأوعية الدموية السطحية موجودة بالجلد والأغشية المخاطية وتنبه الغدد العرقية لإفراز كميات من العرق وعن طريق انتشار الحرارة وتبخر العرق تتناقص درجة حرارة الدم إلى المستوى المطلوب كما تقل الطاقة الحرارية المنبعثة من توتر العضلات حيث إنها ترتخي في حال الحمى، هذا إلى جانب الشعور بالحر الذي يدفع الشخص إلى التخفيف من ملابسه واللجوء إلى مكان بارد، كذلك يحدث العكس في حال انخفاض حرارة الدم عن معدلها الطبيعي حيث تتنبه مراكز اكتساب الحرارة التي ترسل إشارات تسبب زيادة توتر العضلات وارتعادها (رعدة البرد) وانقباض الأوعية الدموية الجلدية فلا يمر من خلالها الدم وينتصب شعر الجلد ليكون طبقة هوائية بينية عازلة فيقل فقدان الحرارة من سطح الجلد، وفي الوقت نفسه تتولد حرارة من انقباض العضلات أضف إلى ذلك الشعور بالبرد الذي يدفع صاحبه إلى الإكثار من الدثور واللجوء إلى الأماكن الأكثر دفئاً. 
تلك هي العمليات التي تحدث للمحافظة على درجة حرارة الدم والجسم رغم تغير الظروف والأحوال المناخية أو البدنية.








كيف تحدث الحمى؟ 
هذه الدرجة (37م) هي أنسب درجة لوظائف الجسم وعملياته الحيوية في معدلها الطبيعي وتحت الظروف العادية، وقد تأهلت مستشعرات الخلايا الموجودة في مراكز تنظيم الحرارة لضبط حرارة الجسم عند ذلك المعدل، فإذا حدث تغير في درجة استشعار تلك المراكز بحيث لا تنتبه إلا عند درجة حرارة أعلى (مثلاً39م) فإنها تتعامل مع درجة (37م) على أنها درجة برودة ـ أي منخفضة ـ فتتنبه مراكز اكتساب الحرارة لرفع درجة حرارة الدم وهذا يفسر الرعدة والشعور بالبرد اللذين يحدثان قبيل ارتفاع الحرارة في حال الحمى، واللذان يستمران حتى تصل الحرارة إلى المعدل الجديد الذي انضبطت عنده مراكز استشعار الحرارة مؤقتاً بسبب المرض وهي تختلف باختلاف نوع المرض وشدته. 
والحمى تحدث في حال المرض سواء كان جرحاً أو غزواً ميكروبياً أو مرضاً داخلياً كالسرطان مثلاً، أما سبب الحمى فإنه نابع من مكان المرض حيث أدى التفاف الخلايا البلعومية والخلايا المناعية الأخرى حول العضو المصاب أو المريض وتفاعلها ضد الميكروبات والأجسام الغريبة إلى تصاعد مواد تعرف باسم "البيروجينات" من الكريات البيضاء ومن أنسجة العضو المصاب أهمها يعرف باسم "إنترليوكين1"








ما الذي تفعلة البيروجينات؟ 
تسري البيروجينات في الدم وتصل إلى مراكز ضبط الحرارة في المخ (مراكز خاصة تحت المهاد) لتؤثر في خلاياها تأثيراً يغير استشعارها لحرارة الدم بحيث تتنبه مراكز فقدان الحرارة عند درجة أعلى من الطبيعي فتأخذ حرارة الجسم في الارتفاع إلى أن تصل درجة الحمى (38،39أو 40م) تبعاً لدرجة تأثير البيروجينات والتي يختلف تأثيرها باختلاف المرض وإلى درجة مقاومة الجهاز المناعي له. 
أى أن الحمى أساساً تحدث كجزء من تفاعل الجسم البشري لمواجهة المرض أو الإصابة، وهذا ما اثبته العلم أخيراً، وقد كان المعتقد أن الحمى تحدث بتأثير المرض الداخل إلى الجسم وبسبب مواد متصاعدة من ميكروباته (بيروجينات خارجية).(1، 2)
[







