ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: في بيوتنا.. وأد للبنات! السبت 14 ديسمبر 2013, 11:33 am | |
| [rtl]في بيوتنا.. وأد للبنات![/rtl]
[rtl][
ما يثير الدهشة ويبعث على التساؤل، المواقف غير الإنسانية من وجود البنت، التي ما زالت متعددة ومتعارضة، تنطوي دائماً على قدر كبير أو صغير من التوتر: إما لجهل الآباء وتعسفهم، أو لما يعانونه أنفسهم من انحرافات نفسية عميقة.. البعض ما زال يتمسك بالقيم البالية القديمة، أو المعتقدات الموروثة الخاطئة، في التحيز والمفاضلة لجنس دون الآخر، والبعض الآخر ليرحب ويهلل بالمولود الذكر، بينما تلقى ولادة البنت غير قليل من سوء الترحيب، أو الشعور بخيبة الأمل! هذا الترحيب غير الإنساني، يزيد من شقاء البنت وكآبتها، يتعارض وقيمنا الدينية والخلقية، التي لا تميز بين الذكر والأنثى، ويخالف الحقائق الطبية العلمية، التي تؤكد أن خلية الأب هي المسؤولة الأولى عما في رحم الأم من -ذكر أو أنثى- مثل هذه المواقف، تعود بنا إلى عصور الظلام والجاهلية الأولى، مصداقاً لقوله تعالى}وَإِذَا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاُنْثَىَ ظَلّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىَ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوَءِ مَا بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىَ هُونٍ أَمْ يَدُسّهُ فِي التّرَابِ أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ{ صدق الله العظيم: الآيات 58-59 من سورة النحل. أما الدوافع الكامنة وراء هذا الترحيب: أن الوالدين قد ينتظران الوريث الشرعي، الذي هو في اعتقادهما، أقدر على تخليد اسم العائلة من البنت، أو هما قد يضيقان ذرعاً بالأنثى، للصعوبات التي قد تواجهها في الحياة... أو قد يعتقدان أن الولد أقدر على تولي حرفة أبيه من بعده، وفي مد يد العون لهما في الشيخوخة والمرض، إضافة إلى العوامل النفسية اللاشعورية التي تظل تعمل عملها في صميم وجدانهم، كأن تكون الأسرة التي هيأت نفسها على استقبال المولود الذكر، فإذا هي أنثى!! هذه الاعتقادات الخاطئة، قد تضاءلت نسبياً في الأسر الواعية والمتحضرة، فالبنت فيها نالت مساحة واسعة من التعليم العالي، وحظيت بقسط وافر من المساواة والحرية مع الولد، وتبوأت أعلى المناصب في القضاء والسياسة وفي سلك التعليم والطب والهندسة وغيرها، فلم تعد تشعر بسوء مركزها الاجتماعي، فهي تتساوى مع الولد وتتربى تربيته وتعليمه، وتتحمل مسؤولياتها معه، فأصبحت بوعيها لا ترى في الولد إلاّ رفيقا وصديقا في آن واحد. وما يهمنا بهذا الصدد؛ هو شعور البنت، بأنها مخلوق غير مرغوب فيه، فهذا يعمق من شحنتها التوترية، ويؤثر سلباً في مظاهرها النفسية والسلوكية، خاصة إذا كان مركز أمها في الأسرة ضعيف الجانب، أو أن يكون مركز البنت مرتبطاً إلى حد كبير بظروف أسرية أخرى، كأن يكون لها أخوة عديدون، أولها أخ وحيد، أو هي واحدة بين أخوات كثيرات. وبالسياق؛ فإن للتربية البيتية الخاطئة، والبيئة الاجتماعية غير المتجانسة، تأثيراً كبيراً على حياة البنت، فبينما نجد الأسرة تمجد الولد وتعلو من شأنه، تمنحه الإمتيازات التي تحظى دائماً بالود والثناء والتساهل، فالولد مثلاً، يباح له الخروج والعودة إلى المنزل متى شاء، بينما يرفض الآباء السماح للبنت بالخروج، دون المساءلة والتشدد، إلى حد يصل إلى الشك في نواياها... كما أن الأم تريد أن تجعل من ابنتها صورة مصغرة عنها، وإشعارها بأن مصيرها رهن أنوثتها وعفتها. فتعتمد الأم على حصر مهمة البنت، القيام بأعمال المنزل والاهتمام بشؤون الطبخ والجلي والغسيل وغيرها. وعليه؛ فإن ما يخفف من حدة شعور البنت بنقصها، وسوء مركزها الاجتماعي، سوى أن تكون البنت وحيدة بين أخوة كثيرين، أو أن تكون الأخت الكبرى، التي يعترف لها بحق الولاية على الآخرين، أو أن تكون الأخت الصغرى التي غالباً ما تنعم بتدليل الوالدين واهتمامهم... والبنت سواء أكانت راضية عن وضعها الاجتماعي أم غير راضية، فإن الرغبة لديها أن تصبح ولداً، كثيراً ما تراودها في حياتها، نتيجة قيود أسرتها وتعنت والدها! أما واجبات الآباء نحو بناتهم: إزالة الأسباب التي تؤثر سلباً على نفسية البنت، أو على الأقل التخفيف من حدتها، لكي لا تنوء بالقهر والضيم، ولا وتصبح فريسة للثنائيات المتعارضة: «كالحب والكراهية» «الغيرة والحسد» «الاطمئنان والخوف» «الإجلال والإذلال» «السيطرة والخضوع»، فتدفعها إلى ارتكاب زلات وهفوات أو إلى السقوط فيصبح الآباء على ما فعلوه نادمين! والسؤال: لماذا يفاضل الآباء بعقلية متخلفة بين الذكر والأنثى؟ فهل أصبح وأد البنات عندهم سنة متبعة؟!، ولو أننا هنا بصدد «وأد عاطفي» أو «وأد أدبي»، نلقي فيه بالأنثى إلى «حفرة» النقص والوضاعة وحقارة الشأن! أليس هذا التصرف الجاهلي بحق البنت في جملته جريمة إنسانية بشعة، بكل أركانها؟... وما خفى كان أفدح.[/rtl]
|
|