فعل هرمون الغدة الدرقية: 
ذكرنا في أول البحث أن الغدة النخامية تفرز هرموناً (منشط الدرقية) ضمن ما تفرزه من هرمونات بتأثير الاستجابة الغدي صماوية للمرض أو الجرح وهذا الهرمون ينشط الغدة الدرقية لإفراز هرمون الدراق (الثيبوكسين وثلاثي أيود الثيرونين)، ولهذا الهرمون دور مهم في رفع معدل الاستقلاب الأساسي (Basal ****bolic rate) وزيادة نشاط التفاعلات الاستقلابية ورفع درجة حرارة الجسم ودعم فعل (الأدرينالين) على الأنسجة الطرفية والجهاز الدوري.








فوائد الحمى: 
إلى الآن لم يحط بها العلم إحاطة كاملة، وما زال الدور الكامل الذي تؤديه الحمى سراً لم يتم الكشف إلا عن بعض جوانبه، فما هي الفوائد التي تم الكشف عنها ؟ وهل للحمى تأثير متناسق مع تداعيات الجسم المختلفة ؟ 
أولاً : من الحقائق الكيميائية الثابتة أنه كلما ارتفعت درجة الحرارة المحيطة بتفاعل ما، كلما تسارعت معدلات ذلك التفاعل ونشطت وتضاعفت، وتناقص الزمن اللازم لإتمامها، وإذا انخفضت درجة الحرارة خملت التفاعلات وصارت بطيئة متكاسلة واحتاجت زمناً أطول لإتمامها، ولقد رأينا أنه في حال المرض يحتاج الجسم لتسارع التفاعلات الاستقلابية المختلفة، فيكون ارتفاع الحرارة عاملاً مساعداً ومهماً لتنشيط هذه التفاعلات وزيادة سرعتها ؟ ولقد حسبت معدلات الاستقلاب في حال الحمى، ووجد أن هذه التفاعلات تزداد 10% كلما ارتفعت درجة حرارة الجسم درجة مئوية واحدة عن الطبيعي.(15) 
ثانياً: قد علمنا أن الجسم يتعرض في حال المرض أو الجرح لغزو ميكروبي تشكل البكتيريا النسبة العظمى منه، وتنقسم البكتيريا وتتزايد في أنسجة العضو المصاب مستغلة الهبوط الاضطراري والمؤقت في جهاز المناعة والذي يحدث في أول المرض وتقوم البكتيريا بإفراز السموم، وإذا وصلت إلى الدورة الدموية انتشرت في الجسم واستقرت في أماكن أخرى عديدة، وهي في كل الأحوال تنقسم وتتكاثر وقد تفرز سمومها- هذا التكاثر يبلغ أعلى مداه عند درجة حرارة أقل بقليل من حرارة جسم الإنسان (25-37م)- فإذا حدثت الحمى وارتفعت حرارة الجسم بسبب تفاعل الخلايا المناعية مع هذه البكتيريا فوصلت إلى 38، 39أو 40م مثلاً فإن هذه الحرارة العالية تعتبر عاملاً مدمراً ومحاصراً للبكتريا التي يقل معدل تكاثرها وانقسامها وتصاب أنشطتها بالخلل، وربما اضمحلت وماتت. 
ثالثاً: تحتاج أنسجة الجسم لأكبر قدر ممكن من جزيئات الأكسجين لإتمام تفاعلاتها في حال المرض ، هذا الأكسجين يصل إلى الأنسجة محمولاً على الهيموجلبين الموجود في كريات الدم الحمراء، ولايفارق الأكسجين الهيموجلبين إلا عند ضغط غازي معين وظروف أخرى، وارتفاع الحرارة يعدل من معدل افتراق الأكسجين عن الهيموجلبين بحيث يتركه إلى الأنسجة عند الضغط أقل وبنسبة أكبر. 
إلا أننا لا نستطيع القول بأن جميع درجات الحمى مفيدة، ذلك أن خلايا المخ تتأثر بدرجات الحرارة العالية (أكثر من 40م) وتتعطل وظائفها عند أكثر من 42م، وتستحيل حياة الجسم البشري عند درجة أعلى من 44 درجة مئوية.





الإعجاز العلمي الوارد في حديث السهر والحمى: 
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " رواه البخاري ومسلم.








قد شرحنا في أول البحث أوجه الإعجاز التي أثبتها العلم لهذا الحديث الشريف الذي جمع أبواباً واسعة من علم وظائف الأعضاء وأشار في دقة متناهية إلى ظاهرة الشكوى والتداعي والآن نلقي الضوء على جانب الإعجاز في ذكر ظاهرة السهر والحمى: 
لو تأملنا قوله صل الله عليه وسلم " تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " لفهمنا- من الحديث فقط- أن التداعي إنما يحدث بواسطة حدوث السهر والحمى كما يبينه استخدام حرف الجر "ب" فالسهر والحمى هما الوسيلتان اللتان يحدث بهما التداعي ، وأن السهر يحدث قبل الحمى وإن كانت الحمى تتبعه فوراً وبمصاحبته كما يبينه استخدام حرف العطف "و" وكما يقال : جاء محمد وعلي. 
فمن هذه الصياغة اللغوية نفهم أن حدوث التداعي، بالسهر والحمى يأتي بدون السهر بصورة متلازمة ومتزامنة وأن كلاً منهما لا ينفك عن الآخر ولا يحدث وحده، فالتداعي لا يكون بدون السهر ولا حمى. 
وهذا ما أوضحناه علمياً وما أكده وأثبته أهل العلوم الطبية من دون سابق علم لهم أو اطلاع على الحديث الذي قاله محمد صل الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة. 
ولربما تسائل إنسان: ألم يكن معلوماً من قديم ومما هو مشاهد في كل حين أن المرض يسبب السهر والحمى؟ 
والإجابة: نـــعـم! 
كل الناس من قديم كانوا يعرفون أنه إذا أصُيب عضو، أصيب سائر الجسد بالحمى، نعم هذا معروف ، والسهر كان أيضا معروفاً في بعض الأحوال، وإن كان الظاهر في أحوال أخرى أن المريض يرقد وينام أحياناً حتى يتماثل للشفاء. 
ولكن الحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا على المجاز. 
وبحدوث السهر أولاً أيضاً على الحقيقة وبكل ما يحمله معنى السهر الحقيقي سهر الجسد كله كما ورد في النص " تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". 
والحمى تأتي مع السهر وبعد أن يبدأ السهر، والسهر يحدث حتى ولو كان المريض نائماً، حتى ولو كان في غيبوبة؟! هذا ما نفهمه من ظاهر الحديث. 
والجسم يتداعى والتداعي يحدث بمجرد الشكوى فإن لم توجد شكوى لم يوجد تداع " إذا اشتكى... تداعى "








]والتداعي لغة يعني: 
1- دعى بعضه بعضاً من الدعوة أي النداء. 
2- ويعني: تجمع وأقبل من جهات شتى كما في قول الرسول صل الله عليه وسلم " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم تداعي الأكلة على قصعتها" . 
3- ويعني: تهدم وانهار وهزل- يقال : تداعت الحيطان للخرب- أي تهدمت، وتداعت أبل فلان أي اشتد هزالها (10)0 
4- ويعني: استعد وتجهز يقال تداعوا للحرب أي اعتدوا. 
فالتداعي بمعنى دعا بعضه بعضاً يصف حقيقة ما يحدث في أول المرض أو الإصابة، والتداعي بمعنى التجمع والمسارعة هو: حقيقة ما يحدث من جميع أجهزة الجسم من توجه بكل أنشطتها وعملياتها الحيوية لخدمة العضو ا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تداعي الجسد لإصابة عضو معجزة نبوية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجسد والنفس والروح
» انقلاب أضاع أمة وحقق نبوءة نبوية
» التلبينة ... وصفة نبوية بفوائد لا تعد ولا تحصى
» لغة الجسد ..
» فلسفة الجسد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: